كما كان لصالح الجني
دور هام في استباحة جسد الكثير من المرضى للإطلاع على أحوالهم
و التدخل المباشر في تشخيص بعض الحالات و الإستقصاء عن أصحاب الأسحار و أماكنها و متابعة مراحل العلاج ...
فقد كان له دور آخر أخص من ذلك
فقد تدخل كالساعي بين الزوجين .. المحتوي لخلافاتهما
و المنصت لشجاراتهما
يحاول أن يسدد و يقارب ..فينكر شيئا و يثبت وجود آخر ..
ليس مهما أن كانوا من نصبوه أم نصب نفسه
فكان الحكم من أهله و من أهلها
كيف لا و قد كان له وزنه و ثقله ..فالرأي رأيه و التوجيهات توجيهاته
.... .... ....
تدهورت صحة الزوجة
التي أخذ الحزن يعصرها بين ثناياه فيضيق عليها الخناق
و يكتم على أنفاسها
تنكرت لحالها و رثت أحوالها
فلا هي تعرف نفسها و لا زوجها يعرفها
تقلبها توالي المحن و تطبخ أيامها على نار هادئة ما كان يستجد من فتن
أغلقت الأبواب دونها فلم تتسع مسامع زوجها لشكواها
و كانت لجامها محكما عندما اتهمت بالمرض النفسي
إلى من المشتكى؟؟؟
و ما يضج به صدرها لا يمكن لغير زوجها الإطلاع عليه
كيف الصبر؟ و هل لحالها ما يستوجب الصبر؟؟
هل تخبر بما تراه و تسمعه و تجده ؟؟
و من ذا يصدقها ؟
أما الزوج المعالج
فقد قطع على الناس جميع شكوكهم و أحرق كل الشبهات
و نفث رمادها في عيون الجيران لتعمي عيون كل من تسول له نفسه فيقع في عرضه أو عرض تلك العائلة المنكوبة ..
الكل يعلم أنه الراقي المجتهد المعروف الذي أخرج تلك الأسرة من محنة تلوى أخرى..
و جاء اليوم الذي أعدت له عدته
موعد هام جدا في بيت تلك الفتاة
إنه يوم البناء و أي بناء
حيث أغلقت الأبواب و قالت له هيت لك
فهم بها و همت به و كان الشيطان ثالثهما يعقد و يربط
و الأم العجوز شاهدا بصمت ينتظر لقحة مرة الحلب
نعم إنه يوم أن أدخلته لاكمال خطتها
خطة دامت أكثر من سنة
هيأت لها جميع الأسباب و الظروف
هناك و قد كبل عقله و ألجم لسانه و تسمرت عيناه
و كأنه مسلوب الإرادة..
فإذا بصفعة قوية تفيقه من سكره
فيهتز لها رأسه هزا ينتشله من أثر النبيد
فيولي مندفعا هاربا و لم يكن بينه و بين الوقوع في الفاحشة إلا قليل
يهيم على وجهه ..
غير مدرك لوجهته ..
و لكن إلى أين؟
لا يوجد غير ذاك السكن الذي يحمل أسراره
و تلك الحليلة التي كانت لباسا له
دخل البيت فإذا بأصوات البكاء و النحيب تفاجؤه
يصرخ أفراد من أهله في وجهه سائلينه أين كان
تتلعثم كلماته على بوابة شفتيه..يجاهد نفسه ليسأل عن المشكلة
و هناك تتنزل عليه الصاعقة فتضربه بسياطها فتسقطه أرضا
إنها زوجته
نقلتها سيارة الإسعاف للمستشفى في حالة يرثى لها
لقد فقدت بصرها لقد ابتليت في حبيبتيها
فأصيبت بالعمى
يتبع الجزء الأخير بإذن الله و فيه يكون كشف الحقائق