![]() |
و نبلوكم بالشر و الخير فتنة
بسم الله الرحمن الرحيم. و الصلاة على سيدنا و حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم << كل نفس ذائقة الموت >> الأنبياء هذا هو الناموس الذي يحكم الحياة ، و هذه هي السنة التي ليس لها استثناء . فما أجدر الأحياء أن يحسبوا حساب هذا المذاق . إنه الموت نهاية كل حي، و عاقبة المطاف للرحلة القصيرة على الأرض . و إلى الله يرجع الجميع . فأما ما يصيب الإنسان في أثناء الرحلة من خير و شر فهو فتنة له وابتلاء: << و نبلوكم بالشر و الخير فتنة>> الأنبياء. و الابتلاء بالشر مفهوم أمره . ليتكشف مدى احتمال المبتلى ، و مدى صبره على الضر ، و مدى ثقته بربه ، و رجاء في رحمته ... و أما الابتلاء بالخير فهو في حاجة إلى بيان إن الابتلاء بالخير أشد وطأة ، و إن خيل للناس أنه دون الابتلاء بالشر . إن كثيرين يصمدون للابتلاء بالشر و لكن القلة القليلة هي التي تصمد للابتلاء بالخير . كثيرون يصبرون على الابتلاء بالمرض و الضعف ، و لكن قليلين هم الذين يصبرون على الابتلاء بالصحة و القدرة . و يكبحون جماح القوة الهائجة في كيانهم الجامحة في أوصالهم . كثيرون يصبرون على الفقر و الحرمان فلا تتهاوى نفوسهم و لا تذل ، و لكن قليلين هم الذين يصبرون على الثراء و الوجدان . و ما يغريان به من متاع ، و ما يثيرانه من شهوات و أطماع . كثيرون يصبرون على التعذيب و الإيذاء فلا يخيفهم ، و يصبرون على التهديد و الوعيد فلا يرهبهم ، و لكن قليلين هم الذين يصبرون على الإغراء بالرغائب و المناصب و المتاع و الثراء . كثيرون يصبرون على الكفاح و الجراح ، و لكن قليلين هم الذين يصبرون على الدعة و المراح . ثم لا يصابون بالحرص الذي يذل أعناق الرجال ، و بالاسترخاء الذي يقعد الهمم و يذلل الأرواح . إن الابتلاء بالشدة قد يثير الكبرياء ، و يستحث المقاومة و يجند الأعصاب ، فتكون القوى كلها معبأة لاستقبال الشدة و الصمود لها . أما الرخاء فيرخي الأعصاب و يفقدها القدرة على اليقظة و المقاومة . لذلك يجتاز الكثيرون مرحلة الشدة بنجاح ، حتى إذا جاءهم الرخاء سقطوا في الابتلاء و ذلك شأن البشر ... إلا من عصم الله فكانوا ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم : << عجباًً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، و ليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له >> رواه مسلم ....... وهم قليل فاليقظة للنفس في الابتلاء بالخير أولى من اليقظة لها في الابتلاء بالشر |
بارك الله فيكم
|
اقتباس:
بشكرك على مرورك الكريم |
الساعة الآن 04:25 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com