المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( && نصيحة من جني إلى أخ معالج && ) !!!


ساجد
21-04-2006, 11:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه..
إخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله..
...كان لي صديق يرقي المصابين بالمس رقية يسميها "شرعية"، وكان بعد قراءة آيات الرقية على المريض يطلب مساعدة أحد الجن الذي كان ينطق على لسان زوجته، يحضر ويتكلم على لسانها خلال الرقية، فينصحه بما يخص المصاب وما يناسب حالته من علاجات وغيرها..
بالطبع لم أكن لأقبل منه هذا النوع من "الرقية" التي كان يدعي صاحبها أنها "شرعية" للأسف.. وذات يوم قررت أن أنصحه كي يتوقف عن هذا النوع من "الرقية"، لأن الطريقة غير شرعية وليس لها أي سند، لا في كتاب ولا في سنة نبوية صحيحة، كما أنها تنطوي على مضرة خطيرة تتعلق بغياب غيرته كزوج على زوجته، إذ كيف به يقبل وهو الزوج المؤمن أن يدخل جني جسد زوجته، يخالطها فيه ثم يتكلم على لسانها، وقد يفعل، وقد يفعل وما إلى ذلك...
وما إن فاتحته في الموضوع حتى أخبرني أن ذلك الجني كلمه مؤخرا، وطلب منه أن لا يستدعيه بعد اليوم أبدا للحضور إلى أية رقية ذهب إليها صحبة زوجته.. وأنه –أي الجني- أصبح يرفض الدخول في جسد تلك السيدة نهائيا.. وأنه يفضل أن يبقى بعيدا عنها.. ثم أضاف له تنبيها قال له فيه: إن بك عيبا في عقيدتك وهو أنك عندما تذهب إلى رقية تجعل نصب عينيك شفاء الممسوس مهما كلفك الأمر، وتنسى قدر الله.. لذلك فأنت حينذاك تحتاج إلى أن تستدعي جميع الوسائل الممكنة وغير الممكنة الصالحة وغير الصالحة لتصل إلى هدفك.. وابتداءا من اليوم عندما تذهب إلى أية رقية اجعل نصب عينك أن الشفاء أمر الله، قد يشفى المريض على يديك وقد يشفى على يد غيرك. وقد يشفى في يومه ذاك وقد يشفى بعد زمن الله أعلم به. فاتركني وحالي، ولاتستدعني مرة أخرى.. فقلت له بأن هذا الجني كان أعقل منه وأتقى..
هذا ملخص القصة وهي طويلة اختصرت منها هذه الفقرات لأنصح بها إخوتي في الله تعالى.. والله الهادي إلى الصواب..
والسلام عليكم ورحمة الله.. أخوكم في الله "ساجد" الله وليه..

طويلب علم صغير
21-04-2006, 11:12 AM
جزاك الله خيرا ، المفروض أن لا تختصر القصة بل تقولها جميعا حتى نستفيد منك

ابو نايف
21-04-2006, 02:16 PM
الأخ الفاضل ساجد
جزاك الله الف خير على نشر الخير أينما كنت واسأل الله أن يرزقك نعيم الدارين
ولكن لفت إنتباهي لماذا لم يحاول الشيخ من أخراج الجان من زوجتة والله أعلم
أخوكم

الراقي المغربي
21-04-2006, 04:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي في الله ساجد بارك الله فيك على هذه القصة الطيبة وجزاك الله خيرا، ولتكن عبرة لمن يدعي الاستعانة بالجن والسيطرة عليهم، هذا جزاءه.
نعم الجني صادق في قوله حيث أن من الأمور التي يقع فيها المستعين أنه يقل تولكله على الله عز وجل، وقد رأيت بأم عيني مثل هؤلاء ومن الأمور الأخرى التي يقع فيها أنه يرقي وقلبه متعلق بالجني، حيث أن أغلب هؤلاء المستعينين يقرأ على المريض آيات قليلة ومن تم يبدأ في النداء على الجن.
فالله المستعان.

وجزاكم الله خيرا ( طويلب علم ، وأبو نايف ) وبارك الله فيكما وحياكما الله وبياكما.

أخي الكريم أبو نايف السؤال الذي طرحت ها هي الاجابة عليه:
هذا المعالج كان بينه وبين هذل الجني على أن ينادي عليه، وفي الوقت الذي يحضر فيه يتكلم على لسان الزوجة لأن المعالج والله أعلم لم يجد أي وسيلة للتخاطب مع هذا الجني.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فرقاط
21-04-2006, 05:35 PM
السلام عليكم

لي سؤال أنا أيضاً:

الجني الذي في جسد زوجة المعالج لماذا لم يتأثر برقية الزوج للمرضى ....؟
فمن المعلوم (لدي ولدى الأغلبية)أن الجني سواء كافر أو مؤمن يتأثر بالقرآن تأثيراً سلبيا يطرده من الجسد
لأنه إرتكب إثما وفحشاً ......؟ كيف نجمع بينها...

