أسامي عابرة
27-07-2008, 01:40 AM
القول البيان لمن فرق بين خلق الجن والشيطان
الذي دفعني إلى كتابة هذا الموضوع هو تساؤلات وردت عن أحد الأشخاص على موضوع المس بين النقل والعقل ..
ولم يصل إلي قناعة
ورغم أن الموضوع قد تم تناوله بأكثر من صورة ، إلا أني أردت تناوله بشكل مبسط بتبيان جوانب هذا الموضوع حتى نصل إلى توضيح نقطة الخصام ..
والله الموفق
وسوف أتدرج في توضيح مختصر
أولا :تعريف الأسماء التي أطلقت على الجن ..
1ـ الشيطان :
لفظ يطلق على المردة وهو كل متمرد عات ميئوس من إيمانه وقد خبث وتعاظم شره .
ويطلق أيضا علي الإنس المتمرد العاتي بدليل الآية الكريمة :
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ **الأنعام112
2ــ إبليس :
أبليس : مشتق من الأبلاس وهو اليأس والحيرة وانعدام الخير
وهو زعيم الشياطين من الجن
والآيات الكريمة الدالة هي:
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً **الكهف50
هنا يتضح أن إبليس من الجن ، وكذلك خلقه من النار وكذلك الجن خلقوا من نار..
وخلقه من مارج من نار وهي الشعلة ذات اللهب الشديد .
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ **الأعراف12
{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ **ص76
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ{11** قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{12**الأعراف
والشيطان أقسم بإضلال وغواية العباد من الجن والأنس ..
ولا يكون الشيطان إلا كافراً عاصياً وهو الوسواس والقرين ..
وقوله تعالى يوضح ذلك :
{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ **فصلت25
مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ{4** الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ{5** مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ{6**
- الوسواس الخناس : وهو صاحب الإلقاء الخفي بالنفس وهو من أدهى وأخبث الشياطين في نصب حبال المعصية لله تعالى
- (الذي يوسوس في صدور الناس) قلوبهم إذا غفلوا عن ذكر الله
(من شر الوسواس)
الشيطان سمي بالحدث لكثرة ملابسته له (الخناس) لأنه يخنس ويتأخر عن القلب كلما ذكر الله
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) الزخرف): القرين في هذه الآية قرين الشيطان ولو تتبعنا أوامر الرسول تنحّى الشيطان عنا عند النوم وعند الخروج من المنزل .
- القرين : لكل انسان قرين من الجن يولد معه وهو على صورته غالبا ما يحبب القرين المعصية والأفعال الحيوانية على الإنسان ومقابل هذا القرين ملك يحفظ الإنسان من تجرؤ الشيطان عليه والقرين ملازم للإنسان الموكل به أين ما كان ويعلم كل ما يعلم ويجهل ما يجهل
3ـ الجن :
هو الجن الخالص المخلوق من مارج من نار
{وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ **الرحمن15
(وخلق الجان) أبا الجن وهو إبليس (من مارج من نار) هو لهبها الخالص من الدخان
{والجان خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ **الحجر27
(والجان) أبا الجن وهو إبليس (خلقناه من قبل) خلق آدم (من نار السموم) هي نار لا دخان لها تنفذ من المسام (تفسير الجلالين
الجن منهم المسلم و منهم الكافر ، وهم مكلفون مثل الأنس ، والآيات التالية توضح ذلك ..
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ **الأحقاف29
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ **الذاريات56
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً **الجن1
{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً **الجن5
بعض التساؤلات التي وردت :
يوجد فرق بين الجان والشيطان لكل كلمة مدلول ..
لماذا أختار الصدر ولم يختار الجسم ..؟
الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، هذا يعني إن كل إنسان معه جان..
فيما سبق هناك آيات وأحاديث كثيرة إذا تسمح اذكر نص من الكتاب أو السنة يفيد تلبس الجني بالإنسان (دخول الجني إلى داخل جسم الإنسان) وليس كلمة مس
فكلمة المس بذاتها ليست دليل ، ورغم إني لست ضليع بالغة العربية لكن معنى المس من الخارج .
واعلم إن اللغة العربية دقيقة في معانيها ماذا تفهم من قول الله تعالى (( لا يمسه إلا المطهرون)) .
الحديث ليس للدلالة على المس ..
لماذا الأحاديث تورد شياطين ونتحدث عن الجان ..؟
الإجابة على التساؤلات :
س 1ــ يوجد فرق بين الجان والشيطان لكل كلمة مدلول ..؟
ــــ لا يوجد فرق في الأصل كما سبق وأسلفنا في أصل خلقهما ،
و الاختلاف في التصرف لأن الجن منهم المسلم ومنهم الكافر كحال الإنس
كما ورد في قوله تعالى:
{وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً **الجن14
أما الشياطين فيوجد الكافر فقط ..
لأنهم أبلسوا وفسقوا وعصوا وأقسموا بإضلال وغواية العباد،
الشيطان الأكبر هو أب للجن الذي أُمِرَ بالسجود لآدم فأبى واستكبر وكان من الكافرين، فحقت عليه اللعنة إلى يوم الدين.
وله ذرية ونسل من صلبه هم الجن .
{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً **الإسراء27
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ{16** ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ{17**
س**فوضع يده على صدري وقال يا شيطان اخرج من صدر عثمان فما نسيت شيئا أريد حفظه ) . الراوي: عثمان بن أبي العاص - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - برقم: 6 ( /1000)
: من سياق الحديث لا يظهر انه مصاب بمس أو أن به جان إنما أراد حفظ القران
ومن الحديث الذي ذكرت و قول الرسول عليه الصلاة والسلام
" إن الشيطان يجري في ابن ادم مجرى الدم "
افهم إن لا يتسلط الشيطان على قلب عثمان فينسيه ما يحفظ من القرآن .
وإلا لماذا قال عليه الصلاة والسلام ( من صدر عثمان ) ولم يقل اخرج من جسده . ؟؟
س2ــ لماذا أختار الصدر ولم يختار الجسم ..؟
لأن الصدور تحتوي القلوب والقلوب موضع التمييز بين الحق والباطل و موضع النية وموضع السر (ما يضمر الإنسان )
وهي كتلة المشاعر والإحساس المعنوي بمعطيات العالم الخارجي وترجمتها إلى ردات فعل إيجابي أو سلبي يظهرها الجسد وتسير الإنسان
بينما الجسم كتلة مادية تقع تحت سيطرة العقل والغريزة الموجودة في القلب ، ويعمل القرين على تزكية الغريزة ،يقابله ملك يحفظه من تجرؤ الشياطين
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ **الحج46
س 3 ــ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، هذا يعني إن كل إنسان معه جان..
هو القرين يولد مع الإنسان يعلم ما يعلمه الإنسان ويجهل ما يجهله
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة ) قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : ( وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يملي على الإنسان الشر يدعوه إلى الشر وله لمة في قلبه وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده العبد وينويه من أعمال الشر والخير ، والملك كذلك له لمة بقلبه يملي عليه الخير ويدعوه إلى الخير فهذه أشياء مكنهم الله منها : أي مكن القرينين القرين من الجن والقرين من الملائكة ، وحتى النبي صلى الله عليه وسلم معه شيطان وهو القرين من الجن كما تقدم وهو الحديث بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم
{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ **فصلت25
س 4 ــ لماذا الأحاديث تورد شياطين ونتحدث عن الجان ..؟
لأن الأحاديث تروي مساوئ الجن والجن منهم الكافر ومنهم المسلم
أما الشياطين فمعروف لهم الكفر والفجور والعصيان
س 5 ــ فكلمة المس بذاتها ليست دليل ، ورغم إني لست ضليع بالغة العربية لكن معنى المس من الخارج .
سأقدم أدلة أخرى عن المس بطريقة مختلفة حسب فهمي للموضوع :
المس المذكورة في القرآن الكريم تعني الدخول أو الولوج إلى الداخل ..
نجدها في قول الله تعالى :
{قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ **الحجر54
الكبر هنا هل هو مس خارجي يزول بزوال الماس ..أم هو متأصل في الجسد داخله يزول بزوال الجسد..؟
ثم تأمل الآية التالية :
وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ **البقرة266
وفي الآية الأولى جاء التعبير عن الكبر بـ مسني
وفي الآية الثانية جاء التعبير عن الكبر بـــ أصابه
إذاً المس المذكور في القرآن الكريم يعني الإصابة
{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ **الأنبياء83
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ **ص41
الضر ، النصب ، العذاب
أليست أشياء حسية هل يمكن أن يسببها المس المقصود ..؟
س 6 ــ واعلم إن اللغة العربية دقيقة في معانيها ماذا تفهم من قول الله تعالى (( لا يمسه إلا المطهرون)) .
المس المعروف جس الشيء لثواني وربما دقائق قليلة ..!!
ولكن إذا أخذت المصحف وفتحته
وقلبت أوراقه وقرأت فيه..؟
ولنفرض أنك حفظت بعض آياته
هنا حصل تأثير طويل المدى وهذا الأثر لا يتخلف عن المس المقصود في اللغة ..
أتمنى أن يحالفني التوفيق في هذا السرد
أترككم في أمان الله ورعايته
كتبته أم سلمى 2
بتاريخ 23/رجب/1429 هـ
الموافق 26 /07/2008م
الذي دفعني إلى كتابة هذا الموضوع هو تساؤلات وردت عن أحد الأشخاص على موضوع المس بين النقل والعقل ..
ولم يصل إلي قناعة
ورغم أن الموضوع قد تم تناوله بأكثر من صورة ، إلا أني أردت تناوله بشكل مبسط بتبيان جوانب هذا الموضوع حتى نصل إلى توضيح نقطة الخصام ..
والله الموفق
وسوف أتدرج في توضيح مختصر
أولا :تعريف الأسماء التي أطلقت على الجن ..
1ـ الشيطان :
لفظ يطلق على المردة وهو كل متمرد عات ميئوس من إيمانه وقد خبث وتعاظم شره .
ويطلق أيضا علي الإنس المتمرد العاتي بدليل الآية الكريمة :
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ **الأنعام112
2ــ إبليس :
أبليس : مشتق من الأبلاس وهو اليأس والحيرة وانعدام الخير
وهو زعيم الشياطين من الجن
والآيات الكريمة الدالة هي:
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً **الكهف50
هنا يتضح أن إبليس من الجن ، وكذلك خلقه من النار وكذلك الجن خلقوا من نار..
وخلقه من مارج من نار وهي الشعلة ذات اللهب الشديد .
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ **الأعراف12
{قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ **ص76
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ{11** قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{12**الأعراف
والشيطان أقسم بإضلال وغواية العباد من الجن والأنس ..
ولا يكون الشيطان إلا كافراً عاصياً وهو الوسواس والقرين ..
وقوله تعالى يوضح ذلك :
{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ **فصلت25
مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ{4** الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ{5** مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ{6**
- الوسواس الخناس : وهو صاحب الإلقاء الخفي بالنفس وهو من أدهى وأخبث الشياطين في نصب حبال المعصية لله تعالى
- (الذي يوسوس في صدور الناس) قلوبهم إذا غفلوا عن ذكر الله
(من شر الوسواس)
الشيطان سمي بالحدث لكثرة ملابسته له (الخناس) لأنه يخنس ويتأخر عن القلب كلما ذكر الله
(وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) الزخرف): القرين في هذه الآية قرين الشيطان ولو تتبعنا أوامر الرسول تنحّى الشيطان عنا عند النوم وعند الخروج من المنزل .
- القرين : لكل انسان قرين من الجن يولد معه وهو على صورته غالبا ما يحبب القرين المعصية والأفعال الحيوانية على الإنسان ومقابل هذا القرين ملك يحفظ الإنسان من تجرؤ الشيطان عليه والقرين ملازم للإنسان الموكل به أين ما كان ويعلم كل ما يعلم ويجهل ما يجهل
3ـ الجن :
هو الجن الخالص المخلوق من مارج من نار
{وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ **الرحمن15
(وخلق الجان) أبا الجن وهو إبليس (من مارج من نار) هو لهبها الخالص من الدخان
{والجان خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ **الحجر27
(والجان) أبا الجن وهو إبليس (خلقناه من قبل) خلق آدم (من نار السموم) هي نار لا دخان لها تنفذ من المسام (تفسير الجلالين
الجن منهم المسلم و منهم الكافر ، وهم مكلفون مثل الأنس ، والآيات التالية توضح ذلك ..
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ **الأحقاف29
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ **الذاريات56
{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً **الجن1
{وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً **الجن5
بعض التساؤلات التي وردت :
يوجد فرق بين الجان والشيطان لكل كلمة مدلول ..
لماذا أختار الصدر ولم يختار الجسم ..؟
الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، هذا يعني إن كل إنسان معه جان..
فيما سبق هناك آيات وأحاديث كثيرة إذا تسمح اذكر نص من الكتاب أو السنة يفيد تلبس الجني بالإنسان (دخول الجني إلى داخل جسم الإنسان) وليس كلمة مس
فكلمة المس بذاتها ليست دليل ، ورغم إني لست ضليع بالغة العربية لكن معنى المس من الخارج .
واعلم إن اللغة العربية دقيقة في معانيها ماذا تفهم من قول الله تعالى (( لا يمسه إلا المطهرون)) .
الحديث ليس للدلالة على المس ..
لماذا الأحاديث تورد شياطين ونتحدث عن الجان ..؟
الإجابة على التساؤلات :
س 1ــ يوجد فرق بين الجان والشيطان لكل كلمة مدلول ..؟
ــــ لا يوجد فرق في الأصل كما سبق وأسلفنا في أصل خلقهما ،
و الاختلاف في التصرف لأن الجن منهم المسلم ومنهم الكافر كحال الإنس
كما ورد في قوله تعالى:
{وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً **الجن14
أما الشياطين فيوجد الكافر فقط ..
لأنهم أبلسوا وفسقوا وعصوا وأقسموا بإضلال وغواية العباد،
الشيطان الأكبر هو أب للجن الذي أُمِرَ بالسجود لآدم فأبى واستكبر وكان من الكافرين، فحقت عليه اللعنة إلى يوم الدين.
وله ذرية ونسل من صلبه هم الجن .
{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً **الإسراء27
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ{16** ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ{17**
س**فوضع يده على صدري وقال يا شيطان اخرج من صدر عثمان فما نسيت شيئا أريد حفظه ) . الراوي: عثمان بن أبي العاص - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - برقم: 6 ( /1000)
: من سياق الحديث لا يظهر انه مصاب بمس أو أن به جان إنما أراد حفظ القران
ومن الحديث الذي ذكرت و قول الرسول عليه الصلاة والسلام
" إن الشيطان يجري في ابن ادم مجرى الدم "
افهم إن لا يتسلط الشيطان على قلب عثمان فينسيه ما يحفظ من القرآن .
وإلا لماذا قال عليه الصلاة والسلام ( من صدر عثمان ) ولم يقل اخرج من جسده . ؟؟
س2ــ لماذا أختار الصدر ولم يختار الجسم ..؟
لأن الصدور تحتوي القلوب والقلوب موضع التمييز بين الحق والباطل و موضع النية وموضع السر (ما يضمر الإنسان )
وهي كتلة المشاعر والإحساس المعنوي بمعطيات العالم الخارجي وترجمتها إلى ردات فعل إيجابي أو سلبي يظهرها الجسد وتسير الإنسان
بينما الجسم كتلة مادية تقع تحت سيطرة العقل والغريزة الموجودة في القلب ، ويعمل القرين على تزكية الغريزة ،يقابله ملك يحفظه من تجرؤ الشياطين
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ **الحج46
س 3 ــ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، هذا يعني إن كل إنسان معه جان..
هو القرين يولد مع الإنسان يعلم ما يعلمه الإنسان ويجهل ما يجهله
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة ) قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : ( وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يملي على الإنسان الشر يدعوه إلى الشر وله لمة في قلبه وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده العبد وينويه من أعمال الشر والخير ، والملك كذلك له لمة بقلبه يملي عليه الخير ويدعوه إلى الخير فهذه أشياء مكنهم الله منها : أي مكن القرينين القرين من الجن والقرين من الملائكة ، وحتى النبي صلى الله عليه وسلم معه شيطان وهو القرين من الجن كما تقدم وهو الحديث بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم
{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ **فصلت25
س 4 ــ لماذا الأحاديث تورد شياطين ونتحدث عن الجان ..؟
لأن الأحاديث تروي مساوئ الجن والجن منهم الكافر ومنهم المسلم
أما الشياطين فمعروف لهم الكفر والفجور والعصيان
س 5 ــ فكلمة المس بذاتها ليست دليل ، ورغم إني لست ضليع بالغة العربية لكن معنى المس من الخارج .
سأقدم أدلة أخرى عن المس بطريقة مختلفة حسب فهمي للموضوع :
المس المذكورة في القرآن الكريم تعني الدخول أو الولوج إلى الداخل ..
نجدها في قول الله تعالى :
{قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ **الحجر54
الكبر هنا هل هو مس خارجي يزول بزوال الماس ..أم هو متأصل في الجسد داخله يزول بزوال الجسد..؟
ثم تأمل الآية التالية :
وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ **البقرة266
وفي الآية الأولى جاء التعبير عن الكبر بـ مسني
وفي الآية الثانية جاء التعبير عن الكبر بـــ أصابه
إذاً المس المذكور في القرآن الكريم يعني الإصابة
{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ **الأنبياء83
{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ **ص41
الضر ، النصب ، العذاب
أليست أشياء حسية هل يمكن أن يسببها المس المقصود ..؟
س 6 ــ واعلم إن اللغة العربية دقيقة في معانيها ماذا تفهم من قول الله تعالى (( لا يمسه إلا المطهرون)) .
المس المعروف جس الشيء لثواني وربما دقائق قليلة ..!!
ولكن إذا أخذت المصحف وفتحته
وقلبت أوراقه وقرأت فيه..؟
ولنفرض أنك حفظت بعض آياته
هنا حصل تأثير طويل المدى وهذا الأثر لا يتخلف عن المس المقصود في اللغة ..
أتمنى أن يحالفني التوفيق في هذا السرد
أترككم في أمان الله ورعايته
كتبته أم سلمى 2
بتاريخ 23/رجب/1429 هـ
الموافق 26 /07/2008م