التائب إلى الله
05-05-2006, 05:21 AM
الحمد لله وحده ,والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشكر القائمين على هذا الموقع وعلى هذا العمل الطيب المبارك جعله الله في موازين أعمالكم الصالحة يوم القيامة ،،،
وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا كثيرا ،،،
أرجوا أن يشارك في هذا الموضوع كل من لديه علم بالخلطات الطبية من الأعشاب التي ثبت بالفعل تأثيرها في العلاج بإذن الله أي تكون مجربة بالفعل وأتت مفعولها وثمارها في علاج أي مرض من الأمراض التي تكون بسبب الجن والشيطان ،،،
بحيث أن يكون الموضوع في نهاية المطاف على شكل موسوعة علمية يستفيد منها الجميع ،،،
على أن تذكر الأعشاب المركبة في الرقية والعلاج على شكل نقاط ولايمنع أن نجمع كل ماله صله بالموضوع هنا أو هناك في مشاركات تتعلق بهذا الموضوع مع بيان تفصيلي وتوضيحي لكل عشب أو مادة في التركيبة وفائدتها في التركيبة ومقدارها بالتحديد وفي أي الأمراض يستخدم ولايبخل كل من لديه علم بهذا الخصوص خاصة من الأخوة الذين لديهم تجارب فعلية في هذا الموضوع ..
وأكرر من منطلق التجربة الفعلية وأرجوا كذلك من الأخوة الذين كانوا يشتكون من أمراض معينة خاصة بموضوعنا وبعد تجربة تركيبة معينة كان لها أثر في الشفاء بإذن الله
قال ابن القيم – رحمه الله - : ( إن أدوية غالب الأمم والبوادي بالأدوية المفردة ، وعليه أطباء الهند 0 وأما الروم واليونان : فيعتنون بالمركبة : وهم متفقون عليها : على أن سعادة الطبيب أن يداوي بالغذاء ؛ فإن عجز : فما كان أقل تركيباً ) ( الطب النبوي – ص 57 ) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الحكم الشرعي في استخدام الأعشاب من قبل بعض المعالِجين دون التقيد بنسبها ومعادلاتها ؟
فأجاب – حفظه الله – : ( استخدام الأعشاب كعلاج للسحر والصرع جائز ، لكنه خاضع للتجربة أو لذكر ذلك في كتب الطب القديمة أو الحديثة ، ولا شك أن الأعشاب والنباتات فيها فوائد للإنسان أو للحيوان ، فإن الله تعالى لم يخلق شيئا من الحيوان أو النبات عبثا ، بل لا بد فيه من فائدة أو مصلحة تعود إلى المخلوقات ، ومن ذلك العلاج بها ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله 000 ) ( أخرجه الإمام أحمد في مينده ، والبخاري في صحيحه – السلسلة الصحيحة 451 ) رواه أحمد وغيره وبعضه في الصحيح ، ولكن لا ينبغي استعمال كل دواء في كل مرض فقد تكون بعض الأعشاب وبعض العلاجات ضارة لبعض الأشخاص أو في بعض الأحيان فلا بد من التجربة قبل الاستعمال ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع – ص 322 ) 0
وقد سئل فضيلته عن موقف الإسلام من الأطباء الشعبيين فأجاب – حفظه الله - : ( ورد في الحديث " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه ، وجهله من جهله " فهؤلاء الأطباء الشعبيون قد عملوا بالتجربة على هذه الأدوية ، ورجعوا فيها إلى كتب الطب التي جمعها علماء عارفون بذلك ، وهذا فن من فنون العلم الكثيرة ، قد تخصص فيه أقوام من عهد النبوة ، وقبلها وبعدها ، وعرفوا تراكيب الأدوية وخواص كل دواء ، وكيفية استعماله ، مع اعتقادهم أنها أسباب للشفاء ، وأن الله تعالى هو مسبب الأسباب 0
فعلى هذا لا بأس بتعلم ذلك والعلاج به ، وعلى السائل أن يقرأ كتاب : ( الطب النبوي ) لابن القيم ، وللذهبي ، و ( الآداب الشرعية ) لابن مفلح ، وكتاب ( تسهيل المنافع ) ، وغيرها ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع – ص 323 ) 0
يقول الأستاذ علي بن محمد ياسين : ( إن التطبب والتداوي سواء بالأعشاب أو بالعقاقير الطبية بأنواعه ومقاديره ، مجال لا يجوز للإنسان أن يخوض فيه ولا يعمل فيه إلا بعلم ودراية وإلمام تام 0
لا بد له من علم بنوع المرض وضرره وآثاره ، وعلاجه ومقادير ذلك ، وما يتناسب مع حال المريض ، ومدى قابلية بدنه للعلاج ، ومدى نفع ذلك العلاج لحالته ، وبيئته التي يعيش فيها ومدى تأثير البيئة على العلاج ، والاستفادة منه من عدمها ، ومعرفة نوعية العلاج والمواد التي يحتوي عليها ، والنافع منه والضار ، ومراعاة النسب عند التركيبات وجدوى الخلط بين النوعين ، وما هي المادة التي تنتج من ذلك ، ومدى النفع والضرر الحاصل من جراء تلك المخلطات ، وغير ذلك من العوامل التي يجب على المعالج مراعاتها حال علاجه للناس 0
وإذا خاض المعالج في هذا المجال بدون الضوابط السابقة فهو آثم واقع في منكر عليه أن يقلع عنه ، ويتوب إلى الله منه ، وأن يتوقف عن التطبب في الناس دون علم وبصيرة ، فرب علاج كان سمًا زعافاً كما أسلفت ورب متطبب مشفق ، عاد على مرضاه بالضرر، والله الهادي إلى سواء السبيل ) ( مهلاً أيها الرقاة – ص 113 ) 0
يقول العشاب اليمني المعروف محمد حسن السراجي عن ظاهرة التداوي بالأعشاب الطبية ووقوع عشرات المواطنين بسبب هذا الوضع ضحايا للأدعياء والمشعوذين معلقا : ( بعد العودة العالمية للمعالِجة بالنباتات والأعشاب الطبية برز كثير من الأدعياء والمشعوذين في هذا الميدان 0 ومشكلة هؤلاء أنهم يعتمدون على مؤلفات عدة لممارسة المهنة في ضوئها لكنهم يفتقدون المعرفة والدراية بأنواع الأعشاب ومنافعها ومضارها وخصائصها وكيف ومتى تستخدم وبأي أوزان ومقاييس 0 ومعظمهم لا يستند إلى العلم في معرفة الأمراض وأسبابها وطرق علاجها وبعضهم لا يعرف حتى تركيب جسم الإنسان ) ( جريدة الحياة - 20 جمادى الأولى 1418 هـ – العدد 12623 – ص 22 ) 0
سئل الدكتور أحمد جودة محمد بكالوريوس صيدلة عن مسألة تركيب الأعشاب وتجميعها وخلطها ، هل كل شخص يمتلك الإمكانات لتركيب هذه الأعشاب وصرفها للمرضى للعلاج ؟
فأجاب بالآتي : ( أولاً : ما هي الأعشاب الطبية ؟ هي أي نبات يحتوي على مواد ذات تأثير طبي داخل جسم الإنسان 0
هل تحتوي الأعشاب على مواد كيميائية ؟ نعم ، لأن المادة الفعالة في النبات عند دراستها وتحليلها ، نجد أنها مادة ذات تركيب كيميائي محدد وثابت ويتم التعارف عليها إذا وجدت في هذا النبات أو في آخر ، أو إذا كانت منفصلة 0
ومن الناحية التجارية إذا كانت هذه المادة متوفرة بكثرة في النبات يتم استخلاصها ، وجعلها على صورة دواء ، وإذا كانت ذات كمية محدودة أو استخلاصها مكلفاً ، يتم تركيبها في المعمل إذا أمكن ، إذاً هل نطلق على هذه المادة المصنعة في المعمل مادة كيميائية ؟ إذا كانت النباتات العشبية تحتوي على مواد ذات خصائص وتأثير معين ، بل نقول : إنها تعامل معاملة الدواء ، فهل يملك أي إنسان القدرة على تعاطيها مباشرة وبدون الرجوع إلى المتخصصين ؟
من هذه الناحية يمكن أن نقسم النباتات الطبية إلى قسمين :
قسم متعارف عليه منذ آلاف السنين ، ومتعارف عليه في الطب الشعبي ، ويتوافق استعماله مع استعمال الأطباء له فهذا لا حرج في استعماله ، واستعماله بجرعات غير محددة مثل النعناع والينسون والكراوية 0
والقسم الآخر نستطيع أن نصنفه على أنه سام ، فهل معنى ذلك أن هذا النبات لا يستعمل ؟ كلا ، ولكن هذه العشبة على طبيعتها تحتوي على نسبة عالية من المواد ذات التأثير الطبي ، وهنا يأتي دور الصيدلي والطبيب في معرفة الجرعة الكافية لمعالجة المرض ، وإذا زادت هذه الجرعة قد تؤدي بصحة المريض وحياته للخطر ، وقد تؤدي إلى الوفاة ، وإلا ما فائدة أن نرى أحد العلاجات تقدر جرعته بالجرام ، والآخر بالملي جرام ، والآخر ميكرو جرام وهكذا 0
