وهذا الحديث وإن كان في ظاهره انقطاعٌ، إلا أنه بالنسبة للأحاديث الواردة في وجود المهدي وولايته للمسلمين صحيحُ المتن، وهو بذلك يوجب على المسلمين التحرزَ من رفض ما جاء في المهدي من أخبار.
قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يملأ الأرض عدلاً كما مُلئَت ظلمًا وجَورًا". اى ان دعوته عالمية ويفتح الله على يديه معظم دول العالم الهامة مثل القسطنطينية وروما وبلاد العرب والفرس والشام بما فيها القدس .
والجو العام لأحاديث المهدي يبشر بتحقيق الدولة العالمية التي تضم جميع أقطار الأرض تحت راية واحدة، وهي راية العدل والخير والحق، وهو أمل يسعى له كثير من الذين يريدون للإنسانية خيرًا ويظنون بها خيرًا، وهو حلم راود الكثيرَ من الفلاسفة، خطَّط له الفارابي مثلاً حينما كتب عن عالمية الحكم بمناسبة كتابته عن "المدينة الفاضلة.
ويقول الشيخ المحدث عبدالله الصديق الغماري من علماء المغرب العربي:
حديث المهديّ متواتر أيضًا؛ لأنه ورد عن النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ من طريق ثلاثين صحابيًّا بأسانيدَ وطرقٍ متعددة مُخَرَّجة في كتب السنة الصحاح والسنن والجوامع والمُصَنَّفات وغيرها.
ونَصَّ على تواتره الحافظُ أبو الحسين السِّجْزِيّ والقرطبيّ صاحب التفسير والحافظ ابن حجر والحافظ السخاويّ وغيرهم .
وألَّف الإمام الشوكانيّ في بيان تواتر حديث المهديّ والدجال ونزول عيسى كتابًا خاصًّا سمَّاه" التوضيح لبيان تواتر حديث المنتظر والدجال والمسيح" أطال فيه وأطاب، وهو كتاب جيد، وقد طُبِع بالهند. وقد نُصَّ على هذا في كتب العقائد المُتداوَلة المشهورة .
والأحاديث عن المهديِّ أيضا تذكير للمسلمين بأن من رسالتهم إزالةَ الظلمِ والجَورِ من العالم أجمع، ونشرَ الحق والخير وتحقيقَ العدالة.انتهى
وفي فتوى مطولة للشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر ،هذه خلاصتها :
إن ظهور المهدي ليس له دليل صريح في القرآن الكريم، وقد رأي ابن خلدون عدم ظهوره كما جاء في الفصل الذي عقده في مقدمته خاصًّا بذلك والشوكاني ألف كتابًا سماه "التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال المسيح " جاء فيه أن الأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها، منها خمسون حديثًا فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر وهي متواترة بلا شك ولا شُبْهة.
ومهما يكن من شيء فإنَّ ظهوره ليس ممنوعًا عقلاً، ولم تَثْبُتْ استحالته بدليل قاطع كما أن أدلة ظهوره لم تسلم من المناقشة، والعقائد لا تثبت بمثل هذه الأدلة على ما رآه المحققون. فمن أثبت فهو حُرٌّ فيما يُرى، لكن لا يجوز أن يفرض رأيه على غيره، ومَنْ نَفَي لم يخرج من الإيمان إلى الكفر.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: في زمان المهدي تكون الثمار كثيرة، والزروع غزيرة، والمال وافر، والسلطان قاهر، والدين قائم، والعدو راغم، والخير في أيامه دائم.. عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أبشركم بالمهدى
يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما
ويرضى عنه ساكن السماء ، وساكن الأرض
ويملأ الله قلوب أمة محمد غنى ، فلا يحتاج أحد إلى أحد ، فينادي مناد : من له في المال حاجة ؟ قال : فيقوم رجل ، فيقول : أنا . فيقال له :
ائت السادن - يعني الخازن - فقل له : قال لك المهدي أعطني . قال : فيأتي السادن فيقول له : فيقال له : احتثي فيحتثي ، فإذا أحرزه قال :
كنت أجشع أمة محمد نفسا ، أو عجز عني ما وسعهم ؟ قال : فيمكث سبع سنين ، أو ثمان سنين ، أو تسع سنين ، ثم لا خير في الحياة ، أو في العيش بعده "
حدثنا زيد بن الحباب ، حدثني جعفر بن سليمان ، حدثنا المعلى بن زياد ، عن العلاء بن بشير المزني ، وكان بكاء عند الذكر شجاعا عند اللقاء
" عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري مثله ، وزاد فيه : "
فيندم ، فيأتي به السادن فيقول له : لا نقبل شيئا أعطيناه.
رواه احمد بن حنبل فى المسند
عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " في ذي القعدة تجاذب القبائل وتغادر ، فينهب الحاج ، فتكون ملحمة بمنى ، يكثر فيها القتلى ، ويسيل فيها الدماء ، حتى تسيل دماؤهم على عقبة الجمرة ، وحتى يهرب صاحبهم فيأتي بين الركن والمقام ، فيبايع وهو كاره ، يقال له : إن أبيت ضربنا عنقك ، يبايعه مثل عدة أهل بدر يرضى عنهم ساكن السماء وساكن الأرض " قال أبو يوسف : فحدثني محمد بن عبد الله ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : " يحج الناس معا ويعرفون معا على غير إمام ، فبينما هم نزول بمنى إذ أخذهم كالكلب ، فثارت القبائل بعضها إلى بعض ، واقتتلوا حتى تسيل العقبة دما ، فيفزعون إلى خيرهم ، فيأتونه وهو ملصق وجهه إلى الكعبة يبكي كأني أنظر إلى دموعه ، فيقولون : هلم فلنبايعك ، فيقول : ويحكم كم عهد قد نقضتموه وكم دم قد سفكتموه ، فيبايع كرها فإذا أدركتموه فبايعوه فإنه المهدي في الأرض ، والمهدي في السماء "
اخرجهالحاكم فى
المستدرك على شرط الصحيحين .
من الواضح ايضا ان المبايعون للمهدي وعدتهم مثل عدة اهل بدر من أولياء الرحمن , يحبهم الله ويرضى عنهم ويأمر جبريل عليه السلام بحبهم
ومن ثم ساكن السماء ووساكن الارض
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم :
" ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه ، حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة ،
وحتى يملأ الأرض جورا وظلما ، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم
فيبعث الله عز وجل رجلا من عترتي ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا
يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ، ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليهم مدرارا
يعيش فيها سبع سنين أو ثمان أو تسع ، تتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره "
اخرجه الحاكم فى
المستدرك على الصحيحين وقال
" هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه "
ما نتيجة بغض الله سبحانه وتعالى على اعداء الاولياء وأمره سبحانه وتعالى لساكن السماء والارض بالبغض عليهم
وروي عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
يبيت قوم من هذه الأمة على طعام وشرب ولهو ولعب فيصبحون قد مسخوا قردة وخنازير وليصيبنهم خسف وقذف
حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليلة ببني فلان وخسف الليلة بدار فلان
ولترسلن عليهم حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط على قبائل فيها وعلى دور
ولترسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على قبائل فيها وعلى دور
بشربهم الخمر ولبسهم الحرير واتخاذهم القينات وأكلهم الربا وقطيعة الرحم وخصلة نسيها جعفر .
مسند الطيالسي والمستدرك على الصحيحين للحاكم