السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه القصيدة المتميزة لصاحبها :عبد الله الزنتاني الليبي جزاه الله خيرا نقلتها لما رأيت أنها مفيدة إنشاء الله وهي كما يقول فيها صاحبها أثابه الله و أحسن إليه :
وإنها منظومة فريدة = أبياتها يسيرة عديدة
حيث تتضمن العلاج بالرقية الشرعية وبعض النصائح الطيبة .
الروضة البهية في العلاج بالرقية الشرعية
يقول عبد ربه الزنتاني = ذو الذنب و التقصير و العصيان
الحمد لله مصـلياَ على = نبينـا وآله أولي العلا
وبعد هذا النظـم للإخوان = معالجيـن الناس بالقرآن
سميته بالروضة البهية = لمن يريد الرقية الشـرعية
ضمنته نصـائحا فعيـها = فإن الخيـر يا أخيا فيـهـا
فكل ما قدر من بـلاءِ = بـإذن الله خـالق الأشياءِ
إن ابتلاء الله جل وعلا = لحكمة يجهـلها جل الملا
فاصبـر إن ابتليت بالضـراء = واشكر إن ابتليت بالسراء
إن الأمراض يا أخي نوعان = فـالأول العـضـوي في الأبـدان
علاجه عند الطبيب الحاذق = في الطب إن كان بعلم واثـق
فعنده أجهزة كــثيـرة = تستكشــف المصائب العسيرة
والثاني نفسـي من الشيطان = كالعين والسحر ومس الجان
ولا يفك السحر بالمثيـل = لأنه نوع من التدجيـل
واحذر من الوسائل الشركية = وإنما بالرقية الشرعية
وحمكها الجواز ياذا فادر = قد جاء عن أبي سعيد الخدري
فقد تلا فاتحة الكتاب = على الملدوغ سيد الأعراب
وجاء نص قاله الرسول = أن الأمراض كلها تزول
والله ربي أنزل البلاء = وأنزل الدواء والشفاء
علمه في الخلق من قد علمه = كذا الذي جهله قد جهله
لابأس بالرقى مالم تكن = شركية ومن أتاها حذرن
إياك والذهاب للكهان = لأنهم من زمرة الشيطان
وكذب العراف والرمالا = وثق بالله وحده تعالى
إياك والذبح لغير الله = فإنه من أكبر المناهي
واحذر من الطواف بالقبور = والذبح والتعظيم للمقبور
وقد أتى النهي عن التمائم = لآنه شرك من العظائم
وكل ذاك مفضي للشرك = ومحبط الأعمال دون شك
عن عقبة ابن عامر مرفوعا = كن للنصوص سامعاً مطيعا
من علق تميمة فقد أتى = شركا وذاك شركه قد ثبتا
وقد أتانا نص في الصحيح = ينهى عن التعليق بالتصريح
فعن أبي بشير الأنصاري = كان مع النبي في ألأسفار
بلفظ فيه أعظم النكير = بقطع كل وتر من بعير
كذاك لايبقي على قلادة = لأن ذا من أعظم البلادة
عن عبد الله بن عكيم يروي = تجده عند أحمد والترمذي
لكنه من جملة المرفوع = إلى النبي الصادق المتبوع
من علق شيئا يكل إليه = والله ربي ساخط عليه
كذا سعيدا بن جبير قد روى = أيضا حديثا فانتبه لما روى
من قطع تميمة من إنسي = كانت له أجرا كعتق نفس
يامن تريد أفضل العلاج = عليك بالسير على المنهاج
أعني به منهاج خير الخلق = نبينا فقد أتى بالحق
حافظ على تلاوة القرآن = والذكر والتسبيح كل آن
والذكر في الصباح والمساء = والنوم والطعام والخلاء
حافظ على الصلاة والنوافل = ولاتكن كمهمل أو غافل
وأفتى أهل العلم كابن الباز = عن الرقى في الماء بالجواز
وإن وضعت فيه بعض السدر = بإذن الله مبطل للسحر
وعسل والحبة السوداء = فإنها شفاء كل داء
كذاك الاحتجام كل شهرٍِِِِِ = بعد انتصاف الشهر بالتحري
كذا السنا وعجوة المدينة = جاءت بذا نصوص مستبينة
واقرأ كتاب الطب لابن القيم = فإنه في الطب كالمعلم
والعين حق قال ذا الرسول = وحقه التصديق والقبول
إن استغسلتم فاغسلوا بالماء = وارشش على المصاب بالبلاء
وادع وقل تبارك الرحمان = إذ ربما يصيبه المعيان
والعين قسمان فمن ودود = وغالباً تكون من حسود
والسحر حق جاء في القرآن = ينكر ذاك فاسد الإيمان
وقد أتى نص من الصحيح = بسند متصل صريح
قد سحر النبي من يهودي = لبيد ابن الأعصم الجحود
وقد أتي بما أتى من سحر = وتم وضع ذا بقاع بئر
في النوم جاء للنبي اثنان = قالا بأن السحر في ذروان
فبعث النبي بعض الصحب = فاستخرجوه من أصول الجب
يا أيها المعالج الحبيب = إني بصدق ناصح لبيب
عليك بالإخلاص في العلاج = فالعبد للرحمن ذو احتياج
وعلق القلوب بالرحمان = واحذر من الرياء والشيطان
فالراقي بالقرآن كالمجاهد = لكل شيطان خبيث مارد
من فرج الكروب عن إخوانه = فإنه يجزى على إحسانه
وحذر المريض من أمور = كالذبح الدعاء للقبور
وقبل كل جلسة جديدة = أعط المريض درساً في العقيدة
علمه أن الله رب شاف = والله لا يخفى عليه خافِ
وانصحه بالدعاء في الأسحار = والذكر والتسبيح والأذكار
لا تخلون بالنساء أبدا = وقل أريد محرما مؤبدا
وأن يلبسن أستر الثياب = للجسم كالرداء والجلباب
إلى هنا فإنني انتهيت = فافهم هديت الخير ما عنيتُ
وإنها منظومة فريدة = أبياتها يسيرة عديدة
سبعون بيتاً بعد خمس قد أتت = طوبى لشخص قد وعى ما قد حوت
قل داعياً ياغافر الزلات = اغفر ذنوب ناظم الأبيات
الروضة البهية في العلاج بالرقية الشرعية /لعبد الله الليبي.
