[*&الزاوية القائمة&*]

الجزيرةتكشف أسرار سحر الخادمات للأسر السعودية من عمق بيوت السحرة بجاكرتا!!

*موفد الجزيرة - جاكرتا - عبدالعزيز العيادة - الحلقة (2):

في أقصى الشرق كانت هموم الوطن في القلب، وكانت أبرز قضايا معظم الأسر السعودية حاضرة في جولتنا في إندونيسيا والمتعلقة بأخطار السحرة والسحر والتي أسهمت بتفكك أسر ومعاناة أسر أخرى صحياً وارتباطها الوثيق بعدد كبير من الخادمات من جنسيات مختلفة. وفي جاكرتا سعينا بجرأة للدخول في مغامرة مثيرة لاستكشاف عالم السحرة الذين لا زالوا يشكلون تهديداً حقيقياً للأسر السعودية. وكانت المفاجأة بتجاوب بعض السحرة وكشفهم لبعض الأسرار الخطيرة وقد التقينا ببعض المتضررين ومنهم سعوديون، فإلى تفاصيل هذه الحلقة.
رحلة الأخطار
عندما فكرت في كيفية الدخول لأعماق هذا الموضوع وجدت أن الطريق صعب وشائك ومليء بالأخطار وقبل هذا وبعده صعوبة عرض مثل هذه المواضيع صحفياً فهناك توعية أقرب للدعاية وربما تكون الأمور عكسية، ولكن التقيت بأحد المواطنين السعوديين صدفة وبعد يومين من البحث المسائي في (أزقة) وشوارع جاكرتا الضيقة في أحد الأحياء القديمة وهو مواطن أربعيني رفض الحديث لنا في بادئ الأمر ثم استسلم بعد إقناع لرغبتي لإبراز هذه القضية الخطيرة واشترط عدم ذكر اسمه، وقال بنبرة حزن عميقة: أرجوكم اطرقوا أبواب هذه القضية، إنها قضية القضايا، ويكفي أن تعرف أنني هاهنا في جاكرتا لم أجيء إلى هنا للسياحة أو للاستقدام أو للتجارة أو للصناعة أو الاستيراد بل جئت أبحث عن مجهول لا أعلم كيف أحصل عليه.
من يعيد أسرتي؟
فسألته وما هذا المجهول؟ فقال: القصة طويلة وغامضة وتسببت لنا بآلام لا يعلمها إلا الله. ثم استرسل مواصلاً الحديث بعد إلحاحنا لكشف كل التفاصيل وقال: هل تعلم أن ابنتي الكبرى التي كانت متفوقة، الآن اختلفت جذرياً حياتها وأصبحت تكره المدرسة والدراسة، وأمها طلقتها بعد عشرة عمر طويلة كانت فيها حياتنا مثالاً للحياة الزوجية المستقرة؟ ثم أجهش بالبكاء وقال: أنا كنت السبب. لقد تعمدت إيذاء عاملة منزلية لدينا وبخستها جزءاً من حقوقها المالية بعد أن استخدمتها أداة لزيادة دخلي المادي عبر تأجيرها بمبالغ مالية لتقوم بخدمة عدد من الأسر على التوالي بمبالغ شهرية وعندما حان السفر لم أمنحها كل حقوقها المالية، كما أنها عندما أردنا تسفيرها بقيت لدينا لأكثر من شهرين تخدم بالمنزل وكانت معاملة ابنتي الكبرى وزوجتي لها رائعة فتعلقت بهما وأصرت على بقائها لعام آخر بشرط أن تبقى مع ابنتي الكبرى وزوجتي، ولكني أصررت على تسفيرها وأجبرتها على السفر وحينما طلبت بقية مستحقاتها رفضت وأجبرتها على التوقيع، وكانت تلك غلطتي الكبرى ولا زلت أكرر استغفاري الله عن هذا الظلم وأكل حقوق الغير.
وقد سافرت تلك الخادمة التي أستطيع أن أصفها في هذه الحالة بالمسكينة ولكنها بعد جرمها الذي فعلته لي ولأسرتي عند عودتها لإندونيسيا أقول إنها ليست مسكينة رغم أنني حضرت لإندونيسيا خصيصاً لكي أعطيها مستحقاتها، كما أعترف لك بأن السبب الثاني والأهم هو اتباعي لنصيحة قريب أبلغني أن السحر لا ينفك إلا بالسحر وهو ما اعتقده جازماً لوضع ابنتي وعائلتي التي تشتتت فطلقت زوجتي وهي التي لم تتذكر في حياتها لحظات خلاف بيننا سابقاً وابنتي التي تحولت من متفوقة إلى كارهة للدراسة وكل ذلك تم بسبب تلك الخادمة وتسفيرها.
وقال: المشكلة إنني حاولت أن أخرج من مشكلة ودخلت في عدة مشاكل كل واحدة أكبر من الأخرى ولا زلت رهين مراجعات لبعض السحرة الذين استغلوا وضعي النفسي وباتوا يشيدون بيوت الوهم لي دون بارقة حل!!

أقيموا الحد بهؤلاء!!

وأمام هذه الحالة وحالات أخرى مشابهة تناقلتها قصص العديد من الأسر السعودية أصررنا على معرفة المزيد عن هؤلاء السحرة وكيف ينظرون لهذه الأمور المقلقة للأسر السعودية، فكان لنا وقفة وحوار مع أحد هؤلاء السحرة الذي فاجأنا بقوله: هل تريد أن يمارس الذي بجانبك الرقص؟ وقبل أن أقول له كيف؟ وماذا تقصد؟ تملكتنا الدهشة ونحن نشاهد أحد المرافقين وهو يرقص كما لو كان راقصاً متمرساً وهو الذي لم يرقص قط في حياته، وبعد لحظات عاد كل شيء إلى ما كان عليه، وكأن صاحبنا قد أفاق من غفوة أو حلم أو كابوس، وقال: لا أدري ماذا فعلت، ولا أعلم ما هي الأشياء التي قمت بها.
ويقول أحد الحاضرين من الأندونيسيين إن التلفزيون في كثير من الأحيان يعرض برامج مختلفة للسحرة وبلقطات مشابهة.

وكشف هذا الساحر أسراراً عجيبة مؤكداً أن بعض الخادمات المنزليات يطلبن منه خدمات لعطف رب الأسرة عليهن أو أحد أبناء الأسرة. وقال: لقد كانت خادمة منزلية تحرص على التواصل معي كثيراً هاتفياً من أجل عشقها لكفيلها السعودي وكانت تؤكد لي أنها على استعداد لإنفاق المزيد من المال حتى تستمر علاقتهما بانسجام ولا يفترقا.
وقال: إن سوقنا الأول كان لدى الخادمات أما في الآونة الأخيرة فكان للعديد من السعوديين الذين يحضرون لنا في بادئ الأمر لفك سحر أو غموض حالة يعانون منها ووصل الأمر حالياً إلى أن بعض السعوديين يتواصلون معنا كثيراً لكشف مواقع كنوز الذهب والآثار في جوف الأرض. وعن وسيلة الدفع المالي بين الطرفين في هذه الحالة أوضح أنها عن طريق البنوك وخوف طالب الخدمة من العواقب الوخيمة إن لم يدفع!!
وقد آثرت عدم الإطالة والاسترسال بسرده للقصص الأخرى رغم خطورتها وحزني على أصحابها ولكنني لن أستطيع إخفاء ألمي على بقاء هذه الأمور على وضعها وبقاء السحرة في أمان عن إقامة الحد الشرعي فيهم وهم الذين يشكلون تهديداً لأناس كثيرين، وقد طالب البعض بدراسة هذه الحالة وحصر البلدان التي يكثر بها السحرة وعمل إجراءات وحلول جذرية بالتعاون بين هذه الدول وأن هذه القضية ليست مسؤولية دولة واحدة ولا وزارة معينة ولا مجتمع واحد بل لابد أن تكون هناك آلية جديدة قبل أن تستفحل قضايا السحر والسحرة ويذهب ضحايا لها الكثير من الأبرياء!!


المصدر = جريد الجزيرة السعودية