اجتناب المحرمات -وإن قلَّت- أفضل من الإكثار من  نوافل الطاعات
"قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله- بعد هذه الآثار وغيرها:
 ( حاصل كلامهم يدل على أن اجتناب المحرمات -وإن قلَّت- أفضل من الإكثار من  نوافل الطاعات؛ فإن ذاك فرض، وهذا نفل ).
 لابن القيم كلام قريب منه:" العارفُ لا يأمر الناسَ  بتركِ الدنيا، فإنهم لا يقدرون على تركها، و لكن يأمرهم بترك الذنوب مع  إقامتهم على دنياهم، فتركُ الدنيا فضيلة و ترك الذنوبِ فريضة!!
 فإن صعُبَ عليهم ترك الذنوب، فاجتهِدْ أنْ تُحبِّبَ اللهَ إليهم بذكرِ  آلائه و إنعامه و إحسانه و صفات كماله و نعوت جلاله، فإنّ القلوب مفطورة  على محبّته، فإذا تعلقتْ بحبّه، هانَ عليها ترك الذنوب و الإصرار عليها و  الاستقلال منها.
 العارف يدعو الناسَ إلى الله من دنياهم فتسهل عليهم الإجابة، و الزاهد  يدعوهم إلى الله بتركِ الدنيا فتشقّ عليهم الإجابة، فإنّ الفطام عن الثدي  الذي ما عَقلَ الإنسانُ نفسَه إلا و هو يرتضع منه، شديد!!، و لكن تخيَّرْ  من المرضعات أزكاهنّ و أفضلهنّ، فإنّ للّبن تأثير في طبيعة المرتضع.."
(الفوائد)