بارك الله فيكم أختي وجزاكم الله خير الجزاء
والشكر موصول لكم
******
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
والذي أريد أن استوضحه منك : هل الأسماء التي فيها تزكية كاسمي مثلا ... هل يترتب عليها اثم ؟؟؟ |
|
 |
|
 |
|
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله وعليه وسلم
جوابا على سؤالكم أختي الكريمة
أولا أقول إن اسمك ليس فيه تزكية إن شاء الله وهذا توضيح له
قال صلى الله عليه وسلم :
(( يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر )) .
عن أنس ( صحيح ) صحيح الجامع. وصحيح جامع الترمذي .
وفي رواية أخرى في صحيح الجامع :
(( المتمسك بسنتي عند اختلاف أمتي كالقابض على الجمر )) .
عن ابن مسعود ( حسن )
قال صاحب فيض القدير في شرحه للحديث الأول :
( يأتي على الناس زمان الصابر ) كذا بخط المصنف وفي رواية القابض
( فيهم على دينه كالقابض على الجمر ) شبه المعقول بالمحسوس أي الصابر
على أحكام الكتاب والسنة يقاسى بما يناله من الشدة والمشقة من أهل البدع
والضلال مثل ما يقاسيه من يأخذ النار بيده ويقبض عليها بل ربما كان أشد وهذا
من معجزاته فإنه إخبار عن غيب وقد وقع .
وقال في شرحه للثاني :
( المتمسك بسنتي ) التي هي شقيقة القرآن والوحي الثاني ( عند اختلاف أمّتي كالقابض على الجمر ) لأنه إذا عارض من تمكن من الرياسة ونفاذ قولهم عند الخلق فقد بارزهم بالمحاربة لسعيه في هتك سترهم وكشف عوراتهم وإبانة كذبهم وحط رئاستهم وذلك أعظم من القبض على النار إذ هو أعظم من محاربة الكفار فإن الكافر قد تعاون القلب والأركان على هلاكه وأولئك الفساق حرمة الإيمان معهم فيحتاج إلى التأني في أمورهم وملاطفتهم وأخذهم بالأخف فالأخف ومقاساة ذلك أشق من قبض الجمر لأن الجمر يحرق اليد وهذا يحرق القلب والكبد ، وقد وقع للسبكي أنه دخل على بعض الأمراء وعليه خلعة من حرير فأخذ يلاطفه ويداعبه إلى أن قال له في أثناء المباسطة يا أمير لبس الصوف الغالي العالي أحسن منظراً عندي من هذا وأكثر رونقاً وطلاوة ومع ذلك يحل وذا يحرم فاستحسن الأمير كلامه وخلع الخلعة بطيب نفس فلما خرج وجد أعداؤه من طائفته فرصة فانتهزوها وقالوا : يا أمير ما قصد إلا الطعن عليك والتعريض بأنك تفعل المحرم فأدّى ذلك إلى عزله من منصبه وأوذي كثيراً ، وبين بهذا الخبر أن المؤمن في آخر الزمان لا بد أنه يصيبه من الأذى على إيمانه ما أصاب الصدر الأول فإذا وجد في أهل هذا الزمن الأخير هذه الخصال التي كانت في أوائلهم جاز أن يساويهم في الخيرية فيكونوا فيها كهم ويكون المراد بخبر خير الناس قرني الخصوص في قوم منهم لا جميعهم ومعلوم أن قرنه كان منهم أبو جهل ومسيلمة وأضرابهما ، ذكره في بحر الفوائد . ا.هـ
ثم نعود للشطر الثاني من السؤال وهو هل يأثم من كان في اسمه تزكية ؟
أقول قال أهل العلم يكره التسمية بالأسماء التي فيها تزكية للنفوس أن يسمى الولد أو البنت باسم فيه تزكية لصاحبه .
والمكروه كما قال صاحب الورقات (( ما يثاب فاعله على تركه ولا يعاقب على فعله ))
وهو لغة : اسم مفعول مشتق من الكراهة وهي البغض فالمكروه بمعنى المبغض .
واصطلاحا : ما طلب الشارع تركه كلبا غير جازم .
فالمكروه يثاب تاركه امتثالا ولا يعاقب فاعله .
وسئل فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنةالدائمة للإفتاء .
· ما الفرق بين الحرام وعدم الجواز والمكروه. وهل الإصرار على المكروه يصل إلىالحرام ؟
· فقال حفظه الله
الحمد لله الحرام ما يعاقب فاعله ويثاب تاركه ولا يجوز فعله. والمكروه: ما يثابتاركه ولا يعاقب فاعله - فالأولى عدم فعله - والإصرار على فعل المكروه لا يصل إلىالتحريم لكن قد يكون وسيلة إلى فعل الحرام فالأولى تجنبه. وإذا تحقق أنه وسيلة إلىالحرام فهو حرام.
وإثراء للموضوع نورد بعض ما جاء من أحاديث في السنة المطهرة
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن زينب بنت أبي سلمة كان اسمها برة فقيل تزكي نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب رواه البخاري ومسلم وابن ماجه .
