مشاهدة النسخة كاملة : ๑ô๑ حقــوق آل البيــت النبــوي ๑ô๑, موضوع هام لكُل مُسلم ومُسلمه
شذى الاسلام
26-05-2012, 02:46 PM
http://www.arabsys.net/pic/bsm/5.gif
"فى بيت النبوة"
و هنـا بإذن الله تجميع لأفضل ما جاء فى بيت النبوة
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا
و لا تنسوا أخوانى قول الله تعالى "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيراً"
فكل من يريد إستقامة حياته فى بيته و مع زوجه و يبغي حقاً السعادة الزوجية فلن يجد أفضل و لا خير من حياة رسول الله و تعامله مع زوجاته و زوجات النبى معه للإقتداء بها ولا يغرر بكم الإعلام الزائف و أفكار الغرب الهابطة التى هى بعيدة تمام البعد عن شريعتنا الإسلامية
فخير الهدى هو هدى رسول الله صلى الله عليه و سلم
و الآن مع مواضيع فى بيت النبوة
๑ô๑ حقــوق آل البيــت النبــوي ๑ô๑, موضوع هام لكُل مُسلم ومُسلمه
- إن محبة آل البيت واجبة علينا ، ومن مبادىء ديننا ، ومن علامات الإيمان ، ولكن يجب علينا التحلى بالوسطية دون إفراط أو تفريط .
فتعالوا معي أولاً نتعرف على ... ( حقــوق آل البيــت النبــوي ) رضى الله عنهُم أجمعين .
- استقرت لآل البيت النبوي في نفوس المؤمنين مكانة رفيعة، لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم، واتصالهم بنسبه، ولنصرتهم رسول الله صلى الله عليه في أحلك الظروف وأشد الأزمات منذ بدء الدعوة، فحفظ لهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وأوصى بهم أمته خيرا، فقال عليه الصلاة والسلام أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور, فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به, فحث على كتاب الله ورغب فيه, ثم قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي .. الحديث ) رواه مسلم في صحيحه، وعرف المسلمون لهم هذا الفضل، حتى قال أبو بكر رضي الله عنه: " والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه أحب إلي أن أصل من قرابتي " رواه البخاري ومسلم وقال أيضا: " ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته " رواه البخاري أي: احفظوه فيهم؛ فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم. وقال عمر للعباس رضي الله عنهما: " والله، لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم، لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله من إسلام الخطاب" رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح قاله الهيثمي في المجمع .
من هم آل البيت :
اختلف العلماء في المراد بآل النبي صلى الله عليه وسلم, على مذاهب، نذكر أشهرها: المذهب الأول: أنهم بنو هاشم فقط, وهو ما ذهب إليه أبو حنيفة ومالك , ويعللون ذلك بأن آله صلى الله عليه وسلم هم من اجتمع معه عليه الصلاة والسلام في هاشم, قالوا: والمطلب لم يجتمع معه عليه السلام في هاشم, لأن المطلب أخو هاشم، وكما أن عبد شمس ونوفلا أخوان لهاشم وهما ليسا من آل البيت، فكذلك المطلب .
ويبين العيني المراد ببني هاشم فيقول: وبنو هاشم هم آل علي وآل عباس وآل جعفر وآل عقيل وآل الحارث بن عبد المطلب .
المذهب الثاني: أن آل البيت هم بنو هاشم وبنو المطلب فقط وهو المذهب عند الشافعية, والحنابلة . ويؤيد هذا ما رواه جبير بن مطعم رضي الله عنه، أنه قال: مشيت أنا و عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا ونحن بمنزلة واحدة منك، فقال: ( إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد ) قال جبير : "ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس وبني نوفل شيئا". وفي هذا يقول الشيخ الشنقيطي في الأضواء : " ولما ناصر بنو المطلب بن عبد مناف بني هاشم، ولم يناصرهم بنو عبد شمس بن عبد مناف وبنو نوفل بن عبد مناف، عرف النبي صلى الله عليه وسلم لبني المطلب تلك المناصرة التي هي عصبية نسبية لا صلة لها بالدين، فأعطاهم من خمس الغنيمة مع بني هاشم، وقال:" إنا وبني المطلب لم نفترق في جاهلية ولا إسلام "، ومنع بني عبد شمس وبني نوفل من خمس الغنيمة، مع أن الجميع أولاد عبد مناف بن قصي".
خصائص آل البيت وحقوقهم :
1. مودة آل البيت: اتفق العلماء على وجوب مودة آل البيت; لأن في مودتهم مودة للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( أذكركم الله في أهل بيتي, قالها ثلاثا ). ولا شك أن المراد بالمودة هنا قدرا زائدا عن مودة غيرهم من المؤمنين، ولو كانوا من الأقربين، حتى قال أبو بكر رضي الله عنه: " لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي "، وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إن قريشاً إذا لقي بعضهم بعضاً لقوهم ببشر حسن، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها، قال: فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً، وقال: ( والذي نفسي بيده لا يدخل قلب الرجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله ) رواه أحمد .
2. الصلاة عليهم: وقد بين صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة عليه، وأن الصلاة على آله تبع للصلاة عليه، فعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) متفق عليه.
3. تحريم أكل الصدقة عليهم، قال صلى الله عليه وسلم إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد، ولا لآل محمد ) رواه مسلم . ومعنى أوساخ الناس أنها تطهير أموالهم ونفوسهم. قال الإمام ابن قدامة :" ولا نعلم خلافا في أن بني هاشم لا تحل لهم الصدقة المفروضة "، أما صدقة التطوع فتحل لهم لأنها ليست من أوساخ الناس.
4. إعطاؤهم خُمُس الخمس من الغنيمة والفيء: قال تعالى:** واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير **(الأنفال:41)، وقال:** ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم **(الحشر:7).
5. فضل النسب وطهارة الحسب: فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم ) رواه مسلم . فنسبه صلى لله عليه وسلم ونسب آله أشرف النسب وأعلاه في العرب والعجم .
- وقد وردت أحاديث في بعض خصائص آل البيت، لكنها ضعيفة أو موضوعة، وقد سئل علي رضي الله عنه هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ؟ فقال: ما خصنا بشيء لم يعمَّ به الناس، إلا ما في قراب سيفي هذا، فأخرج صحيفة فيها: ( لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من غير منار الأرض، ولعن الله من لعن والده، ولعن الله من آوى محدثا ) رواه مسلم . والاستثناء في كلام علي رضي عنه مقطوع بمعنى لكن، لأن ما ذكر في الحديث ليس خاصا بأهل البيت بل هو عام للأمة جمعاء.
- أما مناقب آل البيت وفضائلهم الخاصة فقد ثبت لكثير منهم مناقب كثيرة، حفظتها السنة، مثل فضائل علي رضي الله عنه، وهي أشهر من أن تذكر، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وخديجة خير النساء، وفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وحمزة سيد الشهداء يوم القيامة .
- ومثل فضائل زوجاته صلى الله عليه وسلم اللاتي فضلهن الله على سائر النساء إن تحلين بالتقوى، وقمن بحقها، قال تعالى: ** يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن ** (الأحزاب:32)، وقد أكرمهن الله بأن جعل بيوتهن موطنا يتنزل فيه وحي السماء، قال تعالى: ** واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ** ( الأحزاب:34 ). ولما كانت مكانتهن تلك المكانة، فقد حذرهن الله جل وعلا من الوقوع فيما يسخطه، فيتخذ أعداء الإسلام ذلك سبيلا للطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته، قال تعالى:** يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ** (الأحزاب:30)، والغاية من وراء ذلك هو المبالغة في تطهير بيت النبوة أن يشوبه عيب أو نقص، وليكون موضعاً للتأسي والاقتداء لسائر الناس، قال تعالى:** إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ** (الأحزاب:33 ).
شذى الاسلام
26-05-2012, 03:02 PM
عقيدة أهل السنة في آل البيت
تتلخص عقيدة أهل السنة في آل البيت في أنهم يحبون المؤمنين منهم، ويرون أن المؤمن من آل البيت له حقان: حق الإيمان، وحق القرابة.
ويرون أنهم ما شرفوا إلا لقربهم من الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس هو الذي شَرُف بهم، ويتبرؤون من طريقة من يغالون في حبهم، كالذين رفعوا بعضهم إلى مقام العصمة، يتبرؤون كذلك من طريقة المبغضين الذين يسبونهم ويكفرونهم، ويحفظون فيهم وصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
ويرون أنهم على مراتب ومنازل، وأنهم وإن تميزوا فلا يعني أن لهم الفضل المطلق على غيرهم في العلم والإيمان، فالثلاثة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، أفضل من علي، وإن امتاز عنهم بخصوصيات.
ويرون تعظيم قدر أزواجه رضي الله عنهن، والدعاء لهن، ومعرفة فضلهن، والإقرار بأنهن أمهات المؤمنين.
قال ابن كثير - رحمه الله – في تفسير قوله تعالى:** قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى **: " ولا ننكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم، واحترامهم، وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة، من أشرف بيت وجد على وجه الأرض، فخراً وحسباً ونسباً، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعلي وأهل بيته وذريته، رضي الله عنهم أجمعين".
ومع كل هذه المكانة التي أكرم الله بها آل بيت نبيه، إلا أن ذلك كله مشروط بالصلاح والتقوى، وهم فيما عدا ما لهم من خصائص كغيرهم من المسلمين، لهم ما للمسلمين من حقوق، وعليهم ما على المسلمين من واجبات، فليس قربهم من النبي بمجيز لهم تجاوز أحكام الله وشرعه، أو أن ينالوا النجاة في الآخرة دون تقوى وعمل صالح، فكل عباد الله في ميزان الله سواء، وهذا ما أوضحته الأدلة الشرعية إيضاحاً تاماً بعيداً عن اللبس في أحاديث كثيرة منها ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها : ( أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: ومن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشفع في حد من حدود الله، ثم قام فاختطب فقال: إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) فهذا الحديث يبين بما لا يدع مجالا للشك أن الكل أمام شرع الله سواء، سواء أكان من آل البيت أم من غيرهم، وسواء أكان من أشراف الناس أم من ضعفائهم، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم القول الفصل في ذلك عندما أعلنها صريحة أن: ( من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه ) رواه مسلم فمدار النجاة على الإيمان والعمل الصالح، لا على الأنساب والأحساب.
هذه هي حقوق آل بيت النبي، وتلك هي مكانتهم، فمن أنزلهم فيها فقد رشد وهدي إلى صراط مستقيم، ومن غلا فيهم أو أجحف في حقهم، فقد ضل سواء السبيل .
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 03:06 PM
* وقد أحببت أن أذكُر لكُن هُنا فتوى بخصوص ذلك الشأن أيضاً. داعية الله أن يُنتفع بها .
عنوان الفتوى : محبة آل بيت النبي عبادة مشروعة، والغلو فيهم بدعة ممنوعة
تاريخ الفتوى : 15 شوال 1427 / 07-11-2006
السؤال :
هل من الصحيح أن نتقرب الي الله بحب آل البيت، وما واجبنا نحوهم، أليسوا أمواتا لا يضرون ولا ينفعون ؟ ما الفرق بين الوهابية وأهل السنة والجماعة ؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمحبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العبادات التي يتقرب بها المسلم لربه سبحانه وتعالى، قال الله تعالى:** قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ** {الشورى: 23 ** والمعنى أن تودوني في قرابتي، أي تحسنوا إليهم وتبروهم، وهذا قول سعيد بن جبير وهو أحد الأقوال في تفسير الآية.
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث بأهل بيته، فمن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما: كتاب الله، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال : وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي .. الحديث . وروى البخاري في صحيحه عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . وروي عنه أيضا أنه قال : ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته . أي احفظوه فيهم فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم ، وقد نص أهل العلم على أن من عقيدة أهل السنة والجماعة محبة أهل البيت وتعظيمهم من غير غلو، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ... اهـ مختصرا.
فمحبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من صميم عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي من حقوقهم علينا، كما أن من حقهم علينا نصرتهم وإكرامهم والذب عنهم سواء الأحياء منهم والأموات، ويستحب الصلاة عليهم في التشهد؛ كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فيقول المصلي في تشهده: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد .
ولكن ينبغي للمسلم أن يحذر من أن يقع في الغلو في محبتهم؛ كما وقع لبعض المبتدعة الذين عبدوهم مع الله ورفعوهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله إياها، فآل البيت بشر من البشر لا يملكون نفعا ولا ضرا، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ربه أن يعلنها صريحة للناس فقال: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا **{الجن: 21 ** وقال:** قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ **{يونس: 49 ** فغيره صلى الله عليه وسلم من باب أولى، فمحبة آل البيت عبادة مشروعة، والغلو فيهم بدعة ممنوعة، وانظر للفائدة الفتوى رقم : 51002 ، والفتوى رقم : 2685 ، والفتوى رقم : 37684 ، وأما عن الفرق بين الوهابية وأهل السنة فلا فرق، وانظر لزاما الفتوى رقم : 41710 ، والفتوى رقم : 5408 ، والفتوى رقم : 38579 .
والله أعلم .
نقلاً عن : ( الشبكة الإسلامية )
http://www.al-wed.com/pic-vb/344.gif
- وتلك فتوى أخرى :
رقم الفتوى : 53149
عنوان الفتوى : عقيدة أهل السنة والجماعة في أهل البيت
تاريخ الفتوى : 23 رجب 1425 / 08-09-2004
السؤال :
ما واجبنا اتجاه هذه الأحاديث أو ما يجب على المسلم أن يفعله حتى ينفذ هذه الأحاديث: "أنا وأهل بيتي كمثل سفينة نوح من تعلق بها نجا ومن تخلف عنها هلك"، "من أحب الحسين أحببته ومن أحببته أحبه الله"، "الزموا مودة أهل البيت"، "أنا سيد العلمين وعلي سيد العرب"، فما واجب المسلم تجاه أهل البيت وسيدنا علي وسيدنا الحسين، وهل زيارة قبورهما وقراءة الفاتحة لهم تعتبر هدية ومودة بيننا وبينهم؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأحاديث التي ذكرها الأخ السائل منها الضعيف ومنها الحسن، فأما حديث: أنا وأهل بيتي كسفينة نوح. فقد رواه الحاكم والطبراني والبزار وهو حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن أسانيده لا تخلو من أحد ثلاثة رواة وكلهم ضعفاء:
الأول: الحسن بن أبي جعفر. قال عنه الإمام البخاري منكر الحديث وضعفه الإمام أحمد وغيره.
الثاني: عبد الله بن عبد القدوس. قال عنه الإمام يحيى بن معين: ليس بشيء رافضي خبيث.
الثالث: المفضل بن صالح. قال عنه الإمام البخاري منكر الحديث.
وكذلك حديث: علي سيد العرب. حديث ضعيف، بل حكم عليه الإمام الذهبي بالوضع، والحديث رواه الحاكم وغيره.
وحديث: الزموا مودة أهل بيتي. لم نجده في شيء من كتب السنة ودواوينها.
وحديث: من أحب الحسين... لم نجده بهذا اللفظ، وإنما رواه ابن ماجه بلفظ: من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني. وحسنه الألباني.
ويجدر التنبيه إلى أن الحسن ورد في الحديث أيضاً وليس الحسين فقط.
وأما ما يجب علينا في حق أهل البيت، فحقهم علينا عظيم، كيف لا وهم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المرسلين صلوات الله وسلامه عليه.
فالواجب علينا محبتهم وموالاتهم وأن نحفظ فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن ننزلهم المنزلة اللائقة بهم من غير غلوٍ ولا تقصير، وما أحسن ما قاله الإمام القحطاني في نونيته:
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم**** واعرف علياً أيما عرفان
لا تنتقصه ولا تزد في حقه**** فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهما لا ترتضيه خليفة**** وتنصه الأخرى إلهاً ثاني
هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة في أهل البيت وسط من غير جفاء ولا غلو، لا كما يفعله الذين غلوا في أهل البيت قريباً من غلو النصارى في عيسى عليه السلام، ولا كما يفعله الذين يسبون أهل البيت ويتبرؤون منهم، نعوذ بالله من فعل هؤلاء وهؤلاء.
وأما عن زيادرة قبورهم فانظر الفتوى رقم: 14373، والفتاوى المرتبطة بها.
والله أعلم.
نقلاً عن : ( الشبكة الإسلامية )
شذى الاسلام
26-05-2012, 03:08 PM
أمهات المؤمنين رضى الله عنهن
حكمة تعدد الزوجات لرسول الله
كثير من الناس مسلمين و غير مسلمين شغلهم هذا الأمر , و ما يزالون شغوفين لمعرفة حكمة التعدد بالنسبة للنبى من مصادرها العربية و أيضاً الشباب المسلم فى أيامنا هذة مازال مشتاقاً لمعرفة الحقيقة الصحيحة و الحكمة المقصودة فى تعدد زوجات النبى , نبدأ بسم الله فى عرض الحقيقة لشبابنا المسلم :
1- عاش النبى حتى سن الخامسة و العشرين عزباً طاهراً نقياً حتى لقبوة بالصادق الأمين , و عاش خمساً و عشرين سنة أخرى مكتفياً بزوجة واحدة هى السيدة خديجة رضى الله عنها التى تكبره بخمس عشرة سنة , مع أن النبى كان شاباً نشيطاً قوياً جذاباً جميلاً , بينما كان لكل رجل من العرب من عشرة إلى عشرين زوجة على الأقل .
2- عاش النبى مع السيدة خديجة لمدة خمس و عشرين سنة و بعد وفاتها ( ثلاث سنوات قبل الهجرة ) تزوج من السيدة سودة بنت زمعة و انفردت به ثلاث سنوات و كان عمرها خمسين سنة و هو ايضاً فى سن الخمسين تقريباً , فلو كان النبى شهوانياً ما قضى سنى شبابة مع عجوزين و لم يجمع عليهما.
3- يبين لنا تاريخ الأنبياء أن التعدد شمل الكثير من الأنبياء فكان للنبى داود و سليمان عليهما السلام سبعمائة من النساء و ثلثمائة من السرارى . ,
المشكلة هى : لماذا تزوج النبى هذا العدد من النساء ؟
الإجابة :
1- إعداد كوادر جديدة من الدعاة عن طريق المصاهرة لنشرالدعوة الإسلامية بين مشركى مكة .
2- الزواج بالمصاهرة إحدى طرق نشر الدين الجديد بين القبائل و الناس فى جميع أنحاء العالم .
3- بالزواج أنقذ النبى أزواج بعض الزوجات من انتقام و تعذيب العائلة عاجلاً او آجلاً .
4- وزوجات أخرى كافأهن الرسول لتمسكهن بالإسلام .
5- جعل النبى كل زوجة من زوجاته داعيه للإسلام و عاملة بتعاليم الإسلام فى حياتها اليومية مبيناً الأحكام الشرعية والغير شرعية لتجيب على ردود السائلات .
6- إن حياة النبى الزوجية لا تسير برغبتة كسائر البشر و إنما كانت بتقدير الوحى و رب القدرة ( الله عز و جل ) .
7- إن التاريخ الإسلامى مدين إلى زوجات النبى رضى الله عنهم لأنهم كانوا دائماً فى صحبته فى جميع غزواته حيثما يذهب إرضاء لإنسانيته , و عوناً له على الشدائد مجددين نشاطه لكى يتحمل الأعباء الثقيلة . ,
و بالطبع وضحت الأن حكمة تعدد زوجات النبى و أحب أن الخصها لكم فى هذة الأيات , قال تعالى {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَااللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا** (37) سورة الأحزاب ,
و قال تعالى ايضاً ** لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا** (52) سورة الأحزاب ,
و قال تعالى ** عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا** (5) سورة التحريم ,
و يروى عنه انه قال : ما زوجت شيئاً من بناتى إلا بوحى جاءنى به جبريل عن ربى عز و جل , ومما هو جدير بالذكر أن حياه النبى كان يحكمها منهج قرآنى ,فلكل فرد داخل بيت النبى حقوق وواجبات و سلوك يجب أن يتبعنه و لهن الثواب و إن خالفنه فعليهن العقاب
كما قال تعالى فى كتابه العزيز{ يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا** (32) سورة الأحزاب
http://www.pic.alfrasha.com/data/media/57/jewelsfasel8.gif
°˚◦ زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ◦˚°
قلنا من قبل أن أعداء الإسلام ( منذ بزوغ فجره وحتى اليوم ) حاولوا باستماتة النيل منه والطعن فيه باستغلال تعدد زوجات النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ..
زعموا أن نبي الإسلام كان منصرفا إلى إشباع شهوته بالتقلب في أحضان تسع نساء !! قالها يهود يثرب (1) .. فرد عليهم القرآن الكريم ردا بليغا وبين أنهم فعلوا ذلك حسدا للرسول صلى الله عليه وسلم ، على الرغم من أن داود وسليمان – عليهما السلام – آتاهما الله الملك وكان لهما من الزوجات والجواري أضعاف ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم .
ومازال المستشرقون في الخارج والعلمانيون واليساريون في الداخل يتطاولون بوقاحة على المقام الشريف والسنة المطهرة ، كيدا منهم لهذا الدين ، والله يحفظه – رغم أنوفهم – إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
وهناك آخرون لا يعلمون بواعث تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ..
ومن يطالع السيرة العطرة سوف يكتشف بسهولة أن بعض هذه الزيجات كان في المقام الأول تلبية لدوافع إنسانية ، والبعض الآخر كان لتأليف القلوب ، وتطييب النفوس ، وتمهيد الأرض للدعوة المباركة بالمصاهرة وجبر الخاطر ..
ثم هناك حقه الطبيعي صلى الله عليه وسلم في الزواج ، لأنه بشر ، وليس ملَـكاً ..
وقد أشرنا من قبل إلى أن الزواج هو شريعة كل أنبياء الله ( حتى من لم يتزوج منهم مثل عيسى ويحيى عليهما السلام ) وأنه لا يوجد نص في الأناجيل الأربعة يحظر تعدد الزوجات .(2)
ولنبدأ بأول زوجات المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وهى سيدتنا خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها وأرضاها – فقد تزوجت في الجاهلية من هند بن النباش التميمى وكنيته أبو هالة .. وبعد موته تزوجت عتيق بن عابد المخزومى (3) .. ثم مات عنها عتيق .. وكانت من أرفع بيوت قريش وأوسطها نسبا وحسبا . وكان لها مال ترسل رجالا من قومها يتاجرون لها فيه .. ولما سمعت بأمانة محمد عليه السلام أرسلت إليه ليتاجر لها في مالها في رحلة الشام ، على أن تعطيه ضعف ما كانت تعطى غيره من الأجر .
ورحل صلى الله عليه وسلم بمالها مع غلامها ميسرة إلى الشام ، فباع واشترى وعاد إلى مكة بأضعاف ما كانت خديجة تربحه من قبل .. وأعطته السيدة خديجة ضعف الأجر المتفق عليه .. وحكى لها ميسرة ما كان من معجزاته عليه السلام خلال الرحلة : أظلته غمامة ، وأخبر أحد
الرهبان ميسرة بأن رفيقه محمدا سيكون النبي الخاتم الموجود في كتب السابقين ..
فازدادت إعجابا به ، وأرسلت إليه صديقتها نفيسة بنت أمية تعرض عليه الزواج من خديجة التي كان عمرها في ذلك الوقت أربعين سنة ..
فوافق عليه السلام ، وكان عمره وقت أن تزوجها خمسا وعشرين سنة .
وولدت له السيدة خديجة كل أولاده وبناته باستثناء إبراهيم ولده من مارية القبطية ( الجارية التي أهداها المقوقس إلى النبي .. ) ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم أخرى حتى ماتت السيدة خديجة عن خمس وستين سنة ، بينما كان عليه السلام قد تخطى الخمسين سنة ..
والآن نتساءل : إذا كان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم قد عاش بلا زواج حتى سن الخامسة والعشرين .. ولم يكن أهل مكة يقولون عنه إلا كل الخير ، وكانوا يلقبونه بالصادق الأمين .. وكانت طهارته وعفته مضرب الأمثال – باعتراف أعتى المشركين وأشدهم عداوة له وحقدا عليه ..
وإذا كان تزوج بعد ذلك من السيدة خديجة وهى أكبر منه سنا بخمس عشرة سنة ، وظل مكتفيا بها زوجة وحيدة حتى بعد أن تجاوزت الستين .. فأين ما يزعمون من حبه للشهوات واستكثاره من النساء ؟!!
لقد كان عليه السلام في تلك الفترة في ريعان شبابه ، ولم يكن قد شغل بعد بأعباء الدعوة المباركة ، وتبعاتها الثقيلة ، ولو كان – كما يزعم أعداء الإسلام – من ذوى الشهوة الطاغية لتزوج من شاء من النساء ، وقد كان تعدد الزوجات والجواري شائعا قبل الإسلام – كما ذكرنا (4) – بلا قيد أو عدد محدد .. وما كان ذلك عيبا ولا محظورا .. فلماذا لم يفعل صلى الله عليه وسلم ؟!
أليس هذا دليلا على أنه صلى الله عليه وسلم قد عدد زوجاته فيما بعد لأسباب أخرى أسمى وأرفع قدرا من مجرد إشباع الشهوة ، رغم أن هذا الإشباع بالزواج ليس عيبا ولا شائنا للزوج ؟!
ثم هناك نقطة أخرى – قبل أن ننتقل إلى باقي الزوجات – لقد كان عليه السلام يذكر السيدة خديجة بكل الخير والوفاء بعد موتها .. وحتى بعد أن صار له تسع نسوة .. كان يغضب إذا أساء أحد إلى ذكراها العطرة ، ولو كانت عائشة أحب زوجاته إليه – ويذكر عليه السلام – في كل مناسبة – معروف خديجة وفضلها عليه وعلى الدعوة الغراء ، ولم ينسها رغم أنها كانت عجوزا ورزق بعدها بزوجات أصغر سنا ، وربما أكثر جمالا ..
هل مثل هذا الزوج يقال عنه إنه يضع الشهوة الجنسية في المقام الأول ؟!! هل يظن مثل هذا الظن المريض بمن وصفه رب العزة بأنه ** على خلق عظيم ** ؟!
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 03:11 PM
ونأتي الآن إلى ظروف زواجه صلى الله عليه وسلم بثانية زوجاته السيدة سودة بنت زمعة – رضي الله عنها – فقد كانت متزوجة في الجاهلية بالسكران بن عمرو بن عبد شمس ، وهو ابن عمها ، وأسلما بمكة وخرجا مهاجرين إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية .. ثم قدما من الحبشة ، ومات السكران بمكة ، وترملت زوجته السيدة سودة ، فلما انقضت عدتها أرسل لها النبي صلى الله عليه وسلم فخطبها وتزوجها بمكة ، وهاجرت معه إلى المدينة .
وكانت – رضي الله عنها – قد كبرت سنها ، وبعد فترة من زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بها تنازلت عن ليلتها للسيدة عائشة ، وقالت كما جاء في إحدى الروايات : يا رسول الله ، والله ما بي حب الرجال – تقصد أنها مسنة وليست بها حاجة إلى الرجال – ولكني أرجو أن أبعث في أزواجك يوم القيامة . وقبل منها النبي صلى الله عليه وسلم تنازلها للسيدة عائشة ، وأبقى عليها زوجة في عصمته حتى موته صلى الله عليه وسلم (5) ..
فهل يكون اقترانه – عليه الصلاة والسلام – بعجوز أخرى دليلا على ما يذهب إليه أعداء الله ورسوله من أن تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم كان للشهوة أو حب النساء ؟!! أو أنها مواساة منه – عليه السلام – لأرملة مسلمة لم يعد لها عائل بعد موت رجلها ، وليس لها مال أو شباب أو جمال يدفع غيره صلى الله عليه وسلم للزواج منها ؟!!
والله .. إن مثل هذه الزيجة التي لا يطمع فيها أحد لهي بعض أعبائه عليه السلام ، وواجب ثقيل ألزم به نفسه الشريفة النبيلة صلى الله عليه وسلم .
ومن سواه يواسى الأرملة المحزونة ؟ من سواه يجبر المكسور ، ويفك الأسير ، ويعين على شدائد الدهر ، وهو الذي أرسله ربه رحمة للعالمين ؟!!
***
وأما السيدة عائشة بنت الصديق أبى بكر – رضي الله عنهما – فهي الزوجة الثالثة لنبي الهدى صلى الله عليه وسلم .. ومن الطبيعي أن يرتبط الداعية بالرجال الذين يقوم على أكتافهم البناء الشاهق ، وتنتشر الدعوة بهم ، ومن خلالهم إلى سائر إرجاء المعمورة .. وخير الروابط بين النبي وكبار أصحابه هو الرباط المقدس ( الزواج ) .. ولهذا تزوج عليه السلام من السيدة عائشة ، وكانت صغيرة السن .. كما تزوج أيضا لذات السبب من السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما ..
وهناك سبب ثان لزواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة حفصة ، فقد كانت متزوجة قبله من خنيس بن حذافة السهمي الذي أسلم معها وهاجر بها إلى المدينة فمات عنها ( عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة أحد ) متأثرا بإصابته في الغزوة (6) ، وعندما انقضت عدتها عرض عمر على أبى بكر الصديق أن يزوجه ابنته حفصة ، فسكت أبو بكر ، مما أغضب عمر – رضي الله عنهم أجمعين – وكان عمر قد عرضها قبل ذلك على عثمان بن عفان فلم يوافق كذلك ، مما أسخط الفاروق عليه كما سخط على صاحبه ، فجاء عمر يشكوهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..
وطيب صلى الله عليه وسلم خاطره وتزوجها تكريما لعمر ، كما كرم أبا بكر من قبل وتزوج بابنته عائشة .. وكان الباعث لأبى بكر على عدم قبول الزواج من حفصة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها لنفسه ، وما كان الصديق ليفشى سر رسول الله ، أو يتزوج بمن عزم صلى الله عليه وسلم على الزواج منها ..
ومن المعروف أن السيدة حفصة – رضي الله عنها – لم تكن جميلة مثل عائشة أو صفية ، لكنها كانت صوامة قوامة (7) تحب الله ورسوله (8)
فهل يكون الزواج في حالة السيدة عائشة والسيدة حفصة استكثارا من النساء ، أو جريا وراء الشهوات ؟!! أم هي ضرورات الدعوة ، وجبر الخاطر ، وتوكيد الروابط بين المصطفى صلى الله عليه وسلم وكبار رجال الدعوة الوليدة والرأفة بزوجة شهيد – مثل حفصة – لم يكن لها من الجمال أو المال ما يغرى غيره عليه السلام بالزواج منها ؟!!
إنه الرحمة المهداة ، والنعمة المسداة – عليه الصلاة والسلام ..
***
هناك أيضا ظروف زواج الرسول الأمين من السيدة زينب بنت خزيمة الملقبة بأم المساكين – رضي الله عنها – فقد كانت زوجة لابن عمه عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف – رضي الله عنه – الذي استشهد في يوم بدر وتركها وحيدة لا عائل لها ..
فهل يكون جزاء الصحابي وابن العم الشهيد أن تترك أرملته وحدها ؟!! ومن يصل الرحم ، ويجازى الشهيد ، ويخلفه في أهله بكل البر والخير والرحمة سوى الصادق الأمين خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم ؟!!
وهل مثل هذه الزيجة يكمن خلفها أي مطمع حسي أو غيره ؟! أو أنها واجب وعبء إضافي على عاتق المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟!! وقد ماتت – رضي الله عنها – بعد زواجها من الرسول بعدة أشهر .
***
وكذلك جاء زواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة أم سلمة – رضي الله عنها – واسمها (( هند بنت سهيل بن المغيرة المخزومى .. وقد أصيب – رضي الله عنه – يوم أحد ، ثم برئ الجرح بعدها بشهر .. وخرج – رضي الله عنه – في (( سرية قطن )) ثم رجع منها بعد شهر آخر ، وانتقض الجرح عليه فتسبب في استشهاده – رضي الله عنه – وخلف وراءه السيدة أم سلمة وكثرة من الأطفال ..
فلما انقضت عدتها أرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم يخطبها ، فاعتذرت بأنها تقدمت في السن ، وأنها ذات أطفال ، وأنها شديدة الغيرة ، فرد عليه البشير النذير : (( أما ما ذكرت من غيرتك فيذهبها الله .. وأما ما ذكرت من سنك فأنا أكبر منك سنا ... وأما ما ذكرت من أيتامك فعلى الله وعلى رسوله )) . (9) [أي أن عيالها سوف يرعاهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم] ، وهذا أهم أهداف هذه الزيجة المباركة ، أي كفالة هؤلاء الأيتام ، فضلا عن رعاية الصحابية الجليلة بعد أن أصبحت أرملة ..
وأخيرا جاءت هذه الزيجة تكريما للزوج أبى سلمة نفسه بعه استشهاده ، برعاية أرملته وأطفاله ، وصلة لرحمه ، فهو ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم .. فأين اتباع الشهوة في مثل هذا الارتباط بأرملة تجاوزت الخمسين وذات أطفال ؟!!
وأما زواجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان بن حرب – رضي الله عنها – فله قصة توضح الهدف منه ، والمقصد النبيل الذي تحقق به .. فقد كانت أم حبيبة زوجة لعبيد الله بن جحش بن خزيمة ، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية .. وهناك فتن عبيد الله وارتد عن الإسلام – والعياذ بالله – وثبتت السيدة أم حبيبة – رضي الله عنها – على دينها رغم الغربة والوحشة والوحدة .. ولم تكن تستطيع الرجوع إلى مكة حيث كان أبوها أبو سفيان أحد زعماء قريش يضطهد الرسول وأصحابه أشد الاضطهاد ، فلو رجعت أم حبيبة لتعرضت للفتنة في دينها بدورها .. وكان لا بد من تكريمها وتعويضها عن الزوج الذي ارتد ، ثم مات بالحبشة ..
وهكذا أرسل جابر المكسورين ، ومؤنس المتوحشين إلى النجاشي ملك الحبشة – وكان قد أسلم – طالبا منه أن يعقد له على أم حبيبة .. وبالفعل زوجه النجاشي إياها ، وأرسلها إليه بالمدينة بعد هجرته صلى الله عليه وسلم معززة مكرمة ..
ولما بلغ أبا سفيان خبر زواج النبي صلى الله عليه وسلم من ابنته أم حبيبة شعر بالسعادة ، وقال عن زوج ابنته مبتهجا ، والذي كان ما يزال عدوا له ولدينه : (( هو الفحل لا يقرع أنفه )) (10) .. أي أن مثل النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد صهره ، فهو كفء كريم تفخر كل قبيلة بمصاهرته وتزويجه بناتها .
قال أبو سفيان بن حرب ذلك على الرغم من أنه كان ما يزال مشركا عدوا للإسلام ، ولكنه لا يخدع نفسه كأب تزوجت ابنته بأعظم وأشرف الرجال ..
وشاء الله جلت قدرته أن تدور الأيام ، ويأتي أبو سفيان إلى المدينة محاولا إثناء النبي صلى الله عليه وسلم عن غزو مكة بعد أن نقض المشركين عهودهم معه ، واعتدوا على حلفائه من قبيلة خزاعة ، وقتلوهم في البلد الحرام في الشهر الحرام .
ولم يجد أبو سفيان ملجأ بعد أن رفض كبار الصحابة التوسط له عند النبي صلى الله عليه وسلم سوى بيت ابنته وفوجئ أبو سفيان بابنته تطوى عنه الفراش في ضيق واشمئزاز .. فسألها : والله يا بنية ما أدرى هل رغبت بالفراش عنى أم رغبت بي عنه ؟!! فردت عليه بحسم : (( بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك )) ..
يا الله .. إنها العقيدة الراسخة كالجبال في قلب زوجة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، تواجه بها أباها الذي خرجت من صلبه .. وذلك هو الإيمان الحق الذي يجعل الله ورسوله أحب إلى المسلم الصادق من أمه وأبيه وابنه وأخيه .
هل كان من المطلوب من الرسول أن يترك مثل هذه السيدة العظيمة للضياع بين زوج مرتد وأب كان كافراً ؟!! ومن سواه صلى الله عليه وسلم أولى بأن يكرم مثواها ، ويجزيها على ثباتها وصبرها وجهادها في سبيل عقيدتها ورسالتها ؟!! ومن يكون مناسبا لابنة سيد قريش سوى سيد الأولين والآخرين ؟!!
***
ونأتي إلى قصة زواجه صلى الله عليه وسلم من السيدة زينب بنت جحش الأسدى – رضي الله عنها – وهى ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .. أي أنها من أعرق وأشرف بيوت قريش وأرفعها نسبا وأما .. وكانت فيما يروون فائقة الجمال ..
وعندما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم يخطبها ظن أهلها أنه يريدها لنفسه ، ثم فوجئوا به يطلبها لزيد بن حارثة .. كان زيد – رضي الله عنه – عبدا في الجاهلية ، وانتهي به المطاف عند الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي أكرم مثواه ، وبلغ من تأثير عطفه وحنانه على زيد أن فضله زيد على أبيه وعمه ( لما خيره بين البقاء معه أو اللحاق بأبيه وعمه عندما عثرا عليه ، وجاءا من ديارهما في طلبه .. وهنا أشهدهم النبي صلى الله عليه وسلم أن زيد ابني أرثه ويرثني ... وذلك قبل تحريم التبني ) فرضي أبوه الصلبى بذلك .
وعلى الرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعتق زيدا وتبناه ، ثم أبطل الإسلام التبني فاسترد زيد اسمه الأول ( وحريته من قبل ) ، فإن آل جحش رفضوا أن يزوجوه ابنتهم وهى من فتيات قريش المعدودات اللاتي يتنافس خيرة شباب العرب للفوز بهن ..
ولكن الله تعالى شاء أن يمضى هذا الزواج لحكمة كبرى ، بل لعدة مقاصد : أولها أن يهدم التفاخر بالأنساب ، ويثبت القاعدة الخالدة الراشدة ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وليس أغناكم أو أعرقكم نسبا أو أفضلكم حسبا ..
ولهذا نزل قول الله تعالى : ** وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ** (11) ..
وفور نزول هذه الآية الكريمة عرف عبد الله بن جحش وأخته زينب – رضي الله عنهما – أنه لا محيد لهم عن طاعة الله ورسوله ، فقال عبد الله لابن خاله محمد صلى الله عليه وسلم : (( مرني بما شئت )) فزوجها صلى الله عليه وسلم من زيد بن حارثة ..
وعلى الرغم من إتمام الزواج ظلت زينب تستعصي على زيد ، وتشمخ عليه بنسبها وحسبها ، حتى ضاق – رضي الله عنه – بها ذرعا ، وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في تطليقها لاستحالة العشرة بينهما ، فأمره النبي أن يتقى الله ويمسك عليه زوجه فلا يطلقها ..
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 03:15 PM
في ذلك الوقت أطلع الله تعالى رسوله على ما سوف يحدث ، وهو أن زيد سيطلق زينب ، ثم يزوجها الله من رسوله الأمين ، ليهدم بذلك قاعدة التبني التي سادت في الجاهلية ، إذ الأعدل والأصوب هو أن يُـدعى كل ابن لأبيه الحقيقي ، وليس لذلك الذي تبناه .. وإذا كان الإسلام يحرم إلى الأبد زواج الأب من امرأة ابنه ، فالأمر ليس كذلك في حالة الابن بالتبني إذ هو ليس ابنا حقيقيا ، وما ينبغي أن يكون .
ونزل قول الله تعالى : ** وإذ تقول للذي أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتقِ الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ** (12) .
وأفضل تفسير لهذه الآية الكريمة وأقربه إلى ما يليق بمقام النبوة الشريف النبيل ، وما هو مقطوع به من عصمة الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم – ما قاله الإمام على بن الحسين بن على بن أبى طالب ، الملقب يزين العابدين – رضي الله عنه ..
روى على بن الحسين : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أُوحي إليه أن زيدا سوف يطلق زينب ، وأن الله سيزوج رسوله إياها .. فلما شكا زيد للنبي صلى الله عليه وسلم ما يلقى من أذى زوجته ، وأنها لا تطيعه ، وأعلمه أنه يريد طلاقها ، قال له الرسول صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية : ( اتق الله وأمسك عليك زوجك ) .. وهو صلى الله عليه وسلم يعلم أنه سيفارقها ، ثم يتزوجها هو من بعده ، وهذا ( العلم ) هو ما أخفاه صلى الله عليه وسلم في نفسه ، ولم يرد أن يأمره بطلاقها .. فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من خشية الناس في شيء قد أباحه الله له ، وقوله لزيد (( أمسك عليك زوجك )) ، مع علمه بأنه يطلقها ، وأعلمه سبحانه أن الله أحق بالخشية في كل حال )) .قال علماؤنا رحمهم الله : (( وهذا القول أحسن ما قيل في تفسير هذه الآية ، وهو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين و العلماء الراسخين ، مثل الزهري وبكر بن علاء القشيرى وأبو بكر بن العربي وغيرهم (13) . ورفض الإمام ابن كثير – رضي الله عنه – كل رواية أخرى لا تناسب عصمة الرسول و مقام النبوة الرفيع ، إذ هي من الموضوع وما لا يصح سنده ولا معناه . (14)
ويعلق الإمام القرطبى على تلك الرواية الجاهلية التي تفسر قوله تعالى للرسول : ** وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ** . بأنه صلى الله عليه وسلم أخفى في نفسه هوى لزينب ، بقوله (( هذا القول يصدر عن جاهل بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا ، أو مستخف بحرمته صلى الله عليه وسلم ..
وقال الحكيم الترمذي في (( نوادر الأصول )) : (( على بن الحسين جاء بهذا ( التفسير السليم للآية ) من خزانة العلم جوهرة من الجواهر ، ودرا من الدرر ، فإنه إنما عتب الله عليه أنه أعلمك أن هذه ستكون من أزواجك ، فكيف قال بعد ذلك لزيد ( أمسك عليك زوجك ) ، وأخذتك خشية الناس أن يقولوا : تزوج امرأة ابنه ، و ( والله أحق أن تخشاه ) ..
وقال النحاس : قال بعض العلماء : ليس هذا خطيئة من النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه لم يؤمر بالتوبة أو بالاستغفار منه ، وقد يكون الشئ ليس خطيئة ، ولكن غيره أحسن منه ، وقد أخفى الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك في نفسه خشية أن يفتن الناس )) . (15)
والخلاصة أنه عليه الصلاة والسلام تزوج السيدة زينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد بن حارثة بأمر من الله الذي تولى سبحانه تزويجها له مباشرة ، ليهدم بذلك قاعدة التبني إلى الأبد ، وحتى لا يكون هناك حرج على الآباء في الزواج من مطلقات الأدعياء ، لأنهم ليسوا أبناءهم .. وقد كانت السيدة زينب ابنة عمة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وربيت تحت رعايته ، ولو كان له فيها مأرب لتزوجها منذ البداية ، ولم يزوجها بنفسه لزيد من قبل ..
ومن أقوى ما قيل في تفنيد مزاعم المنافقين حول هذه الآية ما قاله فضيلة الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – قال : (( إنهم يقولون إن الذي يخفيه النبي في نفسه ويخشى فيه الناس دون الناس هو ميله إلى زينب . أي أن الله – بزعمهم – يعتب عليه عدم التصريح بهذا الميل !! ونقول : هل الأصل الأخلاقي أن الرجل إذا أحب امرأة أن يشهر بها بين الناس ؟ وخاصة إذا كان ذا عاطفة منحرفة جعلته يحب امرأة رجل آخر ؟!!
هل يلوم الله رجلا لأنه أحب امرأة آخر فكتم هذا الحب في نفسه ؟! وهل كان يرفع درجته لو أنه صاغ فيها قصائد غزل ؟!! هذا والله هو السفه ! وهذا السفه هو ما يريد بعض المغفلين أن يفسر به القرآن !!
إن الله لا يعاتب أحداً على كتمان حب طائش .. والذي أخفاه النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه تأذيه من هذا الزواج المفروض ، وتراخيه في تنفيذ أمر الله به ، وخوفه من كلام الناس عندما يجدون نظام التبني – كما ألفوه – قد انهار .
وقد أفهم الله رسوله أن أمره سبحانه لا يجوز أن يعطله توهم شيء ما ، وأنه – إزاء التكليف الأعلى – لا مفر له من السمع والطاعة ، شأن من سبقه من المرسلين ، وأعقب الآية السابعة والثلاثين هذه بآيات أخرى تؤكد هذا المعنى :
** ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا . الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا ** (16)
ويضيف الشيخ الغزالي : (( إنك حين تثبت قلب رجل تقول له : لا تخش إلا الله ، إنك لا تقول له ذلك وهو بصدد ارتكاب معصية .. إنما تقول له ذلك وهو يبدأ القيام بعمل فاضل كبير يخالف التقاليد الموروثة ، وظاهر في هذه الآيات كلها أن الله لا يجرئ نبيه على حب امرأة ، إنما يجرئه على إبطال عادة سيئة يتمسك الناس بها ، عادة التبني ، ويراد منه كذلك أن ينزل على حكمها ، لذلك يقول الله تعالى بعد ذلك مباشرة ، وهو يهدم نظام التبني : ** ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيءٍ عليما ** (17) و (18)
أما السيدة صفية بنت حيى بن أخطب زعيم اليهود ، فقد وقعت في الأسر بعد فتح خيبر ، وكان أبوها وأخوها وزوجها قد قتلوا في المعركة .. ورفقا ورحمة بها خيرها الرسول صلى الله عليه وسلم بين إطلاق سراحها وإلحاقها بقومها إن أرادت البقاء على يهوديتها ، وبين الزواج منه إن أسلمت ، فقالت له : (( يا رسول الله ، لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني .. و خيرتني بين الكفر والإسلام ، فالله ورسوله أحب إلى من العتق ومن الرجوع إلى قومي .. فتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجعل تحريرها من الأسر هو مهرها . (19)
ومن الواضح أنه كان من الضروري ألا يتزوج ابنة ملك اليهود سوى من يفوق أباها منزلة ومكانة ، وهو سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم .. وليس معقولا و لا مقبولا أن تترك هذه المسكينة بعد ما كانت فيه من عز ورفاهية ورفعة لمن قد يسئ معاملتها ، أو يضرب وجهها ..
ويؤيد هذه الرؤية رواية دحية الكلبي – رضي الله عنه – فقد قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أعطني جارية من سبى يهود . فقال عليه السلام له : (( اذهب فخذ جارية )) ، فذهب دحية فأخذ صفية .. فرآها الصحابة فقالوا : (( يا رسول الله ، إنها سيدة بنى قريظة وبنى النضير ، ما تصلح إلا لك )) (20) .. فتزوجها صلى الله عليه وسلم لذلك السبب .
***
وذات الأمر كان دافعا للنبي صلى الله عليه وسلم للزواج من السيدة جويرية بنت الحارث بن ضرار زعيم بنى المصطلق .. فقد حارب أبوها المسلمين ، ولحقت به هزيمة منكرة كادت تتسبب في فناء قبيلته أو إذلالهم أبد الدهر .. فقد سقط المئات من بنى المصطلق أسرى ، ومنهم السيدة جويرية بنت الحارث .. وجاءت إليه فقالت : (( يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه .. وقد أصابني من الأمر ما قد علمت [ تقصد الأسر والذل ] فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على تسع أواق ، فأعِنى في فكاكي [ تطلب معاونته صلى الله عليه وسلم في دفع المتفق عليه لتحريرها من الأسر ] فقال لها صلى الله عليه وسلم : أو خير من ذلك ؟ فسألته : ما هو ؟ فقال صلى الله عليه وسلم أؤدي عنك كتابك وأتزوجك ..فقالت : نعم يا رسول الله ، قال صلى الله عليه وسلم : (( قد فعلت ))
.. وخرج الخبر إلى الصحابة فقالوا : أصهار رسول الله – يقصدون بنى المصطلق – في الأسر .. فجعل الناس يطلقون سراح من عندهم من أسرى بنى المصطلق ، حتى تحرروا جميعا .
تقول السيدة عائشة – رضي الله عنها – (( أعتق بتزويج جويرية من النبي أهل مائة بيت ، فلا أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها . (21) و (22) .. وقد أسلم قومها جميعا بعد ذلك وحسن إسلامهم .
وهكذا كانت هذه الزيجة بركة وخيرا للإسلام والمسلمين من كل الوجوه ، ولم تكن للاستكثار من النساء كما يظن الجهلة ويشيع المنافقون و المستشرقون !!
ولو كان الأمر حبا للنساء استكثاراً من الحسناوات لما نزل بعد ذلك أمر من الله له يحظر عليه الزواج بعد من ذكرنا ، ولظل الرسول صلى الله عليه وسلم حرا يتزوج من شاء ، ويطلق من لا يريد .. ومات صلى الله عليه وسلم عن تسع زوجات ( وكانت السيدتان خديجة وزينب بنت خزيمة قد توفيتا في حياته ) وكان لهن نعم الزوج والعشير .. وصدق فيه قول رب العزة : ** وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ** . (23)
أسماء زوجات وأبناء الرسول صلى الله عليه وسلم
قــائمــة بــزوجـات الرســول " صلـــ الله عليه وسلمـ ــى"
1- السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها
2- السيدة سودة بنت زمعة رضى الله عنها
3- السيدة عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنها
4- السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنها
5- السيدة زينب بنت خزيمة رضى الله عنها
6- السيدة أم سلمة ( هند بنت أمية ) رضى الله عنها
7- السيدة زينب بنت عمته رضى الله عنها
8- السيدة جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار رضى الله عنها
9- صفية بنت حُيى بن أخطب رضى الله عنها
10- أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان رضى الله عنها
11- مارية بنت شمعون القبطية رضى الله عنها
12- ميمونة بنت الحارث الهلالية رضى الله عنها
13- أسماء بنت النعمان رضى الله عنها
14- قتيلة بنت قيس رضى الله عنها
0000000000000000
قائمة بأسماء أولاد النبى صلى الله عليه و سلم
- رزق الحبيب صلى الله عليه و سلم بثلاثة من الذكور و هم :
1- القاسم رضى الله عنه
2- عبد الله رضى الله عنه
3- إبراهيم رضى الله عنه
- كما رزق صلى الله عليه و سلم بأربع بنات و هن :
4- السيدة زينب رضى الله عنها و كانوا يسمونها زينب الكبرى لأنها اول مولود لرسول الله و تمييزا لها عن زينب الحفيدة صغيرة شقيقتها فاطمة الزهراء رضى الله عنها و بنت الأمام على كرم الله تعالى وجهه .
5- السيدة رقية رضى الله عنها
6- السيدة أم كلثوم رضى الله عنها
7- السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها
و قد ماتوا جميعاً فى حياة رسول الله عدا فاطمة الزهراء فهى التى ماتت بعد وفاته بستة أشهر و جميع أبناء الرسول من خديجة بنت خويلد رضى الله عنها , عدا إبراهيم من مارية القبطية فقط .
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 03:20 PM
تعلمي من ام المومنين عائشة
محمد نبينا تزوج عائشه وهي بنت ست سنين وادخلت عليه وهي بنت تسع ومكثت عنده تسعا صحيح البخارى باب النكاح انكاح الرجل ولده الصغار نتعلم من السيدة عائشة كيف كانت معمرة في بيتها وهي صغيرة السن
عن عائشه قالت كانت احدانا اذا كانت حائضا فأراد رسول الله أن يباشرها أمرها ان تتزر فى فور حيضتها ثم يباشرها قالت وأيكم يملك إربه كما كان النبى يملك إربه عن عائشه كان النبى يتكئ فى حجرى وانا حائض ثم يقرا القران
أمُّ المؤمنيـن تحدِّثُنـا
قال الرسول- صلى الله عليه وسلم- للسيدة عائشة- رضي الله عنها- :
(( أُريتُكِ في المنام ثلاث ليال ..جاءني بكِ الملَكُ في سَرَقَةٍ من حرير..
يقول : هذه امرأتك .. فأَكشفُ عن وجهِك، فإذا أنتِ هي ..
فأقول : إنْ يكُ هذا من عند الله يُمْضِهِ )) ..
- حديث متفق عليه -
مَن حازَ عِلمي في مدى الأزمانِ؟! أو كان مِثلـي ! فلْيَسُدَّ مكاني
اللهُ ربـَّى بالعنـايةِ أحمـداً ومحمّـدٌ فـي ظلِّـه ربـّاني
فأنا ابنةُ الإسلامِ، زوجُ المصطفى قد أزهرتْ في دوحهِ أغصـاني
أنا مَن أتى جبريلُ يحمل صورتي فاختارني المختـارُ حيـن رآني
أنا زوجُهُ ..وأنا التي كانت لـهُ أدنى لهُ من خفقـةِ الوجـدانِ
مَن ذا يفاخرُني بقـرب محمّـدٍ ومحمـّدٌ في قلبـهِ آوانـي ؟!
اللهُ ربُّ العرش أنـزلَ حُجّـتي وبراءتـي في مُحكَـم القـرآنِ
يا من أتـى قبرَ النبـيِّ مُسلِّماً البيتُ بيتـي .. والمكانُ مكاني
في حجرتي يثوي هُنا بدرُ السّنـا في حجـرتي بجـوارهِ قمَـرانِ
أنا اِبنةُ الصِّدّيق حِبُِّ المصطفـى أنا أوّلٌ .. وهو الحبيبُ الثّـاني
ذاك الذي صحِبَ النبيَّ بهجـرةٍ عصمـاءَ تحكي قصةَ الإيمـانِ
هو ثانيَ الاثنين في الغارِ، الذي فادى الرّسولَ، فهلْ له من ثاني؟!
وهو الذي لم يخشَ لومةَ لائـمٍ لا.. لم يلِـنْ في رِدّة العُربـانِ
واللهِ ما استبقَ الصِّحابُ بأسْرهمْ في نيل أوج ِ المجدِ والإحسـانِ
إلّا بدأ الصِّدّيـقُ أوّلَ سابـقٍ فحِصانُ عبدِ الله ِ خيرُ حصانِ
ويلٌ لمنْ قد خـانَ آلَ محمّـدٍ إذ نالهـمْ و صِحـابَهُ بلسـانِ
لِلطّيّبيـنَ الطّيبـاتُ.. ألا ترى إذ صار في قلبِ الرّسولِ مكاني؟!
إنـّي لَأمُّ المؤمنيـنَ جميعِهـمْ هـذا قضـاءُ اللهِ في القـرآنِ
* * *
بقلم د/ عبد المعطى الدالاتى.
اختى ...كونى خديجه
لن نتحدث عن الحقوق والواجبات ولكن نركز الضوء على فن التعامل بين الزوجه وزوجها
فى الاسلام ....
انظروا اخواتى الى السيده خديجه رضوان الله عليها اتى جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم
وقال له:"هذه خديجه قد اتتك فاذا جاءت فقل لها :ان الله يرسل لها السلام ويبشرها
ببيت فى الجنه من قصب لا صخب فيه ولا نصب"
قال العلماء :بشرت بذلك لانها لم تصخب اى لم ترفع صوتها على النبى يوما
ولا نصب لانها لم تتعبه ولم تكلفه مشقه ابدا فاستحقت بذلك ان يكون لها بيت فى الجنه
لا صخب فيه ولا نصب.....
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 03:23 PM
زوجات النبي صلى الله عليه و سلم
تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسرة، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، وما كان يتحلى به من الصدق والأمانة، فلما رجع أخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها.
وماتت خديجة رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنين، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، فلما ماتت خديجة رضي الله عنها تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة، ثم تزوج عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ولم يتزوج بكراً غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج أم سلمة واسمها هند بنت أمية رضي الله عنها، وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج رسول الله جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، ثم تزوج أم حبيبة رضي الله عنها واسمها رملة وقيل هند بنت أبي سفيان. وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله .
نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- اللاتي عقد عليهن ولم يدخل بهن وسراريه
قال الحافظ أبو محمد المقدسي و غيره: وعقد على سبعةٍ ولم يدخل بهن.
فالصلاة على أزواجه تابعة له لاحترامهن وتحريمهن على الأمة، وأنهن نساؤه في الدنيا والآخرة، فمن فارقها في حياتها ولم يدخلْ بها لا يثبت لها أحكام زوجاته اللاتي دخل بهن ومات عنهن، صلى الله عليه وعلى أزواجه وذريته وسلم تسليماً.
وبعد أن ذكرنا نُبذة مختصرة عن أزواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- اللاتي دخل بهن فإننا نذكر كذلك أزواجه اللاتي لم يدخل بهن , وهنَّ.
1. عمرة الكلابيَّة:
بنت يزيد بن رواس بن كلاب. بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن بها بياضاً، فطلّقها -صلى الله عليه وسلم- ولم يدخل بها.راجع :أُسْد الغابة (7/205) ومختصر تاريخ دمشق (2/270).
2. قُتيلة الكندّية :
بنت قيس بن معدي كرب بن جبلة الكندّية، أخت الأشعث بن قيس، قُبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل خروجها إليه من اليمن، فخلف عليها عكرمة بن أبي جهل، وكانت سبب تزوجه إياها؛ أن الأشعث قال للنبي -لما بلغه تَعوَّذ أسماء منه-: والله يا رسول الله لأزوجنك من هي أشرف وأجمل وأنبت منها، فزوَّجه قتيلة أخته.راجع : الطبقات الكبرى (8/147-148) وأسد الغابة (7/240-241).
3. سَنَا السُّلَميّة :
بنت أسماء بن الصَّلتْ بن حبيب بن جابر بن حارثة بن هلال بن حرام بن سّمَّال بن عوف السُلمي، ماتت قبل أن يصل إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. راجع : (أسد الغابة 7/153) وفيه (سناء....) وانظر الطبقات الكبرى (8/149)
4. شَرَافُ الكَلْبيَّةُ:
أخت دِحْية الكلبي الذي كان جبريل عليه السلام يأتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صورته، ماتت قبل دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها. راجع: (أسد الغابة 7/161).
5. العاليّةُ الكلابية:
بنت ظبيان بن عمرو بن عوف بن عبيد بن أبي بكر بن كلاب. روي أنها مكثت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله ثم طلّقها عليه الصلاة والسلام.راجع : أسد الغابة (7/188).
6. ليْلى الأوسيّةُ:
بنت الخطيم الأوسي، أتته وهو غافل، فتخطت منكبه، فقال: (من هذا أكله الأسد؟) قالت: أنا ليلى بنت الخطيم، بنت مطعم الطير، جئتك لأعرض عليك نفسي، قال: قد قبلتُك. فرجعت إلى أهلها، فقلن لها: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثير الضَّرائر وأنت امرأة غيور، ولسنا نأمن أن تغضبيه فيدعو عليك، فأتته، فأقالها، فدخلت حيطان المدينة فشدَّ عليها الأسد فأكلها. راجع :أسد الغابة (7/257) ومختصر تاريخ دمشق (2/293-294)
7. الجونيّة الكندية :
ليست بأسماء بنت النُّعمان، كان أبو أسيد الساعدي قدم بها عليه، فتولّتْ عائشةُ وحفصة مشطها وإصلاح أمرها، وقالت إحداهما لها: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعجبه من المرأة إذا دخلت أن تقول: أعوذ بالله منك. فلما دخل عليها قالت: أعوذ بالله منك. فوضع كمه على وجهه وقال: (عُذْتِ بمعاذ).1 أخرجه البخاري في صحيحة رقم ( 2120) ولكن ليس فيه قوله ( فعلمها نساؤه أن تقول عند لقائه: أعوذ بالله منك)، فهذه الزيادة ليس لها أصل صحيح، وهي ضعيفة جداً، من حيث الإسناد، ومن حيث المعنى. قاله النووي في تهذيب الأسماء ص ( 3/ 2/ 51) .
وقال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء ص( 2/ 259) إسناده واه .
وابن حجر في الفتح ص ( 9/ 269) قال عن عائشة أن عمرة بنت الجون تعوذت من رسول الله حين دخلت عليه، قال: (لقد عذت بمعاذ) قال : متروك والصحيح أن اسمها أميمة بنت النعمان بن شرا حيل. وقال أيضاً في بلوغ المرام ص ( 311) في إسناده راوٍ متروك ، وأصل القصة في الصحيح.
قلت : يريد بدون زيادة :"فعلمها نساؤه أن تقول عند لقائه : أعوذ بالله منك" , فظهر أن قولها :" أعوذ بالله منك " هو من قولها من نفسها , لا من إيعاز حفصة أو عائشة –رضي الله عنهما- . وقد كان يُشكل هذا على كثير من الناس لأن فيه نسبة الخداع والمخاتلة والكذب إلى أميِّ المؤمنين حفصة وعائشة , ولا يُستبعد أن ترويج هذا من أفعال الشيعة الشنيعة , فللشيعة في بُغض السيدتين الطاهرتين عائشة وحفصة –رضي الله عنهما –أقوال وحكايات شنيعة يشيب من سماعها وهولها شعر الطفل الصغير , فأخزى الله الشيعة وردهم على أعقابهم خاسرين , آمين!
8. أسماء بنت النُّعمان:
هي بنت النعمان بن الجوْن بن شراحبيل، وقيل: أسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شراحبيل بن النعمان من كِندة، أجمعوا على أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوجها.2 واختلفوا في قصة فراقه لها، فقال بعضهم: لما دخلت عليه دعاها، فقالت: تعال أنت، فأبت أن تجيء. وقال بعضهم إنها قالت: أعوذ بالله منك. فقال: (قد عذت بمعاذ، وقد أعاذك الله مني)3 فطلقها. وقيل: إنما قالت ذلك امرأة جميلة من بني سليم، تزوّجها، فخاف نساؤه أن تغلبهن على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلن لها: إنه يعجبه أن تقولي: أعوذ بالله منك. فلما قالت ذلك فارقها، فكانت تُسمِّي نفسها الشقية. وقيل إنها الكندية كما تقدم والله أعلم.
قال ابن القيم في زاد المعاد (1/113) بعد أن ذكر زوجات الرسول اللاتي دخل بهن قال: فهؤلاء نساؤه المعروفات اللاتي دخل بهن، وأما من خطبها ولم يتزوجها، ومن وهبت نفسها له، ولم يتزوجها، فنحو أربع أو خمس، وقال بعضهم هن ثلاثون امرأة، وأهل العلم بسيرته وأحواله -صلى الله عليه وسلم- لا يعرفون هذا، بل ينكرونه والمعروف عندهم أنه بعث إلى الجونية ليتزوجها، فدخل عليها ليخطبها، فاستعاذت منه، فأعاذها ولم يتزوجها، وكذلك الكلبية، وكذلك التي رأى بكشحها بياضاً. فلم يدخل بها، والتي وهبت نفسها له فزوجها غيره على سورة من القرآن، هذا هو المحفوظ والله أعلم.
ولا خلاف أنه -صلى الله عليه وسلم- تُوفي عن تسع، وكان يقسم لثمانٍ منهن: عائشة، وحفصة، وزينب بنت جحش، وأم سلمة، وصفية، وأم حبيبة، وميمونة، وسودة، وجويرية.
وأول نسائه لحوقاً به بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت جحش تُوفيت سنة عشرين , وآخِرهن موتاً أم سلمة، تُوفيت سنة اثنتين وستين في خلافة يزيد، والله أعلم.4
000000000
سراريه-صلى الله عليه وسلم- :
قال ابن القيم: قال أبو عُبيدة: كان له أربع: مارية وهي أم ولده إبراهيم، وريحانة – وجارية أخرى جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش.5 وهاك نُبذة عنهن :
1. مارية بنت شمعون زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-:
مارية بنت شمعون : قبطية أهداها المقوقس صاحب الإسكندرية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأهدى أختها سيرين وخصَّيا يُقال له: مابُور، فوهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أختها لحسان بن ثابت الأنصاري، فهي أمَّ عبد الرحمن بن حسّان. ورُزقت ماريةُ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإبراهيم ابن النبي عليه الصلاة والسلام وأعتقها ولدها.
وتُوفيت مارية - رضي الله عنها- في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وكان ذلك في المحرم سنة ست عشرة، وكان عمر - رضي الله عنه - يحشرُ الناسَ إلى جنازتها بنفسه وصلَّى عليها.
2. ريحانةُ بنت شمعون بن زيد بن عمرو بن خناقة بن شمعون، من بني قريظة:
كانت عند ابن عمِّ لها يُقال له: عبد الحكم، فسَباها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بني قريظة، فعرض عليها الإسلامَ، فأبتْ إلا اليهودية. فعزلها ثم أسلمتْ بعد، فعرض عليها التزويج وضرب الحجاب. فقالت: بل يُنزلني في ملكه، فلم تزل في ملكه -صلى الله عليه وسلم- حتى تُوفيت.
ولم يُولد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- من نسائه سوى خديجة ومارية، وروي أن عائشة - رضي الله عنها أسقطت سقطاً اسمه عبد الله.
فهؤلاء أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- ممن دخل بهن، وممن لم يدخل بهن وممن سُبيت له.
00000000
زوجاته اللاتي قبض عنهن:
فاللاتي قُبض عنهن – بلا خلاف في ذلك- تسعُ حرائر وأمُّ ولد : عائشة، وحفصة وأم حبيبة، وسودة – وأم سلمة- وزينت، وجويرية، وصفية، وميمونة، أرجى منهن خمساً: سودة، وصفية، وجويرية، وأم حبيبة، وميمونة – وآوى أربعاً وهن اللواتي قسَم عليهن الليالي – رضي الله تعالى جمعيهن.
من المراجع:
1. كتاب الشجرة النبوية في نسب خير البرية -صلى الله عليه وسلم- نظر فيه وأتمه جمال الدين يوسف بن حسن بن عبد الهادي المقدسي (ابن المبرد) 840-909هـ. حققه/ محيي الدين ديب مستو (ص44-54) دار ابن كثير ودار الكلم الطيب/ الطبعة الثالثة 1418هـ - 1997م.
2. جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام. تأليف/ ابن قيم الجوزية. حققه/ محيي الدين مستو. ص 180-200/ مكتبة دار التراث للنشر والتوزيع. الطبعة الثانية 1413هـ -1992م.
3. القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع/ تأليف/ شمس الدين السخاوي/ حققه/ بشير محمد عيون ص117-120 مكتبة المؤيد.
4. زاد المعاد في هدي خير العباد ص105-114. مؤسسة الرسالة الطبعة السابعة والعشرون.
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 03:33 PM
فى بيت رسول الله
حب الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة
جمع ريقها بريقه
عن ذكوان .. أن عائشة كانت تقول : إن من نعم الله علىٌ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى في بيتي , وفي يومي وبين سحري ونحري , وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته , ودخل على ٌ عبد الرحمن ( ابن أبى بكر ) وبيده السواك , وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك , فقلت آخذه لك ؟ فأشار برأسه أن نعم , فلينته فأمره . ( وفي رواية ثانية : فقضمته ونفضته وطيبته , ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به , فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استناناً قط أحسن منه ) وفي رواية ثالثة : فجمع الله بين ريقي وريقه في أخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة .
وهناك أحاديث وروايات كثيرة في حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة وحبها له ويكفي الحديث الصريح الذي يرويه الشيخان عن عمرو بن العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟
قال : عائشة .
قال : من الرجال ؟
قال : أبوها .
قال : ثم من ؟
قال : ( عمر )
وهو حديث مشهور وصريح في حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها , وكان يصرح بذلك أمام أصحابه .
فهذه من خصائص أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقد ذكرت هي عن نفسها عشر خصال فضلت فيها عن باقي أمهات المؤمنين .. قالت :
1-لم ينكح امرأة أبوها مهاجران غيري .
2-لم ينكح بكراً قط غيري .
3-وجاء جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال : تزوجها فإنها امرأتك .
4-وكنت أغتسل أنا وهو في إناء واحد , ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري .
5-وكان يصلى وأنا معترضة بين يديه , ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري .
6-وكان ينزل عليه الوحي وهو معي , ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري
7-وقبض الله تعالي نفسه وهو بين سحري ونحري .
8-ومات في الليلة التي كان يدور على فيها .
9-ودفن في بيتي .
10- وأنزل الله عزوجل براءتي من السماء .
فالحب أساس العلاقات , ويتوفر بين الزوجين إذا تحدث الزوجان عن مستقبلهما وأحلامهما فهذه من علامات الحبي , وكذلك اللمسة الحانية والنظرة الدافئة , وحفظ الأسرار والاحترام والتقدير والقرب النفسي والجسدي , كل ذلك من علامات الحب الزوجي وهو الحب الحقيقي المطلوب , وخير العلاقات الزوجية ما قام على الحب في الله , لا الحب ن أجل مصلحة دنيوية أو قضاء شهوة إنسانية , بل هو حب مجرد , فيه الإخلاص والصـدق وهو بخلاف حب العاشق كما وصف النبي قيس ليلى فقـال
أحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري
فهذا حب أعمى مرفوض في عالم العلاقات الزوجية .
مقتطفة من كتاب جاسم المطوع
http://www.pic.alfrasha.com/data/media/57/jewelsfasel8.gif
معنى الحب عند الحبيب صلى الله عليه وسلم
لمن اراد ان يعرف معنى الحب الحقيقى غير المزيف
فليبحر مع هذا الموضوع جزى الله الكاتب خير الجزاء
مع زوجته عائشة التي يحبها كثيراً ، يراها تشرب من الكأس فيحرص كل الحرص على أن يشرب من الجهة التي شربت منها، حب حقيقي لا يعرف معنى الزيف ، لإن صار الحب في زماننا اليوم شعاراً ينادى به وكلمات تقذف هنا وهناك فإنها في نفس محمد عليه الصلاة والسلام ذات وقع وذات معنى قل من يدركه ويسعد بنعيمه.
وهو يسابقها في وقت الحرب ، يطلب من الجيش التقدم لينفرد بأم المؤمنين عائشة ليسابقها ويعيش معها ذكرى الحب في جو أراد لها المغرضون أن تعيش جو الحرب وأن تتلطخ به الدماء.
لا ينسى أنه الزوج المحب في وقت الذي هو رجل الحرب.
وفي المرض ، حين تقترب ساعة اللقاء بربه وروحه تطلع الى لقاء الرفيق الأعلى ، لا يجد نفسه إلا طالباً من زوجاته أن يمكث ساعة احتضاره ( عليه الصلاة والسلام ) إلا في بيت عائشة ، لماذا؟ ليموت بين سحرها ونحرها ، ذاك حب أسمى وأعظم من أن تصفه الكلمات أو تجيش به مشاعر كاتب.
ذاك رجل أراد لنا أن نعرف أن الإسلام ليس دين أحكام ودين أخلاق وعقائد فحسب بل دين حب أيضاً ، دين يرتقي بمشاعرك حتى تحس بالمرأة التي تقترن بها وتحس بالصديق الذي صحبك حين من الدهر وبكل من أسدى لك معروفاً او في نفسك ارتباط معه ولو بكلمة ( لا اله إلا الله ، محمد رسول الله ) .
حب لا تنقض صرحه الأكدار ، حب بنته لحظات ودقات قلبين عرفا للحياة حبا يسيرون في دربه.
هي عائشة التي قال في فضلها بأن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وهي بنت أبو بكر رفيق الدرب وصاحب الغار وحبيب سيد المرسلين.
هي عائشة بكل الحب الذي أعطاها إياه ، حتى الغيرة التي تنتابها عليه ، على حبيبها عليه الصلاة والسلام ، غارت يوما من جارية طرقت الباب وقدمت لها طبق وفي البيت زوار لرسول الله من صحابته ، فقال للجارية ممن هذه ، قالت : من ام سلمة ، فأخذت الطبق ورمته على الأرض ، فابتسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لصحابته ، غارت أمكم ! ويأمرها بإعطاء الجارية طبقا بدل الذي كسرته.
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 03:36 PM
رجل عاش لأمته وأراد لها أن تعيش من بعده ، مع سكون الليل وظلمته الحالكة
يقف ليصلي صلاة التائب الخاضع ، يا محمد أليس الله قد غفر لك ما تقدم من
ذنبك وما تأخر ، بلى ولكن ألا أكون عبداًً شكورا ، تلك كلماته وتلك أحاسيسه ،
في ذلك الليل يتذكر أمته ويسكب عليها الدموع وتتطاير من قلبه شرر من شجنه
، يبكي ( أمتي ، أمتي ) ، دموع غالية وقلب مفعم بالمحبة ، هكذا عرفناك وهكذا تذرف العيون في ذكرى فراقك.
علمتنا أن نحب قبل أن نرى على الوجود من نحب ، أحببتنا وما لقيتنا فأحببناك
وشكونا إلى الله ألم فراقك ، أترانا نلتقي يوماً عند حوضك ونشرب من كأس
تُقدمه يداك ، تلك أمنية تحيا بها نفوسنا لكنك علمتنا أن المرء يحشر مع من أحب
، ونحن نرجو من الله أن نُحشر معاك يا حُبنا الخالد.
تمضي عليك الأيام والليالي ونفسك تتوق إلى عقب يخلفك ، يموت أبناءك
فيتطاول عليك الكفار وينادونك بالأبتر ، ويدافع عنك الخالق سبحانه قائلاً
( إنّ شانئك هو الأبتر ).
عرفناك زوجاً محباً ، ورفيقاً مخلصاً ، فكيف تراك تكون وأنت اليوم أب ووالد ، يولد
لك الولد وتسميه ابراهيم ، لعل نفسك تذكرت أبيك ابراهيم الخليل وتقت إلى
أن يكون لابنك عقب بعدد عقب ابراهيم ، ها هي الابتسامة تعلوك ،
أي وجه تعلو الابتسامة كوجهك الشريف ؟
مضى من العمر طويلاً ، وكبر السن وولد صغير يعني شباب جديد لرجل
مفعم بشباب الروح ، لكن الاختبار الجسيم لا يكتمل يا محمد في هذه النهاية
، إنّ الله عز وجل الحكيم كتب في كتابه أمراً غير ذلك.
مات ابراهيم ، مات بكل ما حمله مجيئه من معاني ، ترقبه وهو في لحظات
الموت وتبكي عليه ، إنّّ العين لتدمع وإنا يا ابراهيم على فراقك لمحزنون.
أترى ابراهيم يموت في داخلك ، كيف يموت ؟ وما ماتت خديجة في
داخلك رغم الأيام والسنين
أترى الحب الذي في داخلك يقف حائراً مع من يحب ومن يذكر ، إنّ حبك
امتد لأمتك فكيف يقف اليوم باب ابنك الذي هو قطعة منك.
تحزن ويحق لك أن تحزن ، لأنّ الذي لا يحزن على فراق ابنه ما عرف للحياة
حباً وللرحمة معناً في قلبه ، لكن حبك لا ينسيك أنّك مبلغ عن الله وأنّ أمانة
الرسالة أعظم الأمانات.
حينما ينادي المنادي أن الشمس انكسفت لموت ابنك ، تقف بكل قوة
وصلابة لتقول ( إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا تنكسفان لموت أحد أو حياته ).
أي معنى للحب تعطينا ، عندك الكثير ونحن أشوق للمزيد
00000000000000000
مسح دموع صفية (رضي الله عنها)
_______________
تحكي صفية بنت حيي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حج بنسائه، فلما كان في
بعض الطريق نزل رجل فساق بهن فأسرع، فقال النبي كذلك، سوقك بالقوارير –
يعني النساء – فبينما هم يسيرون برك لصفية بنت حيي جملها، وكانت من
أحسنهن ظهرًا، فبكت وجاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين أخبر بذلك،
فجعل يمسح دموعها بيده، وجعلت تزداد بكاء وهو ينهاها.
إنه لموقف جميل من الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) مع زوجته حين مسح
دمعتها بيده، ثم أمر الناس بالوقوف والنزول، علما بأنه لم يكن يريد أن
ينزل.
ففي هذه القصة فوائد جمة وكثيرة، يستطيع كل زوجين أن يتعاملا مع هذا
الموقف كدستور، ومنهج لحياتهم الزوجية، حتى تصبح سعيدة وجميلة.
فمسح الدموع بيد الزوج نفهمه نحن مواساة ودعما لعواطف ومشاعر الزوجة،
علما بأن سبب البكاء قد ينظر إليه الزوج من ناحيته على أنه سبب تافه،
فالدموع والبكاء من أجل بروك جمل يعد من أحسن الجمال، هذا هو السبب،
ومع ذلك لم يحقر النبي (صلى الله عليه وسلم) مشاعر صفية وعواطفها، بل
احترمها ودعمها وأنزل القافلة كلها من أجلها.
إن النبي (صلى الله عليه وسلم) مسح الدمعة بيده، ولكنا نعرف أثر تمرير
اليد على الخد، ففيه معان كثيرة على الرغم من أنه مسافر، وذاهب إلى
الحج، ونفسية المسافر دائما مستعجلة حتى يصل إلى مراده، ومع ذلك تريث
النبي (صلى الله عليه وسلم) في التعامل مع عواطف المرأة ومشاعرها .
أما الثانية: عن أنس (رضي الله عنه) قال: خرجنا إلى المدينة "قادمين من
خيبر" فرأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) يحوي لها (أي لصفية) وراءه
بعباءة، ثم يجلس عند بعيره، فيضع ركبته، وتضع صفية رجلها على ركبته حتى
تركب عليها..
ففيه بلاغة عظيمة في الاحترام، وإن الغرب اليوم يتفاخرون في احترام
المرأة، فيفتح لها الرجل باب السيارة، بينما حبيبنا محمد (صلى الله عليه
وسلم) وضع ركبته لزوجته، وهو أعظم من تصرفهم وأبلغ.
فحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم) يعلم البشرية أسس الاحترام وآدابه،
وليس هذا خاصا بالإنسان، بل حتى مع الحيوان. فالاحترام منهج وسلوك يعمل
به الشرفاء
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 03:49 PM
المرأة في بيت النبوة
لقد عاشت المرأة المسلمة في البيت النبوي عيشة كريمة ، مرتاحة الضمير ، متمتعة ً بقدر كبير من الحرية والاحترام.
عاشت عزيزة ، كريمة ، مصانة ، غير مهانة ، ولا محتقرة ، ولا مستخف بها ، ولا تزدري ، ولا تكلّف بما لا تطيق ، ولا تحرم من إبداء رأيها والإفصاح عما يجول في خاطرها .
قال ابن كثير رحمه الله : \" وكان من أخلاقه (صلى الله عليه وسلم ) أنه جميل العشرة ، دائم البشر يداعب أهله ، ويتلطف بهم ، ويوسعهم نفقته ، ويضاحك نساءه ، حتى أنه كان يسابق عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها ، يتودّد إليها بذلك . قالت : \"هذه بتلك \"
ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ؛ ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها .
وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد ، يضع عن كتفيه الرداء ، وينام بالإزار .
وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله ، يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام ، يؤانسهم بذلك ( صلى الله عليه وسلم ) . وقد قال الله تعالى ** لَّقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ** .
فما أحسن عشرة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لأزواجه ، وما ألطفه بهن وأحلمه عليهن وأكرمهن لهن ( صلى الله عليه وسلم ) .
وانظر إلى هذا الموقف العظيم الذي يبين مكانه المرأة في بيت النبوة ، ويبين أيضاً لطف النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بنسائه وحبّ نسائه له عليه الصلاة والسلام .
فقد روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله عليه ( صلى الله عليه وسلم ) قال لها : \" إني لأعلم إذا كنت راضية ، وإذا كنت عليّ غضبي \" قالت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال : \" أما إذا كنت عني راضية ، فإنك تقولين : لا وربّ محمد ، وإذا كنت غضبي قلت : لا وربّ إبراهيم \" قالت : أجل والله يا رسول الله ، ما أهجر إلا اسمك \" [متفق عليه ].
إن هذه الكلمات الدافئة و المشاعر الفياضة ، والحنان التام حق من حقوق المرأة على زوجها ، فلماذا لا تطالب بعض النساء بهذا الحق الذي لهن ، بينما تطالب بأمور أخرى لا يقرها الشرع ؛ كالتبرج والاختلاط والنزول إلى مجتمعات الرجال ومجاورتهم في مكاتبهم و مصانعهم ومعاملهم مدعية ً مشورتها ورغبتها في كثير ٍ من الأمور .
فعن جابر رضي الله عنه ، أن عائشة رضي الله عنها في حجة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) – وساق حديثا ً قال فيه - :\" وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رجلا ً سهلا ً ، إذا هويت الشيء تابعها عليها\" [ رواه مسلم ].
وكان ( صلى الله عليه وسلم ) يعلم رقة النساء ، وصدق مشاعرهن ، ورهافة حسهن ، ولذلك كان يرفق بهن ويحترم رغباتهن .
فعن عائشة زوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قالت : دخل الحبشة المسجد يلعبون ، فقال لي :\" أتحبين أن تنظري إليهم ؟\" فقلت : نعم ، فأسندت وجهي على خده . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : \"حسبك\" فقلت : يا رسول الله لا تعجل . فقام لي . ثم قال لي : \" حسبك \" فقلت : لا تعجل يا رسول الله . قالت : وما لي حبّ النظر إليهم ، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي \"
إنه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، أعظم إنسان عامل امرأة ً تلك المكانة من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
فإذا لم تكن هذه المرأة سعيدة فمن السعيدة إذن ؟ وإذا لم تكن حرة فمن الحرة إذن ؟
هل الحرية في التمرد على الدين والأخلاق و المبادئ ؟
هل الحرية في التهتك ، والتبرج ، و التعري ، و الفجور ؟
هل الحرية في ذبح العفاف ، ووأد الفضيلة ، وقتل الغيرة ؟
إن الحرية الحقيقة هي ما كانت تعيشه زوجات النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في ظل هذا الزوج العظيم .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : والله إن كنّا في الجاهلية ما نعدُّ النساء أمرًا – أي لا نرى لهن شأنّا – حتى أنزل الله فيهن ما أنزل ، وقسم ، فبينما أنا في أمرأئتمره ، إذ قالت لي امرأتي : لو صنعت كذا وكذا ، فقلت لها : ومالك ِ أنت ولما ها هنا ؟ وما تكلُّف في أمر ٍ أريده ؟ فقالت لي : عجبا ً لك يا ابن الخطاب ! ما تريد أن تراجع أنت ، وإن ابنتك لتراجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، حتى يظل يومه غضبان !!
فلما سمع عمر ذلك ، أخذ رداءه وخرج حتى دخل على حفصه ابنته فقال لها : يا بنية ! إنك لتراجعين رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى يظل يومه غضبان ؟ فقالت : والله إنا لنراجعه . قال : تعلمين أني أحذرك عقوبة الله و غضب رسوله . يا بنية ! لا يغرنك هذه التي قد أعجبها حسنها ، وحبُّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إيِّاها – يعني عائشة رضي الله عنها – ثم دخل عمر على أمًّ سلمة رضي الله عنها : عجباً لك يا ابن الخطاب ! قد دخلت في كل شيء حتى تبتغي أن تدخل بين رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وبين أزواجه . قال : فأخذتني أخذا ً ، كسرتني عن بعض ما كنت أجد ، فخرجت من عندها ..\"
هكذا كان يعامل النبي (صلى الله عليه وسلم) أزواجه ويصبر عليهن ويحتمل أذاهن ، حتى إن إحداهن لتراجعه حتى يظل يومه غضبان .
وفي صلح الحديبية لما فرغوا من قضية الكتاب ، قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لأصحابه : \" قوموا فانحروا ، ثم احلقوا \" فلم يقم منهم رجل ، حتى قال ذلك ثلاث مرات فلم يقم منهم أحد ، لشدة حزنهم على ما جاء في بنود هذا الصلح .
فماذا فعل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ هل استشار في أمرهم أبا بكر؟ ها استشار كبار الصحابة ؟ لا ، ولكنه دخل على زوجه أم سلمة رضي الله عنها ، فذكر لها ما لقي من الناس ، وكانت امرأة حكيمة ، فقالت : يا نبي الله ! اخرج ، ثم لا تكِّلم أحداً منهم كلمة ، حتى تنحر بُدنك ، و تدعو حالقك فيحلقك ، فخرج فلم يكلم أحداً منهم ، حتى فعل ذلك ؛ نحر بدنه ، ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضا ً ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غمًّا .
هذا هو فجر الحرية الحقيق للمرأة المسلمة ؛ بأن يستشيرها قائد الأمة في شيء يخص المسلمين ، ثم يعمل بمشورتها وينزل على رأيها .
إن ميثاق تحرير المرأة عقد يوم نزل الوحي على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في مكة ، فنشأ بذلك عهد جديد حصلت فيه المرأة على كافة حقوقها ..
إن ميثاق تحرير المرأة نشأ يوم قال عليه الصلاة والسلام : \" حبب إلي من دنياكم النساء...\"
ويم قال عليه الصلاة والسلام : \" اللهم إني أحرّجُ حقّ الضعيفين : اليتيم و المرأة \"
ويوم قال ( صلى الله عليه وسلم ) : \" لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ، ثم يجامعها في آخر النهار \" .
ويم قال ( صلى الله عليه وسلم ) :\" خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي \"
ويوم قال عليه الصلاة والسلام :\" الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة \"
ويوم قال عليه الصلاة والسلام خطيباً في حجة الوداع وسط أكثر من مائة ألف حاج قائلاًَ :\" ...فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله\"
ويوم قال عليه الصلاة والسلام :\" من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقّه مائل \"
ويوم قال عليه الصلاة والسلام :\" لا تضربوا إماء الله\"
ويوم قال عليه الصلاة والسلام :\" إنك مهما أنفقت عل أهلك ؛ فإنك تؤجر عليها ، حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك \"
ويوم قال عليه الصلاة والسلام :\" استوصوا بالنساء خيراً \"
ويوم قال عليه الصلاة والسلام :\"إن الرجل إذا سقى امرأته من الماء أُجر\"
هذا هو التحرير الحقيقي للمرأة؛ زوج يحب زوجته ، ويلطف بها ، ويعطف عليها ، ويرحمها ، ويقوم بنفقتها ، ويقدر مشاعرها، ويطعمها مما يطعم ، ويكسوها إذا اكتسى ، لا يشتم ولا يلعن ولا يقبح ولا يذم ؛ بل يرفع اللقمة إلى فيها فيطعمها ، ويناولها كأس الماء فيرويها، ويقوم بحاجتها النفسية والثقافية والاجتماعية والصحية ، كل ذلك في بيتها درة مصونة ، ولؤلؤة مكنونة لا تطمع في النظر إليها الأعين ، ولا تتخيل ملامستها الأيدي ، ولا تجرؤ على النيل منها الألسن .
هذا هو التحرير الحقيقي للمرأة لا ما يدعوها إليه ضعاف النفوس الذين لا يريدون الخير للمرأة وإنما يريدونها أن تكون كالمرأة الغربية جسداً بلا روح ، ودمية تتداولها الأيدي فترة من الزمان ثم ما تلبث أن يلقى بها في غياهب النسيان تصارع من أجل البقاء فلا تجد يداً حانية تمتد إليها في وقت ضعفها وكبرها ، ولا تجد يداً تستمع لشكواها وتتألم لآلامها وتهتم لهمومها ، ولا تجد عيناً تنظر إليها نظرة عطف وحنان وتقدير بعدما فقدت شبابها الذي كانوا يتهافتون عليها من أجله.
من بيت النبوة000بيت لا كالبيوت..!!
ذلك بيت الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم تسليماً كثيراً
علنا نتأدب بأدب الحبيب ، و نزداد علماً بما يجب أن نكون عليه في بيوتنا ،
و نتقرب إلى الله بالتأسي برسول الله صلى الله عليه و سلم مع من نحب من زوجات و أزواج .
جاء في صحيح مسلم :
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :
جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا.
قالت الأولى: زوجي لحم جمل غث على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل .
قالت الثانية : زوجي لا أبث خبره إني أخاف أن لا أذره إن أذكره أذكر عجره وبجره .
قالت الثالثة : زوجي العشنق إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق .
قالت الرابعة : زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة.
قالت الخامسة : زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد .
قالت السادسة : زوجي إن أكل لف وإن شرب اشتف وإن اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث .
قالت السابعة : زوجي غياياء أو عياياء طباقاء كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كلا لك .
قالت الثامنة : زوجي الريح ريح زرنب والمس مس أرنب .
قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من النادي .
قالت العاشرة : زوجي مالك وما مالك مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .
قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع فما أبو زرع
أناس من حلي أذني وملأ من شحم عضدي وبجحني فبجحت إلي نفسي
وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق
فعنده أقول فلا أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقنح،
أم أبي زرع فما أم أبي زرع عكومها رداح وبيتها فساح ،
ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع مضجعه كمسل شطبة ويشبعه ذراع الجفرة ،
بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها ،
جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع لا تبث حديثنا تبثيثا ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ولا تملأ بيتنا تعشيشا .
قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها ،
فنكحت بعده رجلا سريا ركب شريا وأخذ خطيا وأراح علي نعما ثريا وأعطاني من كل رائحة زوجا، قال : كلي أم زرع و ميري أهلك .
فلو جمعت كل شيء أعطاني ما بلغ أصغر آنية أبي زرع .
قالت عائشة رضي الله عنها : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كنت لك كأبي زرع لأم زرع ".
متفق عليه . أخرجه البخاري في صحيحه ، باب : حسن المعاشرة مع الأهل .
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 03:53 PM
أدب راقي في تعامل الحبيب مع زوجاته
محمد جلال كشك رحمه الله
الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاً :
· كان يحب المرأة .. إنسانا ً.. وأُمّا ً.. وزوجة .. وبنتاً.. وشريكة في الحياة .
سئل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال :[ أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أبوك] .
وقال : [ من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله ] .
وأمر الذين سألوه .. أن يزوجوا ابنتهم للفقير الذي تحبه ، لا للغني الذي يريدونه.
وكان صلوات الله عليه يقبّل عائشة ، وإذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب .. وكان يتكئ في حجرها ، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها وكان يقبلها وهو صائم .. وزاحمته على الخروج من باب المنزل .
وغضب مرة مع عائشة فقال لها: هل ترضين أن يحكم بيننا أبوعبيدة بن الجراح ؟ فقالت: لا .. هذا رجل لن يحكم عليك لي ، قال: هل ترضين بعمر؟ قالت: لا..
أنا أخاف من عمر .. قال : هل ترضين بأبي بكر ( أبيها )؟ قالت : نعم ..
فجاء أبو بكر ، فطلب منه رسول الله أن يحكم بينهما.. ودهش أبو بكر وقال :
أنا يا رسول الله ؟ ثم بدأ رسول الله يحكي أصل الخلاف .. فقاطعته عائشة قائلة :
( اقصد يا رسول الله ) أي قل الحق .. فضربها أبو بكر على وجهها فنزل الدم من أنفها ، وقال : فمن يقصد إذا لم يقصد رسول الله ، فاستاء الرسول وقال : ما هذا أردنا .. وقام فغسل لها الدم من وجهها وثوبها بيده .
وكان إذا غضبت زوجته وضع يده على كتفـها وقال : [ اللهم اغفر لها ذنبـها وأذهب غيظ قلبها ، وأعذها من الفتن ] .
وتغضب عمر على زوجته ، فتراجعه ، فأنكر أن تعارضه ، فقالت زوجته : ( لماذا تنكر أن أراجعك ، فو الله إن زوجات النبي _صلى الله عليه وسلم _ ليراجعنه ، وتهجره إحداهن إلى الليل ) .
وكان إذا دخل على أهله ليلاً سلم تسليماً لا يوقظ النائم ويسمع اليقظان .
وكره أن يفاجئ الرجل زوجته إذا عاد من السفر فجأة .. بل يبعث لها من يبلغـها بوصوله .
دخل أبو بكر عليه وهو مغطَّى بثوبه ، وفتاتان تضربان بالدف أمام عائشة فاستنكر ذلك ، فرفع النبي الغطاء عن وجهه وقال : دعهما يا أبا بكر ، فإنها أيام عيد .
واتكأت عائشة على كتفه تتفرج على لعب الحبشة بالحراب في مسجد رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ حتى سئمت .
وهو القائل صلى الله عليه وسلم : [ من عال جاريتـين جاء يوم القيـامة أنا وهو كهاتين ] وضم أصابعه أي متساويين أو متجاورين .
رفض أن يعزل إلا بموافقة المرأة ، فليس من حق الرجل أن يتخذ هذا القرار بمفرده، ولا له أن يتصـور المرأة مجرد أداة لإشباع رغبته الجنسية ، وليس ثمّة إهانة لامرأة أكبر من رجل لا يريدها أن تحمل منه وهي تريد .
قال :[ الدنيا متاع .. وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ] وقال : [ إن أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة : الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي اإليه ثم ينشر سرها] . صلى الله عليه وسلم
http://www.pic.alfrasha.com/data/media/57/jewelsfasel8.gif
هل أنتِ غضبى على زوجك؟؟00فوائد قيمة00
قالت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عليّ غضبى ! )) .
فقلت : من أين تعرف ذلك ؟
فقال : (( إذا كنت راضية فإنك تقولين : لا ورب محمد ، وإذا كنت عليّ غضبى قلت : لا ورب إبراهيم )) .
ماأكثر الإشارات في هذا الحديث الشريف إلى رفق الرسول صلى الله عليه وسلم بالمرأة ، وعطفه عليها ، وتكريمه لها .
فالحديث يشير إلى أنه صلى الله عليه وسلم وهو النبي الرسول، لا يأبى أن تكون زوجه عليه غضبى ، وليس قليلا ماتكون غضبى كما يفهم من الحديث.
وفي هذا توجيه لأزواج اليوم الذين يستنكرون أن تكون زوجاتهم عليهم غضبا وات ولا يتقبلون استرضاءهن.
والإشارة الثانية في إفصاح النبي صلى الله عليه وسلم عن سر معرفته لحال كون عائشة غضبى أو راضية ، وبقولٍ فيه من الدعابة مالا يخفى ، فهو صلى الله عليه وسلم لم يقل مباشرة :إذا كنت عنّي راضية تقولين : لاورب محمد ، وإذا كنت عليّ غضبى تقولين : لا ورب إبراهيم بل بدأ حديثه لهابقوله : (( إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عليّ غضبى )) ليثير فيها الرغبة في معرفة سر علمه بكل حال من حاليها ، ويدفعها إلى مشاركته الحوار بالبدء بسؤاله عن سر معرفته هذه . وهذا ماكان فعلا ً ، فقد سألته عائشة– رضي الله عنها : من أين تعرف ذلك ؟ وربما أنه صلى الله عليه وسلم أخبر عائشة – رضي الله عنها- بهذا الحديث في
حال غضبها ليخرجها منه ويسترضيها .
فأي رفق أعظم من هذا الرفق ، وأي إكرام للمرأة أبلغ من هذا الإكرام !!
وممن ؟ من سيد البشر أجمعين وخاتم الأنبياء والمرسلين .....!!
أفيأنف أحد بعد هذا ، من مغاضبة زوجته له ، ويعظم في نفسه استرضاؤه لها ؟!
فوائد مما سبق :
1- أعظم رجل هو محمد صلى الله عليه وسلم .
2- إذا أردت الشفقة والرحمة والعطف فاطلبيها في دين الله وذلك بإتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم .
3 رسولنا الكريم هو رسول الرحمة للعالمين والناس أجمعين .
4- حب الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته .
5- تواضعه صلى الله عليه وسلم وذلك بطلب رضا عائشة رضي الله عنها عليه .
6- أدبه صلى الله عليه وسلم وذلك جلي بحواره مع عائشة رضي الله عنها ومناقشته لها .
7- الغضب منه ماهو محمود ومنه ماهو مذموم ، فالغضب لله ومن أجل الله محمود .
8- الطريقة المثلى في حل المشاكل العائلية ، وكيفية التعامل مع كل مايواجه الإنسان .
9- فضيلة الإقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم .
............
