زوجي متهاون في الصلاة!
السؤال
أريد استشارتكم في امرأة زوجها يتهاون بالصلاة، بل لا يؤدي بعضها تهاونا وجهلا منه، بالرغم من أن سلوكه حسن. أخذت زوجته تنصحه، ولكن بطريقة غير مباشرة، فكانت تحدثه عن فضل الصلاة أو عاقبة المتهاون بالصلاة، ولكن ردة فعله إما أن يسايرها ويؤيدها قولا لا فعلا، أو يسكت ويصرف الموضوع، والمشكلة الأكبر أن هذه الزوجة بدأت تكره زوجها ونفد صبرها.. علمًا أن هذا الزوج تربى في أسرة متهاونة بالصلاة بالرغم من أنها تحب الخير، ولكن جهلا منهم يتهاونون بالصلاة. فما هي الطريقة الفعالة مع هذا الزوج؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الكريمة، أسأل الله تعالى أن يسدد جهودك في نصح زوجك، كم حمدت الله أن في نساء المسلمين من تحرص على هداية زوجها، ولا تنجرف معه في تقصيره.
1- من المهم في علاج هذا التفريط أن نعرف السبب المؤثر، فعلاج المؤثر يقضي على التفريط.
فهل يوجد أصدقاء يؤثرون عليه؟ أو توجد مصادر ثقافية أو إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية تؤثر عليه؟
فإن كان الجواب (نعم) فلابد من إبعاده بلطف وحكمة وذكاء عن مصدر التأثير، وإن كان الجواب (لا) ينبغي أن ننتقل إلى النقطة التالية:
2- لماذا لا يؤثر كلامك ونصحك على زوجك؟
قد يكون السبب هو تمكن المعصية من نفسه، وضعفه أمام مقاومتها.
لكن قد يكون السبب منك، وأرجو أن يتسع صدرك لكلامي – لذلك أسألك:
أ- هل أنت مقصرة معه في جانب من الجوانب مهما كان، لذلك لا يتقبل منك؟
لأني عرفت من أسئلة الناس واستشاراتهم أن تقصير الزوجة مع زوجها يؤدي أحياناً إلى هذا الرفض للنصح. فإذا كان الجواب (نعم) فلابد من تكميل هذا التقصير. وإذا كان الجواب (لا) ينبغي أن ننتقل إلى النقطة التالية:
3- ما العمل مع الزوج في نصحه وهدايته إلى السبيل القويم؟
أولاً: غيري وقت النصيحة.
فبدلاً من أن تكون في وقت حصول المعصية اجعليها قبل ذلك في وقت يكون فيه هادئاً مستريحاً، ففعل هذا يكون لقبول النصيحة والتأثر بها.
ثانياً: أ- غيري في أسلوب النصح من الكلام المباشر إلى أسلوب غير مباشر (لا يصدر منك بل من غيرك، وذلك مثل موعظة مسموعة عبر شريط سمعي، أو رسالة جوال.
ب- موعظة مقروءة في مطوية أو نشرة أو كتيب أو رسالة جوال.
ج- موعظة مشاهدة في قناة إسلامية أو تسجيل فيديو أو رسالة وسائط mms.
وفيما سبق من المواعظ احرصي على التنويع بين الموعظة الكلامية المباشرة، وذكر قصة مؤثرة أو مشهد مؤثرة أو نشيد حول الموضوع، أو فتوى في حكم تأخير الصلاة وهذا مهم جداً، وبخاصة إذا كانت الفتوى قوية وصادرة من عالم يحبه زوجك.
ختاماً: أسأل الله الكريم أن يصلح زوجك، وأن يجعله من الأتقياء البررة المحافظين على الصلاة، كما أسأله أن يرزقكما حياة هنيئة سعيدة وذرية صالحة.
المجيب عبد الله عبد الوهاب بن سردار
إمام وخطيب جامع العمودي بالمدينة المنورة