أطلب منك أخي ساجد أن تروي لنا القصة كاملة حتى نستفيد منها .....

أما بالنسبة لسؤالك أخي أبو نايف لماذا لم يحاول إخراجالجني من جسد زوجته ؟

لأنه وبكل إختصار يريد هذا الجني أن يكون دليلأ له يدله على حالة المرضى الموجودين لديه
ولكي يتحفه بالعلاج المناسب ..... وتناسى الذكي أنه بتركه الجني في جسد زوجته معونة للشر وتعمده لذلك مصيبه
ونسي هذا المعالج أن الله وحده هو الشافي وأن السبب الذي إتخذه ليس آمنا فالجن طبيعتهم الكذب ولنا
حدود معينة في التعامل معهم وقد بين شيخنا الكريم ذلك في رابط آخر(سؤال الجن عن الحالات المرضيه الأخرى)
و(حكم الإستعانة بالجن).....وتناسى أيضا أن الأقربون أولى بالمعروف ......ولا حول ولا قوة إلا بالله...

أخي الراقي المغربي....لا نعذر المعالج ونقول أنه لم يجد الوسيلة للتخاطب مع الجني _المدعي المساعدة_
وأنه لا يستطيع مخاطبته إلا بالتلبس بزوجته ...... أين (لاضرر ولا ضرار) هل ندرء مفسدة بمفسدة وعندنا ما يغنيننا
أين( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) ......

ثم إن من المعلوم أن الجن تستطيع مخاطبة الجن دونما تلبس بأحد وهذا ما يعرف بالهواتف ( أن يسمع صوتا
دونما أن يرى أحدا)

كذلك من قدرات الجن المعلومة التشكل والتصور على أشكال كثيرة .......... لماذا لا يتشكل الجني في صورة
ويساعد المعالج..؟

وإن كان محقاً ويريد الإخلاص في عمله يستطيع الجني المساعدة ودونما حتى معرفة المعالج نفسه.....فأين
هم عن هذا كله؟

أخاف بس المعالج يكون تعلق بالجني ........ ماهي بعيده ........

الراقي المغربي
21-04-2006, 05:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي الكريم فرقاط ومشرفنا القدير بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على التدخل .
أخي الكريم أنا لم أعذر المعالج بل أردت أن أبين أنه لم يجد أي وسيلة للتخاطب معه فلو كان ذكي لقام بما قلت ولكن للأسف خبرته قليلة، ولا تظن من خلال كلامي أني أشجعه على هذا الأمر بالعكس.
وجزاك الله خيرا وحياك الله وبياك.

( الباحث )
21-04-2006, 07:37 PM
أخاف بس المعالج يكون تعلق بالجني ........ ماهي بعيده ........
وانا معك والله مو بعيد:)

اضحك الله سنك اخى
بارك الله بكم وحفظكم من كل مكروه وبارك الله بكم

رحم الله الشيخ الشعراوى قال
الجن المسلم المؤمن لايسخره انسان ابدا .....
وان اراد ان يعين فيعين بدون استعانه وتسخير كمايدعى البعض لله يطلب اجره من الله
بارك الله بالجميع
والف مبروك على الاشراف

أبو فهد
21-04-2006, 07:55 PM
بارك الله في الجميع ...

الراقي المغربي
21-04-2006, 09:14 PM
والف مبروك على الاشراف

أخي الكريم الله يبارك فيك. وجزاك الله خيرا.

كما أوصل شكري إلى الأخ الكريم معالج متمرس.

وبالله نستعين
22-04-2006, 09:03 AM
الله المستعان فيه ناس يستهينون بالتعامل مع الجن من تحظير والاستعانه بهم
لاحول ولاقوة الا بالله

الراقي المغربي
22-04-2006, 01:51 PM
بارك الله فيك أخي المستعين بالله وجزاك الله خيرا على هذا التدخل الطيب.

أبو البراء
23-04-2006, 06:01 AM
((( &&& بسم الله الرحمن الرحيم &&& )))

بارك الله في الجميع ، وليس أبلغ من فتوى سماحة العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - بخصوص هذا الموضوع :

فقد سئل - رحمه الله - عن حكم اتخاذ الممسوس أو الممسوسة من الجن وسؤاله عن الحالات المرضية ، فأجاب :

( أما اتخاذ الممسوس ، أو الممسوسة من الجن ، ليسأله ، هذا لا يجوز وهذا من عمل السحرة والكهنة ، فالواجب علاجها بما يخرجه ويبين له ، أنه ظالم ، أو متعد إن كان فيه خير ) ( جزء من فتوى مسجلة من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - الطرق الحسان في علاج أمراض الجان - ص 87 ) 0


وأعرض لكم خلاصة موضوع الإساتعانة الذي ذكرته في كتابي الموسوم ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين ) ذكرت فيه النقاط الهامة التالية بعد أن أوردت الأدلة النقلية الصريحة الصحيحة وأقوال علماء الأمة ومن أراد الاستزادة فليعد للموضوع في موزضعه وإليكم ذلك :