وعن زينب بنت أبي سلمة قالت سميت برة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم سموها زينب . رواه مسلم .
وعن ابن عباس قال كانت جويرية اسمها برة فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية وكان يكره أن يقال خرج من عند برة . رواه مسلم .
(وفي صحيح الترغيب والترهيب )
عن محمد بن عمرو بن عطاء رضي الله عنه قال سميت ابنتي برة فقالت زينب بنت أبي سلمة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم وسميت برة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم فقالوا بم نسميها فقال سموها زينب رواه مسلم وأبو داود .
قال أبو داود وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم العاصي وعزيز وعتلة وشيطان والحكم وغراب وحباب وشهاب فسماه هشاما وسمى حربا سلما وسمى المضطجع المنبعث وأرضا تسمى عفرة سماها خضرة وشعب الضلالة سماه شعب الهدى وبني الزنية سماهم بني الرشدة وسمى بني مغوية بني رشدة قال أبو داود تركت أسانيدها اختصارا قال الخطابي أما العاصي فإنما غيره كراهية لمعنى العصيان وإنما سمة المؤمن الطاعة والاستسلام والعزيز إنما غيره لأن العزة لله وشعار العبد الذلة والاستكانة وعتلة معناها الشدة والغلظ ومنه قولهم رجل عتل أي شديد غليظ ومن صفة المؤمن اللين والسهولة وشيطان اشتقاقه من الشطن وهو البعد من الخير وهو اسم المارد الخبيث من الجن والإنس والحكم هو الحاكم الذي لا يرد حكمه وهذه الصفة لا تليق إلا بالله تعالى ومن أسمائه الحكم وغراب مأخوذ من الغرب وهو البعد ثم هو حيوان خبيث المطعم أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم قتله في الحل والحرم وحباب يعني بضم الحاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة نوع من الحيات وروي أنه اسم شيطان والشهاب الشعلة من النار والنار عقوبة الله وأما عفرة يعني بفتح العين وكسر الفاء فهي نعت الأرض التي لا تنبت شيئا فسماها خضرة على معنى التفاؤل حتى تخضر انتهى
وفي صحيح الكلم الطيب
وقد غير النبي صلى الله عليه وسلم الأسماء المكروهة إلى أسماء حسنة فكانت زينب تسمى برة . فقيل : تزكي نفسها فسماها زينب وكان يكره أن يقال : خرج من عند برة . وقيل لرجل : ما اسمك ؟ قال : حزن قال : بل سهل وغير اسم عاصية فسماها جميلة وقال لرجل : ما اسمك ؟ قال : أصرم قال : بل أنت زرعة وسمى حربا : سلما وسمى المضطجع : المنبعث وأرضا يقال لها : عفرة سماها : خضرة وشعب الضلالة سماه : شعب الهدى وبنو الزينة سماهم : بني الرشدة " ( صحيح )
ومن موقع المنبر نقتبس هذا التوضيح من خطبة للشيخ سعيد يوسف شعلان
يقول :
وأما ما يكره فيمكن حصره تحت سبعة أنواع من الأسماء المكروهة :
أولها: ما جاء النص به عن رسول الله ويقاس على ما جاء به النص أسماء أُخر:
فقد روى مسلم في صحيحه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((لا تُسمين ولدك يسارًا ولا رباحًا ولا نجاحًا ولا أفلح؛ فإنك تقول: أثم هو؟ فلا يكون، فيقال: لا)) إذن فالعلة في ذلك أن القلوب تشمئز عندما يسأل أحدنا عمن يسمى بيسار أو رباح أو نجاح أو أفلح، فيرد عليك أحدهم مجيبًا لا، فتتشاءم أو تتطير أو تشمئز من الإجابة، بل ويقع في نفسك عدم وجود اليسار أو الفلاح أو النجاح أو نحو ذلك، فلذلك كره ذلك ولم يحرم بسبب ما قد يوقعه في القلوب من الاشمئزاز والتطير، وتدخل في باب المنطق المكروه، ولا أريد بكلمة المنطق إذا رددتها في هذه الخطبة المنطق المعروف الذي هو قسيم الفلسفة وهذه العلوم، إنما أريد المنطق أي النطق، فهذه تدخل في ضمن المنطق المكروه ويقاس عليها: سرور وخير ونعمة ومبارك ومفلح، كما قال العلماء من باب اشمئزاز القلوب وتطيرها إذا سُئل عن هذه الأسماء فأجيب بعدم وجودها.
ويكره أيضًا التسمية بالأسماء التي فيها تزكية للنفوس أن يسمى الولد أو البنت باسم فيه تزكية لصاحبه كما جاء في صحيح البخاري وأبي داود عن أبي هريرة أن زينب كان اسمها (بَرّة) من البر فغيره النبي إلى زينب وقال في رواية أبي داود ((لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم)).
ومن أراد الإستزادة فليزر هذا الرابط
هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمد وسلم