المقيمون بعيداً عن البحار أكثر إصابة بها
منظومة علاج جديدة لتضخم الغدة الدرقية
تغيرت منظومة علاج الغدة الدرقية حالياً، فالاتجاه الحديث للعلاج بعد استئصال الغدة هو عدم إعطاء عقار “الثيروكسين” هرمون الغدة الدرقية إلا عند الحاجة، حيث يخضع المريض للمتابعة كل أربعة أشهر بعمل تحاليل لمستوى الهرمون “تي ،3 تي ،4 تي إس إتش” فإذا كان المستوى طبيعيا لا يعطى المريض أي دواء. أما إذا تبين وجود نقص في ال”تي 3”، “تي 4” وزيادة في ال”تي إس إتش” يعطى المريض هرمون “الثيروكسين”.
القاهرة الصحة والطب:
يذكر أنه في السابق لم يكن المريض يأخذ أي أدوية بعد استئصال الغدة، كما لا تتم متابعة حالته، لذلك كانت نسبة ارتداد تضخم الغدة عالية، وفي مرحلة تالية كان يتم إعطاء المريض هرمون “الثيروكسين” بعد العملية بشكل روتيني، لكن تبين أن له آثارا جانبية على القلب والعظام.
ويقول د. عوض الكيال أستاذ الجراحة العامة والأورام بطب عين شمس إن الغدة الدرقية هي إحدى الغدد الصماء المهمة جدا والتي تقع في مقدمة الرقبة وتقوم بإفراز هرمون مهم جدا هو هرمون “الثيروكسين” الذي يقوم بتحفيز وتنشيط جميع أعضاء وأنسجة الجسم.
وأضاف أنه إذا ولد طفل يعاني من نقص في هذا الهرمون ولم تشخص حالته مبكرا عند الولادة فإنه قد يصاب بتخلف عقلي أو إعاقة ذهنية عقلية لعدم نمو المخ.
وشدد على أهمية أن تقوم مستشفيات الولادة بإجراء تحليل لهرمون الغدة الدرقية عقب الولادة مباشرة خاصة في الحالات المشكوك فيها، كأن يعاني المولود من انتفاخ في البطن وتضخم باللسان وخروجه خارج تجويف الفم، كما لا يقوم الطفل بالبكاء أو الصراخ أو الحركة النشطة.
أوضح أنه إذا تم تدارك هذا الأمر مبكراً بإعطاء الطفل خلاصة الغدة الدرقية هرمون الثيروكسين فإنه ينمو نمواً طبيعياً.
أشار إلى أن مهمة الغدة الدرقية هي تحفيز وتنشيط أعضاء وأنسجة الجسم للاستفادة من الأغذية الداخلية للجسم وتحويلها إلى طاقة ونشاط، لذلك فإن من عندهم قصور أو كسل في الغدة الدرقية تجدهم كسالى ويعانون من سمنة مفرطة لأن الأغذية لا تحترق وتترسب في الجسم في صورة دهون.
وقسم الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية إلى أربع مجموعات، موضحا أن تضخم الغدة الدرقية معروف علميا باسم “الجويتر”.
قال إن “الجويتر” ينقسم إلى أربع مجموعات، والمجموعة الأولى هي “الجويتر البسيط” وهو مجرد تضخم في الغدة الدرقية من دون وجود أعراض تدل على التسمم، أو أورام خبيثة ويندرج تحت هذه المجموعة عدة أنواع وهي:
الجويتر البسيط الأملس، وفيه تتضخم الغدة الدرقية تضخما أملس في الرقبة وتعطي مظهرا جماليا لها، ويظهر هذا النوع في سن البلوغ للإناث، وفي الحوامل والمرضعات بسبب حاجتهن إلى كميات زائدة من اليود.
وأضاف أن هذا النوع لا يحتاج إلى تدخل جراحي وعلاجه إما بإضافة اليود إلى الملح أو تناول الأغذية التي بها نسبة يود كثيرة كالأسماك أو بإعطاء أقراص هرمون “الثيروكسين”.
الجويتر البسيط العنقودي وهو مرحلة متقدمة من الأملس، حيث تتحول الغدة الدرقية إلى حويصلات نتيجة تذبذب هرمون الغدة النخامية “تي إس إتش”، وفي هذه الحالة تحتاج الغدة إلى تدخل جراحي لتجنب حدوث مضاعفات.
أما المجموعة الثانية فهي الجويتر التسممي وتنقسم إلى:
جويتر تسممي أولي “مرض جريفير”، وهنا تظهر أعراض بالجسم بعيدة عن الغدة الدرقية مثل اضطرابات في القلب ورعشة باليدين ونهجان وإفراز عرق غزير والتوتر والنرفزة وقلة النوم ونقص الوزن رغم الشهية الجيدة للطعام وزغللة بالعينين.
وأضاف أنه في هذه الحالة قد يكون تضخم الغدة بسيطا أو كبيرا، لكنه أملس، والعلاج قد يكون دوائيا أو جراحيا أو إشعاعيا.
الجويتر التسممي الثانوي وتظهر الأعراض هنا أساسا في القلب والدورة الدموية ممثلة في الشعور بالنهجان، وعدم القدرة على صعود السلالم أو المشي لفترة طويلة، وقد يلجأ المريض إلى أخصائي القلب، وهنا يأتي دور طبيب القلب في التشخيص إذا التفت إلى الغدة الدرقية التي تكون في هذه الحالة متضخمة وعنقودية والعلاج هنا بالدرجة الأولى جراحي بعد ضبط نشاط الغدة الدرقية.
وانتقل للحديث عن المجموعة الثالثة من أمراض الغدة الدرقية وهي الجويتر التضخم الناتج عن الأورام، مشيرا إلى أن أورام الغدة الدرقية عادة تكون خبيثة، فالأورام الحميدة نادرة وتسمى “ادينوما”.
وأوضح أن الأورام الخبيثة قد تكون أوراما متميزة، وهذه نتائجها طيبة بعد الجراحة، والمتميزة خلاياها تشبه الخلايا الطبيعية للغدة، ونسبة ارتجاع الورم فيها بسيطة.
أما الأورام غير المتميزة فإن النتائج فيها سواء بعد الجراحة أو العلاج الكيماوي أو الإشعاعي تكون غير مرضية.
أما المجموعة الرابعة فهي الجويتر الناتج عن الالتهابات، وقد يكون السبب التهابات بكتيرية وهذه نادرة وقد تكون التهابات فيروسية أو التهابات بسبب خلل في الجهاز المناعي وأشهرها مرض يسمى “هي شيموتو”.
وأشار إلى أن علاج هذه الحالة يكون دوائيا إلا إذا كان هناك شك في التشخيص، حيث يكون دور الجراحة تشخيصيا بأخذ عينة من الغدة.
وأكد أن الأكثر عرضة لأمراض الغدة الدرقية هم المقيمون في مناطق بعيدة عن البحار بسبب نقص اليود.