عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 10-04-2006, 11:29 PM   #46
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساجد
   شيخنا الفاضل أبوالبراء.. السلام عليكم ورحمة الله
تقول: (..فكيف تدافع عن الرجل مع أني لم أقدح به في الأصل) عفوا سيدي فأنا لا أدافع عن الرجل، بل أدافع عن الحق الذي معه، ما دمت مقتنعا أن معه ذلك، فإن تبين لي عكسه كنت له ناصحا أمينا إن شاء الله تعالى..
وتقول لي تعليقا على مقالتي: (..فقد يكون عنده ما يقول مما ليس عند كثير من العلماء )، (..أما هذه فلا أخي الحبيب ( ساجد ) فنحن نأخذ من علماء الأمة العاملين العابدين ولا نأخذ من أبو البراء ونحوه ، هذا هو منهجنا وعقيدتنا..)، هل صنفت الرجل على أنه ليس من العاملين، وإن كنت لا أراه بعد من العلماء، المهم أن عنده شيئا مما قد ينفعني وينفعك الله به.. أليست الحكمة ضالة المومن، يأخذها من أي وعاء خرجت؟ ثم إنني لا أقول خذ مقالته كما هي، وإنما الذي أقول به هو: اعرض ما قاله على كتاب الله وعلى ما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن وافقه وإلا فاضرب به عرض الحائط.. وهو نفس ما وجدت تقول به: (..فمن وافق الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة فقد أصاب الحق، ومن اتبع طريقاً غير ذلك فقد جانب الصواب..)
ولكن قولك بعد أن قلت: (..فقد يكون عنده ما يقول مما ليس عند كثير من العلماء ): ( ..أما هذه فكبيرة ، ولا نطيق مثل ذلك)، فهذه مقالة غريبة!!؟؟ لماذا يا سيدي، أو لست تطيق ما يقوله الرجل من حق، ولو كان بالفعل حقا وله أدلته عليه؟؟؟
ويتساءل شيخنا قائلا: (ولذلك أعيد سؤالي مرة أخرى وبصفة مغايرة : هل أنت ممن يعالج بالقرآن والسنة ؟؟؟ أرجو الإجابة حتى أعقب على كل ما ذكرت) أولا سيدي، إنني لم أقف في ما سبق أن كتبت لي على هذا السؤال حتى تكتبه لي مرة أخرى وبصيغته المغايرة هاته.. ثانيا، أما تساؤلكم: (..هل أنت ممن يعالج بالقرآن والسنة ؟؟؟) فهذا مما لا رغبة لي فيه الآن، ربما في المستقبل إن قدر الله ذلك وقدرني عليه، وفق الأحوال والظروف المحيطة بي، فأنا بالأساس باحث في هذا العلم، دارس له، وأرجو من الله العلي القدير أن يفتح علي فيه حتى أنفع به أمة الإسلام.. غير أنني أتساءل يا شيخنا: ما علاقة ما قدمت لك من أدلة على أن القرآن لا يحرق الجن والشياطين، بتساؤلك هل أنا ممن يعالج بالقرآن بالسنة أم لا؟؟
أما قولك عن الأدلة التي تقدمت بها في الموضوع، بل في صميم الموضوع ولبه: (..أما الاستدلالات التي تأتي بها فأغلبها في غير موضعه ، وقد سألتك سؤالاً محدداً فشرقت وغربت) فأقول لك سامحك الله يا شيخنا، فأنت لم تناقشني في مضمونها، ولم تعلق لي على ما تقدمت به بين يديك من نصوص وأدلة وشروحات، ولم تتكلم فيها من جهتك ببنت شفه، كما أنك لم تأت من جهتك يا شيخنا بما يناقضها ويردها.. غير أنك اكتفيت فقط بحكم عام وهو القول أنها في غير موضعها بعد رفضها وعدم الالتفات لها!!!!.. ثم اتهمتني أنني (شرقت وغربت).. عجبا لك يا سيدي، وعجبا من طريقتك في الحوار!!! ما هكذا تورد الإبل يا سيدي.. مع أنني لست في مستواك ولا مستوى ما آتاك الله من علم وسعة صدر علي وعلى هفواتي، أرجوك أن تقف عليها وتصححها لي دون أن ترفضها جملة وتفصيلا.. أرشدني أرشدك الله، واذكر أنني أستحلفك بالله أن تعينني على الحق ما دام حقا أو تردني عنه إن رأيت فيه شيئا من الباطل، ومرة أخرى أدعو لك أن يجزيك الله بألف خير..
إنني يا سيدي في جميع الأدلة التي سقتها كنت أركز فيها على ظاهرة أساسية، وهي إثبات إمكانية حضور الشيطان مجالس الذكر وقراءة القرآن والاستماع أيضا، حتى التأثير على الإنسان أثناء ذلك ليس فقط بالوسوسة والتشويش بل إلى درجة المخالطة والمس[B] وهي إثبات إمكانية حضور الشيطان مجالس الذكر وقراءة القرآن والاستماع أيضا، حتى التأثير على الإنسان أثناء ذلك ليس فقط بالوسوسة والتشويش بل إلى درجة المخالطة والمس[B]، وذلك ما وقفنا عليه عند مخالطته للصحابي الجليل عثمان بن أبي العاص، أثناء الصلاة.. وكذلك من خلال محاولته الهجوم على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ليقطع عليه الصلاة فأمكنه الله منه..
لماذا توجهت هكذا؟. لأننا قبل أن نتكلم عن كيف يؤثر القرآن على الجن والشياطين، يلزمنا التبين أولا في أسس العلاقة بين الجن والشياطين والقرآن: هل هذه العلاقة مبنية على المودة والإيمان والاتباع مثلما يحدث للإنس مثلا أم هي مبنية على التنافر والكفر والحرق، إلى درجة أنه كلما وجد الشيطان وقرئت عليه آيات من القرآن، خاصة منه "آيات الحرق"، ليس له إلا أن يكفر بها ويفر بجلده أو يحترق ويموت..
فإن في إثبات حضور الشيطان في مجالس قراءة القرآن والذكر والصلاة، سواء أحضر للغواية أم للإذاية، أكبر دليل على أن القرآن لا يؤثر عليه بالحرق، وإلا لكان يفر بجلده كما يقولون، خوفا على نفسه من الاحتراق.. وسنأتي على هذا في أدلة أخرى مما قد أورده واحدا واحد إن شاء الله تعالى ثم إن وافقتم، ويسركم الله لي بالتتبع والتدبر والحوار بالتي هي أحسن، حتى نستفيد جميعا مأجورين بإذن الله رب العالمين..
وإلى إخوتي في الله بقية الأدلة على أن القرآن لا يحرق الجن والشياطين، بقية الأدلة على أن القرآن لا يحرق الجن والشياطين، كيفما كان حالهم ووضعيتهم: (قوله تعالى : ( ومآ أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلآ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله ءاياته والله عليم حكيم. ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد. وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم. وإن الله لهاد الذين ءامنوا إلى صراط مستقيم. (الحج/ 52-54 ) )
يقول شيخنا الألباني رحمة الله عليه في رسالته "نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق" : (وقد اختلفوا في تفسير قوله تعالى: ( تمنى ) و ( أمنيته )، وأحسن ما قيل في ذلك: إن ( تمنى ) من " الأمنية " وهي التلاوة ، كما قال الشاعر في عثمان رضي الله عنه حين قتل :
تمنى كتاب الله أول ليلة * * * وآخرها لاقى حِمام المقادر
وعليه جمهور المفسرين والمحققين، وحكاه ابن كثير عن أكثر المفسرين، بل عزاه ابن القيم إلى السلف قاطبة فقال في "إغاثة اللهفان" (1 /93): "والسلف كلهم على أن المعنى إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته " وبيّنه القرطبي فقال في " تفسيره " (12/83 )، وقد قال سليمان بن حرب : إن (في) بمعنى : عند ، أي ألقى الشيطان في قلوب الكفار عند تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم كقوله عز وجل : (ولبثت فينا ) ( الشعراء : 18 )، أي عندنا ، وهذا هو معنى ما حكاه ابن عطية عن أبيه عن علماء الشرق ، وإليه أشار القاضي أبو بكر بن العربي.
(..وهذا الذي ذكرناه من المعنى في تفسير الآية، هو اختيار الإمام ابن جرير ، حيث قال بعد ما رواه عن جماعة من السلف ( 17 / 121 ) : " وهذا القول أشبه بتأويل الكلام ، بدلالة قوله تعالى : ( فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله ءاياته ) [الحج : 52] على ذلك ، لأن الآيات التي أخبر الله جل ثناؤه أنه يحكمها لا شك أنها آيات تنزيله ، فمعلوم بذلك أن الذي ألقى فيه الشيطان ، هو ما أخبر تعالى ذكره أنه نَسَخ ذلك منه وأبطله ثم أحكمه بنسخه ذلك..)
ثم ينقل شيخنا عن القاضي أبوبكر ابن العربي في إبطال قصة الغرانيق، هذه القصة التي سال فيها مداد كثير بسبب ما وقع من اختلاف في صحتها ما يلي: (...و ذلك أنه قال تعالى: (و ما أرسلنا من قبلك من رّسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) [الحج:52]، فأخبر الله تعالى أن من سنته في رسله، و سيرته في أنبيائه، أنهم إذا قالوا عن الله قولاً، زاد الشيطان فيه من قبل نفسه، كما يفعل سائر المعاصي، كما تقول: ألقيت في الدار كذا، و ألقيت في العِكم (بكسر العين: العدل) كذا، و ألقيت في الكيس كذا، فهذا نص في أن الشيطان زاد في الذي قاله النبي صلى الله عليه و سلم، لا أن النبي صلى الله عليه و سلم قاله، و ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم كما إذا قرأ تلا قرآنا مقطّعاً، و سكت في مقاطع الآي سكوتاً محصلاً، و كذلك كان حديثه مترسلاً فيه، متأنياً، فتبع الشيطان تلك السكتات التي بين قوله: (ومناة الثالثة الأخرى) [النجم:20] و بين قوله تعالى: (ألكُمُ الذّكرُ و له الأنثى) [النجم:21]، فقال يحاكي صوت النبي صلى الله عليه و سلم: "و أنهن الغرانقة العلى و إن شفاعتهن لترتجى"، فأما المشركون، و الذين في قلوبهم مرض لقلة البصيرة و فساد السريرة، فتلوها عن النبي صلى الله عليه و سلم، و نسبوها بجهلهم إليه، حتى سجدوا معه اعتقاداً أنه معهم، و علم الذين أوتوا العلم و الإيمان أن القرآن حق من عند الله، فيؤمنون به، و يرفضون غيره، و تجيب قلوبهم إلى الحق، و تنفر عن الباطل، و كل ذلك إبتلاء من الله، ومحنة، فأين هذا من قولهم؟! و ليس في القرآن إلا غاية البيان بصيانة النبي صلى الله عليه و سلم في الإسرار و الإعلان، عن الشرك و الكُفران..)اه
وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان بعدما وقف طويلا عند هذه الآية: (..فإذا كان هذا فعله مع الرسل عليهم السلام فكيف بغيرهم؟ ولهذا يغلط القارىء تارة ويخلط عليه القراءة ويشوشها عليه فيخبط عليه لسانه أو يشوش عليه ذهنه وقلبه فإذا حضر عند القراءة لم يعدم منه القارىء هذا أو هذا وربما جمعهما له)اه.
***يتبع بإذن الله تعالى..***

"
"
"
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة