عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:09 AM   #9
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

مدح التواضع وذم الكبر

ألا ذو طبع كريم يسمو إلى هذا الفضل العظيم ألا ذو قلب سليم يراعي حفظ العهد القديم إنما يقدر على الوفاء بعهد يوم الميثاق من كان سليما من النفاق إنما يحن إلى مرافقة الرفيق الأعلى من كان طبعه كريما من نسي عهود ربه فقد استحوذ الشيطان على قلبه من خالف سنة نبيه فقد نظمه الشيطان في حزبه قال الإمام أحمد رحمه الله ما اعلم الناس في زمان أحوج منهم إلى طلب الحديث من هذا الزمان قيل ولم قال ظهرت بدع فمن لم عنده حديث وقع فيها وقال الفضيل بن عياض رحمه الله إن لله تعالى ملائكة يطلبون حلق الذكر فانظر مع من يكون مجلسك فلا يكون مع صاحب بدعة فإن الله لا ينظر إليهم وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة لو أن المبتدع تواضع لكتاب الله وسنة نبيه لا أتبع ما ابتدع ولكنه أعجب برأيه فاقتدى بما اخترع فالتواضع أصل كبير يتفرع منه شيء كبير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من رجل يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر تحل له الجنة أن يريح ريحها ولا يراها وعن فضالة بن عبيد ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثلاثة لا تسأل عنهم رجل ينازع الله رداءه الكبرياء وازاره العزة ورجل في شك من أمر الله ورجل يقنط من رحمة الله وعن سليمان بن عامر رضي الله عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم أرأيتم سليمان بن داود عليه السلام وما أعطاه الله من الملك فإنه لم يكن يرفع رأسه إلى السماء تخشعا حتى قبضه الله وقال الفتح بن شخوف رحمه الله رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المنام فسمعته يقول التواضع يرفع الفقير على الغنى وأحسن من ذلك تواضع الغني الفقير إنما جعل ترفع الفقير على الغني من التواضع لأن الفقراء قوم فرغ الله قلوبهم وجعل رحيق محبته مشروبهم وأطال على باب خدمته وقوفهم وجعل رضاه وقربه مطلوبهم وغضبه وبعده مخوفهم فهم من خشيته مشفقون ومن هيبته مطرقون إن تواضعوا فلرفعته وأن تذللوا فلعزته وإن طمعوا في صدقته وإن خضعوا فلعظمته إلى الله افتقارهم وبالله افتخارهم وإلى الله استنادهم هو كنزهم وعزهم وفخرهم وذخرهم ومعبودهم ومقصودهم ومن كان بهذه الرتبة فمتى تواضع لغير الله أخل بمركز الأدب واستبدل الخزف بالذهب من كان رب العباد مقصوده فهو لكل العباد مقصود قل للعاملين لغير الله يا عظم خسرانكم وقل للواقفين بغير باب الله يا طول هوانكم وقل الآملين لغير فضل الله يا خيبة آمالكم وقل للعاملين لغير وجه الله يا ضيعة أعمالكم
الأسباب كلها منقطعة إلا أسبابه والأبواب كلها مغلقة إلا أبوابه جناب الله أعلى مرتقى تسمو إليه همم المرتقين ليس دونه مقنع للطالبين ولا وراءه مذهب للسالكين سلام الله ورحمته وبركاته على همم لا يرضيها إلا قرب الله ومرضاته ما حلال لها غير ذكره ولا انقادت لسوى أمره فهي الدهر في طاعته وشكره على حلو العيش ومره ويسر الأمر وعسره أولياء الله لا يحبون ولا يبغضون إلا في الله ولا يشتاقون ولا يحبون إلا لله ولا يتوكلون ولا يعتمدون إلا على الله إذا صفا مشرب معاملة الله لم ينالوا كدر المشارب وإذا أينع لهم مذهب السلوك إلى الله لم يهتموا لضيق المذاهب وإذا ظنوا أن الله عنهم راض لم يكترثوا بغضب غاضب وإذا لم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم عليهم عاتب لم لم يشغل قلوبهم عتب عاتب رضا رسول الله صلى الله عليه و سلم علامة على رضا مرسله والعمل بالقرآن دليل على الإيمان بمنزله فاتلوا كتاب الله وتدبروه وعظموا رسول الله صلى الله عليه و سلم ووقروه اللهم صل على سيدنا محمد وآله الكرام ما نسخ النور والظلام واضرب سرادقات حفظك علينا ولا تقطع عنا مواد إحسانك إلينا واحرسنا من فوقنا ومن تحتنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن خلفنا ومن بين أيدينا إفعل اللهم بنا ذلك وسائر المسلمين ولا تخلنا وإياهم من رحمة تذكرنا بها يا أرحم الراحمين
المجلس العاشر غوائل الشيطان

