قال الله تعالى : « و السّـٰبقون الأوّلون من
المهـٰجرين و الأنصار و الّذين اتّبعوهم بإحسـٰن
رّضي الله عنهم و رضوا عنه و أعدّ لهم جنّـٰت
تجري تحتها الأنهـٰر خـٰلدين فيهآ أبدا ذٰلك
الفوز العظيم » سورة التّوبة 100
قال العلامة عبد الرّحمٰن السّعدي في تفسير
كلام المنّان :
السابقون هم الذين سبقوا هذه الأمة وبَدَروها
إلى الإيمان و الهجرة و الجهاد ، و إقامة دين الله .
« من المهاجرين » ( الذين ، أخرجوا من ديارهم و أموالهم ، يبتغون فضلا من الله و
رضوانا ، وينصرون الله و رسوله ، أولئك هم
الصادقون ) .
« و » من « الأنصار » ( الذين تبوّؤا الدار
و الإيمان ، - من قبلهم - يحبون من هاجر إليهم ، و لا يجدون في صدورهم حاجة مما
أوتوا ، و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم
خصاصة ) .
« و الّذين اتّبعوهم بإحسان » بالاعتقادات و
الأقوال و الأعمال ، فهؤلاء هم الذين سَلِموا
من الذّم ، و حَصَل لهم نهاية المدح ، و أفضل
الكرامات من الله .
« رضي الله عنهم » و رضاه تعالى أكبر من
نعيم الجنّة .
« و رضوا عنه وأعد لهم جنـٰت تجري تحتها
الأنهار » الجارية التي تُساق إلى سَقْي الجِنان ، و الحدائق الزاهية الزاهرة ، و الرياض الناضرة .
« خـالدين فيها أبدا » لا يبغون عنها حِوَلاً ،
و لا يَطْلبون منها بَدَلاً ، لأنهم مهما تمنوه أدركوه ، و مهما أرادوه ، وجدوه .
« ذٰلك الفوز العظيم » الذي حَصَلَ لهم فيه ، كل محبوب للنفس ، ولذة للأرواح ، ونعيم للقلوب ، و شهوة للأبدان ، وانْدَفَعَ عنهم كل
محذور .