تشخيص سرطان البنكرياس بالضوء
اعلن باحثون امريكيون انهم توصلوا الى طريقة مبتكرة لتشخيص سرطان البنكرياس في مرحلة مبكرة عن طريق تسليط الضوء على عضو مجاور له. وقال فاديم باكمان من جامعة نورث ويسترن وهو باحث يشارك في الدراسة ان هذه النتائج ربما تؤدي الى اول اسلوب لاكتشاف هذا النوع القاتل بشكل خاص من السرطان في مرحلة مبكرة بما يتيح وقتا كافيا لعلاجه. وكتب باكمان وزملاؤه في دورية “البحوث الاكلينيكية للسرطان قائلين انهم حللوا انماط الضوء التي عكست على بطانة الاثنى عشر وهي جزء من الجهاز الهضمي مجاور للبنكرياس. وقالوا انهم تمكنوا بهذه الطريقة من تمييز 19 مريضا بالسرطان سواء في المراحل المبكرة او المتأخرة بين 32 متطوعا على اساس التغيرات الجزيئية الطفيفة التي تكشف عنها انماط الضوء. وقالوا ان عينات الانسجة الاحدى والخمسين التي اخذت من هؤلاء الاشخاص بدت متماثلة عند استخدام الفحص المجهري المعتاد.
وعادة ما يكون سرطان البنكرياس بدون اعراض في مراحله المبكرة. وتبلغ نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات من اكتشاف المرض 5 في المائة فقط وتموت الأغلبية خلال عام من اكتشافه فيما يرجع بين اسباب اخرى الى صعوبة التشخيص.
وقال باكمان ان “تقنيات الفحص مثل التصوير بالرنين المغناطيسي غير دقيقة في اكتشاف اورام البنكرياس في المرحلة التي يكون فيها سرطان البنكرياس قابلا للشفاء”.
واضاف باكمان ان استئصال عينة من نسيج البنكرياس وفحصها ينطوي في حد ذاته على فرصة بنسبة 20 في المائة لمضاعفات خطيرة ولهذا فانه يتبع مع المرضى الذين تظهر عليهم الاعراض بالفعل. وفي هذه المرحلة يكون التوقيت متأخرا جدا للعلاج.
لكن الاسلوب الجديد يستخدم دون لمس البنكرياس.
وقال باكمان ان الاطباء ربما يبدأون استخدام هذا الاسلوب مع اشخاص عرضة لمخاطر الاصابة وبينهم المدخنون والاشخاص الذين لهم تاريخ وراثي في الاصابة بالسرطان وذلك قبل ان تظهر عليهم علامات المرض.
يشار الى ان سرطان البنكرياس لا يزال من أصعب الأورام التي يمكن السيطرة عليها، وبالرغم من أن عدد حالات هذا المرض لا تعادل اثنين في المائة من كل حالات السرطان، إلا أنه يصنف بالمرتبة الخامسة من حيث عدد الوفيات التي يتسبب فيها.
وبالنسبة لتشخيص المرض حاليا يقوم الطبيب بعمل الفحص السريري والتدقيق في علامات الصحة العامة، وقد يطلب فحص الدم، والبول وفحوصات أخرى.
وفي العادة يطلب إجراء صور للبنكرياس حيث إنها تساعده على تشخيص سرطان البنكرياس وتحديد المرحلة المرضية، وتظهر الصورة موقع السرطان ومرحلته الأمر الذي يساعد على تقرير كيفية المعالجة.
وتعطي صور البنكرياس والأعضاء القريبة منه أدلة مهمة على وجود السرطان، وأخذ عينة وفحصها هو الطريقة المثلى والمؤكدة للطبيب لمعرفة وجود سرطان البنكرياس.
وفي فحص العينة يأخذ الطبيب عينة نسيج، وترسل إلى اختصاصي الأمراض لفحصها تحت المجهر للكشف عن وجود خلايا السرطان.
وهناك عدة طرق لإجراء فحص عينة لتشخيص سرطان البنكرياس وإحدى تلك الطرائق هي الحصول على عينة الإبرة، والنوع الآخر هو عينة الفرشاة.
وفي بعض الأحيان يدخل الطبيب آلة مضيئة على شكل أنبوب في البطن من خلال ثقب صغير فيأخذ نسيج البنكرياس لإجراء الفحص تحت المجهر، حيث يستطيع أن يرى داخل البطن لتحديد موقع الورم ومرحلته.
كما يمكن في أثناء التنظير أن يقرر الطبيب ضرورة الحاجة لإجراء عملية أكبر لفتح البطن لإزالة الورم أو لتخفيف الأعراض التي سببها السرطان.
المصدر : مجلة الصحة والطب .