حافظ غندور
13-01-2013, 08:53 AM
تفجير الطاقات الابداعية .. بين الواقع والمأمول
سلسلة علمية ممنهجة ... تلقي الضوء على التكوين البشري ..
تربط بين الأدلة النقلية وانسجامها مع الأدلة الحسية العقلية
مميزة ان شاء الله بتواجدكم وجهودكم...
لنبدا بطرح افكارنا ...
ولنبدا بدراسة ذاتنا ...
ومعرفة رغباتنا ...
واطلاق مهاراتنا ...
لتتفجر ابداعاتنا ...
فلنبدا معا بفكرة ...
ومن خلالها ننطلق خطوة ...
فلتتخيل معي ...
ان الله وهبنا العقل البشري ...
وميزنا به على كل المخلوقات ...
فما هو العقل البشري ...
وما هي قدراته وامكاناته ...
وفي جسدنا تسري النفس ...
تحيط بنا فتارة تسيرنا ... وتارة نسيرها ...
فما اللذي يسيرها ... وكيف هي تسيرنا ...
فلسفة قامت بها الحياة ...
ولا تنسى يا اخي ان الله وضع ناموسا لهذه الحياة ...
ووضع خوارق لتنطلق بها ... لتبلغ بها الذروة ... اذا عجزت او تقاعست عن المسير ...
قد تقول الان !!!
ما هذه الخزعبلات ... ناموس ... خوارق ... قانون ... فلسفة ... ماهذه الخزعبلات ؟؟؟
انتظر يا اخي واعطني فرصة لاثبت لك ...
بالنقل اولا ...
ثم بالعقل ...
لتصل الى غايتك المنشودة ... وتحقق ذاتك ... وترى احلامك واقعا امامك ...
فالدنيا لمن يستحقها ... فكن انت من مستحقيها ...
قال تعالى : ( وان تعدّوا نعمة الله لا تحصوها ان الله لغفور رحيم )
وقال تعالى : ( ان الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم )
وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : ( انا عند ظن عبدي بي وأنا معه اذا دعاني )
خلق الله الانسان وكرّمه وفضّله على كثير ممن خلق ووضع فيه قوة عجيبة يستطيع أن يعمّر بها الأرض ويعيش في خير وسعادة بفضل الله تعالى
ولنتخيل مقدار هذه القوة في التأمّل
بقول الله تعالى : ( واذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون . فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )
1- نفخ المولى من روحه في آدم – عليه السلام – تكريم لا حدود له وقوة جبّارة كامنة للبشر فهي من الله جل وعلا
فلو استطاع البشر أن يستثمروا قواهم الداخلية لعاشوا في خير حال
2- سجود الملائكة ( تكريما ) لادم عليه السلام واستكبار ابليس اللعين لمعرفته بالقدرة الهائلة لهذا المخلوق اللذي نفخ الله به من روحه
هذا بالنقل اما بالعقل فلننظر سوية الى العقل :
ماهو العقل ؟؟؟
اولا : العقل لغة :
1- العقل في اللغة يطلق على المنع والحبس ؛ كونه يمنع صاحبه عن التورط في المهالك ، ويحبسه عن ذميم القول والفعل
ومن هذا الباب قوله - صلى الله عليه وسلم - لصاحب الناقة: ( أعقلها وتوكل )
ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - عن القرآن الكريم: ( لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها )
2- وكذلك الفهم والبيان وهذا التعريف اللغوي للعقل يوضح مراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قوله ( عقلناها) ، في قوله : ( إن الله قد بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجم ؛ قرأناها ، ووعيناها ، وعقلناها )
و ( عقلناها ) : أي فهمناها ، وضبطناها ، وأمسكناها
فما سمي العقل عقلا إلا لأنه يمسك ما علمه، ويضبطه، ويفهمه ؛
فيقال : عقل الشيء ، إذا فهمه ، فهو عقول
وعقل الشيء ، إذا علمه ، أو علم صفاته ؛ من حسن وقبح ، وكمال ونقصان ، فأمسكها ، وأمكن أن يميز بين القبيح والحسن ، والخير والشر
فالعاقل خلاف الجاهل ؛ يحبس نفسه ، ويمنعها عما يوبقها ، ويردها عن هواها ، ويمسك ما يعلمه ، ويميز بين ما ينفعه وما يضره ، في عاجله وآجله
ثانيا : العقل اصطلاحا :
1- الغريزة التي في الإنسان، والتي يمتاز بها عن سائر الحيوان؛ فبها يعلم، وبها يعقل، وبها يميز، وبها يقصد المنافع دون المضار.
وهذا معنى قول ابن تيمية عن العقل ، إنه : (بمنزلة قوة البصر التي في العين ؛ فإن اتصل به نور الإيمان والقرآن ، كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس والنار ؛ وإن انفرد بنفسه ، لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن دركها )
قال تعالى : ( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ؛ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ؛ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ؛ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى )
2- العلوم التي تلازم الإنسان العاقل ؛ فتقع في نفسه ابتداء ، ولا تنفك عن ذاته ؛ كالعلم بالممكنات ، والواجبات ، والممتنعات
3- العلوم المستفادة من التجارب ، والمكتسبة بواسطة العقل ، والتي يضبطها الإنسان، ويمسكها
وإلى هذا العقل أشار معاوية - رضي الله عنه - بقوله : (العقل عقلان ، عقل تجارب ، وعقل نخيزة . فإذا اجتمعا في رجل ، فذاك الذي لا يقام له وإذا تفردا ، كانت النخيزة أولاهما)
فعقل النخيزة ؛ هو الغريزة التي في الإنسان ، والتي يمتاز بها عن سائر الحيوان . وعقل التجارب هو العلوم المكتسبة بواسطتها.
ومما تنبغي ملاحظته : ( أن العقل المكتسب لا ينفك عن العقل الغريزي؛ لأنه نتيجة منه . وقد ينفك العقل الغريزي عن العقل المكتسب ، فيكون صاحبه مسلوب الفضائل، موفور الرذائل؛ كالاحمق الذي لا تجد له فضيلة ، والأحمق الذي قلما يخلو من رذيلة)
4- الأعمال التي يستوجبها العلم ؛ من إيمان بالله ، وتصديق بكتبه ، ورسله ، والتزام بأمره ونهيه ؛ كحبس النفس على الطاعات ، وإمساكها عن المعاصي
قال ابن تيمية : (.. لفظ العقل يطلق على العمل بالعلم)
وقد وصف الله - عز وجل - في كتابه رجالا بالعقل، وأخبر في الوقت نفسه أنهم لم يستفيدوا منها ؛ فقال : ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ )
فقال عز وجل: ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )
وليس عدم العقل في عدم الإيمان فحسب، بل عدم العقل في ارتكاب المعاصي، وتضييع الفرائض؛ فمن ضيع الفرائض، وارتكب المحرمات، لم يعقل عظيم قدر الله في جلاله وهيبته ، وعظيم قدر ثوابه وعقابه في القيام بفرائضه ، وارتكاب معاصيه ؛ فالعاقل من يغلب إيمانه هواه ، وحلمه جهله
فالعمل ثمرة العقل وفائدته، ولا عقل لمن لم يعمل بموجب ما دله إليه عقله
إذا تبينت هذا، فاعلم أن العقل يطلق على كل هذه المعاني الأربعة مجتمعة: الغريزة، والعلوم الضرورية، والعلوم المكتسبة، والعمل بالعلم.
ويشهد لهذا قول ابن تيمية رحمه الله عن العقل: ( هو علم ، أو عمل بالعلم ، وغريزة تقتضي ذلك )
فالعقل لا يسمى به مجرد العلم الذي لم يعمل به صاحبه ، ولا العمل بلا علم ؛ بل إنما يسمى به العلم الذي يعمل به ، والعمل بالعلم ،
ولهذا قال أهل النار: ( لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)
وقال تعالى: ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )
ولنا مع العقل البشري وقفات ولكن لنعرف ماهية انفسنا ، ولنتعرف على ذواتنا اولا ومن ثم ناتي وبالتفصيل انشاء الله تعالى على الربط بين المعطيات اللتي سنوردها ونفصلها ..
فاذا عرفت معادلة النفس البشرية , بطل العجب من قدرة الذات الخارقة
بدانا بالعقل لانه اول من يوجه الجسم فهو كالصديق يعطيك ما تزوده به من معطيات واطروحات ...
وعليه يقع حمل التخزين ... والتوزيع ... والربط ... بين الافكار اليومية الهائلة اللتي تتعلمها
ولا فرق عند العقل من خير او شر الا ان وضعت انت له القاعدة الصحيحة اللتي سناتي ببيانها في وقت لاحق في هذه السلسلة ان شاء الله
يتبع ..
النفس البشرية (http://ruqya.net/forum/showpost.php?p=382666&postcount=4)
الروح (http://ruqya.net/forum/showpost.php?p=382669&postcount=6)
مقارنة (http://ruqya.net/forum/showpost.php?p=382722&postcount=8)
الفؤاد (http://ruqya.net/forum/showpost.php?p=383203&postcount=9)
سلسلة علمية ممنهجة ... تلقي الضوء على التكوين البشري ..
تربط بين الأدلة النقلية وانسجامها مع الأدلة الحسية العقلية
مميزة ان شاء الله بتواجدكم وجهودكم...
لنبدا بطرح افكارنا ...
ولنبدا بدراسة ذاتنا ...
ومعرفة رغباتنا ...
واطلاق مهاراتنا ...
لتتفجر ابداعاتنا ...
فلنبدا معا بفكرة ...
ومن خلالها ننطلق خطوة ...
فلتتخيل معي ...
ان الله وهبنا العقل البشري ...
وميزنا به على كل المخلوقات ...
فما هو العقل البشري ...
وما هي قدراته وامكاناته ...
وفي جسدنا تسري النفس ...
تحيط بنا فتارة تسيرنا ... وتارة نسيرها ...
فما اللذي يسيرها ... وكيف هي تسيرنا ...
فلسفة قامت بها الحياة ...
ولا تنسى يا اخي ان الله وضع ناموسا لهذه الحياة ...
ووضع خوارق لتنطلق بها ... لتبلغ بها الذروة ... اذا عجزت او تقاعست عن المسير ...
قد تقول الان !!!
ما هذه الخزعبلات ... ناموس ... خوارق ... قانون ... فلسفة ... ماهذه الخزعبلات ؟؟؟
انتظر يا اخي واعطني فرصة لاثبت لك ...
بالنقل اولا ...
ثم بالعقل ...
لتصل الى غايتك المنشودة ... وتحقق ذاتك ... وترى احلامك واقعا امامك ...
فالدنيا لمن يستحقها ... فكن انت من مستحقيها ...
قال تعالى : ( وان تعدّوا نعمة الله لا تحصوها ان الله لغفور رحيم )
وقال تعالى : ( ان الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم )
وقال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : ( انا عند ظن عبدي بي وأنا معه اذا دعاني )
خلق الله الانسان وكرّمه وفضّله على كثير ممن خلق ووضع فيه قوة عجيبة يستطيع أن يعمّر بها الأرض ويعيش في خير وسعادة بفضل الله تعالى
ولنتخيل مقدار هذه القوة في التأمّل
بقول الله تعالى : ( واذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون . فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )
1- نفخ المولى من روحه في آدم – عليه السلام – تكريم لا حدود له وقوة جبّارة كامنة للبشر فهي من الله جل وعلا
فلو استطاع البشر أن يستثمروا قواهم الداخلية لعاشوا في خير حال
2- سجود الملائكة ( تكريما ) لادم عليه السلام واستكبار ابليس اللعين لمعرفته بالقدرة الهائلة لهذا المخلوق اللذي نفخ الله به من روحه
هذا بالنقل اما بالعقل فلننظر سوية الى العقل :
ماهو العقل ؟؟؟
اولا : العقل لغة :
1- العقل في اللغة يطلق على المنع والحبس ؛ كونه يمنع صاحبه عن التورط في المهالك ، ويحبسه عن ذميم القول والفعل
ومن هذا الباب قوله - صلى الله عليه وسلم - لصاحب الناقة: ( أعقلها وتوكل )
ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - عن القرآن الكريم: ( لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها )
2- وكذلك الفهم والبيان وهذا التعريف اللغوي للعقل يوضح مراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قوله ( عقلناها) ، في قوله : ( إن الله قد بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم - بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجم ؛ قرأناها ، ووعيناها ، وعقلناها )
و ( عقلناها ) : أي فهمناها ، وضبطناها ، وأمسكناها
فما سمي العقل عقلا إلا لأنه يمسك ما علمه، ويضبطه، ويفهمه ؛
فيقال : عقل الشيء ، إذا فهمه ، فهو عقول
وعقل الشيء ، إذا علمه ، أو علم صفاته ؛ من حسن وقبح ، وكمال ونقصان ، فأمسكها ، وأمكن أن يميز بين القبيح والحسن ، والخير والشر
فالعاقل خلاف الجاهل ؛ يحبس نفسه ، ويمنعها عما يوبقها ، ويردها عن هواها ، ويمسك ما يعلمه ، ويميز بين ما ينفعه وما يضره ، في عاجله وآجله
ثانيا : العقل اصطلاحا :
1- الغريزة التي في الإنسان، والتي يمتاز بها عن سائر الحيوان؛ فبها يعلم، وبها يعقل، وبها يميز، وبها يقصد المنافع دون المضار.
وهذا معنى قول ابن تيمية عن العقل ، إنه : (بمنزلة قوة البصر التي في العين ؛ فإن اتصل به نور الإيمان والقرآن ، كان كنور العين إذا اتصل به نور الشمس والنار ؛ وإن انفرد بنفسه ، لم يبصر الأمور التي يعجز وحده عن دركها )
قال تعالى : ( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ؛ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ؛ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ؛ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى )
2- العلوم التي تلازم الإنسان العاقل ؛ فتقع في نفسه ابتداء ، ولا تنفك عن ذاته ؛ كالعلم بالممكنات ، والواجبات ، والممتنعات
3- العلوم المستفادة من التجارب ، والمكتسبة بواسطة العقل ، والتي يضبطها الإنسان، ويمسكها
وإلى هذا العقل أشار معاوية - رضي الله عنه - بقوله : (العقل عقلان ، عقل تجارب ، وعقل نخيزة . فإذا اجتمعا في رجل ، فذاك الذي لا يقام له وإذا تفردا ، كانت النخيزة أولاهما)
فعقل النخيزة ؛ هو الغريزة التي في الإنسان ، والتي يمتاز بها عن سائر الحيوان . وعقل التجارب هو العلوم المكتسبة بواسطتها.
ومما تنبغي ملاحظته : ( أن العقل المكتسب لا ينفك عن العقل الغريزي؛ لأنه نتيجة منه . وقد ينفك العقل الغريزي عن العقل المكتسب ، فيكون صاحبه مسلوب الفضائل، موفور الرذائل؛ كالاحمق الذي لا تجد له فضيلة ، والأحمق الذي قلما يخلو من رذيلة)
4- الأعمال التي يستوجبها العلم ؛ من إيمان بالله ، وتصديق بكتبه ، ورسله ، والتزام بأمره ونهيه ؛ كحبس النفس على الطاعات ، وإمساكها عن المعاصي
قال ابن تيمية : (.. لفظ العقل يطلق على العمل بالعلم)
وقد وصف الله - عز وجل - في كتابه رجالا بالعقل، وأخبر في الوقت نفسه أنهم لم يستفيدوا منها ؛ فقال : ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ )
فقال عز وجل: ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ )
وليس عدم العقل في عدم الإيمان فحسب، بل عدم العقل في ارتكاب المعاصي، وتضييع الفرائض؛ فمن ضيع الفرائض، وارتكب المحرمات، لم يعقل عظيم قدر الله في جلاله وهيبته ، وعظيم قدر ثوابه وعقابه في القيام بفرائضه ، وارتكاب معاصيه ؛ فالعاقل من يغلب إيمانه هواه ، وحلمه جهله
فالعمل ثمرة العقل وفائدته، ولا عقل لمن لم يعمل بموجب ما دله إليه عقله
إذا تبينت هذا، فاعلم أن العقل يطلق على كل هذه المعاني الأربعة مجتمعة: الغريزة، والعلوم الضرورية، والعلوم المكتسبة، والعمل بالعلم.
ويشهد لهذا قول ابن تيمية رحمه الله عن العقل: ( هو علم ، أو عمل بالعلم ، وغريزة تقتضي ذلك )
فالعقل لا يسمى به مجرد العلم الذي لم يعمل به صاحبه ، ولا العمل بلا علم ؛ بل إنما يسمى به العلم الذي يعمل به ، والعمل بالعلم ،
ولهذا قال أهل النار: ( لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ)
وقال تعالى: ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ )
ولنا مع العقل البشري وقفات ولكن لنعرف ماهية انفسنا ، ولنتعرف على ذواتنا اولا ومن ثم ناتي وبالتفصيل انشاء الله تعالى على الربط بين المعطيات اللتي سنوردها ونفصلها ..
فاذا عرفت معادلة النفس البشرية , بطل العجب من قدرة الذات الخارقة
بدانا بالعقل لانه اول من يوجه الجسم فهو كالصديق يعطيك ما تزوده به من معطيات واطروحات ...
وعليه يقع حمل التخزين ... والتوزيع ... والربط ... بين الافكار اليومية الهائلة اللتي تتعلمها
ولا فرق عند العقل من خير او شر الا ان وضعت انت له القاعدة الصحيحة اللتي سناتي ببيانها في وقت لاحق في هذه السلسلة ان شاء الله
يتبع ..
النفس البشرية (http://ruqya.net/forum/showpost.php?p=382666&postcount=4)
الروح (http://ruqya.net/forum/showpost.php?p=382669&postcount=6)
مقارنة (http://ruqya.net/forum/showpost.php?p=382722&postcount=8)
الفؤاد (http://ruqya.net/forum/showpost.php?p=383203&postcount=9)