المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : و نبلوكم بالشر و الخير فتنة


اسلاميك
04-10-2011, 09:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.

و الصلاة على سيدنا و حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم

<< كل نفس ذائقة الموت >> الأنبياء
هذا هو الناموس الذي يحكم الحياة ، و هذه هي السنة التي ليس لها استثناء .
فما أجدر الأحياء أن يحسبوا حساب هذا المذاق .

إنه الموت نهاية كل حي، و عاقبة المطاف للرحلة القصيرة على الأرض . و إلى الله يرجع الجميع . فأما ما يصيب الإنسان في أثناء الرحلة من خير و شر فهو فتنة له وابتلاء:
<< و نبلوكم بالشر و الخير فتنة>> الأنبياء.

و الابتلاء بالشر مفهوم أمره .
ليتكشف مدى احتمال المبتلى ، و مدى صبره على الضر ، و مدى ثقته بربه ،
و رجاء في رحمته ...
و أما الابتلاء بالخير فهو في حاجة إلى بيان
إن الابتلاء بالخير أشد وطأة ، و إن خيل للناس أنه دون الابتلاء بالشر .

إن كثيرين يصمدون للابتلاء بالشر و لكن القلة القليلة هي التي تصمد للابتلاء بالخير
.
كثيرون يصبرون على الابتلاء بالمرض و الضعف ، و لكن قليلين هم الذين يصبرون على الابتلاء بالصحة و القدرة . و يكبحون جماح القوة الهائجة في كيانهم الجامحة
في أوصالهم .

كثيرون يصبرون على الفقر و الحرمان فلا تتهاوى نفوسهم و لا تذل ، و لكن قليلين
هم الذين يصبرون على الثراء و الوجدان . و ما يغريان به من متاع ، و ما يثيرانه
من شهوات و أطماع .

كثيرون يصبرون على التعذيب و الإيذاء فلا يخيفهم ، و يصبرون على التهديد و الوعيد فلا يرهبهم ، و لكن قليلين هم الذين يصبرون على الإغراء بالرغائب و المناصب و المتاع و الثراء .
كثيرون يصبرون على الكفاح و الجراح ، و لكن قليلين هم الذين يصبرون على الدعة

و المراح . ثم لا يصابون بالحرص الذي يذل أعناق الرجال ، و بالاسترخاء الذي
يقعد الهمم و يذلل الأرواح .

إن الابتلاء بالشدة قد يثير الكبرياء ، و يستحث المقاومة و يجند الأعصاب ، فتكون
القوى كلها معبأة لاستقبال الشدة و الصمود لها .
أما الرخاء فيرخي الأعصاب و يفقدها القدرة على اليقظة و المقاومة .

لذلك يجتاز الكثيرون مرحلة الشدة بنجاح ، حتى إذا جاءهم الرخاء سقطوا في الابتلاء
و ذلك شأن البشر ... إلا من عصم الله فكانوا ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم :
<< عجباًً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، و ليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته
سراء شكر فكان خيراً له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له >> رواه مسلم
....... وهم قليل

فاليقظة للنفس في الابتلاء بالخير أولى من اليقظة لها في الابتلاء بالشر

عبد الغني رضا
05-10-2011, 12:55 AM
بارك الله فيكم

اسلاميك
05-10-2011, 10:11 AM
بارك الله فيكم
جزاكم الله خيرا أخي الكريم محب الله
بشكرك على مرورك الكريم