أن عملية الحجامة الجافة مع الرقية الشرعية للمسحور تحبس السحر في مكانه وتضايقه إذا ما وضع عليه الكأس عند القراءة ، وهذا جزء بسيط من فوائد الحجامة الرطبة .
الحجامة الرطبة وفوائدها الفعالة للمسحور :
1 ) حبس السحر تحت الكأس ، و محاولة إخراجه بعد التشريط مع الدم ، وربما يخرج بدون القراءة بعض الأحيان إذا كان ضعيفا .
2 ) تنظيف جسم المسحور من الدم الذي يمكث فيه السحر ، وهو الدم المحمل بالأخلاط والترسبات ، مما يسبب زعزعته وعدم استقراره .
3 ) تقوية الجهاز المناعي والدورة الدموية ، والذي يتسبب في زيادة نشاط المريض واعتدال نفسيته ، مما يقويه على مقاومة السحر ، لأن تدهور نفسية المريض من العوامل التي تساعد على مكث السحر في جسم المسحور .
4 ) تعتبر الحجامة الرطبة مقياس فعّال ، من حيث معرفة وجود السحر من عدمه ، ومعرفة ضعفه أو قوته ، يعرفها الاختصاصيون المتمرسون في ذلك .
وليس في الحجامة الرطبة خطورة على المسحور كما قال البعض ، بل إنه يستفيد منها من حيث الأمراض العضوية والنفسية ، ولا بد أن نعرف فقه الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن كان في شيء مما تداوون به خير فالحجامة " الصحيحة (760) ، فإن هذا الحديث يشمل جميع الأمراض ( العضوية والنفسية والحسد والسحر ) فكلها أمراض ، ولكن إذا كان من خطورة على المسحور فهذا يرجع إلى حالته الصحية العامة ، مثل هبوط في الضغط أو نزول في الهيموغلوبين أو ضعف في الدورة الدموية وما شابه ذلك ، فلا بد من الحجام أن يعرف حالة المسحور الصحية العامة ، ولا بد أن يكون ملما بعلم الحجامة من حيث الخبرة العملية والطبية .
علما أنه لا وجود " للحجامة الجافة " في كل أحاديث الحجامة المتواترة ، إنما هي " الحجامة الرطبة " ، و الدلالة في النصوص كافية وافية ، ولكن الحجّامين يستخدمونها كمساعد للعلاج لما فيها من فوائد ، وهي تعرف عند الصينيين بكاسات الهواء ، ولكن تم في السنوات الأخيرة تطوير هذه الكاسات لتصبح مناسبة للحجامة الرطبة ، بعد أن أدرك الصينيين الفارق الكبير بينها وبين الحجامة الجافة من حيث الفوائد .
ولكنّ الذي جرّ الناس للوقوع في هذا الخطإ هما أمران :
1 ) إستخدام نفس كاسات الحجامة الرطبة للحجامة الجافة ، وللحجامة المتزحلقة ( التدليك ) ، مما جعل البعض يظن أن كل هذه العمليات هي الحجامة المعنية في السنة النبوية .
2 ) المعنى اللغوي للحجامة : وهو المص ، وهو تفريغ الهواء من الكأس ، وهذا يحدث في العمليات الثلاث " الرطبة ، والجافة ، والمتزحلقة " ، علما بأن المعنى اللغوي ليس هو المقصود لتطبيق سنّة الحجامة ، بل الذي يعنينا في تطبيقها هو المعنى الإصطلاحي لها : وهو المص مع التشريط لخروج الدم المحمل بالأخلاط والترسبات الضارة .
كتبه / أبو سعــــــود ..
علي بن حسن الحمادي