وكان من الضوابط عُرى الإيمان والعلاقات بين المؤمنين أن تكون لله، أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والحب في الله، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان) ، إذن تحق عليه محبة الله، ويكون على منبر من نور، ويكون تحت ظل العرش، ويكون قد أخذ بأوثق عرى الإيمان، ويكون في جلال الله تعالى، ويكون استكمل الإيمان إذا كانت محبته لأخيه في الله، إنها علاقة عظيمة، ومقابلها كبير، شديدة التأثير، وفضلها عظيم: (وما تحابَّ اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلها أشدهما حباً لصاحبه) حديث صحيح ، فهنيئاً لك يا عبد الله، يا من أحببت في الله، كلما اشتدت محبتك لأخيك؛ كلما ازددت من الله قرباً، وازدادت محبة الله لك: (ومن سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله) كما جاء في الحديث الحسن .
إذن فائدة أخرى عظيمة في ذوق طعم الإيمان وحلاوته عندما يحصل الحب في الله، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالإعراب عن هذا الشعور؛ لأن قضية الحب قضية قلبية، وعندما يكون الشيء في القلب يكون خفياً، فقال عليه الصلاة والسلام: (إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحببه) حديث صحيح ، وقال: (إذا أحب أحدكم صاحبه، فليأته في منزله، فليخبره أنه يحبه لله) رواه الإمام أحمد، وهو حديث صحيح .
فالقضية -أيها الإخوة- ليست عبارة تجارية، وليست طابعاً يختم على أي علاقة، ويقال لأي شخص، ليست كلمات مبتذلة، وإنما هي حقائق يُمشى من أجلها إلى بيت الشخص الآخر، فيطرق عليه ليقول له هذه الكلمة فقط، فهو يبذل جهداً، ويمشي على قدميه لكي يقول له: إني أحبك في الله، صادقاً من قلبه، ليس من أجل دنيا ولا مطمع، ولا عواطف هوجاء، ولا عشق ولا تعلق، وإنما لله، وفي الله مهما كان نسبه، أو لونه، أو شكله، أو ماله، أو حسبه، فإن القضية لله وفي الله، ثم إن هناك فائدة مهمة جداً لقضية الحب في الله، وهي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (المرء مع من أحب) ، فيحشر إذن معه، مع من أحب.
أيها الإخوة، لقد بلغ من قيمة المحبة في الله، محبة الإخوان في الله أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو النبي عليه الصلاة والسلام تمنى أن يكون لقي إخوانه الذين يحبونه في الله، فقال الصحابة: "أوليس نحن إخوانك؟ فقال: (أنتم أصحابي، ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني)" حديث صحيح ، فهنيئاً لك يا من أحببت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتابعته، وأخذت بسنته، فإنك من إخوانه الذين ود لو رآهم.
لابد من الانتقاء:
أيها المسلمون، الناس أجناس، الناس أنواع وأقسام، ولذلك فليس كل شخص يصلح للمؤاخاة في الله، ولذلك لابد من عملية الانتقاء، لابد من الاختيار، لا يصلح أن تكون القضية عشوائية، وعلى من وقعت، وعلى من أتيت تقيم العلاقة كلا.
الناس أجناس، الناس أنواع وأقسام، ولذلك فليس كل شخص يصلح للمؤاخاة في الله، ولذلك لابد من عملية الانتقاء، لابد من الاختيار، لا يصلح أن تكون القضية عشوائية، وعلى من وقعت، وعلى من أتيت تقيم العلاقة كلا.
الناس شتى إذا ما أنت ذقتهم *** لا يستوون كما لا يستوي الشجر
هذا له ثمر حلو مذاقته *** وذاك ليس له طعم ولا ثمر
بل وبعضهم أمر من المر، ولذلك لا بد من اختبار وتمحيص لتعرف بالنظر في عبادته ودينه وقيامه بالواجبات، وتركه للمحرمات، واهتمامه بالسنة، وحرصه على العلم، عند ذلك تعرف أنه يصلح للمؤاخاة أم لا، وعندما تتبينه وتكتشفه فإنه لا يضر من أي مكان كان، ولا من أي قبيلة، أفناء الناس، ونزاع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة، تحابوا في الله وتصافوا، يضع الله عز وجل لهم منابر من نور يجلسون علينا، يفزع الناس، ولا يفزعون يوم القيامة، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، هؤلاء الذين يُتقرب إلى الله بحبهم.
قال بعضهم عند الموت: "اللهم إنك تعلم أني إذا كنت عصيتك فإني كنت ممن أحب من يطيعك؛ فاجعل ذلك قربة لي إليك".
إن كنت عصيتك فإني كنت أحب من يطيعك؛ فاجعل هذه المحبة قربة لي عندك، يتوسل بها إلى الله عند موته.
المتحابون في الله إذا التقوا فابتسم بعضهم لبعض، وأخذ بعضهم بأكف بعض تحاتت الخطايا عنهم كما يتحات ورق الشجر في فصل الخريف.
"تعامل الناس في القرن الأول بالدين حتى رق الدين، وتعاملوا في القرن الثاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء، وفي الثالث بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ولم يبق إلا الرهبة والرغبة" قالها أحد أهل العلم والذكر، وفعلاً كلما زاد الزمن مروراً كلما نقصت المعايير الإيمانية التي من أجلها يتم الترابط بين الناس، فترى العلاقات علاقات مالية، علاقات مصلحية: اخدمني وأخدمك! وهكذا يلتقون في دوريات، داريات، ديوانيات، مناسبات، ما الذي جمع بينهم؟ مراكز دنيوية، مناصب إدارية، علاقات تجارية، وهكذا، وقد يلتقون على شيء من القرابة، أو دراسة جمعتهم، لكن على إيمان ودين، وعلم ووعظ، فقلما تجد من يجتمع على هذا، فلو حصل ذلك لرأيت المدير والفقير والغني وسائر الطبقات تجتمع في هذه الجلسة لله، وفي الله.
حقيقة الأخوة في الله:
أيها المسلمون، إن قضية الإخوة في الله ليست شعاراً دون حقيقة، إنما يتضمن حقائق أن تكون النية خالصة لله عز وجل، وأن تكون الأخوة على واجباتها قائمةً، فيصل أخاه في الله بالمال والجاه، والإعانة والنصيحة، وجميع أنواع الصلات، وأعلى درجة في المواساة بالمال أن تقدمه على نفسك، وأدناها أن تقوم بحاجته من فضل مالك، فإذا سنحت له حاجة، وكان عندك زيادة أعطيته ابتداءً دون أن تحوجه إلى سؤال، بمجرد أن تعلم حاله وظرفه تمد له يد المعونة؛ لأن الإحواج إلى السؤال تقصير في حق الإخوة، أن تنتظر حتى يشكو حاله وأنت تعلمه هذا تقصير منك.
ثانياً: أن تنزله منزلة نفسك، وترضى بأن يشاركك في مالك، وأن يشاطرك فيه، قال الحسن رحمه الله: "كان أحدهم يشق مئزره بينه وبين أخيه".
والثالثة: وهي إيثار حاجته، وتقديمه على حاجتك وعلى نفسك، هي المذكورة في قول الله تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة الحشر:9).
والإسعاف بالجاه أن يمشي الإنسان في حاجة أخيه حتى يقضيها، أن يشفع له، أن يستعمل نفوذه، وعلاقاته الشخصية، العلاقات في نفع أخيه المسلم دون أن أي مقابل يسعى في نفعه: لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا (سورة الإنسان:9).
صور عظيمة في سماء الأخوة في الله:
لقد بلغ الصدر الأول من أنواع المشاركة في الأخوة مرتبة عظيمة، ولذلك عرض سعد بن الربيع رضي الله عنه على عبد الرحمن بن عوف أن يشاطره نعمته في المال، ثم قال: "وانظر أي زوجتي أحب إليك -قبل أن تنزل آية الحجاب طبعاً- فأطلقها كي تتزوجها أنت"! فهذه المنزلة العالية العظيمة.
وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنه -معبراً عما كان في ذلك الصدر الأول من البذل للإخوان-: "أتى علينا زمان وما يرى أحد منا أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم، وإنا في زمان الدينار والدرهم أحب إلينا من أخينا المسلم".
كلمات عظيمة، أتى علينا زمان وما يرى أحد منا أحق بالدينار والدرهم من أخيه المسلم، وإنا في زمان الدينار والدرهم أحب إلينا من أخينا المسلم.
ولذلك فإن الإنسان المسلم إذا بذل لأخيه المسلم فإن عليه أن يستقل ما بذل، بمعنى أن لا يرى نفسه قد أعطى شيئاً، ولا يرى لنفسه على أخيه فضلاً، وأنه عمله لله، وهذا الذي يمنع من المنِّ، أرأيتم المن أيها المسلمون؟ أن يمن الإنسان على أخيه بأنه أعطاه في وقت من الأوقات، من أين ينشأ المن الذي يُفسد الأعمال؟ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى( سورة البقرة:264)، المن -يا إخوان- عندما يرى الإنسان لنفسه فضلاً فيما فعل، أنه صاحب فضل فيما فعل؛ فيمن، ولو أنه احتقر عمله، ورأى أنه لا فضل له؛ فلن يمن، بل يقول: المنة لله عز وجل.
قال بعض السلف: "إني لأستحي من الله أن أسأل الجنة لأخٍ من إخواني، وأبخل عليه بالدنيا" الدينار والدرهم.
وروي أن مسروق رحمه الله ادَّان ديناً ثقيلاً، وكان على أخيه خيثمة دين، قال: فذهب مسروق فقضى دين خيثمة، وهو لا يعلم -خيثمة لا يعلم أن مسروق قضى دينه-، وذهب خيثمة فقضى دين مسروق ومسروق لا يعلم، فكل واحد قام بشأن أخيه من غير أن يعلم، وكلاهما صاحب حاجة.
وكأن بعضهم يأتي بالصرر فيها الدراهم والدنانير، فيجعلها في نعال إخوانه حتى إذا لبسوها أحسوا بما فيها فأخذوه دون أن يشعروا، فيقال له: لماذا لا ترسلها إليهم؟ قال: "إني أكره أن يتمعر وجه أخي عندما ينظر إلى رسولي، أو إلى كتابي، أو إذا لقيني"، ولذلك يعطيه من غير أن يشعره أنه أعطاه؛ لأنها قضية لله.
وكثير من الناس إذا أعطى يريد أن يسمع شيئاً، إذا أعطى عنده فراغ يريد أن يملأه بعد العمل، كلمة شكر، كلمة ثناء، مقابل، ولذلك يُعطي وينتظر، وإذا لم يعطَ في المقابل شيئاً قال: ما يستحي؛ ما قال: شكراً! لماذا -أيها الإخوة-؟ لأنهم ينتظرون المقابل في الدنيا، وهذه الأعمال العبادية إما أن تأخذ أجرها هنا أو هنا، أما أن تأخذه هنا أو هنا، فإذا أردته هنا معجلاً فحصل؛ فلا شيء لك هناك، وإن أردته هناك؛ فلا يضرك إذا حصل منه شيء هنا بغير قصد كدعوة صالحة، أو كلمة شكر.
إن هذه المسألة عزيزة، وكان بعض السلف، وهو الحسن رحمه الله لما قيل له: يا أبا سعيد، الرجل يذبح الشاة فيصنعها، ويدعو عليها نفراً من إخوانه، ماذا تقول فيه هذا؟ فقال: "وأين أولئك؟ ذهب أولئك!".
وكانوا يدخرون النفيس لإخوانهم، وبالذات الأشياء التي قد لا توجد في بيت الأخ، وكانوا يجتمع بعضهم إلى بعض، يجتمع إخوان الحسن البصري إليه فيخرج لهم سلة من تحت السرير، فإذا فيها رطب، فيقول: "إنما ادخرته لكم" تخبأ الأشياء للإخوة في الله.
وقال أبو خلدة: "دخلنا على ابن سيرين أنا وعبد الله بن عوف، فرحب بنا، وقال: لا أدري كيف أتحفكم؟" يراهم أهل فضل أنهم زاروه في الله، "كل رجل فيكم في بيته خبز ولحم"، الأكل كلكم عنده أكل، "لكن سأطعمكم شيئاً لا أراه في بيوتكم، فجاء بشهده أي من عسل، وكان يقطع بالسكين ويطعمنا".
وكان أبو جعفر محمد بن علي يدعو نفراً من إخوانه كل جمعة، فيطعمهم الطعام الطيب، ويطيبهم ويبخرهم، ويروحون إلى المسجد من منزله.
وكان عبد الله بن المبارك يخرج من عند سفيان بن عيينة مسروراً طيب النفس، فسئل عن ذلك فقال: "وما يمنعني من ذلك، حدثني ابن عيينة أربعين حديثاً، وأطعمني خبيصاً" وهو التمر والسمن يعجن ويصنع، ماذا يريد أكثر من ذلك؟ علم طعام الروح، غذاء الروح، وغذاء البدن.
وقال شعيب ابن حرب: "كان حمزة الزيات يقرؤنا القرآن، ويطعمنا الخبيص"، فكانت القضية منفعة عظيمة للإخوان، علم وضيافة بالطعام أيضاً، وهكذا، وإعانة على العبادة في بخور قبل الذهاب إلى المسجد.
وأما الذين إذا سئلوا فلم يُعطوا فأمرهم كما قال بعض السلف: "إذا استقضيت أخاك حاجة فلم يقضها، فذكرِّه ثانية؛ فلعله أن يكون قد نسي، فإذا لم يقضها فكبر عليه واقرأ: وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ (سورة الأنعام:36)"، فلا فائدة إذن في مثل هذه الحال، وكان بعضهم يتفقد عيال أخيه بعد موت أخيه بأربعين سنة حتى لا يكادون يشعرون بفقد الأب.
