عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 18-04-2007, 03:37 AM   #1
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن اليوسف
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن اليوسف
 

 

Thumbs up ( && تأثير الأرواح الشيطانية : بين واقع الطب النفسي .. والدليل الشرعي && ) !!!

( تأثير الأرواح الشيطانية : بين واقع الطب النفسي .. والدليل الشرعي.. والحاكم الحسي ؟! .. )


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد :

فالله سبحانه بمنه وكرمه نسأل : أن يعجل شفاء مرضى المسلمين في كل مكان .. وأبشروا أيها المبتلون بمس الجان : فالنصر قادم بمشيئة الله .. ويتحقق ذلك بالصبر ، والاجتهاد والمواصلة في صراع أعدائنا من الجن والشياطين .. و (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) .

( مقدمة تمهيدة على الابتداء في فقه تداوي المبتلى بمس الجان وغيره من الأمراض ) :

في الصحيحين - واللفظ لمسلم - من طريق سفيان بن عيينة عن عبد ربه بن سعيد عن عمرة عن عائشة-رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه،أو كانت به قرحـة،أو جـرح قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكـذا -ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها- باسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا؛ ليشفى به سقيمنا،بإذن ربنا ) .
في هذا الحديث:دلالة على أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يجمع في علاج الأمراض بين الدواء الإلهي،والدواء الطبيعي .

قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-:

(هذا من العـلاج السهل الميسر النافع المركب؛وهي معالجة لطيفة يعالج بها القروح والجراحات الطرية،لا سيَّما عند عدم غيرها من الأدوية.إذ كانت موجودة بكل أرض.
وقد علم: أن طبيعة التراب الخالص باردة يابسة،مجففة لرطوبات القروح والجراحات، التي تمنع الطبيعة من جودة فعلها،وسرعة اندمالها؛لا سيما في البلاد الحارة،وأصحاب الأمزجة الحارة،فإن القروح والجراحات يتبعها في أكثر الأمر سوء مزاج حار،فيجتمع حرارة البلد والمزاج والجراح،وطبيعة التراب الخالص باردة يابسة أشد من برودة جميع الأدوية المفردة الباردة،فتقابل برودة التراب حرارة المرض،لا سيما إن كان التراب قد غسل وجفف،ويتبعها أيضا كثرة الرطوبات الرديئة والسيلان؛والتراب مجفف لها،مزيل لشدة يبسه وتجفيفه للرطوبة الرديئة المانعة من برئها.
ويحصل به مع ذلك تعديل مزاج العضو العليل.ومتى اعتدل مزاج العضو قويت قواه المدبرة،ودفعت عنه الألم بإذن الله ...

ومعنى الحديث:أنه يأخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة،ثم يضعها على التراب،فيعلق بها منه شيء،فيمسح به على الجرح ويقول هذا الكلام؛لما فيه من بركة ذكر اسم الله،وتفويض الأمر إليه،والتوكل عليه.فينضم أحد العلاجين إلى الآخر فيقوى التأثير )(1) .

ومن الأحاديث الدالة على جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الدواء الإلهي،والدواء الطبيعي :

ما أخرجه الطبراني في المعجم الصغير،وأبو نعيم في أخبار أصفهان وغيرُهما عن علي-رضي الله عنه-قال:لدغت النبي صلى اللهعليه وسلم عقربٌ وهو يصلي،فلما فرغ قال:
(لعن الله العقرب لا تدع مصلياً ولا غيره .ثم دعا بماء ومـلح،وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ: (قل يا أيها الكافرون)و: ( قل أعوذ برب الفلق)و: (قل أعوذ برب الناس) السلسلة الصحيحة: (رقم 548) .

ففي هذا الحديث:العلاج بالدواء المركب من الأمرين:الطبيعي والإلهي (2).

____________________
1-الطب النبوي: (ص145-146)وانظر:فتح الباري: (10/208)وشرح النووي على صحيح مسلم: (14/184)وعون المعبود: (10/266-267)والطب من الكتاب والسنة: (ص228).
2-انظر: الطب النبوي،لابن القيم: (ص141)وفيض القدير: (5/270)وعون المعبود: (10/271 ) .


يتبع ...
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة