أسامي عابرة
28-03-2010, 10:38 AM
حكم الرقية الشرعية "لفضيلة الشـيخ الدكـتور:صالح بن سعد السحيمي "
محاضرة مفرَّغة بِعنوان:
حكم الرقية الشرعية
بسم الله الرحمٰن الرحيم
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. صَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين.
أمَّا بَعْدُ:
كان عندنا سؤال من ليلتين أجَّلناه، يتعلق بحكم الرقية، ما هي الرقية الشرعية؟وما حكم تعليق التمائم؟
والمقصود بالرقية: هي النفثُ على المريض بريقٍ أو النفخعليه بريقٍ لطيف، وتختلف هذه الرقية باختلاف ما يُرقى به، وقد تكون رقيةً مشروعةوقد تكون رقيةً غير مشروعة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في حديثعبد الله بن مسعود: ((إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ)) ولهذا الحديث قصة، وذلكأن زوجة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه رأى عليها خيطًا قد ربطته على يدها،فسألها ابن مسعود، ما هذا؟ قالت: خيطٌ رُقِيَ لي فيه. وكان فيها ألم في عينيهافيَرقى لها رجلٌ يهودي -قبل أن تفهم الحكم- وكان إذا رقاها سكنت؛ فقال عبد الله بنمسعود -رضي الله عنه-: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك؛ وإنما ذلكِ الشيطان ينخَسُهَافإذا رقى فيها اليهودي سكنت؛ وإنما كان يكفيكِ أن تقولي: "أذهب البأس رب الناسواشفِ أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا"؛ ثم قال: سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول: ((إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ))[1] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftn1).
الرُّقَى:عرفنا معناها، وسيأتي تفصيل القول فيها.
والتمائم: هي ما يُعلَّق على الأولاد أوعلى الصبيان خشية الإصابة بالعين أو أي مرض آخر، سواءً كان ذهب أو فضة أو معدن أوأحجار كريمة أو خرز أو سُبَح من هذه السُبَح التي يلعبون بها والخرزات التي حتىالمساجد ما سلمت منها وكلها بدع وخرافات، هذه هي التمائم.
أما التِّوَلة: فهيضربٌ من السحرِ يزعمون أنه يُحبِّب المرأة إلى زوجها والزوج إلى زوجته. أما التِّوَلةفلا إشكال في تحريمها بالإجماع، وبأنها ضرب من السحر، والسحر كفر، ومصدِّقه كافرومتعاطيه كافر ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوايُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىيَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾[2] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftn2).
وأما الرُّقَى: ففيها تفصيل: فإذا خلت الرقى من الشرك وكانت بالمأثور من الكتاب والسنة أو بالمأثورعن سلف الأمة؛ فهي جائزة بثلاثة شروط؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا))[3] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftn3)، وقال عليه الصلاة والسلام: ((مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ))[4] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftn4) وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ))[5] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftn5).
والحُمة: هي سم العقرب.
والعين: إصابة المرء بمرضٍ نتيجة لنظرة شريرة من شخص لم يذكر الله -عزَّ وجلَّ- عندمايعجبه أمر؛ فينتج عن ذلك مرض أو موت؛ بل هي تورد الرجل القبر وتورد الجمل القدر،ويقول صلى الله عليه وسلم: ((الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ))[6] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftn6)؛ لكن الناس يبالغون الآن فأصبح كل مرض يعتبرونه عين،وهذا ينبغي التأكد منه؛ لذلك تجوز الرقية بثلاثة شروط:
[1] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftnref1) أخرجه أحمد (1/381 ، رقم 3615) ، وأبو داود (4/9 ، رقم 3883)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 331.
[2] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftnref2) [البقرة: 102].
[3] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftnref3) أخرجه مسلم (4/1727 ، رقم 2200).
[4] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftnref4) رواه مسلم: 4078.
[5] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftnref5) رواه أبو داود، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح: 4557.
[6] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftnref6) أخرجه مسلم (4/1719 ، رقم 2188).
محاضرة مفرَّغة بِعنوان:
حكم الرقية الشرعية
بسم الله الرحمٰن الرحيم
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. صَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين.
أمَّا بَعْدُ:
كان عندنا سؤال من ليلتين أجَّلناه، يتعلق بحكم الرقية، ما هي الرقية الشرعية؟وما حكم تعليق التمائم؟
والمقصود بالرقية: هي النفثُ على المريض بريقٍ أو النفخعليه بريقٍ لطيف، وتختلف هذه الرقية باختلاف ما يُرقى به، وقد تكون رقيةً مشروعةوقد تكون رقيةً غير مشروعة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في حديثعبد الله بن مسعود: ((إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ)) ولهذا الحديث قصة، وذلكأن زوجة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه رأى عليها خيطًا قد ربطته على يدها،فسألها ابن مسعود، ما هذا؟ قالت: خيطٌ رُقِيَ لي فيه. وكان فيها ألم في عينيهافيَرقى لها رجلٌ يهودي -قبل أن تفهم الحكم- وكان إذا رقاها سكنت؛ فقال عبد الله بنمسعود -رضي الله عنه-: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك؛ وإنما ذلكِ الشيطان ينخَسُهَافإذا رقى فيها اليهودي سكنت؛ وإنما كان يكفيكِ أن تقولي: "أذهب البأس رب الناسواشفِ أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا"؛ ثم قال: سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول: ((إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ))[1] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftn1).
الرُّقَى:عرفنا معناها، وسيأتي تفصيل القول فيها.
والتمائم: هي ما يُعلَّق على الأولاد أوعلى الصبيان خشية الإصابة بالعين أو أي مرض آخر، سواءً كان ذهب أو فضة أو معدن أوأحجار كريمة أو خرز أو سُبَح من هذه السُبَح التي يلعبون بها والخرزات التي حتىالمساجد ما سلمت منها وكلها بدع وخرافات، هذه هي التمائم.
أما التِّوَلة: فهيضربٌ من السحرِ يزعمون أنه يُحبِّب المرأة إلى زوجها والزوج إلى زوجته. أما التِّوَلةفلا إشكال في تحريمها بالإجماع، وبأنها ضرب من السحر، والسحر كفر، ومصدِّقه كافرومتعاطيه كافر ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوايُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىيَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ﴾[2] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftn2).
وأما الرُّقَى: ففيها تفصيل: فإذا خلت الرقى من الشرك وكانت بالمأثور من الكتاب والسنة أو بالمأثورعن سلف الأمة؛ فهي جائزة بثلاثة شروط؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لاَ بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ تَكُنْ شِرْكًا))[3] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftn3)، وقال عليه الصلاة والسلام: ((مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ))[4] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftn4) وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ))[5] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftn5).
والحُمة: هي سم العقرب.
والعين: إصابة المرء بمرضٍ نتيجة لنظرة شريرة من شخص لم يذكر الله -عزَّ وجلَّ- عندمايعجبه أمر؛ فينتج عن ذلك مرض أو موت؛ بل هي تورد الرجل القبر وتورد الجمل القدر،ويقول صلى الله عليه وسلم: ((الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ))[6] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftn6)؛ لكن الناس يبالغون الآن فأصبح كل مرض يعتبرونه عين،وهذا ينبغي التأكد منه؛ لذلك تجوز الرقية بثلاثة شروط:
[1] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftnref1) أخرجه أحمد (1/381 ، رقم 3615) ، وأبو داود (4/9 ، رقم 3883)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة: 331.
[2] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftnref2) [البقرة: 102].
[3] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftnref3) أخرجه مسلم (4/1727 ، رقم 2200).
[4] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftnref4) رواه مسلم: 4078.
[5] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftnref5) رواه أبو داود، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح: 4557.
[6] (http://www.ruqya.net/forum/#_ftnref6) أخرجه مسلم (4/1719 ، رقم 2188).