أيها الحال المرتحل..يا حرة الحرائر..شكرا لكم على طيب كلامكم وجميل تفاعلكم..إن هذا الهم نحن فيه سواء..ونحن بتكتلنا وتضافر جهودنا فقط يمكن أن نقدم شيئا لهذه الأمة الغالية لأنها أمة خير المرسلين..نحن في مجتمعاتنا نشعر بنوع من الغربة لأننا نسبح ضد تيار جارف من الميوعة والضلال يعيث في بيوتنا فسادا عن طريق القنوات والمسرح والسينما والرسوم المتحركة..فهناك أطراف كثيرة تتجاذب معنا هذا الطفل وهي من عوامل الـشد إلى الأرض التي تمثل التدسية والركون إلى الملذات والشهوات وتمثل الحضيض..لأن الإنسان مخلوق مزدوج خلقه الله تعالى من تراب الأرض ولذلك فيه القابلية للهبوط ليصير كالحيوان همه شهوته ولا يعرف سوى الأكل والشرب والشهوة والافتراس.. وهو مخلوك كذلك من روح الله(َإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي)ولذلك له القابلية كذلك ليسموا ويصعد نحو المعالي ويصير ربانيا في تفكيره وخلقه وتعامله. ولهذا فالتربية التي نزعم تبنيها هي في صراع دائم مع عوامل الانحلال والتدسية..والتحلية أو قانون التقوى لا يستمد إلا من كتاب الله وهدي نبينا عليه الصلاة والسلام..فعندما نقرأ لمفكرين غربيين وعلماء تربية وعلم النفس التربوي، نجد أن ما قالوه هو عندنا منذ أربعة عشرة قرنا ولكن نحتاج لقراءة متأنية في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى نستقي حكمتنا من موقع الامتثال للقدوة التي لا تنطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
أيها الأعزاء أكثر الله أمثالكم ونصح بكم الأمة وأنطق ألسنتكم بالحكمة..ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.