عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 31-12-2016, 08:13 PM   #2
معلومات العضو
رشيد التلمساني
مراقب عام و مشرف الساحات الإسلامية

افتراضي

أخي الفاضل إليك بعض النقول عن أقوال العلماء فيما يخص كلام الله تعالى
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في كتابه " فتح رب البرية بتلخيص الحموية " :
" اتفق أهل السنة و الجماعة على أن الله يتكلم ، و أن كلامه صفة حقيقية ثابتة له على الوجه اللائق به . و هو سبحانه يتكلم بحرف و صوت كيف يشاء و متى شاء ، فكلامه صفة ذات باعتبار جنسه ، و صفة فعل باعتبار آحاده . و قد دل على هذا القول الكتاب و السنة .
فمن أدلة الكتاب قوله تعالى ( و لما جاء موسى لميقاتنا و كلمه ربه ) .
و قوله تعالى ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك و رافعك إليّ ) .
و قوله تعالى ( و ناديناه من جانب الطور الأيمن و قربناه نجيًّا ) .
ففي الآية الأولى : إثبات أن الكلام يتعلق بمشيئته ، و أن آحاده حادثة .
و في الآية الثانية : دليل على أنه بحرف فإن مقول القول فيها حروف .
و في الآية الثالثة : دليل على أنه بصوت إذ لا يعقل النداء و المناجاة إلا بصوت .
و من أدلة السنة قول النبي صلى الله عليه و سلم: " يقول الله تعالى : يا آدم . فيقول: لبيك و سعديك . فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار " .
و كلامه سبحانه هو اللفظ و المعنى جميعاً ، ليس هو اللفظ وحده أو المعنى وحده .
هذا هو قول أهل السنة و الجماعة في كلام الله تعالى "
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
قَوْلُ الْجُمْهُورِ وَ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَ أَئِمَّتِهِمْ :
إنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ وَ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِصَوْتِ كَمَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ وَ الْقُرْآنُ وَ غَيْرُهُ مِنْ الْكُتُبِ الْإِلَهِيَّةِ كَلَامُ اللَّهِ تَكَلَّمَ اللَّهُ بِهِ بِمَشِيئَتِهِ وَ قُدْرَتِهِ لَيْسَ بِبَائِنِ عَنْهُ مَخْلُوقًا .
وَ لَا يَقُولُونَ : إنَّهُ صَارَ مُتَكَلِّمًا بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ مُتَكَلِّمًا وَ لَا أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ حَيْثُ هُوَ هُوَ حَادِثٌ ؛ بَلْ مَا زَالَ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ وَ إِنْ كَانَ كَلَّمَ مُوسَى وَ نَادَاهُ بِمَشِيئَتِهِ وَ قُدْرَتِهِ فَكَلَامُهُ لَا يَنْفَدُ كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ) .
المصدر ( مجموع الفتاوى م 3 ص 91 )
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
الصَّوَابُ الَّذِي عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ - كَالْإِمَامِ أَحْمَد وَ الْبُخَارِيِّ صَاحِبِ الصَّحِيحِ فِي " كِتَابِ خَلْقِ أَفْعَالِ الْعِبَادِ " وَ غَيْرِهِ وَ سَائِر الْأَئِمَّةِ قَبْلَهُمْ وَ بَعْدَهُمْ – أَتْبَاعُ النُّصُوصِ الثَّابِتَةِ وَ إِجْمَاعِ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَ هُوَ أَنَّ الْقُرْآنَ جَمِيعَهُ كَلَامُ اللَّهِ حُرُوفُهُ وَ مَعَانِيهِ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ كَلَامًا لِغَيْرِهِ ؛ وَ لَكِنْ أَنْزَلَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ لَيْسَ الْقُرْآنُ اسْمًا لِمُجَرَّدِ الْمَعْنَى وَ لَا لِمُجَرَّدِ الْحَرْفِ ؛ بَلْ لِمَجْمُوعِهِمَا وَ كَذَلِكَ سَائِر الْكَلَامِ لَيْسَ هُوَ الْحُرُوفَ فَقَطْ ؛ وَ لَا الْمَعَانِي فَقَطْ . كَمَا أَنَّ الْإِنْسَانَ الْمُتَكَلِّمَ النَّاطِقَ لَيْسَ هُوَ مُجَرَّدَ الرُّوحِ وَ لَا مُجَرَّدَ الْجَسَدِ ؛ بَلْ مَجْمُوعُهُمَا . وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَتَكَلَّمُ بِصَوْتِ كَمَا جَاءَتْ بِهِ الْأَحَادِيثُ الصِّحَاحُ وَ لَيْسَ ذَلِكَ كَأَصْوَاتِ الْعِبَادِ لَا صَوْتِ الْقَارِئِ وَ لَا غَيْرِهِ . وَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لَا فِي ذَاتِهِ وَ لَا فِي صِفَاتِهِ وَ لَا فِي أَفْعَالِهِ . فَكَمَا لَا يُشْبِهُ عِلْمُهُ وَ قُدْرَتُهُ وَ حَيَاتُهُ عِلْمَ الْمَخْلُوقِ وَ قُدْرَتَهُ وَ حَيَاتَهُ ، فَكَذَلِكَ لَا يُشْبِهُ كَلَامُهُ كَلَامَ الْمَخْلُوقِ وَ لَا مَعَانِيهِ تُشْبِهُ مَعَانِيَهُ وَ لَا حُرُوفُهُ تُشْبِهُ حُرُوفَهُ وَ لَا صَوْتُ الرَّبِّ يُشْبِهُ صَوْتَ الْعَبْدِ ، فَمَنْ شَبَّهَ اللَّهَ بِخَلْقِهِ فَقَدْ أَلْحَدَ فِي أَسْمَائِهِ وَ آيَاتِهِ وَ مَنْ جَحَدَ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فَقَدْ أَلْحَدَ فِي أَسْمَائِهِ وَ آيَاتِهِ .
المصدر ( مجموع الفتاوى م 3 ص 93 )

 

 

 

 


 

توقيع  رشيد التلمساني
 لا حول و لا قوة إلا بالله
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة