بسم الله الرحمن الرحيم
وعليه نتوكل وبه نستعين
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
بين جبالٍ شاهقه ..تغزوها صخورٍ عظيمه ..
تلتفُ على قرية صغيره وتحتضن بيوتاً فقيره ..
تُطل عليها شمسُ الظهيره فتلفح بحرها كل شيئ ..
مقومات الحياة بسيطه
تمراتٌ من نخل .. ماءٌ من بئر .. وقليلٌ من سمنٍ وبر ..
غير أن الأفياء الظليله في النفوس العظيمه التي أحتوتها القريه ..
بها من خمائل الود والألفه ..
وأنهارٌ عذبه من خفض الجانب لبعضهم ..
لا يهنأ لأحدهم عيشاً وأخاه في ضنك أو كرب
هو الإيمان
زينه الله في قلوبهم ..
فكانت ترى الحياة كلها إيثار لمن أمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأحب أخاه في الله
خطوات الود الأخاء أقتادت ذلك القلبُ العامر بالايمان .. عامرا ..
يزور أخاه ويتفقد أحواله
فدخل ..
وقف ..
أندهش من أخاه..!!
وأعجبه بياض جلده وزهرتها ..
فانفلت لسان المؤمن التقي بعفويه ..
لم أرى كاليوم ولا جلدة مخبأه !
فسقط أخاه سهلا من حينه وفي وقته ..
امام ناظريه
وهو واقف امامه...!!
ينظر الى أخيه وهو من أتى اليه ليزوره وهو يقع على الارض بعد كلماته
ألجمت الحادثه ..عامرا ..
كان عفويا .. لم تكن سوء نية تبطنها بل ماساقه اليه ولزيارته الا الحب والالفه ..
حُمل سهلا مريضا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعامرا معهم ..
رضي الله عنهم جميعا
أخاهم سقيماً .. موجوعاً ... لايعرفون مابه ..؟؟
لِما سقط سريعا ومرض فجأة ..
نظر الرسول صلى الله عليه وسلم فعلم انه أصابه سهما من العين ..
فأمرضته وأسقطته ..
قال هل تتهمون فيه أحدا ..؟
قالوا عامرا .. قال كذا وكذا ..
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى الصحابة علامة الغضب في وجهه فقال علاما يقتل احدكم اخاه ..
ما أشد وقعها على النفوس المؤمنه والطيبه التي شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزواته وهاجرت معه وبايعته وتعلمت الايمان وتربة علي يديه
ان يعلم ويدرك ان كلماته
تقتل
تقتل
من يحبه ويؤاخيه في الله
ليس بالامر الهين أن يعلم المرء انه قد يكون سببا في مرض أخيه فضلا ان يدرك الحقيقه البعيده
انك تقتل من تحب
لتخرج الكلمه المعاتبه له _( الا هل بركت )_
( اذا رأى احدكم من اخيه مايعجبه فليدع له بالبركه )
فأمره ان يغتسل
فأغتسل رضي الله عنه وارضاه
وقام سهلا من حينه
من لنا بمثل عامر رضي الله عنه وارضاه
ان قيل له اغتسل يغتسل وان رأى انه سبب أصابه صدرت منه أهتم لاخيه وأسرع يبحث عن حل له ولم يمانع ويكابر عندما عرف انه اخطأ ان يقبل التوجيه
هو الايمان في القلوب التي لا تعرف حقدا ولا حسدا ولاكبرا
واليوم
ان قلت للعائن اغتسل سلقك بلسانٍ سليط
وان قلت له برّك اتهمك بالحسد والسحر والمرض والجنون
وان قلت له
مافعلت بأخيك
قال هو نصر الله لي !!
يرى بلية المظلوم نصرا له
طهر قلبك ممايكره الله واعلم انه يعلم منك ماتخفي في نفسك وتعهدها ان لاتحمل غشا وحقدا وغبنا على احدا من عباد الله فتعتاد السوء وتراه حقا ونورا مبينا ونصرا من الله لك واقبل التوجيه فما رد التوجيه الرباني والنبوي الا ويخشى عليه من امور عظيمه
رضي الله عن عامر وارضاه
نفسا نقيه وقلبا مؤمنا طاهرا زكيا .. كان الدواء في ساحته فأظهر صدقه واغتسل ..
كان محبا مؤثرا على نفسه ولا يخفي خوفه فيحمل اخاه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد له حلا ودواء ً ..
نفسا عظيمه
ياليت حسدة هذا الزمان يتعلمون ..
او حتى
يبركون
ولايقتلون متعمدين قاصدين مؤذين عباد الله ...
منقول