من سمات المربى الفعال ( السمات النفسية للمربى )
ان المربى الذى يدعو الى الله وفق منهج الله ويريد ان ينتمى الى حزب الانبياء و الصالحين و يسعى جاهدا لبناء دولة الاسلام هو صاحب رسالة جليلة وعظيمة لان مهمته هى مهمة الانبياء فهو يربى على قيم و تعاليم الاسلام يدعو الى مكارم الاخلاق ويسعى لتكوين جيل مسلم جديد يفهم الإسلام فهماً صحيحاً ويؤمن به إيماناً عميقاً ويعمل به فى نفسه وأهله ومجتمعه ويجاهد لإعلاء كلمته وتحكيم شريعته وتوحيد أمته ليحقق غايته وهي رضا الله سبحانه وتعالى.
والمربى هو حجر الزاوية فى العملية التربوية و نقطة البدء و ونجاح التربية يتوقف عليه إلى حد كبير وهو لإخوانه بمثابة الوالد والشيخ والمعلم والقائد والأخ . وإذا كنا نهدف إلى بناء شخصية إسلامية متوازنة فى الفرد المسلم فإن المربى لا بد أن يتحلى بسمات وشروط كافية تساعده على إنجاز مهمته بأعلى كفاءة فإن فاقد الشئ لا يعطيه.
وكما أن هناك سمات و قدرات ضرورية للمربى تربوية ودعوية وحركية ليقوم بدوره فى تربية اخوانه هناك ايضا سمات نفسية و بشرية نرى انها لا تقل اهمية عن السمات الاخرى التربوية والحركية والدعوية حتى يكون للمربى شخصية متوازنة شاملة تربى تربية صحيحة متوازنة .
من سمات المربى الفعال ( السمات النفسية للمربى )
- السمة الاولى : الايمان بالمهمة
- السمة الثانية : فهم الشخصيات و توقع السلوك
- السمة الثالثة : الثقة بالنفس
- السمة الرابعة : الإبداع و الإبتكار
من سمات المربى الفعال ( السمات النفسية للمربى)
السمة الاولى : الإيمان بالمهمة
ينبغى للمربى أن يكون مؤمنا ايمانا عميقا بأهمية المهمة التى رشح اليها و التى هى من أجل و أعظم و اهم المهام حيث انها مهمة و وظيفة الانبياء فهو يربى على مكارم الاخلاق ويسعى لتكوين جيل مسلم .
وهذا الإيمان يجعله يقوم بتلك المهمة بحب و تفانى و يؤديها على أكمل وجه فهو يسعى الى ايجاد المسلم الصحيح الذى قال عنه الإمام حسن البنا ( إذا وجد المسلم الصحيح وجدت معه أسباب النجاح جميعاً )
السمة الثانية : - فهم الشحصيات و توقع السلوك
القدرة على فهم و تفسير الشخصيات و السلوكيات المختلفة يتيح للمربى فوائد كثيرة حيث ان سلوك الافراد لا ينشأ من العدم ولكن تكمن وراء مسببات ودوافع وكل فرد يسعى لإشباع حاجة معينة من وراء سلوكه فالسلوك البشرى متغير من فرد لاخر كما أنه متغير من موقف لاخر لنفس الفرد وتجارب الفرد وخبراته السابقة تؤثرعلى ادراكه لكل موقف من المواقف التى يتعرض لها وهذا بدوره يؤثر على سلوكه.
و من فوائد فهم و تفسير الشخصيات و الدراية بانماطها :-
التوظيف المناسب : -
- توظيف الافراد فى الاقسام الدعوية التى تناسب شخصياتهم و قدراتهم و من ثم تحقيق معدلات نجاج أعلى مما ينعكس بالايجاب على الفرد القائم على العمل و يصب فى مصلحة الدعوة.
- تكوين مجموعات تربوية متجانسة و متكاملة.
- اختيارو توظيف المربى الملائم لكل مجموعة تربوية.
- التنبؤ بالسلوك و حسن توجيه : -
- التنبؤ بسلوك الافراد فى المواقف المختلفة فيسهل توجيه و تقويم هذا السلوك خاصة اذا توقع صدور سلوك غير مرغوب فيه من الفرد فيتم يذل الجهد فى تجنب المواقف التى و هذا يوفرعلى المربى
-معرفة أفضل طرق التأثير فى سلوك الافراد من خلال تحليل أنماط شخصياتهم و التعرف على المسببات المؤثرة فى سلوكياتهم.
السمة الثالثة: - الثقة بالنفس
إن شعور الثقة يالنفس هو شعور هام جدا للمربى حتى يتسنى له أن يقوم بمهام وظيفته بكفاءة بروح عالية وحتى يستطيع ان يغرس وينقل تلك الصفة لاخوانه.
و هناك عوامل تساعد المربى على التحلى بالثقة فى النفس : -
- التوكل على الله سبحانه وتعالى في جميع أمورك، وإعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك..
- قم بمحاولة معرفة الحادثة التي أثرت على ثقتك بنفسك،، وحاول نسيانها أو تناسيها بعد أن تجد حلا ملائما لها،، لكي لا تؤثر سلبا على نفسيتك.
- عليك بالصبر والتأني وعدم الاستعجال.
- برمج عقلك الباطن على تقبل فكرة أنك تستطيع الثقة بنفسك، بواسطة كلمات أو عبارات إيجابية مثلا:
لا داعي لأن أقارن نفسي بالآخرين فأنا أثق بنفسي،، وبقدرتي على تحمل الصعاب.
- لا تقارن نفسك بمن هو أعلى منك منزلة أو مرتب وإن كان بنفس عمرك أو بيئتك ، أو تلقى نفس طريقة التربية بل إحرص على النظر إلى من هو دونك واشكر الله عز وجل على ما أعطاك إياه من نعم لا تعد ولا تحصى.
- لا تخجل من النقد أو الفشل فسيكون النصر حليفك بمثابرتك وجدك واستعانتك بالله.
- ثق بقدراتك وذكائك وستصل إلى القمة بإذن الله عليك بالصبر والحماس والتركيز.
- كن متفائلا وتبين المواقف الإيجابية واعلم أن الشخص الذي سيفوز بالنهاية،، هو الشخص الذي أيقن بفوزه منذ البداية إرجع إلى البداية وتذكر نقاط الضعف والقوة و إدعم نقاط قوتك وإستخدمها أفضل الإستخدام وستتغلب بذلك على ضعف ثقتك بنفسك.
o سئل بطل العالم فى الملاكمة محمد على كلاى ما هو سبب نجاحك ؟
فاجاب :- إن أكثر من 50% من تدريباته عبارة عن تدريبات ذهنية
لاحظ انه يعيش و يرى نفسه انه بطل و انه ناجح .
- تكلم بصراحة مع شخص تثق فيه و تتوقع انه يدعمك باخلاص.
- كن متحكما فى مزاجك و مشاعرك ولا تجعلها تطغى على تصرفاتك.
- تنفس بقوة و وأملأ رئتيك بالاكسجين.
- ابتعد عن التأثيرات السلبية من الاخرين الغير موضوعية.
- إياك والاستسلام أمام المصاعب فلا شك أن الهزيمة تأتي من داخل المرء نفسه وليس من محيطه
- دع الأمور تجري كما هي حتى لو تعرضت للمصاعب أو النقد أو جرت الأمور بعكس ما تشتهي.
- ابحث عن الحلول باستمرار.
- قم بتقسيم الاهدف التى ترجو تحقيقها الى مراحل و قيم نفسك بعد كل مرحلة واعرف الاسباب التى اعقات هن تحقيق النجاح الكامل واسعى لعلاجها.
- كن موضوعيا و ابتعد عن الحكم على الاشياء المبنى على العواطف.
- عليك أن تفهم أن الناس يقبلونك كما أنت ولا ينظرون إلى أي نقص يحاولون اصطياده في شخصيتك بل إنهم مشغولين بأنفسهم.
- وجه إهتمامك نحو أشخاص آخرين أكثر من توجيهه نحو نفسك ووسع إدراكك لحاجتهم ومشاكلهم أو حاول مساعدتهم بأي طريقة بالإضافة إلى التعاطف معهم.
- صمم على بلوغ هدفك.
- إذا كنت تشعر بالخوف فعليك بالمعرفة والتجربة فهما اللتان تقتلان الخوف وتبعدانه عن طريقك ثم إبدأ بالعمل الذي تثق بقدرتك على عمله ولا تقترب من الأعمال التي لا تستطيع انجازها فإن هذا سيشعرك بالإحباط.
- قم بالتجربة فكلما تعاظمت معرفتك وتنوعت تجاربك ازدادت ثقتك بنفسك وكذلك الأمر عندما يتعاظم نجاحك تسلح بالمعرفة والمهارة فهما يعطيانك ثقة بنفسك أيضا خاصة إذا سخرتا لخدمة الآخرين.
- الجلوس باستقامة يعزّز الثقة بالنفس .
أخى المربى تعالى إختبر ثقتك بنفسك
o أتسير بخطى ثابتة وقامة منتصبة ؟
o أتتكلم بصوت واضح مفهوم متزن ؟
o هل أنت مقتنع بأنك تستطيع أن تحقق اهدافك ؟
o أتتكل على حكمك الشخصي ، بدلا من طلب المشورة في ما خص المشاكل اليومية؟
o أتتقدم باقتراح لتحسين أعمال القسم الدعوى الذى تعمل فيه او الشركة التى تعمل فيها ؟
o أتشك في قدرتك على العمل بجهد أكبر ؟
o أتفعل شيئا للقضاء على همومك ؟
o أوضعت خطة لتحسين فرص تقدمك في العمل ؟
o أتنهض مجددا وبقوة بعد إصابتك بفشل ما ؟
السمة الرابعة : - الابداع و الابتكار
الإبداع هو القدرة على استحداث عمل جديد غير مألوف ولا مثيل له في السابق. والمربى الذى يتسطيع ان يفاجئ اخوانه بين الحين والحين باسلوب او سيلة تزيد من فاعلية و كفاءة العملية التربوية يجعل المتلقي فى حالة تشوق كل حلقة للجديد الذى سيقدمه له الاخ المربى. لكن الجمود و التقليدية و الرتابة فى تناول وسائل التربية و إدارتها تصيب الأفراد بالملل و تقلل كفاءة تلك الوسائل وتقلل ايضا من معدلات تحقق الاهداف المرجوة من وراء تلك الوسائل.
أخى المربى أجب بصراحة
• هل فكرت ان تبدع فى أسلوب إدارة للحلقة التربوية ؟
• هل فكرت فى ابتكار وسيلة جديدة فى عرض المادة الثقافية الى تتناولها انت او
إخوانك فى الحلقة ؟
• هل فكرت فى التجديد ولو حتى فى المصادر التى تتناول منها المادة الثقافية ؟
• هل فكرت فى التجديد فى تناول وسائل التربية ام تعتبرها غير قابلة للتجديد ؟
• هل ترحب باقتراحات التجديد من اخوانك ؟
• هل انت من قاتلى المبدعين ؟
• هل انت ضد الافكار الجديدة ؟
• كم فكرة جديدة قدمتها للدعوة ؟
أخى المربى إن للمبدعين سمات فترى هل انت منهم .......... !!!!!!!!!!!
سمات المبدعين
• المبدع تبدو عليه الثقة في قدرته على تنفيذ ما يريد.
• المبدع لا يفضل اتباع الأساليب الروتينية .
• المبدع يفضل التأمل والتفكير على اللغو والثرثرة .
• المبدع يميل إلى إيجاد أكثر من حل واحد للمشكلة .
• المبدع لديه القدرة على تحمل المسؤولية .
• المبدع دائم التساؤل بهدف الوصول للافضل.
• المبدع متعدد الميول والاهتمامات.
• المبدع لا يميل إلى التعصب أو التحامل .
• المبدع متفتح على الخبرات الجديدة.
• المبدع يقترح أفكارا وطرقا قد يعتبرها الآخرون غير معقولة .
• المبدع يحب التمرين والتجريب .
• المبدع تبدو عليه الرغبة في التفوق.
• المبدع يفضل التنافس على المسايرة .
• المبدع شخصيته مرح .
• المبدع واسع الخيال .
• المبدع إيجابي كثير التفاؤل .
• المبدع يحب التغيير والتجديد .
• المبدع لا يحب التقليد الأعمى .
• المبدع يتجاهل تعليقات الآخرين السلبية.
• المبدع حازم غير متردد .
• المبدع شديد الملاحظة للأمور التي تهمه .
• المبدع قادر على التكيف بسرعة مع المتغيرات .
أخى المربى اياك ان تحبطك الافكار السلبية و تسيطر عليك حتى تقعدك عن الابداع و الابتكار فالابداع مهارة عالية يمكن تعلمها بالمراس والتمرين ، لكن قد يعيق عملية الإبداع بعض المعوقات منها : -
• الشعور بالنقص و عدم الثقة بالنفس وتحقيرها.
• الانشغال بالأمور الروتينية (زوجة عادية- أم روتينية- معلمة نمطية).
• الاكتفاء بالتعليم العادي دون محاولة التطوير والاستمرار فيه.
• الخوف من النقد.
• الخوف من الفشل.
• عدم وضوح الأهداف المستقبلية القريبة والبعيدة.
• القناعة السلبية بالرضا بالواقع.
• التشاؤم.
• التأثر بالبيئة الجامدة.
• الاتكالية على الآخرين في تحقيق الهدف.
يقول هارولد أندرسون (لا تكمن أهمية الابداع في كونه عملية انتاج تشهد كل لحظة من لحظاتها ولادة جوهرة ذات قيمة آنية ليس ذلك فحسب بل تكمن الأهمية في كون الابداع ضرورة من ضرورات الحياة) . وكل إنسان لديه قدرة على الابداع و الابتكار ولكن القليل من الافراد هم الذين يسعون لتوظيف هذه القدرات ويسعون لتطوير أنفسهم ونشر إبداعهم فالإبداع لا يقتصر على أشخاص دون غيرهم فهذه نظرة خاطئة للأمور وعلى الفرد أن يذكر نفسه بذلك كلما شعر باليأس أو الفشل في تحقيق شيء خلاق .
و إذا اردنا ان نجمل معادلة الابداع فهى : -
نفسية متفائلة + تفكير منظم + هدف واضح + بيئة واعية = إبداع