المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما صحة هذا الحديث ( استفت قلبك ولو أفتاك الناس )..؟


أسامي عابرة
26-02-2012, 02:29 PM
ما صحة هذا الحديث ( استفت قلبك ولو أفتاك الناس )..؟



السؤال : ما صحة هذا الحديث الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم :

( استفت قلبك ولو أفتاك الناس ) (كتاب الترغيب والترهيب الجزء الثاني، ص 557)؟

الجواب : الحمد لله

أولاً :

هذا الحديث رواه الإمام أحمد (17545) عن وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) .

وهو من أحاديث الأربعين النووية ، وقد حسنه النووي والمنذري والشوكاني ، وحسنه الألباني لغيره في "صحيح الترغيب" (1734) .

وقد جاءت أحاديث أخرى تدل على ما دل عليه حديث وابصة ، فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ) رواه مسلم (2553) .

وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ) رواه أحمد (29/278-279) طبعة مؤسسة الرسالة ، وصححه المحققون بإشراف الشيخ شعيب الأرنؤوط . وقال المنذري : "إسناده جيد" انتهى . "الترغيب والترهيب" (3/23) ، وكذلك قال الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (1/251) ، والشيخ الألباني في "صحيح الترغيب" (2/151) .

ثانياً :

يخطئ كثير من الناس في فهم هذا الحديث ، حيث يجعلونه مطية لهم في الحكم بالتحليل أو التحريم على وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم ورغباتهم ، فيرتكبون ما يرتكبون من المحرمات ويقولون : (استفت قلبك) !! مع أن الحديث لا يمكن أن يراد به ذلك ، وإنما المراد من الحديث أن المؤمن صاحب القلب السليم قد يستفتي أحداً في شيء فيفتيه بأنه حلال ، ولكن يقع في نفس المؤمن حرج من فعله ، فهنا عليه أن يتركه عملاً بما دله عليه قلبه .

قال ابن القيم رحمه الله :

"لا يجوز العمل بمجرد فتوى المفتي إذا لم تطمئن نفسه ، وحاك في صدره من قبوله ، وتردد فيها ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (استفت نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك) .

فيجب عليه أن يستفتي نفسه أولا ، ولا تخلصه فتوى المفتي من الله إذا كان يعلم أن الأمر في الباطن بخلاف ما أفتاه ، كما لا ينفعه قضاء القاضي له بذلك ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذه ، فإنما أقطع له قطعة من نار) .

والمفتي والقاضي في هذا سواء ، ولا يظن المستفتي أن مجرد فتوى الفقيه تبيح له ما سأل عنه إذا كان يعلم أن الأمر بخلافه في الباطن ، سواء تردد أو حاك في صدره ، لعلمه بالحال في الباطن ، أو لشكه فيه ، أو لجهله به ، أو لعلمه جهل المفتي ، أو محاباته في فتواه ، أو عدم تقيده بالكتاب والسنة ، أو لأنه معروف بالفتوى بالحيل والرخص المخالفة للسنة ، وغير ذلك من الأسباب المانعة من الثقة بفتواه ، وسكون النفس إليها" انتهى .

"إعلام الموقعين" (4/254) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

"أي : حتى وإن أفتاك مفتٍ بأن هذا جائز ، ولكن نفسك لم تطمئن ولم تنشرح إليه فدعه ، فإن هذا من الخير والبر ، إلا إذا علمت في نفسك مرضا من الوسواس والشك والتردد فلا تلتفت لهذا ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما يخاطب الناس أو يتكلم على الوجه الذي ليس في قلب صاحبه مرض" انتهى .

"شرح رياض الصالحين" (2/284) .

فالذي يستفتي قلبه ويعمل بما أفتاه به هو صاحب القلب السليم ، لا القلب المريض ، فإن صاحب القلب المريض لو استفتى قلبه عن الموبقات والكبائر لأفتاه أنها حلال لا شبهة فيها !

وفي هذا قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

"(الإثم ما حاك في نفسك) أي : تردد وصرت منه في قلق (وكرهت أن يطلع عليه الناس) لأنه محل ذم وعيب ، فتجدك متردداً فيه وتكره أن يطلع عليك الناس .

وهذه الجملة إنما هي لمن كان قلبه صافياً سليماً ، فهذا هو الذي يحوك في نفسه ما كان إثماً ، ويكره أن يطلع عليه الناس .

أما المُتَمَرِّدون الخارجون عن طاعة الله الذين قست قلوبهم فهؤلاء لا يبالون ، بل ربما يتبجحون بفعل المنكر والإثم ، فالكلام هنا ليس عاماً لكل أحد ، بل هو خاص لمن كان قلبه سليماً طاهراً نقياً ، فإنه إذا هَمَّ بإثم وإن لم يعلم أنه إثم من قبل الشرع تجده متردداً يكره أن يطلع الناس عليه ، فهذا علامة على الإثم في قلب المؤمن" انتهى .

"شرح الأربعين النووية" (صـ 294 ، 295) .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب (http://islamqa.com/ar/ref/137267)

فاديا
26-02-2012, 03:08 PM
بعض من ( يستفتون قلوبهم ) هذه الأيام ..
هم أصحاب ( قلوب ) ليست ( كالقلوب )..


فهناك من ( يستفتي قلبه ) المليء بالأحقاد والألغام
فيبيح له قلبه الأسود بأن يُجرم ويهدد ويتوعد بالسوء ، ويأكل حق أخر ، ويتتبع أخطاءه وينشر سيرته ، ويظلمه ويوجه اليه أقبح التهم............................لمجرد أنه غضبان منه !،
ويزيّن له الشيطان أنه على حق في كل ما فعله .


(يستفتي آخر) قلبه ، فيبيح له فعل كل المعاصي بالسرّ ما دام يعين الناس نفاقا ،
وينشر الصدقات مراءاة
وكأن صورته امام الناس هي التي سيحاسب عنها ،
أما بينه وبين نفسه ، فهو لا يخطئ .... هذا ما افتاه قلبه ...وان اخطأ .


و( يستفتي فلان ) قلبه ، فيفتي له أن الطعن والقذف جائز ،
وأنّ فضح السرائر جائز ،وأنّ كشف ما ستره الله جائز ...
وأنّ الخيانة جائزة ...لمجرد أن يشفي غليله المريض بالانتقام بشتى الصور .



( وتستفى أخرى ) قلبها ، فيبيح لها ان تنصب العداء وتنهش سيرة أخرى ،
وتتمنى زوال النعم عنها ، وتسعى الى احتلال ما كان بحوزتها،
تبيح لنفسها الحسد والحقد وممارسة كافة انواع الطغيان .
وما دام لها منفعة ، فكل فتاوي قلبها ( المريض ) في صفها ....


( يستفتي شخص ) قلبه ... فيفتيه بأن ما هو للآخرين ، حقّ له ،
فالسرقة حلال ، والنهب حلال
وما دامت الطريق مفتوحة أمامه فهي فرصته ..
وغفلة الناس وثقتهم به ذنبهم هم ..لا ذنبه ... إذن فما يفعله مشروع .


وينام كلّ هؤلاء ليلهم الطويل ..وبالهم مرتاح ....فقد ( استفتوا القلوب ) فأفتتهم ،
وتصرّفوا وفقا لما ترتاح به نفوسهم المريضة ...ولا تأخذهم ذرة شكّ ،
أنهم سيجزون على ما فعلوا .. بمزيد من المكافأة ....!


هذه الأشكال صاحبة القلوب المشوهه ، التي تتحول كما يتحول مصاصو الدماء عندما تشتمّ انوفهم مصلحة ( طازجة )
والتي تتكاثر حولك كما يتكاثر البوكيمون في أفلام الكرتون، فما يدري خراش من أين سيُهاجم.:)

أسامي عابرة
26-02-2012, 08:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أختي الحبيبة فاديا

مداخلة قيمة سلمتِ وسلمت يمناكِ سرني مروركِ الكريم وحسن قولكِ

رزقكِ الله خيري الدنيا والآخرة

في حفظ الله ورعايته