موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > الإعلانات

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

اعلان عام
New Page 2
 
 

10-01-2021 حتى 10-02-2040
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

( && الرد القاطع التأصيلي الشرعي على الملا علي كلك الكردستاني && ) !!!


،،،،،،

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله 0

( ياأَيُّهَا الَّذِينءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاتَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )


( سورة آل عمران - الآية 102 )

(يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

( سورة النساء - الآية 1 )

( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )

( سورة الأحزاب - الآية 70 – 71 )

أما بعد :


فإن أحسن الكلام كلام الله سبحانـه وتعالى ، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار 0

وردت الي كثير من التساؤلات حول رجل يدعي العلاج بالقران والسنة وهو ( الملا علي كلك ) من كردستان العراق ، ويقدم الاخوة في تساؤلاتهم بعض مقاطع الفيديو للمذكور تبين قدرات خارقة وغير مألوفة ، علما بأن للرجل اتباع ومشاهدون في جميع انحاء العالم الاسلامي ويقوم بزيارات لكثير من بلدان العالم لعرض بضاعته وما يملكه من خوارق تفوق الوصف والتصور 0

ومن باب الامانة العلمية والانصاف فسوف اكتب ردا شرعيا تأصيليا على الرجل مستعينا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلماء الأمة العاملين العابدين ، وبعض طلبة العلم اللذين أحسبهم على خير وصلاح والله حسيبهم ، وكذلك بعض من تخصصوا في الرقية الشرعية ودروبها ومسالكها حتى يتبين لنا حقيقة الرجل وهل فعلا يملك كرامات فتح الله بها عليه أم ان الأمر غير ذلك ، واستعرض نحت هذا العنوان النقاط الهامة التالية :


أولا : تعريف الكرامة :

يقول اللقاني في تعريف الكرامة : ( هي أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة ، ولا هو مقدمة لها ، يحصل في زمن التكليف ، ويظهره الله على يد عبد ظاهر الصلاح ، ملتزم لمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم ، كلف بشريعته ، مصحوب بصحيح الاعتقاد ، والعمل الصالح علم بها أو لم يعلم )( مخطوط إتحاف المريد بجوهرة التوحيد – عبدالسلام بن إبراهيم اللقاني – ورقة 42 – نقلاً عن كتاب " موقف الإسلام من السحر " – الدكتورة حياة سعيد با أخضر استاذة العقيدة الاسلامية بجامعة أم القرى – 1 / 162 ) 0

تقول الدكتورة حياة سعيد با أخضر استاذة العقيدة الإسلامية بجامعة أم القرى عن موضوع الكرامة : ( والكرامة لا تظهر إلا على ولي ، ولا تظهر على فاسق 0
والكرامة في كثير من الأوقات يقع ذلك اتفاقاً ، من غير أن يستدعيه الولي ، أو يشعر به 0
وصاحب الكرامات لا يستأنس بظهور الكرامة ، بل إنه عند ظهورها يصير خوفه من الله تعالى أشد ، وحذره من قهر الله أقوى ، فإنه يخاف أن يكون ذلك من باب الاستدراج 0
الكرامة لا يتحدى بها صاحبها الآخرين 0
والكرامة لا تكون بالتعلم ، بل بالطاعة والعبادة الخالصة لله 0
والكرامة قد لا تقع عن اختيار وقصد من العبد ، لأنها فعل إلهي محض لا كسب للعبد فيه 0
والكرامات تكون مؤكدة لآيات الأنبياء ، وهي أيضاً من معجزاتهم ، بمنزلة ما تقدمهم من الإرهاص ، لكن الأولياء دون الأنبياء والمرسلين 0 إن صاحب الكرامة إنما وجد الكرامة لإظهار الذل والتواضع لله تعالى )( موقف الإسلام من السحر – 1 / 164 – 166 – نقلا عن كتاب " شرح صحيح مسلم للنووي " – 14 / 176 ، وكتاب " جامع كرامات الأولياء " ليوسف النبهاني – 1 / 24 – 25 ، وكتاب " أصول الدين " لعبد القادر البغدادي – ص 174 ، وكتاب " النبوات " لشيخ الإسلام ابن تيمية – ص 4 ) 0


قال ابن كثير – رحمه الله - : ( ما كان على حالة شرعية يتصرف فيها فيما أمر الله تعالى ورسوله ويترك ما نهى الله تعالى ورسوله عنه ، فهذه الأحوال مواهب من الله تعالى وكرامات للصالحين من هذه الأمة ولا يسمى هذا سحراً في الشرع وتارة تكون الحال فاسدة لا يمتثل صاحبها ما أمر الله ورسوله ولا يصرف بها في ذلك 00 فهذه حال الأشقياء ) ( تفسير القرآن العظيم – 1 / 145 ) 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( كرامات الأولياء لا بد أن يكون سببها الإيمان والتقوى فما كان سببه الكفر والفسوق والعصيان فهو من خوارق أعداء الله لا من كرامات أولياء الله ، فمن كانت خوارقه لا تحصل إلا بالصلاة والقراءة والذكر وقيام الليل والدعاء وإنما تحصل عند الشرك مثل دعاء الميت أو الغائب أو بالفسق والعصيان وأكل المحرمات كالحيات والزنابير والخنافس والدم وغيره من النجاسات ومثل الغناء والرقص لا سيما مع النسوة الأجانب والمردان 0
وحالة خوارقه تنقص عند سماع القرآن وتقوى عند سماع مزامير الشيطان فيرقص ليلاً طويلاً ، فإذا جاءت الصلاة صلى قاعداً أو ينقر نقر الديك وهو يبغض سماع القرآن وينفر منه ويتكلفه ليس له فيه محبة ولا ذوق ولا لذة عند وجه يحب سماع المكاء والتصدية ويجد عنده مواخير 0
فهذه أحوال شيطانية 00 ) ( مجموع الفتاوى – 11 / 302 ) 0

قال النووي : ( أَنَّ الْعَادَةَ تَنْخَرِقُ عَلَى يَدِ النَّبِيِّ وَالْوَلِيِّ وَالسَّاحِرِ ، لَكِنَّ النَّبِيَّ يَتَحَدَّى بِهَا الْخَلْقَ ، وَيَسْتَعْجِزُهُمْ عَنْ مِثْلِهَا ، وَيُخْبِرُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى بِخَرْقِ الْعَادَةِ بِهَا لِتَصْدِيقِهِ ، فَلَوْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ تَنْخَرِقِ الْعَادَةُ عَلَى يَدَيْهِ ، وَلَوْ خَرَقَهَا اللَّهُ عَلَى يَدِ كَاذِبٍ لَخَرَقَهَا عَلَى يَدِ الْمُعَارِضِينَ لِلْأَنْبِيَاءِ وَأَمَّا الْوَلِيُّ وَالسَّاحِرُ فَلَا يَتَحَدَّيَانِ الْخَلْقَ ، وَلَا يَسْتَدِلَّانِ عَلَى نُبُوَّةٍ ، وَلَوِ ادَّعَيَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ لَمْ تَنْخَرِقِ الْعَادَةُ لَهَا .
وَأَمَّا الْفَرْقُ بَيْنَ الْوَلِيِّ وَالسَّاحِرِ فَمِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ ، إِجْمَاعُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ السِّحْرَ لَا يَظْهَرُ إِلَّا عَلَى فَاسِقٍ ، وَالْكَرَامَةَ لَا تَظْهَرُ عَلَى فَاسِقٍ ، وَإِنَّمَا تَظْهَرُ عَلَى وَلِيٍّ ، وَبِهَذَا جَزَمَ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَأَبُو سَعْدٍ الْمُتَوَلِّي وَغَيْرُهُمَا .
وَالثَّانِي أَنَّ السِّحْرَ قَدْ يَكُونُ نَاشِئًا بِفِعْلِهَا وَبِمَزْجِهَا وَمُعَانَاةٍ وَعِلَاجٍ ، وَالْكَرَامَةُ لَا تَفْتَقِرُ إِلَى ذَلِكَ .وَفِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ يَقَعُ ذَلِكَ اتِّفَاقًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَدْعِيَهُ أَوْ يَشْعُرَ بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ )( صحيح مسلم بشرح النووي – باب السحر – 13 ، 14 ، 15 / 346 – 347 ، أنظر " نيل الأوطار " للشوكاني – 7 / 366 ) 0

قال الحافظ في الفتح : ( قال الْمَازِرِيُّ: "وَيَنْبَغِي أَنْ يُعْتَبَرَ بِحَالِ مَنْ يَقَعُ الْخَارِقُ مِنْهُ: فَإِنْ كَانَ مُتَمَسِّكًا بِالشَّرِيعَةِ، مُتَجَنِّبًا لِلْمُوبِقَاتِ، فَالَّذِي يَظْهَرُ عَلَى يَدِهِ مِنَ الْخَوَارِقِ كَرَامَةٌ، وَإِلَّا فَهُوَ سِحْرٌ؛ لِأَنَّهُ يَنْشَأُ عَنْ أَحَدِ أَنْوَاعِهِ؛ كَإِعَانَةِ الشَّيَاطِينِ ) ( فتح الباري – 10 / 223 ) 0

وقال – رحمه الله - : ( وذكر الْمَازِرِيُّ الفرقَ بَيْنَ السِّحْرِ وَالْمُعْجِزَةِ وَالْكَرَامَةِ، فقال: "وَالْفَرْقُ بَيْنَ السِّحْرِ وَالْمُعْجِزَةِ وَالْكَرَامَةِ: أَنَّ السِّحْرَ يَكُونُ بِمُعَانَاةِ أَقْوَالٍ وَأَفْعَالٍ حَتَّى يَتِمَّ لِلسَّاحِرِ مَا يُرِيدُ، وَالْكَرَامَةُ لَا تَحْتَاجُ إِلَى ذَلِكَ، بَلْ إِنَّمَا تَقَعُ غَالِبًا اتِّفَاقًا، وَأَمَّا الْمُعْجِزَةُ فَتَمْتَازُ عَنِ الْكَرَامَةِ بِالتَّحَدِّي ) ( فتح الباري – 10 / 223 ) 0


يقول الشيخ أبو بكر الجزائري – رحمه الله - : ( كما يؤمن المسلم بأن للشيطان من الناس أولياء استحوذ عليهم فأنساهم ذكر الله ، وسول لهم الشر وأملى لهم الباطل فأصمهم عن سماع الحق ، وأعمى أبصارهم عن رؤية دلائله ، فهم له مسخرون ولأوامره مطيعون ، يغريهم بالشر ويستهويهم إلى الفساد بالتزيين حتى عرف لهم المنكر فعرفوه ، ونكر لهم المعروف فأنكروه ، فكانوا ضد أولياء الله وحرباً عليهم ، وعلى النقيض منهم أولئك والوا الله وهؤلاء عادوا وأولئك أحبوا الله وأرضوه وهؤلاء أغضبوا الله وأسخطوه فعليهم لعنة الله وغضبه ولو ظهرت على أيديهم الخوارق كأن طاروا في السماء أو مشوا على سطح الماء إذ ليس ذلك إلا استدراجاً من الله لمن عاداه أو عوناً من الشيطان لمن والاه 0
ويقول أيضاً : وأما الفرق بين كرامة أولياء الله الربانية وبين الأحوال الشيطانية فإنه يظهر في سلوك العبد وحاله ، فإن كان من ذوي الإيمان والتقوى المتمسكين بشريعة الله ظاهراً وباطناً ، فما يجري على يديه من خارقة هو كرامة من الله تعالى له ، وإن كان من ذوي الخبث والشر والبعد عن التقوى المنغمسين في ضروب المعاصي المتوغلين في الكفر والفساد 00 فيما يجري على يديه من خارقة 00 إنما هو من جنس الاستدراج أو من خدمة أوليائه من الشياطين له ومساعدتهم إياه ) ( منهاج المسلم – باختصار - ص 58 – 59 ) 0


سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الكرامة ؟؟؟

فأجاب – رحمه الله - : ( الكرامة : فهي ما يجري الله تعالى على أيدي بعض الصالحين من العباد من خوارق العادات التي تخالف قدرة البشر من علوم نافعة يفتحها الله عليه ونعم تأتيه بدون تسبب واطلاع على أمور خفية ، كما حصل لعمر – رضي الله عنه – في قصة سارية بن زنيم بقوله : يا سارية الجبل ( ذكره الحافظ ابن تيمية – رحمه الله – في " منهاج السنة " وعزاه لابن وهب ، وحسنه الحافظ بن حجر في كتابه " الإصابة " ( 2 / 3 ) في ترجمة سارية ) ، وكما حصل لبعض الصالحين من إجابة الدعوة وحصول أمر خارج عن مقدور الإنسان )( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة – 8 / 259 – 260 ، مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 12 ) 0



يقول صاحبا كتاب " مكائد الشيطان " : ( وبين كرامات الأولياء وما يشبهها من الأحوال الشيطانية فروق متعددة ، منها أن كرامات الأولياء سببها الإيمان والتقوى ، والأحوال الشيطانية سببها ما نهى الله عنه ورسوله ، فالقول على الله بغير علم والشرك والظلم والفواحش قد حرمها الله تعالى ورسوله فلا تكون سبباً لكرامة الله تعالى ، فإذا كانت لا تحصل بالصلاة والذكر وقراءة القرآن ، بل تحصل بما يحبه الشيطان وبالأمور التي فيها شرك كالاستغاثة بالمخلوقات ، أو كانت مما يستعان بها على ظلم الخلق وفعل الفواحش ، فهي من الأحوال الشيطانية لا من الكرامات الرحمانية ) ( مكائد الشيطان – ص 34 ) 0

يقول الأستاذ رضا الشرقاوي : ( الكرامة تأتي من أتباع الرسل متوجهين بعبادتهم إلى فاطر الأرض والسماوات فيمن الله عليهم بالكرامات 00 ) ( العلاج بالقرآن من أمراض الجان – ص 57 ) 0


يتضح لنا من نقولات اهل العلم والباحثين والمتخصصين بأن الكرامة :

كما بينها الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – حيث يقول : ( أما الكرامات، فهي جمع كرامة، والكرامة: أمر خارق للعادة، يجريه الله تعالى على يد ولي، تأييدا له، أو إعانة، أو تثبيتا، أو نصرا للدين ) ( مجوع فتاوى الشيخ ابن عثيمين - 9 / 626 ) 0

ورد في أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة : ( وعرفها بعضهم بأنها أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة ولا هو مقدمة لها تظهر على يد عبد ظاهر الصلاح مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح 0
فقولنا: أمر خارق للعادة: أخرج ما كان على وفق العادة من أعمال.
وغير مقرون بدعوى النبوة: أخرج معجزات الأنبياء.
ولا هو مقدمة لها: أخرج الإرهاص وهو كل خارق تقَدم النبوة.
ويظهر على يد عبد ظاهر الصلاح : أخرج ما يجري على أيدي السحرة والكهان فهو سحر وشعبذة )( أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة – لنخبة من العلماء ص: 202 ) 0


ولو نظرنا في حال الرجل المذكور ( الملا علي كلك الكردستاني ) وتقييمه من خلال التعريف السابق للكرامة يتضح لنا ان الرجل بعيد كل البعد عن التقى والطاعة والصلاح والاستقامة من خلال المشاهدات لتصرفات المذكور، قس على ذلك كثير من المقاطع على قناة اليوتيوب الخاصة به التي تؤكد هذا المعنى 0

والملفت للنظر بأن الرجل لا يفرق بين المعجزة والكرامة ، حيث يقول من خلال مقطع فيديو له على اليوتيوب :


( انتم تقولون أن المعجزات ذهبت مع النبي ولكن يا اخواني يا خواتي ماذا عن قصة الغلام الذي يشفي الأبرص والأعمى بإذن الله وهو ليس بنبي ولا رسول وهذه القصة تثبت ان البركات الالهية باقية لقيام الساعة وأكبر معجزة باقية هو القرآن الكريم ) 0


* المعجزة :

إن شيخ الإسلام يطلق على المعجزة ألفاظ : الآية أو البرهان ، ويقول : ( آيات الأنبياء وبراهينهم هي الأدلة ، والعلامات المستلزمة لصدقهم ، فمعجزات الأنبياء هي آياتهم وبراهينهم كما سماها الله بذلك ، لأن الدليل لا يكون إلا مستلزما ، للمدلول عليه ، مختصاً به ، ولا يكن مشتركاً بينه وبين غيره ، بل إما أن يكون مساوياً له في العموم والخصوص ، أو يكون أخص منه )( النبوات – ص 2 و 11 و 28 ) 0

* كيف تظهر الكرامة لشخص ما :

تقول الدكتورة حياة با أخضر أستاذة العقيدة الاسلامية بجامعة أم القرى : ( 1- الكرامة لا تظهر إلا على ولي ، ولا تظهر على فاسق 0

2- الكرامة وفي كثير من الأوقات يقع ذلك اتفاقاً ، من غير أن يستدعيه الولي ، أو يشعر به 0

3- أن صاحب الكرامات لا يستأنس بظهور الكرامة ، بل إنه عند ظهورها يصير خوفه من الله تعالى أشد ، وحذره من قهر الله أقوى ، فإنه يخاف أن يكون ذلك من باب الاستدراج 0

4- الكرامة لا يتحدى بها صاحبها الآخرين 0

5- الكرامة لا تكون بالتعلم ، بل بالطاعة والعبادة الخالصة لله 0

6- الكرامة قد لا تقع عن اختيار وقصد من العبد ، لأنها فعل إلهي محض لا كسب للعبد فيه 0

7- الكرامات تكون مؤكدة لآيات الأنبياء ، وهي أيضاً من معجزاتهم ، بمنزلة ما تقدمهم من الإرهاص ، لكن الأولياء دون الأنبياء والمرسلين 0

8- إن صاحب الكرامة إنما وجد الكرامة لإظهار الذل والتواضع لله تعالى )( موقف الإسلام من السحر – بتصرف واختصار - 1 / 164 – 166 ) 0


قال الحافظ في الفتح : ( قال المازري : والفرق بين المعجزة والكرامة والسحر : أن السحر يكون بمعاناة أقوال وأفعال حتى يتم للساحر ما يريد ، والكرامة لا تحتاج إلى ذلك ، بل إنما تقع غالباً اتفاقاً ، وأما المعجزة فتمتاز عن الكرامة بالتحدي )( فتح الباري – 10 / 223 ) 0

قلت : ومن هنا يستطيع الإنسان أن يفرق وبكل سهولة بين المعجزة والكرامة ، فالمعجزة لا تكون إلا للأنبياء ، والكرامة لا تكون إلا لأولياء الله الصالحين أصحاب العقيدة النقية الصافية المتمسكين بكتابه الملتزمين بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم 0

ثانيا : لا بد أن نعلم أن الشفاء من الله سبحانه وتعالى وحده :

أولا : النصوص القرآنية الدالة على أن القرآن شفاء :

1)- يقول تعالى :

( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا )


( سورة الإسراء - الآية 82 )


* قال ابن القيم - رحمه الله - : ( والأظهر أن " من " هنا لبيان الجنس فالقرآن جميعه شفاء ورحمة للمؤمنين ) ( إغاثة اللهفان - 1 / 24 ) 0

* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( أي : فالقرآن مشتمل على الشفاء والرحمة 0 وليس ذلك لكل أحد ، وإنما ذلك للمؤمنين به ، المصدقين بآياته ، العاملين به 0
وأما الظالمون بعدم التصديق به ، أو عدم العمل به ، فلا تزيدهم آياته إلا خسارا إذ به تقوم عليهم الحجة 0
فالشفاء : الذي تضمنه القرآن ، عام لشفاء القلوب ، من الشبه ، والجهالة ، والآراء الفاسدة والانحراف السيئ ، والقصود الرديئة 0 فإنه مشتمل على العلم اليقين ، الذي تزول به كل شبهة وجهالة 0 والوعظ والتذكير ، الذي يزول به كل شهوة ، تخالف أمر الله 0
ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها 0 وأما الرحمة ، فإن ما فيه من الأسباب والوسائل ، التي يحث عليها ، متى فعلها العبد ؛ فاز بالرحمة والسعادة الأبدية ، والثواب العاجل والآجل 0 هذه طبيعة الإنسان ، من حيث هو ، إلا من هداه الله )( تيسير الكريم الرحمن - 3 / 128 ) 0


2)- وقال تعالى :

( يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ )


( سورة يونس - الآية 57 )


* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( " وشفاء لما في الصدور " وهو : هذا القرآن ، شفاء لما في الصدور ، من أمراض الشهوات الصادرة عن الانقياد للشرع ، وأمراض الشبهات ، القادحة في العلم اليقيني 0 فإن ما فيه من المواعظ ، والترغيب ، والترهيب ، والوعد والوعيد ، مما يوجب للعبد الرغبة والرهبة 0 وإذا وجدت فيه الرغبة في الخير ، والرهبة عن الشر ، ونمتا على تكرر ما يرد إليها ، من معاني القرآن ، أوجب ذلك ، تقديم مراد الله على مراد النفس ، وصار ما يرضي الله ، أحب إلى العبد من شهوة نفسه 0 وكذلك ما فيه ، من البراهين ، والأدلة التي صرفها الله ، غاية التصريف ، وبينها أحسن بيان ، مما يزيل الشبه القادحة في الحق ، ويصل به القلب إلى أعلى درجات اليقين 0 وإذا صح القلب من مرضه ، ورفل بأثواب العافية ، تبعته الجوارح كلها ، فإنها تصلح بصلاحه ، وتفسد بفساده )( تيسير الكريم الرحمن - 2 / 326 ) 0

3)- وقال تعالى :

( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ )


( سورة فصلت - الآية 33 )


قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( ولهذا قال : " 000 قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ 000 " ( سورة فصلت – جزء من الآية 44 ) أي : يهديهم لطريق الرشد ، والصراط المستقيم ، ويعلمهم من العلوم النافعة ما به تحصل الهداية التامة 0 وشفاء لهم من الأسقام البدنية ، والأسقام القلبية ، لأنه يزجر عن مساوئ الأخلاق ، وأقبح الأعمال ، ويحث على التوبة النصوح ، التي تغسل الذنوب ، وتشفي القلب )( تيسير الكريم الرحمن - 4 / 403 ) 0

* أقوال أهلم العلم والباحثين على أن القرآن الكريم شفاء للأمراض على اختلاف أنواعها :

قال ابن القيم – رحمه الله - : ( وقد اشتملت الفاتحة على الشفاءين : شفاء القلوب ، وشفاء الأبدان 0
أما تضمنها لشفاء الأبدان : فنذكر منه ما جاءت فيه السنة ، ثم ساق - رحمه الله – حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – الى أن قال : فقد تضمن هذا الحديث حصول شفاء هـذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه ، فأغنته عن الدواء وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء 0
هذا مع كون المحل غير قابل ، إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين ، أو أهل بخل ولؤم ، فكيف إذا كان المحل قابلا )( تهذيب مدارج السالكين – باختصار – ص 53 – 55 ) 0

* قال الشوكاني : ( واختلف أهل العلم في معنى كونه شفاء على قولين :
الأول : أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وذهاب الريب وكشف الغطاء عن الأمور الدالة على الله 0
والقول الثاني : أنه شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقي والتعوذ ونحو ذلك 0 ولا مانع من حمل الشفاء على المعنيين من باب عموم المجاز ، أو من باب حمل المشترك على معنييه )( فتح القدير – 3 / 253 ) 0

وقال أيضاً : ( أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" عن وائلة بن الأسقع : أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجع حلقه 0 فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه : في القرآنِ شفاءآن القرآنُ والعسلُ ، القرآنُ شفاءٌ لما في الصدورِ ، والعسلُ شفاءٌ مِنْ كلِّ داءٍ " )( فتح القدير – 2 / 454 ، أنظر سنن البيهقي الكبرى – 9 / 345 ) 0


قلت : ولم أقف على مدى صحة الحديث آنف الذكر إلا أن معناه صحيح كما يتضح من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على ذلك 0

* قال السيوطي : ( وأخرج البيهقي عن طلحة بن مصرف قال : كان يقال : أن المريض إذا قرئ عنده القرآن وجد له خفة 0 فدخلت على خيثمة وهو مريض فقلت : إني أراك اليوم صالحا 0 قال : إنه قرئ عندي القرآن )( الدر المنثور - 3 / 553 ) 0

* روى الخطيب أبو بكر البغدادي – رحمه الله – بإسناده قال : ( أن الرماوي الحافظ الحجة أبي بكر بن منصور كان إذا اشتكى شيئاً قال : هاتوا أصحاب الحديث ، فإذا حضروا ، قال " اقرءوا علي الحديث " قال الإمام النووي : فهذا في الحديث فالقرآن أولى )( تذكرة الحافظ - 2 / 546 ، وقد ذكره النووي في " التبيان في آداب حملة القرآن " ) 0


* قال الدكتور عمر يوسف حمزة : ( وقد ذهب عدد من العلماء إلى أن القرآن يتضمن شفاء الأبدان كما تضمن شفاء الروح 0 ومن هؤلاء العلماء الإمام الرازي في التفسير الكبير 21 / 35 والإمام أبو حيان في البحر المحيط 6 / 74 والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن 9 / 316 وغيرهم ، وذكروا في تأييد رأيهم بأن القرآن شفاء من الأمراض الجسمانية فلأن الترك بقراءته يدفع كثيراً من الأمراض ، ولما اعترف الجمهور من الفلاسفة وأصحاب الطلسمات بأن لقراءة الرقي المجهولة والعزايم التي لا يفهم منها شيء آثاراً عظيمة في تحصيل المنافع ودفع المفاسد ، فلأن تكون قراءة هذا القرآن العظيم المشتمل على ذكر جلال الله وكبريائه وتعظيم الملائكة المقربين وتحقير المردة والشياطين سبباً لحصول النفع في الدين والدنيا كان أولى ويتأكد ما ذكرنا بالأحاديث الصحيحة )( التداوي بالقرآن والسنة والحبة السوداء – ص 41 ) 0

* قال الأستاذ سعيد اللحام : ( القرآن الكريم هو هدى وشفاء للذين آمنوا أما الذين لم يؤمنوا فهؤلاء لم يهتدوا بهديه وأصروا على ضلالاتهم وكفرهم 0
والذين لا يؤمنون بما قدّر الله من الشفاء به ، شفاء العقول من الشرك والكفر والنفاق والعمى عن طريق الحق ، وشفاء للنفوس من أدوائها كالحسد والضغينة وحب الدنيا وشهواتها والتكالب عليها والسعي خلف المحرمات فيها وشفاء للصدور مما بها من ضيق وتعب ونصب وقلق 0
وهو شفاء لكل ما تسببه أدواء وأوصاب العقل والنفس والصدر من أمراض ، وهو شفاء أيضاً لبعض ما قدَّره الله على العباد من أمراض )( التداوي بالقرآن الكريم – ص 22 – 23 ) 0


قلت : ومن خلال تتبع النصوص القرآنية والحديثية وأقوال أهل العلم الأجلاء يتضح بما لا يدع مجالا للشك بأن القرآن شفاء لأمراض القلوب من حقد وحسد ونميمة ونحوه ، وكذلك هو شفاء لأمراض الأبدان على اختلاف أنواعها وبحسب مراتبها ، وكل ذلك يحتاج من المريض للإرادة والعزيمة واليقين التام بكل آية بل بكل حرف من كتاب الله عز وجل ، وبكل ما نطق به رسول اللهصلى الله عليه وسلم من السنة المأثورة 0


* ثانيا : النصوص الحديثيـة الدالة على أن القرآن والسنة شفاء :

1- عن ابن مسعود وعائشة ومحمد بن حاطب وجميلة بنت المجلل - رضوان الله تعالى عنهم أجمعين - :

( كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا أَتَى المَرِيضَ يَدْعُو له قالَ : " أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا " وفي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: فَدَعَا له، وَقالَ: وَأَنْتَ الشَّافِي )


( متفق عليه )


قال المناوي : ( " مذهب الباس " شدة المرض " رب الناس " أي الذي رباهم بإحسانه وعاد عليهم بفضله وحذف حرف النداء إشهارا بما له من القرب لأنه في حضرة المراقبة " اشف " أبرئ " أنت " لا غيرك " الشافي " المداوي من المرض المبرئ " ، لا شفاء إلا شفاؤك " وفي رواية " لا شافي إلا أنت " فيه أن كل ما يقع في التداوي إنما ينجع بتقدير الله ، " لا يغادر " لا يترك وفائدته أنه قد يحصل الشفاء من ذلك المرض فيخلفه مرض آخر ، " سقما " مرضا ولا يشكل الدعاء بالشفاء مع أن المرض كفارة لأن الدعاء عبادة ، ولا ينافي الثواب والكفارة لحصولهما بأول المرض وبالصبر عليه ، والداعي ما يحصل له مطلوبه أو يعوضه )( فيض القدير - باختصار - 2 / 150 - 151 ) 0

قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال ابن بطال في وضع اليد على المريض : تأنيس له وتعرف لشدة مرضه ليدعوا له بالعافية على حسب ما يبدوا له منه وربما رقاه بيده ومسح على ألمه بما ينتفع به العليل إذا كان العائد صالحا )( فتح الباري - 10 / 126 ) 0

وقال أيضا : ( " أنت الشافي " يؤخذ منه جواز تسمية الله تعالى بما ليس في القرآن بشرطين : أحدهما أن لا يكون في ذلك ما يوهم نقصا ، والثاني أن يكون له أصل في القرآن وهذا من ذاك ، فإن في القرآن : ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )" سورة الشعراء – الآية 80 " )( فتح الباري - 10 / 207 ) 0

قال النووي : ( قولها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ، ثم قال " أذهب الباس " إلى آخره فيه استحباب مسح المريض باليمين ، والدعاء له ، ومعنى " لا يغادر سقما " أي لا يتـرك ، والسقم بضم السين وإسكان القاف ، وبفتحهما ، لغتان )( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 351 ) 0

قال ابن القيم : ( في هذه الرقية توسل إلى الله بكمال ربوبيته ، وكمال رحمته بالشفاء ، وأنه وحده الشافي ، وأنه لا شفاء إلا شفاؤه ، فتضمنت التوسل إليه بتوحيده وإحسانه وربوبيته )( زاد المعاد - 4 / 188 ) 0


2- عن عثمان بن أبي العاص الثقفي - رضي الله عنه - أنه قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني ، فقال :

( أتاني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وبي وجَعٌ قد كان يُهلِكُني ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : امسَحْ بيمينِكَ سبعَ مرَّاتٍ وقل : أعوذُ بعزَّةِ اللَّهِ وقدرتِهِ وسُلطانِهِ مِن شرِّ ما أجدُ قالَ : ففَعلتُ فأذهبَ اللَّهُ ما كانَ بي ، فلَم أزَلْ آمرُ بهِ أهْلي وغيرَهُم )


( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 67 ) : باب استحباب وضع يده على موضع الألم ، مع الدعاء – برقم ( 2202 ) واللفظ بنحوه )


قال المباركفوري : ( قوله " قال أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني " ولمسلم وغيره من رواية الزهري عن نافع عن عثمان أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم " امسح " أي موضع الوجع " بيمينك سبع مرات " 0 وفي رواية مسلم : فقال له ضع يديك على الذي يألم من جسدك 0 وللطبراني والحاكم : ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح بها سبع مرات " وقل أعوذ بعزة الله وقدرته وسلطانه من شر ما أجد " وفي رواية مسلم : وقل بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر 0 وللترمذي في الدعوات وحسنه والحاكم وصححه عن محمد بن سالم قال : قال لي ثابت البناني : يا محمد إذا اشتكيت فضع يديك حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا ، قال فإن أنس بن مالك حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه بذلك " قال " أي عثمان " ففعلت " أي ما قال لي " فأذهب الله ما كان بـي " أي من الوجع " فلم ازل آمر به أهلي وغيرهم " لأنه من الأدوية الإلهية والطب النبوي ، لما فيه من ذكر الله والتفويض إليه والاستعاذة بعزته وقدرته ، وتكراره يكون أنجع وأبلغ كتكرار الدواء الطبيعي لاستقصاء إخراج المادة ، وفي السبع خاصية لا توجد في غيرها )( تحفة الأحوذي - 6 / 211 - 212 ) 0

قال النووي : ( ومقصوده أنه يستحب وضع يده على موضع الألم ، ويأتي بالدعاء المذكور 0 والله أعلم )( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 357 ) 0


3- عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ما مِنْ مسلِمٍ يعودُ مريضًا لم يحضرْ أجلُهُ فيقولُ سبعَ مرَّاتٍ : أسألُ اللهَ العظيمَ، ربَّ العرْشِ العظيمِ، أنْ يشْفِيَكَ إلَّا عُوفِيَ )


( صحيح الجامع 5766 )


4- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( عليكُم بالشِّفاءينِ : العَسلِ، والقرآنِ )


( السلسلة الضعيفة 1514 )


قلت : ومع أن الحديث فيه كلام لبعض أهل العلم ، إلا أن معناه صحيح ، لما له من شواهد دالة على صحته سواء من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما ذكرته آنفا في أدلة كتاب الله على أن القرآن شفاء يغني عما سواه ، وقد دلت النصوص النقلية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على أن العسل شفاء بإذن الله ، يقول تعالى في محكم كتابه :

( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ أَنْ اتَّخِذِى مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِى مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لأيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )


( سورة النحل – الآية 68 – 69 )


وقد ثبت من حديث ابن عباس – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(الشفاءُ في ثلاثةٍ : شربةُ عسلٍ ، وشرْطَةُ محْجمٍ ، وكَيَّةُ نارٍ ، وأنهى أمتي عن الكيِّ )


( متفق عليه )


قال ابن طولون : ( وقوله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالشفاءين العسل والقرآن " وجمع في هذا القرآن بين الطب البشري والطب الإلهي ، وبين الفاعل الطبيعي والفاعل ال****** ، وبين طب الأجساد وطب الأنفس ، وبالسبب الأرضي والسبب السماوي 0 وقوله صلى الله عليه وسلم " عليكم بالشفاءين " فيه سر لطيف أي لا يكتفى بالقرآن وحده ويبطل السعي ؛ بل يعمل بما أمر ويسعى في الرزق كما قدر ، ويسأله المعونة والتوفيق )( المنهل الروي في الطب النبوي - بتصرف - ص 250 - 252 ) 0

5- عن عائشة - رضي الله عنها - :

( أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ دخلَ عليها وامرأةٌ تعالجُها أو تَرقيها ، فقالَ : عالجيها بِكِتابِ اللَّهِ )


( السلسلة الصحيحة 178 )


قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ( وفي الحديث مشروعية الترقية بكتاب الله تعالى ، ونحوه مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى كما تقدم في الحديث ( 178 ) عن الشفاء قالت : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال لي : ( ألا تُعلِّمينَ هذِهِ رُقيةَ النَّملةِ كَما علَّمتيها الكِتابةَ )( صحيح أبو داوود – برقم 3887 ) 0 وأما غير ذلك من الرقى فلا تشرع ، لا سيما ما كان منها مكتوبا بالحروف المقطعة ، والرموز المغلقة ، التي ليس لها معنى سليم ظاهر ، كما ترى أنواعا كثيرة منها في الكتاب المسمى بـ " شمس المعارف الكبرى " ونحوه )( سلسلة الأحاديث الصحيحة - 4 / 566 ) 0

قلت : وهذا الكتاب يعتبر من أشد وأخطر كتب السحر على الإطلاق ، وهو طبعة مصرية صفراء ، كتب عليه " شمس المعارف الكبرى ولطائف العوارف " وهو في أربعة أجزاء لأحمد البومني – وبه أربع كتب هي :
1- كتاب ميزان العدل في مقاصد أحكام الرمل 0
2- كتاب نوائح الرغائب في خصوصيات أوقات الكواكب000
3- كتاب زهر المروج من دلائل البروج 0
4- كتاب لطائف الإشارة من الكواكب السيارة 0


6- عن جابر – رضي الله عنه – :


( أنَّ عَمْرَو بنَ حَزْمٍ دُعِيَ لِامرأةٍ بالمَدينةِ لَدَغَتْها حَيَّةٌ لِيَرْقيَها، فأبى، فأُخبِرَ بذلك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم فدَعاه، فقال عَمْرٌو: يا رسولَ اللهِ، إنَّكَ تَزجُرُ عن الرُّقى، فقال: ا قْرِأْها عليَّ، فقَرأها عليه ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: ( لا بَأسَ، إنَّما هي مَواثيقُ فارْقِ بها )


( السلسلة الصحيحة 472 )


قال صاحب الفتح الرباني : ( وإنما قال صلى الله عليه وسلم " اقرأها علي " خشية أن يكون فيها شيء من شرك الجاهلية ، فلما لم يجد شيئا من ذلك قال :" لا بأس وأذن له بها " )( الفتح الرباني - 17 / 178 ) 0

7- عن عائشة بنت سعد أن أباها قال :

( تَشَكَّيْتُ بمَكَّةَ شَكْوًا شَدِيدًا، فَجاءَنِي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُنِي، فَقُلتُ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إنِّي أتْرُكُ مالًا، وإنِّي لَمْ أتْرُكْ إلَّا ابْنَةً واحِدَةً، فَأُوصِي بثُلُثَيْ مالِي وأَتْرُكُ الثُّلُثَ؟ فقالَ: لا قُلتُ: فَأُوصِي بالنِّصْفِ وأَتْرُكُ النِّصْفَ؟ قالَ: لا قُلتُ: فَأُوصِي بالثُّلُثِ وأَتْرُكُ لها الثُّلُثَيْنِ؟ قالَ: الثُّلُثُ، والثُّلُثُ كَثِيرٌ ثُمَّ وضَعَ يَدَهُ علَى جَبْهَتِهِ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ علَى وجْهِي وبَطْنِي، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، وأَتْمِمْ له هِجْرَتَهُ ) فَما زِلْتُ أجِدُ بَرْدَهُ علَى كَبِدِي - فِيما يُخالُ إلَيَّ - حتَّى السَّاعَةِ )


( أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المرضى ( 13 ) - برقم 5659 )


ثالثا : أقوال أهل العلم والمتخصصين في الرقية الشرعية :

* قال النووي -رحمه الله تعالى- في شرح " وما أدراك أنها رقية " : ( فيه التصريح بأنها رقية فيستحب أن يقرأ بها على اللديغ والمريض وسائر أصحاب الأسقام والعاهات )( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 356 ) 0

قال صاحب ابن منظور : ( الأسقام من سقم وهو المرض )( لسان العرب- 12/288 ) 0

قال ابن منظور : ( قال الليث : العاهة البلايا والآفات )( لسان العرب ) 0

* قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال الإمام القرطبي معلقا على حديث عائشة " بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفي سقيمنا ، بإذن ربنا " : فيه دلالة على جواز الرقى من كل الآلام )( فتح الباري – 10 / 208 ) 0

* وقال أيضا : ( قال البغوي - رحمه الله - : " تجوز الرقية بذكر الله سبحانه وتعالى في جميع الأوجاع " )( فتح الباري - 12 / 162 ) 0

* قال ابن القيم - رحمه الله - : ( فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به ، وإذا أحسن العليل التداوي به ، ووضعه على دائه بصدق وإيمان ، وقبول تام ، واعتقاد جازم ، واستيفاء شروطه ، لم يقاومه الداء أبدا ، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها أو على الأرض لقطعها ، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه ، قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )( سورة العنكبوت - الآية 51 ) فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله )( الطب النبوي - ص 352 ) 0

* وقال في موضع آخر : ( وقد علم أن الأرواح متى قويت ، وقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره ، فكيف ينكر لمن قويت طبيعته ونفسه ، وفرحت بقربها من بارئها ، وأنسها به ، وحبها له ، وتنعمها بذكره ، وانصراف قواها كلها إليه ، وجمعها عليه ، واستعانتها به ، وتوكلها عليه ، أن يكون ذلك لها من أكبر الأدوية ، وأن توجب لها هذه القوة دفع الألم بالكلية ، ولا ينكر هذا إلا أجهل الناس، وأغلظهم حجابا ، وأكثفهم نفسا، وأبعدهم عن الله وعن حقيقة الإنسانية )( الطب النبوي - ص 12 ) 0

* وقال أيضا : ( ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة ، فما الظن بكلام رب العالمين ، الذي فضله على كل كرم كفضل الله على خلقه ، الذي هو الشفاء التام ، والعصمة النافعة ، والنور الهادي ، والرحمة العامة ، الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلاله ، قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )( سورة الإسراء – الآية 82 ) و " من " هنا بيان الجنس ، لا للتبعيض 0 هذا أصح القولين )( زاد المعاد - 4 / 177 ) 0

* وقال : ( واعلم أن الأدوية الإلهية تنفع من الداء بعد حصوله ، وتمنع من وقوعه ، وإن وقع لم يقع وقوعا مضرا وإن كان مؤذيا ، والأدوية الطبيعية إنما تنفع بعد حصول الداء ، فالتعوذات والأذكار إما أن تمنع وقوع هذه الأسباب ، وإما أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه ، فالرقى والعوذ تستعمل لحفظ الصحة ، ولإزالة المرض )( زاد المعاد - 4 / 182 ) 0


إن التدبر والتفكر في تلك الكلمات والمعاني التي أطلقها ابن القيم - رحمه الله - يورث صفاء ونقاء للنفس البشرية ، وفهما يربط العبد بخالقه أيما ارتباط ، ويؤصل مفهوما حقيقيا في التوكل والاعتماد واللجوء والخوف والرجاء ، بحيث تسمو النفس بكل ذلك لتصل لمرتبة عظيمة من مراتب الإيمان ، قل أن يصلها العبد دون إدراك وفهم لتلك المقومات ، إن كثيرا من الناس أصيبوا بمرض عضال ، وقد بين الطب استحالة شفائهم من ذلك المرض ، وذكروا لهم أن أيامهم في الحياة معدودة ، وعلم أولئك أن الموت والحياة بيد الله سبحانه ، فأناخوا جنابهم له ، وتضرعوا بسرهم ونجواهم إليه ، وسألوه من قلب مخلص ذليل مسألة المحتاج ، وانطرحوا على اعتاب بابه يسألونه الصحة والعافية ، بعد علمهم أن الحول والقوة بيده سبحانه ، ولجأوا لقرآنه، وللرقية بكتابه والأدعية المأثورة الثابتة عن رسوله صلى الله عليه وسلم وفجأة ينقلب الأمر ، ويعود ذلك الإنسان إلى سابق عهده بصحته وعافيته ، ويقف الطب المادي عاجزا عن تفسير ذلك ، مع أن تفسيره سهل ميسور ، فالذي أودع الحقائق في هذا الكون وسخره ودبره ، هو الذي جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم عليه السلام ، وهو الذي جعل الرقية سببا للشفاء والعلاج ، إذا توفرت الشروط والقواعد والأسس التي تضبطها من قبل المعالِج والمعالَج ، فهو الذي كتب الأمراض ويسر الشفاء بأمره سبحانه ، يقول تعالى في محكم كتابه :

( وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ )


( سورة القمر – الآية 50 )


ويقول في موضع آخر :

( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَىءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )


( سورة النحل – الآية 40 )


ويقول سبحانه في موضع آخر :

( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )


( سورة البقرة – الآية 117 )


إن الذي أرشدنا لطريق الرقية وأسلوبها ومنهجها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد والمنة على ما أنعم به على عباده 0


* قال ابن حزم : ( جربنا من كان يرقي الدمل الحاد القوي الظهور في أول ظهوره ، فيبدأ من يومه ذلك بالذبول ، ويتم يبسه في اليوم الثالث، ويقلع كما تقلع قشرة القرحة إذا تم يبسها ، جربنا من ذلك مالا نحصيه، وكانت هذه المرأة ترقي أحد دملين قد دفعا على إنسان واحد ، ولا ترقي الثاني ، فيبس الذي رقت ، ويتم ظهور الذي لم ترق ، ويلقى منه حامله الأذى الشديد ، وشاهدنا من كان يرقي الورم المعروف بالخنازير ، فيندمل ما يفتح منها ، ويذبل ما لم ينفتح ، ويبرأ )( الفصل في الملل والأهواء والنحل - 2 / 4 ) 0

* أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قال : ( اكتوى ابن عمر من اللقوة ، ورقى من العقرب )( مصنف عبدالرزاق – 11 / 18 ) 0

قال ابن منظور تحت مادة لقا : ( اللَّقْوة: داء يكون في الوجه يَعْوَجُّ منه الشِّدق، وفي حديث ابن عمر: أَنه اكْتَوَى من اللَّقْوَة، هو مرض يَعْرِضُ لوجه فيُميلُه إِلى أَحد جانبيه )( لسان العرب ، أنظر " مختار الصحاح " ) 0

* أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن سماك بن الفضل قال : ( أخبرني من رأى ابن عمر ورجل بربري يرقي على رجله من حمرة - ورم من جنس الطواعين - بها أو شبهة )( مصنف عبدالرزاق – 11 / 18 ) 0

* قال الشبلي : ( وفي التطبب والاستشفاء بكتاب الله عز وجل غنى تام ، ومنفع عام ، وهو النور ، والشفاء لما في الصدور ، والوقاء الدافع لكل محذور ، والرحمة للمؤمنين من الأحياء وأهل القبور 0 وفقنا الله لإدراك معانيه ، وأوقفنا عند أوامره ونواهيه 0 ومن تدبر من آيات الكتاب ، من ذوي الألباب ، وقف على الدواء الشافي لكل داء مواف ، سوى الموت الذي هو غاية كل حي ، فإن الله تعالى يقول : ( مَا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِنْ شِىْء ) ( سورة الأنعام – الآية 38 ) وخواص الآيات والأذكار لا ينكرها إلا من عقيدته واهية ، ولكن لا يعقلها إلا العالمون لأنها تذكرة وتعيها أذن واعية والله الهادي للحق )( أحكام الجان - ص 140 ) 0

* سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن التداوي والعلاج بالقرآن والاستشفاء به من الأمراض العضوية كالسرطان ونحوه ، وكذلك الاستشفاء به من الأمراض الروحية كالعين والمس وغيرهما ؟

فأجاب –رحمه الله- : ( القرآن والدعاء فيهما شفاء من كل سوء – بإذن الله - والأدلة على ذلك كثيرة منها قوله تعالى : ( 000 قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ 000 )( سورة فصلت - جزء من الآية 44 ) وقوله سبحانه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ 000 )( سورة الإسراء – جزء من الآية 82 ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم " إذا اشتكى شيئا قرأ في كفيه عند النوم سورة " قل هو الله أحد " و " المعوذتين " ثلاث مرات ثم يمسح في كل مرة على ما استطاع من جسده فيبدأ برأسه ووجهه وصدره في كل مرة عند النوم ، كما صح الحديث بذلك عن عائشة – رضي الله عنها – " " أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب فضائل القرآن – باب فضل المعوذات ( 14 ) - برقم 5017 " ) ( مجلة الدعوة - العدد 1497 - 1 صفر 1416 هـ ) 0


* سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان السؤال التالي : ( نسمع في هذه الأيام عن أناس يعالجون بالقرآن مرضى الصرع والمس والعين وغير ذلك ، وقد وجد بعض الناس نتيجة مرضية عند هؤلاء ، فهل في عمل هؤلاء محذور شرعي ؟ وهل يأثم من ذهب إليهم ؟ وما الشروط التي ترون أنها ينبغي أن تكون موجودة فيمن يعالج بالقرآن ؟ وهل أثر عن بعض السلف علاج المسحورين والمصروعين وغيرهم بالقرآن ؟

فأجاب : ( لا بأس بعلاج مرضى الصرع والعين والسحر وغيرها من الأمراض بالقرآن وذلك ما يسمى بالرقية ، بأن يقرأ القارئ وينفث على المصاب ، فإن الرقية بالقرآن وبالأدعية جائزة ، وإنما الممنوع الرقية الشركية ، وهي التي فيها دعاء لغير الله ، واستعانة بالجن والشياطين ، كعمل المشعوذين والدجالين ، أو بأسماء مجهولة ، أما الرقية بالقرآن والأدعية الواردة ، فهي مشروعة 0
وقد جعل الله القرآن شفاء للأمراض الحسية والمعنوية من أمراض القلوب وأمراض الأبدان ، لكن بشرط إخلاص النية من الراقي والمرقي ، وأن يعتقد كل منهما أن الشفاء من عند الله ، وأن الرقية بكلام الله سبب من الأسباب النافعة 0
ولا بأس بالذهاب إلى الذين يعالجون بالقرآن إذا عرفوا بالاستقامة وسلامة العقيدة ، وعرف عنهم أنهم لا يعملون الرقى الشركية ، ولا يستعينون بالجن والشياطين ، وإنما يعالجون بالرقية الشرعية 0
والعلاج بالرقية القرآنية من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل السلف ، فقد كانوا يعالجون بها المصاب بالعين والصرع والسحر وسائر الأمراض ، ويعتقدون أنها من الأسباب النافعة المباحة ، وأن الشافي هو الله وحده 0
ولا بد من التنبيه على أن بعض المشعوذين والسحرة قد يذكرون شيئا من القرآن أو الأدعية ، لكنهم يخلطون ذلك بالشرك والاستعانة بالجـن والشياطين ، فيسمعهم بعض الجهال ، ويظن أنهم يعالجون بالقرآن ، وهذا من الخداع الذي يجب التنبه له والحذر منه )( السحر والشعوذة – 94 – 95 ) 0

* سئل الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع عن حكم العلاج بالقرآن فأجاب – حفظه الله - : ( لا شك أن الرقية جائزة 0 فقد ثبت أن جبريل عليه السلام رقى الرسول صلى الله عليع وسلم ، وثبت كذلك أن بعضا من أصحابه صلبى الله عليه وسلم كانوا في سفر واستضافوا بعض الأعراب فلم يضيفوهم فأصيب سيدهم بلسعة عقرب فجاءوا إليهم يسألونهم هل فيهم قارئ فأجابوا نعم ولكن بأجرة ، فقرأ عليه أحدهم بفاتحة الكتاب الحمد لله رب العالمين فبرأ من لسعته وأعطوهم أجرتهم قطيعا من الغنم 0 فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نتصرف في هذا إلا بعد سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه فأقرهم على هذا وفي بعض الروايات قال :" واضربوا لي معكم بسهم " والأخذ بالرقية لا ينافي التوكل )( مجلة الأسرة -صفحة 38 -العدد 69 ذو القعدة 1419 هـ ) 0

* قال فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي - حفظه الله – تحت عنوان من أي شيء تكون الرقية ؟ ما نصه : ( أثبتت الأحاديث الصحاح : أن الرقية مشروعة من كل الآلام والأمراض التي تصيب المسلم )( موقف الإسلام من الإلهام والكشف والرؤى ومن التمائم والكهانة والرقى – ص 167 ) 0


* قال الدكتور الحسيني أبو فرحة - رئيس قسم التفسير - جامعة الأزهر : ( إن العلاج بالقرآن الكريم من مختلف الأمراض أمر صحيح يحتاج إلى رجل صالح يمتلئ قلبه إيمانا بالله عز وجل ويقينا في قدرته سبحانه وتعالى ، فقد ثبت في الصحيح أن بعض الصحابة عالجوا سيد أحد أحياء العرب من لدغة العقرب بقراءة سورة الفاتحة على موضع اللدغ مقابل قطيع من الغنم كأجر ، وعندما عرضوا الأمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرهم على العلاج بالقرآن وعلى أخذهم الأجر على ذلك 0
وكان صلى الله عليه وسلم يؤتى إليه بالمريض فيأخذ في علاجه بالدعاء وقراءة القرآن فيبرأ المريض ، وقد اختلف العلماء هل هذا العلاج لكل من اتبعه صلى الله عليه وسلم من كبار الربانيين أي العلماء العاملين أهل الصدق والولاية ، فذهب إلى هذا قوم ، وذهب إلى ذاك قوم آخرون ، والذي أرجحه أن كل ولي في المسلمين في أي زمان ومكان يمكنه أن يعالج بهذا العلاج النبوي الشريف )( العلاج بالقرآن من أمراض الجان - ص 151 - 152 ) 0

* يقول الدكتور عبدالمنعم القصاص ، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية وعضو لجنة الفتوى بالأزهر : ( أنه يجوز علاج جميع الأمراض حين قال سبحانه وتعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )( سورة الإسراء - جزء من الآية 82 ) ولكن مع العلاج بالقرآن لا بد أن نذهب إلى الأطباء ولا ننسى دورهم في هذا الشأن ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتداوي ، فهذه الأمراض الفتاكة بجسم الإنسان يجب أن يتداوى الناس منها بالقرآن وعند الأطباء المتخصصين )( العلاج بالقرآن من أمراض الجان - ص 152 ) 0

* قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( فإن من أعظم العلاجات وأنفعها بإذن الله الرقى الشرعية بالكتاب والسنة 0
ففي الرقية المشروعة خير كثير بإذن الله تعالى ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة على ذلك ) ( فتح الحق المبين - ص 92 ) 0

* قال الدكتور عبدالغفار البنداري في تعليقه على كتاب الطب النبوي للإمام البخاري - رحمه الله - : ( والذي قد تأكد من شرعة الله أن مجتمع المسلمين قد تميز عن كل مجتمع دونه بقوى علاج هي في مظهر تعد من القوى الخفية التي جعلها الله تعالى ميزة الالتزام بأمره والتوكل عليه ، لقد قدر الله تعالى أن يكون في الدواء قوة تأثير فعالة وهذا مدرك ومرصود ، لكن جعل الله تعالى فيما عرف بالرقية قوة الدواء على المرض بل أكثر - ولا يعني توصل الطب وعلومه الحديثة إلى معرفة نواميس الشفاء بتلك القوى الخفية أنها ليست موجودة ، بل الثابت والمسجل فعلا أن حالات العلاج بالرقية والشفاء قد سجلت وعرفت فعلا وكم مريض أوشك على الهلاك ولم تجدي فيه وسائل العلاج المعروفة من الطب والجراحة حتى إذا يأسوا من شفائه ولجأوا إلى الذكر وتلاوة القرآن والرقية بالقرآن برأ وشفي بإذن الله 0
إن اليقين بالشفاء بالقرآن لهو عنصر من عناصر فعالية الشفاء بالقرآن والرقية ) ( الطب النبوي - ص 64 - 65 ) 0

* يقول الأخ فتحي الجندي : ( مما لا شك فيه أن الإسلام جاء بالعلاج الشافي لأمراض القلوب والأبدان ، إما نصا وإما إجمالا على سبيل الدلالة ، وقد تداوى النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بالتداوي )( النذير العريان - ص 35 ) 0

* قال الأستاذ عكاشة عبدالمنان الطيبى : ( إن الأذكار والآيات والأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها هي نافعة شافية بإذن الله تعالى ، وتستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره ، فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل ، أو لعدم قبول المنفعل أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجح فيه الدواء ، كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسية ، فإن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة لذلك الدواء 0
وقد يكون المانع قوي يمنع من اقتضائه أثره ، فإن الطبيعة إذا أخذت الدواء بقبول تام كان انتفاع البدن به بحسب ذلك القبول ، وكذلك القلب إذا أخذ الرقى والتعاويذ بقبول تام وكان للراقي نفس فعالة وهمة مؤثرة ساعد في إزالة الداء بإذن الله تعالى )( الإصابة بالعين وعلاجها - ص 73 ) 0


وقفات مع بعض التصرفات للملا علي كلك الكردستاني :

بعد أن علمنا يقينا بأن الشفاء من الله سبحانه وتعالى ، لا بد أن نقف على فعل المذكور ( الملا علي كلك الكردستاني ) حتى يتبين لنا القول الفصل في أفعاله وأقواله وهل هي بالمجمل توافق الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة :

1)- من خلال تتبع قراءة المذكور فهي لا تتعدى قراءة بعض الآيات ومنها :

- قول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل :


( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )


( سورة الشعراء – الآية 80 )


- وقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل :

( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا )


( سورة الإسراء - الآية 82 )


- وقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل :

( يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ )


( سورة يونس - الآية 57 )


- وقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل :

( لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ * وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )


( سورة الحشر – الآية 21 )


تقريبا هذه الآيات التي تم الاطلاع عليها في بعض المقاطع المصورة ، وقد لفت انتباهي بعض الملاحظات الهامة :

1)- ان الرجل يلحن لحنا جليا ولحنا خفيا ، ولا بد من ايضاح المعنى الاصطلاحي لذلك :

اللحن في اللغة هو: هو مخالفة وجه الصواب في اللغة والإعراب 0

واصطلاحا : هو الخطأ في القراءة . وينقسم عند علماء القراءات إلى قسمين :

الأول : اللحن الجلي : وهو الخطأ الذي يطرأ على اللفظ فيخل بمعناه إخلالا ظاهرا- سواء أدّى هذا الخطأ إلى فساد المعنى أو لم يؤدّ، مثل تبديل حرف بحرف أو حركة بحركة 0 ومثال ذلك لو ضم الطالب التاء في ( أنعمت ) فقد أدّى إلى فساد المعنى أو ضم الهاء في ( الحمد لله ) فإن ذلك يخلّ بالمعنى رغم أنه ربما لا يتغير المعنى 0 وكذلك ترك الإدغام والإظهار وقصر المدود وتفخيم ما هو مرقق وترقيق ما هو مفخم .وكذلك الوقف القبيح الذي يؤدي إلى فساد المعنى . وأيضا الابتداء القبيح الذي يؤدّي إلى تأويل المعنى إلى غير المعنى المقصود 0

وذهب جمهور العلماء إلى أن اللحن الجلي في سورة الفاتحة خاصة مبطل للصلاة كما لا تصح قراءة من يقع في اللحن الجلي ولا ينبغي الصلاة خلفه ويأثم إذا أهمل 0

ثانيا : اللحن الخفي: هو الخطأ الذي يتعلق بكمال إتقان النطق إلا بتصحيح . ولا يعرفه إلا أهل الترتيل والتجويد وقد يخفى على العامة مثال ذلك عدم ضبط مقدار المدود بالزيادة والنقصان وأيضا قلة المهارة في تحقيق الصفات والمخارج وتطبيق الأحكام كزيادة التكرير في الراءات وتغليظ اللامات في غير محل التغليظ إلى غير ذلك من الأحكام 0

وذهب جمهور العلماء إلى أن حكمه أخف من اللحن الجلي - ويعتبره أهل العلم مخلا بالإتقان والصلاة خلفه صحيحة . والله أعلم 0

والمذكور يقرأ ( يشفين ) يشفيني ، ويقرأ ( وتلك الأمثال نضربها للناس ) يقرأها ( للناسي ) وهذا اخلال بالمعنى 0


2)- اجتماعه بالنساء الكاسيات العاريات دون رادع ديني او وازع اخلاقي 0
3)- تلمس النساء وكما ظهر لكل من شاهد في أكثر من مقطع من المقاطع المتداولة 0
4)- أخذ الصور مع نساء كاسيات عاريات وبأوضاع مخلة 0
4)- وضع إصبعه في فم النساء 0


تلك بعض الروابط الخاصة بمثل تلك التجاوزات واعتذر عن تلك المقاطع بسبب وضعية النساء :



وتحت هذه النقاط الهامة في التعامل مع النساء ادرج الموضوع الهام التالي والذي ذكرته في كتابي الموسوم ( القواعد المثلى العلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) تحت عنوان :

( التقيد بالأمور الشرعية الخاصة بالنساء ) :

ومن ذلك تقيد المرأة بلباسها الشرعي الإسلامي ، وعدم الخلوة بها ، أو النظر اليها أو مس المرأة الأجنبية في أي موضع أو مصافحتها، وتحت هذا العنوان لا بد من بحث الأمور التالية:

* أدلة السنة المطهرة على عدم جواز مس المرأة الأجنبية :

- عن معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لَأَنْ يُطعَنَ في رأسِ أحَدِكُمْ بِمَخْيَطٍ من حَدِيدٍ خَيرٌ له من أنْ يَمسَّ امْرأةً لا تَحِلُّ لَهُ )


( السلسلة الصحيحة 226 )


قال المناوي : ( " لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط " وهو ما يخاط به كالإبرة والمسلة ونحوها " من حديد " خصه لأنه أصلب من غيره وأشد في الطعن وأقوى في الإيلام " خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " أي لا يحل له نكاحها وإذا كان هذا في مجرد المس الصادق بما إذا كان بغير شهوة فما بالك بما فوقه ؟! )( فيض القدير - 5 / 258 ) 0


- عن عروة بن الزبير – رضي الله عنه – أن عائشة – رضي الله عنها – أخبرته :

(أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَمْتَحِنُ مَن هَاجَرَ إلَيْهِ مِنَ المُؤْمِنَاتِ بهذِه الآيَةِ بقَوْلِ اللَّهِ : ( يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )( سورة الممتحنة - الآية 12 ) ، قالَ عُرْوَةُ: قالَتْ عَائِشَةُ: فمَن أقَرَّ بهذا الشَّرْطِ مِنَ المُؤْمِنَاتِ، قالَ لَهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قدْ بَايَعْتُكِ كَلَامًا، ولَا واللَّهِ ما مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ في المُبَايَعَةِ، ما يُبَايِعُهُنَّ إلَّا بقَوْلِهِ: قدْ بَايَعْتُكِ علَى ذَلِكِ )


( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه-كتاب التفسير- باب (إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات)- برقم ( 4891 )


قال الحافظ بن حجر في الفتح في معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة : " قد بايعتك " كلاما : ( أي يقول ذلك كلاما فقط لا مصافحة باليد كما جرت العادة بمصافحة الرجال عند المبايعة )( فتح الباري – 8 / 636 ) 0

يقـول الشيـخ محمد السفاريني : ( وفي الحديث إشارة إلى مجانبة النساء الأجانب وعدم النظر إليهن ومجانبة مسهن )( شرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد - 2 / 930 ) 0


يقول الدكتور أحمد بن محمد أبابطين الأستاذ المساعد في قسم الدعوة والاحتساب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض تعقيبا على الحديث آنف الذكر : ( وإذا كان هذا في حق رسول الله  وهو المعصوم - فيكون في حق الأمة آكد وأوجب حيث لا تؤمن الفتنة 0
وإذا كان الخطر قد تناول أهم المسائل في طاعة ولي الأمر وذلك في البيعة العامة ، فإن تحريم مس الرجل للمرأة الأجنبية عنه في الأمور الأخرى من باب أولى )( المرأة المسلمة المعاصرة – ص 421 ) 0


* أقوال أهل العلم في عدم جواز مس المرأة الأجنبية :

- قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي : ( اعلم أنه لا يجوز للرجل الأجنبي أن يصافح امرأة أجنبية منه ولا أن يمس شيء من بدنه شيئا من بدنها والدليل على ذلك أمور :
الأول : أن النبي  ثبت عنه أنه قال : ( إني لا أُصافحُ النساءَ ) ( قال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح ابن ماجة 2323 ) ، والله تعالى يقول : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )( سورة الأحزاب - جزء من الآية 21 ) 0
وكونه لا يصافح المرأة ولا يمس شيء من بدنه شيئا من بدنها في الوقت الذي يقتضيها وهو وقت المبايعة ، دل ذلك على أنها لا تجوز وليس لأحد مخالفته صلى الله عليه وسلم لأنه المبين للشرع المشرع لأمته بأقواله وأفعاله وتقريراته 0
الثاني : هو ما قدمناه من أن المرأة كلها عورة يجب عليها أن تحتجب وإنما أمر بغض البصر خوف الوقوع في الفتنة ، ولا شك أن مس البدن للبدن أقوى في إثارة الغريزة وأقوى داعيا إلى الفتنة من النظر بالعين ، وكل منصف يعلم صحة ذلك )( اضواء البيان - 6 / 603 ) 0


- سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن جواز أن يمس القارئ شيئا من جسد المرأة أثناء الرقية ، أو الكشف عن يديها أو صدرها للنفث ، فأجاب - رحمه الله - : ( لا مانع من استعمال الرقية على المرأة مع النفث والنفخ ، ولكن لا يحل لهـا أن تكشف شيئا من جسدها لغير النساء أو المحارم ، ولا يحل للقـارئ الأجنبي أن يباشر لمس بشرتها بدون حائل ، بل يقرأ عليها وهي متحجبة ، أو يقرأ عليهـا إحدى نسائها أو محارمها ، أو تقرأ هي على نفسها بما تيسر من القرآن ، فالكل يرجى فيه الشفاء والنفع من الله 0 وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم )( النذير العريان – ص 267 ) 0

- وسئل أيضاً عن حكم كشف المرأة لوجهها أو أذنيها أو إظهارها لعينيها أثناء الرقية أمام الراقي ، وما حكم وضع يد الراقي على أماكن معينة من جسد المرأة كالرأس أو الصدر أو البطن أو الظهر أو الساق أو الفخذ أثناء الرقية الشرعية ؟

فأجاب – رحمه الله - : ( وبعد ، فلما كانت المرأة عورة كل جسدها بالنسبة لغير المحرم ، لم يجز أن تكشف شيئاً من بدنها لأجنبي ، وحرم على الأجنبي النظر إلى ما لا يجوز كشفه ، كالوجه والخد والظهر والبطن ، كما يحرم عليه أن يمس شيئاً من جسدها بدون حائل ، كالرأس والصدر والبطن والساق والفخذ وغيرها ، حيث أن ذلك من العورة ، وأن مس ذلك يثير الشهوة من الجانبين ، لكن يجوز ذلك للضرورة القصوى كإنقاذها من الغرق والحرق أو الهدم ونحو ذلك ، فأمـا مجرد الرقية فإنها تحصل مع التستر ، ويستطيع القارئ النفث والنفخ من وراء الحائط ، فإن احتاج إلى وضع يده على الرأس وكان ذلك مفيداً وهي مختمرة جاز ذلك بقدر الحاجة ، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم )( مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 313 – تاريخ الفتوى 26 / 8 / 1414 هـ ) 0

وسئل فضيلته عن جواز كشف ولمس المعالج بالرقية الشرعية للمرأة عند الحاجة لذلك ، كأن يكون مرضها عضوياً كالسرطان والتقرحات الجلدية وغيرها ؟

فأجاب – رحمه الله - : ( أقول أن مس الرجل للمرأة الأجنبية لا يجوز ولو كان طبيباً أو راقياً ، وذلك أن مس بشرة المرأة المكلفة يثير الشهوة غالباً ، وفيه أيضاً تلذذ ومتعة ، لكن عند الضرورة القصوى يباح للطبيب ولو كافراً علاج المرأة بقدر الحاجة ، كإجراء عملية وضرب بإبرة ووضع سماعة ونحوه ، وأما الراقي فقد يوجد من النساء من ترقي ويحصل النفع برقيتها كالرجل ، فمتى وجدت لم يجز للمرأة الذهاب إلى الرجال للرقية ، فإن لم يوجد فأرى أن الرقية يحصل نفعها وتأثيرها ولو من وراء حائل ، فيمكن أن يقرأ الراقي عليها وهي متحجبة ويمسح أخوها أو محرمها على موضع الألم أو تمسح هي عليه أو إحدى نسائها أو تضع هي يدها على موضع الألم وتقول : " بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر " فلا أرى ضرورة إلى لمس القـارئ بشرة المرأة الأجنبية ، والله أعلم )( مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز - ص 335 ) 0



- سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان عن جواز الذهاب بالمرأة المسحورة إلى أحد المشائخ للقراءة عليها ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( إذا كان هذا الشيخ معروفا بالصلاح والدين وصلاح العقيدة ويقرأ عليها من القرآن مع التستر والاحتجاب ، وهذا الشيخ يكون عنده تحفظ من الفتنة فلا بأس بذلك لعدم المحذور أما إذا كان هذا الشيخ غير معروف لا بسلامة العقيدة ولا معروفا بما يعمل ولا بما يقرأ فلا يذهب إليه ، أو كان من المتساهلين في أمور النساء ومن لمس النساء والنظر إلى النساء - فلا يذهب إليه لوجود الفتنة في هذا 0
وإذا ذهب إليه في الحالة الأولى مع الضوابط التي ذكرناها ؛ فلا يحصل خلوة بينه وبينها ، بل يكون هذا بحضور وليها معها لا يخلو بها هذا الشخص ولو كان صالحا فالفتنة لا تؤمن على أحد ولو كان صالحا ! لا يخلو بها ولا تكشف له شيئا من جسمها أو من زينتها ، ولا تذهب إليه وهي متزينة أو متعطرة )( السحر والشعوذة - ص 99 ) 0

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم مس جسد المرأة يدها أو جبهتها أو رقبتها مباشرة من غير حائل بحجة الضغط والتضييق على ما فيها من الجان خاصة أن مثل هذا اللمس يحصل من الأطباء في المستشفيات وما هي الضوابط في ذلك ؟

فأجابت اللجنة - حفظها الله - : ( لا يجوز للراقي مس شيء من بدن المرأة التي يرقيها لما في ذلك من الفتنة وإنما يقرأ عليها بدون مس ، وهنا : فرق بين عمل الراقي وعمل الطبيب لأن الطبيب قد لا يمكنه العلاج إلا بمس الموضع الذي يريد علاجه ، بخلاف الراقي فإن عمله وهو القراءة والنفث لا يتوقف على اللمس ) ( منشورات دار الوطن – " 10 مخالفات في الرقية " – رقم الفتوى : 20361 بتاريخ 17/4/1419 هـ ، نقلاً عن كتاب " مهلاً أيها الرقاة " – ص 115 ) 0


* التجوز الحاصل من بعض المعالِجين في مس المرأة الأجنبية قياسا بفعل الطبيب :

تجوز بعض المعالِجين مس المرأة الأجنبية للضرورة ، وبالنظر للنصوص الشرعية والتجربة والخبرة العملية لبعض المعالِجين ممن أقحم نفسه في هذا الأمر ، وندم حيث لا ينفع البكاء والندم ، يتضح عدم جواز ذلك الأمر للاعتبارات التالية :

أ)- إن التجوز الحاصل في هذه المسألة يستند في الاستدلال والقياس بعمل الأطباء ، والطبيب قد يعمد إلى ذلك الأمر من باب القاعدة الفقهية ( الضرورات تبيح المحظورات ) وبدراسة هذه المسألة من الناحية الشرعية يتضح الآتي :

1)- لا يجوز للمرأة أن تذهب إلى طبيب إلا للضرورة القصوى ، وفي حالة احتياجها لذلك ، إما لعدم توفر طبيبة مسلمة ، أو اضطرت لذلك الأمر لأي سبب من الأسباب 0

2)- قد يلجأ الطبيب إلى لمس المرأة لتحديد مكان الألم وطبيعته والأسباب الداعية إليه 0

3)- إن هذا الإجراء من قبل الطبيب يجب أن يتوافق مع نص القاعدة الفقهية ( الضرورة تقدر بقدرها ) فلا يجوز له في هذه الحالة أن يتعدى حدود منطقة الألم إلا فيما يعتقد أنه ضروري لذلك 0

ب)- إن الطبيب يتعامل مع أمور محسوسة ملموسة ، تحتاج في تشخيصها وقياسها لتكنولوجيا متقدمة ، كاستخدام الأشعة والمناظير وغيره من الأجهزة الطبية المتطورة ، وأما المعالِج فيتعامل مع أمر غيبي غير محسوس أو ملموس ، ولا يستطيع أن يقطع أو أن يجزم به ، مهما بلغت خبرته ونضجه في تلك المسائل ، وفي هذه الحالة تنتفي الحاجة لقيامه بهذا الإجراء ، والتعدي على حدود الله وشرعه ومنهجه 0

ج)- لم أعهد من خلال التجربة العملية المتواضعة في هذا المجال ومن متابعاتي لبعض المعالِجين ممن أقحم نفسه في هذا الأمر دون علم شرعي أو سؤال العلماء الأجلاء أن هذا الإجراء وهو لمس المرأة الأجنبية في أي موضع كان ، يؤدي إلى أية نتائج بل على العكس من ذلك تماما ، فقد يؤدي إلى مفسدة عظيمة ، ويكفينا في التعامل مع هذه الناحية القاعدة الفقهية التي تنص على أن : ( درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ) ، مع اليقين بأنه ليست هناك أدنى مصلحة شرعية البتة في قيام المعالِج بمس امرأة أجنبية لا تحل له ، كما بينت النصوص القرآنية والحديثية هذا المفهوم وأكدت عليه 0

د)- قد يؤدي فتح هذا الباب إلى استغلال ذلك من بعض ذوي النفوس المريضة ، ويصبح ذريعة إلى مفسدة أعظم وأشد 0


سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم مس جسد المرأة يدها أو جبهتها أو رقبتها مباشرة من غير حائل بحجة الضغط والتضييق على ما فيها من الجان خاصة أن مثل هذا اللمس يحصل من الأطباء في المستشفيات وما هي الضوابط في ذلك ؟

فأجابت – حفظها الله - : ( لا يجوز للراقي مس شيء من بدن المرأة التي يرقيها لما في ذلك من الفتنة وإنما يقرأ عليها بدون مس – وهناك فرق بين عمل الراقي وعمل الطبيب لأن الطبيب قد لا يمكنه العلاج إلا بمس الموضع الذي يريد أن يعالجه ، بخلاف الراقي فإن عمله وهو القراءة والنفث لا يتوقف على اللمس )( جزء من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – الفقرة الثالثة – برقم ( 20361 ) وتاريخ 17 / 4 / 1419 هـ ) 0



قال الأستاذ درويش مصطفى حسن صاحب كتاب " فصل الخطاب في مسألة الحجاب والنقاب " : ( يقوم جواز الكشف في هذه الحالات استنادا إلى الضرورة 00 ذلك لأن الحرمات الشرعية يجوز أن يسقط اعتبارها شرعا لمكان الضرورة 00 كحرمة الميتة 00 وشرب الخمر حالة المخمصة والإكراه 0
ويمكن أن يقال أن هذه الحالات لا تستند إلى الضرورة فحسب 00 بل هي تستند إلى المصلحة المرسلة 00 وهي دليل شرعي معتبر 00 ذلك أن ضرورة العلاج ، وضرورة العدل ، وإحقاق الحق ، وضرورة العلم كلها اعتبارات للحفاظ على النفس والمال والدين 00 وهي المصالح الجوهرية التي تقوم عليها المصلحة المرسلة ) 0


ثم ذكر بعض الحالات التي يجوز فيها كشف النقاب لحاجة ضرورية كما بينها الفقهاء في صور محددة ومنها ( العلاج ) فقال :

( روى مسلم في صحيحـه عن أم سلمة أنها استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة 00 فأمر أبا طيبة أن يحجمها )( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 72 ) – برقم 2206 ) 0 هذا عن دليل التداوي من الرجل 00 أما فيما يتعلق بما يجوز كشفه من المرأة أمام الطبيب فالأصل في الحاجة ألا تكشف المرأة سوى وجهها وكفيها إن لزمها التداوي لأن ما وراء ذلك لا يحل النظر إليه سواء للمحارم أو لغيرهم إلا موضع المرض فحسب لأنه من المقرر أن الضرورة تقدر بقدرها ، ولا يجوز كشف ما وراء ذلك لكي يتعداه نظر الطبيب 00 لأن علة الإجازة في الكشف والنظر إلى موضع المرض ثابتة بالضرورة 00 فلا يصح أن يزيد الحكم على قدر هذه العلة 0
أما شروط كشف موضع المرض من المرأة أمام الطبيب فهي فيما يلي :
1 - ألا تكون هناك طبيبة مختصة بعلاجها ، أو أن تكون هناك طبيبة ولكن الانتقال إليها يخشى معه الهلاك 00 وهنا يجب أن تعلم المرأة علوم الطب لتداوي النساء وأن يسود ذلك جميع الجهات وهذا من مسؤوليتها كلما استطاعت إلى ذلك سبيلا 00 فإن استطاعت وتركت علوم الطب إيثارا للقرار في البيت كانت آثمة 00 والله تعالى أعلم بالصواب 00 ومثل ذلك الشرط يقال عند المرأة للرجل 00 أي لا يكون هناك رجل يستطيع معالجته 0
2 - أن تستر المرأة من كل شيء سوى موضع المرض ثم يداويها بحيث لا يرى إلا ذلك الموضع ، وأن يغض بصره ما استطاع 00 لأن ما يجاوزه نظره محرم ، ويحرم النظر كذلك لو تمكن الطبيب من معرفة العلة بالمس فقط 0
3 - ألا تذهب المرأة لطبيب غير أمين مع وجود الطبيب الأمين وألا يكون ذميا مع وجود المسلم 0 أو ذمية مع وجود مسلمة بالنسبة للرجل 0
4 - أن يكون ذلك بحضور زوجها أو محرم لها أو امرأة ثقة خشية الخلوة 00 فإن لم يوجدا فصبي غير مراهق )( فصل الخطاب في مسألة الحجاب والنقاب –70 - 72 ) 0


قلت تعقيبا على كلام صاحب صاحب ( فصل الخطاب في مسالة الحجاب والنقاب ) : ( ظاهر هذا الكلام جواز كشف الوجه والكفين مطلقا ، وهذه المسألة من المسائل الخلافية بين أهل العلم قديما وحديثا ، والذي يظهر في عصرنا الحاضر هو تغطية الوجه والكفين بسبب وقوع فتنة عظيمة ، وهذا ما أجمع عليه الأئمة الأربعة فيما أعلم ، والله تعالى أعلم ) 0

يقول شيخنا الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – رحمه الله - تعقيبا على كلام صاحب صاحب ( فصل الخطاب في مسالة الحجاب والنقاب ) : ( ظاهر هذا الكلام جواز كشف الوجه والكفين مطلقا وهذا فيه نظر )( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى – الحاشية - 5 / 77 ) 0

قلت : ( إن الحاجة ماسة في العصر الحاضر لتعلم المرأة الطب بكافة تخصصاته ، وقد تكون من أهم الأسباب الداعية لذلك حفظ أعراض المسلمين وحمايتها من أصحاب النفوس المريضة ، وحاجة المجتمع الإسلامي لهذه التخصصات لا يعني مطلقا أن يترك الأمر دون حسيب أو رقيب ولا بد من توفر شروط وضوابط شرعية مهمة ودون تحقق تلك الضوابط قد تصبح الآثار عكسية وقد يصيب المجتمع المسلم ضرر شديد ، ودمار عظيم ، ومن أهم تلك الضوابط : دراسة حاجة المجتمع الإسلامي لهذه التخصصات ، وعدم اختلاط الرجال بالنساء سواء كان ذلك في الناحية النظرية أو العملية ، وكذلك تخصص بعض المستشفيات والمصحات في علاج النساء فقط دون الرجال ) 0

* وقفة مع فتوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - :

وقفت على فتوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حول حكم كشف مواضع الألم للراقي عند القراءة كالرأس والصدر واليد والقدم ، - وهي على النحو الآتي :

( إذا كان الأمر كما قلت في السؤال ، أن الرجل من أصحاب التقى والصلاح وليس متهما في دينه وأخلاقه وقال لا بد من كشف موضع الألم حتى أقرأ عليه مباشرة فلا بأس بالكشف ولكن لا بد أن يكون هناك محرم حاضر بحيث لا يخلو بها القارئ لأنه لا يجوز الخلوة إلا مع ذي محرم )( الفتاوى الذهبية - ص 96 ) 0


قلت : وهذا الكلام فيه نظر ، بسبب الاعتبارات التالية :

1)- لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الفعل أو كشفه لجسد أية امرأة أجنبية لا تحل له ، وهو صلى الله عليه وسلم الأسوة والمعلم والقائد والقدوة في السلوك والتصرف ، ومعروف بزهده وورعه وتقاه بل قد توعد وحذر مما هو أقل من ذلك :

كما ثبت من حديث علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( يا عليُّ : لا تُتبعِ النَّظرةَ النَّظرةَ فإنَّما لَكَ الأولى وليسَت لَكَ الآخِرةُ )


( قال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الجامع 7953 )


وإن كان هذا في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم ، وكذلك في حق صحابته – رضي الله عنهم – فيكون في حق الأمة آكد وأوجب حيث لا تؤمن الفتنة ، ومن أراد التوسع في هذا الموضوع لمعرفة جزئياته وتفصيلاته فليراجع النقطة الرابعة من هذا المبحث تحت عنوان " اتقاء فتنة النساء " 0


قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - عندما سئل عن طريقة علاج النساء : ( لا يخلو بها ولا تكشف لـه شيئا من جسمها أو من زينتها ولا تذهب إليه وهي متزينة أو متعطرة )( السحر والشعوذة - ص 99 ) 0


2)- لا يمكن القياس في هذه المسألة على ما يقوم به الطبيب لاعتبارات كثيرة كنت قد ذكرتها آنفا 0

3)- ليست هناك أية مصلحة شرعية البتة من كشف موضع الألم مباشرة ، والاعتقاد السائد بل الأكيد أن فعل ذلك سوف يترتب عليه مفاسد شرعية عظيمة تتعلق بالرجل والمرأة على السواء ، وهذه المفاسد لا يعلم مداها وضررها إلا الله سبحانه تعالى 0

4)- قد يقصد المعالِج أحيانا الخير وعدم التعدي على حرمات الله ومحارمه ، وحالما ينقلب الأمر بسبب تحرك الغرائز والشهوات وتغذيتها من قبل الشيطان وأعوانه ، وإن أمن المعالِج على نفسه في هذه الحالة وهذا الأمر نادر الوقوع بسبب طبيعة وجبلة البشر وما فطروا عليه من غرائز وشهوات ، فإنه لا يأمن على الطرف الآخر وهي المرأة التي تعتبر من أشد وأعتى أسلحة الشيطان على الإطلاق ، ويستطيع أن ينفذ عن طريقهـا للمعالِج فيتمكن منه ويستحوذ عليه ، وهذا ما قررته السنة النبوية المطهرة فجعلت فتنة بني إسرائيل في النساء ، وجعلت المرأة من أشد الفتن على الإطلاق 0

5)- يعتبر نشر مثل تلك الفتاوى بين العامة والخاصة مسوغا لكثير من ذوي النفوس المريضة على انتهاك حرمات الله ومحارمه ، بطرق شتى ووسائل جمة 0

ومن أجل ذلك كله ، ونظرا لفتاوى كثير من أهل العلم المشهود لهم بالخير والصلاح والاستقامة كما مر معنا آنفا ، يؤخذ بعدم جواز كشف مناطق من جسد المرأة كالرأس واليد والصدر والقدم سواء كان ذلك مباشرة أو بحائل خفيف كالملابس ونحوه ، والله أعلم 0


قلت : وهذا الكلام لا يعني مطلقا التقليل من مكانة فضيلة الشيخ محمد ابن صالح العثيمين العلمية والعملية ، فهو يعتبر مرجعا علميا ومعينا غدقا وبحرا في العلوم الشرعيـة ، فأين الثرى من الثريا ، وأين الماء الأجاج من الماء العذب الفرات ، ولكن قول المعصوم مقدم على من سواه ، وقد علّمنا فضيلة الشيخ أن نوافق ما وافق الكتـاب والسنة ، وأن نترك ما سوى ذلك ، سائلا المولى عز وجل أن يحفظـه ويمد في عمره وينفعنا بعلمه إنه سميع مجيب الدعاء 0


* التجاوزات السلوكية الشرعية عند بعض المعالِجين :

وتلك بعض التجاوزات الشرعية التي لا يجوز فعلها بأي حال من الأحوال ، وقد يستغرب البعض من تلك التصرفات السلوكية وبعدها كل البعد عن الأهداف السامية النبيلة للرقية الشرعية ، ناهيك أن فيها تعديا صارخا على حرمات الله وتجاوزا ممقوتا ومحرما للأحكام الشرعية ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن مرتكبي تلك التجاوزات أناس لا خلاق لهم ، استدرجهم الشيطان من أوسع أبواب الفتنة ، وأشهر لهم سلاحه المرعب الفتاك المتمثل بالمرأة بكل ما تحمله من المعاني ، وقد أكدت النصوص القرآنية والحديثية على خطورة هذه الفتنة العظيمة وذلك بأروع بيان وأصدق برهان ، وحذرت أشد التحذير وتوعدت أشد الوعيد من الوقوع فيها أو الاستدراج لحبائلها ، ومن هنا كان حري بالمسلم الحذر كل الحذر من هذه الفتنة الدهماء وليتسلح بالعلم والإيمان والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعات ، وليحذر شديد عقابه وقدرة انتقامه 0

ومن تلك التجاوزات السلوكية :


1)- وضع اليد على مناطق معينة من جسد المرأة خاصة منطقة الصدر أو البطن ونحوه 0
2)- مسك اليد أو الاصبع 0
3)- مسك القدم أو أصابع القدم 0
4)- النظر في أعين النساء 0
5)- بل قد وصل الأمر ببعض الجهلة إلى تدليك النساء من القدم إلى مفرق الرأس ، وقد نقل لي ذلك أحد الثقات 0


قال الأخ فتحي الجندي : ( هذا وما زلنا مع القوم في زيادة - ولا أدري إلى أين سنصل ؟ فلقد سمعنا أن هناك – ونعوذ بالله مما هناك !
هناك من يعالج الرجال والنساء بالتجرد الكامل من الثياب ثم يقوم بتدليك كل الجسد جميعه بالزيت !
وإن تعجب فأعجب لأن هذا الشخص وهو أعجمي - كان ينصب خيمته في البر ، وتتقاطر عليه السيارات المحملة بالمرضى وذويهم ، كل ينتظر دوره لعدة أيام )( النذير العريان - ص 264 ) 0


6)- ومن الغرابة أنني سمعت بأحد الجهلة ممن يقوم بعض أصابع النساء بادعاء أن الأرواح الخبيثة تتأذى من ذلك الفعل 0

وقس على ذلك الكثير مما فيه انتهاك لحرمات الله ومحارمه ، ولا بد من الوعي والإدراك خاصة عند أخواتنا المسلمات ، ومعرفة أن تلك الأفعال ليس لها علاقة بالعلاج من قريب أو بعيد ، ولا تصدر إلا من نفوس خبيثة استحكمت فيها الأهواء والشهوات وانقادت وراء الشياطين تنفث سمومها بادعاء الرقية وهي أبعد ما يكون عن هذا الهدف السامي والنبيل ، ولا بد لكل عفيفة طاهرة تتعرض لمثل ذلك الأمر أن تبادر فورا إلى إبلاغ الجهات المسؤولة أو العلماء وطلبة العلم لكف هذا الشيطان عن فعله ، وإيقافه عند حده ، ولا نشك البتة بأن ولاة الأمر لن يتوانوا أبدا بإنزال أقصى العقوبات لكل من تسول له نفسه بانتهاك حرمات المسلمين ، ولا فرق بين شخص وآخر عرف أو لم يعرف ، سواء أشير له بالبنان أو غير ذلك ، إنما الحكم يكون على الأشخاص بمسلكهم وتصرفهم ومدى تمشي ذلك مع الكتاب والسنة وأقوال أئمة الأمة وعلمائها 0

قال القاسمي : ( والمحترفون بهذه الحرفة في غاية من الكثرة ، وبعضهم أكثر رواجاً من بعض ، يأتي إليهم النساء – وهم أكثر زبائنهم – ثم البسطاء من الرجال ، ويشكون إليهم مرضاً عسر برؤه ، أو وسواساً ، أو أحلاماً مخيفة ، أو سرقة دراهم أو حلي أو دابة ، أو نكاية عدو أو ضرة ، ويطلبون منهم حجباً ؛ فعند ذلك يقرأ الراقي على المرقي وينفث عليه ، ويعده بتميمة يعلقها أو ورقة كذلك ، ولكن بعد أن يشترط عليه من الدراهم مقداراً ، ومن البخورات ومن أدوات الحجاب ما شاء هواه وقلة دينه وتقوله ، وأكله أموال الناس بالباطل الذي ما أنزل الله به من سلطان ! كثر في هذه الحرفة الدجالون والمتكهنون والجهلة كثرة عجيبة ، نساءً ورجالاً ، ولم يزل الاعتقاد فيهم قوياً ، رغماً عن أخذ الكون بالتنبه وترقي الأفكـار ، ولكن لا عجب ؛ فهل يخلو الكون من الحمقى والأغرار والمغفلين ؟ هيهات ! فما دام هؤلاء في هذا الوجود كانت معيشة أولئك عليهم ، ماذا يعد المرء من مخازي كثير من الأشقياء المحترفين بهذه الحرفة الأبالسة ، وكم كانوا سبباً في هتك أعراض وفراق أزواج ، وكم ارتكبوا الفواحش في مخدّرات يأتين إليهم ويلقين إليهم القياد تخلصاً مما ألمّ بهن ويعتقدن الشفاء أو النجاح في الأمل عندهم ؟! ) 0

قال : ( وقد حكى الثقات عن دجال سكن ظاهر البلدة أنه كان يكتب للمرأة على بطنها ويقول لها : لا يؤثر إلا هنا ، وكان كلما كتب يلحس ، كأنه غلط ، ليستأنف الكتابة ؛ قبحه الله !
وقال آخر – مرة – لامرأة : هذه التميمة لا تكتب إلا بماءين ماء رجل وماء امرأة ، حتى اضطرها بخداعه إلى أن سلّمته نفسها ، وأوهمها أنه يأخذ ماءها وماءه عليه لعنة الله ؛ فنمي إلى وجيه في قرب من محله فذهب إليه وجلده ما لا يعد وطرده من محله 0
دع عنك تكشفهن أمامهم والعشرة اللعينة والتكسر والتخنث مما هو منكر بإجماع الملل والنحل ، نعم ؛ يوجد منهم من ظاهره الكمال ، ولكن من حام حول الحمى 000
وحدثني أحد صالحيهم أنه بالرغم عنه يؤتى ليرقي ، وأنه ما كلمته امرأة إلا أمذى ؛ فتأمل ، وهذا صالحهم ؛ فكيف بغيره ؟!
ولهم عجائب في اقتراح الخيوط والحرير والأوعية والحبر والإتيان بعصفور أو صرصور ووضعه حيّاً في " قزيزة " على حجمه ولحمها وسدها عليه ، وكذلك الكتابة على أسفل القدم أو بالدم وغير ذلك 000
وأقلّ أحوال هذه الحرفة الدّنيئة أن يدخلها الكذب والخداع رغماً عن كل احتياط وتورّع ، أليس يقول للمرقي : ائتني بوعاء لأكتب عليه ، وهاته في الوقت الفلاني ، وإياك أن تتأخر 000 تدليساً وتلبيساً ، ولو أن هؤلاء الراقين درسوا علم النجوم ومطالعها ؛ لكان يقال : هؤلاء يريدون أن ينهجوا منهج الفلاسفة المنجمين ، فينتقل الكلام معهم إلى بحث التنجيم واعتماد المطالع ؛ فحينئذ يقال : رجعوا إلى علم ، ومشوا مع قواعد الفن ، وأما هؤلاء ؛ فلا علم ولا عمل ، ولا دين ولا تقوى 0
ولو أراد المتفرغ أن يكتب في شأنهم وأحوالهم وخداعهم وتلاعبهم مع النسـاء وحكاياتهم معهن وما نقل من المنكرات عنهم ؛ لاحتاج إلى مجلدات ، وفيما ذكرنا كفاية ، نسأله تعالى أن يعافينا وذريتنا من بلائه ، ويجنبنا وإياهم ما لا يرضاه ؛ فإنه لا يرضى عن القوم الفاسقين )( قاموس الصناعات الشامية – باختصار - ص 231 – 234 ) 0


قلت : بعض من تكلم عنهم القاسمي يدخلون ضمن السحرة والمشعوذين والعرافين ، ولكن بعض من تصدى للرقى خلط الحابل بالنابل نتيجة لجهله بالشريعة وأحكامها ، خاصة في التعامل مع النساء،ولا يستغرب الأمر فيما ذكره القاسمي وقد روي أشد وأخطر من ذلك وكنت شاهداً على بعض الحالات من النساء اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي وانتهاك العرض ، فلا حول ولا قوة إلا بالله 0


وأذيل كل ذلك بكلام للأستاذ خليل ابراهيم أمين حيث يقول : ( وفي هذا الموضوع الخطير ، الشديد الفتنـة ، فقد قالوا الكثير ، وما أكثر ما قالوا ، وفي هذا الجانب خصيصا لن أذكر مما قالوا :

يـا أيهـا الرجـل المعلـم غيـره
هلا لنفسك كـان ذا التعليـم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى
كيما يصح به وأنـت سقيـم
وأراك تلقـح بالرشـاد عقولنــا
نصحا وأنت من الرشاد عديـم
ابدأ بنفسـك فانههـا عن غيهــا
فإذا انتهت عنـه فأنت حكيم
فهنـاك يقبل مـا تقول ويقتـدي
بالعلم منك وينفـع التعليـم
( الرقية والرقاة – ص 43 ) 0


قلت : ولا بد للمعالج أن يحرص في تعامله مع النساء ، فلا يجوز له أن يلمس أو أن يضع يده على أي جزء من أجسامهن لثبوت الأدلة النقلية في ذلك ، وبإمكان القارئ الكريم مراجعة بحث هذه المسألة مفصلة في هذه السلسلة ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) تحت عنوان ( التقيد بالأمور الشرعية الخاصة بالنساء ) 0

ولا بد للمعالِج من أن يسلك المسلك الشرعي في التعامل مع النساء وينضبط بكافة الضوابط الشرعية من خلال ذلك الأمر ، وليحذر أشد الحذر في تعامله مع المرأة وليعلم أنها سلاح الشيطان إلى قلب ابن آدم ، وعليه معرفة ذلك وتوخيه والحذر منه ، وليتقي الله سبحانه وتعالى في السر والعلن ، ويتخلق بأخلاق القرآن والسنة المطهرة ، ويسير على نهج الصحابة والتابعين والسلف وعلماء الأمة ، وقد دلت النصوص الثابتة في الكتاب والسنة على خطورة هذه الفتنة وضررها العظيم ، فقد ثبت من حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


( ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أضَرَّ علَى الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ )


( متفق عليه )


قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( وفي الحديث أن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن ، ويشهد له قوله تعالى : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ )( سورة آل عمران - جزء من الآية 14 ) ، فجعلهن من حب الشهوات ، وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك ، ويقع في المشاهدة حب الرجل ولده من امرأته التي هي عنده أكثر من حبه ولده من غيرها ، وقد قال بعض الحكماء : النساء شر كلهن وأشر ما فيهن عدم الاستغناء عنهن ، ومع أنها ناقصة العقل والدين تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين كشغله عن طلب أمور الدين ، وحمله على التهالك على طلب الدنيا ، وذلك أشد الفساد 0 وقد أخرج مسلم من حديث أبي سعيد في أثناء حديث : " 000 وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فإنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ في النِّسَاءِ 000 " ( والحديث رواه أبو سعيد الخدري وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتـاب الذكر والدعـاء ( 99 ) – برقم 2742 " )( إتحاف القاري - 4 / 54 ) 0

قال القرشي : عن حسن بن صالح قال : ( سمعت أن الشيطان قال للمرأة أنت نصف جندي ، وأنت سهمي الذي أرمي به فلا أخطئ وأنت موضع سري ورسولي في حاجتي ، ولا تثق بدينك فيستفزك الشيطان ويثير في قلبك نار الشهوة ويوقعك في المعاصي ويرديك المهالك )( نقلا عن كتاب " الرقية والرقاة " – ص 44 – 45 ) 0

قال ابن قدامة - رحمه الله - : ( وأما شهوة الفرج ، فأعلم أن شهوة الوقاع سلطت على الآدمي لفائدتين :
احداهما : بقاء النسل ، والثانية : ليدرك لذة يقيس عليهـا لذات الآخرة ، فإن ما لم يدرك جنسه بالذوق ، لا يعظم إليـه الشوق ، إلا أنه إذا لم ترد هذه الشهوة إلى الاعتدال ، جلبت آفات كثيرة ، ومحنا ، ولولا ذلك ما كان النساء حبائل الشيطان 0
وفي هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أضَرَّ علَى الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ ) ( متفق عليه ) 0
وقال بعض الصالحين : لو ائتمنني رجل على بيت مال ، لظننت أن أؤدي إليه الأمانة ، ولو ائتمنني على زنجية أخلو بها ساعة واحدة ما ائتمنت نفسي عليها 0
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يَخلوَنَّ رَجُلٌ بامرأةٍ؛ فإنَّ الشَّيطانَ ثالثُهما )( جزء من حديث رواه ابن عمر رضي الله عنه ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الترمذي 934 ، 1758 ) 0
وقد ينتهي الإفراط في هذه الشهوة ، حتى تصرف همة الرجل إلى كثرة التمتع بالنساء فيشغله عن ذكر الآخرة ، وربما إلى الفواحش ، وقد تنتهي بصاحبها إلى العشق وهو أقبح الشهوات ، وأجدرها أن يستحيى منه ، وقد يقع عند كثير من الناس عشق المال ، والجاه ، واللعب بالنرد ، والشطرنج ، والكنبور ونحو ذلك ، فتستولي هذه الأشيـاء على القلوب فلا يصبرون عنها 0
ويسهل الاحتراز عن ذلك في بدايات الأمور ، فإن آخرها يفتقر إلى علاج شديد ، وقد لا ينجع ، ومثاله من يصرف عنان الدابة عند توجهها إلى باب تريد دخوله ، فما أهون منعها بصرف عنانها ، ومثال من يعالجه بعد استحكامه مثال من يتركها حتى تدخل الباب وتجاوزه ، ثم يأخذ بذنبها يجرها إلى وراء ، وما أعظم التفاوت بين الأمرين )( مختصر منهاج القاصدين - ص 154 ) 0


ولبيان مدى كيد النساء عامة ، فإني أنقل قصة ذكرها ابن القيم الجوزية – رحمه الله – حيث يقول : ( أن امرأة جميلة كانت بمكة ، وكان لها زوج ، فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها : أترى أحدا يرى هذا الوجه ولا يفتتن به ؟ قال : نعم ، فقالت : من ، قال : عبيد بن عمير ، قالت : فأذن لي فيه فلأفتننه : قال : أذنت لك ، قال : فأتته كالمستفتية ، فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام فأسفرت عن وجه كفلقة القمر ، فقال لها : يا أمة الله استري ، فقالت : إني قد فتنت بك ، قال : إني سائلك عن شيء فإن أنت صدقتني نظرت أمرك ، قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك ، قال : أخبريني لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أن أقضي لك هذه الحاجة ؟ قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ، قال : فلو دخلت قبرك وأجلست للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها ؟ قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ، قال : فلو أن الناس أعطوا كتبهم ولا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك أكان يسرك أني قضيتها لك ؟ قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ، قال : فلو أردت المرور على الصراط ولا تدرين هل تنجين أو لا تنجين أكان يسرك أني قضيتها لك ؟ قالت : اللهم لا ، قال : صدقت ، قال : فلو جيء بالميزان وجيء بك فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل أكان يسرك أني قضيتها لك ؟ قالت : اللهم لا ، قال : فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة أكان يسرك أني قضيتها لك ؟ قالت : اللهم لا ، قال صدقت ، قال : اتقي الله فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك ، قال : فرجعت إلى زوجها فقال ما صنعت ؟ قالت : أنت بطال ونحن بطالون ، فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة ، فكان زوجها يقول : ما لي ولعبيد بن عمير أفسد عليّ امرأتي ، كانت في كل ليلة عروسا فصيرها راهبة ) ( روضة المحبين ونزهة المشتاقين – ص 340 ) 0

وقد يكون الأمر أعم وأشمل في مجال الرقية ، حيث يتعرض المعالج لكثير من المواقف المتعلقة بالنساء ، وإذا لم يكن الوازع الديني وتقوى الله في قلبه كبير ؛ فلربما ينساق في هذا الطريق الخطير ، وقد وقع الكثير من المعالجين والرقاة في براثن الشيطان عن طريق المرأة ، فلا حول ولا قوة إلا بالله 0


الأمور الهامة التي يجب مراعاتها في علاج النساء :

أ- عدم الخلوة بالنساء مطلقا ، لثبوت الأحاديث الصحيحة في ذلك ، فقد ثبت من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لا يَخلوَنَّ رَجُلٌ بامرأةٍ؛ فإنَّ الشَّيطانَ ثالثُهما )( سبق تخريجه ) ، وكما ثبت من حديث علي –رضي الله عنه– قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رأيتُ شابًّا و شابًّة ، فلَمْ آمَنْ من الشيطانِ عليْهِما )


( قال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 3467 )


قال الشوكاني : ( وعلـة التحريم ما في الحديث من كون الشيطان ثالثهما ، وحضوره يوقعهما في المعصية )( نيل الأوطار - 6 / 127 ) 0

سئل الفقيه الحافظ الفاضل ، أبو الفضل راشد بن أبي راشد الوليدي عن مسائل تظهر من جوابه ، فأجاب عنها – رحمه الله – بما نصه : ( سألتم وفقكم الله عن النساء يتعرضن لكم بالرقى 0 فأما الرقى بكتاب الله وبالكلام الطيب فلا بأس به لكل أحد طلب ذلك منه ، ما لم تكن امرأة لا تحل لك ، فلا تسترق لها بمس شيء من جسدها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " باعدوا بينَ أنفاسِ الرجالِ والنساءِ " ( وقال الألباني : " لا أصل له " ، انظر السلسلة الضعيقة 6296 ) فابعد من ملاقاة من لا يحل لك النظر إلى وجهها أو شيء من محاسنها بكل وجه 0 وقد أرخص في ذلك للخاطب أو شهادة على وجهها أو لطبيب إذا كان ممن يجوز له الخوض في الطب مشهوراً بذلك 0
وأما الراقي فليس له ذلك بوجه وكذلك تشييعهن في الفتن في الأرض الخالية عن أعين الناظرين ، فلا يحل لك ولا لها الخلوة لمثل ذلك ، إلا أن يصحبكما غيركما من رجل أو عجوز صالحة ، ترتفع الخلوة المنهي عنها بصحبتها لكما 0 وأما من لا تزول الخلوة بسببها من النساء المتهمات بالفساد ، فلا إلا أن يكثرن إذ لا يخلون من أن تكون فيهن مأمونة في نفسها ، فتزول الخلوة بصحبتها وبمن معها من النساء 0
وقد قال أشهب عن مالك : لا يدخل في طاعة الله بمعصية الله 0 فترك هذه الطاعة مع المعصية أوجب من فعلها )( المعيار المعرب - 11 / 226 ) 0

يقول شيخنا الشيخ مشهور بن حسن سلمان تعليقا على حديث : " باعدوا بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال " : ( قال العجلوني في " كشف الخفاء ( 1 / 329 رقم 875 ) قال القـاري : غير ثابت وإنمـا ذكره ابن الحـاج في " المدخل " ، وذكره ابن جماعة في " منسكه " في طواف النساء ومن غير سند ، ولفظه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم : " باعدوا بين أنفاس الرجال والنساء " ذكره دليلاً لقولهم : لا تدنوا النساء من البيت في الطواف مخافة اختلاطهن بالرجال إن كانوا - انتهى كلام الشيخ مشهور - قلت : وقد أورده علي القاري في " الأسرار المرفوعة - برقم 145 ، 146 ) 0

ولله در ابن القيم ؛ إذ يقول : ( ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال : أصل كل بلية وشر ، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة ، كما أنه من أسباب فساد الأمور العامة والخاصة ، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا ، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة 000 ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية - قبل الدين - لكانوا أشد شيء منعاً لذلك )( الطرق الحكيمة - ص 239 ) 0

وقال الخليفة عمر بن عبدالعزيز لميمون بن مهران وهو يوصيه : ( لا تخلون بامرأة وإن قلت أعلمها القرآن ) ( النسائيات من الأحاديث النبوية الشريفة - ص 50 ) 0

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وتحرم الخلوة بغير محرم ولو بحيوان يشتهي المرأة أو تشتهيه كالقرد ) ( الاختيارات الفقهية - ص 201 ) 0


قال الناشر في تعليقه على الكتاب الموسوم " فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان " للشيخ مشهور بن حسن آل سلمان : ( ولعل بعض فصول هذا الكتاب يكون مهماً لأولئك الذين تصدّوا للقراءة على الناس ، فإن بعض هؤلاء صدرت منهم أمور غير لائقة وأفعال مشينة مع بعض النساء من الخلوة بهن وغير ذلك )( فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان – ص د – ذ ) 0

قال الشيخ محمد الصايم : ( وعلاج الخلوة تعنى به أن يخلو المعالج بالمرأة المريضة وهو أمر مرفوض شرعاً ، وعلى المريضة وأهلها أن يرفضوا ذلك ، ولا أظن أن هذا يقع من شيخ متعلم ، بل قد يقع من بعض أدعياء العلم ، أو أدعياء العلاج بالقرآن ، من هذا المنطلق وضعنا شروطاً للعلاج حتى لا تلتبس الأمور على العامة وغيرهم ) ( المنقذ القرآني لإبطال السحر وعلاج المس الشيطاني – ص 29 ) 0

قال الشيخ صالح بن عبدالله الشمراني : ( إن من شروط العلاج أن يسير الأمر على طريقة شرعية ، وعندما تحصل الخلوة المحرمة فإن الأمر لا يصبح دواء ! وإنما داء، وهو قمة الداء 0
نعم ، هناك من ضعاف النفوس من يمارس الاختلاء بالنساء بحجة العلاج ! ومعروف أن في بعض النساء جهلا ، وإلا لما رضيت بأن يختلي بها رجل مهما كان الأمر ، ومهما كانت حجة العلاج ، بل أن هذه الخلوة مما يضر بالعلاج ، ويطيل مدى المراجعة )( المعالجون بالقرآن - ص 181 ) 0

يقول الأستاذ أبو الحمد عبد الفضيل : ( ومما يتعارض مع الشرع ولا يجوز للمعالج فعله علاج المرأة في غير وجود المحرم ، وهذا خطأ وشر عظيم قد يؤدي إلى الزنا ، فلا بد للمعالج أن لا يخلو بامرأة مهما كان ، لأن ذلك مدعاة للفتنة ومفسدة للعلاج بالقرآن 0 وفي الأثر : لا تخلو بامرأة ولو كنت تحفظها كتاب الله – مقولة لعمر بن عبدالعزيز )( احذروا أدعياء العلاج بالقرآن – ص 23 ) 0

يقول الأستاذ محمد علي حمد السيدابي : ( أما مصائد الشيطان ومكان حبائله للفتنة والإغواء فهي كثيرة – وذكر منها : الاختلاء بالنساء الأجنبيات ، المراد بالأجنبيات كل امرأة يحلّ للرجل نكاحها ، فالخلوة بها عرضـة للفتنـة وعمل الشيطـان ، ولذا حرم الإسلام الخلوة بالمرأة الأجنبية )( حقيقة الجن والشياطين من الكتاب والسنة – ص 72 ) 0


ب- عدم الخوض والتبسط في الحديث مع المريضات في مواضيع جانبية لا تتعلق بالقراءة ، أو تتعلق بها وتمس جانب الحياء وتخدشه ، وقد يؤدي ذلك لحصول فتنة ومفسدة عظيمة 0

ج- عدم تحديد قراءات خاصة وأماكن مخصصة لها ، مما قد يترتب على ذلك الفعل الخلوة ، وأمور أخرى قد تؤدي إلى عواقب وخيمة 0

د- عدم النظر في أعين المريضات ، بادعاء تشخيص الحالة :


ومعرفة ما تعانيه المريضة من أعراض ، وهذا الفعل ليس له أصل في الكتاب والسنة ، بل قد ورد الدليل بتحريمه وغض البصر عن محارم الله وقد أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابـه عن ذلك قائلا :

( قُلْ لِلْمؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )


( سورة النور - الآية 30 )


ولا يخفى تربص الشيطان وترصده لابن آدم ، وقد ينتهز تلك التصرفات للإيقاع بالمعالِج ، وتكون آنذاك الإساءة عظيمة للدعوة والدعاة إلى الله عز وجل 0


قال ابن القيم – رحمه الله - : ( ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر ؛ جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج فإن كل الحوادث مبدؤها من النظر ، كما أن معظم النار مبدؤها من مستصغر الشرر ، تكون نظرة ( بالعين ) ، ثم تكون خطرة ( في العقل ) ، ثم خطوة ( بالحركة ) ، ثم خطيئة ، ولهذا قيل : من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه : اللحظات ( بالنظر ) ، الخطرات ( بالتفكير ) واللفظات ( باللسان ) والخطوات ( بالأقدام ) 0
فأما اللحظات فهي : رائدة الشهوة ورسولها ، وحفظها أصل حفظ الفرج ، فمن أحدق نظره أورد نفسه موارد الهلاك وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا عليُّ : لا تُتبعِ النَّظرةَ النَّظرةَ فإنَّما لَكَ الأولى وليسَت لَكَ الآخِرةُ )( قال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الجامع 7953 ) والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فإن النظرة تولد الخطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولـد الفكرة شهوة ثم تولد الشهوة إرادة ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولا بد ، ما لم يمنع مانع ، وفي هذا قيل : ( الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده ) ، ولذلك قال الشاعر :

كل الحوادث مبدؤها من النظـر ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت في قلب صاحبها كمبلغ السهم بين القوس والوتر
والعبد ما دام ذا طرف يقلبــه في أعين العين موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجتـــه لا مرحبا بسرور عاد بالضــرر

ومن آفاته : أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات ، فيرى العبد ما ليس قادرا عليـه ولا صابرا عنه ، وهذا من أعظم العذاب أن ترى مالا صبر لك عنه ، ولا عن بعضه ، ولا قدرة لك عليه ، قال الشاعر :

وكنت متى أرسلت طرفك رائدا لقلبك يوما أتعبتك المناظــر
رأيت الذي لا كله أنت قـادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر

( الجواب الكافي - ص 222 ) 0


قال الشيخ محمد الصايم : ( النظرة سهم من سهام إبليس فإن الإمعان في المحارم يحرك الشهوات والقلب مرتبط بالنظر 00 وكم من عارية نظر إليها شاب فكان ذلك بداية للوقوع في الزنا 00 كما أن الشيطان يحضر أمام الإنسان وقتاً بعد وقت ، صورة المرأة التي نظر إليها ليهيجه وينسيه ذكر ربه ويفوت عليه الفرائض ويضيع عليه السنن )( المنقذ القرآني لإبطال السحر وعلاج المس الشيطاني – ص 29 ) 0

وقد ذكر بعضهم في كتبه عن طريقة الكشف بالنظر ، حيث يقول : ( ثم أمرتها – أي المريضة – أن تنظر بعينيها الاثنين ففعلت فظهر – أي الجني – فأخذت أقرأ عليه وهو يصرخ وأخذت أنظر في عينيها وأنا أقرأ ، ثم يقول : إن الجني احترق 0 وحينما سأله الاخوة الذين قرأوا كثيرا على هذا الجني أجابهم بقوله : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ! ويستدل المؤلف على مشروعية هذا العمل بأنه سأل شيخه عن هذه الطريقة فقال له : إن هذا الذي ذكرته حق وله دليل في القرآن الكريم وهو قوله تعالى : ( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّيكُمْ الْمَفْتُونُ ) " سورة القلم – الآية 5 ، 6 " )( المنهج القرآني في علاج السحر والمس الشيطاني - ص 51 - 54 ) 0

قلت : هذه الطريقة ثبت نفعها بإذن الله تعالى وقد تعطي بعض المرئيات عن الحالة المرضية ، ولكن لا يمكن الأخذ بها واعتمادها في العلاج دون ضبطها بضوابطها الشرعية ، ويمكن اعتماد تلك الطريقة بالنسبة للرجال والأطفال ، وأما بالنسبة للنساء فقد يلجأ المعالِج إلى أحد المحارم أو المرافقات للحالة المرضية ليستطيع جمع المعلومات المتعلقة بها ، والتي قد تفيده في تحديد أسباب الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله سبحانه وتعالى ، ولا بد من اليقين الجازم بأن النظر في أعين النساء محرم شرعا ، ولهذا التحريم أصل ودليل في الكتاب والسنة ، فقد أخبر الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه قائلا :

( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )


( سورة النور – جزء من الآية 30 )


وقد ثبت من حديث بريدة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( يا عليُّ : لا تُتبعِ النَّظرةَ النَّظرةَ فإنَّما لَكَ الأولى وليسَت لَكَ الآخِرةُ )


( قال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الجامع 7953 )


وقد ثبت أيضا من حديث عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعني عن ربِّه عزَّ وجلَّ :

( النَّظرُ سهمٌ مسمومٌ من سِهامِ إبليسَ من تركها من مخافتي أبدلتُه إيمانًا يجِدُ حلاوتَه في قلبِه )


( رواه الطبراني - أنظر فتاوى اللجنة الدائمة - 4 / 348 – وقال الألباني " ضعيف جدا " ، انظر ضعيف الترغيب – برقم 1194 )


وأما تأويل الآية السابقة :

( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّيكُمْ الْمَفْتُونُ )


( سورة القلم - الآية 5 ، 6 )


فباطل ليس له دليل أو مستند شرعي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد تعرضت لهذه المسألة بالتفصيل في هذه السلسلة ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) تحت عنوان ( علاج صرع الأرواح الخبيثة ) 0

هـ- عدم طلب كشف المريضة عن مواضع معينة في جسدها ، بادعاء وصف العلاج المناسب ، مما يترتب على ذلك مفسدة شرعية عظيمة 0

و- متابعة الحالات المرضية بطرق ووسائل شرعية مختلفة :


دون الاهتمام الزائد عن حده ببعض الحالات ، والاستفسار المباشر أو غير المباشر ، إلا في حالات استثنائية واضطرارية ، وبموافقة الزوج واستئذانه كما ثبت من حديث عمرو- رضي الله عنه – قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( نَهَى أنْ تُكَلَّمَ النساءُ إلَّا بإذْنِ أزواجِهِنَّ )


( قال الألباني " حديث صحيح " ، أنظر صحيح الجامع 6813 )


قال المناوي : ( لأنه مظنة الوقوع في الفاحشة بتسويل الشيطان ، ومفهومه الجواز بإذنه 0 وحمله الولي العراقي على ما إذا انتفت مع ذلك الخلوة المحرمة ، والكلام في رجال غير محارم )( فيض القدير - 6 / 349 ) 0

ز- أن يكون حازما قويا في تعامله مع المريضات وفي حدود الشرع ونطاقه ، فلا يسيء لمشاعرهن ولا يجامل على حساب دينه ومبادئه ، بل يتصرف وفق أحكام الشرع ومنهجه 0

ح- تنبيه المريضات لعدم الخضوع بالقول ، وتذكيرهن بقول الحق جل وعلا :


( يَانِسَاءَ النَّبِىِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا )


( سورة الأحزاب - الآية 32 )


ط- تنبيه المريضات للمخالفات الشرعية التي يراها المعالِج ، كالتقيد باللباس الشرعي ، وأية مخالفات شرعية أخرى 0

وأذكر بكلام جميل للشيخ الفاضل صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ – حفظه الله – حيث يقول : ( ومن صفات الراقي أن يكون منزها عن موارد الزلل والفتنة خاصة في الرقية على النساء لأن الشيطان ربما دخل على الإنسان من جهة الرقية إذا كان فيها خلوة بالمرأة أو وضع يده على المرأة أو نحو ذلك مما لا يجوز شرعا 00 فالواجب على الراقي أن يحذر من وسائل الشيطان الفتنة التي ربما أدت به إلى افتتان في الدين والعياذ بالله وقد حصل هذا من بعض من مارسوا الرقية نسأل الله للجميع التوبة )( مجلة الدعوة – صفحة 22 – العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) 0

ثالثا : التوحيد الخالص لله تعالى :

إن كافة التصورات التي وصلت إلينا من جميع الأديان - عدا الإسلام - عن حقيقة التوحيد ، إما خاطئة ، وإما ناقصة ، وإما مشوبة بالانحراف والخلل 0

والكتاب الوحيد الذي صحح هـذه التصورات الخاطئـة وكملها هو القرآن ، وخلاصة ما جاء فيه عن التوحيد ، أنه لا يجوز أن يكون الإله إلا من يكون صمدا ، حيا ، قيوما ، لم يلد ولم يولد ، ويكون من الأزل ، فليس قبله شيء ، ويبقى إلى الأبد فليس بعده شيء ، ويكون منزها عن أي نقص في حكمته ، أو عيب في عدالته ، ويكون قادرا ويكون مشرعا ، حاكما على الإطلاق ، واهبا للحياة ومهيأ لأسبابها ووسائلها ، ويكون مالكا لكل قوة من قوى النفع أو الضرر ، ويكون كل من سواه محتاجا لعطائه ، فقيرا إلى حفظه ورعايته ، ويكون إليه مرجع كل مخلوق ويكون هو محاسبا ومجازيا لكل من سواه 0

ثم إن القرآن بعد بيانه هذا التصور الصحيح الكامل الواضح ، يدل بأقوى ما يمكن من الكلمات ، وأوقع ما يكون من الأدلة العقلية وأساليب البيان ، على أن العالم ليس فيه شيء أو قوة يصدق عليها هذا التصور ، إذ ليست كل موجودات العالم إلا مسخرة محتاجـة لغيرها باقية حينا وفانية حينا آخر ، غير قادرة على دفع الضرر عن نفسها ، فضلا عن أن تجلب النفع أو الضرر إلى غيرها ، وليس المصدر لأفعالها وتأثيراتها موجودا في داخل ذاتها ، وإنما هي تستمد قوتها للبقاء والفعل والتأثير من غيرها 0

وبعد هذا النفي ، فإن القرآن لا يثبت التوحيد إلا لذات واحدة هي ذات الله ، ويطالب الإنسـان أن لا يؤمن إلا بالله وحده ، ولا يسجد إلا له ، ولا يعظم إلا إياه ، ولا يتوكل إلا عليه ، ويعلم علم اليقين أنه راجع إليه ، ومحاسب بين يديه لا محالة ، وأنه لا يتوقف حسن العاقبة أو سوئها إلا على قضاء الله 0

فالتوحيد إقرار العبودية لله سبحانه ، كما أخبر الحق جل وعلا في محكم كتابه :


( قُلْ إِنَّ صَلاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاى وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )


( سورة الأنعام - الآية 162)


وهو العروة الوثقى ، وكلمة التقوى ، وكلمة الإخلاص ، وشهادة الحق ، ورأس الأمر ، وعنوان الإيمان ، وسبب عصمة النفس والمال ، وهي حرز من الشيطان 0

قال ابن القيم : ( التوحيد أول دعوة الرسل 0 وأول منازل الطريق 0 وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله تعالى 0 قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )( سورة الأعراف - الآية 59 ) وقال هود لقومه : ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )( سورة الأعراف - الآية 65 ) وقال صالح لقومه : ( يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )( سورة الأعراف - الآية 73 ) ، وقال شعيب لقومه : ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ )( سورة الأعراف - الآية 85 ) وقال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )( سورة النحل - الآية 36 ) 0
فالتوحيد : مفتاح دعوة الرسل ، وأول ما يدخل به الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا )( مدارج السالكين - باختصار - 3 / 461 - 462 ) 0


ومن الآثار التربوية والمعنوية لعقيدة التوحيد أنها تنظم حياة الإنسان النفسية ، وتوحد نوازعـه وتفكيره وأهدافه، وتجعل كل عواطفه، وسلوكه، وعاداته ، قوى متضافرة ، متعاونة ترمي كلها إلى تحقيق هدف واحد هو الخضوع لله وحده ، والشعور بألوهيته وحاكميته ورحمته وعلمه لما في النفوس ، وقدرته وسائر صفاته 0

ولا بد تحت هذا العنوان من تحديد أقسام التوحيد، وهي على النحو التالي :


* الأول : توحيد الربوبية :

وهو العلم والإقرار بأن الله رب كل شيء ومليكه والمدبر لأمور خلقه جميعهم 0

فهذا الكون بسمائه وأرضه وأفلاكه وكواكبه ودوابه وشجره ومدره وبره وبحره وملائكته وجنه وإنسه ، خاضع لله مطيع لأمره الكوني كما قال تعالى :


( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا )


( سورة آل عمران - الآية 83 )


فـإذا حقق العبد هذا التوحيد عرف بأن كل شيء بأمر الله ، فلا يقع أمر ولا يحل خير أو يرتفع شر إلا بأمره - سبحانه وتعالى - وهذا يجعل العبد يدعوه سبحانه في كل نائبة 0

قال تعالى :


( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فلا كَاشِفَ لَهُ إلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )


( سورة يونس – الآية 107 )


* الثاني : توحيد الألوهية :

وهو إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له ، ويتعلق بأعمال العبد وأقواله الظاهرة والباطنة 0

وهذا النوع من التوحيد هو أول دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم ، قال تعالى :


( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )


( سورة النحل – الآية 36 )


فلا يكون العبد موحدا حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده ، ويقر أنه وحده هو الإلـه المستحق للعبادة ، ويلتزم بعبادته وحده لا شريك له 0 قال تعالى :

( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ )


( سورة الذاريات - الآية 56 )


وهذا النوع من التوحيد يفضي بأن على العبد أن يجعل دعاءه ونذره ونحره ورجاءه وخوفـه وتوكله ورغبته ورهبته ، إلى الله وحده لا شريك له 0

فصرف أي شيء من ذلك أو غيره - فيما يتعلق بأفعال العباد - على وجه التقرب لغير الله يكون شركا 0

كمن يذبح للجن وينذر لهم ، وكمن يجعل اعتماده على الكاهن والساحر 0


* الثالث : توحيد الأسماء والصفات :

وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ونعوت الجلال ، من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل 0

قال الله تعالى :


( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )


( سورة الشورى – الآية 11 )


فإذا عرف العبد أسماء ربه وصفاته وعرف مدلولاتهـا على الوجه الصحيح ، فإن ذلك يعرفه بربه وعظمتـه فيخضع له ويخشع ويخافه ويرجوه ، ويتضرع إليه في دفع الكربات والشرور ، ويدعوه ويتوسل إليه بأسمائه وصفاته كما قال تعالى :

( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )


( سورة الأعراف ، الآية 180 )


وإذا علم العبد أن الله رحمان رحيم رجا رحمته ودعاه كما فعل أيوب – عليـه السـلام - قال تعالى :

( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )


( سورة الأنبياء - الآية 83 )



ولتحقيق التوحيد الخالص لله - جل وعلا - أثر كبير في دفع الشرور وجلب الخير بإذن الله تعالى ، فأقسام التوحيد الثلاث كلها متلازمة كل نوع منها لا ينفك عن الآخر ، بل أن القرآن الكريم كله في التوحيد )( فتح الحق المبين ، من تعليق سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز - ص 40 - 42 ) 0



بعد هذا العرض لمفهوم النوحيد باقسامه الثلاثة سوف اناقش بعض المحاور المتعلقة بالمذكور والتي تتعارض مع صريح توحيد الله سبحانه وتعالى ، وأذكر ذلك على النحو التالي :


أولا : المذكور ( الملا علي كلك الكردستاني ) يعرض في صفحته على الفيس بوك صورة يقف هو في وسطها عن يمينه نجمة داوود اليهودية وعن يساره مسجد وبعد المسجد كنيسة ، ثم يكتب الجملة التالية :

( هدفي في الحياة واضحة وهي : انقاذ البشرية ، نشر المحبة ، ونبذ الكراهية ) 0


وكانما هذه دعوة صريحة الى التقارب بين الأديان ، وسوف استعرض لكم أقوال علماء الأمة الأجلاء بخصوص هذا الموضوع الخطير 0


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( أن الذي يدين به المسلمون من أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - بُعث إلى الثقلين: الإنس والجن، أهل الكتاب وغيرهم، وأن من لم يؤمن به فهو كافر مستحق لعذاب الله مستحق للجهاد، وهو مما أجمع عليه أهل الإيمان بالله ورسوله، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي جاء بذلك وذكره الله في كتابه وبينه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أيضا في الحكمة المنزلة عليه من غير الكتاب، فإنه - تعالى - أنزل عليه الكتاب والحكمة ولم يبتدع المسلمون شيئاً من ذلك من تلقاء أنفسهم كما ابتدعت النصارى كثيراً من دينهم، بل أكثر دينهم، وبدلوا دين المسيح وغيّروه، ولهذا كان كفر النصارى لما بعث محمد - صلى الله عليه وسلم - مثل كفر اليهود لما بعث المسيح عليه السلام )( الجواب الصحيح لمن يدل دين المسيح لشيخ الإسلام ابن تيمية - مطابع المجد التجارية – ص / 126 ) .

يقول العلامة عبد العزيز ابن باز - رحمه الله - : ( إن دين الإسلام لا يجتمع مع القناعات الإلحادية، ولا يجتمع مع اليهودية والنصرانية، لأنهما ديانتان محرفتان ومنسوختان بدين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا ﷺ، وأمره أن يقول: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )( الأعراف:158 ) 0وقال ﷺ: ( والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ )( أخرجه مسلم في صحيحه – أنظر صحيح مسلم – برقم 153 ) ، وفي الصحيحين عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: ( أعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أحَدٌ قَبْلِي : نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، فأيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي المَغَانِمُ ولَمْ تَحِلَّ لأحَدٍ قَبْلِي، وأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ عَامَّةً )( متفق عليه ) ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة.وبذلك يعلم أنه لا يسع أحدا من هذه الأمة جنها وإنسها إلا اتباع محمد ﷺ ولا يقبل الله من أحد بعد بعثته إلا دينه، ودينه هو الإسلام وهو صالح لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا )( المائدة – 3 ) وقال تعالى : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ )( آل عمران – 19 ) وقال سبحانه : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )( آل عمران – 85 ) وقال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ )( آل عمران - 81 )( وتقدم قوله ﷺ: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار.وذلك أن الله سبحانه أخذ الميثاق على الأنبياء كلهم من أولهم إلى آخرهم بالإقرار بنبوة محمد ﷺ وعموم رسالته، وأنه لو بعث وأحد منهم حي وجب عليه اتباعه وطاعته ومناصرته وهذا الحكم يتناول أتباعهم أيضا، فإن من زعم أنه يتبع موسى وعيسى يجب عليه أن يؤمن بمحمد ﷺ بعدما بعثه الله ويتبعه لأن رسالته ختمت الرسالات وشريعته نسخت الشرائع، ولم يبق دين مقبول عند الله سوى الدين الذي بعثه الله به كما قال تعالى: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )( آل عمران – 85 ) وهذا الحكم واجب على جميع المكلفين من الجن والإنس إلى يوم القيامة، كما تقدم ذلك في قوله سبحانه آمرا نبيه محمدا ﷺ أن يقول للناس : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الآية )( الأعراف – 158 ) ، وتقدم قوله سبحانه : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا )( سبأ – 28 ) وقوله عز وجل : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )( الأنبياء – 107 ) ( وقول النبي ﷺ كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة )( متفق عليه ) ، وقوله ﷺ : ( والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ )( سبق تخريجه ) ، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في هذا المعنى كثيرة، وأسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يصلح أحوال المسلمين جميعا، وأن يثبتنا وإياهم على دينه، وأن يمنحنا جميعا الفقه فيه والاستقامة عليه، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من شر أعداء الله ومكائدهم كالجارودي وأشباهه من سائر الملحدين والكافرين، إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين 0


مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء
ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز


المصدر : موقع العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
جزء من مقالة حول حقيقة وحدة الأديان

https://binbaz.org.sa/old/5598


سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – السؤال التالي :

هناك من يدعو إلى التقريب بين الأديان، ويدعي أن أهل الإسلام واليهود والنصارى متفقون على أصل التوحيد، هل يحكم بكفره؟ وما رأيك بهذا الأمر ؟

الجواب : ( أنا أرى أن هذا كافر، الذي يرى أن الدين الإسلامي واليهود والنصارى متفقون على التوحيد كافر، مكذب لله ورسوله، وإذا كان يرى أن النصارى الذين يقولون: إن الله ثالث ثلاثة أنهم موحدون فهو غير موحد؛ لأنه رضي بالكفر والشرك، وكيف يتفق من يقول: إن عيسى ابن الله، وعزير ابن الله، ومن يقول: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ )( الإخلاص - 1-4 ) ؟!!
ولهذا أقول لهذا الرجل: تبّ إلى الله عز وجل؛ لأن هذه ردة يباح بها دمك ومالك، وينفسخ بها نكاحك، وإذا مت فلا كرامة لك، ترمى في حفرة لئلا يتأذى الناس برائحتك، ولا يحل لأحد أن يستغفر لك إذا مت على هذه الحالة.
حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ )( الحديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، وقال الألباني " حديث صحيح " ، انظر صحيح الجامع 7063 ) 0
الأديان السماوية هي أديان ما دامت باقية، فإذا نسخت فليست بأديان، فاليهود حين كانت شريعة موسى قائمة وهم متبعون لها هم على الإسلام، والنصارى حينما كانت شريعة عيسى قائمة وهم متبعون لها هم من أهل الإسلام، لكن بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام صاروا كلهم كفاراً، لا يقبل عملهم؛ لقول الله تعالى ) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإْسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )" آل عمران – 85 " ) 0


المصدر : موقع الشيخ محمد بن صالح العثيمين

https://binothaimeen.net/content/676


سئل الشيخ محمد صالح المنجد – حفظه الله – وفك الله أسره السؤال التالي :

ما حكم الدعوة إلى ( وحدة الأديان ) ؟

الجواب : ( الحمد لله ."الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد :

فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء استعرضت ما ورد إليها من تساؤلات ، وما ينشر في وسائل الإعلام من آراء ومقالات بشأن الدعوة إلى( وحدة الأديان ) : دين الإسلام ، ودين اليهودية ، ودين النصارى ، وما تفرع عن ذلك من دعوة إلى بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد ، في رحاب الجامعات والساحات العامة ، ودعوة إلى طباعة القرآن الكريم والتوراة و الإنجيل في غلاف واحد ، إلى غير ذلك من آثار هذه الدعوة ، وما يعقد لها من مؤتمرات وندوات وجمعيات في الشرق والغرب ، وبعد التأمل والدراسة فإن اللجنة تقرر ما يلي :
أولاً : إن من أصول الاعتقاد في الإسلام ، المعلومة من الدين بالضرورة ، والتي أجمع عليها المسلمون : أنه لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى الإسلام ، وأنه خاتمة الأديان ، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع ، فلم يبق على وجه الأرض دين يُتعبد الله به سوى الإسلام ، قال الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) وقال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) . والإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان .
ثانياً : ومن أصول الاعتقاد في الإسلام : أن كتاب الله تعالى : ( القرآن الكريم ) هو آخر الكتب نزولاً وعهداً برب العالمين ، وأنه ناسخ لكل كتاب أنزل من قبل ؛ من التوراة والزبور والإنجيل وغيرها ، ومهيمن عليها ، فلم يبق كتاب منزل يُتعبد الله به سوى القرآن الكريم ، قال الله تعالى : ( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ) 0
ثالثاً : يجب الإيمان بأن التوراة والإنجيل قد نسخا بالقرآن الكريم ، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان ، كما جاء ذلك في آيات من كتاب الله الكريم ، منها قول الله تعالى : ( فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذُكِّروا به ولا تزال تطّلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم ) ، وقوله عز وجل : ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) وقوله سبحانه : ( وإن منهم فريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) . ولهذا فما كان منها صحيحاً فهو منسوخ بالإسلام ، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غضب حين رأى مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيفة فيها شيء من التوراة ، وقال عليه الصلاة والسلام : " أفي شك أنت يا ابن الخطاب ؟ ألم آت بها بيضاء نقية ؟! لو كان أخي موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي " رواه أحمد والدارمي وغيرهم .
رابعاً : من أصول الاعتقاد في الإسلام : أن نبينا ورسولنا محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، كما قال تعالى : ( ما كان محمداً أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) ، فلم يبق رسول يجب اتباعه سوى محمد صلى الله عليه وسلم ، ولو كان أحد من الأنبياء حياً لما وسعه إلا اتباعه صلى الله عليه وسلم ، وإنه لا يسع أتباعهم إلا ذلك ، كما قال تعالى : ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) ، ونبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام إذا نزل في آخر الزمان يكون تابعاً لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وحاكماً بشريعته ، وقال الله تعالى : ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) . كما أن من أصول الاعتقاد في الإسلام أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم عامة للناس أجمعين ، قال الله تعالى : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) وقال سبحانه : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ) وغيرها من الآيات .
خامساً : ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم ، وتسميته كافراً ممن قامت عليه الحجة ، وأنه عدو الله ورسوله والمؤمنين ، وأنه من أهل النار ، كما قال تعالى : ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ) وقال جل وعلا : ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ) ، وقال تعالى : ( وأوحي إليّ هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ) ، وقال تعالى : ( هذا بلاغ للناس وليُنذَروا به ) وغيرها من الآيات ، وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة : يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار " . ولهذا فمن لم يُكَفِّر اليهود والنصارى فهو كافر ، طرداً لقاعدة الشريعة : " من لم يُكفِّر الكافر بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر " .
سادساً : وأمام هذه الأصول الاعتقادية ، والحقائق الشرعية ، فإن الدعوة إلى ( وحدة الأديان ) والتقارب بينها وصرفها في قالب واحد ، دعوة خبيثة ماكرة ، والغرض منها خلط الحق بالباطل ، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه ، وجرّ أهله إلى ردة شاملة ، ومصداق ذلك في قول الله سبحانه : ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) وقوله جل وعلا : ( ودُّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) 0
سابعاً : وإن من آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر ، والحق والباطل ، والمعروف والمنكر ، وكسر حاجز النفرة بين المسلمين والكافرين ، فلا ولاء ولا براء ، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله ، والله جل وتقدس يقول : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) ، ويقول جل وعلا : ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين ) ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) 0
ثامناً : إن الدعوة إلى ( وحدة الأديان ) إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام ؛ لأنها تصطدم مع أصول الاعتقاد ، فترضى بالكفر بالله عز وجل ، وتُبطل صدق القرآن ونَسْخه لجميع ما قبله من الشرائع والأديان ، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعاً ، محرمة قطعاً بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع .
تاسعاً : وبناءً على ما تقدم :
1- فإنه لا يجوز لمسلم يؤمن الله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة ، والتشجيع عليها ، وتسليكها بين المسلمين ، فضلاً عن الاستجابة لها ، والدخول في مؤتمراتها وندواتها ، والانتماء إلى محافلها .
2- لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردين ، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد ؟ فمن فعله أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد ؛ لما في ذلك من الجمع بين الحق ( القرآن الكريم ) والمحرف أو الحق المنسوخ ( التوراة والإنجيل ) 0 .
3- كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة : ( بناء مسجد وكنيسة ومعبد ) في مجمع واحد ؛ لما في ذلك من الاعتراف بدين يُعبد الله به غير دين الإسلام ، وإنكار ظهوره على الدين كله ، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة ، لأهل الأرض التدين بأي منها ، وأنها على قدم التساوي ، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان ، ولا شك أن إقرار ذلك واعتقاده أو الرضا به كفر وضلال ؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين ، واعتراف بأن تحريفات اليهود والنصارى من عند الله ، تعالى الله عن ذلك . كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس ( بيوت الله ) وأن أهلها يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله ، لأنها عبادة على غير دين الإسلام ، والله تعالى يقول : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ، بل هي بيوت يُكفَرُ فيها بالله ، نعوذ بالله من الكفر وأهله ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ( 22/162 ( ليست - البِيَع والكنائس - بيوتاً لله ، وإنما بيوت الله المساجد ، بل هي بيوتٌ يُكفر فيها بالله ، وإن كان قد يُذكر فيها ، فالبيوت بمنزلة أهلها ، وأهلها الكفار ، فهي بيوت عبادة الكفار " .
عاشراً : ومما يجب أن يُعلم : أن دعوة الكفار بعامة ، وأهل الكتاب بخاصة إلى الإسلام واجبة على المسلمين ، بالنصوص الصريحة من الكتاب والسنة ، ولكن لا يكون إلا بطريق البيان والمجادلة بالتي هي أحسن ، وعدم التنازل عن شيء من شرائع الإسلام ، وذلك للوصول إلى قناعتهم بالإسلام ، ودخولهم فيه ،أو إقامة الحجة عليهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة ، قال الله تعالى : ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنّا مسلمون ) ، أما مجادلتهم واللقاء معهم ومحاورتهم لأجل النزول عند رغباتهم ، وتحقيق أهدافهم ، ونقض عرى الإسلام ومعاقد الإيمان فهذا باطل يأباه الله ورسوله والمؤمنون والله المستعان على ما يصفون ، قال تعالى : ( واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ) 0 .
وإن اللجنة إذ تقرر ما تقدم ذكره وتبينه للناس ؛ فإنها توصي المسلمين بعامة ، وأهل العلم بخاصة بتقوى الله ومراقبته ، وحماية الإسلام ، وصيانة عقيدة المسلمين من الضلال ودعاته ، والكفر وأهله ، وتحذرهم من هذه الدعوة الفكرية" ) 0


المصدر : موقع سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد
فتوى رقم ( 10213 ) – تاريخ 25 / 4 / 2000 م

https://islamqa.info/ar/answers/10213


ثانيا : المذكور يعرض كلاما خطيرا في بعض مقاطع اليوتيوب حيث يقول : ( اهل السنة والشيعة على راسي ) 0


[url]https://www.facebook.com/MalaAliKurdistani/videos/


ومعلوم بأن الشيعة الرافضة بعيدين كل البعد عن التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى ومن ذلك التعلق بغير الله عز وجل ، والتمسح بالقبور ودعاء غير الله وغير ذلك من الأمور الشركية ، غير ذلك فانهم يسبون الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وكذلك يطعنون في أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها ، وانظر لأقوال علماء الأمة وأقولهم في هذه الفئة المنحرفة :

روى الخلال : ( عن أبي بكر المروزي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: قال مالك: الذي يشتم أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم ليس له اسم، أو قال: نصيب في الإسلام )( كتاب السنة للخلال – ص 499 ) .

وقال ابن كثير رحمه الله عن قوله تعالي : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)( سورة الفتح – الآية 29 ) :

قال : ( ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك - رحمه الله - في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظه الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفةٌ من العلماء رضي الله عنهم على ذلك )( تفسير ابن كثير – 4 / 219 ) 0

قال القرطبي - رحمه الله - : ( لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحدًا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين )( تفسير القرطبي – 1 / 142 ) 0

روي الخلال عن أبي بكر المروزي قال : ( سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة ؟ قال : ما أراه على الإسلام ، وقال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال: "سمعت أبا عبد الله -يعني الإمام أحمد- من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون مرق من الدين )( كتاب السُنة للخلال ) 0

* وقال أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما أراه على الإسلام " )( كتاب السُنة للخلال ) 0

* وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله عن الرافضة : ( هم الذين يتبرأون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهم ويكفرون الأئمة إلا أربعة : علي والمقداد وعمار وسلمان، وليست الرافضة من الإسلام في شيء )( كتاب السنة للإمام أحمد ) 0

- قال ابن عبد القوي : ( وكان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم –أي: الصحابة– ومن سب عائشة أم المؤمنين ورماها بما برأها الله منه وكان يقرأ : " يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" " النور – 17 " )( كتاب ما يذهب إليه الإمام أحمد- ص21 ) 0

- قال البخاري : ( ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم ) (خلق أفعال العباد – ص125).

- وروى الخلال قال : ( أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني قال: "حدثنا موسى بن هارون بن زياد قال: سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر، قال: كافر، قال: فيصلى عليه؟ قال: لا، وسألته كيف يصنع به وهو يقول لا إله إلا الله؟ قال: لا تلمسوه بأيديكم، ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته )( كتاب السنة للخلال - 2 / 566 ) 0

- قال أحمد بن يونس : ( الذي قال فيه الإمام أحمد وهو يخاطب رجلًا: اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام": قال أحمد بن يونس: "لو أن يهوديًّا ذبح شاة وذبح رافضي، لأكلت ذبيحة اليهودي ولم آكل ذبيحة الرافضي؛ لأنه مرتد عن الإسلام )( الصارم المسلول - ص 570 ) 0

- قال ابن قتيبة الدينوري : ( إن غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليه، وادعائهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلم في نبوته، وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية قد جمعت إلى الكذب والكفر إفراط الجهل والغباوة )(الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة – ص 47 ) 0

- قال عبد القاهر البغدادي : ( وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والجهمية والإمامية الذين كفروا خيار الصحابة فإنا نكفرهم ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم )( الفرق بين الفرق – ص 357 ) 0

- وقال : ( وتكفير هؤلاء واجب في إجازتهم على الله البداء وقولهم بأنه يريد شيئًا ثم يبدو له شيئًا ثم يبدو له وقد زعموا أنه إذا أمر بشيء ثم نسخه؛ لأنه بدا له فيه ...، وما رأينا ولا سمعنا بنوع من الكفر إلا وجدنا شعبه منه في مذهب الروافض )( الملل والنحل – ص 52 ، 53 ) 0

- وقال القاضي أبو يعلي : ( وأما الرافضة فالحكم فيهم .. إن كفر الصحابة أو فسقهم بمعنى يستوجب به النار فهو كافر )( المعتمد – ص 267 ) 0


والرافضة يكفرون أكثر الصحابة كما هو معلوم 0

- وقال الإمام بن حزم الظاهري : ( وأما قولهم –يعني النصارى- في دعوى الروافض تبديل القرآن، فإن الروافض ليسوا من المسلمين، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر )( (الفصل في الملل والأهواء والنحل – 2 / 213 ) 0

- وقال أيضًا : ( ولا خلاف بين أحد من الفرق المنتمية للإسلام من أهل السنة والمعتزلة والخوارج والمرجئة والزيدية في وجوب الأخذ بما جاء القرآن المتلو عندنا أهل السنة، وإنما خالف في ذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلك مشركون عند جميع أهل الإسلام، وليس كلامنا مع هؤلاء إنما كلامنا مع أهل ملتنا )( الأحكام لابن حزم – 1 / 96 ) 0

* وقال الإسفراييني : ( بعد نقل جملة من عقائدهم ثم حكم عليهم بقوله: "وليسوا في الحال على شيء من الدين ولا مزيد على هذا النوع من الكفر إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين )( التبصر في الدين - ص 24 ، 25 ) 0


* قال أبو حامد الغزالي - رحمه الله - : ( ولأجل قصور فهم الروافض عنه ارتكبوا البداء ونقلوا عن علي رضي الله عنه أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره، وحكوا عن جعفر بن محمد أنه قال: ما بدا لله شيء كما بدا له إسماعيل أي في أمره بذبحه، وهذا هو الكفر الصريح ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغير )( المستصفى للغزالي - 1 / 110 ) 0

* وقال القاضي عياض : ( نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم: إن الأئمة أفضل من الأنبياء".
* وقال: "كذلك نكفر من أنكر القرآن أو حرفًا منه أو غير شيء منه أو زاد فيه كفعل الباطنية والإسماعلية".
* وقال السمعاني رحمه الله : "واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية ؛ لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم )( الأنساب – 6 / 482 ) 0

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت أو زعم أنه له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة فلا خلاف في كفرهم ) 0

* وقال – رحمه الله - : ( ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرًا قليلًا لا يبلغون بضعة عشر نفسًا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لاريب أيضًا في كفره؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا؟ فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وأن هذه الآية التي هي ( كنتم خير أمة أخرجت للناس )( سورة آل عمران – الآية 110 ) ، وخيرها هو القرن الأول كان عامتهم كفارًا أو فساقًا، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام )( الصارم المسلول – ص 586 ، 587 ) 0

* وقال أيضًا عن الرافضة : ( أنهم شر من عامة أهل الأهواء وأحق بالقتال من الخوارج )( مجموع الفتاوى – 28 / 482 ) 0

* وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله بعد أن ساق الأحاديث الثابتة في السنة والمتضمنة نفي دعوى النص والوصية التي تدعيها الرافضة لعلي رضي الله عنه : ( وكان الأمر كما زعموا لما رد ذلك أحد من الصحابة فإنهم كانوا أطوع لله ولرسوله في حياته وبعد وفاته من أن يفتأتوا عليه فيقدموا غير من قدمه، ويؤخروا من قدمه بنصه، حاشا وكلا، ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلى الفجور والتواطؤ على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم ومضادته في حكمه ونصه، ومن وصل بالناس إلى هذا المقام فقد خلع ربقة الإسلام، وكفر بإجماع الأئمة الأعلام، وكان إراقة دمه أحل من إراقة المداد )( البداية والنهاية – 5 / 252 ) 0

* وقال أبو حامد محمد المقدسي بعد حديثه عن فرق الرافضة وعقائدهم : ( لا يخفى على كل ذي بصيرة وفهم من المسلمين أن أكثر ما قدمنا في الباب قبله من عقائد هذه الطائفة الرافضة على اختلاف أصنافها كفر صريح، وعناد مع جهل قبيح، لا يتوقف الوقوف عليه من تكفيرهم والحكم عليهم بالمروق من دين الإسلام )( رسالة في الرد على الرافضة - ص 200 ) 0

* وقال أبو المحاسن الوسطي في ( المناظرة بين أهل السنة والرافضة للواسطي ) : "إنهم يكفرون بتكفيرهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الثابت تعديلهم وتزكيتهم في القرآن بقوله تعالى( لتكونوا شهداء على الناس )( البقرة – 143 ) ، وبشهادة الله تعالى لهم أنهم لا يكفرون بقوله تعالى: ( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين )( سورة الأنعام – 89 ) 0

* وقال علي بن سلطان القارئ في ( شم العوارض في ذم الروافض ) : ( وأما من سب أحدًا من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع إلا إذا اعتقد أنه مباح كما عليه بعض الشيعة وأصحابهم أو يترتب عليه ثواب كما هو دأب كلامهم أو اعتقد كفر الصحابة وأهل السنة فإنه كافر بالإجماع ) 0

* وقال الشيخ ابن جبرين في موقعه على الإنترنت: لقد ذكر العلماء في مؤلفاتهم في باب أهل الزكاة أنها لا تدفع لكافر ولا مبتدع، فالرافضة بلا شك كفار لأربعة أدلة :

الأول : طعنهم في القرآن وادعاؤهم أنه حذف منه أكثر من ثلثيه كما في كتابهم الذي ألفه النووي وسماه " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب"، وكما في كتاب ( الكافي ) وغيره من كتبهم ومن طعن في القرآن فهو كافر مكذب لقوله تعالى: ( وإنا له لحافظون )( الحجر – 9 ) 0
الثاني : طعنهم في السنة وأحاديث الصحيحين فلا يعملون بها؛ لأنها من رواية الصحابة الذين هم كفار في اعتقادهم، حيث يعتقدون أن الصحابة كفروا بعد موت النبي صلي الله عليه وسلم إلا علي وذريته وسلمان وعمار ونفر قليل، أما الخلفاء الثلاثة وجماهير الصحابة الذين بايعوهم فقد ارتدوا فهم كفار فلا يقبلون أحاديثهم كما في كتاب الكافي وغيره من كتبهم 0
الثالث : تكفيرهم لأهل السنة فهم لا يصلون معهم ومن صلى خلف السني أعاد صلاته، بل يعتقدون نجاسة الواحد منا فمتى صافحناهم غسلوا أيديهم بعدنا، ومن كفر المسلمين فهو أولى بالكفر فنحن نكفرهم كما كفرونا 0
الرابع : شركهم الصريح بالغلو في علي وذريته، ودعاؤهم مع الله وذلك صريح في كتبهم، وهكذا غلوهم ووصفهم له بصفات لا تليق إلا برب العالمين، وقد سمعنا ذلك في أشرطتهم )( كتاب اللؤلؤ المكين من فتاوى فضيلة الشيخ ابن جبرين – ص 39 ) 0

* وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في رسالة بعث بها للأستاذ بشار عوان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي: "بسم الله الرحمن الرحيم: فقد وقفت على الأقوال الخمسة التي نقلتموها عن كتب المسى - روح الله الخميني - راغبين في بيان حكمي فيها، وفي قائلها، فأقول وبالله تعالى وحده أستعين: إن كل قول من تلك الأقوال الخمسة كفر بواح، وشرك صريح، لمخالفته للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع الأمة وما هو معلوم من الدين بالضرورة، فلذلك فكل من قال بها معتقدًا ولو ببعض ما فيها فهو مشرك كافر وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه المحفوظ عن كل زيادة ونقص: ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرًا )( النساء – 115 ) 0
وبهذه المناسبة أقول: إن عجبي لا يكاد ينتهي من أناس يدعون أنهم من أهل السنة والجماعة يتعاونون مع "الخمينيين" في الدعوة إلى إقامة دولتهم والتمكين لها في أرض المسلمين جاهلين أو متجاهلين عما فيها من الكفر والضلال والفساد في الأرض ( والله لا يحبُ الفساد )( البقرة – 205 ) 0
فإن كان عذرهم جهلهم بعقائدهم وزعمهم أن الخلاف بيننا وبينهم إنما هو خلاف في الفروع وليس في الأصول، فما هو عذرهم بعد أن نشروا كتيبهم "الحكومة الإسلامية" وطبعوه عدة طبعات ونشروه في العالم الإسلامي وفيه من الكفريات ما جاء نقل بعضها في السؤال الأول مما يكفي يتعلم الجاهل ويتيقظ الغافل، هذا مع كون الكتاب كتاب دعاية وسياسة والمفروض في مثله أن لا يذكر فيه من العقائد ما هو كفر جلي عند المدعوين، ومع كون الشيعة يتدينون بالتقنية التي تجيز لهم أن يقولوا ويكتبوا ما لا يعتقدونه كما قال عزَّ وجلَّ في بعض أسلافهم: ( يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم )( الفتح – 11 ) ، حتى قرأت لبعض المعاصرين منهم قوله وهو يسرد المحرمات في الصلاة: "والقبض فيها إلا تقية"؛ يعني وضع اليمين على الشمال في الصلاة 0
ومع ذلك كله فقد (قالوا كلمة الكفر)، في كتيبهم مصداق قوله تعالى في أمثالهم : ( والله مخرج ماكنتم تكتمون )( البقرة – 72 ) ، ( وما تخفي صدورهم أكبر )( آل عمران – 118 ) 0
وختامًا أقول محذرًا جميع المسلمين بقول رب العالمين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ )( آل عمران – 118 ) ، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

(كتبه محمد ناصر الدين الألباني أبو عبد الرحمن ، عمان 26 / 12 / 1407 ) 0


* وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية فتوى رقم ( 8564 ) 0

السؤال: بماذا تحكمون على الشيعة وخاصة الذين قالوا: إن عليًّا في مرتبة النبوة، وأن سيدنا جبريل غلط بنزوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب: الحمد لله، وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، وبعد:

الشيعة فرق كثيرة، ومن قال منهم أن عليًّا رضي الله عنه، في مرتبة النبوة، وأن جبريل عليه السلام غلط فنزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، فهو كافر 0

ومن هذه الفتوى نعلم أن تكفير المعين من الشيعة إذا علمنا عنه أحد هذه العقائد الكفرية الناقضة للمعلوم من الدين بالضرورة من دين الإسلام وإلا فهم من شر أهل البدع


رابعا : اخلاص العمل لله والبعد عن الرياء :

أن أعظم الأصول المهمة في دين الإسلام هو تحقيق الإخلاص لله تعالى في كل العبادات، والابتعاد والحذر عن كل ما يضاد الإخلاص وينافيه، كالرياء والسمعة والعجب ونحو ذلك 0

يقول الْعَبْدَرِيُّ : ( فَإِنِّي كُنْت كَثِيرًا مَا أَسْمَعُ سَيِّدِي الشَّيْخَ الْعُمْدَةَ الْعَالِمَ الْعَامِلَ الْمُحَقِّقَ الْقُدْوَةَ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي حَمْزَةَ يَقُولُ : ورحم الله احد العلماء إذ يقول : وددت أنه لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم، ويقعد للتدريس في أعمال النيات ليس إلّا، فانه ما أُتىَ على كثير من الناس إلا من تضيع ذلك )( المدخل للْعَبْدَرِيُّ – 1 / 1 ) 0

إنّ تعريف الإيمان عند أهل السنة هو: ( إقرار باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة، وينقص بالعصيان ) 0

ويُعَدُّ الإخلاص أهم أعمال القلوب المندرجة في تعريف الإيمان، وأعظمها قدراً وشأناً، بل إن أعمال القلوب عموماً آكد وأهم من أعمال الجوارح، ويكفي أنّ العمل القلبي هو الفرق بين الإيمان والكفر، فالساجد لله والساجد للصنم كلاهما قام بالعمل نفسه، لكن القصد يختلف، وبناء عليه آمن هذا وكفر هذا 0


يقول شيخ الإسلام رحمه الله في بيان أهمية أعمال القلوب : ( وهي من أصول الإيمان وقواعد الدين، مثل محبته لله ورسوله، والتوكل على الله، وإخلاص الدين لله، والشكر له والصبر على حكمه، والخوف منه، والرجاء له، وما يتبع ذلك". أ.هـ
فأقول: "هذه الأعمال جميعها واجبة على جميع الخلق باتفاق أئمة الدين، والناس فيها على ثلاث درجات: ظالم لنفسه، ومقتصد، وسابق بالخيرات.
فالظالم لنفسه: العاصي بترك مأمور أو فعل محظور.
والمقتصد: المؤدي للواجبات، والتارك للمحرمات.
والسابق بالخيرات: المتقرّب بما يقدر عليه من فعل واجب ومستحب، والتارك للمحرم والمكروه.
وإن كان كل من المقتصد والسابق قد يكون له ذنوب تُمحى عنه؛ إما بتوبة والله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وإما بحسنات ماحيه، وإما بمصائب مكفرة، وإما بغير ذلك )( مجموع الفتاوى – 10 / 5- 6 ) 0

ويقول ابن القيم رحمه الله : ( أعمال القلوب هي الأصل، وأعمال الجوارح تبع ومكملة، وإنّ النيّة بمنزلة الروح، والعمل بمنزلة الجسد للأعضاء، الذي إذا فارق الروح ماتت، فمعرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح". أ.هـ وقال شيخ الإسلام: "والأعمال الظاهرة لا تكون صالحة مقبولة إلا بتوسّط عمل القلب، فإن القلب ملكٌ، والأعضاء جنوده، فإذا خبث خبثت جنوده، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنّ في الجسد مضغة... الحديث )( بدائع الفوائد 3 / 244 ) 0


* تعريف الإخلاص:

قال العز بن عبد السلام : ( الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي )( مقاصد المكلفين - ص 358 ) 0

قال سهل بن عبد الله : ( الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة ) 0 أ.هـ
وقيل : ( هو تفريغ القلب لله" أي: صرف الانشغال عمّا سواه، وهذا كمال الإخلاص لله تعالى ( انظر الإخلاص للعوايشة - ص 20 ) 0

وقيل : ( الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين ) 0
ويقول الهروي : ( الإخلاص تصفية العمل من كل شوب ) 0
ويقول بعضهم : ( المخلص هو: الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله ) 0
سئل التستري : ( أي شيء أشد على النفس ؟! قال : " الإخلاص ؛ لأنه ليس لها فيه نصيب " 0
ويقول سفيان الثوري : ( ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي؛ إنها تتقلبُ عليّ )( نقلاً من كتاب الإخلاص د. عبد العزيز عبد اللطيف ) 0
ومدار الإخلاص في كتاب اللغة على الصفاء والتميز عن الأشواب التي تخالط الشيء يقال : هذا الشيء خالص لك: أي لا يشاركك فيه غيرك والخالص من الألوان عندهم ما صفا ونصع. ويقولون خالصة في العشرة : صافاه ( باختصار من مقاصد المكلفين - ص 359 ) 0


* منزلة الإخلاص:

الإخلاص هو حقيقة الدين، وهو مضمون دعوة الرسل قال تعالى :

( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء )


( سورة البينة – الآية 5 )


وقوله سبحانه وةتعالى :

( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور )


( سورة الملك – الآية 2 )


قال الفضيل بن عياض في هذه الآية : ( " أخلصه وأصوبه " 0 قيل : " يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ " قال : أن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم تقبل وإذا صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل ، حتى يكون خالصاً صواباً ؛ والخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة " )( منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية – 6 / 217 ) 0

قال تعالى في محكم التنزيل :

( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )


( جزء من سورة المائدة – الآية 112 )


يقول شيخ الإسلام : ( الناس لهم في هذه الآية ثلاثة أقوال : طرفان ووسط 0
فالخوارج والمعتزلة يقولون : لا يتقبل الله إلا من اتقى الكبائر، وعندهم صاحب الكبيرة لا يقبل منه حسنة بحال 0
والمرجئة يقولون : من اتقى الشرك 0
والسلف والأئمة يقولون : لا يتقبل إلا ممن اتقاه في ذلك العمل، ففعله كما أمر به خالصاً لوجه الله تعالى )( منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية – 6 / 217 ) 0



* الإخلاص سبب لعظم الجزاء مع قله العمل:


وقد دلّ على ذلك نصوص النبوية ومنها :

1)- عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


( إنَّ اللهَ يستخلصُ رجلًا من أُمَّتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ ، فينشرُ عليه تسعةً وتسعين سِجِلًّا ، كلُّ سِجِلٍّ مثلُ مدِّ البصرِ ، ثم يقولُ : أَتُنكرُ من هذا شيئًا ؟ أظلمَك كتبتي الحافظونَ ؟ فيقولُ : لا يا ربِّ ! فيقول : أفلكَ عُذرٌ ؟ فيقول : لا يا ربِّ ! فيقولُ اللهُ تعالى : بلى إنَّ لك عندنا حسنةً ، فإنه لا ظُلمَ عليك اليومَ ، فتخرجُ بطاقةٌ فيها ( أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه ) ، فيقول : احضُرْ وزْنَك . فيقول : يا ربِّ ! ما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجِلَّاتِ ؟ فقال : فإنك لا تُظلَمُ ، فتوضَعُ السَّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ ، والبطاقةُ في كِفَّةٍ ، فطاشتِ السِّجِلَّاتُ ، وثقُلَتِ البطاقةُ ، فلا يَثقُلُ مع اسمِ اللهِ شيءٌ . )


( أخرجه الترمذي وأحمد في المسند والحاكم ، وقال : " هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين وهو صحيح على شرط مسلم " ، وقال الألباني " حديث صحيح " – أنظر صحيح الترغيب والترهيب – برقم 1533 ، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح والحاكم في المسند يقول: هذا حديث صحيح لإسناد ولم يخرجه )


يقول شيخ الإسلام معلقاً على حديث البطاقة : ( فهذه حال من قالها بإخلاص وصدق كما قالها هذا الشخص، وإلّا فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلهم كانوا يقولون لا اله إلا الله، ولم يترجح قولهم على سيئاتهم كما ترجح قول صاحب البطاقة )( منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية – 6 / 219 ) 0


2)- وحديث المرأة التي سقت الكلب ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( بيْنَما كَلْبٌ يُطِيفُ برَكِيَّةٍ، كادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ، إذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِن بَغايا بَنِي إسْرائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَها فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لها بهِ )


( متفق عليه )


3)- وحديث الرجل الذي أماط الأذى عن الطريق، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ، فأخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له )


( متفق عليه )


ويقول شيخ الإسلام أيضاً حول حديث المرأة التي سقت الكلب والرجل الذي أماط الأذى عن الطريق : ( فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغُفِرَ لها، و إلا ليس كل بغي سقت كلباً يُغفر لها، وكذلك هذا الذي نحّى غصن الشوك عن الطريق فعله إذ ذاك بإيمان خالص وإخلاص قائم بقلبه فغفر له بذلك 0
فإن الإيمان يتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص )( منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية - 6 / 221 ) 0


* ثمار الإخلاص:

لا بد من أمرين هامين عظيمين أن تتوفرا في كل عمل وإلا لم يقبل:

1)- أن يكون صاحبه قد قصد به وجه الله تعالى.

2)- أن يكون موافقا لما شرعه الله تعالى في كتابه أو بينه رسوله في سنته.

فإذا اختل واحد من هذين الشرطين لم يكن العمل صالحاً ولا مقبولاً، ويدل على هذا قوله تعالى :


( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )


( سورة الكهف – الآية 110 )


قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ( وهذان ركنا العمل المتقبل ؛ لا بد أن يكون خالصًا لله، صواباً على شريعة رسول الله )( كتاب التوسل أنواعه وأحكامه – ص 16 ) 0

* ومن ثمار الإخلاص:

أولا : تفريج الكربات :

عن عبيد الله بن عمر عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال :

( أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ، إذْ أصَابَهُمْ مَطَرٌ، فأوَوْا إلى غَارٍ فَانْطَبَقَ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إنَّه واللَّهِ يا هَؤُلَاءِ، لا يُنْجِيكُمْ إلَّا الصِّدْقُ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنكُم بما يَعْلَمُ أنَّه قدْ صَدَقَ فِيهِ، فَقالَ واحِدٌ منهمْ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي أجِيرٌ عَمِلَ لي علَى فَرَقٍ مِن أرُزٍّ، فَذَهَبَ وتَرَكَهُ، وأَنِّي عَمَدْتُ إلى ذلكَ الفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، فَصَارَ مِن أمْرِهِ أنِّي اشْتَرَيْتُ منه بَقَرًا، وأنَّهُ أتَانِي يَطْلُبُ أجْرَهُ، فَقُلتُ له: اعْمِدْ إلى تِلكَ البَقَرِ فَسُقْهَا، فَقالَ لِي: إنَّما لي عِنْدَكَ فَرَقٌ مِن أرُزٍّ، فَقُلتُ له: اعْمِدْ إلى تِلكَ البَقَرِ، فإنَّهَا مِن ذلكَ الفَرَقِ فَسَاقَهَا، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عنْهمُ الصَّخْرَةُ، فَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي أبَوَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، فَكُنْتُ آتِيهِما كُلَّ لَيْلَةٍ بلَبَنِ غَنَمٍ لِي، فأبْطَأْتُ عليهما لَيْلَةً، فَجِئْتُ وقدْ رَقَدَا وأَهْلِي وعِيَالِي يَتَضَاغَوْنَ مِنَ الجُوعِ، فَكُنْتُ لا أسْقِيهِمْ حتَّى يَشْرَبَ أبَوَايَ فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُمَا، وكَرِهْتُ أنْ أدَعَهُمَا، فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِمَا، فَلَمْ أزَلْ أنْتَظِرُ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عنْهمُ الصَّخْرَةُ حتَّى نَظَرُوا إلى السَّمَاءِ، فَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي ابْنَةُ عَمٍّ، مِن أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وأَنِّي رَاوَدْتُهَا عن نَفْسِهَا فأبَتْ، إلَّا أنْ آتِيَهَا بمِئَةِ دِينَارٍ، فَطَلَبْتُهَا حتَّى قَدَرْتُ، فأتَيْتُهَا بهَا فَدَفَعْتُهَا إلَيْهَا، فأمْكَنَتْنِي مِن نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْهَا، فَقالَتْ: اتَّقِ اللَّهَ ولَا تَفُضَّ الخَاتَمَ إلَّا بحَقِّهِ، فَقُمْتُ وتَرَكْتُ المِئَةَ دِينَارٍ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَفَرَّجَ اللَّهُ عنْهمْ فَخَرَجُوا )


( متفق عليه )


ثانيا : الانتصار:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)


( سورة الأنفال – 45 ، 47 )


ثالثا : العصمة من الشيطان :

( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)


( سورة يوسف – 24 )


( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ )


( سورة الحجر – 39 )


رابع : نيل شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :

( قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتِكَ يَومَ القِيَامَةِ؟ فَقَالَ: لقَدْ ظَنَنْتُ، يا أبَا هُرَيْرَةَ، أنْ لا يَسْأَلَنِي عن هذا الحَديثِ أحَدٌ أوَّلُ مِنْكَ، لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ علَى الحَديثِ، أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ مَن قَالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قِبَلِ نَفْسِهِ )


( صحيح البخاري – برقم 99 )


خامسا : مغفرة الذنوب ونيل الرضوان :

كما في حديث البطاقة ، والمرأة البغي التي سقت الكلب ( اليابق ذكرهما ) 0

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ :


( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَّرَهُ ، فَشَكَرَالله لَهُ فَغَفَرَ لَهُ )


( متفق عليه )


* السلف والإخلاص:

قال أبو سليمان الداراني : ( طوبى لمن صحت له خطوة واحدة، لا يريد بها إلا الله تعالى )( حلية الأولياء ، وأنظر احياء علوم الدين للغزالي – 4 / 378 ) 0

وقيل لحمدون بن أحمد : ( ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا، قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا الخلق )( صفة الصفوة - ٤ / ١٢٢ ) 0

وقال رجل لتميم الداري - رضي الله عنه - : ( ما صلاتك بالليل ؟ فغضب غضباً شديداً ثم قال: والله لركعة أصليها في جوف الليل في سرّ أحب إلى من أن أصلي الليل كله، ثم أقصّه على الناس )( صفوة الصفوة – 1 / 290 ) 0

وقال أيوب السختياني : ( ما صدق عبد قط فأحب الشهرة )( سير اعلام النبلاء – 6 / 20 ) 0

وقال الإمام النووي - رحمه الله - : ( الذكر يكون بالقلب ويكون باللسان، والأفضل منه ما كان بالقلب واللسان جميعاً، فإن اقتصر على أحدهما فالقلب أفضل. ثم لا ينبغي أن يُترك الذكر باللسان مع القلب خوفاً من أن يُظن به الرياء، بل يذكر بهما جميعاً، ويقصد به وجه الله تعالى 0
قال الفضيل بن عياض - رحمه الله - : ( إن ترك العمل لأجل الناس رياء، ولو فتح الإنسان عليه باب ملاحظة الناس والاحتراز من تطرق ظنونهم الباطلة لانْسَدَّ عليه أكثر أبواب الخير، وضيَّع على نفسه شيئاً عظيماً من مهمات الدين، وليس هذا طريق العارفين )( الفتوحات الربانية على الأذكار النووية – 1 / 127 ) 0

قال ابن حجر : ( قال ابن أبي حاتم : ثنا الربيع بن سليمان ، سمعتُ الشافعي يقول - وهو مريض ، وذكر ما جمع من الكتب - : ( وددتُ لو أن الخلق تعلموه ، ولا ينسب إلىَّ منه شيء ) 0
قال : وحدثنا أبي ، ثنا حرملة ، سمعت الشافعي يقول : ( وددتُ أن كل علم أعلمه يعلمه الناس أُوجر عليه ، ولا يحمدوني )( توالي التأسيس لابن حجر – ص 106 )

وفي رواية : ( وددتُ أن الخلق تعلموا هذا العلم - يعني علمه وكتبه - أن لا ينسب إلى حرف منه )( التبيان في آداب حملة القرآن للنووي – ص 33 ) 0

وقال جبير بن نفير : ( سمعت أبا الدرداء وهو في آخر صلاته وقد فرغ من التشهد يتعوذ بالله من النفاق، فكرر التعوذ منه، فقلت: مالك يا أبا الدرداء أنت والنفاق؟! فقال: دعنا عنك، دعنا عنك ، فوالله ، أنّ الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الوحدة فيخلع منه )( الفريابي في صفة النفاق – ٨٦ ) 0

وقال بشر الحافي : ( لأن اطلب الدنيا بمزمار أحب إلى من أن اطلبها بالدين )( مختصر منهاج القاصدين – ص 214 ) 0

وعن يحي بن أبي كثير قال : ( تعملوا النية ، فإنها ابلغ من العمل )( حلية الأولياء - 3 / 70 ) 0

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله : ( الصبر باعتبار متعلقه ثلاثة أقسام : صبر الأوامر والطاعات التي يؤديها ، وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها، وصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يسخطها )( مدارج السالكين – 1 / 165 ) 0

قال ابن القيم – رحمه الله - : ( قال ابن عقيل : كان أبو إسحاق الفيروز بادي لا يخرج شيئاً إلى فقير إلا أحضر النية، ولا يتكلم في مسألة إلا قدم الاستعانة بالله وإخلاص القصد في نصرة الحق دون التزيين والتحسين للخلق. ولا صنف مسألة إلا بعد أن صلى ركعتين فلا حرج أن شاع سمه واشتهرت تصانيفه شرقاً وغرباً ، وهذه بركات الإخلاص )( بدائع الفوائد – 3 / 149 ) 0


* ما يتوهم انه رياء وشرك وليس كذلك :

1)- حمد الناس للرجل على عمل الخير:

فعن أبي ذر رضي الله عنه قال :


( قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ العَمَلَ مِنَ الخَيْرِ، وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عليه؟ قالَ: تِلكَ عَاجِلُ بُشْرَى المُؤْمِنِ )


( رواه الإمام مسلم في صحيحه - برقم 2642 )


2)- التحدث عن المعاصي لو أن الله يكره ظهور المعاصي ويحب ستره :

فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال :

( اجتنبوا هذه القاذوراتِ التي نهى اللهُ عزَّ وجلَّ عنها ، فمن ألمَّ فليستتِرْ بسترِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، فإنَّهُ من يُبْدِ لنا صفحتَه نُقِمْ عليه كتابَ اللهِ )


( السلسلة الصحيحة – 663 )


3)- ترك الطاعات خوفا من الرياء لأن ذلك من مكائد الشيطان :

قال إبراهيم النخعي : ( إذا أتاك الشيطان وأنت في صلاة فقال : إنك مراءٍ، فزدها طولاً )( الآداب الشرعية لابن مفلح – 1 / 267 ) 0

4)- نشاط العبد بالعبادة عند رؤية العابدين :

قال المقدسي : ( يبيت الرجل مع المتهجدين فيصلون أكثر الليل وعادته قيام ساعة فيوافقهم، أو يصومون ولولاهم ما انبعث هذا النشاط، فربما ظن ظان أنّ هذا رياء وليس كذلك على الإطلاق، بل فيه تفضيل، وهو أن كل مؤمن يرغب في عبادة الله تعالى ولكن تعوقه العوائق وتستهويه الغفلة فربما كانت مشاهدة الغير سبباً لزوال الغفلة". ثم قال: "ويختبر أمره بأن يمثل القوم في مكان لا يراهم ولا يرونه، فان رأي نفسه تسخو بالتعبد فهو لله، وان لم يسخ كان سخاؤها عندهم رياء وقس على هذا )( مختصر منهاج القاصدين - ص 234 ) 0

( ولا ينبغي أن يؤيس نفسه من الإخلاص بأن يقول : إنما يقدر على الإخلاص الأقوياء وأنا من المخلصين، فيترك المجاهدة في تحصيل الإخلاص لأن المخلط إلى ذلك أحوج )( في مختصر منهاج القاصدين - ص 229 ) 0


5)- عدم التحدث بالذنوب وكتمانها :

عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :

( كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ، وإنَّ مِنَ المُجاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وقدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عليه، فَيَقُولَ: يا فُلانُ، عَمِلْتُ البارِحَةَ كَذا وكَذا، وقدْ باتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، ويُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عنْه )


( متفق عليه )


6)- اكتساب العبد لشهرة من غير طلبها وترك العمل خوفا أن يكون شركا :

قال الفضيل بن عياض : ( ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل من اجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منه )( باختصار تصرف من كتاب الإخلاص للعوايشة - 25 – 27 ) 0

قال النووي معلقا على كلام الفضيل : ( ومعنى كلامه رحمه الله أن من عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراه الناس فهو مراء لأنه ترك العمل لأجل الناس إما لو تركها ليصليها في الخلوة فهذا مستحب إلا أن تكون فريضة أو زكاة واجبة أو يكون عالما يقتدى به فالجهر بالعبادة في ذلك أفضل )( شرح الأربعين النووية - ص 11 ) 0



7)- أن يكون قصده إخفاء الطاعة والإخلاص لله ولكن لما اطلع عليه الخلق علم أن الله أظهر الجميل من أحواله فيسر بحسن صنع الله وستره المعصية فيكون فرحه بذلك لا بحمد الناس ومدحهم وتعظيمهم :


في زاد مسلم عن أبي ذر قال :

قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ :


" أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ العَمَلَ مِنَ الخَيْرِ، وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عليه؟ قالَ: تِلكَ عَاجِلُ بُشْرَى المُؤْمِنِ "


( صحيح مسلم – برقم 2642 )


( مختصر منهاج القاصدين باختصار ) 0


يقول ابن تيمية - رحمه الله - : ( ومن كان له ورد مشروع من صلاة الضحى أو قيام ليل أو غير ذلك فانه يصليه حيث كان ولا ينبغي له أن يدع ورده المشروع لأجل كونه بين الناس إذا علم الله من قلبه انه يفعله سراً لله مع اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات الإخلاص 0 إلى أن قال : " ومن نهى عن أمر مشروع بمجرد زعمه إن ذلك رياء فنهيه مردود عليه من وجوه:
1- إن الأعمال المشروعة لا ينهى عنها خوفا من الرياء بل يؤمر بها وبالإخلاص فيها 0
2- إن الإنكار إنما يقع على ما أنكرته الشريعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس ولا اشق بطونهم " ( صحيح البخاري – برقم 4351 ) 0
3- إن تسويغ مثل هذا يفضي إلى أن أهل الشرك والفساد ينكرون على أهل الخير والدين إذ رأوا من يظهر أمراً مشروعاً قالوا : " هذا مراءٍ " 0 فيترك أهل الصدق إظهار الأمور المشروعة حذراً من لمزهم فيتعطّل الخير 0
4- إنّ مثل هذا من شعائر المنافقين وهو الطعن على من يظهر الأعمال المشروعة " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ " سورة التوبة – 79 )( مجموع الفتاوى – باختصار – 23 / 174- 175 ) 0

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - : ( اتصال الرياء بالعبادة على ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : أن يكون الباعث على العبادة مراءاة الناس مِن الأصل ؛ كمن قام يصلِّي مراءاة الناس ، مِن أجل أن يمدحه الناس على صلاته ، فهذا مبطل للعبادة 0 الوجه الثاني : أن يكون مشاركاً للعبادة في أثنائها ، بمعنى : أن يكون الحامل له في أول أمره الإخلاص لله ، ثم طرأ الرياء في أثناء العبادة ، فهذه العبادة لا تخلو من حالين :
الحال الأولى : أن لا يرتبط أول العبادة بآخرها ، فأولُّها صحيح بكل حال ، وآخرها باطل 0
مثال ذلك : رجل عنده مائة ريال يريد أن يتصدق بها ، فتصدق بخمسين منها صدقةً خالصةً ، ثم طرأ عليه الرياء في الخمسين الباقية فالأُولى صدقة صحيحة مقبولة ، والخمسون الباقية صدقة باطلة لاختلاط الرياء فيها بالإخلاص 0
الحال الثانية : أن يرتبط أول العبادة بآخرها : فلا يخلو الإنسان حينئذٍ مِن أمرين :
الأمر الأول : أن يُدافع الرياء ولا يسكن إليه ، بل يعرض عنه ويكرهه : فإنه لا يؤثر شيئاً لقوله صلى الله عليه وسلم " إنَّ اللَّهَ تَجاوَزَ عن أُمَّتي ما حَدَّثَتْ به أنْفُسَها، ما لَمْ تَعْمَلْ أوْ تَتَكَلَّمْ " ( متفق عليه – واللفظ لمسلم ) 0
الأمر الثاني : أن يطمئنَّ إلى هذا الرياء ولا يدافعه : فحينئذٍ تبطل جميع العبادة ؛ لأن أولها مرتبط بآخرها 0
مثال ذلك : أن يبتدئ الصلاة مخلصاً بها لله تعالى ، ثم يطرأ عليها الرياء في الركعة الثانية ، فتبطل الصلاة كلها لارتباط أولها بآخرها 0
الوجه الثالث : أن يطرأ الرياء بعد انتهاء العبادة : فإنه لا يؤثر عليها ولا يبطلها ؛ لأنها تمَّت صحيحة فلا تفسد بحدوث الرياء بعد ذلك 0
وليس مِن الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته ؛ لأن هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة 0
وليس مِن الرياء أن يُسرَّ الإنسان بفعل الطاعة ؛ لأن ذلك دليل إيمانه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " مَن سرَّته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن " ( الأيمان لابن تيمية – وقال الألباني حديث صحيح – رقم 39 ) 0
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : " تِلكَ عَاجِلُ بُشْرَى المُؤْمِنِ " جزء من حديث رواه ابو ذر الغفاري – وقال الألباني حديث صحيح – انظر صحيح ابن ماجة - رقم 2423 " ( مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين - 2 / 29 ، 30 ) 0


وقد تعمدت الحديث عن موضوع الاخلاص لأن كثير مما يقوم به هذا الرجل قد يوقعه في موضوع الرياء من خلال اظهار القدرات الخارقة المزيفة التي يدعيها ونشر مقاطع كثيرة يتبين من خلالها الكذب البواح ، وكذلك السفر الى كثير من بقاع الأرض داعيا القدرة على شفاء الأمراض ، ومن هنا كان لزاما أن ابين بعض الأمور المتعلقة بمسألة الرياء وخطورة ذلك على المسلم 0

* الرياء والاخلاص :

- أنواع الرياء :

يقول ابن الجوزي – رحمه الله - : ( الرياء اما أن يكون جليا وأما ان يكون وخفيا ) 0
فالجلي : هو الذي يبعث على العمل ويحمل عليه.
والخفي : مثل الرياء الذي لا يبعث على العمل لمجرده، لكن يخفف العمل الذي أريد به وجه الله تعالى، كالذي يعتاد التهجد كل ليلة ويثقل عليه، فإذا نزل عنده ضيف نشط له وسهل عليه.
وأخفي من ذلك ما لا يؤثر في العمل ولا في التسهيل، وأجلي علاماته أنه يسر باطلاع الناس على طاعته، فرب عبد مخلص يخلص العمل ولا يقصد الرياء بل يكرهه، لكن إذا اطلع الناس عليه سره ذلك وارتاح له، وروّح ذلك عن قلبه شدة العبادة، فهذا السرور يدل على رياء خفي )( الفيض الرحماني شرح كناب الطب ال****** – ص 160 ، 162 ) 0

ومتى لم يكن وجود العبادة كعدمه في كل ما يتعلق بالخلق لم يكن خالياً عن شوب خفي من الرياء ( رأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين ) 0


الرياء : ( هي الطاعة التي يظهرها الفاعل كي يراها الناس )( قواعد الأحكام في اصلاح الأنام للعز بن عبدالسلام – 1 / 147 ) 0


* من دقائق الرياء وخفاياه:

قد يخسر الإنسان عمله بسبب انعدام الإخلاص، وذلك أمّا بالرياء والشهرة والشرف والسمعة والعجب.

والرياء : هو إظهار العبادة لقصد رؤية الناس، فيحمدوا صاحبها، فهو يقصد التعظيم والمدح والرغبة أو الرهبة فيمن يرائيه.

أما السمعة : فهي العمل لأجل سماع الناس ( فالرياء يتعلق بحاسة البصر، والسمعة تتعلق بحاسة السمع 0

وأما العجب : فهو قرين الرياء 0


وقد فرّق بينهما شيخ الإسلام ابن تيمية فقال : ( الرياء من باب الإشراك بالخلق، والعجب من باب الإشراك بالنفس )( مجموع الفتاوى – 10 / 277 ) 0

* هنا ثلاث أمور دقيقة للرياء على النحو التالي:

أولها: ما ذكره أبو حامد الغزالي في أحبائه حيث قال أثناء ذكره للرياء الخفي: ( وأخفى من ذلك أن يختفي ( العاقل بالطاعة ) بحيث لا يريد الاطلاع ولا يسر بظهور طاعته، ولكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب أن يبدأوه بالسلام وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير، وأن يثنوا عليه، وأن ينشطوا في قضاء حوائجه كأنه يتقاضى الاحترام مع الطاعة التي أخفاها، ولو لم يفعل ذلك ما استبعد تقصير الناس في حقه )( إحياء علوم الدين – 3 / 305 – 306 ) 0
ثانيها : أن يجعل الإخلاص وسيلة لا غاية وقصداً لأحد المطالب الدنيوية ( كالحكمة - كالكرامة - كالحوائج الدنيوية ) 0
ثالثها : ما أشار إليه ابن رجب بقوله : " وها هنا نكته دقيقة وهي أن يذم الإنسان نفسه بين الناس يريد بذلك أن يرى الناس أنه يتواضع عن نفسه ويرتفع بذلك عنهم ويمدحونها به، وهذا من دقائق أبواب الرياء وقد نبه السلف الصالح " ، قال مطرف بن عبد الله ابن الشخير: "كفى بالنفس إطراء أن تذمّها على الملأ كأنك تريد بذمها زينتها، وذلك عند الله سفه". [ شرح حديث ما ذئبان جائعان ] (نقلا من كتاب الإخلاص والشرك ، الدكتور عبد العزيز عبد اللطيف - ص 46 ) 0


* الصبر على الطاعة ثلاثة أنواع :
صبر قبل الطاعة - وصبر أثناء الطاعة – صبر بعد الطاعة 0
رابعها : ربما كره الرياء ولكنه عندما يتذكر أعماله ويثني عليه لم يقابل ذلك بالكراهية، بل يشعر بالسرور، ويشعر أنّ ذلك روح عنه شيئاً من عناء العبادة فهذا نوع دقيق من أنواع الشرك الخفي )( الإخلاص - العوايشه - ص 71 ، ونقله من مختصر منهاج القاصدين ) 0


* أمور تعين على تحقيق الإخلاص :

أ - أن يعلم المكلف يقيناً بأنّه عبد محض، والعبد لا يستحق على خدمته لسيده عوضاً ولا أجراً، إذ هو يخدمه بمقتضى عبوديته، فما يناله من سيده من الأجر والثواب تفضل منه وإحسان إليه، ولا معاوضة 0
ب - مشاهدته مِنَّه الله عليه وفضله وتوفيقه، وأنه بالله لا بنفسه، وأنه إنما أوجب عمله مشيئة الله لا مشيئته هو، وكل خير فهو مجرد فضل الله ومنته 0
ت - مطالعته عيوبه وآفاته وتقصيره منه وما فيه من حظ النفس ونصيب الشيطان، فقلّ عمل من الأعمال إلا وللشيطان فيه نصيب وإن قل، وللنفس فيه حظ، سئل صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في صلاته؟! فقال: "هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد". فإذا كان هذا التفات طرفه فكيف التفات قلبه إلى ما سوى الله؟! )( مدارج السالكين ) 0
ث - تذكير النفس بما أمر الله به من إصلاح القلب وإخلاصه ، وحرمان المرائي من التوفيق 0
ج‌ - الخوف من مقت الله تعالى، إذا اطلع على قلبه وهو منطوٍ على الرياء 0
ح‌ - الإكثار من العبادات غير المشاهدة وإخفاؤها، كقيام الليل، وصدقة السر والبكاء خالياً من خشية الله 0
خ‌ - تحقيق تعظيم الله، وذلك بتحقيق التوحيد والتعبّد لله بأسمائه الحسنى وصفاته " العلي العظيم – العليم – الرزاق – الخالق " 0
د - أن يشعر أنه عبد محض لله تعالى 0
ذ - معرفة أسماء الله وصفاته وتعظيم الله 0
ر - تذكر الموت وأهواله 0
ز - الإكثار من الأعمال المخفية 0
س - أن يرد الرياء بالاقتداء 0
ش - أن يعلم عاقبة الرياء 0
ص - الإلحاح على الله بالدعاء، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء والإلحاح على الله 0
ض‌ - تدبر القرآن 0
ط - التخلص من حظوظ النفس، فانه لا يجتمع الإخلاص في القلب وحب المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلّا كما يجتمع الماء والنار، فإذا أردت الإخلاص فاقبل على الطمع فاذبحه بسكين اليأس، وقم على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، حينئذ فقط يسهل عليك الإخلاص، والطمع يسهل ذبحه باليقين أنه ليس من شيء تطمع فيه إلا وبيد الله خزائنه، لا يملكها غيره 0
ظ – المجاهدة : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )( سورة العنكبوت – الآية 69 ) 0
فالمطلوب منك بذل الجهد في دفع خواطر الرياء وعدم الركون إليها، وكلّما أولى لا بد من قياسها حتى تصل إلى المرحلة التي قال الله تعالى فيها ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ )( سورة الحجر – الآية 42 ) 0 وهي المرحلة التي تكون النفس فيها مطمئنة بطاعة الله، ساكنة إليها لا تخالجها الشكوك الأثيمة 0
ع - إخفاء الطاعات وعدم التحدّث بها 0
غ - عدم الاكتراث بالناس 0
ف - الخوف من الشرك بنوعيه 0
ق - الدعاء بكفارة الرياء ، ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا بكرٍ ، لَلشِّركُ فيكم أخْفى من دبيبِ النَّملِ والذي نفسي بيدِه ، لَلشِّركُ أخْفى من دَبيبِ النَّملِ ، ألا أدُلُّك على شيءٍ إذا فعلتَه ذهب عنك قليلهُ و كثيرهُ ؟ قل : اللهم إني أعوذُ بك أن أشرِكَ بك وأنا أعلمُ ، وأستغفِرُك لما لا أَعلمُ )( الحديث رواه معقل بن يسار – وقال الألباني حديث صحيح – انظر " صحيح الأدب المفرد " – برقم 551 ) 0
ك - تعاهد النفس بالوعظ ومجالس الذكر ومصاحبة أهل الإخلاص 0
ل - تذكّر عظم نعمة الله سبحانه على المرء وشكرها، ونسبتها إلى مسببها ، والاعتراف بها ظاهراً وباطناً 0
م - اعتياد الطاعات بحيث تصير جزءاً لا يتجزأ من حياة المرء 0


بعد عرض موضوع الاخلاص بكل تفصيلاته وكذلك موضوع الرياء وحرص المسلم حرصا شديدا على اتقاء مسألة الرياء ، أقول وبالله التوفيق :

اولا : من خلال استعراض كثير من مواقف المذكور وبعده عن منهج الكتاب والسنة واقوال علماء الأمة يخشى ان يقع في هذا الداء العظيم ، وبخاصة لو تمعنا بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كما ورد اعلاه " لَلشِّركُ أخْفى من دَبيبِ النَّملِ " 0

ثانيا : عرض كثير من المقاطع والتي يستعرض فيها قدراته وكأنه أصبح عيسى ابن مريم بمعجزاته من احياء الموتى وابراء الأعمى والأبرص وما شابه ذلك ، وهذا مما لا شك فيه قد يوقع بالعجب والخيلاء ، ولا ننسى عند ذكر هذا حديث أبو هريرة – رضي الله عنه – انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي :

( قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : الكبرياءُ ردائي ، والعظمةُ إزاري ، فمَن نازعَني واحدًا منهُما ، قذفتُهُ في النَّارِ )


( وقال الألباني " حديث صحيح " – انظر صحيح الجامع - برقم " 4309 " )


تقول لجنة الإشراف العلمي منهج العمل في الموسوعات - الدرر السنية : ( الكِبرياءُ والعَظمةُ وما يُقارِبُهما مِن المعانِي مِن الصِّفاتِ التي اختصَّ المولى عزَّ وجلَّ بها نفْسَه عن سائرِ الخلقِ، وهي في حَقِّه سبحانَه صفاتُ كمالٍ، وأمَّا في حقِّ الخَلقِ فهي صفةُ نقْصٍ 0
وفي هذا الحَديثِ القُدسيِّ، يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: قال اللهُ عزَّ وجلَّ الكِبرياءُ رِدائي ، أي الشَّرفُ والترفُّع على كلِّ مَن سِواه , بأن يَرى لذاتِه سُبحانه فَضلًا وشرفًا عليهِم ، و" الرِّداءُ " : ما يلبَسُه الرجلُ على الرأسِ والكَتِفينِ، وهذا من بابِ تَقريبِ المعانِي بضَربِ الأمثالِ ؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ليس كمِثلِه شيءٌ ، ولا تُمثَّلُ صِفاتُه بصِفاتِ المخلوقينَ ، وقد قالَ تعالى : ( " وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ " ( سورة الجاثية – الآية 37 ) ؛ فهوَ المتفرِّدُ به في الكونِ كلِّه ، ولا يجوزُ للعِباد أن يتَّصِفوا بها؛ فقد توعَّد اللهُ المتكبِّر بجهنَّمَ؛ كما قالَ تَعالى : " قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ " ( سورة الزمر – الآية 72 ) 0
" والعَظمةُ إِزارِي " ، أي : الكَمالُ والشَّرفُ والاستِغناءُ له في نفسِه سُبحانه وتَعالى ، و" الإِزارُ" : أي : ما يلبَسُه الرَّجُلُ من وسَطِه إلى قدَميْه، وهو أيضًا من باب تقريبِ المعاني ، ولا تُمثَّلُ صِفاتُ اللهِ تعالى بخَلْقِه ، " فمَنْ نازَعني واحدًا مِنهما " ، أي : مَن شارَكني وقاسَمني وحاولَ الاتِّصافَ بأيِّ واحدةٍ مِنهما ، " قَذَفْتُه " ، أي رمَيتُه وألقَيتُه في النارِ؛ لأنَّه شارَكَ اللهُ تعالى فيما يختصُّ به سُبحانَه؛ فكما أنَّ الرِّداءَ والإزارَ لا يَشترِكُ مع الإنسانِ فيهما أحدٌ ؛ فكذلِكَ الكِبرياءُ والعَظمةُ لا يَشتركُ فيهما أحدٌ معَ اللهِ سُبحانَه وتَعالى 0
ووصْفُ اللهِ تَعالى بأنَّ العَظَمَة إزارُه والكبرياءَ رِداؤُه كسائرِ صِفاته؛ تُثبَت على ما يَليقُ به سبحانَه ، والواجبُ الإيمانُ بها وإمرارُها كما جاءتْ ؛ دونَ تَحريفٍ ولا تَعطيلٍ ، ودون تَكييفٍ أو تمثيلٍ 0
وفي هذا الحديثِ : أنَّ صِفاتَ الكِبرياءِ والعَظمةِ في حقِّ اللهِ كمالٌ ، وفي حقِّ المخلوقينَ نَقصٌ 0




ثالثا : التنقل بين مدن العالم واستعراض هذه القدرات وبخاصة استخدام أسلوب الكذب تارة والتمويه تارة أخرى كما سوف يتضح لنا من خلال أقوال الاخوة الأفاضل لاحقا ، وهذا كسابقه قد يوقع في الكبر والعجب والعياذ بالله ) 0


خامسا : مخالفته لصريح السنة المطهرة والاجماع على جواز أخذ الأجرة على الرقية من باب الجعالة أو من باب الاجارة :

فقد ثبت من حديث أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه حيث فال :

( انْطَلَقَ نَفَرٌ مِن أَصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا، حتَّى نَزَلُوا علَى حَيٍّ مِن أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَاسْتَضَافُوهُمْ فأبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ، فَلُدِغَ سَيِّدُ ذلكَ الحَيِّ، فَسَعَوْا له بكُلِّ شيءٍ لا يَنْفَعُهُ شيءٌ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: لو أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا، لَعَلَّهُ أَنْ يَكونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شيءٌ، فأتَوْهُمْ، فَقالوا: يا أَيُّهَا الرَّهْطُ إنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ، وَسَعَيْنَا له بكُلِّ شيءٍ لا يَنْفَعُهُ، فَهلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنكُم مِن شيءٍ؟ فَقالَ بَعْضُهُمْ: نَعَمْ، وَاللَّهِ إنِّي لَأَرْقِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا، فَما أَنَا برَاقٍ لَكُمْ حتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلًا، فَصَالَحُوهُمْ علَى قَطِيعٍ مِنَ الغَنَمِ، فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عليه، وَيَقْرَأُ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ فَكَأنَّما نُشِطَ مِن عِقَالٍ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَما به قَلَبَةٌ، قالَ: فأوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمُ الذي صَالَحُوهُمْ عليه، فَقالَ بَعْضُهُمْ: اقْسِمُوا، فَقالَ الذي رَقَى: لا تَفْعَلُوا حتَّى نَأْتِيَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَنَذْكُرَ له الذي كَانَ، فَنَنْظُرَ ما يَأْمُرُنَا، فَقَدِمُوا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرُوا له، فَقالَ: وَما يُدْرِيكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ، ثُمَّ قالَ: قدْ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا، وَاضْرِبُوا لي معكُمْ سَهْمًا )


( متفق عليه )


قال النووي - رحمه الله - تعقيبا على شرح الحديث : ( وهذا تصريح بجواز أخذ الأجرة على الرقية بالفاتحة وأنها حلال لا كراهة فيها وكذا الأجرة على تعليم القرآن 0 وهذا مذهب الشافعي ومالك وأحمد واسحاق وأبي ثور وآخرين )( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 – 356 ) 0

والأدلة من الأحاديث في هذا الباب ظاهرة في جواز أخذ الأجرة على الرقية وشاهد ذلك ما يلي :

* قوله في حديث أبي سعيد :


( قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما )


* وقوله في حديث ابن عباس :

( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله عز وجل )


* وقوله في حديث خارجة :

( كل فلعمري من أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق )


4)- مقابل ذلك يلجأ الى الاحتيال على الناس وبيعهم المواد المستخدمة في الرقية بأسعار باهضة كما بين ذلك الشيخ احسان بن محمد العتيبي – حغظه الله – 0

5)- وصف بعض العلاجات التي قد تكون مخطرة على صحة وسلامة المرضى ، ومن ذلك أن يعطي امرأة وصفة للتنحيف والتخسيس بأن تأكل المناديل الورقية فأكلت ما يقارب ( 1104 ) قطعة أودت بها الى المستشفى لقسم الطوارئ وهناك مقاطع كتب فيها اكل 3 مناديل فقط لمدة 30 يوم تنقص سبعة عشر كيلوجرام وهذا مستحيل حدوثه كما بين ذلك الشيخ احسان العتيبي والشيخ خالد الحبشي – حفظهما الله – 0


سادسا : استخدام النجاسة في طريقة علاجه :

وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن المذكور يستخدم بوله في العلاج وقد أشار لهذ الأمر كل من الشيخ احسان بن محمد العتيبي وكذلك والأخ حسن مدني – حفظهما الله – ومن هنا كان لزاما أن أبين حكم استخدام البول الآدمي في العلاج والاستشفاء :


تعريف النجاسة :

النجاسة لغةً : القذارة 0

النجاسة شرعًا : هي عين مستقذرة شرعًا (حاشية ابن عابدين – 1 / 85 ) 0


شرح التعريف :

قوله ( عين ) : يعني أن النجاسة لها جرم محسوس وليست من المعاني 0

قوله ( مستقذرة شرعًا ) : يعني لابد أن يأتي في الشرع ما يحكم بنجاستها، فهناك أشياء مستقذرة وليست نجسة في الشرع ( كالبصاق والمخاط ) 0


مسألة : حكم إزالة النجاسة :

إزالة النجاسة واجبة عند جمهور الفقهاء، وإن لم يقصد المسلم الصلاة .

الدليل علي وجوب إزالة النجاسة :

* قول الله تعالى :

﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾


( سورة المدثر – الآية 4 )

* وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في صاحبي القبر :

( إنهما ليعذَّبان، وما يعذَّبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزهُ من بوله )


( متفق عليه )


ومعني لا يستنزه : لا يتجنبه ويتحرز منه 0

وجه الاستدلال : أن الإنسان لا يعذب إلا على ترك واجب ، فدل على وجوب التطهر من النجاسة 0


مسألة : حكم بول الأدمي ؟

حكمهما : النجاسة 0

دليل نجاسة البول :

حديث أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه :

( أنَّ أعرابيًّا بال في المسجد، فقام إليه بعضُ القَومِ، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: دَعُوه ولا تُزْرِمُوه، قال: فلمَّا فرَغ دَعا بدَلْوٍ مِن ماءٍ فصَبَّه عليه )


( متفق عليه )


* لا تزرموه : أي لا تقطعوا عليه بوله 0


* وكذلك الإجماع قال ابن قدامة : ( ما خرَج من السَّبيلين كالبول والغائط... فهذا لا نعلم في نجاسته خِلافًا )( المغني – 2 / 64 ) 0


قال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز : ( وبول الصبيِّ الذي لم يأكل الطَّعام يُنضَح ، أمَّا البول للصبيِّ الذي يأكُل الطَّعام فيُغسَل )( مجموع فتاوى ابن باز – 29 / 22 ) 0

سئل فضية الشيخ عبدالمحسن العباد – حفظه الله – السؤال التالي :

يقول أحسن الله اليكم هل يجوز حكم استخدام بول الآدمي في التداوي به ؟؟؟

الجواب : ( لا يجوز التداوي ببول الآدمي لأنه نجس ، ولا يتداوى بالنجاسات ، يتداوى بأبوال الابل والغنم والبقر والأشياء المأكولة اللحم هذا هو الذي جاء فيها كما في حديث العرينيين اللذين أصابهم يعني تأثروا وأرشدهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يذهبوا الى ابل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها ففعلوا حتى صحوا حصل منهم ما حصل من كقر النعمة والردة عن الاسلام وما فعلوه ، لكن الحاصل ان الرسول ارشدهم الى العلاج بأبوال الابل وهذا يدل على طهارة أبوال الابل وأرواثها كذلك كل ما يؤكل لحمه من الحيوانات التي تمشي على الأرض او من الطيور التي هي مأكولة اللحم فان روثها وذرقها الذي يحصل يعني هو طاهر ) 0



سئل موقع اسلام ويب السؤال التالي : هذا سؤال عن صديق لي حديث عهد بالإسلام, وهو يشكو من مرض في معدته, فقال لي إنه قبل اعتناقه الإسلام نصحه طبيب بأن يشرب بوله, ففعل هذا لأيام معدودة, فتحسن حاله.. فسألني إذا كان هذا يجوز لأنه لم يشف بالأدوية الأخرى، فقلت له إن ما أعرفه عن البول بأنه نجس، وعلى المسلم أن يبتعد عن النجاسة ويكون طاهراً، ما عدى بول الإبل فيجوز، لكني لا أجزم في الأمر دون علم، فرأيت أن أكاتبكم وأتمنى أن تفيدونا وتوضحوا لنا المسألة إن شاء الله؟ جزاكم الله خيراً ؟؟؟

الجواب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبول الآدمي نجس باتفاق أهل العلم، وعلى المسلم الابتعاد عنه، ولا يجوز له شربه للتداوي إلا عند تعينه طريقاً إلى ذلك بقول طبيب مسلم ثقة ، قال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: وأما أمره صلى الله عليه وسلم العرنيين بشرب أبوال الإبل فكان للتداوي، والتداوي بالنجس جائز عند فقد الطاهر الذي يقوم مقامه والله أعلم ) 0



ورد في موسوعة الفتاوى السؤال التالي : وردنا سؤال يقول فيه صاحبه ما حاصله ترجمة: يقول كاتب في مجلة (YOUNG TIMES) اللندنية إن هناك الكثيرين ممن يتبعون العلاج بالبول ويسرد الكاتب آراء بعض الأطباء البريطانيين، وكذلك آراء باحثين استراليين، ظهر أنهم جميعًا يجمعون بأنه يحوي على علاج يعمل في تنظيم الأنظمة الداخلية لجسم الإنسان (ليس فقط بول الإنسان بل كذلك بول الحيوان) وهناك من يقول: إن العلاج لا يقتصر فقط على مسح الجسم بالبول بل كذلك شربه وخصوصًا بول الصباح الباكر 0

هذا ويعتقد الكثير منهم أنه ليس بقذر أو نجس وأنه يتحوّل إلى معقَّم حال خروجه من الجسم ويستندون بذلك على أنه وسيلة نافعة جدًا في تشخيص حالة الجسم العامة عند إجراء عملية التحليل الطبي 0

ويوصي الطبيب « أرثر لينكولن » باستخدامه كجرعات دوائية علاجية لمرضاه، حيث إنه يقول: إنه مستمر على العلاج به منذ عشرين سنة، حيث إنه لا يشربه فقط، بل إنه يستخدمه كبديلٍ عن الصابون، ويوصي الطبيب « ياولز » بأن يمسح به الجسم كله وكذلك مسح الشعر 0

ويقول إن هذا الاعتقاد بأنه نجس أو قذارة خطأ، وبالحقيقة هو شراب رباني ويمكنك أن تشربه مع الفواكه 0

وهو مهم لعلاج الجلد ويساعد في سرعة التئام الجروح 0

وكذلك يمكن استخدامه كعلاج للأطفال والحيوانات الذين لا يمكنهم أن يغذوا أجسامهم بالكافايين، والكحول أو أي دواء آخر، وبذلك يمكننا جميعًا أن نستخدم البول كعلاج للأمراض ولكن ما نحتاجه هو الجرأة على ذلك 0

فما رد علماء الشرع على ذلك ؟؟؟

الجواب : ( إن بول الآدمي من النجاسات المجمع عليها، وقد أمرنا باجتناب الأرجاس والأنجاس بنص القرآن الكريم، كما قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ ( المائدة – الآية 90 ) ، ولذلك اتفق الفقهاء على عدم جواز التداوي بالمحرم والنجس من حيث الجملة لحديث : ( إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ ، كما أخرجه البخاري من حديث ابن مسعود موقوفًا، ومثله لا يقال بالرأي 0

وذلك لأن الشفاء هو بيد الله تعالى فهو الشافي سبحانه كما قال جلَّ شأنه فيما يقصُّه عن سيدنا إبراهيم عليه السلام :﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾( الشعراء – الآية 80 ) ]، ولا يُلتمس ما عند الله تعالى بما حرَّم على عباده فقد أخرج أبو داود من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً، فَتَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ، وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ ) 0

وذلك لأن النجس لا دواء فيه، بل إن الله تعالى سلب ما فيه من المنافع، ولو كان فيه منفعة لابن آدم راجحة لما حرَّمه الله تعالى على عباده، لأن الله تعالى أحل لعباده الطيبات وحرم عليهم الخبائث. ومن أخبث الخبائث البول والغائط.

فإن تعين النجس للنفع كشرب الخمر للغصة، جاز للضرورة. لأن الضرورات تبيح المحظورات كما قال سبحانه : ﴿ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ﴾( الأنعام – الآية 119 ) ، وكذا لو قرر الطبيب العدل تعيُّنه لنوع مرض كما حدث للعُرنِيِّين فيجوز عندئذ للضرورة، كما ذكرنا 0

وعلى المسلم أن يتبع الشرع الشريف وعلماءه، لا أن يتبع الكفرة الذين لا يفرقون بين الحلال والحرام، ولا بين الطيب والخبيث لتبلُّد أحاسيسهم ومشاعرهم، ودناءة نفوسهم، ولا يحجزهم وازع شرع، ولا عفة نفس، ولا يقظة ضمير، ولا غرابة في ذلك فإنه ليس بعد الكفر ذنب، وقد حسم النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه الدعاوى بقوله : ( وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ ) كما قد سبق، وطاعة الله ورسوله أوجب، وكلامه أحكم وأعدل ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾( النساء – الآية 122 ) 0
والله تعالى أعلم ) 0




سابعا : تصوير مقاطع فيديو في طريقة العلاج التي يتبعها :

سئل فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد – حفظه الله - السؤال التالي : في بلادنا انتشر الحديث كثيرا عن السحر والرقية وماشابهها من الأمور لهذا لي أسئلة 1- ما حكم ما يفعله بعض الرقاة من تصوير جلسات الرقية للرجال والنساء ونشرها للناس ؟ 2- ذكر لي الكتب الموثوقة التي تتناول موضوع الرقية الشرعية ، السحر ، سواء من كتب المتقدمين أو المتأخرين ؟؟؟

الجواب : ( الحمد لله ،،،

أولا : لا يجوز تصوير جلسات الرقية للرجال أو النساء، وهو أشد وأقبح في شأن النساء؛ لما في هذا التصوير من مفاسد، كهتك خصوصية المريض . ثم ما في ذلك من مفسدة التباهي والتفاخر من الراقي بالمعالجة ، ما ينبغي أن ينهى عنه ، ويمنع منه 0
ولا يلتفت لموافقة المريض على التصوير ، فإن هذا إن حصل ، سيكون تحت ضغط الرغبة في العلاج 0
والمريض كثيرا ما يبدو منه ما لا يليق ، فضلا عما هو فيه من الضعف والحاجة ، فتصويره في هذه الحالة عدوان عليه ، وهتك لستره ، وربما عرضه للغيبة أو السخرية 0
وأما تصوير المرأة فهو ممنوع مطلقا ، ولا يرخص فيه إلا للضرورة ، ولا ضرورة في هذا التصوير ؛ بل ضرورة الستر ، وحفظ العورات ، وصون الحرمات – حقيقة – تمنع هنا من ذلك التصوير 0
ثانيا : تقدم لنا في أجوبة كثيرة الكلام على الرقية وعلاج السحر ، ومن الكتب النافعة في ذلك:
1- كتاب: " الرقية الشرعية " ، المؤلف: د خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي.
تقديم: العلاّمة الشيخ د/ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله تعالى.
2- كتاب " العلاج بالرقى من الكتاب والسنة " ، المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني 0
3- كتاب: "الرقية الشرعية من الكتاب والسنة"، المؤلف: علي بن محمد بن ناصر الفقيهي.
الناشر: الجامعة الإسلامية 0
وجميعها على المكتبة الشاملة 0
والله أعلم ) 0


المصدر : موقع سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد

https://islamqa.info/ar/answers/284748


ومن الطوام التي يفعلها هذا الرجل أنه يقوم بتسجيل فيديوهات كثيرة ويقوم بعرضها على قناته الخاصة وكثير من هذه الفيديوهات تحتوي على محظورات كثيرة ومنها :

1)- فيها ترويع للمسلمين :

المطلوب من طالب العلم أن ينشر الوعي والعلم الشرعي المتعلق بعلم الرقية الشرعية والأمراض الروحية من صرع وسحر وعين وحسد ، وأن يثقف العامة والخاصة بهذا العلم خاصة مع انتشار السحر والشعوذة والبدع والضلال عند بعض من يمارس الرقية الشرعية دون رادع ديني أو وازع أخلاقي وأصبح همه التجارة والمزايدة وحب الشهرة والسمعة والصيت ، أما نشر تلك المقاطع التي انتشرت انتشار النار في الهشيم فإنها قد تعرض كثير ممن يشاهدها الى الترويع والخوف ، وقد حصلت مواقف معي ومع غيري بسبب نشر أشرطة كاسيت أو فيديو الى اصابة البعض بصرع الجن والعياذ بالله 0
فقد ثبت من حديث عبدالرحمن ابن أبي ليلى انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


( لا يحلُّ لمسلمٍ أن يروِّعَ مسلمًا )


( وقال الألباني حديث صحيح – صحيح أبي داوود 5004 )


ومن هنا فإنه لا يجوز في شرع الله تعالى ترويع الآمنين سواء كان ذلك عن طريق الإيذاء الحسي أو المعنوي ، وسواء كان هذا الترويع بالقول أو بالفعل ، وسواء كان على سبيل الجد أو اللعب ، لأن ترويع المسلم ظلم وتعد ظاهر، وهو حرام بكل حال، بل إن حرمته شديدة0


قال المناوي في فيض القدير: ( ترويع المسلم حرام شديد التحريم )( فيض القدير – 6 / 274 ) 0

وقد ثبت من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( مَنْ أشارَ إلى أخيهِ بحديدَةٍ ، فإِنَّ الملائِكَةَ تلْعَنُهُ ، وإِنْ كانَ أخاهُ لأبيهِ وأُمِّهِ )


( أخرجه الامام مسلم في صحيحه برقم – 2616 )


وكما ثبت من حديث يزيد بن عبد الله السائب انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لا يأْخذَنَّ أحدُكم متاعَ أخيهِ لاعبًا ولا جادًّا . وقال سليمانُ : لعبًا ولا جدًّا ومن أخذ عصا أخيهِ فلْيرُدَّها )


( قال الألباني حديث حسن - أنظر صحيح أبي داوود رقم 5003 )


لقد أكد النبى صلى الله عليه وسلم عمومية الحكم بتحريم تخويف المسلم أو ترويعه ، سواء كان رفيع القدر أو مغمورا وغنيا أو فقيرا عاص أو ضال ، وقد نهى عن إدخال الرعب عليه بأي وسيلة أو طريقة كانت 0

إن شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم منعت الترويع حتى للحيوان فما بالك بالإنسان ومن ذلك شكوى الحمامة حينما روعت في فراخها ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :



( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، ومررنا بشجرة فيها فرخا حُمَّرة ( طائر صغير كالعصفور ) ، فأخذناهما، قال: فجاءت الحمرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تصيح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من فجع هذه بفرخيها ؟ ) قال : فقلنا : نحن ، قال : فردوهما )


( رواه أبو داود برقم 3300 ، وقال الألباني : حديث صحيح ، أنظر " صحيح الترغيب والترهيب " )


سئل موقع اسلام ويب عن حكم ترويع المسلم ؟؟؟

الجواب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فترويع المسلم ظلم وتعد ظاهر، وهو حرام بكل حال، بل إن حرمته شديدة 0
قال المناوي في فيض القدير: ( ترويع المسلم حرام شديد التحريم )( فيض القدير – 6 / 274 ) 0
وقد عدَّه بعض أهل العلم في الكبائر ، كابن حجر الهيثمي في كتابه : الزواجر عن اقتراف الكبائر 0 والشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه الكبائر 0 وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه )( أخرجه الامام مسلم في صحيحة – أنظر صحيح مسلم برقم 2616 ) 0
قال النووي : ( فِيهِ تَأْكِيد حُرْمَة الْمُسْلِم , وَالنَّهْي الشَّدِيد عَنْ تَرْوِيعه وَتَخْوِيفه وَالتَّعَرُّض لَهُ بِمَا قَدْ يُؤْذِيه. وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمّه. مُبَالَغَة فِي إِيضَاح عُمُوم النَّهْي فِي كُلّ أَحَد, سَوَاء مَنْ يُتَّهَم فِيهِ, وَمَنْ لَا يُتَّهَم, وَسَوَاء كَانَ هَذَا هَزْلًا وَلَعِبًا, أَمْ لَا، لِأَنَّ تَرْوِيع الْمُسْلِم حَرَام بِكُلِّ حَال )( شرح الامام مسلم للنووي – 16 / 170 ) 0
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنَّهم كانوا يسيرون مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنام رجلٌ منهم فانطلق بعضُهم إلى حبلٍ معه فأخذه ففزِع فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يحِلُّ لمسلمٍ أن يُروِّعَ مسلمًا ( رواه أبو داود في سننه ، والامام أحمد في مسندة – وقال الألباني " حديث صحيح " ، انظر صحيح أبي داوود برقم 5004 ) 0
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم : (لا يأخذُ أحدُكم عصا أخيهِ لاعبًا أو جادًّا فمَن أخذَ عصا أخيهِ فليرُدَّها إليهِ)( الحديث من طريق يزيد بن عبدالله والد السائب - رواه الترمذي في سننه ، وقال : " حديث حسن " ، وأبو داود في سننه ، والامام أحمد في مسنده ، وقال الألباني : حديث حسن " أنظر صحيح أبي داوود برقم 5003 ) وبوب عليه الترمذي : باب ما جاء لا يحل لمسلم أن يروع مسلما 0
وقد عقد الحافظ المنذري في كتاب الترغيب والترهيب بابا في الترهيب من ترويع المسلم، ومن الإشارة إليه بسلاح ونحوه جادا أو مازحا وذكر فيه عدة أحاديث أخرى.
والله أعلم ) 0



2)- تكشف النساء بشكل غير لائق :

والله سبحانه وتعالى قد أمرنا بالستر وخاصة بالنسبة للنساء ، فكيف ان كان يحصل ذلك أمام جمع من الناس ليس ذلك فحسب بل وفي المسجد ( بيت الله ) ، كما أن المصيبة الكبرى أن يصور كل ذلك ويتم نشره على نطاق واسع ، ولا يخفى علينا حديث الصحابية الجليلة ( سعدية – أم زفر ) والحديث عن عطاء بن رباح قال :


( قَالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ: ألَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى، قَالَ: هذِه المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: إنِّي أُصْرَعُ، وإنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قَالَ: إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ: أصْبِرُ، فَقَالَتْ: إنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لي أنْ لا أتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، أخْبَرَنَا مَخْلَدٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أخْبَرَنِي عَطَاءٌ: أنَّه رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ، علَى سِتْرِ الكَعْبَةِ)


( متفق عليه )


قال الحافظ بن حجر في الفتح ( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها 000 ثم قال : وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى )( فتح الباري - 10 / 115 ، أنظر الدين الخالص – ص 74 ، 84 ، 85 ) 0

عن ----- قال : ( أتت امرأة إلى رسول الله بها طيف ، فقالت : يا رسول الله ! ادع الله أن يشفيني 0 قال : " إن شئت دعوت الله عز وجل فشفاك ، وإن شئت فاصبري ، ولا حساب عليك " 0 قالت : أصبر ، ولا حساب علي )



( أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 2 / 441 ، وابن حبان في صحيحه - برقم ( 708 ) ، والبزار - ج 1 / رقم 772 ، والحاكم في المستدرك - 4 / 218 ، والأصبهاني في الترغيب - برقم ( 529 ) ، والبغوي في " شرح السنة " - 5 / 236 ) ، وقال الحاكم " صحيح على شرط مسلم " ووافقه الذهبي ، وقال الشيخ ابو اسحاق الحويني " هذا حديث حسن " - أنظر كتاب الأمراض والكفارات والطب والرقيات - ص 46 )


قال ابن منظور : ( والطيف : المس من الشيطان ، وقرئ : إذا مسهم طيف من الشيطان ، وطائف من الشيطان ، وهما بمعنى واحد – لسان العرب 9 / 225 ) 0

3)- الكذب الصريح البواح والاحتيال على الحالات المرضية :

كما يتضح من خلال كثير من المقاطع التي يعرضها الرجل أن هناك كذبا بواحا وقد أشار الى ذلك كل من الشيخ احسان بن محمد العتيبي والشيخ خالد بن ابراهيم الحبشي والشيخ خالد الفالوجي والأخ حسن مدني كما سوف يتضح من خلال نقولاتهم لاحقا 0

وأما مسألة الاحتيال فهو يدعي عدم أخذ الاجرة على الرقية الشرعية ومع ذلك يحيل الحالات المرضية لشخص متفق معه لبيع العلاجات بأسعار خيالية كما بين ذلك الشيخ احسان بن محمد العتيبي والشيخ خالد بن ابراهيم الحبشي والأخ حسن مدني – حفظهم الله - ، وكل ذلك يعتبر كذب وتدليس وخداع على المرضى اللذين ما طرقوا بابه إلا ابتغاء تحصيل المنفعة بقراءته بإذن الله عز وجل ، وغاب عنه وعن أمثاله من المعالجين اللذين لا يرعوون في مسلم إلا ولا ذمة ولا يتقون الله في المرضى اللذين طرقوا بابهم لقاء تحصيل منفعة بإذن الله عز وجل ، وقد ثبت من الحديث الذي رواه ابن عمرَ - رضي اللَّهُ عنهما - انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


( المسلمُ أَخو المسلم ، لا يَظلِمُه ، ولا يُسْلِمُهُ ، ومَنْ كَانَ فِي حاجةِ أَخِيهِ كانَ اللَّهُ فِي حاجتِهِ ، ومَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسلمٍ كُرْبةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بها كُرْبةً مِنْ كُرَبِ يوم القيامةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ الْقِيامَةِ )


( مُتَّفَقٌ عَلَيهِ )


4)- كشف ستر المسلمات العفيفات الطاهرات :

الستر على الناس مطلب شرعي، وخلق اسلامي نبيل، وعلى المسلم أن يكون محبا للستر على الاخرين، لكي يستره الله تعالى في الدنيا والآخرة، فما من أحد إلا وله ذنوبه وأخطاؤه ومعايبه 0

قال محمد بن واسع – رحمه الله - : ( لو كان للذنوب ريح ما جلس إلي أحد )( سير اعلام النبلاء – 6 / 120 ) 0

وقد ثبت من حديث أَبي هريرة – رضي الله عنه - عن النبيِّ ﷺ قَالَ :

( مَنْ نَفَّس عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبةً منْ كُرب الدُّنْيا نفَّس اللَّه عنْه كُرْبةً منْ كُرَب يومِ الْقِيامَةِ، ومَنْ يسَّرَ عَلَى مُعْسرٍ يسَّرَ اللَّه عليْهِ في الدُّنْيَا والآخِرةِ، ومَنْ سَتَر مُسْلِمًا سَترهُ اللَّه فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، واللَّه فِي عَوْنِ العبْدِ مَا كانَ العبْدُ في عَوْن أَخيهِ، ومَنْ سَلَكَ طَريقًا يلْتَمسُ فيهِ عِلْمًا سهَّل اللَّه لهُ به طَريقًا إِلَى الجنَّة. وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بيْتٍ منْ بُيُوتِ اللَّه تعالَى، يتْلُون كِتَابَ اللَّه، ويَتَدارسُونهُ بيْنَهُمْ إلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينةُ، وغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمةُ، وحفَّتْهُمُ الملائكَةُ، وذكَرهُمُ اللَّه فيمَنْ عِندَهُ. ومَنْ بَطَّأَ بِهِ عَملُهُ لَمْ يُسرعْ به نَسَبُهُ )


( رواه الإمام مسلم في صحيحه – صحيح مسلم برقم 2699 )


وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة مرفوعاً ، ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال :

( لا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا في الدُّنْيا، إلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ )


( أخرجه الإمام مسلم في صحيحة – برقم 2590 )


وقد ثبت من حديث معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عته – أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( إنَّكَ إن اتَّبَعْتَ عَوْراتِ النَّاسِ أفسَدْتَهم ، أو كِدْتَ أن تُفسِدَهم )


( انظر صحيح الموارد – وقال الألباني – " حديث صحيح " – أنظر صحيح الموارد برقم 1249 )


وكل إنسان بحاجة إلى ستر الله تعالى عليه. ان التشهير بالناس من الأمراض الخطيرة التي يتعدى شرها إلى كل فئات المجتمع؛ فتطال أعراض الناس وحرماتهم، خاصة في ظل تطور مواقع التواصل الاجتماعي الذي يشهده العالم، والإسلام يدعو الى الستر وصيانة الأعراض وعدم تتبع عورات الناس والتشهير بهم، فالله عز وجل ستير يحب الستر، ويأمر عباده به. وقد جعل الله عز وجل الجزاء من جنس العمل.. فمن ستر عورة أخيه ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه كشف الله عورته، حتى يفضحه بها في بيته 0

وقد ثبت من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه انه قال : الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


( يا مَعشَرَ مَن آمَن بلسانِهِ ولم يدخُلِ الإيمانُ قلبَهُ، لا تغتابوا المُسلِمِينَ، ولا تتَّبِعوا عَوْراتِهم ؛ فإنَّه مَن اتَّبَع عَوْراتِهم يتَّبِعِ اللهُ عَوْرتَهُ ، ومَن يتَّبِعِ اللهُ عَوْرتَهُ يفضَحْهُ في بيتِهِ )



( رواه الهيثمي في " مجمع الزوائد " – 8 / 96 ، وقال " رجاله ثقات " – وقال الألباني حديث " حسن صحيح " – برقم 4880 )


فما بالك بعد هذا الكلام الشرعي المؤصل بمن يهتك ستر المسلمات العفيفات الطاهرات بتلك المقاطع والتي يتم نشرها على نطاق واسع والتي قد تؤدي الى ايذاء مشاعرهن أمام الآخرين وبخاصة ان تلك الأمراض ينظر لها من قبل العامة والخاصة بعين الحذر والريبة ، ومن الصعب قبول ذلك بين عامة الناس وخاصتهم 0

5)- فتح باب للشبهات وخاصة أمام كثير من المغرضين والعلمانيين والمنافقين بشكل عام :

مما لا شك فيه ان نشر مثل هذه الفيديوهات يفتح بابا عريضا أمام العلمانيين والمنافقين للنيل من الرقية الشرعية بشكل عام والمعالجون بالرقية الشرعية بشكل خاص ، ومن خلال تتبع تعليقات كثير من العوام نلاحظ التهكم والاستهزاء بتصرفات الرجل ، فكيف ان كان الأمر يتعلق بكثير ممن يحمل حقدا وحسدا على الدين وأهله من تلك الفئات المذكورة 0

من هنا نرى بأن الشيخ ( أبو عمر محمد بن محمود آل طقاطق ) – حفظه الله - يقول كما سوف يمر معنا في رده على هذا الدعي :

( ثم إن الحرص على تصوير الأعمال ونشرها مما يقدح في الإخلاص أولا ومما يثير الشبهات حول الرقية الشرعية ثانيا, فهذا التصوير إن ثبت أن ما أذيع فيه كذب فهو مدعاة للتكذيب بعمل الرقاة الشرعيين والطعن بهم والاستهزاء بعملهم والتنقيص من جهودهم ولو لم يكن في هذا الفعل من المفاسد إلا هذه لكفى للإنكار على هذا الرجل الذي يسعى لإبراز أعماله وإطلاع العالم عليها من خلال تصوير هذه المقاطع التي تبين كذب بعضها, فإن القاعدة الفقهية تنص على أن الأمور بمقاصدها وبالتالي فما أدى إلى حرام فهو حرام وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فما يؤدي إلى مفسدة الاستهزاء بالرقاة وتشكيك الناس في الرقية الشرعية فهو من الأفعال المحرمة, فالاستهزاء بالرقية وحملتها هو نوع من الاستهزاء بالدين وقد نزل قوله تعالى " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ " ( سورة التوبة – الآية 65) في قوم استهزؤوا بقراء الصحابة فأسند الطبري في تفسيره وغيره عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغبَ بطونًا، ولا أكذبَ ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء! فقال رجل في المجلس: كذبتَ، ولكنك منافق! لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن. قال عبد الله بن عمر: فأنا رأيته متعلقًا بحَقَب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَنْكُبه الحجارة، وهو يقول: "يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب! "، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )" تفسير الطبري – 14 / 334 " انتهى كلامه حفظه الله ) 0


ثامنا : تعليق قلوب الناس به ، وخطورة أن يؤدي ذلك الى فتنة عظيمة :

فعل هذا الرجل وأمثاله اللذين يدعون الرقية الشرعية والعلاج والاستشفاء قد يؤدي الى تعليق قلوب الناس به والذي قد يؤدي إلى الفتنة به ورفعه إلى مقام الأولياء ، والغلو في الصالحين كان سببا لهلاك الأمم من قبلنا , والواجب تعليق قلوب الناس بالله وليس بالراقي الشرعي أو بغيره من البشر فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم وأفضل الخلق حذر من الغلو فيه فقال :

( لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ )


( رواه الامام البخاري في صحيحه – برقم 3445 )


وقد ذكر بعض أهل العلم أن أهم أسباب عزل عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد عن قيادة الجيش بعد النصر في معركة اليرموك هو لئلا يفتتن الناس بخالد ويظنوا أن النصر بسببه والله يقول :

( وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )


( سورة آل عمران – الآية 126 )


فهذا الباب من الواجب إغلاقه سيما وأنه مدخل من مداخل الشرك الذي وقعت فيه الأمم 0


وقد ذكر ابن القيم - رحمه الله - أن من مفسدات القلب : تعلقه بغير الله تبارك وتعالى ، حيث قال : ( وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق، فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره، والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله تعالى حصل، ولا إلى ما أمَّله ممن تعلق به وصل )( طريق الهجرتين – ص 70 وانظر مدارج السالكين ) 0

سئل العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – السؤال التالي : نرجو توضيح حكم التعلق بالأولياء وعبادتهم والتحذير منها والتنبيه عليها ؟؟؟

الجواب : ( الأولياء: هم المؤمنون، وهم الرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم بإحسان، وهم أهل التقوى والإيمان، وهم المطيعون لله ولرسوله، فكل هؤلاء هم الأولياء سواء كانوا عربًا أو عجمًا، بيضًا أو سودًا، أغنياء أو فقراء، حكامًا أو محكومين، رجالاً أو نساء لقول الله : " أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ " < سورة يونس – الآية 62 – 63 > فهؤلاء هم أولياء الله الذين أطاعوا الله ورسوله واتقوا غضبه فأدوا حقه وابتعدوا عما نهوا عنه، فهؤلاء هم الأولياء وهم المذكورون في قول الله تعالى: " وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ الآية " < سورة الأنفال – الآية 34 > وليسوا أهل الشعوذة ودعوى الخوارق الشيطانية والكرامات المكذوبة، وإنما هم المؤمنون بالله ورسوله، المطيعون لأمر الله ورسوله كما تقدم سواء حصلوا على كرامة أو لم يحصلوا عليها 0 وأصحاب الرسول ﷺ هم أتقى الناس وهم أفضل الناس بعد الأنبياء، ولم يحصل لأكثرهم الخوارق التي يسمونها كرامات لما عندهم من الإيمان والتقوى والعلم بالله وبدينه، لذا أغناهم الله بذلك عن الكرامات.وقد قال سبحانه في حق الملائكة: " لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ * وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ " < سورة الأنبياء – الآية 27 – 29 > فلا يجوز لأحد أن يعبد الرسل أو الملائكة أو غيرهم من الأولياء، ولا ينذر لهم ولا يذبح لهم ولا يسألهم شفاء المرضى أو النصر على الأعداء أو غير ذلك من أنواع العبادة لقول الله تعالى : " وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا " < سورة الجن – الآية 18 > وقوله سبحانه: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ " < سورة الإسراء – الآية 23 > والمعنى أمر ووصى، وقال تعالى: " وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ الآية " < سورة البينة – الآية 5 > ، والآيات في هذا المعنى كثيرة.وهكذا لا يجوز الطواف بقبور الأولياء ولا غيرهم؛ لأن الطواف يختص بالكعبة المشرفة، ولا يجوز الطواف بغيرها، ومن طاف بالقبور يتقرب إلى أهلها بذلك فقد أشرك كما لو صلى لهم أو استغاث بهم أو ذبح لهم، لقول الله : " قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ " < سورة الأنعام – الآية 162 – 163 > أما سؤال المخلوق الحي القادر الحاضر للاستعانة به فيما يقدر عليه فليس من الشرك، بل ذلك جائز كقول الله عز وجل في قصة موسى عليه الصلاة والسلام : " فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ " < سورة القصص – الآية 15 > ولعموم قوله تعالى : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى " < سورة المائدة – الآية 2 > ، وقول النبي ﷺ : " والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " < الحديث رواه أبو هريرة – رضي الله عنه – وهو في صحيح مسلم – انظر صحيح مسلم برقم 2699 > والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهو أمر مجمع عليه بين المسلمين. والله ولي التوفيق )( مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز – 6 / 325 ) 0

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : ( أقسام التعلق بغير الله: الأول: ما ينافي التوحيد من أصله، وهو أن يتعلق بشيء لا يمكن أن يكون له تأثير، ويعتمد عليه اعتمادًا معرضًا عن الله، مثل تعلق عباد القبور بمن فيها عند حلول المصائب؛ ولهذا إذا مستهم الضراء الشديدة يقولون: يا فلان! أنقذنا، فهذا لا شك أنه شرك أكبر مخرج من الملة، الثاني: ما ينافي كمال التوحيد، وهو أن يعتمد على سبب شرعي صحيح، مع الغفلة عن المسبب، وهو الله عز وجل، وعدم صرف قلبه إليه، فهذا نوع من الشرك، ولا نقول شرك أكبر؛ لأن هذا السبب جعله الله سببًا، الثالث: أن يتعلق بالسبب تعلقًا مجردًا لكونه سببًا فقط، مع اعتماده الأصلي على الله، فيعتقد أن هذا السبب من الله، وأن الله لو شاء لأبطل أثره، ولو شاء لأبقاه، وأنه لا أثر للسبب إلا بمشيئة الله عز وجل؛ فهذا لا ينافي التوحيد، لا كمالًا ولا أصلًا، وعلى هذا لا إثم فيه، ومع وجود الأسباب الشرعية الصحيحة، ينبغي للإنسان أن لا يعلق نفسه بالسبب، بل يعلقها بالله، فالموظف الذي يتعلق قلبه بمرتبه تعلقًا كاملًا، مع الغفلة عن المسبب، وهو الله، قد وقع في نوع من الشرك، أما إذا اعتقد أن المرتب سبب، والمسبب هو الله سبحانه وتعالى، وجعل الاعتماد على الله، وهو يشعر أن المرتب سبب، فهذا لا ينافي التوكل، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذ بالأسباب مع اعتماده على المسبب، وهو الله عز وجل )( القول المفيد على كتاب التوحيد– 1 / 103،104 ) 0


إن مصيبة المتعلقين بغير الله تعالى أنهم يتعلقون بفانٍ زائل، وينتصرون بمهزوم، ويستقوون بضعيف، ويعتزون بذليل، ويرجون من لا يُرجى، ويسألون من لا ينفع، ويخافون من لا يضر، وينسون القوي العزيز الذي بيده ملكوت كل شيء 0

تاسعا : كيفية أوضاع المعالجين بالرقية الشرعية وحالهم من المرضى والشفاء :

يعلم الله سبحانه وتعالى أني أعمل في مجال الرقية الشرعية بحدود أربعون عاما وقد مر علي كثير من الحالات والمعالجون بالرقية الشرعية ، ومن خلال تجربتي الطويلة وخبرتي العملية الواسعة في هذا المجال فإن بعض الحالات التي تعرض علي يمن الله عليها بالشفاء والبعض الآخر لا يتحقق لها ذلك ، وكل ذلك بإرادة الله سبحانه وتعالى ، وهكذا حال كثير من المعالجين في شتى بقاع العالم الإسلامي ، ولذلك حكمة من الله سبحانه وتعالى فهو الشافي والمعافي أولا وأخيرا ، وهو القائل في محكم التنزيل :

( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )


( سورة الشعراء – الآية 80 )


ويقول تعالى في محكم التنزيل :

( يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ )


( سورة يونس – الآية 57 )


والقرآن هو الشفاء والرحمة بإذن الله عز وجل ، يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل :

( 000 قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ 000 )


( سورة فصلت – جزء من الآية 44 )


يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره لهذه الآية الكريمة : ( أي : يهديهم لطريق الرشد ، والصراط المستقيم ، ويعلمهم من العلوم النافعة ما به تحصل الهداية التامة 0 وشفاء لهم من الأسقام البدنية ، والأسقام القلبية ، لأنه يزجر عن مساوئ الأخلاق ، وأقبح الأعمال ، ويحث على التوبة النصوح ، التي تغسل الذنوب ، وتشفي القلب )( تيسير الكريم الرحمن - 4 / 403 ) 0

وقوله سبحانه وتعالى :

( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا )


( سورة الإسراء – الآية 82 )


يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي – رحمه الله – في تفسيره لهذه الآية الكريمة : ( أي : فالقرآن مشتمل على الشفاء والرحمة 0 وليس ذلك لكل أحد ، وإنما ذلك للمؤمنين به ، المصدقين بآياته ، العاملين به )( تيسير الكريم الرحمن - 3 / 128 ) 0

وقد ثبت من حديث ابن مسعود وعائشة ومحمد بن حاطب وجميلة بنت المجلل - رضوان الله تعالى عنهم أجمعين - : قالوا :


( كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا أَتَى المَرِيضَ يَدْعُو له وفي رواية يعوذ قالَ: أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا )


( متفق عليه )


قال ابن القيم : ( في هذه الرقية توسل إلى الله بكمال ربوبيته ، وكمال رحمته بالشفاء ، وأنه وحده الشافي ، وأنه لا شفاء إلا شفاؤه ، فتضمنت التوسل إليه بتوحيده وإحسانه وربوبيته ) ( زاد المعاد - 4 / 188 ) 0

ونحن جميعا لسنا الا أسباب للشفاء ، فالله سبحانه وتعالى يجعلك سببا لشفاء بعض الحالات ، ويجعل البعض الآخر سببا لذلك حتى يبين للناس جميعا بأن الشفاء منه سبحانه وتعالى وحده ، وحتى لا يتعلق الناس بأشخاص ويجعلوا قلوبهم متعلقة بالله سبحانه وتعالى وحده دون سائر الخلق 0


عاشرا : أقوال اهل العلم وطلبة العلم والباحثين والمتخصصين في الرقية الشرعية والعلاج والاستشفاء :

توجهت بالسؤال لشيخنا العلامة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان – حفظه الله – السؤال التالي :

كثير من الاخوة الافاضل يسألون عن معالج بالرقية يدعى ( الملا علي كلك) من كردستان العراق، وحقيقة الأمر انا لا أتجاوز في كلامي أقوال علماء الأمة الاجلاء في الحكم وفي العادة انا لا أتعرض لاحد خوفا من ان أقع في المحذور الشرعي ولكن هذا الشخص يصدر فيديوهات يدعي فيها العلاج بالقرآن والسنة ومن خلال مراجعاتي لبعض تلك المقاطع أصبحت أشك في الرجل ومنهجه، وبخاصة انني أرى بعض المخالفات الشرعية في تعامله بالعموم ، ولذلك لا استغني عن رايكم الحكيم والسديد حتى اكتب كتابة منصفة توافق منهج اهل السنة والجماعة بارك الله فيكم وحفظكم من كل مكروه وسوء، سوف ارفق لكم إحدى المقاطع للمذكور؟؟؟

ثم بعد أيام أرسلت رسالة صوتية لشيخنا الحبيب الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان – حفظه الله – عبر الواتس آب قلت فيه :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الله شيخنا 000 حياك الله شيخ مشهور 000 طمني عنك شيخي كيف صحتك كيف أمورك ، معاك أخوكم أبو البراء الله يحفظك ويبارك فيك ( أسامة بن ياسين المعاني ) 000 سبق شيخنا وأرسلت لك رسالة أسأل فيها عن أحد المدعين بالرقية الشرعية وهو ( الملا علي كلك ) من كردستان العراق ، والان كما اخبرتك شيخنا الحبيب بصدد اعداد رد شرعي تأصيلي على المذكور ، وحقيقة المذكور له تجاوزات كثيرة جدا وبخاصة يعني أنه يثني على الشيعة ، وكذلك له صورة يقف بين نجمة بني اسرائيل والمئذنة والكنيسة وكأنما يدعو بوحدة الأديان وخطر هذا الرجل عظيم جدا وبخاصة انه كما ذكرت لك يا شيخ أصبح له تقريبا على اليوتيوب 2 مليون متابع ، وواجبنا نحن ان شاء الله وانا كطويلب علم ان نرد على أمثال هذا وبخاصة انه تجاوزاته كثيرة جدا خاصة مع النساء الكاسيات العاريات ، ويا ريت يا شيخ بس لو كلمة منك تدعم الموضوع انا الان تقريبا في المرحلة الأخيرة في الرد ، كنبت رد قوي جدا حوالي تقريبا تسعة وتسعين صفحة ، ولكن يعني لا استغني عن رأيكم السديد والحكيم في أمثال هذا الرجل فجزاك الله خير يا شيخي لا تنسى موضوعي لأنه موضوعي ليس موضوعي وموضوعك انما موضوع الأمة الاسلامية ، نحن نريد ان نحارب أمثال هؤلاء اللذين يدعوا الرقية الشرعية ويسيؤون الى القران والسنة ويسيؤون كذلك لأقوال علماء الأمة ، بارك الله فيك شيخي وجزاك الله خير وبيض الله وجهك ، ورجاء يا شيخي يعني لو كلمة بسيطة بعد انك تشوف المذكور وتراجع أقواله ووو الخ حتى يعني أكون منصف واستشهد بقولك وانت ما شاء الله احد علماء الأمة اعتبرك بفضل الله عز وجل ولا ازكيك على الله من اعلم اهل الأردن بارك الله فيك وجزاك الله شيخي السلام عليكم 0

فأجاب الشيخ – حفظه الله - : ( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 000 حياكم الله الصورة واضحة الرجل غير ملتزم بأحكام الشريعة ما يحتاج هذا ما يحتاج لقيل وقال 000 المسألة واضحة والصور واضحة والفضائح لائحة 000 هو يرقي يرقي ولكن شرعية ليست شرعية فالساحر يرقي والكل يرقي وكلها رقى باطلة ما انزل الله عز وجل بها من سلطان 000 يعني ماذا تقول عن انسان مخالفاته واضحة وظاهرة ما تستطيع ان تقول شيئا 000 الصور عند كل منصف وعند كل معظم لشرع الله وقَاف عند الحلال والحرام يعلم انه رجل يمس النساء يرى العورات والصور التي أرسلت واضحة جدا فهدا النوع يعني ما ينبغي ان يغر المتنورين بأحكام الشريعة ، اما وجود له اثنين مليون وعشرة مليون المطربات لهم أكثر من هذا أكثر من هذا بكثير المطربات وعارضات الأزياء ، المهم ان يعلم بانه ليس يعني هو ليس ملتزم بأحكام الشريعة ، هذا الذي يكفينا القليل والكثير ما يغرنا ، ما تغرنا الكثرة ولا يكون هو المحرك لنا للعمل ، هذه الواتس وهذه الوسائل ليست دلالة ان هؤلاء اللذين يتابعوه هم موافقونه أولا ، وثانيا انهم يرون ما يرى من الحرمة لكن اذا انتشر شره وضره فننبه بهذه التنبيهات ، وجزاك الله خيرا على ما تقوم به وبارك فيك ) 0


فتوى صوتيه تم تفريغها من قبلي لفضيلة الشيخ عن طريق الواتس أب
يوم الثلاثاء بتاريخ 14 / 05 / 1442 هـ
بتاريخ 29 / 12 / 2020 م 0



واليكم المقطع الذي يبين ذلك :

https://youtu.be/A7bVMyynJIM


يقول الشيخ احسان بن محمد العتيبي :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
فقد سئلت عن المدعو " مُلّا (!!) علي كَلَك الكردستاني" وعن طريقته في العلاج بعد ما ذاع صيته وانتشر خبره .
والجواب عن ذلك أن نقول :

١. هو من ضواحي أربيل شمال العراق، وهو لا يملك أية شهادة أكاديمية، ولم يطلب العلم يوماً في حياته 0

٢. وكان وظيفته" تنظيف المسجد " - وليس يعيبه ذلك بل هو شرف ومع ذلك فلم يعط عمله حقه - يومان في الأسبوع، ومع هذا كان مقصراً لا يؤدي الذي وكل إليه من عمل ولم يلتزم بالدوام 0

٣. ثم حفظ بعض الآيات من هنا وهناك، ومن يستمع تلاوته يعرف أن الرجل جاهل قراءة فضلا عن فهم وفقه 0

٤. وبعد طرده من المسجد بسبب تقصيره في عمله صار يكلم الناس أنه "مُلّا" - يعني إمام و خطيب - و أنه يرقي المرضى والمعيونين والمسحورين، واقتنع به بعض العوام ، وقد استثمرت هذه الأحوال الجديدة له من قبل "الحزب الديمقراطي الكردستاني" فلمعوه أكثر ليشتهر ويستفيدون منه جاها ومالا، وسانده بعض المسؤولين لأجل المال لأنه صار عنده دخل يومي ما يقارب من ٦ مليون دينار عراقي فقط من منتجات داعمة لرقيته للناس 0

٥. هذا ،مع زعمه أنه لا يتكسب من الرقية وأنه يفعلها لوجه الله! وهو يعطي ورقة صغيرة مكتوبا عليها (رقم فقط) ويقول اذهب بها لهذا المحل الذي يبيع العسل و الحبة السوداء! وهو متفق مع صاحب المحل من قبل أن (رقم ٢١) - مثلا- يعني كيلو عسل ! - وهو سعر يزيد ٦ أضعاف سعر السوق ! – 0

٦. وبهذه الطريقة صار من أصحاب الأموال ثم فتح له ما يسمى بـ " مستشفى محمد ﷺ" في منطقة " كَلَكْ" تحديدا وصار يستقبل الناس أكثر وأكثر 0

٧. والذي يظهر في المقاطع المنتشرة عنه هو جزء يسير من ما يسمى بالعلاج وإلا فهو يخلو بالنساء في غرفة خاصة ويكشف عن بعض أجسادهن بحجة الضرب بالخشبة وبدعوى العلاج، ثم يخرج و يقرأ عليهن بين الناس 0
٨. ومن مخازيه العلنية أنه يدعو لشرب بول الآدمي ! - وهو نجس بالإجماع - ويقول إنه أفضل علاج أن يشرب الإنسان بوله مع الحليب وهو يسمع القرآن ثلاث ساعات 0


٩. كما أنه يدعو لأكل التراب يوميا و أكل المناديل الورقية، وكل ذلك موجود في مقاطع فيديو لم يستح ولم يخجل من بثها في الناس 0

١٠. وفي مقابلة متلفزة ادعى أنه يفهم بالطب وأنه يستطيع أن يقرأ الأشعة المصورة! ثم لما ناوله الطبيب ورقة أشعة يختبره بها أخذها ونظر إليها وهي مقلوبة! فأخزاه الله 0

١١. وكل هذا ويوجد كذب في ادعائه علاج كثير من الحالات فهو يتفق مع أولئك الناس بمقابل مالي أن يمثل أنه لا يسمع أو لا يبصر ثم بحركة واحدة منه يرجع له سمعه أو بصره!

١٢. وهذا غيض من فيض من بدعه وضلالاته وجهله وحمقه وافترائه على دين الله مع ما يتسببه من مضار للناس في شرب البول وأكل التراب والمناديل الورقية وغيرها من الأوابد ككشفه على عورات النساء 0

وعليه : فيجب على من يهمه أمر المسلمين أن يحذر منه، وأن يبين ضلاله وانحرافه 0
كما ويحرم تزكيته والدعوة للذهاب إليه لتلقي العلاج، فهو أجهل من أن يعالج زكاما فضلا عما هو أكبر منه 0
وعليه أن يتقي الله ويدع ما يفعله من المخالفات والجهالات والمنكرات، وليدرك نفسه قبل موته 0
والله أعلم


كتبه :
إحسان العتيبي
١٥ جمادى الأولى ١٤٤٢ هـ، يوافقه ٣٠ / ١٢ / ٢٠٢٠


وأنتقل لكم ما ذكره شيخنا الفاضل على موقعه على الشبكة العنكبونية :

https://ihsan-alotibie.com/?p=9915

يقول الشيخ خالد الحبشي – حفظه الله –

( بسم الله الرحمن الرحيم

إفادة فيما رأيته واطلعت عليه بنفسي وما وردني من بعض الأفاضل وتأكدت منه بخصوص المدعو ( ملا علي كلك ) الكردي وهو من كردستان العراق من منطقة كلك وهذا ما دونته في حق هذا الرجل :

أولاً : الناحية العقدية : واضح أنه ليس على منهج أهل السنة والجماعة ولا علم له بالتوحيد بل يقول ويخالف ويفعل خلاف ما عليه أهل التوحيد من معتقد وغيره .

ثانياً : الكذب الواضح على الملأ والخداع الظاهر وادعاءاته بعلاج العمى والصمم والبكم والشلل والامراض المستعصية ولا يقف أمامه شيء فكل ما صوره وعرضه شفاء في شفاء والحقيقة غير ذلك .

ثالثاً : مجاهرته بارتكاب المحرمات كتصوير النساء الكاسيات العاريات بدون حجاب ووقت سقوطهن أمام الملأ فيصور الحالة بل والحضور أيضا يصورون ما يرونه من كشف عورات النساء بل ولمسهن واستقبال المريضات بدون حجاب ولا ما يستر الجسم .

رابعا : ادعاؤه بمعرفة الطب النبوي والطب الحديث وأنه يعالجه بالقران في دقيقة ودقيقتين ويصف علاجات وهمية وعلاجات أمرضت ، وبعضها أودت بالمريض إلى المستشفى والعمليات الجراحية .

وإليكم بعض ما وقع ويقع منه :

1- يقول بلسانه أنه وصل لدرجة الأنبياء قال ( الحمد لله نحن وصلنا الى درجة الأنبياء ثم ذكر الحديث علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل أقسم بالله ) طبعاً الحديث غير صحيح وليس له اصل وهو يقسم بالله ويرى أنه بلغ درجة الأنبياء ( مقطع فيديو بصوته وصورته ) .

2- يقول أيضاً في مقطع أنا لست شيعي ولست سني أنا مسلم المسلم على راسي والشيعي على راسي والسني على رأسي كلكم طيبين تعالوا ننصر الإسلام .

3- له مقاطع يكتب عناوينها بالمعجزة والمعجزات فمثل في مقطع امرأة ممددة على الأرض وسمى المقطع ( امرأة ميتة يستيقظ بإذن الله مباشرة الله أكبر) ثم في المقطع يقول معجزة القران ويدلس على الناس فعناوين مقاطعه تدل على أن الله أجرى على يديه معجزات وانه يحي الموتى .

4- الكذب الواضح الذي يروج بها بضاعته بل أكاذيب ومنها يسأل المريض عن بصره فيقول إذا نزعت النظارة أرى الى مسافة 20-30 متر يعني أنه يلبس النظارة ليرى أكثر من هذه المسافة ومع ذلك يكذب امام الملأ قائلاً انظروا هذا الرجل ما يرى ما يشوف فيقرأ عليه ايتين ثم يشير اليه بأصابعه الاثنين ويقول كم هذا فيجيبه 2 فيشير الى 5 فيقول خمسة ثم يقول الحمد لله شفي ومثله كثير 0

5- يأتي بامرأة تمثل دورين مع رجال مختلفين نفس المرأة ويعالجها بزعمه كل هذا موثق من موقعه .

6- جاء إلى السعودية وفي المدينة قام بكذبه وخداعه أمام الملأ وكشفته السلطات وألقت القبض عليه وكان من بعض طوامه أن جاء برجل أمام الملأ قرب الحرم المدني ويقول له أنت ما ترى ويقول للناس هذا الرجل ما يرى ثم يقرأ ايتين ثم يقول له كم هذه عن قرب فيجيب الرجل اثنين ثم يقول له وكم هذه فيجيب الرجل وبالطبع لابد أن يراها فهو لم يكن اعمى بل في بصره ضعف ثم يتم لقاء هذا الرجل مع أحد الشيوخ في مسجد فيتبين كذبه وخداعه وأنه لم يكن أعمى بل ضعيف بصر ولازال على حالته.

7- ادعى علاج كورونا والسرطان واي مرض مستعصي ثم يقول بإذن الله ولكن في عنوانه التأكيد في العلاج والشفاء .

8- صحيفة المرصد : أكد وزير الصحة في إقليم كردستان ( ريكوت محمد رشيد ) أنه تم إلقاء القبض على المعالج بالطب الشعبي ( ملا علي كلك ) ، بناء على الشكوى المقدمة من قبل الوزارة، مبينا أن ما يقوم به الأخير بعيد كل البعد عن العمل الطبي ، حسب تعبيره . وقد قبض عليه لأنه أعطى امرأة وصفة للتنحيف والتخسيس بأن تأكل المناديل الورقية فأكلت ما يقارب ( 1104) قطعة أودت بها الى المستشفى لقسم الطوارئ وهناك مقاطع كتب فيها اكل 3 مناديل فقط لمدة 30 يوم تنقص سبعة عشر كيلوجرام وهذا مستحيل حدوثه ، وقد حذر أطباء في جامعة “ كارديف ” البريطانية من استخدام المناديل الورقية لتجفيف الأنف لما تحتويه من مواد كيميائية مثل: الكلور، والجير الصناعي، ومواد أخرى، ذات تأثير ضار جدا على الجسم، بسبب السّميّة الشديدة 0

9- علاج شلل الدماغ وعلاج الصرع النهائي وكذلك علاج الفقرات بدون عملية ، والشفاء من مرض السكري نهائيا ، وكذلك الشفاء من مرض الايدز والكبد الوبائي 0

10- قال في مقابلة له : الجن تسكن جسد ( ترامب ) علي أن اضرب أخمص قدميه ليعود انساناً طبيعياً لأنه تجاوز حدوده وحالته سيئة فهو مريض وبحاجة الى علاج واذا ما استمر على ما هو عليه الآن فإنه سيقتل أو سيصاب بالجنون قبل أن يكمل ولايته الرئاسية، إلا اذا تغير فهذا أمر آخر ( ترمب ) تخطى الحدود بشكل كبير وتحول الى مخلوق يهاجم الجميع .



كتبه : ( خالد بن إبراهيم الحبشي ) مختصراً
معالج بالرقية الشرعية
امام مسجد السلمان في مدينة جدة
المملكة العربية السعودية
بتاريخ : الاحد 21 ربيع الثاني 1442 هـ
الموافق : 6 ديسمبر 2020 م


يقول الشيخ أبو عبدالرحمن خالد بن حمال الفالوجي – حفظة الله – :

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله تعالى نحمده, ونستعين به ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, وسلم تسليما كثيرا أما بعد ...

فإن من أنواع الجهاد العظيم الذي غفل عنه كثير من الناس ولا سيما أهل السنة والجماعة جهاد السحرة ومردة الجن والمشعوذين والدجاجلة في زمن طم وعم فيه السحر والشعوذة وأصبح كثير من أبناء الإسلام ما بين مسحور أو ممسوس أو معيون أو محسود وقد تطاولت أنياب ذئاب الشر من السحرة وصار لهم جولة وأعوان مع من رق دينه ونقص إيمانه ممن يقصدونهم من الخلق وتقاصرت أيادي الخير وللأسف عن دفع هذا البلاء وعن حمل أعباء هذا الجهاد وتصدر عدد من الدجاجلة والمرتزقة ومن قل حظهم من العلم والتقوى فكان لزاما علينا تبيين الحق والنصح للخلق وتبيين حال كل من تبين كذبه ودجله ليميز الله الخبيث من الطيب وليتميز لعامة المسلمين وخاصتهم الرقاة الشرعيون من الدجاجلة المشعوذين ويتبين الفرق بين طلاب العلم ومن له كعب راسخة في هذا العلم وفق الضوابط الشرعية والقواعد المرعية وبين الدخلاء والمرتزقة والمتطفلين على هذا الفن الذي له ضوابطه وقواعده الشرعية بعيدا عن الشركيات والخزعبلات والتخرصات وادعاء علم الغيب والكرامات ، عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم: ( إن أخوفَ ما أخاف عليكم بعدي، كل منافق عليم اللسان )( رواه الطبراني في الكبير، والبزَّار، وقال الألباني حديث صحيح – أنظر صحيح الجامع 239 ) 0

وإن مما يحزن القلب وينغص صفو المؤمنين بروز رؤوس الشر التي تصدرت وللأسف مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات ¬¬¬¬¬اليوتيوب للرقية والتي سموها شرعية كذباً وزوراً وبهتاناً وهي على الحقيقة بعيدة كل البعد عن الرقية الشرعية ومن أبرزها الرأس المدعو (ملا علي كردستاني) الذي ذاع صيته وانتشر ضلاله وتطايرت أخباره في البلدان حتى وصل عدد مشتركي قناته على اليوتيوب إلى أكثر من مليون مشترك ولعل هذا مما أوجب علينا الرد على طوام هذا الرجل الذي فتن به خلق كثير وإلى الله المشتكى .

وقد قمت بسماع بعض مقاطعه على اليوتيوب حيث قال في المقطع الذي هو بعنوان : (هجوم الجن اليهودي في جسد هذا الولد يتكلم يضرب الشيخ علي مباشر ) بتاريخ 18/12/2019 بتاريخ الفرنجة حيث قال : " أن الجن يقول أنا يهودي . ثم قال علي ملا كردستاني: احترامي للإسرائيليين !! واليهود !!نحن نحب كل الناس !! يهودي مسلم !! مسيحي !! هدفنا خدمة البشرية !! 0

قلت خالد الفالوجي : وهذا قمة الضلال ومخالفة عقيدة المسلمين في إشهار محبة الكافرين الحاقدين من المغضوب عليهم (اليهود) والضالين (النصارى) وجعل محبتهم رديف محبة المسلمين الموحدين, وهذا والله من الضلال المبين 0
وفي ذات المقطع قال علي ملا كردستاني :"وعد هسا ابنك يطيب " !!

قلت خالد الفالوجي : كيف لمسلم أن يجزم بشفاء مريض أو ممسوس ويَعِد أهله بهذا والشفاء بيد الله وحده دون قول بإذن الله وهذا من ادعاء علم الغيب والتألي على الله وهذا من الطامات التي يقع فيها هذا الرجل 0 .

وأيضاً في نفس المقطع قال ملا علي كردستاني : " أبوس رأس كل أهل بغداد شيعي وسني !! " 0

قلت خالد الفالوجي : وهنا طامة أخرى حيث قال ملا علي كردستاني أنه يبوس رأس كل شيعي في بغداد فهل تقبل رأس الذين يحجون إلى القبور والأضرحة ويفعلون عندها البدع العظام ويشركون بالله ويجعلون له نداً ويدعون غير الله ويستغيثون بغير الله وبعضهم وصل به الغلو إلى تخطئة جبريل عليه السلام واتهامه بالخطأ في الرسالة ! ويطعنون في عرض أم المؤمنين عائشة الحصان الرزان ويخالفون صريح القرآن العظيم في براءتها التي جاءت في محكم التنزيل!
ثم يتغنى بالتوحيد المزعوم بعد كل هذه الطوام قائلاَ ( أهم شيء التوحيد ) فأي توحيد هذا الذي تزعم هداك الله 0
وفي مقطع اَخر له بعنوان " أقوى مقاطع فيديو في العالم هذا طفل شلل دماغ لا يتكلم عراقي بصرة "بتاريخ 11/1/2020 في الدقيقة 1:24 0

"جاءت امرأة وقامت بالتمسح بملا علي كردستاني وبجسده ومسح وجهها وتبركت به ومضت ولم ينكر عليها هذا الفعل الشنيع "

قلت : وهذا من المحرم شرعاً والذي يفضي إلى ما لا يحمد عقباه من تعليق قلوب الناس بالأشخاص والأعيان دون الواحد الديان ولعل الناس تظن هذا الجاهل من أولياء الله وأنه بلغ أن أوتي من الكرامات مالم يؤت أحد من العالمين إلا الأنبياء والمرسلين فكيف به وهو لا يكاد يجيد قراءة الفاتحة بل ويلحن ألحاناً جلية ظاهرة في كثير من الأحيان في قراءته للقرآن وقد تتبعنا قراءته والله المستعان 0

وأما ما يُقدم عليه من تصوير لنفسه وتسويق كبير مع هالة إعلامية ضخمة وجمهرة للناس من حوله فليس هذا سبيل الرقاة الشرعيين فضلاً عن أن يكون سبيل السلف الصالحين الذين كانوا يخفون العمل خشية من الرياء والسمعة وحب الظهور الذي يقصم الظهور وهذا ما رأيناه من خلال مقاطعه على اليوتيوب والله المستعان والمقاطع لا تخلو من وجود تلاصق بين الرجال والنساء مع السفور المحرم وتصويره لهن بغير حجابهن ( سِلفي ) !!

وقد ثبت من حديث محمود بن لبيد الأنصاري – رضي الله عنه – انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن أخوفَ ما أخاف عليكم الشرك الأصغر )( رواه الامام أحمد في مسنده وغيره ، وقال الألباني " حديث صحيح " ، انظر صحيح الترغيب 32 ) 0

مع ملامستهن والضحك معهن وتقبيل الرؤوس من كلا الطرفين وهذا محرم لا يجوز حتى لو كان بحسن نية 0

وفي بعض المقاطع يصور نفسه أنه يشفي الأعمى والمشلول والأطرش وغيرهم ويضع عناوين رنانةً لمقاطعه تخالف المضمون لجذب الناس والتغرير بهم مما يؤدي إلى افتتانهم به وبكراماته المزعومة كقوله ( إحياء ميت ) ثم يتبين أن المقطع لمعالجة مشلول أو لاستنطاق أخرس بوضع يده على لسانه وقراءة آية واحدة فقط وقد لا يكملها !! وهذا مما أولع الناس بكذبه ودجله.

ومما لا يخفى على فطن فضلاً عمن تمرس في الرقية الشرعية ومسائلها ومن الذين شابت لحاهم في هذا الفن أن هناك تمثيل واضح وكذب صراح له قرون نسأل الله العافية والسلامة .

وهنا أسلط الضوء على مسألة التبرك به وما رأيته في أحد مقاطعه فقد بين أهل العلم خطر هذا التبرك المفضي إلى الشرك وسأنقل بين يدي القراء الكرام فتوى الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في هذا الصدد حيث قال :

( لا يجوز التبرك بأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم لا بوضوئه ولا بشعره ولا بعرقه ولا بشيء من جسده، بل هذا كله خاص به صلى الله عليه وسلم لما جعل الله في جسده وما مسه من الخير والبركة.
ولهذا لم يتبرك الصحابة رضي الله عنهم بأحد منهم، لا في حياته ولا بعد وفاته صلى الله علبه وسلم ولا مع الخلفاء الراشدين ولا مع غيرهم، فدل ذلك على أنهم قد عرفوا أن ذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره، ولأن ذلك وسيلة إلى الشرك وعبادة غير الله سبحانه، وهكذا لا يجوز التوسل إلى الله سبحانه بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو ذاته أو صفته أو بركته لعدم الدليل على ذلك؛ ولأن ذلك من وسائل الشرك به والغلو فيه عليه الصلاة والسلام.
ولأن ذلك أيضا لم يفعله أصحابه رضي الله عنهم ولو كان خيرا لسبقونا إليه، ولأن ذلك خلاف الأدلة الشرعية، فقد قال الله: ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )( سورة الأعراف – الآية 180 ) ولم يأمر بدعائه سبحانه بجاه أحد أو حق أحد أو بركة أحد 0
ويلحق بأسمائه سبحانه التوسل بصفاته كعزته، ورحمته، وكلامه وغير ذلك، ومن ذلك ما جاء في الأحاديث الصحيحة من التعوذ بكلمات الله التامات، والتعوذ بعزة الله وقدرته.
ويلحق بذلك أيضا: التوسل بمحبة الله سبحانه، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبالإيمان بالله وبرسوله والتوسل بالأعمال الصالحات، كما في قصة أصحاب الغار الذين آواهم المبيت والمطر إلى غار فدخلوا فيه فانحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت عليهم باب الغار، ولم يستطيعوا دفعها، فتذاكروا بينهم في وسيلة الخلاص منها، واتفقوا بينهم على أنه لن ينجيهم منها إلا أن يدعوا الله بصالح أعمالهم، فتوسل أحدهم إلى الله سبحانه في ذلك: ببر والديه. فانفرجت الصخرة شيئا لا يستطيعون الخروج منه ثم توسل الثاني: بعفته عن الزنا بعد القدرة عليه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء لكنهم لا يستطيعون الخروج من ذلك ثم توسل الثالث بأداء الأمانة فانفرجت الصخرة وخرجوا 0
وهذا الحديث ثابت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم، من أخبار من قبلنا لما فيه من العظة لنا والتذكير.
وقد صرح العلماء رحمهم الله بما ذكرته في هذا الجواب كشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم، والشيخ العلامة عبدالرحمن بن حسن في [فتح المجيد شرح كتاب التوحيد] وغيرهم 000 )( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز – 7 / 45) 0

وأني لأرى هنا أن الرد على المدعو ملا علي كردستاني فيه صيانة للرقاة الشرعيين والرقية الشرعية التي هي من الدين وقد بينتها السنة النبوية المطهرة وفيه حفاظ على عقائد الناس وعقولهم خشية العبث بها من أمثال هؤلاء الدجاجلة ومن لف لفهم وسار في فلكهم وأني لأدعوه إلى أن يتوب إلى الله مما هو عليه من خطر عظيم وكذب مبين وأن يرجع لأهل هذا الاختصاص ومن اشتعلت رؤوسهم شيباً وهم يعالجون الناس وفق الضوابط الشرعية والقواعد المرعية لهذا العلم وفنونه وما يلحق به من وسائل علاجية مباحة بعيدة عن الخلل والزلل واشارة اصابع الاتهام لأهل هذا الاختصاص لاسيما في هذا الزمان الذي سطت فيه وتعدت شياطين الإنس والجن على الخلق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 0

ونوصي المسلمين جميعاً باتباع الكتاب والسنة واجتناب البدع المحدثة في كل أمور الدين والاستشفاء بالقرآن والأذكار النبوية الثابتة والأدوية التي ثبت في الطب النبوي نفعها ففيها الشفاء بإذن الله والخير والسعادة في اتباع أمر الله والسير على هدي نبيه صلى الله عليه وسلم 0

قال تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( ( سورة النحل – الآية 97 ) 0

هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


قاله بلسانه وخطه ببنانه
أبوعبد الرحمن خالد بن جمال الفالوجي
معالج بالرقية الشرعية – الأردن - عمان
كتبه يوم الثلاثاء
بتاريخ : 21 جمادى الأولى
الموافق : 5 يناير 2021 م

يقول الشيخ أبو عمر محمد بن محمود آل طقاطق – حفظة الله – تحت عنوان ( حكم الشرع في الراقي الذي يوهم الناس أن شفاءهم على يده ) :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله من صحبه وأتباعه إلى يوم الدين

أما بعد ,

فقد انتشرت مقاطع مرئية على مواقع التواصل لراق من كردستان يزعم أنه يبرئ الأكمه ويشفي المريض بمجرد وضع يده عليهم وقراءة آية من القرآن وأحيانا لا يقرأها تامة, وقد ثبت لعدد من الجهات الأمنية في بعض الدول أن هذا الشخص كذاب ودجال وأنه يوهم الناس بأنه قد شفاهم وليس الأمر كذلك وهذا يذكرنا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه أحمد من حديث أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ : ( قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ، وَالرِّفْعَةِ، وَالنَّصْرِ، وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ، فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمِ عَمَلَ الْآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ )( رواه الامام أحمد في مسنده برقم 21222 ، وصححه الحاكم 7895 ووافقه الذهبي – وقال الألباني حديث صحيح – صحيح الترغيب والترهيب برقم 1332 ) ، فابتغاء الدني بعمل الآخرة وطلب المال بالدين مما أهلك الأمم وأوجب عليها عذاب الله ومنعهم الاستخلاف في الأرض, ويزداد الأمر شدة إذا صار هؤلاء الذي يبتغون الدنيا بعمل الآخرة مصدقين عند الناس وانخدع بهم الجهال وفي الحديث الذي حسنه بعض العلماء ( سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة )( الحديث رواه أنس بن مالك وأبو هريرة – رضي الله عنهما – وقال الألباني " حديث صحيح ، انظر صحيح الجامع برقم 3650 ) فتصديق الدجالين من أمارات الساعة وانتشار الكذب للتكسب باسم الدين من فتن آخر الزمان , ولذا فالواجب على المسلمين الحذر من كل من تزيا بزي أهل العلم وليس منهم ومن كل من تزيا بزي الرقاة الشرعيين وهو ليس على طريقتهم 0

ثم إن الحرص على تصوير الأعمال ونشرها مما يقدح في الإخلاص أولا ومما يثير الشبهات حول الرقية الشرعية ثانيا, فهذا التصوير إن ثبت أن ما أذيع فيه كذب فهو مدعاة للتكذيب بعمل الرقاة الشرعيين والطعن بهم والاستهزاء بعملهم والتنقيص من جهودهم ولو لم يكن في هذا الفعل من المفاسد إلا هذه لكفى للإنكار على هذا الرجل الذي يسعى لإبراز أعماله وإطلاع العالم عليها من خلال تصوير هذه المقاطع التي تبين كذب بعضها, فإن القاعدة الفقهية تنص على أن الأمور بمقاصدها وبالتالي فما أدى إلى حرام فهو حرام وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فما يؤدي إلى مفسدة الاستهزاء بالرقاة وتشكيك الناس في الرقية الشرعية فهو من الأفعال المحرمة, فالاستهزاء بالرقية وحملتها هو نوع من الاستهزاء بالدين وقد نزل قوله تعالى " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ " ( سورة التوبة – الآية 65) في قوم استهزؤوا بقراء الصحابة فأسند الطبري في تفسيره وغيره عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغبَ بطونًا، ولا أكذبَ ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء! فقال رجل في المجلس : كذبتَ ، ولكنك منافق ! لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن. قال عبد الله بن عمر: فأنا رأيته متعلقًا بحَقَب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم تَنْكُبه الحجارة، وهو يقول: "يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب! "، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم " " سورة التوبة – الآية 65 )( تفسير الطبري 14 / 334 ) 0

والواجب على من أراد أن يمارس الرقية الشرعية أو غيرها من أعمال الشرع أن يتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم فإن العمل بلا علم ولا اتباع مردود على صاحبه كما صح عن أم المؤمنين عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )( متفق عليه – أخرجه الإمام البخاري في صحيحه برقم 2697 و الإمام مسلم في صحيحه برقم 1718 ) 0

وقال صلى الله عليه وسلم : ( عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ )( أخرجه أبو داود قي سننه برقم 4607 ، وأخرجه ابنُ ماجه في سننه برقم 44 ، والترمذي في ستته برقم 2871 ، وقال الألباني " حديث صحيح "، أنظر صحيح الجامع 2549) 0

والنبي صلى الله عليه وسلم بين الرقية الشرعية وأحكامها فقد نهى أولا عن الرقى خشية استعمال بعض الناس رقى فيها شرك ثم أمر بالرقى ما لم تكن شركا فعن جَابِرٍ – رضي الله عته - قَالَ: ( نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرُّقَى ، وَكَانَ عِنْدَ آلِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ رُقْيَةٌ يَرْقُونَ بِهَا مِنَ الْعَقْرَبِ، قَالَ: فَأَتَوَا النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ، وَقَالُوا: إِنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى، فَقَالَ: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ )( الحديث في صحيح مسلم برقم ( 2199 ) واللفظ لأبي بكر بن أبي شيبة في المصنف ( 23530 ) وثبت عنه صلى الله عليه وسلم : ( أنه رقى ورقي بالمعوذتين )( أصله في مسند الامام أحمد برقم ( 26198 ) وأصله في الصحيحين البخاري برقم " 4439 " ، ومسلم " 2192 " ) ، وقال صلى الله عليه وسلم للمرأة التي أرادت أن ترقي عائشة : ( عالجيها بكتاب الله )( الحديث من طريق عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها ، وقال الألباني " استاده صحيح " ، انظر السلسلة الصحيحة 4 / 566 ) ، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم : ( أنه نخز في صدر عثمان بن أبي العاص وقال: يا شيطان أخرج من صدر عثمان فعن عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الطَّائِفِ جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «ابْنُ أَبِي الْعَاصِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «مَا جَاءَ بِكَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي قَالَ: «ذَاكَ الشَّيْطَانُ ادْنُهْ» فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ، وَتَفَلَ فِي فَمِي وَقَالَ: «اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ» فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: «الْحَقْ بِعَمَلِكَ» قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: «فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ )( أخرجه ابن ماجة في سننه برقم ( 3548 ) وابن ابي عاصم في الآحاد والمثاني ( 1531و1532 ) والروياني في مسنده ( 1515 ) كلهم عن عيينة بن عبدالرحمن بن جوشن الغطفاني عن أبيه عن عثمان بن أبي العاص وعيينة صدوق وأبوه ثقة فهذا اسناد حسن وصححه الألباني في الصحيحة ( 2918 ) ، وقال الألباني بعد تخريجه : وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ويدخل فيه ولو كان مؤمنا صالحا ) 0

فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أصول عمل الرقية وأنها تكون بكتاب الله وبالأدعية والأذكار ويستعمل النخز والنهر في حالة وجود الجني المتلبس وإذا اقتضت الضرورة وأما ما زاد على ذلك من التكلم بكلام غير مفهوم أو الاستعراض الاعلامي وخداع الناس فكل هذا ليس من الرقية الشرعية في شيء, بل من المعلوم من دين الإسلام أن هذه الأفعال لم يشرعها الله ورسوله وليس عليها دليل من كتاب ولا من سنة وعليه فهي من البدع والضلالات في الظاهر وقد يكون وراءها استعانة بالجن ولذلك أجمع أهل العلم على منع الرقية بكلام غير مفهوم كما نقل السيوطي وغيره والله أعلم.

وهناك مفسدة أخرى تبرز في فعل هذا الراقي وأمثاله وهي تعليق قلوب الناس به والذي قد يؤدي إلى الفتنة به ورفعه إلى مقام الأولياء وقد لا يكون منهم, والغلو في الصالحين كان سببا لهلاك الأمم من قبلنا, والواجب تعليق قلوب الناس بالله وليس بالراقي الشرعي أو بغيره من البشر فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم وأفضل الخلق حذر من الغلو فيه فقال : ( لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ )( رواه الامام البخاري في صحيحه – برقم 3445 ) ، وقد ذكر بعض أهل العلم أن أهم أسباب عزل عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد عن قيادة الجيش بعد النصر في معركة اليرموك هو لئلا يفتتن الناس بخالد ويظنوا أن النصر بسببه والله يقول : ( وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )( سورة آل عمران – الآية 126 ) , فهذا الباب من الواجب إغلاقه سيما وأنه مدخل من مداخل الشرك الذي وقعت فيه الأمم.

وأيضا من مفاسد أفعال هذا الراقي وأمثاله ما قد يعتقده العوام من أن هذا الراقي مؤيد بمعجزات كالأنبياء فهو يبرئ الأكمه والأصم, والحق أن الآيات الكبرى كانقلاب العصا أفعى ونزول القرآن التي لا يقدر عليها البشر لا يؤيد بها إلا الأنبياء لأنها ليست من جنس مقدور البشر بل هي مما يؤيدهم الله به, فهي خاصة بالأنبياء وقد اختلف أهل القبلة في الآيات الصغرى هل تقع ككرامات للأولياء – وهم الصالحون من أتباع الأنبياء- أم لا تقع؟ والصحيح أن الآيات الصغرى قد تقع كرامات للأولياء كما هو مذهب أهل السنة الذي فصله شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الموسوم ( النبوات )( النبوات – 1 / 524 – 526 ) 0

وقد يكون من الآيات الصغرى الدعاء بشفاء مريض فيشفيه الله لكن حصول هذا مطلقا لا يكون إلا لنبي مؤيد بآية من الله كما كان عيسى بن مريم لأن الشافي هو الله. ودعاء النبي أو الولي سبب والأسباب لها تأثير لكنها لا تنفذ ولا يقع تأثيرها إلا إذا شاء الله.

فهذه الأصول المهمة التي أشرنا إليها من أهم ما ينبغي التنبه إليه في هذا الباب, والواجب الحذر وتحذير الناس ممن يستغل الدين للتكسب والشهرة والحذر من المفاسد التي يحدثها, وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.

نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يعيذنا من شر البدع والضلالات وأن يحيينا وإياكم على السنة و يميتنا عليها 0


كتبه يوم الثلاثاء
بتاريخ : 21 جمادى الأولى
الموافق : 5 يناير 2021 م


يقول الشيخ خالد بن ابراهيم الحبشي – حفظه الله - من خلال مقطع في اليوتيوب تحت عنوان :

( فضح الدجالين و الكذابين )

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حياكم الله أحبتنا الكرام في هذه الحلقة الهامة والمميزة وهى بخصوص رسائل كثيرة الحقيقة تردني بخصوص أناس مثلا يعني يمارسون الرقية بطريقة محرمة أو يعني شركيه والعياذ بالله وأكثر ما جاءني من أسئلة وازدادت في هذه الفترة عن دجال من الدجاجلة وكذاب وقد يكون معه جن ، أنتشر صيته لا أريد أذكر أسمه لكن الكل يعرف هذا الأمر ، أستعرض بعض الرسائل التي وصلتني أذكرها مختصرا وإلا فطوامه كثيرة ، فقبل أن أبدأ بهذا الامر أو هذا الموضوع أريد أن أبين مسألة هامة مسألة الكرامات وخوارق العادات والمعجزات ، المعجزة لا تكون إلا لنبي وأما ما يحدث من خوارق العادات فقد تكون كرامة من الله سبحانه وتعالى وقد يكون أمر من أمور الشياطين والعياذ بالله وميزانها الشرع فإذا جاء إنسان قال معجزة أو ينظر إلى هذه المعجزة أو أعطاني الله معجزة نقول هذا إنسان ما درس توحيد ومثل هذا الشخص الشيء الذي قد يظهر على يديه ليس بكرامة وإنما هي من أفعال الشياطين فإذا صاحب هذا الأمر كذب واضح وهذا الشيء طبعا أطلعت عليه بنفسي الناس حينما يسألون يقولون يا شيخ فلان يفعل كذا وكذا أنظر هنا لا بد على العالم و لا بد على القاضي أن ينظر في الشيء هل هو حقيقة بالفعل هل هذا الشخص يتكلم بلسانه يتحدث عن نفسه فإذا كان نعم هو أدان نفسه بمثل هذا الكلام ، مختصرا هذا الشخص أنتشر وله شعبية في كل العالم وأصبح الناس يتحدثون فلان يشفي الأعمى والابرص أو الأبكم الذي ما يتكلم كل الحالات يعالجها حتى كورونا يعالجها هذا ليس كلامي هذا كلام مختصر وسيوضع في مكانه التفصيل بكل شيء وأمثال هؤلاء لا بد أن يحاربوا و يفضحوا ، هذا الرجل جاء إلى بلادنا و قبضت عليه السلطات جزاها الله خير على ما فعلت في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان مما يعني أدين به أنه جاء برجل وكل هذا موجود على اليوتيوب ونحن لا ننشر شيء هنا إنما موجود ومستفيض بكثرة هذا الرجل جاء بشخص كبير في السن نظره ضعيف فقال يا إخوان هذا الرجل الاعمى ما يرى وأنظروا كيف ثم أصبح يقول له هذه كم هذه كم الرجل أجابه أخذه بالكلام بسرعة وهذه طريقته طريقة المصور الذي يصور معه والذين يعرفون أمور التصوير يعرفون أن هذا المصور محترف ويصور الشيء الذي يعود على ذلك بما يريد أن يمليه ثم بعد ذلك فضح الأمر بأن هذا الرجل الذي كان ما يرى جلس مع أحد المشائخ في المسجد فيقول له يا شيخ كيف هذا يضحك عليك و يقول يعني أصبحت ترى وأصبحت قال والله أنا ما أعرف كيف ..ي عني هذا الرجل أستدل به فضحه قال والله ما أعرف كيف والشيخ يقول له أنت الآن ترى جيدا قال ما أرى جيدا هذه طريقته مع كثير من الناس أخذ أو قبض عليه بتهمة الاحتيال ، وللعلم في بلادنا ما يقبضون على أحد إلا بعد أن يتتبعوه ثم يضعوا له مثال يقع فيه ما يستطيع أن يكذب ثم بعد ذلك يعني تسمع أشياء كثيرة امرأة ميتة قامت ، ما معنى هذا هكذا موجود في قنواته في اليوتيوب امرأة ميتة معجزة قامت ثم أنتشر في المقاطع معجزة 000 معجزة 000 معجزة 000 نحن نقول كلمة معجزة ما تصح ولو قال كرامة هنا الشيء يعرض على الكتاب و السنة ثم إن الكرامة تقع لأولياء الله المتقين فإذا ظهر على هذا الشخص فساد أو شرك أو عقيدة غير صحيحة هذه لا تكون كرامة من الله و إن قام شخص مثلا يمشي أو غير ذلك ومثل هؤلاء لا يعدون رقاة ولا ينظر إليهم ولا يذهب المريض يتعالج عندهم أصلا ، من هذه الأمور أيها الأحبة أنه يأتي بامرأة وهذا كله رأيته يأتي بامرأة تمثل مرتين تدخل مرة تمثل أنها مع شخص ثم تأتي نفس المرأة وهي تأتي في حالة أخرى كأنها حالة أخرى نفس المرأة و فضحوا على النت ، يأتي بالنساء العاريات شرعا ( العاريات شرعا التي بدون حجاب ) يعالجهن نحن نقول قد يدخل الراقي في مكان مستشفى مجانين يقول هذه مريضة يغطيها ويقرأ عليها لكن هل يصورها ..؟ ما تصور ، امرأة كان يقرأ عليها سقطت وانكشفت ملابسها هذا يختلف عن شخص يأتي بالنساء وهن بدون حجاب وشعرها مكشوف ثم يعني يعالج بهذه الطريقة هذا ليس ولي من أولياء الله ، ثم الكذب الواضح أنه يأتي بشخص وكل هذا موجود وليس شيء خفي هو الشخص نفسه يعرضه بنفسه يأتي بشخص يلبس نظارة ويقول له أنت ما ترى .. ؟ فالشخص يجيبه بالإنكليزية وبصوت واضح الكل يسمعه يقول أنا إذا أخرجت النظارة أرى لعشرين أو ثلاثين متر فيقول له تعال تعال فيدخله فيقول له يقرأ عليه هكذا آيتين هذه عادته ثم يقول له كم هذا كم هذا وبقول الحمد لله أصبح يرى من قال لك أنه ما يرى ..؟آ هو قال بدون النظارة يرى عشرين إلى ثلاثين متر وأنت تقف منه بعيد عنه خمسين سم أو متر كيف ما يرى ثم تجد في التعليقات تكذيب الناس له يأتي ب يدخل على بيت فيه فتاة مع المصور الفتاة بدون ملابس موجود على قنواته 000 يعني الإنسان يتعجب هل يعقل هذا ..؟ بشعرها وبنطالها وبلوزتها ثم تدخل وتقول السلام عليكم وتتكلم معه ويسألها وتجيبه ثم يقول هذه البنت ما تتكلم ما تسمع ، يعني كذب واضح أمامكم ويأتي بمقطع فيه أثنين من الشباب و يقول هؤلاء ما يسمعون ولا شيء ثم هو يقف معهم يتكلم مع أمهم فأحدهم يلتفت كيف سمع وكيف رأى وهو في خلفه ثم يذهب و يقبل رأس امرأة أجنبية لا تحل له .. له لقاء مع امرأة يعني مثل ما يقولوا شعرها وصدرها مكشوف وأنها الفنانة الفلانية ومسرور وهو يتصور معها واضح هذا على تلك القنوات ، طبعا قال من الأكاذيب أنه بعني يعالج كورونا ومن كل شيء يعالج حتى التوحد قال يشرب حليب ويفعل كذا ينتهي الموضوع ، يعني كذب واضح عند الأطباء وعند العوام وعند العقلاء ، وقبض عليه من قبل لأنه أعطى وصفة للنساء أنهن يأكلن المناديل ( المناديل الورقية ) حتى يعني تخس يخس جسمها وذهبت بعظهن إلى المستشفى في عمليات بسبب هذا وأوقفوه بسبب هذا الأمر ، وأيضا من الطوام الكبيرة والخلل العقدي الذي يقوله ويكتب العنوان بهذا الأسلوب يقول : الذين يقولون المعجزات للأنبياء فقط تعالوا أنظروا يعني من الذين بقولون المعجزات للأنبياء فقط .. أهل السنة والجماعة ، إذا هو ليس على منهج أهل السنة والجماعة ، ثم يقول أعظم من ذلك في مقطع من المقاطع واضح وانتشر يقول أنه الذي يقول عنه انه ساحر أو كذا الرسول صلى الله عليه وسلم أتهموه بالسحر فيقول ماذا يقول والحمد لله نحن وصلنا إلى مرتبة الأنبياء ، أنا لا أقول أستمعو إلى كلامي أقول أنظروا إلى مثل هذه المقاطع واعرضوه على أي عالم إلى شخص يقول وصلنا إلى مرتبة الأنبياء ما حكمه في الشرع ؟ ، ثم من أقواله يقول أن يعني ما يجوز أخذ أي مال مقابل الرقية وأنه يقرأ بالمجان و هذا كذب لأنه عنده علاجات أهل المرضى يحكون عنه كثيرا من المرضى يقول علاجاته غالية بخلاف ما يجنيه من ارباح من مقاطعه طبعا وهذا شيء محرم فيقول اللذين ويقول هذا حرام في الشرع يقول حرام في الشرع من الذي قال حرام هذا بكذب قول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن أحق ما أخذتم عليه أجر كتاب الله " وأنه يجوز أخذ الأجرة والجعالة على القرآن وعلى الرقية ثم يقول والله بقسم بالله والقسم بالله إنما أن يكون صادق وإما أن يكون كاذبا فيحلف بالله قال والله لو أحد يقرأ من أجل المال و الله ما يشفى المريض من قال لك ما يشفى من قال لك ما يشفى .. ؟ يشفيه الله هذا مريض ليس له دخل .. لكن لو قال من يقرأ بهذا سوف يحاسب ممكن ما يكون في قراءته بركة فيقول و الله ما يشفى .. الشفاء بيدك أم بيدا الله سبحانه وتعالى وكم من المرضى يذهب عند أناس قد يقرأ من أجل المال فقط ويشفيه الله سبحانه وتعالى يريد الله أن يشفي المريض فكيف يتدخل الإنسان في مشيئة الله في شفاء فلان أو بقائه على المرض ثم المقاطع الحقيقة وليست قليلة وكثيرة في فضائحه وإجرامه ودجله وكذبه ويكفينا ما ذكرناه ثم لمسه للنساء ، نحن نقول ووضعنا كتاب في حكم لمس المرأة في العلاج قد يكون للضرورة إذا هجمت كانت تريد ترمي نفسها الإنسان يسحبها يتصرف أما في مثل هذه الأحوال يأتي بالمرأة يعني بعض الأوقات يلبس الإنسان قفاز ويضع يده هذا يفعله هكذا مرة ويضع يده كذا مرة ومرة يضعها هكذا مباشرة ويدور المرأة ويمسكها ويكفي أنه قبل تلك المرأة أم الأبناء الذين صورهم بدون لا تقرب له تقبلها لماذا بأي حق تقبلها .. ؟ طبعا كل هذه الأمور منهي عنها في شرعنا والكلام الذي يقوله بلغنا مرتبة الأنبياء ...؟ يعني أمر خطير جدا الى غير ذلك من الطوام ، ومن النساء الكاسيات العاريات و الله الإنسان ما يستطيع أن يضع صورة من الصور التي وقعت على بصره و ما كنت أصدق أن مثل ذلك يحدث ويقف يتصور مسرور ويرى أن هذا أمر حلال ، أمثال هؤلاء أيها الأحبة يجب التحذير منهم وإن كان بعض الأخوة الذين حذروا من أمثال هؤلاء قد تحذف قناته لكن نحن بإذن الله تعالى سنجمع وهذا الأمر أبشركم بدأ يصل إلى مسامع العلماء علماء أهل السنة والجماعة حتى يخرجوا تقرير في مثل هذا الرجل وفي أمثال هؤلاء الدجاجلة ، الأسئلة التي جاءت والأشياء التي يفعلها كثير حتى أن الناس اللذين عالجهم يقولوا هو صورنا و نحن قلنا له بشرط أنك ما ترفع الصور يقول لهم نعم ثم يرفعها في حسابه وهذا أمر لا يجوز ومحرم وتصوير النساء بهذه الأشكال ، إذا إنسان دخل ورآها يصدم بل حتى من يتابعه أو على زعم انه يحبه أو يناديه بلقب الشيخ يقول والله مثل هذا نحن لسنا معك تصور المرأة هكذا بدون ملابس وتتصور مع يعني أمثال هؤلاء النساء ثم والكذب الذي يحدث الناس بدأت عندهم توعية في مثل هذا الشخص وفي حق هذا الشخص وطوامه كبيرة بإذن الله تعالى نحن سنجتهد في أن نخرج كتاب أو مثل ما يقولوا أمر موثق في أكاذيبه الواضحة مثل ما يقولوا من لسانه تدينه ومن مقاطعه تدينه ثم يعرض الإنسان مثل هذه الأمور على الشرع ولا تأخذنا العاطفة في مثل هذه الأمور أسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يكشف حال أمثال هؤلاء وهذا الأمر لا يتم بشخص واحد و إنما يتم بتعاون ، ومن أراد التعاون في مثل هذه الأمور أيها الاحبة يتواصل معنا على بريدنا الذي سنضعه بإذن الله تعالى حتى نرى بإذن الله تعالى من يريد أن يساعد في فضح أمثال هؤلاء ، ليس هذا الشخص فقط بل أمثال هؤلاء و توضيح حقيقة ما يفعله مع الناس هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) 0


( خالد بن إبراهيم الحبشي )ً
معالج بالرقية الشرعية
امام مسجد السلمان في مدينة جدة
المملكة العربية السعودية
ذكره بتاريخ : الاحد 21 ربيع الثاني 1442 هـ

https://www.youtube.com/watch?v=rZ3dGIjcPOM&t=1s


يقول الأخ حسن المدني – حفظه الله - : ( السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. حياكم الله أحبتي في الله أهلا وسهلا بكم في فيديو جديد نتحدث فيه عن شخصية منتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي يزعم ويدعي أنه يشفي الناس الأعمى والأخرس والأطرش واللي ما يمشي والمشلول والمصروع واللي يريد ينتحر ، من خلال متابعتي لفيديوهاته ما رأيت إلا أن هذا الرجل أقل أحواله كذاب ، هذا إن لم يكن دجال من الدجاجلة ، وأقل أحواله أيضا جاهل بأصول الرقية الشرعية وبطريقة العلاج والطرق الصحيحة المتبعة للعلاج ، وهناك مخالفات شرعية كثيرة في فيديوهاته بعني لو أذكر أعمل سلسلة عشرات الفيديوهات ما أنتهي لأن كل فيديو تجد فيه مخالفات ، ونعرض عليكم ربما فيديو أو فيديوهين في هذا الفيديو لكي تعرفوا ما هي هذه المخالفات ، الرجل هذا يقرأ القرآن خطأ يمد بكيفه يصعد بكيفه ، قراءة القرآن إلي هو للعلاج يقرأه ، لا أحكام تجويد لا أصول تجويد هذه أنت تعالج بالقرآن ، كيف تعالج بالقرآن وأنت تقرأ القرآن بالخطأ ..؟ ، قلنا مرة أخطأت مرتين أخطأت ثلاثة أخطأت .. طيب راجع وأتعلم ، ثم طريقة يضرب على صدر امرأة هذا مخالف هذا محرم ما يجوز ، العلاج عند وجود الناس هذا أيضا مخالف لشريعة رب العالمين هذا مريض والمريض مبتلى والمبتلى يجب أن تستر عليه ناهيك على أنه يعرضه لكي يراه ملايين من الناس ملايين من الناس يعني أنت الآن أظهر لكم امرأة صرعت طيب صرعت داخل مسجد وقعت يعني حتى ملابسها انكشفت جسمها نوعا ما ..طيب وقدام الناس قدام الرجال هذه ليست أسلوب طريقة علاج المريض تابعو معي هذا الفيديو ( يعرض مقطع لعلاج امرأة في هذا الفيديو ) أنظروا كيف يعالج هذه المرأة .... المرأة هذه وقعت تأثرت الجني اللي فيها تأثر بالقرآن .. الجن يتأثر بالقرآن حتى أي واحد يقرأ القرآن إذا كان الجن ضعيف في جسد الإنسان يتأثر وقعت 000 وقعت أمام الناس أنكشف رأسها .. طيب المرأة مأمورة بالستر جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ( قالت : يا رسول الله إني أصرع وإني أتكشف فأدعوا الله تعالى لي .. فقال إن شئتِ صبرتي فلكِ الجنة وإن شئتِ دعوت الله أن يعافيكِ فقالت أصبر .. فقالت إني أتكشف فأدعوا الله أن لا أتكشف فدعا لها ) اذن مسألة الكشف لا يجوز للمرأة .. مسجد وسط الناس وامرأة تقع بين الناس أين حرمة المرأة ..؟ أين احترام المرأة ..؟ أين ستر المرأة ..؟ يعني هذا أبسط حقوق المرأة اللي تتعالج وتتعافى ، ألا تتقي الله يا علي يا نصاب يا كذاب يا مخالف لشريعة رب العالمين ثم من أين جئت به يمسك رجلها و يضرب رجلها وآية واحدة يكررها ( وننزل من القرآن ما هو شفاء آآآآآآآآآ ... ) آآآآآآ ... ايش هذا ..؟ من أين أتيت بهذه القراءة .. ؟ أتقي الله في نفسك ( مقطع فيديو ) اذهب وتعلم قراءة القرآن ودع الناس خلق الله سبحانه وتعالى .. الناس مساكين ..الناس مساكين مرضى يتمسكوا بقشة المغروق يتمسك بقشة هذا ليس دين الله سبحانه وتعالى وهذه ليست طريقة الأنبياء والرسل والصالحين في علاج الناس ...لا يجوز للرجل أن يمسك جسد المرأة وأمام الناس يضع يده على رأسها .. هذا ما يجوز .. ممكن من خلال قارورة ماء أو عصا تمام تضع القارورة أو العصا على الجسد ثم تقرأ لا بد أن يكون هناك عازل فاصل أو تقرأ على الماء نفسه ثم تضعه على رأس المريض ممكن وبحضور محرم وليس أمام الناس ، ثم فيديو آخر شاب أنه أطرش من الولادة ( عرض مقطع فيديو ) طبعا هو ليس أطرش من الولادة لأنه يسمع .. لأنه واضع السماعات في أذنه .. يعني اللي يضع السماعات معناته مو أطرش يعني يسمع ولكن قليل ..الآن يشفى .. الآن يشفى في دقيقتين تمام ...ثم يبدأ يسجد لله شكر قبل أن يفعل شيء سجود الشكر يكون عندما ينعم الله عليك الله سبحانه و تعالى بنعمة وأنت إلى الآن ما عالجت الرجل ما عالجت الطفل يعني لو سجد بعد العلاج لقلنا أتبع السنة أنه فرح ، إذا جاءك خبر مفرح إذا حصلت على شيء مفرح تسجد لله شكر ما أسم هذا السجود ..؟ اللي تسجده .. على أي أساس تسجد لله شكر وأنت لم تفعل شيء ثم جاء مسك الأذن وقرأ آية مسك الأذن و قرأ آية .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. القرآن معجزة .. يا أخي أنت تستخف بعقول الناس قل يا الله ...قل يا الله ..هذا يسمع يسمع لكنه ثقيل سمعه والدليل أنه حاطط سماعات .. ما يسمع أبد .. اللي ما يسمع أبد ما ممكن أن يستعمل سماعات لأنه ما ينفعه هذه السماعات يكبر الصوت فلماذا تكذب على الناس و تقول أسمعوا اسمعوا معجزة القرآن .. وهذا من الولادة ما يسمع ، والأب مسكين والولد مسكين بدقيقتين صفق وأنتهى الأمر ..أتقي الله يا رجل .. خاف الله سبحانه وتعالى أنت مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى ما هذه المخالفات الشرعية ..؟ ما هذه الخزعبلات والترهات .. الشفاء لا يكون أمام الملأ للعالمين أيش الفائدة منه تفضح الناس قدام الناس هذه المرأة المسكينة وقعت أمام الناس .. هل أنت ترضى هذا لزوجتك ..؟ هل ترضاها لبنتك .. ؟ هل ترضاها لأختك ..؟ حتى لو كانت مريضة ما ينبغي هذا يا من سميت نفسك معالج ودكتور .. قراءة قرآنك خطأ تدليسك على الناس وكذبك على الناس.. امرأة أتوا بها بالعربانة هي تمشي لكن عندها خوف ما عندها الجرأة تمشي شوية و تجلس قرأ عليها شوية ضربها شوية قامت .. نبي الله عيسى عليه السلام لكي يظهر على يدك معجزات .. والناس مصدقة والناس تعلق .. يا أخوان أرجعوا إلى دين الله أرجعوا إلى كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم واسمعوا بأي طريقة كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج وماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هذه كلها مخالفات في مخالفات ولو أجلس أذكر الفيديوهات لهذا الدجال لأخرجها للناس لما انتهيت أبدا لما انتهيت أسأل الله سبحانه وتعالى إما أن يهديه أو يكفينا شره و يقصم الله ظهره ، هذا الجاهل اللي مفتن الناس اللي ما يعرف أصلا يتكلم وما يعرف أصلا يقرأ القرآن .. من أين أتيت بهذه المدود ( المحسنييييييييين ) ايش هذا تلعب بكلام الله عز وجل اللهم هل بلغت اللهم فأشهد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) 0


قاله يوم الجمعة : 5 ربيع الثاني 1442 هـ
الموافق : 20 نوفمبر 2020 م
المصدر :
https://youtu.be/WaqgyPONsaI


وقال – حفظه الله – في مقطع آخر : ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، حياكم الله احبتي في الله ، اهلا وسهلا بكم في فيديو جديد نرد فيه على أسئلة أو انتقادات بعض المتابعين ، سواء كانوا مشتركين وما أظن انهم مشتركين لكن يدخلوا ويعلقوا ، طبعا تفكير الناس وفهمهم للدين وللقضايا يختلف من شخص الى شخص لكن لا اريد أن أقول أو أتكلم بكلمة لا يناسبهم لكن ما عندي غير اني اقول انا لا أتكلم الا بالدليل ، هذا الله سبحانه وتعالى رزقني هذا الشيء ، وما أتكلم إلا بشيء يرضي الله عز وجل ما عندي حقد على فلان ولا حسد على فلان ولا اكره فلان ، انا ادافع عن دين الله فحسب ، ولا أريد منكم جزاءا ولا شكورا ، اذا قلت جزاكم الله خيرا فبارك الله فيكم ، بعض المتابعين يسب ويشتم انا أنصحهم انك اذا عندك دليل بين لي ربما فاتني ربما ما علمت ، نناقشه مع بعض ، اما انك تتكلم بكلمات بذيئة هذا ينمو أو يدل على جهلك ، وعدم فهمك فالمسألة ليست مسالة انا وانت المسألة قال الله وقال الرسول عندما ننتقد فلان او نتكلم على فلان نأتي بالدليل على ان هذا شيء غلظ سواء كان من القرآن سواء كان من السنة ففي هنا اريد ان أناقش بعض التعليقات التي جاءتني على بعض الفيديوهات ، هذا فيديو تكلمت فيه على المشعوذ علي الكردي ( علي كردستاني ) ، طبعا الحمد لله النسبة الكبيرة 90 % او 95 % ايدوني ، الناس عندها عقل تفكر بعقله غير انها أيضا كيف تفكر بعقله ، انا اتكلم للناس أقول هذه هو الدليل والناس عندها عقل تفهم ، لكن بعض الناس ما عندها عقول ما تفهم ، اضطر انني اوضح أكثر وأشرح أكثر ، انظر الى هذا التعليق : واحد يقول : طيب انته ويش عندك تنبش ورى الرجال سوالك شي ، طبعا هو كاتب خطأ كاتب سؤالك شي الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تجسسوا ) يعني هذه الكلمات من أولها الى آخرها حقيقة يدل قمة عدم فهم هذا الانسان ، انت ويش عندك تنبش ورى الرجال ، انا عندي دليل من القرآن أرد عليه : ( ولتكن منكم امة يدعون الى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )( سورة آل عمران – جزء من الآية 104 ) هذا منكر هذا الرجل عنده منكر لأنه يخالف شريعة الله ، كيف يخالف ما يصير انته تجيب امرأة قدام الناس وتقري عليه ، انت هذا المنتقد هل ترضى أمك تصرع أمام الناس في المسجد ويتكشف جسمها انته ترضى لزوجتك انته ترضى لأمك ترضى لأختك في شيء اسمه أدب وفي شيء اسمه كرامة واحترام للإنسان ، بعضهم يقول طيب هذا الدكتور يكشف على النساء ، احنا المسألة ليس في ذات الكشف ، هذا المجرم لو يدخل المرأة مع محرم لها في غرفة ويقرأ عليها ويعالجها ومن غير ان يصورها على عيني وعلى راس ، وأيضا يرقيها برقية صحيحة يعني ما قال الله وقال الرسول ليس بفضيحة ، الإنسان عنده كرامة عزة نفس ، فهذه المرأة المسكينة انت تأتي بها تقرأ عليها وفي المسجد تقع وتنقلب ليس فقط تقع تنقلب مجسم جسمها كله طالع أمام الرجال إلا تخاف الله انته 000 انته تقول ايش عندك ورى هذا ايش سوالك ، ما سوالي شي لكن سوى لمن هو أهم مني ، انا ما جاي ارد عليه لأنه تكلم فيه ، هذا الكلام لمن تقوله اذا هو يتكلم فيه ، هو ربما لا يعرفني ايضا ، لكن انا دين الله أدافع عنه ، ويجب ان ادافع عنه ارد عليه هذا غلط ، هذا في دين الله غلط ، ايش دخل لا تجسسوا ، انا لما ارد عليه ، التجسس يا أخي عندما تروح تتكلم على شخص بالسر انا ما تكلمت عليه بالسر انا تكلمت عليه علنا واعطيكم قاعدة ايضا في دين الله : الرجل الذي ينشر المنكر علنا يجب ان ترد عليه علنا ، اذا كان ينشر المنكر بالسر تروح تنصحه بالسر ، بعني أمام الناس اذا واحد سوى غلط أمام الناس الدين يقول روح افضخه أمام الناس ، أما اذا سوى شي بالسر وانته عرفت اطلعت عليه لا تفضحه اذهب وتكلم عنه وهذا الذي انا أفعله في فيديوهاتي سواء ردي على هذا او ردي على أنس وأصالة كلهم اعلنوا فجورهم كلهم اعلنوا انحرافهم كلهم اعلنوا سواء نشر الفساد او نشر الباطل او نشر الضلال فالمسألة ليست تجسس امل ان يكون ردي كافي وشافي لك ولغيرك ، طيب ما سوالي شي انا جاي ادافع عن نفسي انا ادافع عن دين الله ، انت ايضا يجب ان تدافع عن دين الله كلنا ملزمون ان ندافع عن دين الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل انسان ، هنا واحد آخر يقول ماذا 000 يقول لماذا لا تتواصل معه وتخبره بهذا الكلام ، ما يحتاج انا أتواصل معه ، هو عنده فيديوهات ملأ العالم كله ، لأنه انا لما ارد عليه ما ارد عليه بالذات ، انا احذر الناس منه ، انا رسالتي ليس له هو فقط ، انا رسالتي له وللناس 000 وللناس أكثر مما هو له 000 لأنه هو راكب راسه برى الذي يفعله صح 000 فيه ناس مخدوعين به ، كيف أصل انا الى هؤلاء الناس 000 كيف أقول للناس لا تذهبوا الى هذا الشخص 000 احذروا هذا الشخص 000 هذا الشخص دجال 000 هذا يقول انا اعالج مجانا كذاب 000 كثير من التعليقات جاءني يا شيخ احنا ذهبنا الى عيادته عالجنا ثم تحت يقول اذهب اشتري عسل اذهب اشتري عشبة وبمبلغ كبير كعلاج ، اذن ليس ببلاش ليس لوجه الله 00 فالنصيحة متى تكون بالسر عندما يكون الفضيحة بالسر ، عندما يكون المصيبة بالعلن يجب ان يكون الرد بالعلن افهموا يا ناس ، ما الفائدة ما تقوله في هذا الفيديو اذا كان موجه لجمهور الناس 000 طيب كيف ما في فائدة انا احذر الناس انا احذرك انت ومن على شاكلتك انك ما تنخدع بهذا كيف اصلك انا عندما يصدر الانسان حكم فلا بد ان يستند الحكم الى دليل ، يقول هاتوا برهانكم 00 طيب انا ذكرت الدليل المرأة لا يجوز لها ان تكشف عن جسدها امام الناس او تقع وتنفضح أمام الناس والدليل جاءت امرأة الى النبي صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله اني اصرع واني اتكشف فادعوا الله تعالى لي ، فقال : ان شئت صبرت فلك الجنة وان شئت دعوت الله ان يعافيك ، فقالت اصبر فقالت اني اتكشف فادعوا الله ان لا اتكشف فدعا لها ) ، ما يصير المرأة أمام الناس تقع وفي المسجد وكل الناس يشوفوها ليس في المسجد فقط في فيديو العالم كله يشوفونها ، ترضى اختك تطلع في الفيديو بهذا الشكل بالله عليك ، هل احد منكم عنده غيره يرضى انه زوجته أو أخته أو امه تنفضح أمام الملأ كله ، اما انه الدكتور 000 الدكتور يكشف عليك في الغرفة ما يكشف عليك ويصور لك فيديو وبفضحك ، ملاحظة بسيز : عدم اتقانه لأحكام التجويد لا يعني انه دجال فالمسلون يزيدون على المليار ولن نجد فيهم مليون شخص يطبقون احكام وهذا لن نقدح في عدالته فالقران نزل ليعمل به ونتدبر وليس فقط ليجودا بشكل صحيح 000 انا ما قلت دجال مش لأنه ما يعرف يقرا القران وانا اعرف هذا الشيء 000 دجال لان طريقته خطأ ، لأنه فاضح لأنه كذاب لأنه يقول هذا أعمى من الولادة وسوف يشفى وهو ليس اعمى يشوف ولكن بسيط ، هذا ما يسمع من الولادة وسوف يشفى بدقيقتين ، هذا دجل ، هذا هو الدجل مش الدجل انه ، وأنا ما انتقدته في فيديو كامل فقط قلت انه ما يقرأ هذه نقطة ، والنقطة الثانية تقول انا مليار من الناس ما يعرفون ، طيب هل هؤلاء المليار من الناس ننصبوا انفسهم للدعوة لعلاج الناس ، هذا يزعم انه شيخ ودكتور اليس الأولى به كشيخ ودكتور يذهب ويتعلم أحكام التجويد ، ايش دخلك انته بالعوام ، مليار من الناس جالس في بيته وما يعرف يقرا القران ويحاول ، أصل الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أجر الذي يتأتئ في القران ، يقرا صعوبة القراءة له اجران ( عرض مقاطع لقراءة المذكور وفيها يتجلى اللحن الجلي واللحن الخفي ) ، لكن هذا ناصب نفسه انه معالج ، كيف بمعالج بالقرآن لا يعرف يقرأ القرآن ، فين عقلك انته ، اين 000 اين تفكيرك انته ، معالج بالقران لا يعرف أحكام التجويد ، مصيبة طامة ، اذن يتعلم احكام التجويد هو ليس عامي هو لا يقول عن نفسه انه عامي هو يقول عن نفسه انه دكتور 000 ما ادري دكنور في إيش في الشر والفتنة والفساد ( ورتل القران ترتيلا ) كلنا يجب ان نتعلم قراءة القران بصورة صحيحة واذا قصرنا في تعليم القران ان نتعلم القران نحن آثمون ليس وجوبا ان نتعلم لكن بد ان نسعى للتعلم نحن نقرا ما معناته ما أعرف تجويد ما اقرا قران سنة سنتين ثلاث سنوات اربعة خمسة عمره خمسن ستين سنة ما يعرف يقرا القران ومتى راح يعرف يقرا القران ، يقال لصاحب القران اقرأ وارقى ورتل فان منزلتك في اخر اية تقرأها ، هذا يقال له قارئ قران ، قارئ القرآن الذي يقرا القران كما قرأه النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما قرأه الصحابة وليس بالمدود الباطلة ( وننزل من القرااااااان ) ايش هذا ، يريد يزين صوته على حساب أحكام التجويد وهذا باطل ، هذا احد المعلقين من جانب آخر يقول كلامك صح انا قابلت هذا الرجل في الواقع ، هذا الرجل كذاب والله ، أليس هذا شهادة لي وشهادة لكم أمام الله يوم القيامة ، انته تدافع عنه ولم تره ولم ترى عمله وما عندك علم شرعي ، انا أرد عليه لم أره لكن ارد عليه بالدليل بالقران والسنة وعندي أدلة ، وهذا الشخص قد لا يكون عنده علم ولكنه رآه بعينه انه كذاب ، رآه هذا الشخص ، طيب هذا دليل على ان الرجل غير صادق ، من الأدلة طبعا انا ما ذكرت انحرافات وضلالات هذا الرجل قهي كثيرة ، أذكر لكم موقفين أيضا : ظافوه في قناة من القنوات جاؤوا برجل على الكرسي مشلول ذهب من قبل الى هذا الشخص علي الذي يزعم انه دكتور مرتين ما استطاع ان يعالجه ، البرنامج ايش سوى جاب هذا الرجل من غير ما يدري علي ، قال عندنا هذا الشخص عالجه لنا ، قال الان اعالجه فإذا يفشل في علاجه على اساس هو شلل يمشي على الكرسي الان يعالجه يقوم يمشي فما استطاع ان يعالجه ، ماذا قال : انا الآن لست صائما عندما اعالج يجب ان اكون صائما ، ايش الكلام الباطل هذا ايش دخل الصيام بالعلاج اذا انته صادق في علاجك 000 دجال هذا دجال ، ما ادري نسي انه مرتين جاء الى عيادته ، بعدين المذيع قال هذا الرجل جاء الى عيادتك مرتين ما قدرت تعالجه فحاول معه في البرنامج 000 البرنامج يفضح ليس مثل هو يصور الفيديو او يجيب ناس ينسق معهم ، ما استطاع ان يعالجه قال انا لست صائم يجب ان اكون صائما والله وبالله وتالله انه يكذب ، والعلاج ليس له علاقة بالصيام لا من قريب ولا من بعيد ، واللذين يعالجون لم يقل واحد منهم يوم من الأيام المعالجين الصادقين يجب ان تكون صائم ، ثم يقول ان البرنامج في الليل وانا اعالج في النهار ايش دخل ، هذا مخرف 000 مخرف 000 لا يعرف ماذا يقول ، وموقف آخر هل تعلمون ان هذا الرجل في لقاء له وفي قناة من القنوات جاء ببوله ويشربه ويقول هذا علاج 000 تفو على هذا التفكير بول 000 بول 000 يشرب بوله 000 أعوذ بالله النجاسه يشربه ويقول علاج اين عقولكم يا ناس افهموا دين الله بشكل صحيح 000 ( رفعتوا ضغطي الله يهديكم )، هنا أيضا تعليق جميل جدا من أحد المتابعين اعطانا دليل جميل جدا أيضا يعني عجبني في الرد عليه طبعا ، يقول : انا اتعجب من الغباء الذي اصابه خاصة عندما يدعي انه قام برد بصر الأعمى منذ ولادته يعني واحد أعمى يعني منذ الولادة ورد له بصره ، يا ناس الأعمى المولود بالعمى عندما يرد بصره فانه لا يفهم ما يرى لا يفهم أي شيء مما يرى لا يفهم ابتسامتك حين تبتسم له ولا يفهم أي اصابع التي تريه اياه ، الاعمى الي فتح عينه هوة يعرف فيه أصابع ايش شكله الأصابع هذه ما يعرف ما رآه ما يعرف هذا الأصبع هكذا يقول هذا الشخص حتى الابتسامة ما يعرف ايش الابتسامة أو انته كيف تبتسم أو انته كيف تبكي الذي يراه أمامه عبارة عن وجه انسان وهو يشير اليه بأصابعه ويقول له كم عدد الأصابع ثم الأعمى المزعوم يرد عليه فيقول بالجواب الصحيح كم هذا الأصابع : خمسه ، ايش هذا اللون أصفر 000 ايش هذا اللون أحمر ، طيب هذا كيف عرف انه هذا احمر وهذا أسود وهو مولود لا يرى000 كيف يميز الأعمى الألوان اريد افهم ( عرض مقطع فيديو يبين كذب الرجل ) 000 ابن عقولكم لما لا تفهمون أن هذا دجال كذاب أشر نسأل الله العفو والعافية ، هذا بعض التعليقات اردنا أن نبينه بارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) 0

قاله يوم السبت : 13 ربيع الثاني 1442 هـ
الموافق : 28 نوفمبر 2020 م

https://youtu.be/qy7ApnpItwo


يقول الأخ خالد محمد المواس - حفظه الله - : ( القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل ، المنقول بالتواتر ، المكتوب في المصحف ، والمتعبد بتلاوته ، المبدوء بسورة الفاتحة ، والمختوم بسورة الناس ، ولا شك أن هذا القرآن إنما أنزله الله سبحانه وتعالى ابتداء لأجل هداية الناس قال سبحانه ( الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )( سورة ابراهيم – الآية 1 ) وقال ( الم * ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ )( سورة البقرة – الآية 1 ، 2 ) ، أنظر إلى أن غاية الله سبحانه وتعالى إخراج الناس من الظلمات إلى النور وهدايتهم ، فالهداية والتعريف بالله سبحانه وتعالى هي المقصد الأول من أرسال الرسل وإنزال الكتب 0

فكلام الله سبحانه وتعالى شفاء للأمراض المعنوية النفسية ، وأيضا للأمور العضوية وأمراضها ، وكما قلنا أن بعض الأشخاص قد يدخل في هذا المدخل ويريد بكلمة الحق باطلا ، لا يجب أن نصدق كل من أدعى بأنه قادرا على أن يشفي بهذا القرآن ، فمشاهد هذا الرجل غريبة ، لا يمكن أن ننكر الأصل : بأن القرآن فيه شفاء من كل داء ، ولكي نعرف حقيقة دعوة هذا الرجل لا بد من عرضه على ميزان صحيح ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا بأس بالرقى مالم يكن فيها شرك ) ، وفي مقطع هذا الرجل نرى أنه يسجد بين الجموع المحتشدة المتفرجة ، لمن يسجد ..؟ وعلاما يسجد ..؟ ففي هذا علامة استفهام كبيرة 0

الأمر الآخر : وهو أن دعوة بهذا الحجم كبيرة يدعي صاحبها أنه قادر على شفاء كل الأمراض بإذن الله سبحانه وتعالى ، هل يمكن له أن يكون إلا حافظا لكتاب الله سبحانه وتعالى ، أو عالما بالأحاديث وأدعية الرقية في السنة ، لكن دعونا نحسن الظن ونقول أن الصحابة رقوا بالفاتحة فقط ، ولكن مع ذلك لا يسلم له هذا الحجم القليل أو القدر القليل من الآيات ، إذ أن في قراءته للقرآن لحن خفي وجلي ، اللحن الخفي ربما لم يكن إنسان عالم بأمور التجويد وغيرها من أحكام القرآن ، ولكن اللحن الجلي يخرج الكلام من كونه قرآنا إلى كونه كلاما عاديا ، فمثلا قوله سبحانه وتعالى في سورة الفاتحة صراط الذين أنعمت عليهم ، ف أنعمت بالفتح فإذا قال أحدهم ( أنعمت : بضم التاء ) عليهم ، خرج المعنى وربما إن قصد ذلك يكون قد خرج من الدين ، لأنه صرف الإنعام من الله سبحانه وتعالى إلى نفس المتحدث ، وأيضا قول الله سبحانه وتعالى اهدنا الصراط المستقيم ، فالبعض يقرأها ( المستغيم ) ، فإذا يدعو على نفسه أن يكون ضلالا ، فالصرط المستغيم أي المملوء بالغيوم ، والذي لا توضح فيه الرؤيا ، وهذا الرجل يكثر من الخلل في القرآن ، فإذا لا يسلم له الاحتجاج والادعاء بأنه يرقي بالقرآن الكريم ، فلاحظوا كيف يخطئ بقراءة القرآن لحنا ظاهرا جليا ( مقطع قراءة للمذكور ) 0

والأمر الثالث : أن التمثيل في العروض المشاهدة بدائية جدا ، ولو قلنا أنه ذهب ليعرض تمثيله على أحد لرفضه من الفقرة الأولى ، فلاحظ هنا تمثيل دور الأعمى والأخرس والأطرش ، لاحظ حركة الأعين كيف يحرك الأعمى عينيه متابعا لوجه الراقي (ملا علي الكردستاني ) ، والطفل الأخرس وحركات المشلول فكلها تمثيل سيء للغاية 0

رابعا : أن ردت الفعل باردة جدا ، يعني رجل كان فيه مصيبة لا يسمع كان أعمى ، رجل كان أخرس ، رجل كان أطرش ، مشلول ثم فرج عنه وخرج من هذه الحالة كيف ستكون ردة فعله ، وكيف ستكون الفرحة ، إذ إن رجلا كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في صحراء في فلاء فقد ناقته ثم عادت إليه فقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك فضحك النبي عليه الصلاة والسلام من قوله ، أخطأ من شدة الفرح ، وأين الفرحة في هؤلاء ، لا يوجد أبداً ، فإذا هي أيضا علامة استفهام كبيرة ( مقطع فيديو للمذكور توضحي ) اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم ، لاحظ أناَ ردة فعله أكثر أكثر من اللي سمع ، لأنه مجرد عم ينتظر المصاري فقط يعني هذا دوره التمثيلي ، وحتى نقارن بين الأمرين دعونا نرى هذه المشاهد لأناس خرجوا من هذه الحالات المشابهة كيف كانت ردت فعلهم ( مقطع فيديو للمقارنة ) 0

الأمر الخامس : في مسألة ( ملا علي الكردستاني ) أن الكذب والتدليس ظاهر ومفضوح في شأنه ، فأن تعمد إلى حاجة الفقراء وأهل العوز بإغرائهم بالمال لأجل تمرير كذبك وتدليسك على الناس ، هذا أمر لا يستحسن ، ولا يليق بالإنسان كمسلم ( مقطع فيديو للرجل ضعيف البصر ) 0

سادسا : في مسألة ( ملا علي الكردستاني ) قد نكون مخطئين في هذه المسألة ، وقد نكون تعجلنا إذ أننا لم نتعجل في ذلك ، وقد درسنا دراسة كافية ، ولكن لابد من مراجعته وتبيين الحال التي هو عليها ، لا بد أن نتواصل معه حتى نفهم هل كلامنا صحيح وإلا مش صحيح ، فيه عندنا أخطاء قد نستفسر عنها ونبين لنا ، فحاولنا أن نتواصل معه دون فائدة تذكر ليس مرة ولا مرتين ولا ثلاثة ولا عشرة حتى ) 0



قاله يوم الخميس بتاريخ : 24 رجب 1441 هـ
الموافق : 19 مارس 2020 م

https://youtu.be/n8wO4hqA95E


* مختصر الكلام في بيان حال المذكور ( الملا علي كلك الكردستاني ) تكمن في الأمور الهامة التالية :


1)- منهج المذكور بعيد كل البعد عن منهج أهل السنة والجماعة ومنهج السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم اجمعين ، ويظهر ذلك من خلال خلل العقيدة لديه ، وكذلك فان نشر بعض مقاطع الفيديو يخل بعقيدة المسلم ، حيث أنه يضع اهل السنة والجماعة والشيعة في مرتبة واحده ، ومن خلال طرحه فكأنما يدعو الرجل لوحدة الأديان كما مر معنا سابقا 0

2)- يقول بلسانه كما ذكر ذلك الشيخ ( خالد بن ابراهيم الحبشي ) – حفظه الله - أنه وصل لدرجة الأنبياء حيث قال : ( الحمد لله نحن وصلنا الى درجة الأنبياء ثم ذكر الحديث " علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل 000 أقسم بالله " )** جاء فى " الزرقانى على المواهب اللدنية – 6 / 158 " : أن هذا الخبر قال عنه الحافظ ابن حجر ، ومن قبله - الدميرى والزركشى ، إنه لا أصل له : زاد بعضهم : ولا يعرف في كتاب معتبر، وسئل عنه الحافظ العراقى فقال : لا أصل له ولا إسناد بهذا اللفظ ، ويغنى عنه "العلماء ورثة الأنبياء " وهو حديث صحيح ** طبعاً الحديث غير صحيح وليس له اصل وهو يقسم بالله ويرى أنه بلغ درجة الأنبياء ( مقطع فيديو بصوته وصورته ) .

3)- من خلال طرح الرجل حيث يتبين بما لا يدع مجالا للشك بأنه لا يستطيع التفريق بين الكرامة والمعجزة ، وهذا يؤكد على جهله كما بين الشيخ ( احسان بن محمد العتيبي ) – حفظه الله – وهذا عين الجهل والضلال 0

قال ابن كثير – رحمه الله - : ( ما كان على حالة شرعية يتصرف فيها فيما أمر الله تعالى ورسوله ويترك ما نهى الله تعالى ورسوله عنه ، فهذه الأحوال مواهب من الله تعالى وكرامات للصالحين من هذه الأمة ولا يسمى هذا سحراً في الشرع وتارة تكون الحال فاسدة لا يمتثل صاحبها ما أمر الله ورسوله ولا يصرف بها في ذلك 00 فهذه حال الأشقياء ) ( تفسير القرآن العظيم – 1 / 145 ) 0

4)- لا بد أن نعلم يقينا بأن الشفاء من الله سبحانه وتعالى وحده ، ولا بد أن نقف على فعل المذكور حتى يتبين لنا القول الفصل في أفعاله وأقواله وهل هي بالمجمل توافق الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، ومن خلال تتبع قراءة المذكور فهي لا تتعدى قراءة بعض الآيات التي ذكرتها آنفا ، وقد لفت انتباهي ان الرجل يلحن لحنا جليا ولحنا خفيا ، وذهب جمهور العلماء إلى أن حكم اللحن الخفي أخف من اللحن الجلي - ويعتبره أهل العلم مخلا بالإتقان والصلاة خلفه صحيحة . والله أعلم 0

5)- ايضا التعاطي والتعامل مع النساء بشكل عام يخالف ما عليه اهل السنة والجماعة ومنهج السلف الصالح ، من حيث عدم التزام النساء بالحجاب الشرعي ولمس النساء كما يظهر في بعض المقاطع الخاصة فيه ، ووضع يده في فم النساء وتقبيل رأس بعض النساء ونحو ذلك من مخالفات شرعية تخص هذا الموضوع ، وقد سبق الاشارة الى ذلك سابقا وبشكل مفصل 0

6)- اهمية اخلاص العبد النية وأن تكون خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً ، ولا جلب نفع ديني ، ولا دفع ضرر دنيوي ، وبعيدة كل البعد عن الرياء والشهرة والسمعة 0

قال العز بن عبد السلام : ( الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده ، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي )( مقاصد المكلفين ص 358 ) 0

بعد عرض موضوع الاخلاص بكل تفصيلاته وكذلك موضوع الرياء وحرص المسلم حرصا شديدا على اتقاء مسألة الرياء ، أقول وبالله التوفيق :

اولا : من خلال استعراض كثير من مواقف المذكور وبعده عن منهج الكتاب والسنة واقوال علماء الأمة ، يخشى ان يقع في هذا الداء العظيم ، وبخاصة لو تمعنا بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كما ورد اعلاه " لَلشِّركُ أخْفى من دَبيبِ النَّملِ " 0

ثانيا : عرض كثير من المقاطع والتي يستعرض فيها قدراته وكأنه أصبح عيسى ابن مريم بمعجزاته من احياء الموتى وابراء الأعمى والأبرص وما شابه ذلك ، وهذا مما لا شك فيه قد يوقع بالعجب والخيلاء ، ولا ننسى عند ذكر هذا حديث أبو هريرة – رضي الله عنه – انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي :


( قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : الكبرياءُ ردائي ، والعظمةُ إزاري ، فمَن نازعَني واحدًا منهُما ، قذفتُهُ في النَّارِ )


( وقال الألباني " حديث صحيح " – انظر صحيح الجامع - برقم " 4309 " )


ثالثا : التنقل بين مدن العالم واستعراض هذه القدرات وبخاصة استخدام أسلوب الكذب تارة والتمويه تارة أخرى كما سوف يتضح لنا من خلال أقوال الاخوة الأفاضل لاحقا ، وهذا كسابقه قد يوقع في الكبر والعجب والعياذ بالله ) 0

7)- مخالفته لصريح السنة المطهرة والاجماع على جواز أخذ الأجرة على الرقية من باب الجعالة أو من باب الاجارة ، كما سبق بيان ذلك من حديث أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه - 0

قال النووي - رحمه الله - تعقيبا على شرح الحديث : ( وهذا تصريح بجواز أخذ الأجرة على الرقية بالفاتحة وأنها حلال لا كراهة فيها وكذا الأجرة على تعليم القرآن 0 وهذا مذهب الشافعي ومالك وأحمد واسحاق وأبي ثور وآخرين )( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 – 356 ) 0

والأدلة من الأحاديث في هذا الباب ظاهرة في جواز أخذ الأجرة على الرقية وشاهد ذلك ما يلي :

* قوله في حديث أبي سعيد :

( قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما )


* وقوله في حديث ابن عباس :

( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله عز وجل )


* وقوله في حديث خارجة :

( كل فلعمري من أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق )


8) - استخدام النجاسة في طريقة علاجه : وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن المذكور يستخدم بوله في العلاج ، وقد أشار لهذ الأمر كل من الشيخ احسان بن محمد العتيبي وكذلك الأخ حسن مدني – حفظهما الله – ومن هنا تم بيان الحكم الشرعي في استخدام بول الآدمي في العلاج والاستشفاء 0

وبكفينا قول فضيلة الشيخ عبدالمحسن العباد – حفظه الله – حيث يقول :

( لا يجوز التداوي ببول الآدمي لأنه نجس ، ولا يتداوى بالنجاسات ، يتداوى بأبوال الابل والغنم والبقر والأشياء المأكولة اللحم هذا هو الذي جاء فيها كما في حديث العرينيين اللذين أصابهم يعني تأثروا وأرشدهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يذهبوا الى ابل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها ففعلوا حتى صحوا حصل منهم ما حصل من كقر النعمة والردة عن الاسلام وما فعلوه ، لكن الحاصل ان الرسول ارشدهم الى العلاج بأبوال الابل وهذا يدل على طهارة أبوال الابل وأرواثها كذلك كل ما يؤكل لحمه من الحيوانات التي تمشي على الأرض او من الطيور التي هي مأكولة اللحم فان روثها وذرقها الذي يحصل يعني هو طاهر ) 0




9)- تصوير مقاطع فيديو في طريقة علاجه : ومن الطوام التي يفعلها هذا الرجل أنه يقوم بتسجيل فيديوهات كثيرة ويقوم بعرضها على قناته الخاصة في اليوتيوب ، وكثير من هذه الفيديوهات تحتوي على محظورات شرعية كثيرة ومنها على سبيل المثال لا الحصر : قد يكون في نشر تلك المقاطع ترويع للمسلمين ، وكذلك تكشف النساء بشكل غير لائق ، والكذب الصريح البواح ، والاحتيال على الحالات المرضية ، وكشف ستر المسلمات العفيفات الطاهرات ، وفتح باب للشبهات وخاصة أمام كثير من المغرضين والعلمانيين والمنافقين بشكل عام 0

يقول الشيخ محمد صالح المنجد – حفظه الله – حول مسألة تصوير مقاطع فيديو لجلسات العلاج : ( الحمد لله ،،،
لا يجوز تصوير جلسات الرقية للرجال أو النساء، وهو أشد وأقبح في شأن النساء؛ لما في هذا التصوير من مفاسد، كهتك خصوصية المريض . ثم ما في ذلك من مفسدة التباهي والتفاخر من الراقي بالمعالجة ، ما ينبغي أن ينهى عنه ، ويمنع منه 0
ولا يلتفت لموافقة المريض على التصوير ، فإن هذا إن حصل ، سيكون تحت ضغط الرغبة في العلاج 0
والمريض كثيرا ما يبدو منه ما لا يليق ، فضلا عما هو فيه من الضعف والحاجة ، فتصويره في هذه الحالة عدوان عليه ، وهتك لستره ، وربما عرضه للغيبة أو السخرية 0
وأما تصوير المرأة فهو ممنوع مطلقا ، ولا يرخص فيه إلا للضرورة ، ولا ضرورة في هذا التصوير ؛ بل ضرورة الستر ، وحفظ العورات ، وصون الحرمات – حقيقة – تمنع هنا من ذلك التصوير 0
والله أعلم ) 0


المصدر : موقع سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد

تم ذكر المصدر سابقا 0


10)- مقابل ذلك يلجأ الى الاحتيال على الناس بادعاء أنه لا يأخذ اجرا وأن الذي يأخذ الأجر لن ينتفع أحد بقراءته ، وفي هذا مخالفة صريحة لحديث أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - ، ليس ذلك فحسب بل بيع الحالات المرضية المواد المستخدمة في الرقية بأسعار باهضة كما بين ذلك الشيخ احسان بن محمد العتيبي والأخ حسن مدني – حفظهما الله – 0

11)- وصف بعض العلاجات التي قد تكون مخطرة على صحة وسلامة المرضى ، ومن ذلك أكل التراب كما بين ذلك الشيخ ( احسان بن محمد العتيبي ) ، وكذلك أن يعطي امرأة وصفة للتنحيف والتخسيس ، بأن تأكل المناديل الورقية فأكلت ما يقارب ( 1104 ) قطعة أودت بها الى المستشفى لقسم الطوارئ ، وهناك مقاطع كتب فيها اكل 3 مناديل فقط لمدة 30 يوم تنقص سبعة عشر كيلوجرام ، وهذا مستحيل حدوثه كما بين ذلك الشيخ احسان العتيبي والشيخ خالد الحبشي – حفظهما الله – ، وقد حذر أطباء في جامعة “ كارديف ” البريطانية من استخدام المناديل الورقية لتجفيف الأنف لما تحتويه من مواد كيميائية مثل: الكلور، والجير الصناعي، ومواد أخرى، ذات تأثير ضار جدا على الجسم، بسبب السّميّة الشديدة، فكيف ان كان الإمر يتعدى ذلك الى الأكل ونحوه والله المستعان .

12)- فعل هذا الرجل وأمثاله اللذين يدعون الرقية الشرعية والعلاج والاستشفاء قد يؤدي الى تعليق قلوب الناس به والذي قد يؤدي إلى الفتنة به ورفعه إلى مقام الأولياء مع انه قد ثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أنه أجهل من حمار أبيه 0

وبناء على كل ما ذكر فإني اضم صوتي لصوت الشيخ احسان بن محمد العتيبي – حفظه الله - ، فيجب على كل من يهمه أمر المسلمين أن يحذر منه ، وأن يبين ضلاله وانحرافه ، كما ويحرم تزكيته والدعوة للذهاب إليه لتلقي العلاج ، فهو أجهل من أن يتصدر أمر عظيم جلل كالرقية الشرعية وعلاج الناس من امراضهم عامة والأمراض الروحية بشكل خاص ، وأذكر تحت خذا المقام بأبيات شعرية تقول :

تصـدر للتطبــب كـــل مهوس...بليـد يسمى بالفقيـــــه المدرسِ
وحُقَ لأهلِ العلمِ أن يتمثلــــوا...ببيت قديم شاع في كل مجلسِ
لقد هزُلت حتى بدا من هُزالِها...كُلاها وحتى سامهـا كُلُ مُفلِسِ


والله الموفق وهو الهادي الى سواء السبيل والرشاد ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0



كتبه
الفقير الى عفو ربه القدير
أبو البراء أسامه بن ياسين المعاني
مؤلف كتاب ( نحو موسوعة شرعية في علم الرقى - تأصيل وتقعيد في ضوء الكتاب والسنة والأثر – اربعة عشر مجلدا )
بتاريخ 16 جمادى الأولى 1442 هـ
الموافق 31 من ديسمبر 2020 م
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
   

 
الانتقال السريع
 


بحث عن:


الساعة الآن 10:29 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com