الموضوع: نفحات راحلة
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 04-12-2008, 05:20 PM   #4
معلومات العضو
زهراء و الأمل
مشرفة ساحة الأخوات المسلمات والعلاقات الأسرية

افتراضي

لعلك تقول أيها القارئ في نفسك
أختي لعلها أول تجربة تمرين بها
فلعل الموت لم يفجعك من قبل بفقد قريب أو فراق حبيب
فأقول كلا فقد لوعني الموت منذ صغري و إكتويت بفقد الأحبة منذ الصبى
و لكن فقدان تلك المرأة حرك الأحزان و أثار الأشجان
وهيج المشاعر و لعله يخط خطواته بصدق ليحيي الضمائر
ذلك السؤال جذبني كثيرا و إستلهم فكري و سيطر على عقلي
فرحت أبحث له عن جواب شاف كاف يخرجني من غياهب الحيرة إلى أنوار الهداية
تساءلت ماذا فعلت تلك المرأة حتى جعلتني أدعو الله لها و أنا لا أعرفها ؟
و الآن إنتبهت لشيء لم يكن في الحسبان فقد كتبت موضوعا و ذكرتها فيه
بل و و جدت أختي أم جعفر تدعو لها و هي أيضا لا تعرفها
قلت ربما كانت تلك المرأة تخصني بدعواتها الطيبات في جنح ليل أو صبيحة يوم بظهر الغيب
و أنا لا أعلم فبعث الله لها من يرد ذلك الدعاء و هي مغيبة تحت الترى ردا للجميل و إعترافا بالفضل
فهل نحن ممن يدعون لغيرهم بظهر الغيب ؟
هل نحن ممن نخلص الدعاء بلهفة بشوق بحب بصدق ؟
لمن نعرف بل لمن حق علينا أن نخصهم بالدعاء ؟
و ماذا عن الذين لا نعرف عنهم إلا انهم إخوتنا في الدين ؟
ماذا عن الذين ينتظرون دعوات منا صادقات في غياهب السجون؟
و ماذا عن نصيب الأرامل و اليتامى و عن الفقراء و الضعفاء ؟
ماذا عن المرضى و المنكوبين ؟
ماذا عن المحتاجين و المظلومين ؟
ماذا عن حق الأحياء و الأموات ؟
.... ..... .....
بحث في سجل حياتي
و صفحات أيامي و مذكراتي
فوجدت نفسي مقصرة في هذا الباب العظيم من العبادة
إستثنيت عندها أن أجد فضل ما وجدته تلك المرأة بعدما أودع تحت الترى
فبكيت و بكيت و حق لي صدق البكاء
إن كان (أفضل العبادة الدعاء)
و( ليس من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء )
و (إن ربكم تبارك و تعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يداه إليه أن يردهما صفرا خائبين )
و إن كان (لا يرد القضاء إلا الدعاء ) كما أخبرنا به الصادق المصدوق عليه الصلاة و السلام
فأين نحن من الدعاء؟؟؟
تساءلت بعدها لعلى تلك المرأة عملت أعمالا صالحة في حياتها سخرني الله بفضله أن لا أحرمها الدعاء
و قد مضى على رحيلها عام أو يزيد
و بدأت أقلب ورقاتي و أبحث بصدق في صفحات حياتي
فهل لي مثلها من ذاك النصيب ؟؟؟
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة