عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 17-11-2008, 10:13 PM   #9
معلومات العضو
زهراء و الأمل
مشرفة ساحة الأخوات المسلمات والعلاقات الأسرية

افتراضي

جرعات الأمل
نستقيها من لحن من ألحان الحياة
بكل ود نهديه لكم
عندما تفتح عينيك فإذا بأنفاس صبح ندي يقترب منك
يسرق جماله ناظريك يلتقطك برفق و يسلم عليك
و يحتضنك بدفء ليظهر لك فتنة عالم جذاب ممتثلا بين يديك
عالم فيه قرص شمس إستيقضت بقوة لتزيل ظلام ليل و إن طال و تحرقه بأنوارها و تكشف للأحياء عن قوة أسرارها
سخية هي تلك الشمس عندما تمد خيوطها الذهبية
و ترسلها على الوهاد و التلال على الروابي و الجبال
فتتفتح على رونقها الأزهار و تغرد طربا في رباها الأطيار
و تميد مسرورة بها أغصان الأشجار و تسمع بين جنبات صوت الأنهار
هبات النسيم تتسلل لكل منفذ
سماء عالية مرتفعة صافية ممتدة بغير عمد
و أرض طيبة تبسط فراشها لا تبخل به عن أحد
عالم فيه من السحر و الجمال و الإبداع ما يأسر ناظريك
يقول لك بصوت شجي فيه من الطرب ما ترخي له المسامع

يناديك بشوق لتعيش معه لحظات تفكر و تدبر جميلة
تطفئ بها نيران الحسرات
و تدفن ما أحزن فؤادك من الملمات
و تكسر بين جنباته أشواك النكبات
عندما يصيح فيك إنتبه إنه لحن الحياة ينبؤ عن يوم جديد
يدعوك لأن تنعم بالأمل فبه ستكون سعيد
لو تأملت هذا الكون بكل حركاته و سكناته
لعلمت أنه كون مسبح مستبشرواثق مطمئن
يتولد الأمل في زواياه في بريق عينيه
في بسمات ثغره و في نبرات لسانه في رحابة يديه
كل تلك الصور و المشاهد تنبؤك عن الأمل
الذي يبعثه الله في جميع خلقه
و أولهم أنت و أوفرهم منه حظا أنت

إبداعات الخالق المتجددة في الكون تبعث بالأمل
كلما تأملتها و أحسنت قراءت وجناتها إمتلأت عينيك بالإشراق
و غمرت قلبك الأنوار و كساك الإبتهاج من حلله
فتولد الأنس مورقا في روحك و ريحانك
كائنات تعيش جميعها بروح الأمل
لتتقن السير في طريقها و تحسن العطاء و العمل

فكيف لا تستحي أن تعيش الكائنات بروح الأمل
و تقتله حوادث عابرات في قلبك و أنت من أنت حامل رسالة عجزت السماوت و الأراضين عن حملها
وكيف تسمح لخيوط واهية من اليأس أن تعشش في قلبك لتسكنه في لب الوهن
ألا تحس بتلك النملة الصغيرة كيف تسير المسافات تجد في عملها لا تثني عزمها المخاطر التي تحدق بها و هي الضعيفة الهزيلة و هي المعرضة لأي عارض يجعلها أثر بعد خبر
و مع ذلك لا تتوقف تجد و تعمل
بل و تحمل فوقها
ما يزيد عن حجمها
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة