الحديث في هذا الموضوع ذو شجون ..فنحن نعلم ان الكثير من الأسر اليوم تعاني من مشكلات جُلَّى جراءَ جهلها بأساليب التربية وما تتطلبه من وسائل جديدة ومبتكرة ،فالامر ليس بالسهل بل يحتاج الى الكثير من الصبر .. ونرى كثيرا من الأسر متفككة متفسخة، كلٌّ يعمل ما يريد، قد يسافر هنا، ويمكث هناك، ويصاحب ذلك وتلك، دون رعاية من أب، أو عناية من أم؛ وذلك بسبب ضياع الرباط الأسري وفقرالجانب العاطفي، وشحوب الدفء الأبوي بين الأولاد وآبائهم، ..ونرى أسرا كثيرة لا يمكن فيها للأب أو للأم أن يسمحوا لأنفسهم بالتعبير عن حبهم لأولادهم، ويعتبرون ذلك أمرا غير لائق، أو نقصا من أقدارهم واهتزاز شهامتهم، فلا يحتضنون أولادهم : بنين كانوا او وبنات، فيضطر الابن واو الابنة إلى البحث عن ذاك الحنان وتلك العاطفة خارج البيت، مما يزيد الأمور سوءا، والعلاقات تأزما وتفككا....وبعدها يحدث ما لايحمد عقباه
وماكتب من قبل اخواتنا الفاضلات بارك الله فيهن ..ما هي طرح لبعض تلك الوسائل التي تناساها الناس اليوم فتعبوا وأتعبوا أولادهم ، فما اجمل ان نرسخ فيهم تلك القيم والاخلاق ان نفتح معهم قنوات الاتصال فيحل الحوار محل العنف والقسوة وتوجيه النقدالمستمر لهم والتقليل من شأنهم ..
ولا ننسى الدفء العاطفي
فالحب من أهم الحاجات النفسية اللازمة لصحة الأبناء النفسية، فشعور االبنت بأن هناك من يحبها ويتقبلها ويعتني بها ويحترمها ـ يزيد من نموها النفسي السوي؛ فحاجة الإنسان للحب كحاجته تماما إلى الماء والهواء، بل ربما أكثر، فالحب يشعرها بالأمن والأمان، وينعكس هذا على إنتاجها وتفوقها وتقدمها وتطورها، ولا يكفي أن نحب أبناءنا، ونكتفي بأن نحتفظ بذلك داخل قلوبنا، ولا نعبر لهم عن هذا الحب؛ فهناك بعض الأبناء من يتهم أبويه أو أحدهما بكرهه؛ وهذا من جراء ما يرى من نقد لاذع هنا، أو سباب أو إهانة هناك، وربما تطور الأمر إلى الضرب أو الإبعاد عن المنزل في بعض الأوساط، وبالطبع هذا كله يفعله بعض الآباء والأمهات ظنا منهم أن مثل هذه الطرق هي التي ستجعل هذا الابن أو تلك الابنة ترجع عن أخطائها، وتسير على الجادة، وتبدو الحقيقة عكس ذلك تماما، فالابن يصرُّ على أفعاله أكثر من ذي قبل، ولا يتنازل عنها، بل يوقن أن أبويه يكرهانه...وهنا تكمن الخطورة ؛ إذن لابد من التعبير والإفصاح عن حبنا لأبنائنا؛ فالتعبير عنه من أهم أساسيات التعامل مع أبنائنا وتواصلنا معهم التواصل البنَّاء الذي نسعى إليه جميعا؛ وإليك بعضا من طرق التعبير عن حبنا لهم :
ـ شجع ابنك عند فعله الصواب، وكافئه عليه، ووجهه إذا أخطأ ببيان وجه الخطأ في فعله، وإذا كانت هناك عقوبة ستوقع عليه فمن حقه أن يعرف لماذا يعاقب؟ حتى يؤتي العقاب أكُله.
ـ ايها الاب وايتها الام احترمْوا قراراتهم بأن تترك لهم حرية الحديث التعبير عن انفسهم وأشركه في اختيار مكان التنزه.وفي نوع الطعام الذي يشتهيه ..
ايتها الأم كوني قريبة من ابنائك وبناتك ..
ـ تحدثي معهم أ في أثناء تناول الطعام، واستمعي لكل واحد منهم، وراقبي حديثك حتى لا يكون كله عبارة عن إلقاء محاضرات أو إعطاء قواعد.
ـ أشعريهم بأهمية تأثيرهم عليك بتذكيرهم بشيء قد تعلمته منهم؛ مثل الدخول لموقع معين على الشبكة الدولية للمعلومات، أو استخدام تقنية معينة لم تكن على أيامك، أو نحو ذلك مما يعطيهم ثقة، أو يمنحهم زادا، وخصوصا من آبائهم.
ـ اكتبي لهم رسالة قصيرة تعبري فيها عن حبك، وضعها في حقيبتهم المدرسية، أو أرسلها عبر الهاتف المحمول، أو بالبريد الإلكتروني، أو حتى بالبريد العادي.
ـ
ـ العبْي معهم، بل اندمجْي في اللعب، إذا كانوا صغارا، فدعي يديكي تعمل معهم في الصلصال والألوان، وإذا كانوا كبارا شاركيهم افكارهم ناقشيهم وتحاوري معهم ..لا تستبدي برأيك ..
وتذكري انك كنت في نفس عمرهم وكنت تخطئين مثلهم ... فلذلك مردود نفسي كبير...أو فذلك يقربهم منك، ويدنيك إلى قلوبهم.
ـ ـ ركزْي على إيجابياتهم في شخصيتهم حتى تنمو هذه الإيجابيات، وامدحيهم في غيابهم، فسيصل إليهم ذلك المدح،ويشعروا بالأمان
ـ صادقي ابنتك ،واقتربي منها، واستمعي إلى ما يفكر فيه، واطلبي إليهاأن تخبرك بما تريد أن تكون عليه مستقبلا، وكوني جيدة الاستماع ولا تستهيني بتفكيرها مهما كان بسيطا، أو فوق سنهم، ولا تقاطعها ساعة تتكلم وأظهري إعجابك بتفكيرها، وحسن منطقها.
ـ قوم بعمل اجتماع نصف شهري أو شهري في البيت أو في حديقة ما، واجمعي الأسرة كاملة، واستمعي إليهم، وتناولي معهم الكلام كما تتناولي الطعام ،وأفسحْي لهم حتى تتجول في عقلياتهم، وتتعرفي على طرق تفكيرهم، وشاركيهم آمالهم وآلامهم ، وأفكارهم وأفراحهم وأتراحهم، ورؤيتهم الخاصة للحياة، وانزلْي إلى مستوياتهم، وعاملي ابتك كصديقة لك حتى لا تخفي عنك شيئا مهما كان اعطيها من خبراتك حتى لا تبحث عن خبرات صديقاتها وقد تكون صديقات سوء فتتعبين في إعادتها إلى سالف عهدها
فإن يعقوب ـ عليه السلام ـ من كثرة قربه من أبنائه كانوا يحكون له كل شيء حتى أحلامهم في مناماتهم ، وقد حكى القرآن الكريم طرفا من ذلك، فقال: "إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين"، فشاركه الحلم، وفسره له، وتعايش مع سنه ومنامه، وقال لابنه:" يا بنيَّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين "، ثم راح يرسم لولده مستقبلا باهرا، ويعدُّه إعدادا جيدا للحياة وتبعاتها، فقال:" وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم"
(أبوةٌ أحسنت فهْمَ رسالتها ،وأدركت جلالَ مهمتها مع أبنائها حتى أوصلتهم إلى بر الأمان، فصاروا رؤوس الناس وقيادِيِّيهم، وصلحت بهم الحياة وسعد بوجودهم الأحياء .
وهناك الكثير والكثير من أشكال التعبير عن الحب، أتركها لإبداعاتكم آباءً وأمهاتٍ، حتى يشبَّ أبناؤنا ريَّانين شبْعَى، فلا يطلبوا الحب عند غيرنا، ولات حين مندم.
نسأل الله أن يصلح أحوال الأسر، ويبصرها بواجباتها حيال أبنائها اللهم آمين .
بارك الله فيكن اخواتي الفاضلات تشرفت بمروركن الكريم وجزيل الشكر على ما سطرته اياديكن البيضاء من حروف وكلمات تحمل الكير من النصح والتوجيه والارشاد لا حرمنا الله من تواجدكن الجميل والرائع دوما
اخواتي زهراء والأمل
القصواء
كريمة
دمتن في حفظ الرحمن