عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 01-07-2007, 05:35 PM   #15
معلومات العضو
نورها ثانية

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


نحن نعلم بأن السحر دائما يكون سببه شيطان، وهذا السحر يتم تثبيته في داخل الجسد عن طريق جني نسميه خادم السحر، وهذا السحر عام فقد يكون سحر تعطيل الرزق أو تعطيل الزواج أو سحر الجنون أو سحر التفريق أو غيرها من الأسحار، فالقاعدة واحدة .


وعندما يجد الشيطان (خادم السحر) الجو مناسباً ومساعداً داخل الجسد فإنه يتربع وينفث سمومه بكل حرية وبدون مقاومة، فيسبب أمراضاً كثيرة منها ما هو عضوي ومنها ما هو نفسي وكلاهما يسببان شقاء وتعباً للمريض.

لقد صادفت حالات كثيرة من خلال أبحاثي ، فيها تعطيل الزواج، منها حالة فتاة تجاوزت الثلاثين من عمرها، وقد عرضت حالتها على معالجين كثيرين لكنها لم تُشف، فبحثت في هذه الحالة بعمق لأعرف سبب عدم الشفاء فاكتشفت أن المرض ينبغي أولاً أن يُشخص تشخيصاً جيداً، فلا ينبغي أن يكون هناك كذب أو إخفاء معلومات عن المعالج، وثانياً : لكي يتم الشفاء لابد من توفير شروط محددة وصحيحة في كل من المعالج والمريض وكذلك في طريقة العلاج.

فلا نغتر بكثرة المعالجين، لأن أغلبهم ماديون أو يستعينون بالجن، ليس هدفهم الرئيس هو قهر الشيطان وشفاء المريض، بقدر ما يهدفون إلى جمع الأموال والبحث عن الشهرة، أما الذين يستعينون بالجن في منهجهم فإنهم يفسدون عقيدة مرضاهم فينتج عن ذلك تأخير الشفاء بل تزداد حالات المرض سوءاً في كثير من الأحيان.


أعود إلى حالة الفتاة فأقول : لقد كانت تمارس العلاج باستخدام الرقية الشرعية والغسل بالماء المقروء عليه وقراءة القرآن والحفاظ على الأدعية والتحصينات التي وردت في السنة، فلما قابلتها وتحدثت معها كانت في حالة يأس شديد، ووصلت إلى درجة من القنوط من رحمة الله لأن الشفاء تأخر ولم يأت بالسرعة التي كانت تتصورها.


اكتشفت بأنها كانت تنتمي إلى طريقة صوفية، فكانت بالتالي تخلط أذكار السنة مع أذكار شيخها، وكانت تعتقد بأن بركة الشيخ سوف تنفعها، وكانت صورة الشيخ معلقة في حجرتها.


من هنا يتبين لنا أنه حينما تكون عقيدة المريض فاسدة ومحرفة فإنه لا يمكن للشفاء أن يتم.


فلابد من تصحيح العقيدة أولاً وذلك بالإيمان بأن الله عز وجل هو الشافي المعافي وليس المعالج أو التركيبات الطبية أو الشيخ هم الذين يشفون، ولابد أيضاً من الابتعاد عن المعاصي والذنوب التي تحول دون الشفاء، مثل الاختلاط مع الرجال والاستماع للموسيقى والأغاني ومشاهدة الأفلام ، وبالمقابل ينبغي الإكثار من الطاعات ودعاء الله تعالى بالشفاء ورفع البلاء.


أما الحالة الثانية التي أريد أن أذكرها هنا للعبرة فهي لفتاة ذات مستوى جامعي، قد تجاوزت الثلاثين هي الأخرى ولم تتزوج بعد بالرغم من كثرة الخطاب لها، حيث كانت ترى هؤلاء الخطاب في صورة بشعة وكأن لديهم قرون على رؤوسهم، فكانت تنفر منهم وترفضهم جميعاً. كما كانت تحس بضيق شديد في صدرها كلما أتاها خاطب إلى البيت أو ذُكر لها الزواج، فتتعصب وتغضب ويتغير مزاجها.


مارست العلاج لفترة ولكن حالتها لم تتغير بل ازدادت نفوراً من الزواج ، وبعد حوارات عديدة معها اكتشفت أن الجني العاشق كان يأتيها في صورة رجل له قرون ويفعل معها ما يفعل الرجل مع زوجته ، وكانت تحبذ ذلك وتقبله .


وحينما وضحت لها أن ذلك يعتبر حراماً وبمثابة ممارسة الزنا وبأن قبولك لهذا الأمر سوف يسبب لك أمراضاً في الرحم يصل إلى درجة السرطان، حينها أدركت خطورة الأمر ووعدتني بأن توقف تلك الممارسات.


في البداية لم تنجح في ذلك، لأنها لم تستطع أن تقاوم ذلك لأنه كان فوق طاقتها، ولم تستطع إيقاف تعدي الجني على عرضها، فنصحتها أولاً بالتوبة وقيام الليل والقيام بصلاة الحاجة والتضرع إلى الله بالدعاء بأن يرفع عنها هذا البلاء وبأن يُحرق ذلك الجني العاشق الذي يتعدى عليها، والذي كان السبب في تعطيل زواجها.


فصححت عقيدتها وأقلعت عن المعصية وتابت إلى الله توبة نصوحا، وبعدها مارست العلاج الصحيح، ففتح الله عليها ورفع ما بها من بلاء فتزوجت في آخر المطاف.


يتبع بحول الله.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة