لعلك تقول أيها القارئ في نفسك
أختي لعلها أول تجربة تمرين بها
فلعل الموت لم يفجعك من قبل بفقد قريب أو فراق حبيب
فأقول كلا فقد لوعني الموت منذ صغري و إكتويت بفقد الأحبة منذ الصبى
و لكن فقدان تلك المرأة حرك الأحزان و أثار الأشجان
وهيج المشاعر و لعله يخط خطواته بصدق ليحيي الضمائر
ذلك السؤال جذبني كثيرا و إستلهم فكري و سيطر على عقلي
فرحت أبحث له عن جواب شاف كاف يخرجني من غياهب الحيرة إلى أنوار الهداية
تساءلت ماذا فعلت تلك المرأة حتى جعلتني أدعو الله لها و أنا لا أعرفها ؟
و الآن إنتبهت لشيء لم يكن في الحسبان فقد كتبت موضوعا و ذكرتها فيه
بل و و جدت أختي أم جعفر تدعو لها و هي أيضا لا تعرفها
قلت ربما كانت تلك المرأة تخصني بدعواتها الطيبات في جنح ليل أو صبيحة يوم بظهر الغيب
و أنا لا أعلم فبعث الله لها من يرد ذلك الدعاء و هي مغيبة تحت الترى ردا للجميل و إعترافا بالفضل
فهل نحن ممن يدعون لغيرهم بظهر الغيب ؟
هل نحن ممن نخلص الدعاء بلهفة بشوق بحب بصدق ؟
لمن نعرف بل لمن حق علينا أن نخصهم بالدعاء ؟
و ماذا عن الذين لا نعرف عنهم إلا انهم إخوتنا في الدين ؟
ماذا عن الذين ينتظرون دعوات منا صادقات في غياهب السجون؟
و ماذا عن نصيب الأرامل و اليتامى و عن الفقراء و الضعفاء ؟
ماذا عن المرضى و المنكوبين ؟
ماذا عن المحتاجين و المظلومين ؟
ماذا عن حق الأحياء و الأموات ؟
.... ..... .....
بحث في سجل حياتي
و صفحات أيامي و مذكراتي
فوجدت نفسي مقصرة في هذا الباب العظيم من العبادة
إستثنيت عندها أن أجد فضل ما وجدته تلك المرأة بعدما أودع تحت الترى
فبكيت و بكيت و حق لي صدق البكاء
إن كان (أفضل العبادة الدعاء)
و( ليس من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء )
و (إن ربكم تبارك و تعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يداه إليه أن يردهما صفرا خائبين )
و إن كان (لا يرد القضاء إلا الدعاء ) كما أخبرنا به الصادق المصدوق عليه الصلاة و السلام
فأين نحن من الدعاء؟؟؟
تساءلت بعدها لعلى تلك المرأة عملت أعمالا صالحة في حياتها سخرني الله بفضله أن لا أحرمها الدعاء
و قد مضى على رحيلها عام أو يزيد
و بدأت أقلب ورقاتي و أبحث بصدق في صفحات حياتي
فهل لي مثلها من ذاك النصيب ؟؟؟