عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 01-06-2012, 11:10 PM   #1
معلومات العضو
(أبو أحمد)

إحصائية العضو






(أبو أحمد) غير متواجد حالياً

الجنس: male

اسم الدولة mexico

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي حكايتي مع الشيخ أبو عبد الله

أطلق أحياناً العنان لقلمي لعلّي ...



لعلّ وعسى ...



وهذه واحدة من الأحيان ... مرة من المرات




كنت أمر من أمامه كل يوم أثناء ذهابي للعمل وكنت أسلم عليه، وأرى شفتيه دائماً تتحرك وكأنه يذكر الله تعالى،


وكانت تعلو وجهه ابتسامة وخلف هذه الإبتسامة كنت أرى وجهاً قد مرّت عليه الأيام وطالت عليه السنين وبدى عليه الحزن،


وفي يوم من الأيام وقد كان لدي قليل من الوقت سلمت عليه كالمعتاد ثم تمالكت نفسي وتجرأت وسألته ما بك يا شيخ، وما هي حكايتك؟


فأجابني والدمع في عينيه:


يا بُنيّْ إنها حكاية طويلة فقلت له وأنا عندي وقت لاستماعها



فبدأ حديثه ـ بحمد الله تعالى ـ وقد تهلل وجهه وكأنه كان ينتظرني أن أسأله عن حاله!


ودعاني للجلوس على كرسي أمام كرسيه حيث كان جالساً وقال:




تزوجت وأنا لم أتجاوز السادسة عشر من عمري من فتاة جميلة جداً تصغرني بسنة واحدة


وكنت أحب زوجتي كثيراً لدرجة الهيمان وهي كذلك كانت تبادرني نفس الشعور والإحساس


ورزقنا الله بولدي عبد الله وبعد سنتين جاءتنا رحمة الله مضاعفة حيث رزقنا الله بعمر وفيصل،


ولقد كبر أبناؤنا الثلاثة على طاعة الله تعالى فقد كنت أنا وزوجتي نتعهد أطفالنا كثيراً من تربية حسنة


راجين الله أن يكونوا لناعوناً عند كبرنا، وكنت أخصص يوماً في الإسبوع وما أسميه بيوم العائلة


وفي ذلك اليوم كنت أبحث مع عائلتي عمّا جرى وحدث لهم في الأسبوع السابق من مشاكل وخلافات وما إلى ذلك


وإبداء وجهات النظر حول القضية التي نتحدث عنها ثم كنت أقوم بإرشادهم لما هو خير لهم في دينهم ودنياهم


وأحياناً أقوم بإلقاء عليهم قصة قصيرة أكون قد أعددتها عن الصحابة رضوان الله عليهم


وعن إسلامنا العظيم


وكيف أن الإسلام يجد حلاً لكل مشكلة مهما كبرت أو صغرت بغض النظر عن نوعها


سواء كانت مشكلة إجتماعية أو ثقافية أو سياسية


أو غير ذلك وكنت أحاول دائماً أن أغرس في نفوسهم حب الله ورسوله، وأن يكونوا مخلصين في حياتهم.




إبني عبد الله درس وتعلم الطب وأصبح طبيباً مشهوراً في المدينة،


وفي يوم من الأيام مرض عبد الله الدكتور ونقلناه للمستشفى وأخبرنا الأطباء بأنه مصاب بالسرطان في دماغه


( وعندها اهتز الشيخ في مقعده وتغير وجهه وكأن إعصاراً قد أصابه) وقال أصبح همي الوحيد في الحياة هو ابني عبد الله فلذة كبدي


وحاولت أن أتذكر ماذا فعلت في صغري فلربما يكون مرض ولدي بسبب معصية كنت أنا قد اقترفتها في الماضي


ولكنني تذكرت قول الله تعالى: ( ولا تز وازرةٌ وزر أخرى) وما هو إلا إمتحان لى، عندها قلت الحمد لله


وما علينا إلا الصبر والإستعانة بالله العظيم، لم يطل مرض عبد الله سوى ثلاثة أشهر فقط فقد استخاره الله تعالى


ولم يبقى لنا سوى ذكراه وابتسامته التي عهدناها على وجهه، وبموت عبد الله شعرت بأنني قد فقدت حياتي


فلم تعد كما كانت وخيم الحزن عليّ وعلى البيت كاملاً



وفي يوم من الأيام جاءني ابني عمر وقال لي بأنه يريد الذهاب لزيارة بلدة مجاورة لبلدتنا مع أصدقائه


فترددت في بداية الأمر في السماح له وبعد توسل كثيرمنه سمحت له ووعدني بأنه سيهتم بنفسه وسيعود مساءً بإذن الله تعالى،


وحضر المساء ولم يعد عمر وأصابنا جميعاً القلق فنحن في إنتظار عودته وكل لحظة تمر علينا كالساعة،


ولم يعد تلك الليلة وفي اليوم التالي وبعد أن أديت صلاة الفجر في المسجد وإذ بأحد أصدقائه


الذين ذهب معم يطرق باب بيتنا ويخبرني بأن عمر قد غرق في بركة السباحة وقد كان يحاول إنقاذ طفل صغير


كان على وشك الغرق،


الله أكبر لقد ضحىّ بنفسه كي ينقذ الطفل الصغير


عندها حمدت الله تعالى وقلت لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون.



وبعد سنتين ماتت زوجتي رفيقة حياتي، ماتت حزناً على أبنائها عبد الله وعمر،


نعم لقد كانت ملتزمة جداً بأوامر الله تعالى ولكن حزنها على أبنائها كان كبيراً جداً يا ولدي.


وأنا الآن أعيش مع ولدي فيصل والحمد لله رب العالمين أنتظر موتي لحظة بلحظة راجياً رب العباد أن يحسن خاتمتي،




ثم اعتدل الشيخ أبو عبد الله في مقعده وقال لي بصوت رزين يا بني أريد أن أوصيك عدة وصاية فأنت ما زلت في مقتبل عمرك:



1) عليك بتقوى الله في كل وقت فهو دائماً يراك


2) عليك بالصلاة في وقتها دائماً ومهما كانت الظروف


3) عليك بغض البصر، عليك بغض البصر، عليك بغض البصر، فسألته ولماذا تكرر ذلك يا شيخ؟


فقال لي يا بني: فتنة الرجل بالمرأة تبدأ دائماً بالنظرة المحرمة، ألم تسمع قول الشاعر


نظرة... فابتسامة... فموعد... فلقاء


وكذلك يقول الله تعالى في كتابه: ( وقل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)


4) عليك بطاعة والديك دائماً ما لم يأمراك بمعصية الله تعالى



هذه قصتي يا ولدي من أولها إلى آخرها!!!!!!!!!!!!!



ولقد وعدت الشيخ أبو عبد الله بأن أدعو له دائماً في صلاتي.


أخوكم أبو أحمد
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة