عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-10-2006, 05:58 PM   #7
معلومات العضو
أ.الخالدي

إحصائية العضو






أ.الخالدي غير متواجد حالياً

الجنس: female

اسم الدولة jordan

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاعراض التي ذكرتها الأخت الفاضلة ربما ننظر لها على أنها أعراض ربما تمر معنا جميعا ولكن نفس هذه الأعراض سبب حدوثها يختلف من شخص لآخر وتختلف شدة هذه الاعراض من شخص لآخر وتكمن المشكلة في أن هذه الاعراض مع مرور الوقت ان لم تعالج من اساس المشكلة فستصبح معيقة للشخص عن تكيفه مع بيئته وتكيفه في حياته بشكل عام ..
فهل عدم الانخراط في الاجتماعات العامة والمناسبات للاقارب والانزواء والتقوقع على النفس هي من علامات الصحة النفسية ..بالتأكيد لا

والمشكلة في أن هذه الاعراض تبدأ من التوتر والقلق وان لم يتدراك الانسان الامر فسيصاب بالكتئاب داء العصر نسأل الله ان يقينا منه ويشفي مرضى المسلمين جميعا فيبدا بالتوتر من بعض المواقف التي يشعر الانسان فيها بالحرج او الخوف او اي شيء يؤدي للمشاعر السلبية ..ومع مرور الايام وعدم استطاعة الفرد مساعدة نفسه على التخلص مما هو فيه يجد ان هذه المواقف يصعب عليه الانخراط فيها ويوما بعد يوم يزداد الشعوربالخوف منها مما يؤدي الى مرض الرهاب ويختلف بدرجاته من شخص لشخص وتختلف المسببات ايضا.

أين الانسان من القران الكريم وثقته بالله تعالى .. يا اخواني واخواتي الافاضل نبينا صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم وهو من أعظم الرجال كان يحزن وكانت عينه تدمع وكان يتألم ويتوجع ..وكان يحنو على الضعفاء ويقسوا على من ظلم وفيه من خصال البشر من ضعف وقوة ولنا فيه أسوة حسنة بتصرفاته وسلوكاته وافعاله واقواله ..

نحن من بني البشر نبكي ونضحك .. تصادفنا مواقف نضحك فيها وتصادفنا مواقف لا نملك دمعاتنا فيها أن تسقط.. ففي تلك المواقف لن تسمحوا لأحد أن يقول لكم لا تضحك ولا تبتسم ولا تسرولا تفرح ..ولن تسمح لاحد أن يقول لك لا تحزن ولا تخاف ولا تبك و اجعل مشاعرك الان تتحول من الحزن والالم الى الفرح والسرور ... نحن نتكلم عن الفرح والحزن في المواقف العادية التي يكون فيها الفرح والحزن بحدود الشرع ..لا أتكلم عن شق الثوب ولطم الوجوه ونتف الشهر ولا الضحك الهستيري ..اتكلم عن التصرفات التي تنتابنا بشكل عام بين الحين والاخر .. لا احد يملك ان يمنعنا من التعبير عن مشاعر في داخلنا .. هذه المشاعر موجودة ونتحكم بها تخرج منا بناءا على المواقف التي تحيطنا وبناءا على ما يجب ان تكون عليه من ضوابط ..فلا ينبغي لي أن اضحك في وجود الرجال فأملك جزءا من هذه المشاعر واكتم صوت الضحكة أما ابتسامتي وشعوري بالفرح فلا أحد يراهما ولا استطيع اصلا كتمهما لان الموقف بطبيعته يستدعي الشعور بالفرح .. وهكذا ان كان الموقف مؤلما او محزنا ..

فياأخواني واخواتي بارك الله فيكم جميعا ..يوجد من المواقف ما يجعلنا نشعر بالحرج او الحزن أو غير ه من المشاعر السلبية ..وعلى حسب شدة الموقف وشدة تصرف الناس هناك يكون الاثر السلبي أكبر ..وكلما تأخر الانسان بمعالجة هذا الاثر السلبي كلما أصبح علاجة اصعب .. فضرب الطفل أمام أصدقاءه مثلا يشعره بالحرج ..فان كان الموقف وطبيعة شخصية الطفل وتصرف من حوله من اصدقاءه طبيعيا ولم يشعر بالحرج سيمر الموقف بشكل طبيعي فلن يشعر بالحرج الشديد عن لقاء اصدقاءه بعد ذلك الموقف ..
أما ان اصبح اصدقاءه يعايرونه ويستهزؤون به وهو يضرب وكلما مر من عندهم قالوا هذا الذي ضرب وهذا وهذا ..سيشعر بالحرج الشديد مما يسبب له الألم النفسي وبطبيعة الانسان يحب أن يتفادى ويتخلص من كل شيء يشعره بالالم او التوتر ..والمرور من عند اصدقاءه يشعره بالتوتر فلتفاديه لا يذهب لهم وبالتالي لن يستطيع ان يبقى بلا اصدقاء ..فمثل هذه المواقف الكثيرة جدا والتي تختلف من شخص لاخر ومن مكان لاخر ومن زمان لاخر تسبب هذا الالم فأين يذهب الانسان بمشاعره ان لم يكن يعرف او لم يجد من يرشده للتصرف الصحيح ..وارى ان الاهل هم المسؤولين بالدرجة الاولى عن امراض الرهاب ولانهم اكثر الناس معرفة بحالة ابنائهم ومعايشتها فرهبتهم غالبا ملاحظة ولا يذهبون للاجتماعات والمناسبات ويهربون من الناس ويحاولون تفادي اللقاء بهم ويتلعثمون اثناء الحديث مع بعض الفئات من الناس ... وتتسارع ضربات قلبهم وتحمر وجوههم ..فكيف في هذا الوقت نطلب منهم أن لا تحمر وجوههم وان يقللوا من نبضات قلوبهم .. وان يستقيم لسانهم ولا يتلعثمون ؟؟!!!

كيف نطالبهم بما لا يقدرون عليه ..أنا لا اخليهم من المسؤولية اول خطوة في علاجهم الثقة بالله تعالى واللجوء اليه ليزيل عنهم كربتهم وان يتقوا الله تعالى ويكثروا من الطاعات وهذا ليس فقط لمن يعاني بل هو لجميع الناس


منذ بداية حدوث هذا التوتر وهذا الموقف الذي ترك اثرا سلبيا في نفس الانسان ..أصبح يحاول بشتى الطرق أن يبتعد عن هذا الموقف ومع مرور الوقت وتعرض الانسان لهذه المشاعر التي بالتالي تؤدي لاحباطه وقلة الثقة بنفسه وبقدراته ..يزداد الامر سوءا ويصعب على الانسان تعريض نفسه لمثل هذه المواقف التي يتمنى ان يشارك الناس فيها لانها مهمة ولكنه لا يستطيع.. لأنه عدا عن ضعف الثقة بالنفس وقلة الخبرة الاجتماعية وعدم تعرضه واختلاطه في تلك الاماكن التي يجتمع فيها الناس ..أصبح هناك جزء آخر قد تأثر مع مرور الوقت وهو مادة كيميائية يجب ان تفرز في وقت معين لتنقل ما يحدث حول الانسان للدماغ لتحليل الامر والاستجابة لهذا الموقف .

عندما يتعرض الشخص العادي لموقف يعرضه للتوتر او الخوف فان هذه المادة تفرز تلقائيا وهو ناقل عصبي ينقل المثيرات للدماغ لتصل الرسالة للدماغ ويتم تحليلها والتفكير فيها وبناءا عليها يتصرف الانسان ويصدر منه السلوك .. اما في حالة الشخص المريض فان مواقف التوتر التي يتعرض لها وتفاديه لها مع مرور الايام تقل نسبة افراز هذه المادة الناقل العصبي.. وبذلك يجد الانسان انه لا يستطيع التصرف في مثل هذا الموقف فتزداد ضربات قلبه ويحمر وجهه ويتلعثم ولا يستطيع الكلام وربما البكاء .. وهو يعرف أنه يمتلك قدرات لكن يوجد شيء يمنعه وهو الخوف فأين يذهب به المريض ..التوتر اين يذهب به ؟؟ فهو لا يستطيع التحكم به لان الامر أصبح جزء منه عضوي فلا نستطيع لو م المريض ..وارجو منكم الرأفه بهم فأنتم تطالبونهم احيانا بأشياء لا يقدرون عليها ..كما هو الحال طبيعي بين الناس العاديين فليس كل الناس سواء في القدرات والمهارات.

وهنا في هذه الدرجة من المرض وبناءا على تشخيص الطبيب النفسي للحالة يتم صرف العلاج المناسب لهذا المريض والعلاج عبارة عن دواء يزيد من نسبة افراز الناقل العصبي الذي يساعد المريض على تقليل هذه الاعراض وبالتالي يستطيع التصرف بشكل سليم ويستطيع التفكير في هذا الموقف المخيف بشكل عقلاني مما يساعده على التكيف في المواقف التي كانت تسبب له الخوف والتوتر وهذا يجب ان يكون مساندا له العلاج النفسي لان المريض يحتاج لدعم نفسي وارشاد لكيفية مواجهة هذه المواقف وللعلم ان العلاج الدوائي يساهم في تحسن الحالة بنبة 20% فقط والباقي يعتمد على المريض وقدراته وارادته وعزيمته على الشفاء وخبرة وذكاء الطبيب او الأخصائي.

وكل هذا بعد مشيئة الله تعالى وتوفيقه والله أعلم

أختكم

أ.الخالدي

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة