عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-04-2013, 07:32 PM   #1
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

Icon36 الخُسران المبين و الفوز المبين




قال الله تعالى : ** بِسْمِ الله الرّحْمَنِ الرّحيمِ

والعَصْرِ * إنّ الإنسانَ لَفِي خُسْرٍ * إلّا

الّذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ وتَواصَوْا

بالحَقِّ وتَواصَوْا بالصّبْرِ **


قال العلاّمة عبد الرّحمٰن السّعدي رحمه الله في تفسير كلام المنّان :


أقسم تعالى بالعصر،

الذي هو الليل والنهار،

مَحَلُ أفعال العباد وأعمالهم

أنّ كُلَّ إنْسانٍ خاسرٍ،

والخاسرُ ضِدُ الرابِح .

والخَسارُ مَراتبٌ مُتعددة متفاوتة :

قد يكون خسارًا مطلقًا،

كحال من خسر الدنيا والآخرة،

وفاته النعيم، واستحق الجحيم .

وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض،

ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان،

إلا من اتصف بأربع صفات :

الإيمان بما أمر الله بالإيمان به،

ولا يكون الإيمان بدون العلم،
فهو فرع عنه لا يتم إلا به .

والعمل الصالح،

وهذا شامل لأفعال الخير كلها،

الظاهرة والباطنة،

المتعلقة بحق الله وحق عباده ،

الواجبة والمستحبة .

والتواصي بالحق،
الذي هو الإيمان والعمل الصالح،

أي : يُوصي بَعضُهُم بعضًا بذلك،
ويحثه عليه، ويُرَغِبه فيه .

والتواصي بالصبر على طاعة الله،

وعن معصية الله،

وعلى أقدار الله المؤلمة .

فبالأمْرَيْن الأوَلَيـْن، يُكَمِّل الإنسانُ نَفسَه،

وبالأمرين الأخِيرَيْن يُكمل غَيرَه،

وبتكميل الأمور الأربعة،

يكون الإنسان قد سَلِم مِنَ الخَسار، وفازَ بالربح
[ العظيم ] .





    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة