المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : &&( في رحاب آية ... الاستقامة طريق السعادة )&&


د.عبدالله
24-06-2006, 05:23 PM
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الجن: “وَأَلوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم ماء غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً” (الآيتان: 16 17).

بعد أن تحدث الحق سبحانه وتعالى في الآيات السابقة على هاتين الآيتين عن عالم الجن وحكى أقوالا متعددة لنفر من الجن استمعوا إلى القرآن فأعجبوا وآمنوا به، بين سبحانه في الآيتين سنة من سننه التي لا تتخلف، وهي أن الاستقامة على طريقه توصل إلى السعادة، وأن الإعراض عن طاعته تعالى يؤدي إلى الشقاء.

أبواب الرزق



والماء الغدق: الماء الكثير، والمراد به هنا الخير الكثير، أي: من يستقم على أمر ربه نعطه نعما كثيرة.

والمعنى: لو أن هؤلاء العادلين عن طريق الحق إلى طريق الباطل استقاموا على الطريق المثالي الذي هو طريق الإسلام والتزموا بما جاءهم به النبي صلى الله عليه وسلم من عند ربه، لفتحنا عليهم أبواب الرزق، ولأعطيناهم من بركاتنا وخيراتنا الكثير، وخص الماء الغدق بالذكر لأنه أصل المعاش والسعة.

ومن الآيات التي وردت في هذا المعنى قوله تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب”، وقوله سبحانه: “ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض”، وقوله تعالى: “ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم”.

امتحان إلهي



ثم بين سبحانه الحكمة في هذا العطاء لعباده فقال: “لنفتنهم فيه”، وأصل الفتن الامتحان والاختبار، تقول: فتنت الذهب بالنار؛ أي اختبرته لتعرف مقدار جودته.

والمعنى: نعطيهم ما نعطيهم من خيراتنا لنختبرهم ونمتحنهم، ليظهر للخلائق موقفهم من هذه النعم، أيشكروننا عليها فنزيدهم منها، أم يجحدون ويبطرون فنمحقها من بين أيديهم؟

والجملة الكريمة معترضة بين ما قبلها وبين قوله تعالى بعد ذلك: “ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا”.

وقوله “يسلكه” من السلك بمعنى إدخال الشيء في الشيء ومنه قوله تعالى: “كذلك نسلكه في قلوب المجرمين”، والصعد: الشاق يقال: فلان في صعد من أمره أي في مشقة وتعب.

والمعنى: ومن يعرض عن طاعة ربه ومراقبته وخشيته، يدخله سبحانه في عذاب شاق أليم لا مفر منه ولا مهرب له عنه.

ومن الحقائق والحكم التي نأخذها من هاتين الآيتين أن الاستقامة على أمر الله تؤدي إلى السعادة التي ليست بعدها سعادة، وأن رخاء العيش وشظافته هما لون من ألوان الابتلاء والاختبار، كما قال تعالى: “ونبلوكم بالشر والخير فتنة” وأن الإعراض عن ذكر الله عاقبته الخسران المبين، والعذاب الأليم.

قال القرطبي ما ملخصه، قوله “لنفتنهم فيه” أي لنختبرهم كيف شكرهم فيه على تلك النعم.

وقال عمر بن الخطاب في هذه الآية: أينما كان الماء كان المال، وأينما كان المال كانت الفتنة، فمعنى “لأسقيناهم” لوسعنا عليهم في الدنيا، وضرب الماء الغدق الكثير مثلا لذلك، لأن الخير والرزق كله بالمطر يكون، فأقيم مقامه.

وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج لكم من زهرة الدنيا”، قالوا: وما زهرة الدنيا؟ قال: “بركات الأرض”.

وقال صلى الله عليه وسلم: “والله ما الفقر أخشى عليكم، وإنما أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من قبلكم، فتنافسوها، كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم”.

منقول ...

ابن حزم
26-06-2006, 01:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخونا الحبيب ومشرفنا القدير$$ عبد الله بن كرم $$ بارك الله فيكم وعليكم وزادكم من

فضله وكرمه ومنه علما" وخلقا" ورزقا"

أخوكم المحب في الله

ابن حزم الظاهري

أبو فهد
27-06-2006, 04:04 PM
... بسم الله الرحمن الرحيم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله في الجميع وجزاكم خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... معالج متمرس...

لقاء
22-07-2009, 08:08 PM
جزاكم الله خيــــــــــراً

جعل الله ما قدمتم في ميزان حسناتكم


وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

أبوسند
23-07-2009, 11:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير ياشيخ وبارك الله فيك وفي جهدك
وعلمك وعملك
والله يكتب لك الخير حيث كان
والله يجعلنا وإياكم من من يحمد الله على كل حال
والله يثبتنا على طاعته
والله يرزقنا وإياكم الفردوس
الاعلى

البلسم*
23-07-2009, 12:01 PM
جزاكم الله خيــــــــــراً

جعل الله ما قدمتم في ميزان حسناتكم


وفقكم الله لما يحبه ويرضاه