السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لا يخفى على الكثيرين منكم مدى ارتباط الرقية الشرعية و مسائلها بالعقيدة السليمة ، و أجد نفسي كلما أهمُّ بكتابة موضوع عن الرقية أو بحث مسألة فيها فالأمر لا يخلو من البحث في كتب التوحيد و العقيدة ، و للأسف هذا أمر يغفل عنه الكثير من الناس ، و يتهاون فيه الكثير من المرضى والرقاة – إلا من رحم الله .
و كنتُ أتأمل بناظري في كثير من هذه المسائل ، و خاصة ً عندما أجلس مع كبار السن من أقاربي و قريباتي فيسردون لي قصص الجهل و الخرافات التي أنقذهم الله منها ، وذلك قبل أن تنتشر الدعوة السعودية ، و يحيي الله القلوب من البدع و الخزعبلات ، و الله كم سمعنا من أمور يدمى لها القلب ، من استعانة واستغاثة و ذبح ونذر و تقرب لغير الله ، لطلب استشفاء أو فك مربوط أو معيون أو إنجاب ذرية أو توفيق أو تفريق .... نسأل الله السلامة .... و نشكو إلى الله الحال أن بعضاً من الخرافات ما زالت منتشرة إلى يومنا الحاضر ...
و الغريب في الأمر أن بعض الناس يقولون : لماذا تحجرون واسعاً ؟ و لماذا تغلقون علينا أبواب الشفاء والفرج ؟ و نسمع أن فلاناً يدعو إلى الطريقة الفلانية ، مع أنها تنافي التوحيد أو تقدح فيه ، بحجة أنها عجلّت بشفائه – بأمر الله و قدرته – و المسكين لا يدري أن ما عند الله من نعيم الآخرة لا يُنال إلا بطاعته ، و أن أحوال الدنيا و تقلباتها ليست هي المحك والغاية التي نلهث وراءها ....
ولذلك كان لزاماً علينا أن نتعرض للموضوع من جانبه العقدي ومن ركنه و أساسه المتين ، لكي نتنبه جميعاً إلى أن التأصيل و التقعيد في الرقية لا يمكن أن يؤتى إلا من عالم حاذق موحد عارف بالله و بشرعه و نهجه في ضوء الكتاب و السنة وفهم سلف الأمة .
و لعلنا في هذه الزاوية المباركة ، نسلط الضوء على أهمية هذا الموضوع ، و نستعرض بعض المحاذير و التجاوزات التي يمكن أن تقع من بعض المرضى و الرقاة ، وأثرها على العقيدة السليمة ، و كيف نصحح هذه المفاهيم ...
و أدعو الجميع للمشاركة ، لكني أقدم الشيخ أبي البراء أولاً ، لعل كلامه يكون افتتاحية مباركة ، و على ضوئها نتمكن من تحديد محاور الموضوع ، و نشره في بقية المنتديات لأهميته ....
والله من وراء القصد .