السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب والعزيز الغالي الشيخ ( أبو البراء الفاضل ) حفظه الله ورعاه .
لقد طرحت سؤالا في غاية الأهمية ( يعاني منه كثيرا من الناس ) مثل أمراض أو أعراض السحر والصرع والعين ، وقد يلجأ هؤلاء أحيانا إلى محلات العطارين لشراء الأعشاب التي يعتقدون أنها تشفيهم عن السحر والعين والصرع ، وقد يستغل البعض من ذوي النفوس المريضة اللاهثين خلف المال الموقف . ويعطونهم أعشابا ضارة أو غير مفيدة ( وقد لاحظت من خلال تجربتي في هذا المجال إن أغلب العطارين ( لا يعرفون شيئا عن التراكيب العشبية ) ولا المقادير
الطبية لتفادي ( السمية ) .
وكما هو معروف إن الأدوية العشبية أكثر أمانا من الأدوية التقليدية ، ولها عادة تأثيرات جانبية أقل منها ، ويساعد الإستخدام المسؤول والحذر عند الإستعمال لأي نوع من الأعشاب ضمان السلامة التامة ، وخصوصا إذا ما استعملت الأعشاب الطازجة وذات النوعية الجيدة .
وقد أدى التعرف الخاطئ على الأعشاب إلى حالات تسمم كثيرة ، لجهل أغلب هؤلاء بخاصية بعض الأعشاب أو النباتات ، وبعض الأعشاب لها خاصية عجيبة فقد يكون جزء منها آمنا ، وتكون الأجزاء الأخرى منها سامة وقاتلة في بعض الأحيان . هذا أمر .
أما الأمر الثاني وهو استفسارك أيها الشيخ الفاضل ( عن الأدوية العشبية وتأثيرها على السحر والعين والصرع ) فإني أأكد لك بأنه حتى الآن لا يوجد دواء عشبي أو نباتي أكيد وفعال ومقنع لعلاج هذه الأمراض التي أشرت إليها وقد سألت المختصين عنها كثيرا ولم أجد منهم جوابا مقنعا وشافيا .
لذا فإني أرى أنه لا يوجد علاجا فعالا وشافيا ومضمونا مثل العلاج بالرقية الشرعية ( من الكتاب والسنة ) .
وبخصوص علاج أو رقية المسحور أو المصروع أو الذي أصابته عين ( الجواب: يقول : أهل العلم ( هذا الكلام فيه تفصيل، فطالب العلم أو ما يسمى فقيها إذا كتب آيات من القرآن في ورقة أو صحن من الزعفران، أو من العسل، أو نحو ذلك، حتى يغسلها المريض ويشربها، فهذا أجازه كثير من أهل العلم، وذكره العلامة ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد في هدي خير العباد" عن جماعة من أهل العلم من السلف، وذكره غيره أيضا فالأمر فيه واسع وسهل. فإذا كتب آيات من القرآن أو دعوات طيبة بالزعفران أو بالعسل، ثم غسل وشربه المريض فقد ينفع الله بذلك.
ولكن أحسن من هذا أن يقرأ الراقي على المريض الآيات والدعوات الطيبة، ويسأل الله له الشفاء، فهذا أحسن كما كان النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم يفعلون، وإن قرأ في الماء وشربه المريض أو رش عليه به نفعه ذلك بإذن الله.
وقد أخرج أبو داود رحمه الله بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك مع ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه ) .
** فتاوى العلاج بالقرآن والسنة **
رقية المسحور بتلاوة القرآن
سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز- رحمه الله:
يقول كثير من الناس إن أحد الرجال معمول له سحر ويذهبون الى شخص ما لفك السحر فيعمل حجابا وغيره ، ونجد هذا قد فك السحر فعلاً فما رأيكم ؟ وهل الرسول (صلى الله عليه وسلم) سحر فعلاً ؟
الـجــواب : فك السحر بالسحر لا يجوز ، وإتيان الكهان أو إحضارهم عند المسحور لفك ما به من سحر لا يجوز . وتعليق الحجب والتمائم لذلك لا يجوز ، ولو ترتب على ما ذكر فك السحر أحياناً ، ولكن يرقى المسحور بتلاوة القرآن عليه كسورة الفاتحة وآية الكرسي وقل هو الله أحد والمعوذتين ونحوها من سور القرآن وآياته ، وكذلك يرقي بالأدعية الثابتة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مثل " اللهم رب الناس ازل البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً " ، ومثل " بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك " ويكرر ذلك ثلاث مرات لثبوت ذلك عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ، ونوصيك بالرجوع الى كتاب الأذكار للنووي ، وكتاب الكلم الطيب لإبن تيمية ، وكتاب الوابل الصيب لإبن القيم الجوزية ، وباب ما جاء بالنشرة في كتاب التوحيد وفتح المجيد . وقد ثبت في الصحيحين أنه (صلى الله عليه وسلم) سحر ثم شفاه الله من ذلك . وبالله التوفيق .
** فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم9295 **
علاج الامراض العضوية بالقرآن
سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز – رحمه الله :
هل التداوي والعلاج بالقرآن يشفي من الأمراض العضوية كالسرطان كما هو يشفي من الأمراض الروحية كالعين والمس وغيرهما ؟ وهل لذلك دليل ؟
الـجــواب : القرآن والدعاء فيهما شفاء من كل سوء بإذن الله ، والأدلة على ذلك كثيرة ، منها قوله تعالى : ( قُلّ هُوَ لِلَّذينَ أَمَنُوا هَدىً وَشِفَاءُُ ) ، وقوله سبحانه : ( ونُنَزِلُ مِنَ القُرءانِ مَا هُوَ شِفَاءُُ وَرَحمَةُُ ) .
وكان النبي إذا اشتكى شيئاًً قرأ في كفيه عند النوم سورة ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين ثلاث مرات ، ثم يمسح في كل مرة على ما استطاع من جسده فيبدأ برأسه ووجهه وصدره في كل مرة عند النوم ، كما صح الحديث بذلك عن عائشة رضي الله عنها .
** مجموع فتاوى ومقالات متنوعة **
طـلـب المريض الرقيــة
سؤال الى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة فضيلة الشيخ عبدالرزاق عفيفي:
إذا طلب رجل به ألم رقى وكتب له بعض آيات قرآنية وقال الراقي ضعها في ماء واشربها فهل يجوز أم لا ؟
الـجــواب : سبق أن صدر من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء جواب عن سؤال مماثل لهذا السؤال هذا نصه : كتابة شئ من القرآن في جام أو ورقة وغسله وشربه يجوز لعموم قوله تعالى : ( وَنُنَزِلُ مِنَ القُرءانِ مَا هُوَ شِفَاءُُ وَرَحمَةُُ لِلمُومِنِينَ ) ** الإسراء 82** فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان ولما رواه الحاكم في المستدرك وابن ماجه في السنن عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي قال : " عليكم بالشفائين العسل والقرآن " وما رواه ابن ماجه عن علي رضي الله عنه عن النبي أنه قال : " خير الدواء القرآن " .
وروى ابن السني عن ابن عباس رضي الله عنهما إذا عسر على المرأة ولادتها خُذ إناء نظيفاً فاكتب عليه (كَأَنَّهُم يَومَ يَرَونَ مَا يُوعَدُونَ ) {الأحقاف 35 ** و ( كَأَنَّهُم يَومَ يَرونَهَا لَم يَلبَثُوا ) ** النازعات 46 ** و ( لَقَد كَانَ فىِ قَصَصِهِم عِبرَةُُ لأُولى الأَلَبَابِ ) ** يوسف 111** ثم يغسله وتسقى المرأة منه وتنضح على بطنها وفي وجهها . وقال ابن القيم في زاد المعاد ج3 ص381 قال الخلال حدثني عبدالله بن أحمد قال : رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليه ولادتها في جام ابيض أو شئ نظيف يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنهما : لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين ( يَتركُم أَعمَالَكُم ) {الأحقاف 35** و ( كأَنَّهُم يَومَ لَم يَلبثُوا إلاَّ عَشِيةً أَو ضُحاَهَا ) ** النازعات 46 ** .
قال الخلال : أنبأنا ابوبكر المروذي أن أبا عبدالله جاءه رجل فقال يا أبا عبدالله تكتب لامرأة عسرت عليها ولادتها منذ يومين فقال : قل له يجئ بجام واسع وزعفران ، ورأيته يكتب لغير واحد ، وقال ابن القيم أيضاً ورأى جماعة من السلف أن يكتب له الآيات من القرآن ثم يشربها قال مجاهد لا بأس أن يكتب القرآن ويغسله ويسقيه المريض ومثله عن أبي قلابة ، أنتهى كلام ابن القيم . وبالله التوفيق .
** فتاوى اللجنة الدائمة فتوى رقم 143 **
وفي رأيي المتواضع جدا أيها الشيخ الفاضل ( أرى أن كتابة آيات من القرآن بالزعفران أو العسل ورش المريض بالماء المقروء فيه وغسله أفضل من الأعشاب الطبية خاصة في مثل هذا الصدد ) وأرجوا من الله أن أكون قد وفقت في الرد على استفسارك والذي هو في الحقيقة يعتبر في غاية الأهمية . وهو دليل على حرصك . واشكرك على ذلك وجزاك الله خير ولا حرمك الأجر والثواب . اللهم آمين .
أخوك المحب والمخلص / عبدالله بن كرم .