وكان منصور بن المعتمر رحمه الله لما مات يزور أولاده وأهله عمرو بن قيس المُلائي فترة من الزمن، فلما مات عمرو، وكبر أولاد منصور جعلوا يتفقدون أحوال أهل عمرو بن قيس بعد وفاته! وفاء متبادل، وهكذا يكون الأمر.
ما هي المصلحة؟ وما هي الفائدة وراء هذه العملية؟ ولماذا هذا الإكرام؟ عبر عنه الحسن رحمه الله، فقال: "إخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا؛ لأن أهلنا يذكروننا الدنيا، وإخواننا يذكروننا الآخرة" إذن السر في هذه العملية -أيها الإخوة- ما يكون من وراء الزيارة في الله من العلم والفوائد، وإثارة الرغبة في العبادة والعمل للدين، هذه هي القضية، إذن المسألة عند زيارة الإخوان في الله ليست كلاماً وسوالف كما يسميها البعض، وإنما هي -أيها الإخوة- فوائد متبادلة.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: "زرت أحمد بن حنبل في بيته، فأجلسني في صدر داره، وجلس دوني، فقلت: يا أبا عبد الله أليس يقال: صاحب البيت أحق بصدر بيته؟ فقال: نعم، يقعد ويُقعِد من يريد" ما دام له الحق يُقعِد من يريد، "فقلت في نفسي: خذ إليك فائدة أبا عبيد، ثم قلت: يا أبا عبد الله، لو كنت آتيك على نحو ما تستحق لأتيتك كل يوم" لو على حقك ومقدارك -يا أيها الإمام- لكان الواجب أن آتيك كل يوم، "قال: لا تقل هذا" الكلام، "إن لي إخواناً لا ألقاهم إلا في كل سنة مرة أنا أوثق بمودتهم ممن ألقى كل يوم" قد تكون هناك ظروف تمنع من اللقاء اليومي، أو الأسبوعي، أو الشهري، لكن المحبة في الله باقية، "فقلت في نفسي: خذ أبا عبيد فائدة ثانية، فلما أردت القيام قام معي، فقلت: يا أبا عبد الله، فقال: قال الشعبي: من تمام زيارة الزائر أن تمشي معه إلى باب الدار، وتأخذ بركابه" تفتح له باب السيارة، "فقلت: يا أبا عبيد هذه الثالثة، فمشى معي إلى باب الدار، وأخذ بركابي".
إذن الزيارة فوائد، الزيارة علم، الزيارة أشياء تجعل الإنسان يزداد إيماناً، والزيارة في الله لا بد أن يعرف فضلها، فيحس المزور بفضل الزائر عليه أنه زاره في الله، فلما زار رجل من السلف رجلاً آخر في يوم وحل وطين قال المزور صاحب البيت: "كيف أشكر هاتين الرجلين اللتين تبعتا إليَّ في مثل هذا اليوم لتكسباني الثواب، ثم قام فأخذ ماء، وغسل رجلي زائره".
الأخوة في الله من صلب الإيمان:
أيها الإخوة، هذه القضية الإيمانية، والمسألة التي هي من صلب الإيمان؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (أوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله) ، ليست قضية أدبية، أو مسألة علاقات عامة، لا، المسألة مسألة إيمان ودين، والله يعلم لما شرع ذلك ما هي فائدتها، وما هي قيمتها، وما هو أثرها، ولذلك لا بد أن نعطي هذه القضية حقها، وأن نقوم بها، وبحقوقها -يا عباد الله- خصوصاً في هذا الزمان؛ كثرت الفتن، كثرت الملهيات، كثرت الشبهات، كثرت الشهوات، كثرت الفتن، فكيف نقاوم، كيف نقاوم ضعف الإيمان والفتور؟ والتراجع والنكوص على الأعقاب؟ كيف نقاوم؟ المقاومة بهذا الحصن الحصين، الإخوة في الله التي تزيد الإنسان إيماناً، وتمنعه من الانحدار، وتسدده بالنصيحة وتقوِّم اعوجاجه بما يقدم إليه من إخوانه في الله من النصح، ولذلك كان من حق الإخوة النصيحة.
الإخوة في الله تزيد الإنسان إيماناً، وتمنعه من الانحدار، وتسدده بالنصيحة وتقوِّم اعوجاجه بما يقدم إليه من إخوانه في الله من النصح، ولذلك كان من حق الإخوة النصيحة.
اللهم إنا نسألك أن تزيدنا إيماناً، اللهم إنا اجعل عملنا في رضاك، وزدنا هدىً وتوفيقاً يا أرحم الراحمين.