صاحبة السمو ,,
تتهادى لوحدها لتنطرح على سجاد الورق
لا أعتصر ملكات ذهني لتخرج عبارات منمقة ,,
ولا أستجدي قلبي ليطرح بين يدي كلمات متكلفة ,,
فهي شرارة تبرق ,, ثم يأتي مخاض العبارات سهلا يسيرا ,,
أبدا لا أستمطر ذهني لتتساقط زخات الكلمات ,,
لكن أفضل المطر ينزل طبيعيا ,, وحينها ينزل مدرارا ,,
ها هي الكلمات تزحف زحفا إلى أناملي لتنطرح بين سلسلة عباراتي ,,
فالعبارات نتاج ما يختزن في الذهن ,, صقلتها تجارب محيطة ,, وترعرعت في حضن البيئة
هي رسول أفكاري ,, وهي عنوان شخصيتي وتوجهي وما يختمر في قلبي ,,
فالكيس الفطن يعرف خبايا الناس من طبيعة عباراتهم , وخاصة عند انفعالاتهم ,,
فالعبارة أبدا لا تكذب عند الانفعال ,, لأنها بلا تحكم منك تخرج ما يخفى ويكمن في القلب ,,
هل تساءلت يوماً : كيف أختار عباراتي لأفصلها على مقاس الموقف ؟؟
ما هي القاعدة التي تبني من خلالها كيان تلك العبارة التي تخرج منك ,,
نعم هي كلمة ,, كلمة ,, كلمة ,, فتبنى العبارة ,,
هل هذا كل ما في الأمر ؟؟ بالطبع لا ,, بل يبدو ان هذا أسهل ما بالأمر ,,
ماذكر سابقا يفعله كل البشر في جميع مراحله العمرية
ومستوياته الثقافية وميوله الفكريه وتوجهاته الدينية ..
ربما لا تعي ما يدور في ذهنك من مفاوضات حينما تواجه موقف ما ,,
هي مفاوضات سريعة وربما صراعات داخلية لفترة وجيزة ,,
تحاول من خلالها أن تخرج عبارة تعبر عن رأيك أو رد فعلك تجاه موقف ما ,,
في أعماق ذهنك كفتان تحتكمان وعليك الاختيار بحسب ما يرجح من الجهتين :
كفة بها تجاربك , موروثاتك الاجتماعية , طبعك الذي يمثل هوى نفسك
اما الكفة الأخرى فبها النصوص الشرعية ,,
فمن ترجح الآن ؟؟
ما تميل نفسك إليه حسب توافقه مع طبعك , أم حسب ما ورد في الشرع ؟؟
هنا لا تستطيع اختيار العبارة المناسبة للموقف إلا بتسلحك بالعلم ,,
لا بد أن تعرف النص الشرعي الذي يوافق الموقف الذي مررت به حتى تستطيع أن تخرج عبارات صحيحة سليمة موافقة للشرع ,,,
هنا يندحر الهوى ويتراجع حينما يبنى رأيك على قاعدة سليمة من نصوص شرعية ,,
إذن ,,,,,,
صاحبة السمو الكلمة عندما تنبع من النصوص الشرعية بعيدا عن الموروثات البشرية
تصبح قوة عظمى تكتسح كل قوة امامها ,,
تسمو بك إلى أعالي السماء ,,
وعندما تتبع الهوى تقذف بك إلى قاع البحار ,,
نسأل الله لي ولكم العافية الهداية .....
& صاحبة السمو &