من كتاب : رسالة إلى مؤمنة
للكاتب : محمد رشيد العويد
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 03:56 PM
رسول الله صلى الله عليه وسلم جميل العشرة
لم تعرف المرأة عشرة زوجية بالمعروف -كما تعنيه هذه العشرة من كمال لأحد من البشر- كما عرفته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، المبين للقرآن بحاله وقوله وأفعاله.
حيث " كان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم معهن أنه جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله ويتلطف بهم، ويوسعهم نفقته، ويضاحك نساءه، حتى أنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها - في البرية في بعض سفراته يتودد إليها بذلك، قالت: " سابقني رسول الله فسبقته فلبثت حتى إذا أرهقني اللحم أي سمنت سابقني فسبقني فقال : هذه بتلك يشير إلى المرة الأولى "
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 377
وكان يجمع نساءه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها، وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام يؤنسهم بذلك صلى الله عليه وسلم " قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى "
ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم معيار خيرية الرجال في حسن عشرة الزوجات فقال: "خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي "
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: حسن غريب صحيح - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3895 .
وذلك لأن التَّصنُّع والتظاهر بمكارم الأخلاق يضعف حين يشعر الإنسان بأن له سلطة ونفوذاً ثم يشتد ضعفاً حينما تطول معاشرته لمن له عليه السلطة، فإذا ظل الإنسان محافظًا على كماله الخُلقي في مجتمع له عليه سلطة، وله معه معاشرة دائمة ومعاملة مادية وأدبية، فذلك من خيار الناس أخلاقًا.
فإن كان النبي صلى الله عليه سلم خير الناس لأهله، فإن معاشرته لهم لا بد أن تكون مثالية حقًا، في كل ما تعنيه الخيرية من كمال خُلُقي في السًّلوك، والتَّعامل الأدبي، والتعاملي؛ من محبة وملاعبة، وعدل ورحمة، ووفاء، وغير ذلك مما تقتضيه الحياة الزوجية في جميع أحوالها وأيامها، كما أوضحت ذلك كتب السنة والشمائل والسيرة، وذلك هو ما دلت عليه السنة المشرفة بأحاديثها الكثيرة من سلوكه صلى الله عليه وسلم معهن ومعاملته لهن.
(أ) فعن محبته لهن يحدِّث أنس بن مالك - رضي الله عنه - فيقول:
1- " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حُبِّبَ إليَّ من الدنيا: النساء والطيب وجعل قرة عيني فـــــي الصلاة" الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده قوي - المحدث: الذهبي - المصدر: ميزان الاعتدال - الصفحة أو الرقم: 2/177
.
2- وسأله عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قائلا: " أي الناس أحب إليك ؟ قال : ( عائشة ) . قلت : من الرجال ؟ قال : ( أبوها ) . قلت : ثم من ؟ قال : ( عمر ) . فعد رجالا ، فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم ))
الراوي: أبو عثمان النهدي - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4358
.
(ب) وأما ملاعبته أهله فتحدثنا عنها عائشة - رضي الله عنها - فتقول:
1- كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان لي صواحب يلعبن معي ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه ، فيسربهن إلي فيلعبن معي
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 283
2- وقالت عائشة -رضي الله عنها - رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر - رضي الله عنه - فقال النبي صلى الله عليه وسلم " دعهم، أمنًا بني أرفِدة " يعني من الأمن.
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3529.
وفي لفظ قالت: " لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم علـى باب حِجرتي، - والحبشة يلعبون بِحِرابهم، في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم - يسترني بردائه، لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقوم من أجلي حتى أكونَ أنا الَّتي أنصرف ، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن، الحريصة على اللهو " .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 892
3- وقد مر حديث مسابقته صلى الله عليه وسلم لعائشة - رضي الله عنها - الدال على لعبه صلى الله عليه وسلم مع نسائه بنفسه الشريفة تلطُّفًا بهن، وتأنيسًا لهن، لكريم عشرته وعظيم رأفته ورحمته.
4- ومن حسن عشرته وكريم خُلقه صلى الله عليه وسلم ما أفادته السيدة عائشة - رضي الله عنها - بقولها: "كنت أشرب وأنا حائض . ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم . فيضع فاه على موضع في . فيشرب . وأتعرق العرق وأنا حائض . ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم . فيضع فاه على موضع في . ."
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 300
وفي رواية: " كنت أتعرق العَرْق وأنا حائض فأعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع فمه في الموضع الذي وضعت فمي فيه، وكنت أشرب من القدح فأناوله إياه فيضع فمه في الموضع الذي كنت أشرب". أبو داود.
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 03:57 PM
الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكرم زوج وأحناه
الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاً :
- كان يحب المرأة .. إنسانا ً.. وأُمّا ً.. وزوجة .. وبنتاً.. وشريكة في الحياة .
- سئل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال :[ أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أبوك] .
وقال : [ من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله ] .
وأمر الذين سألوه .. أن يزوجوا ابنتهم للفقير الذي تحبه ، لا للغني الذي يريدونه.
وكان صلوات الله عليه يقبّل عائشة ، وإذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب ..
وكان يتكئ في حجرها ، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها وكان يقبلها وهو صائم ..
وزاحمته على الخروج من باب المنزل .
~~~~~~~~~~~
وغضب مرة مع عائشة فقال لها: هل ترضين أن يحكم بيننا أبوعبيدة بن الجراح ؟ فقالت: لا ..
هذا رجل لن يحكم عليك لي ، قال: هل ترضين بعمر؟ قالت: لا.. أنا أخاف من عمر ..
قال : هل ترضين بأبي بكر ( أبيها )؟ قالت : نعم ..
فجاء أبو بكر ، فطلب منه رسول الله أن يحكم بينهما.. ودهش أبو بكر وقال :
أنا يا رسول الله ؟ ثم بدأ رسول الله يحكي أصل الخلاف .. فقاطعته عائشة قائلة :
( اقصد يا رسول الله ) أي قل الحق .. فضربها أبو بكر على وجهها فنزل الدم من أنفها ،
وقال : فمن يقصد إذا لم يقصد رسول الله ، فاستاء الرسول وقال : ما هذا أردنا ..
وقام فغسل لها الدم من وجهها وثوبها بيده .
وكان إذا غضبت زوجته وضع يده على كتفـها وقال : [ اللهم اغفر لها ذنبـها وأذهب غيظ قلبها ، وأعذها من الفتن ] .
وتغضب عمر على زوجته ، فتراجعه ، فأنكر أن تعارضه ، فقالت زوجته :
( لماذا تنكر أن أراجعك ، فو الله إن زوجات النبي _صلى الله عليه وسلم _ ليراجعنه ، وتهجره إحداهن إلى الليل ) .
وكان إذا دخل على أهله ليلاً سلم تسليماً لا يوقظ النائم ويسمع اليقظان .
وكره أن يفاجئ الرجل زوجته إذا عاد من السفر فجأة .. بل يبعث لها من يبلغـها بوصوله .
دخل أبو بكر عليه وهو مغطَّى بثوبه ، وفتاتان تضربان بالدف أمام عائشة فاستنكر ذلك ،
فرفع النبي الغطاء عن وجهه وقال : دعهما يا أبا بكر ، فإنها أيام عيد .
واتكأت عائشة على كتفه تتفرج على لعب الحبشة بالحراب في مسجد رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ حتى سئمت .
وهو القائل صلى الله عليه وسلم : [ من عال جاريتـين جاء يوم القيـامة أنا وهو كهاتين ]
وضم أصابعه أي متساويين أو متجاورين .
رفض أن يعزل إلا بموافقة المرأة ، فليس من حق الرجل أن يتخذ هذا القرار بمفرده،
ولا له أن يتصـور المرأة مجرد أداة لإشباع رغبته الجنسية ،
وليس ثمّة إهانة لامرأة أكبر من رجل لا يريدها أن تحمل منه وهي تريد .
- و قال :[ الدنيا متاع .. وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ] وقال :
[ إن أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة : الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي اإليه ثم ينشر سرها] .
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:00 PM
الجانب العاطفي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
إن الناظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد أن رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم كان يقدر المرأة (الزوجة) ويوليها عناية فائقة، ومحبة لائقة.
ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية. فتجده أول من يواسيها.. يكفكف دموعها.. يقدر مشاعرها.. لايهزأ بكلماتها.. يسمع شكواها.. ويخفف أحزانها.. ولعل الكثير يتفقون معي أن الكتب الأجنبية الحديثة التي تعنى بالحياة الزوجية تخلو من الأمثلة الحقيقية, ولا تعدو أن تكون شعارات على الورق!!
وتعجز أكثر الكتب مبيعًا في هذا الشأن أن تبلغ ما بلغه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. فهاك شيئًا من هذه الدراري:
• الشرب والأكل في موضع واحد: لحديث عائشة رضي الله عنها: كنتُ أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ, وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ. رواه مسلم • الاتكاء على الزوجة: لقول عائشة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض. رواه مسلم • تمشيط شعره: لقول عائشة رضي الله عنها: ليدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وهو في المسجد فأرجّله. رواه مسلم • التنزه مع الزوجة ليلا: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث . رواه البخاري • مساعدتها في أعباء المنزل: سئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان في مهنة أهله . رواه البخاري • يهدي لأحبتها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يقول: أرسلوا بـها إلى أصدقاء خديجة. رواه مسلم.
• يمتدحها: لقوله صلى الله عليه وسلم: إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . رواه مسلم • يسرّ إذا اجتمعت بصويحباتها: قالت عائشة: كانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يتغيبن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يُسربـهن إلي (يرسلهن إلي). رواه مسلم
• يعلن حبها: قوله صلى الله عليه وسلم عن خديجة "إني رزقت حُبها ". رواه مسلم • ينظر إلى محاسنها: لقوله صلى الله عليه وسلم: "لايفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها آخر." رواه مسلم • إذا رأى امرأة يأت أهله ليرد ما في نفسه: لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه" رواه مسلم • لا ينشر خصوصياتها حين يفضي إليها: قال صلى الله عليه وسلم: إن من أشر الناس عند الله منزله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها. رواه مسلم
• التقبيل: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم. رواه مسلم • التطيب في كل حال: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم. رواه مسلم
• يرضى لها بالهدايا: عن عائشة رضي الله عنها قالت: أن الناس كانوا يتحرون بـهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم
• يعرف مشاعرها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: أنى لأعلم اذا كنت عنى راضية واذا كنت عنى غضبى ..أما اذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد ., واذا كنت عنى غضبى قلت : لا ورب ابراهيم؟؟ رواه مسلم • يحتمل صدودها: عن عمر بن الخطاب قال: صخبت علىّ امرأتي فراجعتني, فأنكرت أن تراجعني! قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه, وإن أحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. رواه البخاري • لايضربها: قالت عائشة رضي الله عنها: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا " صحيح ابن ماجه
• يواسيها عند بكائها: كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر, وكان ذلك يومها, فأبطت في المسير, فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكي, وتقول حملتني على بعير بطيء, فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها, ويسكتها.." رواه النسائي
• يرفع اللقمة إلى فمها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك" رواه البخاري
• إحضار متطلباتها: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أطعم إذا طعمت وأكسِ إذا اكتسيت" رواه الحاكم وصححه الألباني
• الثقة بها: نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا, أن يخونـهم, أو يلتمس عثراتـهم رواه مسلم
• المبالغة في حديث المشاعر: للحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث منها: الرجل يحدث امرأته, والمرأة تحدث زوجها. رواه النسائي
• العدل مع نسائه: لحديث " من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى, جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل" رواه الترمذي وصححه الألباني
• يتفقد الزوجة في كل حين: عن أنس رضي الله عنه قال "كان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار." رواه البخاري
• لايهجر زوجته أثناء الحيض: عن ميمونة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم يباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ. رواه البخاري
• يتفكه من خصام زوجاته: قالت عائشة: دخلت علىّ زينب وهي غضبى فقال رسول الله دونك فانتصري, فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبست ريقها في فيها فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل" رواه ابن ماجه
• يصطحب زوجته في السفر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه, فآيتهن خرج سهمها خرج بـها. متفق عليه
• مسابقته لزوجه: عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: تعالي أسابقك, فسابقته, فسبقته على رجلي. وسابقني بعد أن حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل يضحك وقال هذه بتلك! رواه ابو داود
• تكنيته لها: أن عائشة قالت يارسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسائك لها كنية غيري فكناها "أم عبد الله" رواه احمد
• يروي لها القصص: كحديث أم زرع. رواه البخاري
• يشاركها المناسبات السعيدة: قالت عائشة - رضي الله عنها " مررت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم من الحبشة يلعبون بالحراب، فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليهم، ووقفت خلفه فكنت إذا أعييت جلست، وإذا قمت أتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم" أخرجه البخاري
• احترام هواياتها وعدم التقليل من شأنها: عن عائشة رضي الله عنها "كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسر بـهن فيلعبن معي " الأدب المفرد
• إضفاء روح المرح في جو الأسرة: عن عائشة رضي الله عنها قالت: زارتنا سوده يومًا فجلس رسول الله بيني وبينها , إحدى رجليه في حجري , والأخرى في حجرها , فعملت لها حريرة فقلت: كلي! فأبت فقلت: لتأكلي , أو لألطخن وجهك, فأبت فأخذت من القصعة شيئًا فلطخت به وجهها , فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد مني, فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهي, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك. رواه النسائي
• إشاعة الدفء: عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلّ يوم إلا وهو يطوف على نسائه فيدنو من أهله فيضع يده, ويقبل كل امرأة من نسائه حتى يأتي على آخرهن فإن كان يومها قعد عندها. طبقات ابن سعد ج 8 / 170
• لا ينتقصها أثناء المشكلة: عن عائشة رضي الله عنها تحكى عن حادثة الإفك قالت: إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي ، كنت إذا اشتكيت رحمني ، ولطف بي ، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك فأنكرت ذلك منه كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني قال: كيف تيكم؟ لا يزيد على ذلك. رواه البخاري
•يرقيها في حال مرضها: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم اذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات. رواه مسلم
• يمتدح من يحسن لأهله: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: خياركم خيارُكم لنسائهم. رواه الترمذي وصححه الألباني
• يمهلها حتى تتزين له: عن جابر قال " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فلما رجعنا ذهبنا لندخل, فقال : " أمهلوا حتى ندخل ليلا -أي: عشاء- حتى تمتشط الشعثة , وتستحد المغيبة" رواه النسائي
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:04 PM
العيد في بيت النبوة000
د. خالد بن عبد الرحمن الشايع
في يومٍ بهيج من أيام المدينة النبوية... وفي صباح عيدٍ سعيد... كان البيت النبوي وما حوله يشهد مظاهر الاحتفال بالعيد، على مرأى وعلم من سيد البشر محمد عليه الصلاة والسلام ، حيث كان الجميع يعبر عن فرحته بالعيد، ويحرص أن تكون احتفاليته تلك بمشهد من النبيِّ الكريم ، حباً وشوقاً وتكريماً له عليه الصلاة والسلام.
* أما في داره الشريفة فتحدثنا عن ذلك عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فتقول: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "دعهما " فلما غفل غمزتهما فخرجتا.
* وغير بعيد من الحجرة الشريفة كانت هنالك احتفالية أخرى تحدثنا عنها عائشة متممةً لسياق حديثها المتقدم فتقول:
وكان يوم عيد يلعب السودان بالدِّرَق والحِرَاب، فإما سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وإما قال: "تشتهين تنظرين"؟ فقلت: نعم ، فأقامني وراءه ، خَدِّي على خدِّه ، وهو يقول: " دونكم يا بني أرفدة " (لقبٌ للحبشة) حتى إذا مَلِلْتُ قال: "حسبك" قلت: نعم، قال: "فاذهبي" رواه البخاري ومسلم في كتاب العيدين من صحيحهما واللفظ للبخاري.
* وفي موضع آخر قريبٍ من الحجرة النبوية تنشأ احتفالية بهيجة بالعيد تولى شأنها عدد من الأطفال في أناشيد رائقة وبديعة في مدح النبي عليه الصلاة والسلام:
تقول عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً فسمعنا لَغَطاً وصوت صبيان! فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا حبشية تزفن (تتمايل وتلعب) والصبيان حولها، فقال: "ياعائشة تعالي فانظري" فجئتُ فوضعتُ لحيي على منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: "أما شبعت؟ أما شبعت؟" قالت: فجعلت أقول: لا ؛ لأنظر مَنْزلتي عنده، إذ طلع عمر ، قالت: فارفضَّ الناسُ عنها، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأنظر إلى شياطين الإنس والجن قد فرُّوا من عمر" قالت: فرجعت. رواه الترمذي.
* وعندما نحاول معرفة طرف من تلك الأناشيد وكلماته فإنها كانت بلغاتهم، حتى إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يستفهم عن معانيها ، ففي المسند وصحيح ابن حبان عن أنس بن مالك أن الحبشة كانوا يزفنون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتكلمون بكلام لا يفهمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يقولون"؟ قالوا: يقولون: محمد عبدٌ صالح.
* * * *
** استنبط العلماء مما تقدم فوائد عديدة منها:* مشروعية التوسعة على العيال في أيام الاعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس وترويح البدن ، وإذا كان الشخص بسبب كبره أو مكانته ووقاره لا يميل إلى الترويح والترفيه وهذا لائقٌ به،إلا أن الآخرين وخاصة الأهل والأولاد ومن هم في مقتبل العمر يحبون ذلك ويميلون إليه ، فينبغي أن يمكَّنوا من هذا الرغبة الفطرية في إطار ما أباحته الشريعة.
* وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدِّين ، ولذلك لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم غناء الجاريتين الصغيرتين لم يمنعهما بل أقرهما، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع أبا بكر يريد منعهما قال: "دعهما" وفي رواية أخرى قال:" " يا أبا بكر، إن لكل قومٍ عيداً، وهذا عيدنا "وفي رواية في المسند أنه صلى الله عليه وسلم قال يومئذ: " لِتَعْلَمَ اليهود أنَّ في ديننا فسحة، إني أُرسلت بحنيفية سمحة ".
* وفيه الرفق بالمرأة واستجلاب مودتها، فإنها مجبولةٌ على المشاعر المرهفة والعواطف الرقيقة، ويحصل ذلك بتلبية رغباتها الفطرية ومطالبها الاعتيادية ما دامت مباحة، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في هذا الباب وبيوته الكريمة زاخرة بمظاهر الإحسان والتودد والوفاء لأمهات المؤمنين. وفي مشهد التقارب والتآلف الذي وصفته أم المؤمنين "خَدِّي على خدِّه" وما يتضمنه من التلاحم الوجداني والتواصل الروحي ما يؤكد أن العيد فرصة للملمة ما لعله يكون تبعثر من أجزاء الصورة الزاهية لبيت الزوجية
* في وقوف المصطفى صلى الله عليه وسلم مع عائشة وهو من يُعرف عظيم قدره وجلال شأنه وضخامة مسئولياته من أجل لهو عائشة وترويحها عن نفسها درس للآباء والإخوة والأزواج من أجل تحقيق هذه التوجه لدى الفتيات ، ولذا كانت عائشة تقول : فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو. أي: قدِّروا رغبتنا في ذلك إلى أن تنتهي الواحدة منا وتقضي نهمتها من ذلك. وقد وجد بالاستقراء أن التحجير على الأهل والذرية ومنعهم من نيل حاجاتهم من الترفيه والترويح يرجع بنتائج عكسية وبخاصة في المجال النفسي والاجتماعي.
* إن انشغال الشخص باللهو والترفيه لا ينبغي أن ينسيه المنهج الشرعي والتربوي الذي ينبغي التحلي به ، فاللهو والفرح لا يبرر ارتكاب المحرمات ولا الإخلال بالواجبات ولا التسبب في أذى أحد من الناس ، وهذا ما تلمح إليه السيدة عائشة في قولها:كان الحبش يلعبون بحرابهم فسترني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنظر.. وتوضحه أيضاً بوصفها للجاريتين بأنهما صغيرتان ولم يكن الغناء لهما بعادة، إنما هو نشيد وأهازيج سامحت به الشريعة لتوافق المناسبة.
* * * *
العيد في الإسلام ليس احتفالاً فردياً،كما أنه لا يكتمل بفرح أفرادٍ دون أفراد، بل هو فرح الأمة جميعاً، ولذا جاءت الشريعة مؤكدةً أن يكون الفرح والابتهاج للجميع، بداية بأحق الناس وهما الوالدان ، وانتهاءً بغيرهما ممن نرتبط به بعلاقة رحم أو صحبة أو جيرة، ومما يوضح ذلك: ما جاء به الهدي النبوي من توفير الطعام الذي هو أحد مقومات الفرح لكل أفراد المجتمع المسلم في صبيحة عيد الفطر وهناك في عيد الأضحى بما يتوفر من الأضاحي، ولن يتمكن أيُّ نظام في العالم من توفير الطعام بهذا الشمول والتوقيت والتكامل للفقراء كما تحققه الشريعة الإسلامية.
ولأجل ذلك أدرك النبلاء والمحسنون من أهل الإسلام أن سدَّ الحاجات ودفع الفاقات قرين كل مناسبة سعيدة، فالعيد فرح ورحمة ومودة وتواصل ، ولا زال التاريخ يسطر مواقف النبلاء الذي لا تكتمل فرحتهم إلا بتوفير حاجات من حولهم من الفقراء والمحتاجين فراحوا يطعمونهم ويكسونهم ويغدقون عليهم.
والمفارقة الكبرى أن العيد بتجلياته السامية فرصةٌ لدعوة غير المسلمين وتعريفهم بحقيقة الإسلام عبر علاقات "المجاملة" والتواصل الإسلامي الذي وجهنا إليه ربنا في قوله سبحانه: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة:8].
* * * *
العيد في الإسلام شعيرة ساميةٌ متكاملة وموفيةٌ لحاجات الروح والجسد، فالعيد يأتي متوجاً لشعائر عظيمة جليلة مما شرعه الله في رمضان وأشهر الحج من أنواع العبادات العظيمة، فتلك مبتغيات الروح: (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ) [يونس:58].
وأما الحاجات الجسدية والميول النفسية المندفعة نحو اللهو والترفيه واللعب ففي العيد الإسلامي ما يوفِّي ذلك ، ولذا حرم في الإسلام صيام أيام العيد، إذ لا بهجة كاملة لمن وافى العيد وهو صائم لا يطعم ولا يشرب. ومما يومئ لتحقيق هذه المقاصد ما ثبت عن أنس رضي الله عنه قال: قدِمَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "قد أبدَلكم الله خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر" رواه أبو داود والنسائي. قال ابن جرير في ذكر أحداث السنة الثانية من الهجرة: "وفيها صلّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاة العيد، وخرج بالنّاس إلى المصلَّى، فكانت أوّل صلاة عيد صلاّها.
وبهذا باتت الأمة الإسلامية مستغنيةً بكمال شرعتها وتمام نعمتها، قال الله سبحانه: (وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً) [المائدة:48].
* * * *
لقد كانت الحياة النبوية الشريفة بكل أيامها ولحظاتها أيام عيد ولحظات ابتهاج وسرور لكل من يخالطه صلى الله عليه وسلم ويجالسه ويهتدي بنور شرعته ، ولذا كانت مجالس المصطفى صلى الله عليه وسلم محفوفة بالواردين على اختلاف أجناسهم وأعمارهم: وفود وسادة،جماعات وقادة، نساء يتعلمن ويستفتين،وشيوخ وشباب وأطفال، كلُّ أولئك نالوا نصيبهم من تلك النعمة المهداة.
ولسوف تبقى هذه النعمة متاحة للبشرية جمعاء إلى قيام الساعة ، وإنما يغنم ويربح من سار على النهج النبوي الشريف واقتفى هديه وسنته، قال الله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) [آل عمران:164].
أسأل الله للجميع الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:09 PM
الرسول صلى الله عليه وسلم كان أكرم زوج وأحناه
الرسول صلى الله عليه وسلم زوجاً :
- كان يحب المرأة .. إنسانا ً.. وأُمّا ً.. وزوجة .. وبنتاً.. وشريكة في الحياة .
- سئل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال :[ أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أبوك] .
وقال : [ من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله ] .
وأمر الذين سألوه .. أن يزوجوا ابنتهم للفقير الذي تحبه ، لا للغني الذي يريدونه.
وكان صلوات الله عليه يقبّل عائشة ، وإذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب ..
وكان يتكئ في حجرها ، ويقرأ القرآن ورأسه في حجرها وكان يقبلها وهو صائم ..
وزاحمته على الخروج من باب المنزل .
~~~~~~~~~~~
وغضب مرة مع عائشة فقال لها: هل ترضين أن يحكم بيننا أبوعبيدة بن الجراح ؟ فقالت: لا ..
هذا رجل لن يحكم عليك لي ، قال: هل ترضين بعمر؟ قالت: لا.. أنا أخاف من عمر ..
قال : هل ترضين بأبي بكر ( أبيها )؟ قالت : نعم ..
فجاء أبو بكر ، فطلب منه رسول الله أن يحكم بينهما.. ودهش أبو بكر وقال :
أنا يا رسول الله ؟ ثم بدأ رسول الله يحكي أصل الخلاف .. فقاطعته عائشة قائلة :
( اقصد يا رسول الله ) أي قل الحق .. فضربها أبو بكر على وجهها فنزل الدم من أنفها ،
وقال : فمن يقصد إذا لم يقصد رسول الله ، فاستاء الرسول وقال : ما هذا أردنا ..
وقام فغسل لها الدم من وجهها وثوبها بيده .
وكان إذا غضبت زوجته وضع يده على كتفـها وقال : [ اللهم اغفر لها ذنبـها وأذهب غيظ قلبها ، وأعذها من الفتن ] .
وتغضب عمر على زوجته ، فتراجعه ، فأنكر أن تعارضه ، فقالت زوجته :
( لماذا تنكر أن أراجعك ، فو الله إن زوجات النبي _صلى الله عليه وسلم _ ليراجعنه ، وتهجره إحداهن إلى الليل ) .
وكان إذا دخل على أهله ليلاً سلم تسليماً لا يوقظ النائم ويسمع اليقظان .
وكره أن يفاجئ الرجل زوجته إذا عاد من السفر فجأة .. بل يبعث لها من يبلغـها بوصوله .
دخل أبو بكر عليه وهو مغطَّى بثوبه ، وفتاتان تضربان بالدف أمام عائشة فاستنكر ذلك ،
فرفع النبي الغطاء عن وجهه وقال : دعهما يا أبا بكر ، فإنها أيام عيد .
واتكأت عائشة على كتفه تتفرج على لعب الحبشة بالحراب في مسجد رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ حتى سئمت .
وهو القائل صلى الله عليه وسلم : [ من عال جاريتـين جاء يوم القيـامة أنا وهو كهاتين ]
وضم أصابعه أي متساويين أو متجاورين .
رفض أن يعزل إلا بموافقة المرأة ، فليس من حق الرجل أن يتخذ هذا القرار بمفرده،
ولا له أن يتصـور المرأة مجرد أداة لإشباع رغبته الجنسية ،
وليس ثمّة إهانة لامرأة أكبر من رجل لا يريدها أن تحمل منه وهي تريد .
- و قال :[ الدنيا متاع .. وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ] وقال :
[ إن أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة : الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي اإليه ثم ينشر سرها] .
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:14 PM
الجانب العاطفي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
إن الناظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد أن رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم كان يقدر المرأة (الزوجة) ويوليها عناية فائقة، ومحبة لائقة.
ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية. فتجده أول من يواسيها.. يكفكف دموعها.. يقدر مشاعرها.. لايهزأ بكلماتها.. يسمع شكواها.. ويخفف أحزانها.. ولعل الكثير يتفقون معي أن الكتب الأجنبية الحديثة التي تعنى بالحياة الزوجية تخلو من الأمثلة الحقيقية, ولا تعدو أن تكون شعارات على الورق!!
وتعجز أكثر الكتب مبيعًا في هذا الشأن أن تبلغ ما بلغه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. فهاك شيئًا من هذه الدراري:
• الشرب والأكل في موضع واحد: لحديث عائشة رضي الله عنها: كنتُ أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ, وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ. رواه مسلم • الاتكاء على الزوجة: لقول عائشة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض. رواه مسلم • تمشيط شعره: لقول عائشة رضي الله عنها: ليدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وهو في المسجد فأرجّله. رواه مسلم • التنزه مع الزوجة ليلا: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث . رواه البخاري • مساعدتها في أعباء المنزل: سئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان في مهنة أهله . رواه البخاري • يهدي لأحبتها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يقول: أرسلوا بـها إلى أصدقاء خديجة. رواه مسلم.
• يمتدحها: لقوله صلى الله عليه وسلم: إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . رواه مسلم • يسرّ إذا اجتمعت بصويحباتها: قالت عائشة: كانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يتغيبن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يُسربـهن إلي (يرسلهن إلي). رواه مسلم
• يعلن حبها: قوله صلى الله عليه وسلم عن خديجة "إني رزقت حُبها ". رواه مسلم • ينظر إلى محاسنها: لقوله صلى الله عليه وسلم: "لايفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها آخر." رواه مسلم • إذا رأى امرأة يأت أهله ليرد ما في نفسه: لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه" رواه مسلم • لا ينشر خصوصياتها حين يفضي إليها: قال صلى الله عليه وسلم: إن من أشر الناس عند الله منزله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها. رواه مسلم
• التقبيل: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم. رواه مسلم • التطيب في كل حال: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم. رواه مسلم
• يرضى لها بالهدايا: عن عائشة رضي الله عنها قالت: أن الناس كانوا يتحرون بـهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم
• يعرف مشاعرها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: أنى لأعلم اذا كنت عنى راضية واذا كنت عنى غضبى ..أما اذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد ., واذا كنت عنى غضبى قلت : لا ورب ابراهيم؟؟ رواه مسلم • يحتمل صدودها: عن عمر بن الخطاب قال: صخبت علىّ امرأتي فراجعتني, فأنكرت أن تراجعني! قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه, وإن أحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. رواه البخاري • لايضربها: قالت عائشة رضي الله عنها: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا " صحيح ابن ماجه
• يواسيها عند بكائها: كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر, وكان ذلك يومها, فأبطت في المسير, فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكي, وتقول حملتني على بعير بطيء, فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها, ويسكتها.." رواه النسائي
• يرفع اللقمة إلى فمها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك" رواه البخاري
• إحضار متطلباتها: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أطعم إذا طعمت وأكسِ إذا اكتسيت" رواه الحاكم وصححه الألباني
• الثقة بها: نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا, أن يخونـهم, أو يلتمس عثراتـهم رواه مسلم
• المبالغة في حديث المشاعر: للحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث منها: الرجل يحدث امرأته, والمرأة تحدث زوجها. رواه النسائي
• العدل مع نسائه: لحديث " من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى, جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل" رواه الترمذي وصححه الألباني
• يتفقد الزوجة في كل حين: عن أنس رضي الله عنه قال "كان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار." رواه البخاري
• لايهجر زوجته أثناء الحيض: عن ميمونة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم يباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ. رواه البخاري
• يتفكه من خصام زوجاته: قالت عائشة: دخلت علىّ زينب وهي غضبى فقال رسول الله دونك فانتصري, فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبست ريقها في فيها فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل" رواه ابن ماجه
• يصطحب زوجته في السفر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه, فآيتهن خرج سهمها خرج بـها. متفق عليه
• مسابقته لزوجه: عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: تعالي أسابقك, فسابقته, فسبقته على رجلي. وسابقني بعد أن حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل يضحك وقال هذه بتلك! رواه ابو داود
• تكنيته لها: أن عائشة قالت يارسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسائك لها كنية غيري فكناها "أم عبد الله" رواه احمد
• يروي لها القصص: كحديث أم زرع. رواه البخاري
• يشاركها المناسبات السعيدة: قالت عائشة - رضي الله عنها " مررت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم من الحبشة يلعبون بالحراب، فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليهم، ووقفت خلفه فكنت إذا أعييت جلست، وإذا قمت أتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم" أخرجه البخاري
• احترام هواياتها وعدم التقليل من شأنها: عن عائشة رضي الله عنها "كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسر بـهن فيلعبن معي " الأدب المفرد
• إضفاء روح المرح في جو الأسرة: عن عائشة رضي الله عنها قالت: زارتنا سوده يومًا فجلس رسول الله بيني وبينها , إحدى رجليه في حجري , والأخرى في حجرها , فعملت لها حريرة فقلت: كلي! فأبت فقلت: لتأكلي , أو لألطخن وجهك, فأبت فأخذت من القصعة شيئًا فلطخت به وجهها , فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد مني, فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهي, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك. رواه النسائي
• إشاعة الدفء: عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلّ يوم إلا وهو يطوف على نسائه فيدنو من أهله فيضع يده, ويقبل كل امرأة من نسائه حتى يأتي على آخرهن فإن كان يومها قعد عندها. طبقات ابن سعد ج 8 / 170
• لا ينتقصها أثناء المشكلة: عن عائشة رضي الله عنها تحكى عن حادثة الإفك قالت: إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي ، كنت إذا اشتكيت رحمني ، ولطف بي ، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك فأنكرت ذلك منه كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني قال: كيف تيكم؟ لا يزيد على ذلك. رواه البخاري
•يرقيها في حال مرضها: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم اذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات. رواه مسلم
• يمتدح من يحسن لأهله: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: خياركم خيارُكم لنسائهم. رواه الترمذي وصححه الألباني
• يمهلها حتى تتزين له: عن جابر قال " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فلما رجعنا ذهبنا لندخل, فقال : " أمهلوا حتى ندخل ليلا -أي: عشاء- حتى تمتشط الشعثة , وتستحد المغيبة" رواه النسائي
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:16 PM
الجانب العاطفي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
إن الناظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم يجد أن رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم كان يقدر المرأة (الزوجة) ويوليها عناية فائقة، ومحبة لائقة.
ولقد ضرب أمثلة رائعة من خلال حياته اليومية. فتجده أول من يواسيها.. يكفكف دموعها.. يقدر مشاعرها.. لايهزأ بكلماتها.. يسمع شكواها.. ويخفف أحزانها.. ولعل الكثير يتفقون معي أن الكتب الأجنبية الحديثة التي تعنى بالحياة الزوجية تخلو من الأمثلة الحقيقية, ولا تعدو أن تكون شعارات على الورق!!
وتعجز أكثر الكتب مبيعًا في هذا الشأن أن تبلغ ما بلغه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم. فهاك شيئًا من هذه الدراري:
• الشرب والأكل في موضع واحد: لحديث عائشة رضي الله عنها: كنتُ أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ, وأتعرق العرق فيضع فاه على موضع فيّ. رواه مسلم • الاتكاء على الزوجة: لقول عائشة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض. رواه مسلم • تمشيط شعره: لقول عائشة رضي الله عنها: ليدخل علىّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وهو في المسجد فأرجّله. رواه مسلم • التنزه مع الزوجة ليلا: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث . رواه البخاري • مساعدتها في أعباء المنزل: سئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان في مهنة أهله . رواه البخاري • يهدي لأحبتها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يقول: أرسلوا بـها إلى أصدقاء خديجة. رواه مسلم.
• يمتدحها: لقوله صلى الله عليه وسلم: إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام . رواه مسلم • يسرّ إذا اجتمعت بصويحباتها: قالت عائشة: كانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن (يتغيبن) من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يُسربـهن إلي (يرسلهن إلي). رواه مسلم
• يعلن حبها: قوله صلى الله عليه وسلم عن خديجة "إني رزقت حُبها ". رواه مسلم • ينظر إلى محاسنها: لقوله صلى الله عليه وسلم: "لايفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها آخر." رواه مسلم • إذا رأى امرأة يأت أهله ليرد ما في نفسه: لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فان ذلك يرد ما في نفسه" رواه مسلم • لا ينشر خصوصياتها حين يفضي إليها: قال صلى الله عليه وسلم: إن من أشر الناس عند الله منزله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها. رواه مسلم
• التقبيل: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم. رواه مسلم • التطيب في كل حال: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم. رواه مسلم
• يرضى لها بالهدايا: عن عائشة رضي الله عنها قالت: أن الناس كانوا يتحرون بـهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم
• يعرف مشاعرها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة: أنى لأعلم اذا كنت عنى راضية واذا كنت عنى غضبى ..أما اذا كنت عنى راضية فانك تقولين لا ورب محمد ., واذا كنت عنى غضبى قلت : لا ورب ابراهيم؟؟ رواه مسلم • يحتمل صدودها: عن عمر بن الخطاب قال: صخبت علىّ امرأتي فراجعتني, فأنكرت أن تراجعني! قالت: ولم تنكر أن أراجعك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه, وإن أحداهن لتهجره اليوم حتى الليل. رواه البخاري • لايضربها: قالت عائشة رضي الله عنها: "ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا " صحيح ابن ماجه
• يواسيها عند بكائها: كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر, وكان ذلك يومها, فأبطت في المسير, فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكي, وتقول حملتني على بعير بطيء, فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها, ويسكتها.." رواه النسائي
• يرفع اللقمة إلى فمها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك" رواه البخاري
• إحضار متطلباتها: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أطعم إذا طعمت وأكسِ إذا اكتسيت" رواه الحاكم وصححه الألباني
• الثقة بها: نـهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا, أن يخونـهم, أو يلتمس عثراتـهم رواه مسلم
• المبالغة في حديث المشاعر: للحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث منها: الرجل يحدث امرأته, والمرأة تحدث زوجها. رواه النسائي
• العدل مع نسائه: لحديث " من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى, جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل" رواه الترمذي وصححه الألباني
• يتفقد الزوجة في كل حين: عن أنس رضي الله عنه قال "كان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار." رواه البخاري
• لايهجر زوجته أثناء الحيض: عن ميمونة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم يباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ. رواه البخاري
• يتفكه من خصام زوجاته: قالت عائشة: دخلت علىّ زينب وهي غضبى فقال رسول الله دونك فانتصري, فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبست ريقها في فيها فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل" رواه ابن ماجه
• يصطحب زوجته في السفر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه, فآيتهن خرج سهمها خرج بـها. متفق عليه
• مسابقته لزوجه: عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: تعالي أسابقك, فسابقته, فسبقته على رجلي. وسابقني بعد أن حملت اللحم وبدنت فسبقني وجعل يضحك وقال هذه بتلك! رواه ابو داود
• تكنيته لها: أن عائشة قالت يارسول الله صلى الله عليه وسلم كل نسائك لها كنية غيري فكناها "أم عبد الله" رواه احمد
• يروي لها القصص: كحديث أم زرع. رواه البخاري
• يشاركها المناسبات السعيدة: قالت عائشة - رضي الله عنها " مررت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم من الحبشة يلعبون بالحراب، فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليهم، ووقفت خلفه فكنت إذا أعييت جلست، وإذا قمت أتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم" أخرجه البخاري
• احترام هواياتها وعدم التقليل من شأنها: عن عائشة رضي الله عنها "كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسر بـهن فيلعبن معي " الأدب المفرد
• إضفاء روح المرح في جو الأسرة: عن عائشة رضي الله عنها قالت: زارتنا سوده يومًا فجلس رسول الله بيني وبينها , إحدى رجليه في حجري , والأخرى في حجرها , فعملت لها حريرة فقلت: كلي! فأبت فقلت: لتأكلي , أو لألطخن وجهك, فأبت فأخذت من القصعة شيئًا فلطخت به وجهها , فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد مني, فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت به وجهي, ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك. رواه النسائي
• إشاعة الدفء: عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلّ يوم إلا وهو يطوف على نسائه فيدنو من أهله فيضع يده, ويقبل كل امرأة من نسائه حتى يأتي على آخرهن فإن كان يومها قعد عندها. طبقات ابن سعد ج 8 / 170
• لا ينتقصها أثناء المشكلة: عن عائشة رضي الله عنها تحكى عن حادثة الإفك قالت: إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي ، كنت إذا اشتكيت رحمني ، ولطف بي ، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك فأنكرت ذلك منه كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني قال: كيف تيكم؟ لا يزيد على ذلك. رواه البخاري
•يرقيها في حال مرضها: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم اذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات. رواه مسلم
• يمتدح من يحسن لأهله: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: خياركم خيارُكم لنسائهم. رواه الترمذي وصححه الألباني
• يمهلها حتى تتزين له: عن جابر قال " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فلما رجعنا ذهبنا لندخل, فقال : " أمهلوا حتى ندخل ليلا -أي: عشاء- حتى تمتشط الشعثة , وتستحد المغيبة" رواه النسائي
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:17 PM
الحوار اللفظي في البيت النبوي000
إن فن الحوار بين الزوجين هو سبب أساسي في نجاح العلاقات الزوجية و حوارات النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته، فيها من العناوين الشيء الكثير ليستفيد منه البيت المسلم، ومن أراد أن يتعلم الحوار العائلي ، فما عليه إلا أن يقتفي خطوات سيد الخلق في حواراته مع أهل بيته ، فإن في كل نموذج حواري مدرسة يتعلم منه الحوار الراقي، في كل الحالات؛ حالة الجد واللعب، حالة الرضى والغضب، وفي حالة حوار كبيرة السن و صغيرة السن .........، إلى ما هنالك من عناوين حاولت جمعها وتسليط الضوء عليها.
وقسمت الحوارات إلى عنوانين رئيسيين (الحوار اللفظي) و (الحوار غير اللفظي)
ونقصد بالحوار اللفظي: الحوار الذي جرى بين النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته من خلال الكلام، والحوار غيراللفظي: الحوار الذي جرى من خلال الحركات أو التعابير غير الكلامية كالإشارة واللمسة والنظرة وهزة الرأس و..، وأدرجت تحتهما عناوين فرعية حسب طبيعة الحوار، وفي ذلك إثراء لمادة السيرة النبوية وإعطاء نصوصها بعدا تحليليا أكبر من كونها قصصا تاريخية .
ومن معاني القدوة في النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شؤون الحياة، أن نسلط الضوء على جانب الحوار مع زوجاته ونستفيد من هذه النصوص العبر والعظات .
1- الحوار الزوجي الداعم نفسيا و ماديا:
ومعروف حوار أمنا خديجة رضي الله عنها في تثبيت قلبه صلى الله عليه و سلم أثناء الوحي (...........حيث رجع صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة رضي الله عنها فقال زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، و تصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به حتى أتت ورقة بن نوفل..........) رواه البخاري .
وبقيت ذكرى خديجة عالقة في قلبه الشريف ، لا تفارقه ، كأنها أصبحت جزءا منه ، لا تكاد تنفصل عنه ، حتى قالت له السيدة عائشة : ( كأن لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة ) رواه البخاري.
2-الحوار الترفيهي:
عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وأنا ألعب بالبنات فقال : ما هذا يا عائشة ؟ فقلت : خيل سليمان ، فضحك) الطبقات لابن سعد ص60.
وكان صلى الله عليه وسلم يقدر لها حداثة سنها وحاجتها إلى اللعب وكان يسرب إليها صواحب يلاعبنها ، وكان يمكنها أن تضع رأسها على كتفه الشريف وهي خلفه مستترة به ، لتنظر إلى الأحباش يلعبون بحرابهم في المسجد ، قالت السيدة عائشة : وكان يوم عيد ، يلعب فيه السودان بالدرق والحراب ، فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال: ( تشتهين تنظرين؟ ) فقلت : نعم فأقامني وراءه ، خدي على خده ، و هو يقول: ( دونكم يا بني أرفدة ) حتى إذا مللت قال : ( حسبك ) . (رواه البخاري).
ومن لطفه صلى الله عليه وسلم بهن أنه كان يمازحهن ويضاحكهن ، قالت : عائشة : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بحريرة قد طبختها له ، فقلت لسودة والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها : كلي ، فأبت ، فقلت : لتأكلين أو لألطخن وجهك ، فأبت ، فوضعت يدي في الحريرة فطليت وجهها ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده لها وقال لها : ( ألطخي وجهها ) ففعلت، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، فمر عمر ، فقال : يا عبد الله ، يا عبد الله ، فظن أنه سيدخل ، فقال : ( قوما فاغسلا وجوهكما ، قالت عائشة : فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم . (رواه أبو يعلى)
3- الحوار الديني:
سألت عائشة النبي (ص) عن قوله تعالى:
( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون )
فقالت : يارسول الله أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو مع ذلك يخاف الله تعالى .؟
قال لا ... ولكنه الرجل يصوم ويتصدق ويصلي وهو مع ذلك يخاف الله تعالى أن لا يتقبل منه ). (رواه أحمد )
حفصة بنت عمر:
عن جابر بن عبدالله أنه قال : أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي _ صلى الله عليه وسلم – يقول عند حفصة : لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها , قالت : بلى يارسول الله ! فانتهرها , فقالت حفصة ( وإن منكم إلا واردها ) , فقال النبي – عليه السلام : قد قال الله تعالى : ( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً ) (رواه مسلم) .
جويرية بنت الحارث:
عن جويرية أنها قالت : أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسبح غدوة ثم انطلق لحاجته ، ثم رجع قريبا من نصف النهار وأنا أسبح ، فقال : ( ما زلت قاعدة؟ قلت نعم ..فقال : ( ألا أعلمك كلمات لو عدلت بهن – أو لو وزن بهن- وزنتهن وهو سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات ، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات) (رواه مسلم).
عن جويرية بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة ، وهي صائمة فقال : أصمت أمس ؟
قالت : لا.
قال : أتريدين أن تصومي غدا؟
قالت : لا .
قال : فأفطري إذا. (رواه البخاري).
زينب بنت جحش:
عن زينب بنت جحش قالت : استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم محمرا وجهه وهو يقول : ( لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا ، وحلق ، قالت : قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال : نعم إذا كثر الخبث ) (متفق عليه)
4ـ الحوار العاطفي:
وها هي الحبيبة عائشة تريد أن تتعرف على مكانتها في قلبه بالقول الصريح فتسأله : كيف حبك لي؟ قال : كعقدة الحبل ، وتقول السيدة عائشة : كنت أقول كيف عقدة الحبل يا رسول الله ؟ فيقول على حالها.
وهذا إن كان يرضيها فلا يكفيها ، بل تريد أن تطمئن على جوارها للنبي في الآخرة أيضا فتسأله : من أزواجك في الجنة ؟ فيقول لها النبي صلى الله عليه وسلم : أنت منهن . ( البخاري ومسلم)
وقد كانت تفتخر بهذا وتدل أحيانا به إدلال الحبيب أمام النبي صلى الله عليه وسلم فتقول له : أرأيت لو نزلت واديا ، وفيه شجرة قد أكل منها ، وجدت شجرا لم يأكل منها ، في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ قال : ( في الذي لم يرتع منها ) . )رواه البخاري
5- الحوار في حالة الغضب:
إن من السمو النبوي في الحوار أن تجد حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع عائشة في حال الغضب والرضا متشابها وإليكم النص:
عن عائشة قالت : كان رسول الله إذا غضب على عائشة وضع يده على منكبها فقال : ( اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها وأعذها من مضلات الفتن )
6- الحوار في حالة الرضا :
عن عائشة قالت : لما رأيت رسول الله طيب النفس . قلت : يا رسول الله ادع لي ، قال: ( اللهم اغفر ما تقدم من ذنبها وما تأخر ، وما أسرت وما أعلنت ) . فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيسرك دعائي ؟).
فقالت : ( وما لي لا يسرني دعاؤك ) .
فقال : ( والله إنها لدعوتي لأمتي في كل صلاة ) رواه البزار بإسناد صحيح .
عندما نقرأ هذين الحديثين وتشابههما في دعائه صلى الله عليه وسلم لها لا يسعنا إلا أن نقول (وإنك لعلى خلق عظيم) ، ولن يجد القارىء فرقا بينهما ،أما السيدة عائشة فكان النبي يعرف متى تكون راضية عنه ومتى تكون غضبى، فقط من خلال حديثها معه وأسلوبها، فلاحظ الفرق!!!.
عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى ) قلت : كيف يا رسول الله ؟ قال : ( إذا كنت عني راضية ، قلت لا ورب محمد . وإذا كنت علي غضبى ، قلت : لا ورب إبراهيم ) قالت : أجل والله ما أهجر إلى اسمك . (البخاري ومسلم) .
أيضا هنا رقي في الحوار (ما أهجر إلا اسمك) .
7- الحوار في حل الخلافات العائلية:
عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي .
فقال: ما يبكيكي؟
فقلت : سبتني فاطمة .
فدعا فاطمة فقال: يا فاطمة! سببت عائشة ؟ فقالت: نعم ! يا رسول الله .
فقال: ألست تحبين من أحب ؟ قالت : نعم ! .
قال : وتبغضين من أبغض ؟ قالت : بلى !
قال: فإني أحب عائشة ، فأحبيها .
قالت فاطمة :لا أقول لعائشة شيئا يؤذيها أبدا (رواه أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح).
عن النعمان بن بشير قال :استأذن أبوبكر على النبي فسمع صوت عائشة عالياً , وهي تقول : والله لقد علمت أن علياً أحب إليك من أبي ! فأهوى إليها أبوبكر ليلطمها , وقال : يا ابنة فلانة , أراك ترفعين صوتك على رسول الله ! فأمسكه رسول الله وخرج أبوبكر مغضباً , فقال رسول الله ياعائشة كيف رأيت أنقذتك من الرجل ) , ثم استأذن أبوبكر بعد ذلك , وقد اصطلح رسول الله وعائشة , فقال : أدخلاني في السلم , كما أدخلتماني في الحرب , فقال رسول الله : ( قد فعلنا ) .(رواه النسائي).
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:25 PM
- الحوار في حالة الغيرة:
كانت السيدة عائشة تغير عليه من فرط حبها له . ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا ، قالت : فغرت عليه ، قالت : فجاء فرأى ما أصنع فقال : ما لك يا عائشة ؟ أغرت؟ فقالت: فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفأخذك شيطانك، قالت : يا رسول الله أو معي شيطان ؟ قال: نعم . قلت : ومع كل إنسان؟ قال: نعم . ومعك يا رسول الله ؟ قال : نعم . ولكن ربي عز وجل أعانني عليه حتى أسلم
9- الحوار الأخلاقي السلوكي :
عن عائشة رضي الله عنها أن يهودا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: (السآم عليكم)، فقالت عائشة: عليكم، ولعنكم الله، وغضب الله عليكم، قال: ( مهلاً يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش) قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: (أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ) (رواه البخاري) .
ويؤيد هذا المعنى من الرفق المقصود منه اتقاء الشر حديث آخر، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره).(رواه البخاري).
10- الحوار التوجيهي نحو الأفضل:
علي و فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عن علي رضي الله عنه أن فاطمة أتت النبي صلى الله علي وسلم تشكو إليه، وما تلقى من يدها في الرحى، وبلغها أنه جاءه رقيق فلم تصادفه فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته عائشة . قال : فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال : على مكانكما . فجاء فقعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدميه على بطني، فقال: ألا أدلكما على خير مما سألتماني ؟ إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين واحمدا ثلاثا وثلاثين ، وكبرا أربعا وثلاثين ، فهو خير لكما من خادم .( رواه البخاري ومسلم ).
عن كريب مولى ابن عباس : أن ميمونة بنت الحارث أخبرته أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت : أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي ؟ قال : أوفعلت؟ قالت: نعم . قال: أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك. (البخاري ومسلم ).
11-الحوار النفسي:
عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعله فوضعه عند رجليه ، وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع ، فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت ، فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا ، وفتح الباب فخرج ثم أجافه رويدا ، فجعلت درعي في رأسي ، واختمرت وتقنعت إزاري ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ، ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت ، فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت . فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال : ما لك يا عائش حشيا رابية ؟! قلت : لا شيء قال : لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير . قلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، فأخبرته قال : فأنت السواد الذي رأيت أمامي ؟ قلت نعم . فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ثم قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ! قلت : مهما يكتم الناس يعلمه الله ، نعم . قال : فإن جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك ، فأجبته فأخفيته منك ، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك . وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي، فقال : إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ، قالت: قلت : كيف أقول لهم يا رسول الله ؟ قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون . (رواه مسلم)
براء زهير العبيدي بإشراف أ.جاسم محمد المطوع "بتصرف"
http://www.pic.alfrasha.com/data/media/57/jewelsfasel8.gif
أحلى قصة حب في التاريخ000
احلى قصة حب هي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة ......... قصة حب عجيب حتى تموت السيدة خديجة وبعد موتها بسنة تاتي امراة من الصاحبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتقول : يا رسول الله الا تتزوج لديك سبعة عيال ودعوة هائلة تقوم بها ....فلا بد من الزواج محسومة لاي رجل فيبكي النبي صلى الله عليه وسلم وقال : وهل بعد خديجة احد
ولولا امر الله لمحمد صلى الله عليه وسلم بالزيجات التي جاءت بعد ذلك لما تزوج ابد ..
وبعد ذلك كانت زيجات لمتطلبات رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينس زوجته ابدا حتى بعد وفاتها باربعة عشر عاما .... يوم فتح مكة والناس ملتفتون حوله وقريش كلها تاتي اليه ليسامحها ويعفو عنها فاذابه يرى سيدة عجوز قادمة من بعيد .....فيترك الجميع ....ويقف معها
يكلمها ثم يخلع عباءته ويضعها على الارض ويجلس مع العجوز عليها......
فالسيدة عائشة تسال من هذه التي اعطاها النبي صلى الله عليه وسلم وقته وحديثه واهتمامه كله؟
فيقول: هذه صاحبة خديجة.....فتساله .وفيم كنتم تتحدثون يا رسول الله ؟ قال :كنا نتحدث عن ايام خديجة..... فغارت امنا عائشة وقالت: اما زالت تذكر هذه العجوز وقد واراها التراب وابدلك الله خيرا منها ؟فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم والله ما ابدلني من هي خيرا منها .. فقد واستني حين طردني الناس وصدقني حين كذبني الناس فالسيدة عائشة شعرت ان النبي غضب فقالت له: استغفر لي يا رسول الله فقال : استغفري لخديجة حتى استغفر لك ........... روى معناه البخاري عن السيدة عائشة
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:27 PM
البيـــــت النبـــــوي
كان البيت النبوي في مكة قبل الهجرة يتألف منه
عليه الصلاة والسلام، ومن زوجته خديجة بنت خويلد، تزوجها وهو في خمسة وعشرين من سنه، وهي في الأربعين، وهي أول من تزوجها من النساء، ولم يتزوج عليها غيرها. وكان له منها أبناء وبنات، أما الأبناء، فلم يعش منهم أحد. وأما البنات فهن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، فأما زينب فتزوجها قبل الهجرة ابن خالتها أبو العاص بن الربيع، وأما رقية وأم كلثوم فقد تزوجهما عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه الواحدة بعد الأخرى. وأما فاطمة فتزوجها علي بن أبي طالب بين بدر واحد، ومنها كان الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ممتازاً عن أمته بحل التزوج بأكثر من أربع زوجات لأغراض كثيرة، فكان عدد من عقد عليهن ثلاث عشرة امرأة، منهن تسع مات عنهن، واثنتان توفيتا في حياته، إحداهما خديجة، والأخرى أم المساكين زينب بنت خزيمة، واثنتان لم يدخل بهما. وها هي أسماؤهن وشيء عنهن. سودة بنت زمعة، تزوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في شوال سنة عشر من النبوة، بعد وفاة خديجة بأيام، وكانت قبله عند ابن عم لها يقال له السكران بن عمرو فمات عنها. عائشة بنت أبي بكر الصديق، تزوجها في شوال سنة إحدى عشرة من النبوة، بعد زواجه بسودة بسنة، وقبل الهجرة بسنتين وخمسة أشهر، تزوجها وهي بنت ست سنين، وبني بها في شوال بعد الهجرة بسبعة أشهر في المدينة، وهي بنت تسع سنين، وكانت بكراً، ولم يتزوج بكراً غيرها، وكانت أحب الخلق إليه، وأفقه نساء الأمة، وأعلمهن على الإطلاق. حفصة بنت عمر بن الخطاب، تأيمت من زوجها خينس بن حذافة السهمي بين بدر وأحد، فتزوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سنة 3هـ. زينب بنت خزيمة من بني هلال بن عامر بن صعصعة، وكانت تسمى أم المساكين، لرحمتها إياهم ورقتها عليهم، كانت تحت عبد اللَّه بن جحش، فاستشهد في أحد، فتزوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سنة 4هـ. ماتت بعد الزواج بشهرين أو ثلاثة أشهر. أم سلمة هند بنت أبي أمية، كانت تحت أبي سلمة، فمات عنها في جمادى الأخرى سنة 4هـ فتزوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في شوال من نفس السنة. زينب بنت جحش بن رياب من بني أسد بن خزيمة، وهي بنت عمة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وكانت تحت زيد بن حارثة - الذي كان يعتبر ابناً للنبي صلى الله عليه وسلم - فطلقها زيد. فأنزل اللَّه تعالى يخاطب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : {فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها** وفيها نزلت من سورة الأحزاب آيات فصلت قضية التبني - وسنأتي على ذكرها - تزوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة. جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق من خزاعة، كانت في سبي بني المصطلق في سهم ثابت بن قيس بن شماس فكاتبها. فقضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتابتها، وتزوجها في شعبان سنة 6هـ. أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، كانت تحت عبيد اللَّه بن جحش، وهاجرت معه إلى الحبشة، فارتد عبيد اللَّه وتنصر وتوفي هناك، وثبتت أم حبيبة على دينها وهجرتها،فلما بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري بكتابه إلى النجاشي في المحرم سنة 7هـ. خطب عليه أم حبيبة فزوجها إياه وبعث بها مع شرحبيل ابن حسنة. صفية بنت حيي بن أخطب من بني إسرائيل، كانت من سبي خيبر، فاصطفاها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لنفسه، فأعتقها وتزوجها بعد فتح خيبر سنة 7هـ. فهؤلاء إحدى عشرة سيدة تزوج بهن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبنى بهن وتوفيت منهن اثنتان - خديجة وزينب أم المساكين - في حياته، وتوفي هو عن التسع البواقي. وأما الإثنتان اللتان لم يبن بهما فواحدة من بني كلاب، وأخرى من كندة، وهي المعروفة بالجونية، وهناك خلافات لا حاجة إلى بسطها. وأما السراري فالمعروف أنه تسري باثنتين إحداهما مارية القبطية، أهداها له المقوقس فأولدها ابنه إبراهيم، الذي توفى صغيراً بالمدينة في حياته صلى الله عليه وسلم ، في 28/أو 29 من شهر شوال سنة 10هـ وفق 27 يناير سنة 632م. والسرية الثانية هي ريحانة بنت زيد النضرية أو القرظية، كانت من سبايا قريظة. فاصطفاها لنفسه، وقيل بل هي من أزواجه صلى الله عليه وسلم ، أعتقها فتزوجها. والقول الأول رجحه ابن القيم، وزاد أبو عبيدة اثنتين أخريين، جميلة أصابها في بعض السبي، وجارية وهبتها له زينب بنت جحش. ومن نظر إلى حياة الرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عرف جيداً أن زواجه بهذا العدد الكثير من النساء في أواخر عمره بعد أن قضى ما يقارب ثلاثين عاماً من ريعان شبابه وأجود أيامه مقتصراً على زوجة واحدة شبه عجوز - خديجة ثم سودة. عرف أن هذا الزواج لم يكن لأجل أنه وجد بغتة في نفسه قوة عارمة من الشبق لا يصبر معها إلا بمثل هذا العدد الكثير من النساء، بل كانت هناك أغراض أخرى أجل وأعظم من الغرض الذي يحققه عامة الزواج. فاتجاه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مصاهرة أبي بكر وعمر بزواجه بعائشة وحفصة - وكذلك تزويجه ابنته فاطمة بعلي بن أبي طالب، وتزويجه ابنته رقية ثم أم كلثوم بعثمان بن عفان - يشير إلى أنه يبغي من وراء ذلك توثيق الصلات بالرجال الأربعة، الذين عرف بلاءهم وفداءهم للإسلام في الأزمات التي مرت به وشاء اللَّه أن يجتازها بسلام. وكان من تقاليد العرب الاحترام للمصاهرة، فقد كان الصهر عندهم باباً من أبواب التقرب بين البطون المختلفة، وكانوا يرون مناوأة ومحاربة الأصهار سبة وعاراً على أنفسهم، فأراد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بزواج عدة من أمهات المؤمنين أن يكسر سورة عداء القبائل للإسلام، ويطفىء حدة بغضائها، كانت أم سلمة من بني مخزوم - حي أبي جهل وخالد بن الوليد - فلما تزوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يقف خالد من المسلمين موقفه الشديد بأحد، بل أسلم بعد مدة غير طويلة طائعاً راغباً، وكذلك أبو سفيان لم يواجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأي محاربة بعد زواجه بابنته أم حبيبة، وكذلك لا نرى من قبيلتي بني المصطلق وبني النضير أي استفزاز وعداء بعد زواحه بجويرية وصفية. بل كانت جويرية أعظم النساء بركة على قومها، فقد أطلق الصحابة أسر مائة بيت من قومها حين تزوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وقالوا: أظهار رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم . ولا يخفى ما لهذا المن من الأثر البالغ في النفوس. وأكبر من كل ذلك وأعظم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مأموراً بتزكية وتثقيف قوم لم يكونوا يعرفون شيئاً من آداب الثقافة والحضارة والتقيد بلوازم المدنية. والمساهمة في بناء المجتمع وتعزيزه. والمبادىء التي كانت أسسا لبناء المجتمع الإسلامي، لم تكن تسمح للرجال أن يختلطوا بالنساء، فلم يكن يمكن تثقيفهن مباشرة مع المراعاة لهذه المبادىء، مع أن مسيس الحاجة إلى تثقيفهن لم يكن أهون وأقل من الرجال، بل كان أشد وأقوى. وإذن فلم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم سبيل إلا أن يختار من النساء المختلفة الأعمار والمواهب ما يكفي لهذا الغرض، فيزكيهن ويربيهن، ويعلمهن الشرائع والأحكام، ويثقفهن بثقافة الإِسلام حتى يعدهن؛ لتربية البدويات والحضريات، العجائز منهن والشابات، فيكفين مؤنة التبليغ في النساء. وقد كان للأمهات المؤمنين فضل كبير في نقل أحواله - صلى الله عليه وسلم - المنزلية للناس، خصوصاً من طالت حياته منهن كعائشة، فإنها روت كثيراً من أفعاله وأقواله. وهناك نكاح واحد كان لنقض تقليد جاهلي متأصل، وهي قاعدة التبني. وكان للمتبني عند العرب في الجاهلية جميع الحرمات والحقوق التي كانت للابن الحقيقي سواء بسواء. وكانت قد تأصلت تلك القاعدة في القلوب، بحيث لم يكن محوها سهلاً، لكن كانت تلك القاعدة تعارض معارضة شديدة للأسس والمبادىء التي قررها الإسلام في النكاح والطلاق والميراث وغير ذلك من المعاملات. وكانت تلك القاعدة تجلب كثيراً من المفاسد والفواحش التي جاء الإسلام؛ ليمحوها عن المجتمع. ولهدم تلك القاعدة أمر اللَّه تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن ينكح ابنة عمته زينب بنت جحش، وكانت تحت زيد، ولم يكن بينهما توافق، حتى هم زيد بطلاقها، وذلك في ساعة تألب الأحزاب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخاف دعاية المنافقين والمشركين واليهود، وما يثيرونه من الوساوس والخرافات ضده، وما يكون له من الأثر السيء في نفوس ضعفاء المسلمين. فأحب أن لا يطلق زيد حتى لا يقع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في هذا الامتحان. ولا شك أن هذا التردد والانحياز كان لا يطابق مطابقة تامة للعزيمة التي بعث بها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فعاتبه اللَّه على ذلك وقال: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ** [الأحزاب: 37]. وأخيراً طلقها زيد، وتزوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أيام فرض الحصار على بني قريظة بعد أن انقضت عدتها. وكان اللَّه قد أوجب عليه هذا النكاح ولم يترك له خياراً ولا مجالاً، حتى تولى اللَّه ذلك النكاح بنفسه يقول: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا** [الأحزاب: 37] وذلك ليهدم قاعدة التبني فعلا كما هدمها قولا: {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ** [الأحزاب: 5] {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ** [الأحزاب: 40].
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:30 PM
وكان من شرفهن ونبلهن أنهن آثرن اللَّه ورسوله وله، ولم تمل واحدة منهن إلى اختيار الدنيا. وكذلك لم يقع منهن ما يقع بين الضرائر مع كثرتهن إلا شيء يسير من بعضهن حسب اقتضاء البشرية، ثم عاتب اللَّه عليه فلم يعدن له مرة أخرى، وهو الذي ذكره اللَّه في سورة التحريم بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ** [التحريم: 1] إلى تمام الآية الخامسة. وأخيراً أرى أنه لا حاجة إلى البحث في موضوع مبدأ تعدد الزوجات، فمن نظر في حياة سكان أوروبا الذين يصدر منهن النكير الشديد على هذا المبدأ، ونظر إلى ما يقاسون من الشقاوة والمرارة، وما يأتون من الفضائح والجرائم الشنيعة، وما يواجهون من البلايا والقلاقل لانحرافهم عن هذا المبدأ كفى له ذلك عن البحث والاستدلال، فحياتهم أصدق شاهد على عدالة هذا المبدأ، وإن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار. الصفات والأخلاق كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز من جمال خَلقه وكمال خُلقه بما لا يحيط بوصفه البيان، وكان من أثره أن القلوب فاضت بإجلاله، والرجال تفانوا في حياطته وإكباره، بما لا تعرف الدنيا لرجل غيره، فالذين عاشروه أحبوه إلى حد الهيام ولم يبالوا أن تندق أعناقهم ولا يخدش له ظفر، وما أحبوه كذلك إلا لأن أنصبته من الكمال الذي يعشق عادة لم يرزق بمثلها بشر - وفيما يلي نورد ملخص الروايات في بيان جماله وكماله مع اعتراف العجز عن الإحاطة. جمال الخلق: قالت أم معبد الخزاعية عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم - وهي تصفه لزوجها، حين مر بخيمتها مهاجراً - ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق لم تعبه تجلة، ولم تزر به صعلة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشعاره وطف، وفي صوته صحل، وفي عنقه سطح، أحور، أكحل، أزج، أقرن، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنه وأحلاه من قريب، حلو المنطق، فضل، لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظمن يتحدرن، ربعة، لا تقحمه عين من قصر ولا تشنؤه من طول، غصن بين غصنين، فهو أنظر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود، محشود، لا عابس ولا مفند. وقال علي بن أبي طالب - وهو ينعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم - لم يكن بالطويل الممغط، ولا القصير المتردد، وكان ربعة من القوم، لم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، وكان جعداً رجلاً، ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم، وكان في الوجه تدوير، وكان أبيض مشرباً، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، دقيق المسربة، أجرد، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معاً، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفى الناس ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم . وفي رواية عنه أنه كان ضخم الرأس، ضخم الكراديس، طويل المسربة إذا مشى تكفأ تكفياً كأنما ينحط من صبب. وقال جابر بن سمرة كان ضليع الفم، أشكل العين منهوس العقبين. وقال أبو الطفيل كان أبيض، مليح الوجه، مقصداً. وقال أنس بن مالك كان بسط الكفين، وقال: كان أزهر اللون، ليس بأبيض أمهق، ولا آدم، قبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. وقال: إنما كان شيء - أي من الشيب - في صدغيه. وفي رواية وفي الرأس نبذ. وقال أبو جحيفة رأيت بياضاً تحت شفته السفلى، العنفقة. وقال عبد اللَّه بن بسر كان في عنفقته شعرات بيض. وقال البراء كان مربوعاً بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلة حمراء، لم أر شيئاً قط أحسن منه. وكان يسدل شعره أولاً لحبه موافقة أهل الكتاب، ثم فرق رأسه بعد. قال البراء كان أحسن الناس وجهاً، وأحسنهم خلقاً. وسئل أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا بل مثل القمر. وفي رواية كان وجهه مستديراً. وقالت الربيع بنت معوذ لو رأيت رأيت الشمس طالعة. وقال جابر بن سمرة رأيته في ليلة إضحيان فجعلت أنظر إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وإلى القمر - وعليه حلة حمراء - فإذا هو أحسن عندي من القمر. وقال أبو هريرة ما رأيت شيئاً أحسن من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، كأن الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحداً أسرع في مشيه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، كأنما الأرض تطوى له، وإنا لنجهد أنفسنا، وإنه لغير مكترث. وقال كعب بن مالك كان إذا سر أستار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر. وعرق مرة وهو عند عائشة فجعلت تبرق أسارير وجهه، فتمثلت له بقول أبي كبير الهذلي: وإذا نظرت إلى أسرة وجهه برقت كبرق العارض المتهلل وكان أبو بكر إذا رآه يقول: أمين مصطفى بالخبر يدعو كضوء البدر زايله الظلام وكان عمر ينشد قول زهير في هرم بن أسد: لو كنت من شيء سوى البشر كنت المضيء كليلة البدر ثم يقول لذلك كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم . وكان إذا غضب أحمر وجهه، حتى كأنما فقىء في وجنيته حب الرمان. وقال جابر بن سمرة كان في ساقيه حموشة، وكان لا يضحك إلا تبسماً. وكنت إذا نظرت إليه قتل أكحل العينين، وليس بأكحل. قال ابن عباس كان أفلج الثنيتين، إذا تكلم رؤى كالنور يخرج من بين ثناياه. وأما عنقه فكأنه جيد دمية في صفاء الفضة، وكان في أشفاره غطف، وفي لحيته كثافة، وكان واسع الجبين، أزج الحواجب في غير قرن بينهما، أقنى العرنين، سهل الخدين، من لبته إلى سرته شعر يجري كالقضيب، ليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، أشعر الذراعين والمنكبين، سواء البطن والصدر، مسيح الصدر عريضه، طويل الزند، رحب الراحة، سبط القصب، خمصان الإخمصين سائل الأطراف، إذا زال زال قلعاً، يخطو تكفياً ويمشي هوناً. وقال أنس ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا شممت ريحاً قط أو عرفاً قط، وفي رواية ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح أو عرف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم . وقال أبو جحيفة أخذت بيده، فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك. وقال جابر بن سمرة - وكان صبياً - مسح خدي فوجدت ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار. وقال أنس كأن عرقه اللؤلؤ. وقالت أم سليم هو من أطيب الطيب. وقال جابر لم يسلك طريقاً فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرفه. أو قال: من ريح عرقه. وكان بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة، يشبه جسده، وكان عند ناغض كتفه اليسرى، جمعاً عليه خيلان كأمثال الثآليل. كمال النفس ومكارم الأخلاق: كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان، وبلاغة القول، وكان من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يجهل، سلاسة طبع، ونصاعة لفظ وجزالة قول، وصحة معان، وقلة تكلف، أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب، يخاطب كل قبيلة بلسانها، ويحاورها بلغتها، اجتمعت له قوة عارضة البادية وجزالتها، ونصاعة ألفاظ الحاضرة ورونق كلامها إلى التأييد الإلهي الذي مدده الوحي. وكان الحلم والاحتمال، والعفو عند المقدرة، والصبر على المكاره، صفات أدبه اللَّه بها، وكل حليم قد عرفت منه زلة، وحفظت عنه هفوة، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يزد مع كثرة الأذى إلا صبراً، وعلى إسراف الجاهل إلا حلما، قالت عائشة ما خير رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة اللَّه فينتقم للَّه بها.
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:34 PM
وكان أبعد الناس غضباً وأسرعهم رضاً. وكان من صفة الجود والكرم على ما لا يقادر قدره، كان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، قال ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل. وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة. وقال جابر ما سئل شيئاً قط فقال: لا. وكان من الشجاعة والنجدة والبأس بالمكان الذيلا يجهل، كان أشجع الناس، حضر المواقف الصعبة، وفر عنه الكماة والأبطال غير مرة، وهو ثابت لا يبرح، ومقبل لا يدبر، ولا يتزحزح، وما شجاع إلا وقد أحصيت له فرة وحفظت عنه جولة سواه، قال علي كنا إذا حمى البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه. قال أنس فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم راجعاً، وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عرى، في عنقه السيف، وهو يقول لم تراعوا، لم تراعوا. وكان أشد الناس حياءً وإغضاءً، قال أبو سعيد الخدري: كان أشد حياء من العذراء في خدرها، وإذا كره شيئاً عرف في وجهه. وكان لا يثبت نظره في وجه أحد، خافض الطرف. نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، لا يشافه أحداً بما يكره حياء وكرم نفس، وكان لا يسمى رجلاً بلغ عنه شيء يكرهه، بل يقول ما بال أقوام يصنعون كذا، وكان أحق الناس بقول الفرزدق: يغضي حياءً ويغضي من مهابته فلا يكلم إلا حين يبتسم وكان أعدل الناس، وأعفهم، وأصدقهم لهجة، وأعظمهم أمانة، اعترف له بذلك محاوره وأعداؤه، وكان يسمى قبل نبوته الأمين، ويتحاكم إليه في الجاهلية قبل الإسلام، روى الترمذي عن علي أن أبا جهل قال له إنا لا نكذبك، ولكن نكذب بما جئت به، فأنزل اللَّه تعالى فيهم: {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ** [الأنعام: 33] وسأل هرقل أبا سفيان، هل تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال: لا. وكان أشد الناس تواضعاً، وأبعدهم عن الكبر، يمنع عن القيام له كما يقومون للملوك، وكان يعود المساكين، ويجالس الفقراء، ويجيب دعوة العبد، ويجلس في أصحابه كأحدهم، قالت عائشة كان يخصف نعله، ويخيط ثوبه، ويعمل بيده كما يعمل أحدكم في بيته، وكان بشراً من البشر يفلي ثوبه، ويحلب شاته ويخدم نفسه. وكان أوفى الناس بالعهود، وأوصلهم للرحم وأعظمهم شفقة ورأفة ورحمة بالناس، أحسن الناس عشرة وأدباً، وأبسط الناس خلقاً، أبعد الناس من سوء الأخلاق، لم يكن فاحشاً، ولا متفحشاً، ولا لعاناً، ولا صخاباً في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، وكان لا يدع أحداً يمشي خلفه، وكان لا يترفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا ملبس، ويخدم من خدمه، ولم يقل لخادمه أف قط، ولم يعاتبه على فعل شيء أو تركه، وكان يحب المساكين ويجالسهم ويشهد جنائزهم، ولا يحقر فقيراً لفقره. كان في بعض أسفاره فأمر بإصلاح شاة فقال رجل علي ذبحها، وقال آخر علي سلخها، وقال آخر علي طبخها، فقال صلى الله عليه وسلم وعلي جمع الحطب، فقالوا: نحن نكفيك، فقال: قد علمت أنكم تكفوني ولكني أكره أن أتميز عليكم، فإن اللَّه يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه، وقام وجمع الحطب. ولنترك هند بن أبي هالة يصف لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؛ قال هند فيما قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه - لا بأطراف فمه - ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً لا فضول فيه ولا تقصير دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم شيئاً، ولم يكن يذم ذواقاً - ما يطعم - ولا يمدحه، ولا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها - سماح - وإذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام. وكان يخزن لسانه إلا عما يعنيه. يؤلف أصحابه ولا يفرقهم، يكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد منهم بشره. يتفقد أصحابه - ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويصوبه، ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر، غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق، ولا يجاوزه إلى غيره الذي يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة. كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، ولا يوطن الأماكن - لا يميز لنفسه مكاناً - إذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، وقد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الحق متقاربين. يتفاضلون عنده بالتقوى، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم - لا تخشى فلتاته - يتعاطفون بالتقوى، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويرفدون ذا الحاجة، ويؤنسون الغريب. كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عتاب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يقنط منه قد ترك نفسه من ثلاث الرياء، والإكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث لا يذم أحداً، ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا. لا يتنازعون عنده الحديث. من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويعجب مما يعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في المنطق، ويقول إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يطلب الثناء إلا من مكافىء. وقال خارجة بن زيد كان النبي صلى الله عليه وسلم أوقر الناس في مجلسه لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه، وكان كثير السكوت، لا يتكلم في غير حاجة، يعرض عمن تكلم بغير جميل، كان ضحكه تبسماً، وكلامه فصلاً، لا فضول ولا تقصير، وكان ضحك أصحابه عنده التبسم، توقيراً له واقتداءً به. وعلى الجملة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محلى بصفات الكمال المنقطعة النظير، أدبه ربه فأحسن تأديبه، حتى خاطبه مثنياً عليه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ** [القلم: 4] وكانت هذه الخلال مما قرب إليه النفوس، وحببه إلى القلوب وصيره قائداً تهوى إليه الأفئدة، وألان من شكيمة قومه بعد الإباء، حتى دخلوا في دين اللَّه أفواجاً. وهذه الخلال التي أتينا على ذكرها خطوط قصار من مظاهر كماله وعظيم صفاته، أما حقيقة ما كان عليه من الأمجاد والشمائل فأمر لا يدرك كنهه، ولا يسبر غوره، ومن يستطيع معرفة كنه أعظم بشر في الوجود بلغ أعلى قمة من الكمال، استضاء بنور ربه، حتى صار خلقه القرآن؟ اللهم صلّي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:38 PM
في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم
فى بيت الرسول....
كلنا نتسائل كيف كان حال الرسول مع زوجاته, كيف كان يتعامل معهن؟ ,, كيف كان يعدل بينهن؟.. و لقد حقق صلى الله عليه و سلم السعادة لكل منهن و ذلك لأنه عرف كيف يتعامل مع المرأة و توغل فى أعماق نفسها الرقيقة و أخذ يناجيها بدفء العاطفة و يعينها على العمل لدينها ودنياها ....
و ماذا عن زوجاته الكريمات ....أمهاتنا المؤمنات.... اذا فتحنا كتب السيرة و الكتب التى تتحدث عن زوجات الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) سوف نجد بأن أكثر تلك الكتب قد وصفت زوجات الرسول بصفة مشتركة فيهن جميعا ... " الصوّامة القوّامة" ,,, اذن فهن كن يتمتعن بقرب شديد من الله و بمناجاته فى الليل .... و لذلك استحققن هذا الشرف العظيم.. استحققن أن يكنّ أمهات المؤمنين , زوجات الحبيب المصطفى فى الدنيا و الاّخرة
أصلحن ما بينهن و بين الله فأصلح الله لهن أمر دنياهم و اّخرتهم....
و ماذا عنّا نحن أخوتنا؟؟؟؟ أعلم أن الكثير ممن يقرأ رسالتى تلك متزوج أو حتى ان كان غير متزوج فهو يلحظ الحياة الزوجية بدقائقها من خلال والديه أو أصدقاؤه.... لم ندرت السعادة الزوجية فى يومنا هذا؟ هل عيب فى زماننا؟؟ لا ... بل عيب فى أنفسنا - رجالا و نساء- و التى أفسدناها بالمادية الحضارية و نسينا ديننا و حضارتنا الاسلامية و ابتعدنا عن تعاليم رسولنا و حبيبنا .... و ابتعدنا عن حب الله ... و ارتكبنا معاصيه جهرا و علانية و توارينا من الخلق عند فعل المعصية و لم تطرف أعيننا أو قلوبنا لحظة لنظر الاله اٍلينا
اذن ماذا نفعل الاّن و نحن نبغى عودة الحب فى حياتنا الزوجية؟
طريق واحد فقط....طريق الله و رسوله.... عندها سوف ينعم كل زوج بزوجته و يستشعرا معنى السعادة الزوجية التى أوجدها الله تعالى و لكننا بجهلنا حدنا عنها و تركناها
سلسلة " فى بيت الرسول" , لكل زوج و زوجة تباعدت بينهما المسافات و يريدا استعادة الحب مرة أخرى ...
***فى بيت الرسول***
التلطف والدلال ، التلطف مع الزوجة والدلال لها ومن صور الملاطفة والدلال نداء الزوجة بأحب الأسماء إليها أو بتصغير اسمها للتلميح أو ترخيمه يعني تسهيله و تليينه ، وهذا أيضا من حياته صلى الله عليه وسلم ...
وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول لـ[عائشة] :" يا عائش ، يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام ".
والحديث متفق عليه.
وكان يقول لعائشة أيضا: يا حميراء .
والحميراء تصغير حمراء يراد بها البيضاء كما قال ذلك [ابن كثير] في النهاية وقال [الذهبي]: الحمراء في لسان أهل الحجاز البيضاء بحمرة وهذا نادر فيهم .
إذاً فقد كان صلى الله عليه وسلم يلاطف عائشة ويناديها بتلك الأسماء مصغرة مرخمة .
وأخرج [مسلم] من حديث عائشة في الصيام قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل إحدى نسائه وهو صائم ثم تضحك رضي الله تعالى عنها"
وفي حديث عائشة أيضا أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثم ذكر كلمة معناها أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله"
والحديث أخرجه النسائي و[الترمذي] و[أحمد] وفيه انقطاع،
من خلال هذه الأحاديث يتبين لنا ملاحظة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأزواجه وحسن التعامل معها أي مع عائشة رضي الله تعالى عنها ومن صور المداعبة والملاطفة أيضا إطعام الطعام فقد أخرج [البخاري] و[مسلم] من حديث [سعد بن أبي وقاص] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم ذكر الحديث إلى قوله:
"وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى فِي امرأتك"
حتى اللقمة التي ترفعها بيدك إلى فم امرأتك هي صدقة ليست فقط كسباً للقلب وليست فقط حسن تعاون مع الزوجة بل هي صدقة تؤجر بها من الله عز وجل .
إذاً فمن صور المداعبة والملاطفة للزوجة إطعامها للطعام .
وكم لذلك من أثر نفسي على الزوجة.
وإني أسألك أيها الأخ أيها الرجل ماذا يكلفك مثل هذا التعامل ؟
لا شيء إلا حسن التأسي والاقتداء وطلب المثوبة وحسن التعاون وبناء النفس فالملاطفة والدلال والملاعبة مأمور أنت بها شرعا بما تفضي إليه من جمع القلوب والتآلف .
كثيرا ما كنا نقرأ عن سيرة الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المجال التربوي أو الإيماني أو السياسي أو العسكري أو الاقتصادي ... ولكن قليلا ما كتب أو نشر عن سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته وطبيعة علاقته مع نسائه.
إن المدقق في مجال العلاقات الأسرية لحياة الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجد أن هناك معاني كثيرة نحن بأمس الحاجة لها في واقعنا المعاصر، ولو عملنا بها لساهمت في استقرار بيوتنا وتقوية علاقتنا الزوجية ونضرب بعض الأمثلة في هذا المقال عن احترام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمشاعر الزوجة وتقديرها وبيان حبه لزوجاته. فقد سألت السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: كيف حبك لي؟! فقال عليه السلام: "كعقدة الحبل" ثم سألته: كيف العقدة؟! فقال: على حالها... أي لم تتغير والنبي ـ صلى الله عليه وسلم وصف لعائشة ـ رضي الله عنها ـ حبه لها كعقدة الحبل أي أن الحب مازال مربوطا في قلبه وهذه الكلمات لا شك أنها أدخلت السرور على الزوجة عندما استمعت إلى مشاعر زوجها بالوصف المذكور ولنتخيل مشاعر عائشة ـ رضي الله عنها ـ ودرجة سعادتها عندما استمعت إلى هذه الكلمات، وهي تعلم مسبقا أنها هي المحببة إلى زوجها الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فكم من مرة استمعت إليه وهو يقول لها بأنها فضلت على النساء كتفضيل الثريد على باقي الطعام.
إن للرجل طبيعته الخاصة في التعبير عن مشاعره بخلاف المرأة وطبيعتها، لأن المرأة إذا أرادت أن تعبر عن مشاعرها فإنها تتكلم وتقول أنا أحبك أو إني اشتقت إليك.. وأنا بحاجة إليك واني أفتقدك، وهذه الكلمات كثيرا ما ترددها الزوجة على زوجها، ولكن الرجل من طبيعته أنها إذا أراد أن يعبر عن مشاعره فانه يعبر بالعمل والإنتاج وقليلا ما يعبر بالكلام، فإذا أراد الرجل أن يخبر زوجته أنه يحبها فانه يشتري لها ما تريد مثلا أو أن يجلب بعض المأكولات أو المشروبات للمنزل أو بعض قطع الأثاث.. فهذا العمل بالنسبة للرجل تعبير عن الحب.
وهذه بالتأكيد طبيعة سلبية في الرجل تجاوزها الرسول الكريم. فكون النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصف حبه وعاطفته لعائشة ـ رضي الله عنها ـ فمعنى هذا أنه يلاطفها ويدللها ويعطي الزوجة ما تتمنى سماعه من زوجها وحبيبها وهذا مقام عال في التعامل بين الزوجين، ولهذا روى ابن عساكر عن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها: "ما أبالي بالموت بعد أن عرفت أنك زوجتي بالجنة".. كيف ستكون نفسية عائشة ـ رضي الله عنها ـ ومشاعرها عندما تسمع هذه الكلمات التي تعطيها الأمن والأمان بالحب والمودة بالدنيا والآخرة؟
فهذا العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من مكة فرارا من الإسلام فتبعث إليه ليرجع إلى مكة ويدخل في الإسلام، فيبعث إليها برسالة هذا بعض نصها: "والله ما أبوك عندي بمتهم وليس أحب إلي من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد، ولكنني أكره لك أن يقال إن زوجك خذل قومه فهلا عذرت وقدرت". وواضح من الرسالة أن العاص كان يحب زينب بدليل أنه يود ويحب أن يكون معها في طريق واحد أيا ما كان هذا الطريق كما أنه كره لها أن يقال فيها ما يضايقها ثم انه يطلب منها في النهاية أن تعذر وتقدر ومن أجل هذا الحب فان زينب استطاعت أن تذهب إليه وتأتي به مسلماً.
بعض الكتاب يدلل على احترام الغرب للمرأة، ويضرب مثلا بفتح الزوج باب السيارة لزوجته، وان كان هذا في ظاهره احترام، إلا أن هنالك جوانب كثيرة يكتشف فيها الناضج أنهم يهينون المرأة ولا يحترمونها، ونحن المسلمين ليس لدينا قضية صراع بين الرجل والمرأة، وإنما كل واحد منهما يكمل الآخر، ولهذا فأننا نقول بان الاحترام واجب من كلا الطرفين ولكل منهما، ونضرب مثلا في ذلك وهو حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام، عندما جاءته زوجته السيدة صفية تزوره في اعتكافه في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة ثم قامت لتذهب، فقام النبي عليه الصلاة والسلام معها ليودعها إلى الباب، وفي رواية أخرى أنه قال لها: لا تعجلي حتى أنصرف معك، وكان بيتها في دار أسامة فخرج معها.
(رواه البخاري ومسلم)، ولهذا فإننا نتمنى أن يسود الاحترام بين الزوجين، لأن الاحترام سر دوام المحبة الزوجية واستمرار الاستقرار العائلي
كم هي الحياة الزوجية جميلة لو كان الزوجان يتعاملان بهذه النفسية؟! وما أحوجنا إلى فتح صفحات التاريخ النبوي والإسلامي لنكتشف أجمل النظريات في الفنون الزوجية. وهو ما سنحاوله في هذه الزاوية من الأعداد القادمة...
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:43 PM
ان صناعة الحب فن يحتاج إلى إبداع , يحتاج إلى إمرأة مبتكرة تعرف كيف تتصرف تصرف عائشة يوم أن جاءتها صفية أم المؤمنين فقالت لها : إن رسول الله وجد علىّ (أى غضب علىّ) فهل إلى سبيل أن ترضين رسول الله (صلى الله عليه و سلم) و أجعل لك يومى؟ فأخذت أم المؤمنين عائشة خماراً لها مصبوغاً بزعفران , فرشته بالماء حتى تظهر رائحته ثم اختمرت فدخلت عليه (صلى الله عليه و سلم) فى يوم صفية فجلست إلى جنبه .فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إليك يا عائشة فليس بيومك !! فقالت: فضل الله يؤتيه من يشاء , و قصت عليه القصة.
إنها مبدعة فى صناعة الحب لحبيبها (صلى الله عليه و سلم) هذا الإبداع الذى جعل إحدى النساء تسألها عن الحناء و تقول : ما تقولين يا أم المؤمنين فى الحناء؟ فقالت, كان حبيبى (صلى الله عليه و سلم)يعجبه لونه و يكره ريحه ..إنها تتكلم و تتعامل بلغة الحب , تلك اللغة الرائعة فى فن التعامل مع الزوج
فلننظر إلى الجانب الآخر , رسول الله صلى الله عليه و سلم,
أيضا من فنون صناعة الحب:
- التزين والتجمل والتطيب للزوجة,
سُئِلَتْ عائشة: "بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك"
والحديث أخرجه مسلم، ذكر بعض أهل العلم فائدة ونكتة علمية دقيقة قالوا: فَلَعَلَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ليستقبل زوجاته بالتقبيل
وعند البخاري أن عائشة قالت: "كنت أُطَيِّبُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأطيب ما أجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته"
وفي البخاري أيضا أن عائشة قالت: كنت أُرَجِّلُ رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أسرح شعره
"كنت أُرَجِّلُ رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض"
في هذه الأحاديث كلها وغيرها بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التجمل والتزين الشرعي الذي يحبه الله بخلاف ما عليه بعض الرجال اليوم من إفراط في قضية الزينة أو حتى من تفريط في قضية الزينة والتجمل للمرأة ومن مبالغة في التجمل وعجيب للمتناقضات التي يعيشها بعض الرجال، ثم تشم منه رائحة كريهة عفنة وهي رائحة التدخين فأين أنت والتجمل أيها الأخ الحبيب ؟ وآخر وقع في تفريط عظيم وتقصير عجيب في قضية التجمل والزينة تبذل في اللباس وإهمال للشعر وترك للأظافر والشوارب والآباط وروائح كريهة والخير كل الخير في امتثال المنهج النبوي في التجمل والتزين والاهتمام بالمظهر وهو حق للمرأة هو حق شرعي للمرأة وسبب أكيد في كسب قلبها وحبها فالنفس جُبِلَتْ على حب الأفضل والأنظف والأجمل وتعال واسمع لحال السلف رضوان الله تعالى عليهم جميعا وكيف كانوا في هذا الباب.
قال [ابن عباس]: إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لى وما أحب أن أستطف كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها عليَّ لأن الله تعالى يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) وقد دخل على الخليفة عمر زوج أشعت أغبر ومعه امرأته وهي تقول: لا أنا ولا هذا لا تريده ، لا أنا ولا هذا ، ما هو السبب ؟ اسمع فعرف كراهية المرأة لزوجها فأرسل الزوج ليستحم ويأخذ من شعر رأسه ويقلم أظافره فلما حضر أمره أن يتقدم من زوجته فاستغربته ونفرت منه ثم عرفته فقبلت به ورجعت عن دعواها رجعت تراجعت إذن عن طلب الطلاق فقال عمر: وهكذا فاصنعوا لهن فوالله إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم ، وقال [يحيى بن عبد الرحمن الحنظلي]: أتيت [محمد بن الحنفية] فخرج إلى في ملحفة حمراء ولحيته تقطر من الغالية ، والغالية هي خليط الأطياب بل خليط أفضل الأطياب ، ولحيته تقطر من الغالية ، يقول يحيى فقلت له: ما هذا ؟ قال محمد : إن هذه الملحفة ألقتها على امرأتى ودهنتنى بالطيب وإنهن يشتهين منا ما نشتهيه منهن ، ذكر ذلك القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن
إذن فالمرأة تريد منك كما تريد أنت منها في التجمل والتزين
فلنتعلم فنون صناعة الحب من رسولنا الحبيب و من زوجاته و صحابته و التابعين
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:46 PM
فلنتناول فن جديد من فنون إدارة الحياه الزوجية و التى علمنا إياها الحبيب المصطفى (صلى الله عليه و سلم) و آل بيته الكرام
التجاوز عن الأخطاء في الحياة الزوجية وغض البصر ، خاصة إذا كانت هذه الأخطاء في الأمور الدنيوية فأقول لا تنس أيها الأخ الحبيب أنك تتعامل مع بشر وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ولا تنس أنك تتعامل مع امرأة وكما قال صلى الله عليه وسلم:
"قد خلقت من ضلع أعوج"
- " لا تكن شديد الملاحظة لا تكن مرهف الحس فتجزع عند كل ملاحظة أو كل خطأ انظر لنفسك دائما فأنت أيضا تخطئ لا تنس أن المرأة كثيرة أعمالها في البيت ومع الأولاد والطعام والنظافة والملابس وغيرها ولا شك أن كثرة هذه الأعمال يحدث من خلالها كثير من الأخطاء لا تنس أن المرأة شديدة الغيرة سريعة التأثر احسب لهذه الأمور كلها حسابها واسمع لهذه الأمثلة :
عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها كما تحدث [أم سلمة] "أنها أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه ، من الذي جاء بالطعام ؟ أم سلمة، فجاءت عائشة متزرة الكساء ومعها فهر أي: حجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وقال: كلوا ، يعنى أصحابه ، كلوا غارت أمكم غارت أمكم ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة وأعطى صحفة أم سلمة لعائشة"، .
أقول :
انظر لحسن خلقه صلى الله عليه وسلم وإنصافه وحلمه,
وانظر لحسن تصرفه عليه الصلاة والسلام وحله لهذا الموقف بطريقة مقنعة معللا هذا الخطأ من عائشة رضي الله عنها بقوله: "غارت أمكم، غارت أمكم" فهو يقدر نفسية عائشة زوجه اعتذارا منه صلى الله عليه وسلم لعائشة هو لم يحمل عائشة نتيجة هذا الخطأ ونتيجة هذا العمل ولم يذمها صلى الله عليه وآله وسلم ولماذا ؟ لأن أم سلمة هي التي جاءت إلى بيت عائشة تقدم للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هذا الطعام ولذلك قَدَّرَ صلى الله عليه وآله وسلم هذا الموقف وتعامل معه بلطف وحكمة صلوات الله وسلامه عليه وقدر ما يجرى عادة بين الضرائر من الغيرة لمعرفته صلى الله عليه وسلم أنها مركبة في نفس المرأة .
لم يؤدب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عائشة وبين أنها غارت مع أنها كسرت الإناء ومع أنها تصرفت أيضا أمام أصحابه هذا التصرف ولكن (وإنك لعلى خلق عظيم)
انظر للحكمة وانظر لحسن التعامل وتصور لو أن هذا الموقف حصل معك كيف سيكون حالك أيها الزوج..؟ ؟
بل ربما لو حصل هذا الموقف بينك وبين زوجك مثلا في المطبخ والرجال موجودون في المجلس ، كيف ستكون نفسيتك وكيف سيكون التصرف ؟
إذن فالعفو والصفح إذا قصرت الزوجة وشكرها والثناء عليها إن أحسنت كل ذلك من شيم الرجال ومن محاسن الأخلاق .
وبعض الأزواج قد يختلق المشاكل ويَنْفَخُ فيها وقد تنتهي هذه المشاكل بحقيقة مرة وهي الطلاق ، واسمع لهذا الموقف:
روي أن رجلا جاء إلى [عمر بن الخطاب] رضى الله تعالى عنه وأرضاه ليشكو سوء خلق زوجته فوقف على بابه ينتظر خروجه فسمع هذا الرجل امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها وتخاصمه وعمر ساكت لا يرد عليها.
فانصرف الرجل راجعا وقال: إن كان هذا حال عمر مع شدته وصلابته وهو أمير المؤمنين فكيف حالي؟
وخرج عمر فرآه موليا عن بابه فناداه وقال: ما حاجتك أيها الرجل؟
فقال: يا أمير المؤمنين جئت أشكو إليك سوء خلق امرأتي واستطالتها عَلَيّ فسمعت زوجتك كذلك فرجعت وقلت: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي ؟
قال عمر ـ يا أخي اسمع لمواقفهم رضوان الله تعالى عليهم ـ يا أخي إني أحتملها لحقوق لها عليّ إنها لطباخة لطعامي، خبازة لخبزي، غسالة لثيابي، مرضعة لولدي وليس ذلك كله بواجب عليها ويسكن قلبي بها عن الحرام فأنا أحتملها لذلك ، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين وكذلك زوجتي قال عمر: فاحتملها يا أخي فإنما هي مدة يسيرة (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)
هذه الآية تسلية لوعد قدري لكل زوج بُلِىَ بما يكره في زوجته بأن يجعل الله لمن صبر على بليته خيرا موعودا وجزاء موفورا وحظا قادما لا يعلمه إلا هو سبحانه ، هكذا كانت حياتهم الزوجية ذكر للحسنات وغض البصر عن الأخطاء والسيئات.
والسيئات ويقال أن بدوية جلست تحادث زوجها وتطرق الحديث إلى المستقبل كعادة الأزواج فقالت : أنها ستجمع صوفا وتغزله وتبيعه وتشترى به بكرا، فقال زوجها إذا اشتر يتيه فسأكون أنا الذي سأركبه، قالت: لا، فألح زوجها فرفضت وأصرت ولم ترجع هي حتى غضب زوجها فطلقها .
الأصل لا يوجد هناك مشكلة القضية قضية أماني في المستقبل لو كان تقول: أنني سأعمل صوفا وأغزله ثم أبيعه ثم أشترى به بكرا فتخاصما على هذا البَكْر من يركبه الأول فحصل الطلاق هذا المثل يوضح حقيقة حال كثير من الطلاق الذي يحصل بين الرجل والمرأة لأسباب تافهة عندما يقف أهل الخير أو القضاة أو غيرهم على بعض أسباب الطلاق يجد أن أسباب الطلاق أسبابا تافهة لا تذكر وهكذا كثير من المشكلات وهمية تافهة تنتهي بنهاية للحياة الزوجية وللأسف ،
يدرى ما يقول وما يفعل.
يا ليت الرجل ويا ليت المرأة يسحب كل منها كلام الإساءة وجرح المشاعر والاستفزاز يا ليت أنهما يذكران الجانب الجميل المشرق في كل منهما ويغضان الطرف عن جانب الضعف البشري في كليهما
ما أروع التوجيه النبوي الذي يجعل البيت جنة فإذا غضب أحد الزوجين وجب على الآخر الحلم فحال الغضبان كحال السكران لا
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:49 PM
الجلوس مع الزوجة والتحدث إليها والشكاية لها ومشاورتها,
فإنه كثيرا من الأزواج كثير الترحال ،كثير الخروج ، كثير الارتباطات ، بل سمعنا
عن الكثير منهم أنه يخرج للبراري والاستراحات كل يوم وليلة ، بل سمعنا أن بعض
الأزواج يسهر كل ليلة إلى ساعة متأخرة من الليل فأي حياة هذه وأين حق الزوجة
وحق الأولاد والجلوس معهم ؟
وانظر مثال لهذا الفن للجلوس مع الزوجة والحديث معها حديث [أم زرع] الطويل
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع لعائشة تحكيه عائشة تروي هذا الحديث الطويل
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع لحكاية عائشة قال ابن حجر : وفيه ـ أي وفي
هذا الحديث من الفوائد ـ حسن عشرة المرء أهله بالتأنيس والمحادثة في الأمور
المباحة ما لم يفض ذلك إلى ما يمنع ، انتهي كلامه رحمه الله ،
والشكاية للزوجة واستشارتها فهذا مما يشعرها أيضا بقيمتها وحبها استشر المرأة
ولو لم تكن أيها الأخ الحبيب بحاجة إلى هذه المشورة فإنك تشعر هذه الزوجة
بقيمتها وحبك لها ولن تعدم الرأي والمشورة أبداً إن شاء الله لن تعدم الرأي
والمشورة وربما فتحت عليك برأي صائب كان السبب في سعادتك ومثال ذلك انظر للنبي
ولحبيبنا صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي يا رسول الله كان يستشير حتى أزواجه
ومن ذلك استشارته صلى الله عليه وسلم لأم سلمة في صلح الحديبية عندما أمر
أصحابه بنحر الهدي وحلق الرأس فلم يفعلوا لأنه شق عليهم أن يرجعوا ولم يدخلوا
مكة ، فدخل مهموما حزينا على أم سلمة في خيمتها فما كان منها إلا أن جاءت
بالرأي الصائب : أخرج يا رسول الله فاحلق وانحر فحلق ونحر وإذا بأصحابه كلهم
يقومون قومة رجل فيحلقوا وينحروا ،
بل و أنظر لتلك السيدة المؤمنة الفاضلة " خديجة" رضى الله عنا, إذ تبشر زوجها
بالخير فى لحظات خوفه , حين جاءها بعدما نزل عليه الوحى أول مرة و هو يتصبب
عرقاً فزعاً خائفاً و هو يقول "زملونى زملونى" فتزمله و تطمئنه و تخفف مقع ما
حدث له و هول ما رأى و حين يقول لها "لقد خشيت على نفسى " تطمئنه و تبشره و
تقول له " لا و الله ما يخزيك الله أبداً, إنك لتصل الرحم و تحمل الكل و تكسب
المعدوم و تقوى الضعيف و تعين على نوائب الحق" ....و بذلك تطمئن نفس النبى صلى
الله عليه وسلم و يهدأ...
أما لو كانت امرأة أخرى غير خديجة فلربما قالت له : و ما أقعدك وحدك فى هذا
الغار المهجور . ألم يكن أولى بك أن تتعبد حيث يوجد الناس ...إلخ...
فلبكن خلقك أيتها الزوجة المؤمنة التبشير بالخير و التفاؤل و حسن الظن بالله, و
طمئنة الزوج دائماً و الوقوف بجانبه فى الأزمات وقوفاً إجابياً يرفع من روحه
المعنوية و لا يحطمها
هكذا المرأة فإنها معينة لزوجها متى ؟ إذا أشعرها زوجها بقيمتها ولذلك أقول :
العلاقة بين الزوجين تنمو وتتأصل كلها تجددت ودارت الأحاديث بينهما فالأحاديث
وسيلة التعارف الذي يؤدي إلى التآلف وكما قال صلى الله عليه وسلم:
"فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف"
ومن فن التعامل أيضا:
- مداراة المرأة وعدم التضييق عليها والاعتذار إليها
فعن [أبي هريرة] قال صلى الله عليه وسلم: "واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من
ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته"
لا تطلب المحال افهم جيدا نفسية المرأة وافهم جيدا خلقة المرأة:
"فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوجا فاستوصوا بالنساء خيرا"
والحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما .
ومعنى استوصوا؛ أي أوصيكم بهن خيرا فاقبلوا وصيتي فيهن واعملوا بها قاله
[البيضاوي]،
انتبه في الحديث إشارة إلى ترك المرأة على اعوجاجها في الأمور المباحة ، وألا
يتركها على الاعوجاج إذا تعدت ما طبعت عليه من النقص كفعل المعاصي وترك
الواجبات ، وأيضا في الحديث سياسة النساء بأخذ العفو منهن والصبر عليهن وعلى
عوجهن.
فقال صلى الله عليه وسلم أيضا في الحديث الآخر: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره
منها خلقا رضي منها آخر" والحديث في صحيح مسلم ومعنى يفرك أي يبغض منها شيئا
يفض به إلى تركها، وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما
هن عوان عندكم"
انظر للتصوير ....
أنظر للصورة الجميلة: فإنما هن عوان عندكم. والعوان أي هن كأسيرات عندك أيها
الرجل أي المرأة كأسيرة عندك فهي أشبه بالأسير كسيرة القلب مهيضة الجناح .
فوجب على الرجل أن يجبر قلبها وأن يرفع من معنوياتها ويحسن إليها ويكرمها ,
أما الاعتذار إليها عند الخطأ والاعتراف به فهو أدب جَم وخلق رفيع خاصة عند
غضبها .
أرجعكم دائما إلى حياته صلى الله عليه وسلم حتى نتبين أيها الأحبة أن حياته
صلى الله عليه وآله وسلم في كل شئون الحياة هي قدوة ونبراس ومرجع يجب أن نرجع
إليه وأن ندرسه أي حياته صلى الله عليه وآله وسلم (لقد كان لكم في رسول الله
أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا).
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:51 PM
بقوله: إذا رأيتني غضبت فرضني وإذا رأيتك غضبي رضيتك وإلا لم نصطحب ، تعامل بهذه القاعدة في بيتك
ومن الفن أيضا:
- إظهار المحبة والمودة للزوجة وذلك بالقول والفعل
أما القول:
فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أم زرع الطويل قال لعائشة : "كنت لك كأبي زرع لأم زرع"
والحديث عند البخاري أي في الوفاء والمحبة فقالت عائشة واسمع أيضا لحكمة عائشة واسمع لعقل هذه المرأة رضى الله عنها وأرضاها لما قال لها النبي: كنت لك كأبي زرع لأم زرع يعني في الوفاء والمحبة قالت عائشة :
بأبي وأمي لأنت خير لي من أبي زرع لأم زرع.
وأما الفعل أي إظهار المحبة بالفعل فكثير في حياته صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ففي صحيح مسلم في كتاب الحيض عن عائشة قالت: "كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فِيَّ" اسمع انظر للتصرف "فيضع فاه على موضع فِيَّ فيشرب، وأتعرق العَرْقَة وأنا حائض ثم أناوله النبي فيضع فاه على موضع فِيَّ"
والعَرْق: العظم عليه بقية من اللحم وأتعرق أي آخذ عنه اللحم بأسناني ونحن ما نسميه بالعرمشة فكان النبي صلى الله عليه وسلم يضع فمه مكان فم عائشة رضى الله تعالى عنها في المأكل أو المشرب يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم وعائشة حائض وهنا نكتة أيضا أشار إليها بعض أهل العلم قالوا : لم يكن يفعل ذلك لشهوة صلى الله عليه وسلم وإنما إظهار المودة والمحبة لأن المرأة حائض وإنما إظهار المودة والمحبة ثم لا بأس أيضا من تقديم الزوجة عليك بالشرب والأكل قبلك كل ذلك إظهارا للمودة والمحبة .
هل يتصور أن تنتقل العلاقة الزوجية إلى علاقة صداقة ومحبة؟!
أم أن الزوجين لا يمكنهما أن يكونا صديقين؟!
لقد أوقفتني حادثة للحبيب محمد عليه الصلاة والسلام، عندما رأيته يتعامل مع زوجته عائشة رضي الله عنها وكأنها صديقته، وذلك فيما يرويه الإمام مسلم عن أنس بن مالك (خادم رسول الله) عليه الصلاة والسلام قال: دعا رجل فارسي النبي عليه الصلاة والسلام إلى طعام، فقال النبي: أنا وعائشة فقال: لا. فقال: فلا، ثم أجابه بعد، فذهب هو وعائشة يتساوقان، فقرب اليهما اهالة (اللحم السمين).
إن هذا الموقف يعرفنا بمدى العلاقة الحميمة للزوجين ودرجة الحب بينهما، حتى أنهما لا يريدان الاستغناء عن بعضهما البعض، وان كانت الدعوة للزوج إلا أنه اشترط مجيء زوجته معه، ولم يهمه رضى الداعي من عدمه، وإنما يهمه مرافقة زوجته له، إن هذا المعنى من معاني الصداقة في العلاقة، وإذا توفرت هذه المعاني في العلاقات الزوجية أصبحت العلاقة راقية ومتميزة، وليس كل زوجين تتوفر فيما بينهما الصداقة، فأحيانا يتعامل الزوج مع زوجته على اعتبار أنها زوجته وأم أولاده، فلها من الحقوق مالها وما عليها، ولكن مفهوم الصداقة هو التفاني في المحبة والرقة في المعاملة
فهذه من علامات الصداقة وإشاراتها فلو أن العلاقة الزوجية تضمنت علاقة صداقة لا يستغنى كل واحد منهما بالآخر عن الآخرين، فيكون كل طرف هو مركز اهتمامه وصندوق أسراره، يعتمد عليه في المهمات الصعبة، فان سقط رفعه، وان مرض وقف على رأسه، وان احتاج أعطاه، وان طلب لباه، فهذه من علامات الصداقة، فالصداقة قرب قلبي أكثر من كونها قرباً جسدياً.
وتقدير الذات حاجة أساسية ولهذا ركزت عليها كبرى الشركات والمؤسسات الربحية وغير الربحية، عندما رفعت شعار: ((تقدير العميل أهم شئ))، أو شعار ((العملاء دائما على حق))، وكذلك يركز عليها الطفل الصغير، فانه يعمل الحركات الغريبة من أجل لفت النظر، ففي ذلك تقدير له وإعطاؤه الاهتمام بوجوده، وهذا ما نريده من الزوجين، ولهذا عندما دعا الرجل الفارسي الحبيب محمدا عليه الصلاة والسلام، اشترط عليه الرسول الكريم أن ترافقه زوجته، فهذا من كمال التقدير للطرف الآخر، وهذا من التصرفات التي ترفع العلاقة بين الطرفين من علاقة زوجية إلى علاقة صداقة، فتنشأ بعدها كل الأخلاق التي يتمناها الإنسان من الطرف الآخر بسبب وجود علاقة صداقة بينهما، فإذا طلب لا يرد طلبه، وإذا سأل أعطى، وإذا مرض وقف عند رأسه، وإذا احتاج لبى حاجته، وإذا مات كان وفيا له.
ولا يعني ذلك أن الصداقة أعلى مرتبة من العلاقة الزوجية، ولكن عندما يرتبط الطرفان بالعلاقة الزوجية، ثم تكون العلاقة بينهما علاقة صداقة لأصبحا نور على نور.
تعالوا ننتقل إلى قول آخر من أقوال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه و سلم), حين قال عن السيدة خديجة رضى الله عنها: ( إني رزقت حبها ),,فالحب رزق مثل الطعام والشراب والمال , فكل ذلك رزق من الله عزوجل , فالله يرزق الأرض لتحيا , والجسد الطعام والشراب ليحيا . ويرزق القلوب الحب لتحيا
و عن عائشة - رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قضي أحدكم حجة فليعجل الرجوع إلى أهله , فإن أعظم لأجره ) .
لقد قرأت هذا الحديث , وما كنت أتصور أن رجوع الحجاج إلى أهلهم أكثر أجراً من صلاتهم وتسبيحهم في بيت الحرام , والحسنة فيه تعدل مائه ألف حسنة , ومع ذلك يوجه النبي صلى الله عليه وسلم الرجال إلى سرعة الرجوع إلى أهليهم
و هناك حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : لما تغيب " عثمان " رضي الله عنه – عن " بدر " فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - , وكانت مريضة , فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( إن لك أجر رجل ممن شهد بدراً وسهمه ) .
إن أفضل الصحابة هم الذين شهدوا بدراً ومع ذلك يعدل أجرهم أجر رجل جلس مع زوجته عند مرضها ليؤنسها ويسليها , ويخفف عنها آلامها
و هناك حديث آخر يرويه ابن عباس – رضي الله عنه – قال : ( قال رجل : يا رسول الله , إني أريد أن أخرج في جيش كذا وكذا وامرأتي تريد الحج , فقال أخرج معها )
لقد فضل النبي صلى الله عليه وسلم مرافقة الرجل لزوجته على الخروج للجهاد – إن للرحلة العائلية أثراًَ في تغير الجو المنزلي وتجديد الحياة
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 04:54 PM
قصة زينب بنت جحش رضي الله عنها..كان الله وليها..وجبريل الشاهد على زواجها
زينب بنت جحش رضي الله عنها واحدة من بنات سادات قريش؛ وهي ابنة عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأمها أميمة بنت عبدالمطلب، ونشأت كباقي بنات قريش، إلا أنها كانت من أحسنهن جمالاً وحسباً وشرفاً ومالاً.
أسلمت وهاجرت مع المهاجرين إلى المدينة، فلما بلغت سن الزواج.. أتاها من يخطبها من سادات قريش، فأحبت أن تستشير النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فأرسلت أختها حمنة بنت جحش إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحمنة: «أين هي ممن يعلمها كتاب الله تعالى، وسنة نبيه»؟!. فقالت حمنة: فمن؟ قال: زيد بن حارثة، فغضبت حمنة غضباً شديداً وقالت: يا رسول الله.. تزوج بنت عمك لمولاك؟ فقال: نعم، فذهبت حمنة فأخبرت زينب بما جرى، فغضبت زينب أشد من غضب حمنة، وقالت: يزوجني عبداً؟
ولكنها ترددت في هذه المسألة، فأرسلت بالاستخبار عن هذا الأمر بشكل أوضح، فجاءها الجواب الحاسم للأمر: قد زوجتك زيداً، ونزل قوله تعالى: {ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مُبيناً** «الأحزاب: 36».
غير أن المرأة التي تربت في مدرسة النبوة، وتحت مظلة الإسلام العظيمة، لم تكن لتخالف أمر القيادة النبوية، ولم تكن لتجمح بغرورها وتخرج من دائرة الطاعة لله ولرسوله، فأطاعت الأمر، ورضيت بما رضيه لها الله ورسوله.. وتزوجت زيداً.
وعاشت مع زيد، لكنها لم تكن لتستطيع أن تخفي عدم رضاها ومحبتها لهذه الزيجة، وكانت سيدة من سادات قريش، وزيد كان عبداً، وكان الإسلام حديث عهد بالقلوب، ولم يستطع زيد رضي الله عنه تقبل هذه الحياة، وما استطاع التواؤم معها فأراد أن يطلقها، وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فصبّره ولكنه لم يستطع فعاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: له: «أمسك عليك زوجك واتق الله» ولكن مشاكل بيت الزوجية هذه بدأت تزيد، وينفد معها صبر زيد، مع أنه كان من أكابر علماء الصحابة ومن أتقاهم، وكذا حال زينب أيضاً، رضي الله عنهما.
وهنا ينبغي الوقوف على درس هام، وهو أن للزواج أسساً وقواعد يحتاجها كل خاطب، فليس يبنى الزواج على علاقة حب فقط، كما أنه لا يمكن أن ينجح بناء على مصلحة ما بين طرفين، وقد قضى الله أن تحدث هذه القصة مع زيد وزينب رضي الله عنهما ليعلم الله المؤمنين كيف تكون الطاعة، ومن ثم كيف يكون بناء بيت الزوجية؟
وبقي زيد مصراً على الطلاق، فأنزل الله تعالى قوله: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذ قضوا منهن وطراً وكان أمرُ الله مفعولاً** «الأحزاب: 37»فلما نزلت هذه الآية.. ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت زينب بعد مضي العدة، فدخل عليها البيت فإذا هي مكشوفة الشعر، جالسة تعمل في البيت فقال: «قد زوجني الله إياك» قالت: يا رسول الله بلا شاهد ولا ولي؟! قال: «زوجني الله والشاهد جبريل».
فكانت تظهر فيما بعد هذه المكرمة أمام ضرائرها من أمهات المؤمنين.. فتقول: زوجكن لأهاليكن، وزوجني الله من فوق عرشه. وكانت تقول لهن: أنا أكرمكن ولياً؛ لأن الله هو وليها في زواجها، وأكرمكن سفيراً؛ لأنه كان جبريل عليه السلام.
واستقرت حياتها بزوجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشعرت به أنها أسعد الناس وأكرمهن.
وكانت عائشة رضي الله عنها تشهد بفضل زينب وتقول: لم أر امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله من زينب، وأصدق حديثاً وأوصل للرحم من زينب، وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً من نفسها في العمل.
وفي يوم عرسها بالنبي صلى الله عليه وسلم.. نزلت آية الحجاب، وكان عمرها (35) سنة.
لقد كان في قصة زينب رضي الله عنها موعظة بالغة، ينبغي أن يلتفت إليها شباب اليوم بكل انتباه، وهي أن الإسلام لم يغفل جانب الحب والألفة، بل إنه جعله أساساً لبناء أي أسرة يكتب لها النجاح والسعادة، وقرر أن بناء الحياة المستقرة، مبني أصلاً على الحب والرحمة والمودة، فالإسلام لم يمنع الحب، ولم يشوه صورته كما يفعل بعض المتحمسين للإسلام اليوم، بل شجع عليه، ولكنه وضع له الضوابط والأسس التي تصون الشباب عن الرذيلة والمنكرات،
قصة صفية بنت حيي رضي الله عنها...الضرة التي غارت منها نساء الرسول صلى الله علية وسلم
كانت صفية بنت حيي حين فتح المسلمون حصن القموص قد خرجت منه مع من اخرج من الاسرى والسبايا الذين وقعوا غنيمة في ايدي المسلمين.
وحينما هم الرسول بمغادرة خيبر بعد ان انتهى من تدبير امر اليهود كانت قد اسلمت وتخيرت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 05:09 PM
ذكر الطبري في تاريخه من واقعة خيبر ما نقله عن السيرة الهشامية.
لما وقعت صفية في سهم دحية الكلبي جاء رجل من الانصار وقال يا رسول الله اتعطى دحية الكلبي صفية وهي سيدة بني النضير وبني قريظة وهي لا تصلح الا لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه فلنعطه غيرها.
وذكر ابن عبد البر وهو ما نقله عن الواقدي ان الرسول خيرها بين الاسلام واليهودية فقالت يا رسول الله لقد هويت الاسلام وصدقت لك قبل ان اراك فاعتقها رسول الله وجعل عتقها صداق زواجه منها.
وقال ابن هشام وفي ترجمتها بالطبقات والاستيعاب وعيون الاثر وغيرها لما احضر بلال صفية وابنة عم لها الى حضرة النبي مر بهما على قتلى من يهود.
فجعلت صفية تبكي في صمت بينما ابنة عمها تصرخ وتولول ناشرة شعرها.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: انزعت من قلبك الرحمة يا بلال حتى تمر بفتاتين على قتلى قومهما؟
ثم استدعى الرسول صفية وقال لها ان تكوني على دينك لم نكرهك وان اخترت الله ورسوله اتخذتك لنفسي قالت: بل اختار الله ورسوله. فاعتقها رسول الله وتزوجها وجعل عتقها مهرها.
ولما شد جيش المسلمين الرحال لمغادرة خيبر وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى صفية فقدم اليها البعير وثنى رجله لتضع قدمها على فخذه مساعدة لها على الركوب فابت صفية رضي الله عنها ان تضع قدمها على فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعت ركبتها بدلا من قدمها.
وعلى بعد ستة اميال من خيبر حط النبي يبغى الزفاف بعروسه فابت عليه صفية ذلك ووجد النبي في نفسه لما بدا من صفية.
فلما كان بالصهباء وهو موضع على بعد مرحلة من خيبر نزل النبي وطلب من ام سليم وهي ام خادمه انس بن مالك ان تعد صفية لزفافه بها.
ودخل النبي على عروسه فوجد عندها سرورا به وبشاشة له واحس منها حفاوة وائتناسا به فلما سألها: ما الذي حملك علي في المنزل الاول؟!!. اجابت: خشيت عليك قرب يهود.
وبهذا الجواب عظمت صفية في عين النبي صلى الله عليه وسلم وحازت رضاه واعجابه فاقبل عليها يحدثها مسامرا مهونا عليها ما يكون بنفسها من اثر لما اصاب قومها.
ومرت ليلة عرس الرسول بصفية كاحسن ما تمر الليالي فلما اصبح الرسول وغادر الخيمة التي زفت اليه فيها صفية وجد ابا ايوب خالد بن زيد الانصاري وقد بات يطوف بالخيمة متوشحا سيفه فسأله النبي مالك يا ابا ايوب.
اجاب: يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة وقد قتلت اباها وزوجها وقومها وكانت حديثة عهد بكفر فخفتها عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم احفظ ابا ايوب كما بات يحفظني.
واستقبل اهل المدينة جيش المسلمين المنتصر بالفرح والسرور واستعد كل بيت وتسامعت نساء الانصار بجمال صفية ووضاءتها فتوافدن اليها وقد كان الرسول انزلها في بيت حارثة بين النعمان.
واقبلن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ينظرن الى صفية العروس الجديدة ضرتهن المقبلة وابصر النبي بعائشة متنقبة فعرفها رغم تخفيها فلما نظرت الى العروس وهمت بالانصراف مسك النبي بثوبها وسألها ملاطفا: كيف رأيت يا شقيراء؟
وبغتت عائشة لمعرفة النبي لها فقالت لما تحسه من جرحها وشدة لذع الغيرة بها: رأيت يهودية.
فقال لها: لا تقولي هذا يا عائشة فانها قد اسلمت وحسن اسلامها.
دخلت صفية بيت الرسول وفي عزمها ان تسالم زوجاته وان تعمل ما بوسعها لاكتساب ودهن وفي الطبقات ومثله في الاستيعاب والمحبر:
وكانت مظاهر الود الذي ابدته صفية رضي الله عنها لتكسب به عطف وحب آل بيت الرسول ان اهدت الى فاطمة الزهراء حلية كانت تمتلكها من الذهب.
وبالرغم من الود الذي ابدته صفية رضي الله عنها لزوجات النبي ولآل بيته فانها لم تستطع ان تبتعد بذهن زوجات الرسول عن اصلها اليهودي ولم تستطع زوجات النبي ان يتغاضين عن هذا الاصل عندما يغضبن عليها او يتشاحن معها.
ووجدث صفية رضى الله عنها عند النبي خير حام لها من ايذاء ضرائرها وخير مدافع عنها اذا ما نلن من اصلها.
حدث ابن اسحاق وابن عبد البر وابن سيد الناس: عندما تشاحنت عائشة وحفصة معها ذات يوم وتفاخرتا بقولهما:
نحن اكرم على رسول الله منها.. نحن ازواجه وبنات عمه وشكت صفية رضي الله عنها الى الرسول صلى الله عليه وسلم ما لقيت منهما وما قالتا عنها.
فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم مطيبا لخاطرها مباهيا لها بنسبها: ألا قلت وكيف تكونان اكرم مني وزوجي محمد وابي هارون وعمي موسى.
وظل النبي يظلل صفية برعايته ويشملها بعنايته حتى في آخر لحظات عمره.
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 05:11 PM
إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد قال الله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون** [الذاريات: 56،75] وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة، فإنها دار نفادٍ لا محل إخلادٍ، ومركب عبور لا منزل حبور، ومشروع انفصام لا موطن دوام. فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد، وأعقل النار فيها هم الزهاد.
قال الله تعالى: {إنما مثل الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون**
إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم
قال اللَّه تعالى: ** إنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ويطهركم تطهيراً ** .
وقال تعالى: ** ومن يعظم شعائر اللَّه فإنها من تقوى القلوب ** .
وعن يزيد بن حيَّانَ قال : انْطلَقْتُ أَنا وحُصيْنُ بْنُ سَبْرَةَ ، وعمْرُو بن مُسْلِمٍ إلى زَيْدِ بْنِ أَرقمَ رضي اللَّه عنهم ، فلَمَّا جَلسْنا إِلَيهِ قال له حُصيْنٌ : لَقَد لَقِيتَ يَا زيْدُ خَيْراً كَثِيراً ، رَأَيْتَ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، وسمِعْتَ حَدِيثَهُ ، وغَزَوْتَ مَعَهُ، وَصَلَّيتَ خَلْفَهُ : لَقَدْ لَقِيتَ يا زَيْدُ خَيْراً كَثِيراً ، حَدِّثْنَا يا زَيْدُ ما سمِعْتَ مِنْ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم . قال : يا ابْنَ أَخِي واللَّهِ لَقَدْ كَبِرتْ سِنِّي ، وقَدُم عهْدي ، ونسِيتُ بعْضَ الذي كنتُ أَعِي مِنْ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ ، فَاقْبَلُوا ، وَمَالا فَلا تُكَلِّفُونِيهِ ثُمَّ قال : قام رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَوْماً فِينَا خطِيباً بِمَاءٍ يُدْعي خُمّاء بَيْنَ مكَّةَ وَالمَدِينَةِ ، فَحَمِدَ اللَّه ، وَأَثْنى عَليْه ، ووعَظَ، وَذَكَّرَ ، ثُمَّ قَالَ : «أَمَّا بعْدُ : أَلا أَيُّهَا النَّاسُ ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رسولُ ربي فَأُجيبَ ، وأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ : أَوَّلهُما كِتابُ اللَّهِ ، فِيهِ الهُدى وَالنُّورُ ، فَخُذُوا بِكِتابِ اللَّه ، وَاسْتَمْسِكُوا به» فَحثَّ على كِتَابِ اللَّه ، ورغَّبَ فِيهِ . ثمَّ قَالَ « وأَهْلُ بَيْتِي ، أُذكِّركم اللَّه في أهلِ بيْتي ، أذكِّرُكم اللَّه في أهل بيتي » فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : ومَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يا زيْدُ ؟ أليس نساؤُه من أهلِ بيتهِ ؟ قال : نساؤُه منْ أهلِ بيتِهِ وَلَكِن أَهْلُ بيْتِهِ منْ حُرِم الصَّدقَة بعْدَهُ ، قَال : ومَنْ هُم؟ قَالَ : هُمْ آلُ عليٍّ ، وآلُ عَقِيلٍ ، وآلُ جَعْفَر ، وَآلُ عبَّاسٍ ، قَالَ : كُلُّ هُؤلاءِ حُرِمَ الصَّدقَةَ ؟ قَالَ : نعَمْ . رواه مسلم .
وفي روايةٍ : « أَلا وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقْلَيْن : أَحدُهَما كِتَابُ اللَّه وَهُو حبْلُ اللَّه، منِ اتَّبَعه كَانَ عَلَى الهُدى ، ومَنْ تَرَكَهُ كانَ على ضَلالَةٍ » .
وعَن ابنِ عُمرَ رضي اللَّه عنهما ، عن أبي بَكْر الصِّدِّيق رضي اللَّه عنه مَوْقُوفاً عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ : ارْقُبُوا مُحَمَّداً صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في أَهْلِ بيْتِهِ ، رواه البخاري .
المصدر : رياض الصالحين /للإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي الدمشقيّ
شذى الاسلام
26-05-2012, 05:13 PM
نماذج خالدة لبيوت مسلمة ناجحة00توفرت فيها الحياة السعيدة
بيوت ناجحة
ظهرت نماذج خالدة لبيوت مسلمة ناجحة، توفَّرتْ فيها الحياة السعيدة الهادئة.. إنها بيوت بنيت على تقوى الله وطاعته، وبدأت على أسس ومبادئ صحيحة من حسن الاختيار، وتربية الأبناء، وعرف كل فرد ما عليه فأعطاه، وما له فأخذه أو تسامح فيه، ومن هذه البيوت الطيبة:
1- البيت النبوي
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بالسيدة خديجة -رضي الله عنها- وكانت تزيد عنه في العمر خمسة عشر عامًا، وعاش معها النبي صلى الله عليه وسلم حياة سعيدة هانئة، وظل الرسول صلى الله عليه وسلم يحن إليها ويحفظ عهدها بعد وفاتها إلى أن توفاه الله، فقد كانت خديجة أروع مثال للزوجة المسلمة الصالحة، حيث قدمت له خير ما تقدم زوجة لزوجها.
ومن ذلك أنه لما تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم قبيل بعثته بسنوات للتأمل والتدبر في الكون خلال شهر رمضان من كل عام، لم تضجر السيدة
خديجة -رضي الله عنها- لبعد النبي صلى الله عليه وسلم وانقطاعه عنها، بل قابلت ذلك بالرضا والقبول، فكانت تحمل إليه الطعام والشراب في الغار.
ولما نزل عليه الوحي ولَّى مسرعًا إلى السيدة خديجة، وهو يقول: (زملوني، زملوني) والرعدة تملأ جسده، فغطته وقامت على أمره حتى ذهبت عنه الرعدة، ثم حكي لها ما حدث له، وهو يقول: لقد خشيت على نفسي، فطمأنته، وبذلت غاية جهدها للتخفيف عنه، فجمعت قواها، وقالت له: كلا، والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتقْرِي الضيف، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق. [البخاري].
وليس هذا فحسب، بل أسرعت لتخفف الأمر عنه وبحثت عن تفسيره لهذا الأمر، فعرضته على ابن عمها ورقة بن نوفل وكان راهبًا متعبدًا قد دخل دين النصارى، فقالت له: يا بن عم، اسمع من ابن أخيك، فلما حكى له، أخبره ورقة أن ذلك هو الوحي الذي نزل على موسى وعيسى من قبل، وبشره بالنبوة.
وكانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- أول من آمن بدعوة زوجها المصطفى صلى الله عليه وسلم، كانت تخفف عنه ما يلقاه من أذى الناس، وتثبته وتمنحه الثقة، وتؤكد أن الله ناصره ومؤيده، وظلت السيدة خديجة تساند النبي صلى الله عليه وسلم وتؤازره، وتخفف عنه آلامه، وتدعم دعوته بمالها وجهدها، إلى أن توفيت قبل الهجرة بثلاثة أعوام.
ومن أعظم ما يذكر لها موقفها في سنوات الحصار الذي فرضته قريش على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، للإضرار به وبأصحابه، فإنها لازمت زوجها النبي في هذه الشدة، وكان لها القدرة على البعد عن الحصار، وقد كانت سيدة مرموقة المقام، رفيعة القدر، ولو فعلت لكان معها العذر؛ فقد بلغت من
العمر عِتيًّا.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب السيدة خديجة -رضي الله عنها- حُبًّا شديدًا، وامتد حبه لها بعد وفاتها، فكان يكثر من ذكرها، ويكرم أقاربها، ويحسن إلى صديقاتها، وقد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم يومًا عند عائشة، فأخذتها الغيرة، فقالت: هل كانت إلا عجوزًا أبدلك الله خيرًا منها. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (لا والله ما أبدلني خيرًا منها، آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الولد دون غيرها من النساء) قالت عائشة -رضي الله عنها- في نفسها: لا أذكرها بعدها أبدًا [أحمد]. وبذلك استحقت السيدة خديجة -رضي الله عنها- رضا ربها؛ كما رضي عنها رسوله صلى الله عليه وسلم، فنالت خير جزاء.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أتى جبريلُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك، معها إناء فيه إدام، أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتك، فاقرأ عليها السلام من ربها عز وجلَّ، ومنِّي، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب (اللؤلؤ المجوف) لا صخب فيه ولانصب._[متفق عليه].
وذلك شأن كل زوجة مسلمة، تبتغي سعادة زوجها وتخفيف آلامه، لتُرضيه، فيرضى عنها ربها عز وجل، ومثلما كانت خديجة -رضي الله عنها- كانت كذلك جميع نسائه -رضوان الله عليهن- وكان صلى الله عليه وسلم حسن العشرة مع زوجاته ،يقابلهن جميعًا بالوُدٍّ والحب، وقورًا لا يتكلم في غير حاجته، عدلا لا يفضل زوجة على أخرى في النفقة والمعيشة، مُبَشِّرًا لامنفرًا، وما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا.
وكان صلى الله عليه وسلم لا يعيب طعامًا قط، إن أحبه أكله، وإن كرهه تركه، وكان يأكل الخبز بالزيت، فإن لم يجد طعامًا، قال: إني صائم. وكان في مهنة أهله؛ يحلب الشاة، ويخصف النعل، ويرقِّع الثوب، ويقمُّ البيت (يجمع قمامته)، ويحمل بضاعته من السوق، فكان نموذجًا كاملا للمسلم مع زوجته.
وكانت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم عابدات طائعات، يتحملن معه نوائب الدهر، وتبعات الدعوة، وعاشوا عيشة الكفاف التي تسدُّ الحاجة، وتمنع الهلاك، وقد نظرن يومًا إلى فقرهن، وهن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم قائد الأمة وسيدها، فمالت نفوسهن إلى شيء من النعيم والترف، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بأمرهن قاطعهنَّ شهرًا؛ حتى أنزل الله فيهن قرآنًا.
قال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحًا جميلاً. وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرًا عظيمًا** [الأحزاب: 28-29] . فخيرهن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن يبقين على حالتهن وجزاؤهن الجنة، أو أن يطَلِّقُهن، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة.. وهكذا، فالوقوف عند أوامر الله ونواهيه يوفر للزوجين حياة سعيدة هادئة مطمئنة، فالغاية عندئذ، هي رضا الله ورسوله.
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 05:20 PM
2- بـيت على وفاطمة -رضي الله عنهما-:
تقدم علي بن أبي طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لخطبة السيدة فاطمة، أحب بناته إلى قلبه، وكان علي فقيرًا، فلم يكن له مال ترغب فيه النساء، ولكنه كان غنيًّا بإيمانه، وتقواه، وجهاده في سبيل الله. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة برغبة علي في الزواج بها، فسكتت علامة على قبولها ورضاها، فزوجها النبي صلى الله عليه وسلم عليا، وكان صداقها درْع علي -رضي الله عنهما- الذي لم يكن يمتلك شيئًا غيره، والذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أهداه له.
وقد ساهم حمزة -رضي الله عنه- في نفقات هذا الزواج المبارك، ففي ليلة البناء ذبح كبشًا، وأعد وليمة العُرس، ودعا إليها الصحابة، ثم دعا لهما النبي صلى الله عليه وسلم بما يستحب أن يدعو به المسلم عند تهنئة الزوجين ليلة العرس، فقال : (بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير) [أبو داود].
وكانت السيدة فاطمة تقوم على خدمة زوجها علي -رضي الله عنهما-، ورعاية شئون البيت، ولما كثرت عليها أعباء الحياة الزوجية، رغبت في خادمة تساعدها، وكان علي فقيرًا لا يقوى على شراء خادم أو استئجاره، فسأل علي النبي صلى الله عليه وسلم أن يمنحهما خادمًا، فأرشدهما إلى خير زاد فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟) فقالا: بلى يا رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم: (كلمات علمنيهن جبريل: تسبحان دبر كل صلاة عشرًا، وتحمدان عشرًا، وتكبران عشرًا، وإذا أويتما إلى فراشكما: تسبحان ثلاثًا وثلاثين، وتحمدان ثلاثًا وثلاثين، وتكبران ثلاثًا وثلاثين) [متفق عليه].
وكان علي -رضي الله عنه- يقسم عمل البيت بين أمه فاطمة بنت أسد، وزوجته فاطمة بنت رسول الله -رضوان الله عليهما- فيقول لأمه: اكْفَ فاطمة بنت رسول الله سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك الداخل: الطحين والعجين. وذات يوم وقع الخلاف بين علي وفاطمة -رضي الله عنهما- فلما زارهما النبي صلى الله عليه وسلم وجد فاطمة غير هاشة له كعادتها، وسألها، فأخبرته. وكان علي خارج البيت، فذهب إليه حيث وجده نائمًا بالمسجد على التراب، فداعبه بقوله: (قم يا أبا تراب)_[الطبراني]، ومازحه ولم يعكِّر صفو حياته الزوجية بتعميق المشكلة، بل أخذ عليًّا إلى بيته ليستأنف حياته الزوجية، ويعالج بنفسه المشكلة مع زوجته، ورزقهما الله أبناء بررة، فأنجبت السيدة فاطمة الزهراء: الحسن والحسين، وأم كلثوم، وزينب وغيرهم؛ فكانت ذرية طيبة.
3- عثمان بن عفان ونائلة -رضي الله عنهما-:
أما نائلة فقد أوصاها أبوها في ليلة زفافها، فقال لها: أي بنية، إنك ستقدمين على نساء قريش، وهن أقدر على الطيب منكِ، فاحفظي عني اثنتين: تكحلي وتطيبي بالماء، حتى تكون ريحك حسنة. فلما زُفَّت إلى عثمان جلس إلى جانبها، ومسح رأسها، ودعا بالبركة.
وكان عثمان -رضي الله عنه- يكثر من الصيام وقيام الليل وإطعام الطعام، وهي صابرة، تساعده بصدق ويقين، ولما خرج الخارجون على عثمان -رضي الله عنه- بمكيدة عبدالله بن سبأ أحد اليهود الذين أظهروا الإسلام، وحاصروا بيته يريدون قتله، وقفت إلى جانبه موقفًا نبيلاً، فلما دخلوا بيته ألقت بنفسها عليه تتحمل الضرب عنه، فضرب أحدهم عجيزتها، فقالت: أشهد أنك فاسق لم تأت غضبًا لله ولا لرسوله، وابتعدت عن عثمان قليلاً. فأهوى إليه بالسيف ليضربه، فمدت يدها دفاعًا عن زوجها، فقطع السيف إصبعين من أصابعها. وبعد استشهاد عثمان -رضي الله عنه- تدافع الخطاب إلى نائلة -رضي الله عنها- فرفضتْ وفاءً منها لعثمان.
4- الزبـير وأسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهم-:
تحدثت أسماء عن زواجها من الزبير، فقالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض
مال، ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه، فكنتُ أعلف فرسه، وأكفيه مئونته، وأسوسه، وأدق النوى، وأعلفه، وأسقيه الماء، وأعجن، ولم أكن أحسن الخبز، فكانت جاراتي من الأنصار يخبزن لي، وكُنّ نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعها إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي... [مسلم].
وكان الزبير رجلا شديد الغيرة على أهله، لذا فإنها قدرت غيرته، وراعتها لتتلافى ما ينجم عنها، وكانت أسماء تراعي فقر زوجها في بداية حياتهما، فكانت مقتصدة في الإنفاق والمعيشة، وقد سألت أسماء -رضي الله عنها- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ليس في بيتي شيء إلا ما أدخل على الزبير، فهل علي جناح أن أرضخ (أعطي قليلاً) مما أدخل علي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (ارضخي ما استطعت، ولا توكي فيوكي الله عليك (أي لا تبخلي فيضيق الله عليك) [متفق عليه].
وقد تزوج الزبير على أسماء بامرأة أخرى، فلم يكن زواجه منها ذا أثر على هدوء حياتهما الزوجية، فالمرأة الصالحة تعلم أن لزوجها أن يتزوج بأربع، ورزقهما الله: عبد الله، وعروة، والمنذر، وظلت أسماء وفية لزوجها حتى مات سنة ست وثلاثين من الهجرة، وشهدت وفاة ابنها عبد الله، ولقيت ربها صابرة شاكرة سنة ثلاث وسبعين من الهجرة.
5- بـيت عمر بن عبد العزيز وفاطمة بنت عبد الملك:
كان عمر بن عبد العزيز رجلا جميلاً، محبًّا للنعيم والترف، وكان يغدق على أهله ويكرمهم، فلما ولي الخلافة، استوقف زوجته قليلا، وخيرها بين البقاء معه مع تحمل تبعات الخلافة، أو الطلاق، فاختارت أن تكون معه على كل حال.
وأودع ما تملكه من ذهب ببيت المال، وكان يدخل عليها، فيسألها أن تقرضه من مالها، وذات مرة استقرضها درهمًا ليشتري عنبًا لها، فلم يجد عندها شيئًا، فقالت له: أنت أمير المؤمنين، وليس في خزانتك ما تشترى به عنبًا؟ فقال: هذا أيسر من معالجة الأغلال والأنكال غدًا في نار جهنم.
ودخلت عليه زوجته فاطمة يومًا، وهو جالس في مصلاه، واضعًا يده على وجهه، ودموعه تسيل على خديه، فقالت له: مالكَ؟ قال: ويحك يا فاطمة! قد وليتُ من أمر هذه الأمة ما وليت، ففكرتُ في الفقير الجائع، والمريض الضائع، واليتيم المكسور، والأرملة الوحيدة، والمظلوم المقهور، والغريب، والأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثيرة، والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض، وأطراف البلاد، فعلمتُ أن ربي -عز وجل- سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيتُ ألا يثبت لي حجة عند خصومته، فرحمتُ نفسي فبكيت.
وبعد، فهذه أُسَرٌ مسلمة، طبقت الإسلام، واحتكمت إليه في كل أمورها، ورأت فيه حلا لمشاكلها، فكانوا قدوة حسنة، يهتدي اللاحقون بنورهم.
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 05:26 PM
خلافات زوجية في بيت النبـــــوة
حدث خلاف بين النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة ـ رضي الله عنها ...فكيف كان الخلاف ؟ ، وكيف كان التعامل؟
** ورد من حديث النعمان بن بشير قال جاء أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له فدخل فقال يا ابنة أم رومان (وتناولها)أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ، قال فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها قال فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك ... قال ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه فوجده يضاحكها قال فأذن له فدخل فقال له أبو بكر يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما** [ مسند أحمد].
برغم المكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة التي يتمتع بها الرسول الكريم ، فهو سيد البشر وهو أول شفيع وأول مشفع .. فإن الرقة التي كان يتعامل بها مع زوجاته تفوق الوصف.
ولأن الرسول بشر كما قال : ** إنما أنا بشر مثلكم يُوحى إلى **وكذلك زوجاته فإن بيت النبوة كانت تعترضه بعض الخلافات والمناوشات بين الحين والحين.. إلا أن ثمة فارقاً مهماً ينبغي أن نلتفت إليه وهو أن الله عز وجل قد جعل رسولنا الكريم هو القدوة والأسوة الحسنة، وهو نعم القدوة ونعم الأسوة، فقد قال عنه ربنا في كتاب يتلى إلى يوم الدين: ** وإنك لعلى خلق عظيم **.
ولذلك إذا استعرضنا المواقف الخلافية بين النبي وأزواجه فسنجد تصرفاته نموذجاً ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن تهتدي به حتى ينالوا السعادة في الدنيا والآخرة.. دخل الرسول ذات يوم على زوجته السيدة (صفية بنت حيي) ـ رضي الله عنها ـ فوجدها تبكي، فقال لها ما يبكيك؟
قالت: حفصة تقول: إني ابنة يهودي؛ فقال : قولي لها زوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى.. (الإصابة 8/127)
وهكذا نرى كيف يحل الخلاف بكلمات بسيطة وأسلوب طيب.
وفي صحيح مسلم تروي لنا السيدة عائشة طرفاً من أخلاق رسول الله فتقول: ما ضرب رسول الله شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله.."
وعندما يشتد الغضب يكون الهجر في أدب النبوة أسلوباً للعلاج، فقد هجر الرسول زوجاته يوم أن ضيقن عليه في طلب النفقة.. حتى عندما أراد الرسول الكريم أن يطلق إحدى زوجاته نجده ودوداً رحيماً، فتحكي (بنت الشاطئ) في كتابها (نساء النبي) ذلك الموقف الخالد قائلة عن سودة بنت زمعة ـ رضي الله عنها ـ أرملة مسنة غير ذات جمال، ثقيلة الجسم، كانت تحس أن حظها من قلب الرسول هو الرحمة وليس الحب، وبدا للرسول آخر الأمر أن يسرحها سراحًا جميلاً كي يعفيها من وضع أحس أنه يؤذيها ويجرح قلبها، وانتظر ليلتها وترفق في إخبارها بعزمه على طلاقها.
وفي رواية أخرى أنه قد بعث إليها صلى الله عليه وسلم فأذهلها النبأ ومدت يدها مستنجدة فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت: والله ما بي على الأزواج من حرص، ولكني أحب أن يبعثني يوم القيامة زوجة لك وقالت له: ابقني يا رسول الله، وأهب ليلتي لعائشة (الإصابة 8/117)؛ فيتأثر صلى الله عليه وسلم لموقف سودة العظيم؛ فيرق لها ويمسكها ويبقيها ويعطينا درساً آخرَ في المروءة صلى الله عليه وسلم.
وفي حديث الإفك - ذلك الحديث الذي هز بيت النبوة، بل هز المجتمع المسلم بكامله كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم نبراساً لكل مسلم، وخاصة في تلك الآونة التي يكثر فيها اتهام الأزواج لزوجاتهم أو الزوجات لأزواجهن بسبب ومن غير سبب.. فتروى السيد عائشة في الصحيحين قائلة: فاشتكيت حين قدمناها شهراً، والناس يفيضون في قول أهل الإفك، ولا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول "كيف تيكم؟"
وعندما يخطب النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً.. وحين يتحدث إلى عائشة يقول لها برقته المعهودة (صلى الله عليه وسلم): أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب، فاستغفري الله وتوبي إليه"، "حديث الإفك مروي في الصحيحين" حتى أنزل الله من فوق سبع سموات براءة فرح بها قلب النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة والمسلمون جميعاً.
منقول من موقع إسلام واى
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 05:29 PM
مواقف في حياة السيدة فاطمة رضي الله عنها
فاطمـــــة الزهـــــراء
فاطمة بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.امها خديجة بنت خويلد.
ولدتها وقريش تبني البيت الحرام قبل النبوة بخمس سنوات.وهي افضل واشرف النساءدينا ونسبا وتقوى وحياء.
تزوجها الصحابي علي رضي الله عنه حيث كانت تبلغ من العمر 18 عاما ولم يجد رضي اللله عنه ما يقدم لها من مهر فقدم لها هدية اهداه اليه الرسول فكان هذا درس الامة العربية والاسلامية ان لا تغالي في مهور نسائها وقد رزق الله تعالى فاطمة ولدين هما الحسن والحسين وبنتين هما كلثوم وزينب رضي الله عنهم اجمعين وعاشت فاطمة مع عضم قدرها حياة صعبة اذا لم تكن تلك الحياة الزهراء الناعمة والمترفة بل كانت اقرب ان توصف بالخشونة والفقر كان النبي محمد يزورها وهي منهمكة با اعمال البيت فيقول لها مواسيا .تجرعي يافاطمة مرارة الدنيا لنعيم الاخرة .صد ق رسول الله.كان الرسول محمد يحبها ويحب ولديها الحسن والحسين لقبت بالزهراء بام ابيها لما كان منها من حب ورعاية لرسول اشبه حب الام لولديها وكان يا تمنها على سره وفي ذات يوم اسر اليها شيئا فبكت ثم اسر اليها شيئا فضحكت ففي المرة الاولى اخبرها با انتهاء اجله فكان ذلك بسبب بكاءها .ثم اخبرها في المرة الثانيةبا انها اسرع اهل بيته لحوقا به فكان ذلك سببا في ضحكها.وقال الرسول عنها عليه افضل الصلوات والسلام ,انما فاطمة بضعة مني من يؤذيني يؤذيها وينصبني ما انصبها وقالت عنها السيدة عائشة ما رايت احد اشبه كلاما وحديثا برسول الله من فاطمة وكانت اذا دخلت عليه قام ويقبلها ورحب بها وايضا قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ان افضل نساء الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران واسيا بنت مزاحم .
وقد تحقق ما اخبرها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم اذ انها توفيت بعده بست اشهررر فكانت اسرع اهل البيت لحوقا به .وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وكان عمرها 29 عاما رحمك الله يافاطمة .
وصلى الله عليك وسلم ياخاتم الانبياء والمرسلين......
فاطمة وقصة زيارتها للنبي صلى الله عليه وسلم في مرضه
(1)عن عائشة رضى الله عنها قالت"كنا عند النبى صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى مات فيه ما تغادر منا واحدة،
اذ جات فاطمة تمشى ما تخطى مشيتها من مشية النبى صلى الله عليه وسلم شيئا،فلما راها قال..(مرحبا يا ابنتى فاقعدها عن يمينه او عن
يساره تم سارها بشىء فبكت،فقلت لها انا من بين نسائه خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيننا
بااسرار وانت تبكين؟ثم بشىء فضحكت،قالت..كنت لافشى على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره ،فقالت..اما الان
فنعم،اما بكائى فاءن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لى..ان جبريل عليه السلام كان يعر ض على
القران كل عام مرة،فعرض العام مرتين ولا ارى الا اجلى قد اقتر ب،فبكت..
فقال لى..اتقى الله وصبرى فاءنى انا نعم السلف الك،ثم،قال..يافاطمة اما ترضين ان تكوني سيدة نساء
العالمين او نساء هذه الأمة،فضحكت)
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 05:32 PM
أم أبيها : مهرها درع ، وأثاثها سرير ، ووسادة حشوها ليف
نشأ معا في بيت خاتم المرسلين, فهي ابنة الرسول الكريم, وهو ابن عمه الصغير الفقير, فتشربا معا حب الجهاد والدعوة منذ نعومة أظفارهم، وارتشفا من معينه- صلى الله عليه وسلم- الخلق كأعظم ما يكون,
فصمدت الأرواح أمام الشدائد, وامتلأت القلوب بنور الإيمان، وعرفت المودة والرحمة الطريق إلى قلبيهما, فحمل كل منهما للآخر مشاعر التقدير والاحترام, فكان الزواج أمرا مرتقبا ومتوقعا, وبداية لقصة جميلة من الكفاح عاشاها معا كأجمل ما يحيا الزوجان المحبان, كان زواجا سلسا بلا تعقيدات.
فها هي بنت المصطفى- صلى الله عليه وسلم- تزف إلى على بن أبى طالب وما كان يملك من متاع الدنيا شيئا, ولكن حسن خلقه وسبقه في اعتناق الإسلام والدعوة له وضعاه في أعلى مرتبة, وأعز مكانة في قلب المصطفى- صلى الله عليه وسلم- فأهداه أحب بناته إلى قلبه فاطمة الزهراء؛ أم أبيها.
مرحبا وأهلا
عندما قاربت فاطمة على الثامنة عشرة أقبل الخاطبون على الرسول- صلى الله عليه وسلم- يطلبون يدها, تقدم إليها أبو بكر ثم تقدم عمر- رضى الله عنهما- ولكن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ردهما ردا لطيفا, ربما لأنه كان يرجو لها عليا- رضي الله عنه- زوجا, ولكنه لم يشأ أن يفاتحه فيجعل حيائه يغلب رغبته الحقيقية, وعندما شجع أصحاب على صاحبهم على خطبة الزهراء, قال علي- رضي الله عنه- بأسى: بعد أبى بكر وعمر?.
أجابوه: ولم لا ؟ ووالله ما بين المسلمين وفيهم أبى بكر وعمر من له مثل قرابتك من رسول الله, وقد كفله أبوك, ورعته أمك, ثم نشأت في كنفه وربيت في بيته, وكنت أسبق رجل إلى الإسلام.
وتشجع على وأخذ طريقه إلى ابن عمه, حتى إذا جاءه حياه بتحية الإسلام, ثم جلس قريبا منه على استحياء، لا يذكر حاجته، وأدرك- صلى الله عليه وسلم- أن أخاه وابن عمه وصاحبه جاء لأمر لا يقوى على الإفصاح عنه، فأقبل عليه يسأله في تلطف: ما حاجة ابن أبى طالب؟
أجاب بصوت خفيض, وهو يغض من بصره: ذكرت فاطمة بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
قال الرسول ولا يزال على بشره وتلطفه: مرحبا وأهلا !.
مرحبا وأهلا .. نزلت هذه الكلمات برداً وسلاماً على قلب على، فلقد فهم منها وكذلك فهم أصحابه أن رسول الله يرحب به زوج لابنته وواحدا من الأسرة والأهل، وهل كان على إلا واحدا من أسرة النبي وأهله منذ صغره حتى يومه هذا الذي جاء فيه خاطبا فاطمة؟
كانت تلك مقدمة الخطبة, عرف علي أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يرحب به زوجا لابنته فاطمة فلما مرت أيام ذهب إلى رسول الله وكرر طلبه إليه، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ما تصدقها ؟
قال: ما عندي ما أصدقها!
قال -عليه الصلاة والسلام-: فأين درعك الحطمية التي كنت منحتك؟
قال: هي عندي.
قال سيد المرسلين: أصدقها إياها.
طيب .. ووليمة
وعندما جاء موعد البناء بفاطمة باع على« بعيره وبعض متاعه بأربعمائة وثمانين درهما استعدادا لهذا الحدث العظيم، ولما أبلغ الرسول بما فعل قال له-عليه الصلاة والسلام-: اجعل ثلثين في الطيب وثلثا في المتاع، والرسول كان شديد الحب للطيب، ومن هنا أوصى عليا أن يكثر يوم عرسه من الطيب.
وقال -عليه الصلاة والسلام- لعلى أيضا: يا على .. إنه لابد للعروس من وليمة، وهنا ينهض المجتمع المتكافل بجزء من تكاليف العرس، فيقول سعد – أحد الأنصار -: عندي كبش، ونهض جماعة من الأنصار فأحضروا آصعا من ذرة وأقاموا وليمة على وفاطمة.
طيب وروائح زكية تشيع في يوم الفرح والسرور، ووليمة يجتمع عليها الناس ليشاركوا العروسين أفراحهما, هذا هو جو العرس الإسلامي .. وجهز رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ابنته بسرير ووسادة من أدم حشوها ليف وإناء للشرب من (الجلد) وقربة, وجاء القوم ببطحاء فطرحوها في البيت.
ولما كانت ليلة البناء قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- لعلى: لا تحدث شيئا حتى تلقاني.
قرة عين بيت النبوة
وذهب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- إلى العروسين فدعا بإناء فتوضأ فيه ثم أفرغه على على « ثم قال: اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما, ودعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ابنته فاطمة، فجاءت تمشى على استحياء تعثر في ثوبها من شدة الحياء, ونضح رسول الله عليها من ذلك الماء ودعا لها، ثم قال: يا فاطمة، والله ما ألوت أن زوجتك خير أهلي هذا رسول الله الأب الإنسان يبارك زواج ابنته، ويؤكد لها أنه اجتهد في الاختيار لها، وأنه اختار لها خير أهله.
وعاش الزوجان ولم يكن في بيتهم من المتاع سوى فراش من أدم وسقاء وجرتين.
وخيمت السعادة على بيت فاطمة، فولدت لعلى الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب.
وفرح الأبوان بالأبناء كما فرح بهما رسول الله، وكانا وكانتا قرة عين للبيت النبوي الكريم.
نيسر لمن؟
الذي قال: أكثرهن بركة أيسرهن مئونة، هو الذي قال أيضا: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه -عليه أفضل الصلاة والسلام- .
والنظر المتكامل للسنة وعدم نزع الأحاديث النبوية الشريفة من سياقها يضمن رؤية فقهية واقعية في الوقت نفسه لقضية التيسير في الزواج.
نعم .. على آباء الفتيات أن ييسروا في تكاليف الزواج ولا يغالوا في المهور حتى لا يصبح ذلك عقبة أمام باغي الزواج، وتزداد عنوسة الفتيات وينحرف الشباب, ولكن هذا التيسير مشروط بأن يكون الشاب ذا دين وخلق, وذلك حتى لا يساء فهم التيسير فيظن أصحاب النفوس الضعيفة والعقول الصغيرة أن هذا التيسير هو دليل على رخص العروس وضآلة قدرها، ومن ثم تساء معاملتها ويحط من كرامتها، فليس كل شبابنا كعلي ليطلب من فتياتنا أن يكن كفاطمة الزهراء, وليس معنى هذا قصم ظهر غير ذي الدين والخلق بنفقات الزواج; لأن المفترض ألا يقبل الأب أو الولي المسلم زواج فتاة مسلمة تقية من مثل هذا.
ومن هنا فليس هناك مجال لمناقشة قضية تيسير الزواج لغير ذي الدين والخلق .. والذي ينشد أن تقام فيه السنة عليه أن يقيمها هو أولاً في نفسه وزوجه .. والذي يحلم بزوجة كفاطمة -رضى الله عنها- وبحمى كرسول الله - صلى الله عليه وسلم- عليه أولا أن يكون كعلي- رضي الله عنه- .
نقلا عن الشبكة الإسلامية
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 05:34 PM
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء أهل الجنة
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
سيدة نساء أهل الجنة
فاطمة الزهراء أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهن إليه ولدت قبل البعثة عام تجديد الكعبة وكانت تعرف بأم أبيها ترعرعت فاطمة في بيت نبوي رحيم. يكلؤها بالرعاية، ومما تتمتع به أمها خديجة بنت خويلد من صفات زكية وسجايا حميدة. قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم). وقد ورد أيضا أنه قال: إن ملكا استأذن الله تعالى في زيارتي وبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أمتي.. وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. تقدم علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- ليخطب إلى رسول الله ابنته فاطمة فقال رضي الله عنه: أردت أن أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة، فقلت: والله ما لي من شيء، ثم ذكرت صلته وعائدته فخطبتها إليه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم (وهل عندك شيء؟). فقلت: لا يارسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم: (فأين درعك الخطيمة التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟). فقلت :هي عندي يا رسول الله . فقال صلى الله عليه وسلم: (فأعطها إياها). فأصدقها.. وتزوجها. فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم بارك فيهما وبارك لهما في نسلهما) . ولقد آثر الله فاطمة الزهراء بالنعمة الكبرى، فحصر في ولدها ذرية نبيه صلى الله عليه وسلم. ولقد بلغ من حب رسول الله لابنته فاطمة أنه كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيصلي ركعتين، ثم يأتي فاطمة، ثم يأتي أزواجه. تقول عائشة رضي الله عنها: (ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها، فقبلها، ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع به) صحيح مسلم (2424). لقد مرت السيدة فاطمة- رضي الله عنها- بأحداث كثيرة ومتشابكة وقاسية للغاية وذلك منذ نعومة أظفارها حيث شهدت وفاة أمها، ومن ثم أختها رقية وتلتها أختها زينب ثم أختها أم كلثوم.واحتملت حياة الفقر وكابدت بل كانت مثال الفتاة الصابرة المرابطة المهاجرة ولما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما إن سمعت فاطمة بذلك حتى هرعت لِتَوّها لتطمئن عليه وهو عند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. فلما رآها هش للقائها قائلا: مرحبا يا بنيتي، ثم قبلها وأجلسها على يمينه أو عن شماله- ثم سارّها فبكت بكاء شديدا، فلما رأى جزعها سارّها الثانية فضحكت. فقلت لها - أي عائشة - خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين سائر نسائه بالسرار، ثم أنت تبكين؟ فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها: ما قال لك رسول الله؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله سره. قالت: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله. قالت: أما الآن فنعم. أما حين سارّني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضه الآن مرتين وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإنه نعم السلف أنا لك. قالت فبكيت بكائي الذي رأيت: فلما رأى جزعي سارّني الثانية، فقال: يا فاطمة، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة؟ وأنك أول أهلي لحوقا بي؟ فضحكت . واشتد الوجع على رسول الله واشتد حزن فاطمة فلما دفن عليه السلام قالت يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب؟!. وبكت الزهراء أبيها، وبكى المسلمون جميعا نبيهم ورسولهم محمد صلى الله عليه وسلم وذكروا قول الله (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) [آل عمران: 144]. ولم تمض على وفاة رسول الله حوالي ستة أشهر حتى مرضت وانتقلت إلى جوار ربها ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وهي بنت سبع وعشرين سنة، لقد ضربت لنا الزهراء نموذجا فريدا ومثلا أعلى في حياتها
يتبع000
شذى الاسلام
26-05-2012, 05:37 PM
أبناء رسول الله صلى الله عليه و سلم
أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم
قائمة بأسماء أولاد النبى صلى الله عليه وسلم
- رزق الحبيب صلى الله عليه و سلم بثلاثة ابناء من الزكور و هم :
1- القاسم رضى الله عنه
2- عبد الله رضى الله عنه
3- إبراهيم رضى الله عنه
- كما رزق صلى الله عليه و سلم بأربع بنات و هن :
5- السيدة زينب رضى الله عنها و كانوا يسمونها زينب الكبرى لأنها اول مولود لرسول الله و تمييزا لها عن زينب الحفيدة ابنة شقيقتها فاطمة الزهراء رضى الله عنها و بنت الأمام على و كرم الله تعالى وجهه .
6- السيدة رقية رضى الله عنها
7- السيدة أم كلثوم رضى الله عنها
8- السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها
و قد ماتوا جميعاً فى حياة رسول الله عدا فاطمة الزهراء فهى التى ماتت بعد وفاته بستة أشهر و جميع أبناء الرسول من خديجة بنت خويلد رضى الله عنها , عدا إبراهيم ابنه من مارية القبطية فقط .
تمـ بحمــد اللــه
http://www.pic.alfrasha.com/data/media/57/jewelsfasel8.gif
vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2025