يُغطي عيوب المرء كثرة ُ ماله = يُصَدَّقُ فِي مَا قَاْلَ وَهْوَ كَذُوْبُ
وَيُزْرِي بِعَقْل المَرْءِ قِلَّة ُ مَالِهِ = يحمقه الأقوام وهو لبيبُ
غَاْلَبْتُ كُلَّ شَدِيْدَة ٍ فَغَلَبْتُهَا = وَالْفَقْرُ غَاْلَبنِيْ فَأَصْبَحَ غَالبِي
إن أبدهِ يصفح وإن لم أبده = يَقْتُلْ فَقُبِّحَ وَجْهُهُ مِنْ صَاْحِبِ
فلو كانت الدنيا تنال بفطنة = و فضل وعقل نلت أعلى المراتب
وَلَكِنَّمَا الأَرْزَاقُ حَظٌّ وَقِسْمَة ٌ = بِفَضْلِ مَلِيْكٍ لاْ بِحِيْلَة ِ طَاْلِبِ
أَيُّها الفَاجِرُ جَهْلاً بِالنَّسَبْ = إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة = أم حديد أم نحاس أم ذهب
سَلِيْمُ العِرْضِ مَنْ حَذِرَ الجَوَابا = وَمَنْ دَارَى الرِّجَالَ فَقَدْ أَصَابا
ومن هاب الرجال تهيبوه = و من يهن الرجالَ فلن يهابا
إلبس أخاك على عيوبه = و استر وغط على ذنوبه
واصبر على ظلم السفيه = وللزَّمانِ عَلَى خُطُوبهْ
عِلْمِي غَزِيْرٌ وَأَخْلاَقِي مُهَذَّبَة ٌ = و من تهذب يروي عن مهذبه
لَوْ رُمْتُ أَلفَ عَدُوٍ كنْتُ وَاجِدَهُم = و لو طلبتُ صديقاً ما ظفرت به
إذا رمت أن تعلى فزر متواتراً = وإن شِئْتَ أنَّ تَزْدَادَ حُبًّا فزرْ غِبّا
منادمة الإنسان تحسن مرة = و ان اكثروا أدمانها أفسدوا الحبا
شَيْئانِ لَوْ بَكَتِ الدِّمَاءَ عَلَيْهِما = عينايَ حتى تأذنا بذهابِ
لم تبلغ المعشار من حقيهما = فقد الشباب وفرقة الأحباب
مالي وقفت على القبور مسلماً = قَبْرَ الحَبِيْبِ فَلَمْ يَرُدَّ جَوَابِي
أحبيبُ ما لك لا تردُّ جوابنا = أنسيتَ بعدي خلة الأحبابِ
سَتَشْهَدُ لِي بِاْلكَرِّ وَالطَّعْنِ رَايَة = ٌ حباني بها الطهرُ النبيُّ المهذبُ
و تعلم أني في الحروب إذا التظى = بِنيرَانِهَا اللَّيْثُ الهَمُوسُ المُرَجِّبُ
هذا لكم من الغلام الغالبي = مِنْ ضَرْبِ صِدْقٍ وَقَضَاءِ الوَاجِبِ
وَفَالِقِ الهَامَاتِ وَالْمنَاكِبِ = أَحْمِي بِهِ قَمَاقِمَ الكَتَائِبِ
أبى الله إلا أن صفين دارنا = وَدَارُكُمُ مَا لاحَ فِي الأُفْقِ كَوْكَبُ
إلى أَنْ تَمُوتُواأَوْ نَمُوتَ وَمَا لَنا = و ما لكم من حومة الحرب مهرب
إذا جَادَتِ الدُّنيا عَلَيْكَ فَجُدْ بها = على الناس طراً إنها تتقلب
فَلاَ الجُودُ يُفْنِيْهَا إذا هِيَ أَقْبَلَتْ = ولا البُخْلُ يُبْقِيْها إذا هِيَ تَذْهَبُ
قريح القلب من وجع الذنوب = نَحِيْلُ الجِسْمِ يَشْهَقُ بالنَّحِيْبِ
أضر بجسمه سهر الليالي = فصار الجسم منه كالقضيب
حبيبٌ باتَ يأْسِرُني الحبيبُ = وَمَا لِسِوَاهُ في قَلْبِي نَصِيْبُ
حَبِيْبٌ غَاْبَ عَنْ عَيْنِي وَجِسْمِي = وَعَنْ قَلْبِي حَبِيْبِي لا يَغِيْبُ
صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ = و الدهر فيه تصرّم وتقلب
نشرت ذوائبها التي تزهو بها = سوداً ورأسك كالنعامة أشيب
دُبُّوا دَبِيْبَ النَّمْلَ لا تَفُوتوا = وأَصْبِحُوا بحَرْبِكم وَبِيْتُوا
حتى تنالوا الثأر أو تموتوا = أو لا فإني طالما عصيتُ
قَدْ كُنْتَ مَيْتا فَصِرْتَ حيّا = وَعَنْ قَلِيْلٍ تَصِيْرُ مَيْتا
بنيت بدار الفناء بيتاً = فَابْنِ بِدارِ البَقَاءِ بَيْتا
صبرتُ عن الملذات لما تولت = وأَلْزَمْتُ نَفْسِي صَبْرَها فَاسْتَمَرَّتِ
وَمَا المَرْءُ إِلاَّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهْ = فإن طمعت تاقت وإلا تسلت
ألم ترَ أنّ الدهر يومٌ وليلة = ٌ يكرّان من سبت جديد إلى سبت
فقل لجديد الثوب لا بد من بلى = ً و قل لاجتماع الشمل لا بد من شت
أَقُوْلُ لِعَيْنِي إِحْبِسي اللَّحَظَاتِ = ولا تنظري يا عين بالسرقات
فَكَمْ نَظْرَة ٍ قَادَتْ إلى القَلْبِ شَهْوَة = ً فأصبح منها القلب في حسرات
إذَا النَّائبات بَلَغْنَ المَدَى = و كادت تذوب لهنَّ المهجْ
و حلَّ البلاء وبان العزاء = فعند التناهي يكونُ الفرجْ