1)- عدم ثبوت الاستعانة عن الرسول وخلفائه وصحابته والتالعين وسلف الأمة :

فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين وأصحابه والتابعين وسلف الأمة - رضوان الله عليهم أجمعين - فعلهم ذلك ، أو استعانتهم بالجن ، واللجوء إليهم ، والتعلق بهم 0

2)- السمة العامة لأقوال الجن والشياطين الكذب والافتراء :

وقد ثبت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، والشاهد من الحديث ( 000 صدقك وهو كذوب 000 ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – برقم 2311 ) 0

3)- جهل عامة الناس في العصر الحاضر :

والبعد عن منهج الكتاب والسنة ، وقلة طلب العلم الشرعي ، كل ذلك جعل الكثيرين منهم لا يفرقون بين السحرة وغيرهم ممن يدعون الاستعانة بالجن الصالح - بزعمهم - وبذلك تختلط الأمور وتختل العقائد التي تعتبر أغلى ما يملكه المسلم ، ولأن في صحة العقيدة وسلامتها ضمان للفوز والنجاة في الدارين 0


4)- يترتب على الاستعانة فتنة للعامة :

نتيجة التعلق والارتباط الوثيق بالأشخاص من الإنس والجن ، دون الارتباط والاعتماد والتوكل على الخالق سبحانه وتعالى 0

5)- الجن مكلفون وغير معصومين من الأهواء والزلل :

وقد يخطئون ، وينقاد المستعين بهم وراء ذلك الخطأ ، وقد يقع في الكفر أو الشرك أو محظور شرعي بحسب حال مخالفته الشرعية 0

6)- إن اللجوء إلى الجن والاستعانة بهم تجعل المستعين ضعيفا :

في نظرهم وفي نظر غيرهم من الجن والإنس ، وأما الاستعانة بالله سبحانه وتعالى فتجعل الإنسان قويا واثقا لاستعانته بخالق الكون ، المتصرف الذي له ملك السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير 0

7)- الاستعانة غالبا ما تكون نتيجة تلبس الجني لبدن المعالج أو أحد أفراد أسرته :

وهـذا مشاهد محسوس ملموس ، تقره الخبرة والتجربة العملية ، وفي ذلك مخالفة شرعية صريحة لنص الآية الكريمة : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَالا يَقُومُونَ إلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ 000 ) ( البقرة – 275 ) ، ووجود الجني داخل جسد الإنسان بهذه الكيفية وعلى هذا النحو غير جائز وغير مسوغ من الناحية الشرعية ، وليس من عقيدة المسلم أن الغاية تبرر الوسيلة ، إنما الوسيلة كما بينها الشرع الحنيف هي اتخاذ الأسباب الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة والأثر ، وكذلك الأسباب الحسية المباحة لعلاج تلك الأمراض الروحية 0

8)- إن الحكم على الأشخاص بالصلاح والاستقامة أساسه ومنبعه الالتزام بمنهج الكتاب والسنة :

والشهادة للإنسان بالصلاح والاستقامة تكون بناء على المعرفة المسبقة به من حيث التزامه وخلقه ومنهجه وورعه وتقاه وسمته الحسن ، ومع ادراك كافة تلك المظاهر الا أن التزكية الشرعية تبقى أمرا صعبا بسبب تعلق كل ذلك بمعرفة الله سبحانه وتعالى لعبده واضطلاعه على ما يحمله في قلبه وسريرته ، وقد ثبت ذلك من حديث أسامة - رضي الله عنه - قال : قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا ؟ من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي : ( وقوله صلى الله عليه وسلم " أفلا شققت عن قلبه " فيه دليل للقاعدة المعروفة في الفقه والأصول أن الأحكام يعمل فيها بالظواهر ، والله يتولى السرائر ) ( صحيح مسلم بشرح النووي ) 0

9)- استدراج الشيطان للمستعين بكافة الطرق والوسائل والسبل :

وذلك من أجل الايقاع به في الكفر أو الشرك أو المحرم ، وقد سمعنا من القصص قديما وحديثا ما يؤيد ذلك ويؤكده ، فكم من رجال عرفوا بالاستقامة والصلاح ، وتم استدراجهم ، وماتوا على الكفر أو المعصية والعياذ بالله !

قال ابن كثير : ( قال عبدالله بن مسعود في هذه الآية : ( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ للإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّى بَرِىءٌ مِنْكَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) ( الحشر – الآية 16 ) : كانت امرأة ترعى الغنم وكان لها أربعـة إخوة ، وكانت تأوي بالليل إلى صومعة راهب 0 قال : فنزل الراهب ففجر بها فحملت 0 فأتاه الشيطان فقال له : اقتلها ثم ادفنها فإنك رجل مصدق يسمع قولك 0 فقتلها ثم دفنها ، قال : فأتى الشيطان إخوتها في المنام فقال : لهم إن الراهب صاحب الصومعة فجر بأختكم فلما أحبلها قتلها ثم دفنها في مكان كذا وكذا ، فلما أصبحوا قال رجل منهم : والله لقد رأيت البارحة رؤيا ما أدري أقصها عليكم أم أترك ؟ قالوا لا بل قصها علينا فقصها 0 فقال الآخر : وأنا والله لقد رأيت ذلك ، فقال الآخر : وأنا والله لقد رأيت ذلك 0 قالوا : فوالله ما هذا إلا لشيء ، قال : فانطلقوا فاستعدوا ملكهم على ذلك الراهب ، فأتوه فأنزلوه ثم انطلقوا به فلقيه الشيطان فقال : إني أنا الذي أوقعتك في هذا ولن ينجيك منه غيري فاسجد لي سجدة واحدة وأنجيك مما أوقعتك فيه 0 قال : فسجد له ، فلما أتوا به ملكهم تبرأ منه وأخذ فقتل ، وكذا روي عن ابن عباس وطاوس ومقاتل بن حيان نحو ذلك ، واشتهر عند كثير من الناس أن هذا العابد هو برصيصا فالله أعلم )( تفسير القرآن العظيم–4/341)0

واستدراجات الشيطان في هذا المجال كثيرة ومتشعبة ، ومن ذلك استخدام الأمور المباحة في العلاج للإيقاع في المحظور ومن ثم الكفر بالله عز وجل وهدم العقيدة والدين ، أو ادخال أمور مبتدعة في الرقية الشرعية كما يفعل كثير من الجهلة اليوم ، أو الخلوة المحرمة بالنساء بقصد طيب دون معرفة الحكم الشرعي لذلك ، فينقلب الأمر ويحصل المحظور ، ناهيك عن أمور كثيرة قد يستدرج بها الشيطان بعض المعالجين لا داعي لذكرها إنما أريد التنبيه على هذا الأمر وخطورته ومزالقه 0

10)- تؤدي الاستعانة إلى حصول خلل في العقيدة :

فترى المستعين يلجأ إليهم ويتعلق بهم تعلقا يبعده عن الخالق سبحانه وتعالى 0

11)- قد يستخدمون لغير الأعمال الصالحة :

والمسلمون من الجن غالبا ليسوا على قدر كبير من العلم الشرعي ، والمعرفة بأحكام الحلال والحرام ، ونتيجة للألفة والمودة من جراء تلك العلاقة المطردة ، فقد يكلفون القيام ببعض الأعمال التي تتعارض مع أحكام الشريعة والدين في لحظات ضعف تمر بالإنسان ، والنفس أمارة بالسوء ، فيلجأ المستعين للانتقام لنفسه أو لغيره ويعينونه على ذلك 0

12)- تكون الاستعانة حجة لكثير من السحرة على ادعاء معالجتهم بالرقية الشرعية :

ومن ثم قراءة القرآن ، لعلمهم أن الناس أدركت خطورتهم وكفرهم ، فيدعون الرقية والاستعانة بالصالحين من الجن ، فيطرق الناس أبوابهم ، ويطلبون العلاج على أيديهم ، وكثير من أولئك ينساقون وراءهم إما لضعف اعتقادهم ، أو خوفا منهم ومن إيذائهم وبطشهم ، والقصص والشواهد على ذلك كثيرة جدا ، والواقع الذي يعيشه الناس يؤكد ذلك أيضا 0



( قصة واقعية )


حدثت قصة منذ فترة من الزمن حيث أتت امرأة يبدو عليها سمات الصلاح والاستقامة ، وأخذت تبكي ، فهدأت من روعها وبدأت تشرح قصتها ، تقول : ذهب بي زوجي إلى إحدى المدن في المنطقة ، واعتقدت بذلك أنه طرق باب الرقية الشرعية لعلاجي من أعراض كانت تنتابني من فينة لأخرى ، وذهبنا سويا إلى منزل أحد أصدقائه ، وإذا برجل يدخل علينا ، فأوعز لي زوجي بأن الرجل يعالج بالرقية الشرعية 0 تقول : المرأة : عندما رأيت هذا الرجل لم ارتح له قط ، فأشار على زوجي بالخروج 0 فأنكرت ذلك لعلمي أن هذا الأمر مخالف لشرع الله ومنهجه ، ولا يجوز بأي حال ولأي ظرف أن يختلي رجل بامرأة لا تحل له ، فخرج زوجي – مع معارضتي الشديدة لذلك الأمر - وكان يحاول أن يزرع ثقتي بالرجل باعتبار أنه شيخ ونحو ذلك ، ومع كل هذا لم اقتنع بهذا الفعل مطلقا ، وكنت أحدث نفسي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حدد فيه معالم الخلوة ، وهذا المعنى يؤخذ على إطلاقه ، ولا فرق بين العامي والعالم والمتعلم وغير المتعلم ، وينطبق هذا على كافة الرجال على السواء ! ولكني لم أكن أملك من أمري شيئا ، فأغلق الرجل الباب وبدأ بقراءة بعض الآيات من كتاب الله عز وجل ، وبعدها بدأ يتمتم بكلمات لم أفهمها ، وفجأة انقلبت عيناه إلى اللون الفضي ومن ثم لّلون الأسود ، عند ذلك أغمي علي ، وعندما بدأت أصحو وجدت أنه يضع يديه على مناطق في جسدي لا يحل له الشرع فعلها ، فدخل زوجي ، وقال له الرجل : سوف تكون بخير ، فأخذت أبكي وأبين لزوجي أن الرجل ساحر ومشعوذ وأشرح له حقيقة الأمر فلم يأبه لما أقول ، عند ذلك أوعز لزوجي مرة أخرى بالخروج ففعل ، وأنا أرجوه وأسأله أن لا يفعل ذلك ، وبعد خروجه صفعني صفعة قوية في صدري ، وقال سوف ترين من هو المشعوذ والساحر 0

وبعد رقية المرأة تبين حصول إيذاء لها من جراء ذلك الموقف من هذا الساحر اللعين ، وعلم ذلك عند الله ، والقصص كثيرة إنما يكتفي بتلك القصة للعبرة والعظة 0

13)- ابتعد كثير من الناس اليوم عن منهج الكتاب والسنة :

وقد لجوا في الفسق والمعصية والفجور ، وأصبح جل همهم الدنيا وزينتها ، فقل طلب العلم الشرعي ، وأصبح كثير منهم لا يفرق بين الحلال والحرام ، وجمعوا المال بحله وحرامه ، دون خوف أو وجل من الله تعالى ، وكذلك الحال بالنسبة للجن ، وكل ذلك يجعلهم يخطئون ولا يتوانون عن فعل أمور كثيرة مخالفة للكتاب والسنة ، إما لجهلهم بالأحكام الشرعية ، أو لعدم اكتراثهم لما يقومون به ويفعلونه ، وينقلب الأمر وتصبح الاستعانة وسيلة إلى الضلال أو الشرك أو الكفر بحسب حالها 00 والعياذ بالله 0

14)- يتمادى الأمر بالمستعين إلى طلب أثر وغيره :

وينزلق في هوة عميقة تؤدي إلى خلل في العقيدة ، وانحراف في المنهج والسلوك ، مما يترتب عن ذلك غضب الله وعقوبته 0

وطلب الأثر وغيره يكون وفق تعليمات من قبل الجن للمستعين ، وما يثير الدهشة والتساؤل حصول هذه الطلبات وبهذه الكيفية من قبل الجن ، مع إمكانية فعلهم ذلك دون المساعدة أو الحاجة إلى طلب تلك الآثار وغيرها ، وعالم الجن عالم غيبي لا يرى من قبل الإنس ، ولديهم الإمكانات والقدرات التي تفوق كثيرا قدرات وإمكانات الإنس ، مما يوفر لهم إمكانية الاستقصاء والبحث دون الحاجة لتلك الأساليب والوسائل ، ونقف من خلال هذه النظرة على حقيقة ثابتة من جراء استخدام تلك الوسائل بهذه الكيفيات المزعومة ، أن الغاية والهدف من حصولها هو إيهام الناس وجعلهم يتمسكون بالأمور المادية المحسوسة الملموسة دون اللجوء لخالقها سبحانه وتعالى 0

15)- قول العلامة شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :

إن قول بعض علماء الأمة كشيخ الإسلام ( ابن تيمية ) بجواز الاستعانة ضمن كلام موزون يوجب وقفة وتذكرا بالعصر الذي عاشوا فيه حيث كان الإسلام قويا ، ويحكم فيه بشرع الله ومنهجه ، وكان الوعي والإدراك الديني آنذاك - عند العلماء والعامة - أعظم بكثير مما نعيشه اليوم ، والاعتقاد الجازم أن الاستعانة لا يمكن أن تفهم بمفهومها الدقيق في هذا العصر كما فهمت أيام شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولا بد من وقفة تأمل مع كلامه - رحمه الله - فأقول :

أ)- إن الكلام في المسألة عام :

ولم يتطرق - رحمه الله - إلى قضايا الاستعانة في التطبب والرقية والعلاج 0

ب)- ذكر في النقطة الرابعة كلاما يقول فيه :

( وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات مثل أن يستعين بهم على الحج ، أو أن يطيروا به عند السماع البدعي ، أو أن يحملوه إلى عرفات ، ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله ، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ، ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به ) ( مجموع الفتاوى – 11 / 307 ) 0

والمتأمل في كلام شيخ الإسلام يلاحظ : أن توفر العلم الشرعي شرط أساسي للاستعانة ، فالعالم وطالب العلم أكثر حرصا ودقة من غيرهما في المسائل والأحكام الشرعية ، فكل منهما يقارن بين المصالح والمفاسد ، ويفرق بين الحلال والحرام ، وله اطلاع بأمور كثيرة تخفى على كثير من الناس ، وبإلقاء نظرة سريعة في يومنا هذا ، يلاحظ أن معظم من طرقوا هذا الباب واستعانوا بالجن جهلة بالعلم الشرعي لا يفقهونه ولا يدركون أصوله ، ولا يفرقون بين الركن والواجب ، ونجزم أن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لو عاش بين أظهرنا لما أجاز الاستعانة بمضمونها الحالي ، لما يترتب عليها من مفاسد عظيمة قد تؤدي إلى خلل في العقيدة ، بل قد تدمرها من أساسها ، ومن ذلك ما نراه ونسمعه اليوم ، من بيع القلائد والخواتم للناس بأموال طائلة ، وادعاء أن معها جنا صالحا يعين ويحفظ ، أو طلب الأثر ونحوه ، وقس على ذلك الكثير مما يندى له الجبين وتقشعر له الأبدان 00 ومن التجربة والخبرة تبين كذبهم وزيف ادعائهم 0

ج)- موقف طالب العلم :

إن العالم أو طالب العلم ، إذا كان ملما بالعلم الشرعي ومتفقها فيه ، عالما بأحكامه ، مدركا لأحواله ، سواء كان من الإنس أو الجن ، لا يمكن أن يزعزع ويدمر عقائد الناس ، أو أن يتصرف وفق أهوائه وشهواته – فيدور في رحى الكتاب والسنة ، ولن ترى مثل ما يحصل اليوم من تجاوزات وانحرافات عند الذين يزعمون أنهم يستعينون بجن صالح فيخربون عقائد الناس ، ويحيدون بهم عن الفطرة السوية 0

وأنقل كلاما لشيخ الإسلام – رحمه الله – يؤكد المفهوم الدقيق الذي عناه من سياق كلامه حيث نقل الشيخ محمد بن مفلح - رحمه الله – كلاما له ، يقول فيه : ( قال شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية : رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن مستخدما الجن ، لكن دعاهم إلى الإيمان بالله ، وقرأ عليهم القرآن ، وبلغهم الرسالة ، وبايعهم كما فعل بالإنس ، والذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم أعظم مما أوتيه سليمان ، فإنه استعمل الجن والإنس في عبادة الله وحده وسعادتهم في الدنيا والآخرة ، لا لغرض يرجع إليه إلا ابتغاء وجه الله وطلب رضاه ) ( مصائب الإنسان – ص 156 ) 0

16)- التذرع ببعض الآثار الواردة :

قد يتذرع البعض بجواز الاستعانة ، وذلك بالعودة لبعض الآثار الواردة في ذلك ، وكافة تلك الآثار الواردة جاءت بصيغة ( روي ) وهذا ما يعتبره أهل العلم صيغة ( تمريض ) أي عدم ثبوت تلك الآثار بسندها عن الرواة 0

وكما تبين من خلال النقاط آنفة الذكر ، فلا يجوز أن يعتد بتلك الآثار على جواز الاستعانة وتبرير ما يقوم به كثير من الجهلة اليوم ، مما يؤدي إلى هدم العقائد وبعد الناس عن خالقهم 0

17)- القاعدة الفقهية ( سد الذرائع ) :

ولو لم يذكر أي من النقاط السابقة ، فالقاعدة الفقهية ( باب سد الذرائع ) تغنينا عن ذلك كله ، والذرائع التي ذكرت سابقا هي التي تسدها الشريعة ، ( ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) والناس اليوم يدركون ويعلمون كم من المفاسد العظيمة ترتبت على هذا الأمر ! وبنحو أصبح الولوج فيه أقرب الى طرق السحر والشعوذة والكهانة والعرافة فنسأل الله العفو والعافية 0

وهذا ملخص يسير حول موضوع الاستعانة ، علماً بأن علماء المملكة العربية السعودية قاطبة على عدم جواز الاستعانة بالجن ، وقد نقلت فتاوى بخصوص ذلك في كتابي آنف الذكر ، وذكرتها سابقاً في بداية بحثي هذا ، وقد أوردت فتوى للعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – يقول فيها :

( عدم جواز الاستعانة بالجن ، وقد بين أن هذا من الأمور المغيبة عن الإنسان ولا نستطيع أن نحكم على هؤلاء بالإسلام أو الكفر ، فإن كانوا مسلمين لا نستطيع أن نحكم عليهم بالصلاح أو النفاق ، وقد استشهد – رحمه الله - بالآية الكريمة من سورة الجن : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) ( الجن – الآية 6 ) ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين – ص 126 ) 0

( نموذج من الاستعانة : خدام السور والآيات )

ناهيك عن مسألة عدم الاعتقاد بخدتم الصور والآيات وقد تم بحث المسألة بحثاً مستفيضاً في موضع آخر ، حيث بعض المعالجين يعمدون إلى ما يسمى باستدعاء خدام الصور والآيات ومنها خدام سورة ياسين ، وهذه أقرب إلى الاستعانة منها إلى الحقيقة ، حيث أنه لا يوجد بالمغهوم العام ( خدام السور والآيات ) 0

ومن هنا تجد أن بعض الفئات من المعالِجين يدّعون الاستعانة بالجن في العلاج ويسلكون في ذلك مسالك بدعية ، كطلب الأثر أو استحضار خدام بعض سور القرآن العظيم وذلك بقراءة تلك السور آلاف المرات بل قد يتعدى الأمر إلى قراءة تلك السور عشرات أو مئات آلاف المرات ، أو حرق البخور كالجاوي ، أو حرق قطع من القماش مكتوب عليها آيات أو سور من كتاب الله عز وجل ونحو ذلك من أمور بدعية مختلفة ، وكافة تلك الاستخدامات ليس لها أصل أو دليل في الكتاب والسنة ، وقد تم الإشارة في ثنايا هذا البحث بأن الرقية الشرعية أمر توقيفي تعبدي ، بمعنى أنها أمور تعبدية مبناها على التوقيف ، فلا يجوز الإخلال بأي جزئية من جزئياتها كما ذهب لذلك بعض أهل العلم وهذا ما أراه وأنتهجه ، ومن يعمد إلى استخدام تلك الأساليب في الرقية والاستشفاء فقد أغوته الشياطين ، ولا بد من اليقين التام بأن الخير كل الخير فيما أخبرنا به الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه أو بينه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة ، ولم نعهد استخدام تلك الكيفيات في العلاج عنه صلى الله عليه وسلم أو خلفائه وصحابته أو التابعين وسلف الأمة وعلمائها 0



( قصة واقعية )


أخبرني أحد الاخوة بأن أخوات له كن يعانين من بعض الأعراض المزمنة ، وحضر إلى البلد التي يسكن فيها هذا الأخ الكريم أحد المعالِجين من دولة إسلامية ، وبدأت مرحلة العلاج فبدأ يقرأ ويتمتم ، يقول هذا الأخ : وقد لاحظت من خلال فترة العلاج قراءته لبعض الآيات أو السور بأعداد محددة ، وبعد ذلك أصبح يوجه بعض الجن بقوله : اضربوه أو افعلوا به ونحو ذلك من أوامر مختلفة - يعني بذلك خدام السور والآيات 0 التي قرأها - وكذلك أحضر خرقة صغيرة وكتب عليها بعض السور والآيات من كتاب الله عز وجل ووضعها عند اصبع المريضة وبدء في حرقها ، وكان يحثنا على الإكثار من قراءة القرآن والذكر والدعاء ، وقد من الله سبحانه وتعالى على بعض من عالجهن بالشفاء ومنهم زوجتي 0

قلت : إن صحة العقيدة وسلامة المنهج أهم من صحة الأبدان وسلامتها ، ولا بد للمسلم الحق من اتباع الوسائل والأساليب الشرعية المباحة في علاج الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد ونحوه ، مع الاعتقاد الجازم أن الشفاء بيد الله سبحانه وتعالى وحده 0

وقد تجد بعض المعالجين ممن يلجأ لافتراء كاذب يدعي من خلاله قراءة آيات أو سور من كتاب الله عز وجل بعدد محدد لاستحضار خدام هذه السور والآيات بزعمهم ، حيث يقرأ مثلاً آية الكرسي ( 100000 ) مائة ألف مرة لاستحضار الخادم الموكل بهذه السورة ونحو ذلك من هرطقات وادعاءات باطلة ، وهذا القول ليس له أصل شرعي ولم يرد فيه دليل صحيح ولا ضعيف ، إنما هو من كلام الصوفية ومبتدعاتهم وهرطقاتهم ، وهو خطأ كبير ومزلق خطير ، وهذا الاعتقاد يؤدي حتماً إلى الانحراف عن العقيدة الصحيحة 0

ومن ذلك قراءة بعض الآيات القرآنية والأدعية المختلفة على شخص مستلق على أريكة ، وبعد الانتهاء من ذلك الورد يبدأ الشخص بالارتقاء والارتفاع في الهواء 0



( قصة واقعية )


حدثني من أثق به وهو طالب في المرحلة النهائية في إحدى الجامعات المحلية يدرس في كلية الهندسة حيث يقول : منذ عشر سنوات وعندما كنت طالباً في المرحلة المتوسطة كنت أدرس مادة تسمى " قرآنية " وكان يدرس هذه المادة أحد الدعاة المعروفين في المنطقة ، وذات يوم كان المدرس يشرح لنا تأثير القرآن في الشفاء والاستشفاء ، حيث اختار خمسة من الأقوياء في الفصل وأمرهم بحمل طاولة ثقيلة الوزن ، فحاولوا مجتمعين فما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، وكل ما فعلوه هو محاولة رفعها بعض السنتيمترات القليلة ، يقول هذا الأخ الكريم : وبدأ الأستاذ في قراءة آيات من كتاب الله ووضع إصبعه في وسط الطاولة وأمرنا أن نقوم برفعها ، ففعلنا بيسر وسهولة ، والله تعالى أعلم 0

قلت : هذا النوع يعتبر نوعاً من أنواع الاستعانة المعلومة ، والاستعانة قد تكون من النوع المستمر والمقصود وتكون العلاقة بين المستعين والجن أو الشياطين علاقة وثيقة ، وقد تكون من النوع العارض كما حصل مع هذا الأخ الكريم ، والذي يعتقد من خلال ما سمعناه آنفاً أنه قد لبس على هذا الأستاذ الداعية بحيث اعتقد أن القرآن يمكن أن يستخدم بمثل هذه الكيفية ولمثل هذه الأغراض وخطورة هذا النوع العارض من الاستعانة أنه قد يؤدي إلى الاستعانة المطلقة والتي تنشأ علاقة قوية بين المستعين والمستعان من الجن والشياطين ، والحقيقة الشاهدة التي لا بد أن تترسخ في عقائد المسلمين أن الطريق الوحيد الذي حدده الله سبحانه وتعالى للقرآن والسنة المطهرة كعلاج واستشفاء من الأمراض والأوجاع هو الرقية الشرعية والعلاج الشرعي ، وما دون ذلك لا يعول عليه ولا يؤخذ به ومعظم الطرق المتبعة قد تكون من قبل الصوفية والطرقية التي دلسوا بها على كثير من الناس لهدم عقائدهم وتخريب معتقداتهم ، كادعاء تحضير خدام السور والآيات كما حصل آنفاً 0

وبالعموم فإن لي بعض الوقفات مع الطريقة المذكورة آنفا :

1)- لم نعهد استخدام هذه الكيفية في العلاج عن الرسول صلى الله عليه وسلم :

أو خلفائه وصحابته والتابعين وسلف الأمة وعلمائها 0

2)- إن استخدام الكيفيات السابقة في طريقة العلاج تعتبر أمور بدعية :

تفتح الباب لكل نطيحة ومتردية وأكيلة سبع للولوج فيما هو شر منه وقد يصل الأمر إلى الكفر والشرك والإلحاد 0

3)- إن كتاب الله عز وجل أسمى من أن يستخدم بالكيفيات السابقة في العلاج :

ومن ذلك استخدامه لاستحضار الجن أو كتابته على أوراق أو خرق بكيفيات متنوعة ، فكتاب الله تنزل لقراءته وحفظه والعمل بمقتضاه 0

4)- إن حصول الشفاء باستخدام الكيفيات السابقة الذكر لا يعني مطلقا صحة هذه الاستخدامات :

أو شرعيتها ، وقد تكون استدراجا لكل من المعالِج والمعالَج 0

5)- إن المسلم الحق يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في علاجه لتلك الأمراض :

وذلك بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، فيقرأ على نفسه وأهل بيته ، وإن دعت الحاجة لطلب الرقية ممن يوثق في علمه ودينة فلا تثريب عليه ، ويعتبر ذلك من اتخاذ الأسباب الشرعية المباحة للاستشفاء والعلاج 0

6)- لا بد أن نفرق بين الحلال والحرام وبين الحق والباطل :

فلا يجوز مطلقا أن نخلط بينهما بادعاء الاستشفاء والعلاج ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( الحلال بين والحرام بين 000 الحديث ) ( متفق عليه ) ، وهذا يقودنا لعرض كافة المسائل المشكلة على العلماء وطلبة العلم لكي ننأى بأنفسنا من الوقوع في الكفر أو الشرك أو البدعة أو المعصية 0

7)- ولا بد للمسلم الحق من الصدق في التوجه ، والإخلاص في المحبة :

والانقياد للأحكام الشرعية ، وكذلك الصبر والاحتساب واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والذكر ، والتضرع إليه ، والإنابة لجنابه ، فهو القادر وحده على إزالة الغمة وتفريج الكربة 0

وقد يقول قائل :



( وفلان معروف بين الناس ويظهر على الاذاعات والمحطات الفضائية ، ويتقاطر الناس عليه )


ونثول رداً على ذلك :

( الرجال يعرفون بالحق وليس الحق يعرف بالرجال )

( والدين حجة على الناس وليس الناس حجة على الدين )

وليعلم الجميع بأن الإنسان أو المعالج لا يقاس علمه الشرعي وإخلاصه وتوجهه بكثرة رواده ، أو ظهوره على التلفاز أو المذياع ، أو ازدحام الناس عليه بل يقاس كل ذلك من خلال عقيدته وتوجهه وسلوكه ، ويمكنك مراجعة ذلك على الرابط التالي :



( كيف نميز بين المعالج صاحب العلم الشرعي الحاذق المتمرس وغيره من الجهلة ومدعي الرقية )


(http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=3064)أرجو قراءة المذكور بتأني وروية حتى تعلموا أن المجمل والمفصل لا يختلف بأي حال من الأحوال عما ذكره الإخوة الأفاضل في مداخلاتهم القيمة 0

وأقسم بالله أنني ما رأيت في كل من يتعامل ويستعين بالجن سمات الصلاح والاستقامة من الذين قابلتهم في حياتي ، هذا ما تيسر بخصوص هذا الموضوع ، وليعلم الجميع بأن الباب مفتوح للنقاش والحوار مع التزام أدب الحوار والضوابط الخاصة للكتابة في المنتدى بشكل عام ، بارك الله في الجميع يزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0