وقد تحتوي بعض الأعشاب على مجموعة مواد كيميائية ، منها ما هو صالح بجرعات محددة ومنها ما هو غير صالح بالمرة ، فلا بد من تنقيتها وتصفيتها ، لاستخراج النافع من الضار 0
إذاً على الإنسان أن لا يتناول مجموعة من الأعشاب مع بعضها ، لأنه في هذه الحالة كالذي يتناول مجموعة من الأدوية ، فمن المسؤول عن إعطائك هذه الأدوية مجموعة ؟ فقط الطبيب ، لأنه أعلم أنه لا يوجد ضرر في ذلك ) ( مهلاً أيها الرقاة – ص 11 ، 113 ) 0
أوردت جريدة الاقتصادية في عددها رقم ( 1985 ) والصادر بتاريخ 5 ذو العقدة 1419 هـ الموافق 21/2/1999م تحت عنوان " التحذير من تزايد أدعياء علاج العقم والتجارة بخلط الأعشاب " 000 إنقاذ سيدة من 6 أورام بسبب الطب العشوائي 000 أجريت أمس لسيدة سعودية في المنطقة الشرقية عملية جراحية لاستئصال ستة أورام زنتها أكثر من نصف كيلو جرام من الرحم ، تسبب في تكوينها وصفات من أدعياء الطب الشعبي الذين يستغلون حالات العقم لدى النساء عن طريق خلط الأعشاب واستخدام وسائل علاجية بدائية 0 انتهى 0
وخطورة اللجوء إلى استخدام هذا الأسلوب دون دراسة وعلم وتخصص قد تؤدي إلى عواقب وخيمة ، وبعض المرضى فقد حياته نتيجة استخدام بعض تلك الأدوية 0
قصة واقعية : وتلك قصة امرأة كان تعاني من مرض من الأمراض التي تصيب النفس البشرية ، وبعد معاناة طويلة وشاقة ، وصف لها نوع من الأعشاب لاستخدامه بقدر ملعقة صغيرة لطحنه ومن ثم أكله ، وهذا النوع يطلق عليه اسم ( تفاح الجن ) ، وفعلت المسكينة ذلك وأحست بآلام شديدة من جراء هذا الاستخدام ، وذهبت إلى المستشفى وبقيت فيه عدة أيام ، ومن ثم فارقت الحياة ، والله تعالى أعلم 0
ومن باب الأمانة العلمية فلا بد أن أوضح أنني قد استخدمت هذا الأسلوب في العلاج سابقا وهو إعداد الأعشاب المركبة ، علما بأن الذي أعدها رجل متخصص في هذا العلم ، وله باع طويل فيه ، وذات يوم كان في زيارتي أحد طلبة العلم من إحدى مناطق المملكة ، وكان أخا ناصحا محبا في الله فبين لي بعض المحاذير التي ذكرتها آنفا ، ومن فوري توقفت عن هذا العمل ، لعلمي اليقين بخطأ الاستمرار في ذلك 0
وكما أشرت في أحد فصول هذا الكتاب فقد وقعت لي بعض الأخطاء في مراحل وفترات العلاج الأولى إلا أنه بفضل الله سبحانه وبمساعدة الإخوة الناصحين والعلماء وطلبة العلم تم تقويم تلك الأخطاء ، فأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد للجميع ، والله تعالى أعلم 0
سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا لما فيه خير الإسلام والمسلمين ، وأن يجعلنا ممن يقف على الحق فيتبعه ، ونسأله الإخلاص في القول والعمل 0 undefined
أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشكر القائمين على هذا الموقع وعلى هذا العمل الطيب المبارك جعله الله في موازين أعمالكم الصالحة يوم القيامة ،،،
وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خيرا كثيرا ،،،
أرجوا أن يشارك في هذا الموضوع كل من لديه علم بالخلطات الطبية من الأعشاب التي ثبت بالفعل تأثيرها في العلاج بإذن الله أي تكون مجربة بالفعل وأتت مفعولها وثمارها في علاج أي مرض من الأمراض التي تكون بسبب الجن والشيطان ،،،
بحيث أن يكون الموضوع في نهاية المطاف على شكل موسوعة علمية يستفيد منها الجميع ،،،
على أن تذكر الأعشاب المركبة في الرقية والعلاج على شكل نقاط ولايمنع أن نجمع كل ماله صله بالموضوع هنا أو هناك في مشاركات تتعلق بهذا الموضوع مع بيان تفصيلي وتوضيحي لكل عشب أو مادة في التركيبة وفائدتها في التركيبة ومقدارها بالتحديد وفي أي الأمراض يستخدم ولايبخل كل من لديه علم بهذا الخصوص خاصة من الأخوة الذين لديهم تجارب فعلية في هذا الموضوع ..