الله أكبر ما تعاقبت الأيام والليالي الله أكبر في كل مقر وفي كل سافل وعلى كل شرف عال الله أكبر ما أقبل عام وأدبر عام الله أكبر ملء بياض النهار وسواد الظلام الله أكبر في بطن كل واد وعلى ظهر كل شرف الله أكبر تكبيرا يوجب النجاة وينقذ من التلف كل العباد إلى رحمته فقير وفي نعمته مغمور محتاج إلى خفي لطفه وخفي عنايته هل لكم من إله سواه يجبركسركم ويكشف ضركم ويمدكم بأموال وبنين ويحييكم على تعاقب السنين حتى تبلغوا من العمر غاية آجالكم وقد أراكم عجائب الآيات في تصرف أحوالكم فليس منكم من نزل به نازلة مماته إلا وقد عرف ربه في تصرف حالاته فارحموا أنفسكم من متابعة هواها ومساعدتها على نيل مشتهاها بليت بنفس لا يزال هواها يقود إلى نار تدور رحاها ومال النفس للشيطان إلا مساعد على عصمتي حتى تحل عراها
ومن يحلل الشيطان عصمة دينه هوى في سعير لا يطاق لظاها أخي إن أردت النجح والفوز بالمنى فخالف من النفس الكنود هواها ولا تتبعها في السلوك فإنها تضلل عن نهج الهدى بعماها ما احترس الإنسان من غوائل الشيطان بمثل نهي النفس عن الهوى ولا استعان على قمع هوى النفس بمثل الزهد في الدنيا متى أردت أن تعرف أن الدنيا والآخرة ضرتان فاعتبر ذلك بجوارحك لأنهاأبواب دنياك فإن دخلت عليك من لسانك أطلقته في الباطل وفيما ليس له حاصل وشغلتك عن التلاوة والذكر وأوقعتك في لغو الكلام والزور وقول الفجور وإن دخلت عليك من من بصرك أرسلنه في النظر الى المحرمات المردية وشغلتك عن النظر في المصحف وكل ما فيه عبرة للناظر ونور للخاطر وإن دخلت عليك سمعك أمالته إلى سماع كل لهو وباطل وشغلتك عن سماع ما نفعه إلى القلب واصل وإن دخلت عليك من بطنك كسلت عن الطاعات وأبسطت إلى الشهوات وأعمت عن الفكر والذكر بصيرة قلبك وقادتك إلى كل ما فيه سخط ربك وإن دخلت عليك من فرجك فإن كان حلالا أوهن القوة وبلد الفطنة وإن كان حراما ما زاد على ذلك إلا زوال النعمة وحلول النقمة وجملة القول في ذم الدنيا أنها لا تدخل على أحد قط إلا أدخلته بحرامها في عقاب ومنعته بحلالها عن الثواب سبحان الله ما أهون الدنياعليه وما أبغضها إليه أهل الدنيا بحرامها مغرورون وبخدعها مغبونون وبتحصيلها عن الآخرة مغمورون شاغلون
يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون أهل المشاغل بالدنيا وزينتها عن ذكر ربهم ساهون لاهونا لو أنهم قنعوا مما يبلغهم لعجلوا راحة مما يقاسونا تفوت ذي الدار الأخرى وهي فانية يا ويل عشاقها مما يلاقونا لا دارهم في الدهر باقية كلا ولا هم لما في الدهر باقونا

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة