القطوف الدانيه
22-05-2006, 01:44 PM
قال تعالى ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير . وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) . ( تفسير الطبري والقرطبي وإبن كثير )
قال المفسرون : نزلت في سعد بن أبي وقاص ، وذاك لما أسلم قالت له أمه حمنة : ياسعد بلغني أنك صبوت ، فوالله لا يظلني سقف بيت من الضخ ( الشمس ) والريح ولا آكل ولا أشرب حتى تكفر بمحمد وترجع إلى ما كنت عليه وكان أحب ولدها إياها فأبى سعد .
وصبرت هي ثلاثة أيام لم تاكل ولم تشرب ، ولم تستظل بظل حتى خشي عليها ، فأتى سعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وشكا ذلك إليه فأنزل الله تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه حسناً ) ( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ اربعين سنة قال رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه ، وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ) .
وقال مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه انه قال : نزلت هذه الآية في
قال : حلفت أم سعد لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه ولا تاكل ولا تشرب ومكثت ثلاثة أيام حتى غشي عليها من الجهد ، فأنزل الله تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه )
وقال سعد بن أبي وقاص أيضاً أنزلت في هذه الآية :
( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) قال : كنت رجلاً براً بأمي ، فلما أسلمت قالت : يا سعد لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي فيقال يا قاتل أمه
قلت : لا تفعلي يا أماه ، فإني لا أدع ديني لهذا الشئ .
قال : فمكثت يوماً وليلة لا تاكل ، فأصبحت قد جهدت .
قال فلما رأيت ذلك . قلت : تعلمين والله يا أماه ، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ، ما تركت ديني هذا لشئ ، إن شئت فكلي ، وإن شئت فلا تأكلي ، فلما رأت ذلك أكلت فنزلت هذه الآية ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) .
- من هو سعد بن أبي وقاص ؟
والده مالك بن أهيب من بني عبد مناف وأمه حمنة بنت سفيان بن امية ، مات والده لتربيته وأخيه وعاشا لها حتى جاء الإسلام فتفرقت بينهم السبل .
كان سعد واضح السمات بين المعالم ،يكفي أن تراه مرة فلا تغيب هيئته عن ذاكرتك .
فهو قصير القامة دحداحاً ، غليظاً متمكناً من الأرض إذا سار ، شئن الأصابع ، جعد الشعر .
هكذا كانت تصفه ابنته عائشة وتقول : دخل أبي الإسلام مبكراً عن طريق أبي بكر الصديق رضي الله عنه . ويروي البخاري قوله : لقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام ( صحيح البخاري ) ، وكان سنه إذ ذاك سبع عشرة سنة .
ويروى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو لسعد فقال : ( اللهم سدد سهمه ، وأجب دعوته ، وحببه إلى عبادك ) .
ويروى أن سعداً قال : يا رسول الله ادع الله أن يجيب دعوتي . فقال : إنه لا يستجيب الله دعوة عبد حتى يطيب مطعمه .
وفي رواية : أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة
وكان الصحابة جميعاً يعرفون ذلك عن سعد : وأنه إذا رمى عدواً أصابه وإذا طلب من ربه أجاب
ويروى عنه رضي الله عنه أنه عندما دخل سعد على معاوية قال له معاوية : مالك لا تقاتل معنا ؟ فقال سعد : إني مرت بي ريح مظلمة فقلت : أخ أخ فأنخت راحلتي حتى انجلت عني ثم عرفت الطريق فسرت .
فقال معاوية : ليس في كتاب الله أخ أخ ، لكن قال الله تعالى : ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله ) < الحجرات : 9> ... فوالله ما كنت الباغية على العادلة ، ولا مع العادلة مع الباغية.
فقال سعد : ما كنت لأقاتل رجلاً قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي .
فقال معاوية : من سمع منك هذا ؟
فرد سعد : فلان وفلان وأم سلمة .
وفي رواية أن معاوية قال له : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟
فقال أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه ( أما ترضى أن تكون بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) .
وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله .
قال : فتطاولت لها
قال ادعو لي علياً فأتى به أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه .
ولما نزلت هذه الآية : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ) < آل عمران : 61>
دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهلي ) ... فقال معاوية : أما اني لو سمعته منه -صلى الله عليه وسلم - لم قاتلت علياً .
وفي رواية ثالثة ان هذا كان بينهما في المدينة في حجة حجها معاوية وانهما قاما إلى ام سلمة فسألاها فحدثتهما بما حدث به سعد ( البداية والنهاية :جـ 8 ص77)
فقال معاوية : لو سمعت هذا قبل اليوم لكنت خادماً لعلي حتى يموت او أموت ... رحم الله الجميع رحمة واسعة ومات سعد رضي الله عنه سنة خمس وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة ........ يا سعد هنيئاَ لك جنة ربك وهنيئاَ لك قربك من حبيبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
( المصدر : رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآنا / د . عبد الرحمن عميرة )
قال المفسرون : نزلت في سعد بن أبي وقاص ، وذاك لما أسلم قالت له أمه حمنة : ياسعد بلغني أنك صبوت ، فوالله لا يظلني سقف بيت من الضخ ( الشمس ) والريح ولا آكل ولا أشرب حتى تكفر بمحمد وترجع إلى ما كنت عليه وكان أحب ولدها إياها فأبى سعد .
وصبرت هي ثلاثة أيام لم تاكل ولم تشرب ، ولم تستظل بظل حتى خشي عليها ، فأتى سعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وشكا ذلك إليه فأنزل الله تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه حسناً ) ( ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ اربعين سنة قال رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه ، وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ) .
وقال مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه انه قال : نزلت هذه الآية في
قال : حلفت أم سعد لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه ولا تاكل ولا تشرب ومكثت ثلاثة أيام حتى غشي عليها من الجهد ، فأنزل الله تعالى : ( ووصينا الإنسان بوالديه )
وقال سعد بن أبي وقاص أيضاً أنزلت في هذه الآية :
( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) قال : كنت رجلاً براً بأمي ، فلما أسلمت قالت : يا سعد لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي فيقال يا قاتل أمه
قلت : لا تفعلي يا أماه ، فإني لا أدع ديني لهذا الشئ .
قال : فمكثت يوماً وليلة لا تاكل ، فأصبحت قد جهدت .
قال فلما رأيت ذلك . قلت : تعلمين والله يا أماه ، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ، ما تركت ديني هذا لشئ ، إن شئت فكلي ، وإن شئت فلا تأكلي ، فلما رأت ذلك أكلت فنزلت هذه الآية ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) .
- من هو سعد بن أبي وقاص ؟
والده مالك بن أهيب من بني عبد مناف وأمه حمنة بنت سفيان بن امية ، مات والده لتربيته وأخيه وعاشا لها حتى جاء الإسلام فتفرقت بينهم السبل .
كان سعد واضح السمات بين المعالم ،يكفي أن تراه مرة فلا تغيب هيئته عن ذاكرتك .
فهو قصير القامة دحداحاً ، غليظاً متمكناً من الأرض إذا سار ، شئن الأصابع ، جعد الشعر .
هكذا كانت تصفه ابنته عائشة وتقول : دخل أبي الإسلام مبكراً عن طريق أبي بكر الصديق رضي الله عنه . ويروي البخاري قوله : لقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام ( صحيح البخاري ) ، وكان سنه إذ ذاك سبع عشرة سنة .
ويروى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو لسعد فقال : ( اللهم سدد سهمه ، وأجب دعوته ، وحببه إلى عبادك ) .
ويروى أن سعداً قال : يا رسول الله ادع الله أن يجيب دعوتي . فقال : إنه لا يستجيب الله دعوة عبد حتى يطيب مطعمه .
وفي رواية : أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة
وكان الصحابة جميعاً يعرفون ذلك عن سعد : وأنه إذا رمى عدواً أصابه وإذا طلب من ربه أجاب
ويروى عنه رضي الله عنه أنه عندما دخل سعد على معاوية قال له معاوية : مالك لا تقاتل معنا ؟ فقال سعد : إني مرت بي ريح مظلمة فقلت : أخ أخ فأنخت راحلتي حتى انجلت عني ثم عرفت الطريق فسرت .
فقال معاوية : ليس في كتاب الله أخ أخ ، لكن قال الله تعالى : ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله ) < الحجرات : 9> ... فوالله ما كنت الباغية على العادلة ، ولا مع العادلة مع الباغية.
فقال سعد : ما كنت لأقاتل رجلاً قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي .
فقال معاوية : من سمع منك هذا ؟
فرد سعد : فلان وفلان وأم سلمة .
وفي رواية أن معاوية قال له : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟
فقال أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه ( أما ترضى أن تكون بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) .
وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله .
قال : فتطاولت لها
قال ادعو لي علياً فأتى به أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه .
ولما نزلت هذه الآية : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ) < آل عمران : 61>
دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً ثم قال : ( اللهم هؤلاء أهلي ) ... فقال معاوية : أما اني لو سمعته منه -صلى الله عليه وسلم - لم قاتلت علياً .
وفي رواية ثالثة ان هذا كان بينهما في المدينة في حجة حجها معاوية وانهما قاما إلى ام سلمة فسألاها فحدثتهما بما حدث به سعد ( البداية والنهاية :جـ 8 ص77)
فقال معاوية : لو سمعت هذا قبل اليوم لكنت خادماً لعلي حتى يموت او أموت ... رحم الله الجميع رحمة واسعة ومات سعد رضي الله عنه سنة خمس وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة ........ يا سعد هنيئاَ لك جنة ربك وهنيئاَ لك قربك من حبيبك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
( المصدر : رجال ونساء أنزل الله فيهم قرآنا / د . عبد الرحمن عميرة )