وأكرر من منطلق التجربة الفعلية وأرجوا كذلك من الأخوة الذين كانوا يشتكون من أمراض معينة خاصة بموضوعنا وبعد تجربة تركيبة معينة كان لها أثر في الشفاء بإذن الله
قال ابن القيم – رحمه الله - : ( إن أدوية غالب الأمم والبوادي بالأدوية المفردة ، وعليه أطباء الهند 0 وأما الروم واليونان : فيعتنون بالمركبة : وهم متفقون عليها : على أن سعادة الطبيب أن يداوي بالغذاء ؛ فإن عجز : فما كان أقل تركيباً ) ( الطب النبوي – ص 57 ) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الحكم الشرعي في استخدام الأعشاب من قبل بعض المعالِجين دون التقيد بنسبها ومعادلاتها ؟
فأجاب – حفظه الله – : ( استخدام الأعشاب كعلاج للسحر والصرع جائز ، لكنه خاضع للتجربة أو لذكر ذلك في كتب الطب القديمة أو الحديثة ، ولا شك أن الأعشاب والنباتات فيها فوائد للإنسان أو للحيوان ، فإن الله تعالى لم يخلق شيئا من الحيوان أو النبات عبثا ، بل لا بد فيه من فائدة أو مصلحة تعود إلى المخلوقات ، ومن ذلك العلاج بها ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله 000 ) ( أخرجه الإمام أحمد في مينده ، والبخاري في صحيحه – السلسلة الصحيحة 451 ) رواه أحمد وغيره وبعضه في الصحيح ، ولكن لا ينبغي استعمال كل دواء في كل مرض فقد تكون بعض الأعشاب وبعض العلاجات ضارة لبعض الأشخاص أو في بعض الأحيان فلا بد من التجربة قبل الاستعمال ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع – ص 322 ) 0
وقد سئل فضيلته عن موقف الإسلام من الأطباء الشعبيين فأجاب – حفظه الله - : ( ورد في الحديث " ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه ، وجهله من جهله " فهؤلاء الأطباء الشعبيون قد عملوا بالتجربة على هذه الأدوية ، ورجعوا فيها إلى كتب الطب التي جمعها علماء عارفون بذلك ، وهذا فن من فنون العلم الكثيرة ، قد تخصص فيه أقوام من عهد النبوة ، وقبلها وبعدها ، وعرفوا تراكيب الأدوية وخواص كل دواء ، وكيفية استعماله ، مع اعتقادهم أنها أسباب للشفاء ، وأن الله تعالى هو مسبب الأسباب 0
فعلى هذا لا بأس بتعلم ذلك والعلاج به ، وعلى السائل أن يقرأ كتاب : ( الطب النبوي ) لابن القيم ، وللذهبي ، و ( الآداب الشرعية ) لابن مفلح ، وكتاب ( تسهيل المنافع ) ، وغيرها ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع – ص 323 ) 0
يقول الأستاذ علي بن محمد ياسين : ( إن التطبب والتداوي سواء بالأعشاب أو بالعقاقير الطبية بأنواعه ومقاديره ، مجال لا يجوز للإنسان أن يخوض فيه ولا يعمل فيه إلا بعلم ودراية وإلمام تام 0
لا بد له من علم بنوع المرض وضرره وآثاره ، وعلاجه ومقادير ذلك ، وما يتناسب مع حال المريض ، ومدى قابلية بدنه للعلاج ، ومدى نفع ذلك العلاج لحالته ، وبيئته التي يعيش فيها ومدى تأثير البيئة على العلاج ، والاستفادة منه من عدمها ، ومعرفة نوعية العلاج والمواد التي يحتوي عليها ، والنافع منه والضار ، ومراعاة النسب عند التركيبات وجدوى الخلط بين النوعين ، وما هي المادة التي تنتج من ذلك ، ومدى النفع والضرر الحاصل من جراء تلك المخلطات ، وغير ذلك من العوامل التي يجب على المعالج مراعاتها حال علاجه للناس 0
وإذا خاض المعالج في هذا المجال بدون الضوابط السابقة فهو آثم واقع في منكر عليه أن يقلع عنه ، ويتوب إلى الله منه ، وأن يتوقف عن التطبب في الناس دون علم وبصيرة ، فرب علاج كان سمًا زعافاً كما أسلفت ورب متطبب مشفق ، عاد على مرضاه بالضرر، والله الهادي إلى سواء السبيل ) ( مهلاً أيها الرقاة – ص 113 ) 0
يقول العشاب اليمني المعروف محمد حسن السراجي عن ظاهرة التداوي بالأعشاب الطبية ووقوع عشرات المواطنين بسبب هذا الوضع ضحايا للأدعياء والمشعوذين معلقا : ( بعد العودة العالمية للمعالِجة بالنباتات والأعشاب الطبية برز كثير من الأدعياء والمشعوذين في هذا الميدان 0 ومشكلة هؤلاء أنهم يعتمدون على مؤلفات عدة لممارسة المهنة في ضوئها لكنهم يفتقدون المعرفة والدراية بأنواع الأعشاب ومنافعها ومضارها وخصائصها وكيف ومتى تستخدم وبأي أوزان ومقاييس 0 ومعظمهم لا يستند إلى العلم في معرفة الأمراض وأسبابها وطرق علاجها وبعضهم لا يعرف حتى تركيب جسم الإنسان ) ( جريدة الحياة - 20 جمادى الأولى 1418 هـ – العدد 12623 – ص 22 ) 0
سئل الدكتور أحمد جودة محمد بكالوريوس صيدلة عن مسألة تركيب الأعشاب وتجميعها وخلطها ، هل كل شخص يمتلك الإمكانات لتركيب هذه الأعشاب وصرفها للمرضى للعلاج ؟
فأجاب بالآتي : ( أولاً : ما هي الأعشاب الطبية ؟ هي أي نبات يحتوي على مواد ذات تأثير طبي داخل جسم الإنسان 0
هل تحتوي الأعشاب على مواد كيميائية ؟ نعم ، لأن المادة الفعالة في النبات عند دراستها وتحليلها ، نجد أنها مادة ذات تركيب كيميائي محدد وثابت ويتم التعارف عليها إذا وجدت في هذا النبات أو في آخر ، أو إذا كانت منفصلة 0
ومن الناحية التجارية إذا كانت هذه المادة متوفرة بكثرة في النبات يتم استخلاصها ، وجعلها على صورة دواء ، وإذا كانت ذات كمية محدودة أو استخلاصها مكلفاً ، يتم تركيبها في المعمل إذا أمكن ، إذاً هل نطلق على هذه المادة المصنعة في المعمل مادة كيميائية ؟ إذا كانت النباتات العشبية تحتوي على مواد ذات خصائص وتأثير معين ، بل نقول : إنها تعامل معاملة الدواء ، فهل يملك أي إنسان القدرة على تعاطيها مباشرة وبدون الرجوع إلى المتخصصين ؟
من هذه الناحية يمكن أن نقسم النباتات الطبية إلى قسمين :
قسم متعارف عليه منذ آلاف السنين ، ومتعارف عليه في الطب الشعبي ، ويتوافق استعماله مع استعمال الأطباء له فهذا لا حرج في استعماله ، واستعماله بجرعات غير محددة مثل النعناع والينسون والكراوية 0
والقسم الآخر نستطيع أن نصنفه على أنه سام ، فهل معنى ذلك أن هذا النبات لا يستعمل ؟ كلا ، ولكن هذه العشبة على طبيعتها تحتوي على نسبة عالية من المواد ذات التأثير الطبي ، وهنا يأتي دور الصيدلي والطبيب في معرفة الجرعة الكافية لمعالجة المرض ، وإذا زادت هذه الجرعة قد تؤدي بصحة المريض وحياته للخطر ، وقد تؤدي إلى الوفاة ، وإلا ما فائدة أن نرى أحد العلاجات تقدر جرعته بالجرام ، والآخر بالملي جرام ، والآخر ميكرو جرام وهكذا 0
وقد تحتوي بعض الأعشاب على مجموعة مواد كيميائية ، منها ما هو صالح بجرعات محددة ومنها ما هو غير صالح بالمرة ، فلا بد من تنقيتها وتصفيتها ، لاستخراج النافع من الضار 0
إذاً على الإنسان أن لا يتناول مجموعة من الأعشاب مع بعضها ، لأنه في هذه الحالة كالذي يتناول مجموعة من الأدوية ، فمن المسؤول عن إعطائك هذه الأدوية مجموعة ؟ فقط الطبيب ، لأنه أعلم أنه لا يوجد ضرر في ذلك ) ( مهلاً أيها الرقاة – ص 11 ، 113 ) 0
أوردت جريدة الاقتصادية في عددها رقم ( 1985 ) والصادر بتاريخ 5 ذو العقدة 1419 هـ الموافق 21/2/1999م تحت عنوان " التحذير من تزايد أدعياء علاج العقم والتجارة بخلط الأعشاب " 000 إنقاذ سيدة من 6 أورام بسبب الطب العشوائي 000 أجريت أمس لسيدة سعودية في المنطقة الشرقية عملية جراحية لاستئصال ستة أورام زنتها أكثر من نصف كيلو جرام من الرحم ، تسبب في تكوينها وصفات من أدعياء الطب الشعبي الذين يستغلون حالات العقم لدى النساء عن طريق خلط الأعشاب واستخدام وسائل علاجية بدائية 0 انتهى 0
وخطورة اللجوء إلى استخدام هذا الأسلوب دون دراسة وعلم وتخصص قد تؤدي إلى عواقب وخيمة ، وبعض المرضى فقد حياته نتيجة استخدام بعض تلك الأدوية 0
قصة واقعية : وتلك قصة امرأة كان تعاني من مرض من الأمراض التي تصيب النفس البشرية ، وبعد معاناة طويلة وشاقة ، وصف لها نوع من الأعشاب لاستخدامه بقدر ملعقة صغيرة لطحنه ومن ثم أكله ، وهذا النوع يطلق عليه اسم ( تفاح الجن ) ، وفعلت المسكينة ذلك وأحست بآلام شديدة من جراء هذا الاستخدام ، وذهبت إلى المستشفى وبقيت فيه عدة أيام ، ومن ثم فارقت الحياة ، والله تعالى أعلم 0
ومن باب الأمانة العلمية فلا بد أن أوضح أنني قد استخدمت هذا الأسلوب في العلاج سابقا وهو إعداد الأعشاب المركبة ، علما بأن الذي أعدها رجل متخصص في هذا العلم ، وله باع طويل فيه ، وذات يوم كان في زيارتي أحد طلبة العلم من إحدى مناطق المملكة ، وكان أخا ناصحا محبا في الله فبين لي بعض المحاذير التي ذكرتها آنفا ، ومن فوري توقفت عن هذا العمل ، لعلمي اليقين بخطأ الاستمرار في ذلك 0
وكما أشرت في أحد فصول هذا الكتاب فقد وقعت لي بعض الأخطاء في مراحل وفترات العلاج الأولى إلا أنه بفضل الله سبحانه وبمساعدة الإخوة الناصحين والعلماء وطلبة العلم تم تقويم تلك الأخطاء ، فأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد للجميع ، والله تعالى أعلم 0
سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا لما فيه خير الإسلام والمسلمين ، وأن يجعلنا ممن يقف على الحق فيتبعه ، ونسأله الإخلاص في القول والعمل 0 undefined