قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في تمييز
الصحابة ( 158/1 ) - طبعة : دار الكتب العلمية ببيروت - بتصرف يسير :
وأصح ما وقفت عليه
من ذلك أنّ الصحابي : من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت ومن روى عنه أو لم يرو ومن غزا أو لم يغز ومن رآه رؤية ولم يجالسه ومن لم يره لعارض كالعمى .
ويدخل في التعريف: كل مكلف من الجن والإنس.
ويدخل فيه كل من لقيه مؤمناً ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام ومات مسلماً سواء اجتمع به صلى الله عليه وسلم مرة أخرى أم لا وهذا هو الصحيح المعتمد وقد أطْبقَ أهل الحديث على عَدِّ الأشعث بن قيس في الصحابة فإنّه ارتدّ ثم عاد إلى الإسلام في خلافة أبي أبكر الصديق رضي الله عنه .
ويخرج من التعريف :
من لقيه كافرا ولو أسلم بعد ذلك إذا لم يجتمع به مرة أخرى .
من لقيه مؤمنا بغيره كمن لقيه من مؤمني أهل الكتاب قبل البعثة ومن هؤلاء بحيرا الراهب .
من لقيه مؤمنا به ثم ارتد ومات على ردّته والعياذ بالله كعبيد الله بن جحش الذي كان زوج أم حبيبة الذي تنصّر في الحبشة ومات عليها .
ثم قال : وهذ التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين كالبخاري وشيخه أحمد بن حنبل ومن تبعهما .
وتثبت الصُحْبة بطريق التواتر أنه صحابي ثم بالاستفاضة والشهرة ثم بأن يُروى عن آحاد الصحابة أن فلانا له صحبة وكذا عن آحاد التابعين ثم بأن يقول هو : أنا صحابي إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة .
والأدلة الدالة على عدالة الصحابة كثيرة : منها
قول الله تعالى : « كنتم خير أمّة أخرجت للناس » سورة آل عمران 110
وقوله تعالى: « والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه » سورة التوبة 100
وقوله صلى الله عليه وسلم خير النّاس قرني
ثمّ الّذين يلونهم ) أخرجه البخاري ومسلم
وقوله صلى الله عليه وسلم والّذي نفسي بيده
لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه ) أخرجه البخاري ومسلم.
وأكثر الصحابة فتوًى مطلقا سبعة : عمر ،وعلي ،وابن مسعود، وابن عمر ،وابن عباس ،وزيد بن ثابت، وعائشة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .
حسابي في تويتر
@RachidYamouni