أرتيميثير ولوميفانتيرين أفضل علاج للملاريا
أشارت دراسة طبية أجريت في أوغندا إلى تفوق واحد من الأنظمة العلاجية الشهيرة في مجال مقاومة مرض الملاريا، وذلك بعد أن أثبت كفاءة عالية في معالجة أطفال القارة السوداء من المصابين بهذا المرض، الذي يودي بحياة مليون طفل إفريقي كل عام. وبحسب رأي القائمين على الدراسة فإن جميع الأنظمة العلاجية الشهيرة التي ترتكز على استخدام أكثر من عقار واحد، والمتبعة في مجال مكافحة مرض الملاريا تعتبر ذات فاعلية جيدة، إلا أن واحداً منها أثبت تفوقه في هذا الجانب.
كان فريق بحث ضم مختصين من جامعة “كاليفورنيا سان فرانسيسكو” الأمريكية، أجرى دراسة خلال الفترة الواقعة ما بين 2004 و،2006 بهدف المقارنة ما بين أشهر ثلاثة أنظمة علاجية في مجال مكافحة أشد أنواع مرض الملاريا، والذي تتسبب به جرثومة Plasmodium falciparum.
وتألفت عينة الدراسة من 601 طفل تراوحت أعمارهم بين عام واحد وعشرة أعوام. كان جميعهم من سكان المناطق الحضرية في العاصمة كمبالا، ليتم توزيعهم في ثلاث مجموعات بحسب نظام العلاج الذي خضع له الفرد لدى تشخيص إصابته بالمرض، وقد تمت متابعتهم مدة تراوحت بين 13-19 شهراً.
وتألفت الأنظمة العلاجية الخاضعة للبحث من: نظام الدمج بين عقاري (أموداياكوين + أرتيسونيت)، ونظام عقاري(أرتيميثير ولوميفانتيرين)، بالإضافة إلى نظام (أموداياكوين وسلفادوكسين- برايميثامين).
وبينت الدراسة أن 329 طفلاً من المصابين عانوا من موجة مرضية واحدة من الملاريا لم تظهر أية مضاعفات صحية، لتتضمن الدراسة التعامل مع 678 موجة مرضية تسببت بها جرثومة Plasmodium falciparum.
وطبقاً لنتائج الدراسة التي نشرتها دورية الرابطة الطبية الأمريكية JAMA في عددها الصادر في الثالث والعشرين من شهر أيار للعام ،2007 فقد تبين تفوق نظام (أرتيميثير ولوميفانتيرين) في علاج الأطفال المصابين “بملاريا الفالسي بارام” في الحالات التي لم ترتبط بحدوث مضاعفات صحية، حيث أظهرت الدراسة أن مخاطر فشل العلاج في هذه الحالة بلغت نسبة لم تتجاوز 7,6 في المائة، مقارنة مع 1,26 في المائة بالنسبة لنظام (أموداياكوين وسلفادوكسين- برايميثامين)، و4,17 في المائة عند اتباع نظام (أموداياكوين وأرتيسونيت).
ووفقاً للنتائج فلم تسجل حالات وفيات بين المرضى عند اتباع أي من أنظمة الدمج تلك، كما لم تتطور الإصابة إلى مراحل شديدة عند أفراد العينة، ما يشير إلى أن جميع هذه الأنظمة كان فعالاً في علاج هذا النوع من “الملاريا”، على الرغم من تفوق واحد منها بشكل واضح في هذا المجال.
إلى جانب ذلك أكدت النتائج أن أهم عامل “وحيد” في تحديد فرص الشفاء عند المريض لم يكن نوع النظام العلاجي المتبع لهذا الغرض، وإنما حصوله على رعاية طبية جيدة تساعده على التماثل للشفاء، أي أن اختيار عقاقير فعالة لمقاومة الجرثومة لا بد أن يترافق وتأمين رعاية صحية جيدة للطفل المريض.