موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

تم غلق التسجيل والمشاركة في منتدى الرقية الشرعية وذلك لاعمال الصيانة والمنتدى حاليا للتصفح فقط

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر الفقه الإسلامي

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 28-08-2022, 09:10 PM   #1
معلومات العضو
الماحى3

افتراضي لا تجعل ذنبك يزرع في نفسك اليأس

وإليك أسوق بعض المحفزات التي تدعوك إلى الإسراع إلى التوبة والطمع في عفو الله وغفرانه كيلا يصيبك اليأس.. ولا يخذلنك الإحباط والقنوط.
1- أن الخطأ صفة في الإنسان
أخي الكريم.. إنك لو تأملت في حقيقة الإنسان لوجدت خلقه ناقصًا.. ولوجدته ضعيفًا قاصرًا عن الكمال في عقله وجسمه ونفسه.. وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال مهم يتعلق بخلق الإنسان.. لماذا خلقه الله ضعيفًا قابلاً للخطأ؟
أخي.. لقد أخبر الله جل وعلا عن الإنسان في آيات كثيرة في كتابه العزيز.. وظهر من تلك الآيات أن صفات النقص التي خلق عليها الإنسان لابد وأن تولد فيه من الأخطاء والزلات ما يناسب تكوينه.. قال تعالى: **وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا** [النساء: 28] وقال سبحانه: **وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا** [الإسراء: 11] وقال عنه أيضًا: **إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا** [الأحزاب: 72]، **إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا** [المعارج: 19-21] وقال تعالى: **إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ** [الحج: 66].. وهذه الصفات وغيرها في الإنسان كلها تدل على أن الإنسان لا كمال.. وأن الخطأ مميز من مميزات الإنسان.. وما كان الله جل وعلا ليخلق الإنسان بهذه الصفة إلا وله من ذلك حكمًا بليغة هو يعلمها.
وإن من أجل الحكم من خلق الإنسان خطاءً أن يعبد المسلم ربه بالتوبة والرجوع إليه.. ليقف على رحمته وعفوه ولطفه.. ولذلك لما خلق الله الإنسان بتلك الصفات, فإنه قد شرع له التوبة ولم يغلق عنه بابها أبدًا حتى تقوم قيامته.
أخي الكريم.. لا تجعل ذنبك يزرع في نفسك اليأس.. فإنك إن كنت أذنبت.. فلأنك إنسان.. فإرادة الله حكمت بأن يعمر الأرض قوم يخطئون.. ثم يتوبون.. فيتوب الله عليه.. وهذا رسوله الله يقسم على ذلك ويقول: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم» [رواه مسلم].
واعلم أخي المسلم.. أن هذا لا يسوغ لك أن تخطئ كل وقت وحين.. بل أنت ملزم شرعًا بطاعة الله ومجاهدة نفسك.. لكن في الوقت نفسه هذا يحفظك أن لا تستسلم لذنبك وأن تجعل التوبة هي مخرجك كلما أخطأت..
2- أن كل ابن آدم خطاء
فلست وحدك من يذنب.. بل خلق الله الناس جميعًا مخطئين.. لا كما لأحدهم ولا عصمة إلا من عصمه الله من أنبيائه ورسله.. ولذلك قال رسول الله r: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» [رواه الترمذي].
ولو كان الله جل وعلا قد خلق الإنسان كاملاً لا يخطئ لما كان لكل فرد من بني آدم حظه من الخطأ.. فهذا فيه دليل على أن الإنسان أي إنسان لا يسلم من الذنب.

من ذا الذي ما ساء قط



ومن له الحسنى فقط


ولذلك قال الله تعالى: **وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ** [فاطر: 45] فهذه الآية عامة في الناس أجمعين ,أنهم كلهم يستحقون من العقوبة على عصيانهم وكسبهم ما يوجب لهم الهلاك وإن كانوا في حقيقة الأمر متفاوتون في أخطائهم. لكن القسم المشترك فيهم أجمعين هو غفلتهم عن عظمة الله وانحرافهم عن توقيره.. فليست المسألة بنوع الذنب وإنما بعظمة من نذنب في حقه.
أخي الكريم.. وهذا – إذا تأملت – يسلي كل مذنب أسرته ذنوبه.. ويقوي عزمه على التوبة والرجوع إلى الله.. لأنه لا أحد يسلم من الخطأ.. وبما أن رحمة الله تسع الناس على ما هم عليه.. فلماذا لا يظل المسلم طامعًا في تلك الرحمة.. منافسًا العباد في التقرب إلى الله بالتوبة ما دام طريقها واجب السلوك في حقهم جميعًا.
3- أن التوبة من الذنب واجبة على الفور
أخي.. وإن مما يدعوك إلى التوبة.. أن الله جل وعلا قد أوجبها على كل مذنب.. بل أوجبها على كل مؤمن مهما كان صلاحه وإيمانه.. وأوجبها على أنبيائه ورسله.. ولذلك تاب آدم u وهو يقول: **رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ** [الأعراف: 23]. وهذا موسى u يقول: **قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ** [القصص: 16].
فالتوبة – أخي – ليست اختيارية في سلوك المسلم.. بل هي واجبة عليك وجوبًا فوريًا، كما قال تعالى: **وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ** [النور: 31].
بادر بالتوبة في وقتها



فالمرء مرهون بما قد جناه


وانتهز الفرصة إن أمكنت



ما فاز بالكرم سوى من جناه


4- أن الله سبقت رحمته غضبه
تأمل أخي هذه الآية: **كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ** [الأنعام: 54] وانظر كيف جمع الله جل وعلا بين ما كتبه على نفسه من الرحمة وبين توبته على عباده.. ولذلك ختم الآية بالجمع بين صفتي الرحمة والغفران.
أخي.. إن رحمة الله جل وعلا قد وسعت كل شيء.. وإن معالمها ومظاهرها في كل شيء.. فبرحمته خلق وأوجد.. وبها أحيا وأعطى.. وبها رزق وأشفى.. وبها يتوب على عباده ويغفر.. فكيف يعرض مسلم عن التوبة إلى الله والرجوع إليه وهو يدرك أن رحمة الله سبقت غضبه.. وأنه ما دخل الجنة من دخل.. ومما نجا من النار من نجا إلا برحمته وغفرانه.. فهذا رسول الله r يقول: «لا أحد يدخل الجنة بعمله, قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته».
أخي.. أقبل على الله يقبل عليك.. فإنه سبحانه يقبل العفو.. ويغفر الذنب بل إنه سبحانه يفرح بتوبتك أيما فرح.. فلا تحرم نفسك من رحمة الله بإعراضك عن التوبة.
أخي.. إن من أدرك أن رحمة الله تسع ذنبه.. وأن الله جل وعلا قد أوجب عليه الرجوع إليه.. وأنه موعود بقبول توبته بل وإثابته عليها.. ثم لا يزال يتردد في التوبة والاستغفار.. لقليل العزم.. مغبون!
أخي.. قال تعالى: **وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ** [الزمر: 33-35].
فانظر رعاك الله كيف قسم الله أعمال المتقين إلى عملين: الأول عمل سيئ والثاني عمل حسن, وبين سبحانه أنه جزاهم على الإحسان إحسانًا.. وكفر عنهم السيئات.. وهذا من رحمته سبحانه بهم ولو حاسبهم على ما عملوا لاستحقوا العقاب.. وهذا يؤكد رحمة الله تعالى.
5- أن الله واسع المغفرة
أخي.. ألم تر أن الخلق كلهم يخطئون.. ألم تر أنهم على ما هم عليه من الخطأ فريقان: فريق في الجنة.. وفريق في السعير!
إنه لو لم يكن الله واسع المغفرة لما دخل الجنة أحد.. ولكن رحمة الله وغفرانه وسعت ذنوب التائبين.. استحقوا بذلك الإحسان من الله فأثابهم على أعمالهم وتوباتهم الجنة. وها هو نداؤه سبحانه يناديك؛ لتلحق بفريق أهل الجنة: **قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ** [الزمر: 53].
وعن أبي هريرة t أنه سمع رسول الله r يقول: «أن عبدًا أصاب ذنبًا فقال: يا رب, إني أذنبت ذنبًا فاغفره، فقال له ربه: علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به. فغفر له، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبًا آخر- وربما قال- ثم أذنب ذنبًا آخر. فقال: يا رب إني أذنبت ذنبًا آخر فاغفر لي قال ربه: علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به. فغفر له. ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبًا آخر – وربما قال – ثم أذنب ذنبًا آخر. فقال: يا رب إني أذنبت ذنبًا فاغفره لي. فقال له ربه: علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به. فقال ربه: غفرت لعبدي فليعمل ما شاء» [رواه البخاري ومسلم].
قيل للحسن البصري رحمه الله: إن الرجل ليذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب إلى متى هذا؟
فقال الحسن: لا أعرف هذا إلا من أخلاق المؤمنين.
أخي.. فتعبد الله بالطمع في سعة غفرانه.. وقل:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة



فلقد علمت بأن عفوك أعظم


إن كان لا يرجوك إلا محسن



فمن الذي يدعو ويرجو المجرم


أدعوك رب كما أمرت تضرعًا



فإذا رددت يدي, فمن ذا يرحمُ


مالي إليك وسيلة إلى الرجا



وجميل عفوك ثم إني مسلم


6- أن اليأس من رحمة الله حرام
وكيف تيأس أخي من قبول الله لتوبتك وقد علمت أن الله جل وعلا واسع المغفرة، وأن رحمته وسعت كل شيء وأن له صفات الجلال والجمال.. إن يأسك من التوبة وقبولها كما فيه جهل بالله جل وعلا وتقصير في حقه.. ففيه أيضًا إسعاد للشيطان الذي يصد المؤمن عن ربه ويقطع طريقه عن الرجوع إليه.. ولذلك فإن الله جل وعلا لا يرضى لعباده اليأس من رحمته، قال تعالى: **وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ** [يوسف: 87] اقرأ في كتب التوبة لترى كيف غفر الله لمن قتل مائة نفس.. فهل قتلت مائة نفس حتى تيأس من التوبة؟!

وإن كنت أذنبت فقم واعتذر



إلى كريم يقبل الاعتذارْ


وانهض إلى مولى عظيم الرجا



يغفر بالليل ذنوب النهارْ


7- أن الله يحب العبد التواب
أخي الكريم.. تذكر أن ما من مؤمن إلا وقد ابتلي بشيء من الذنوب كما قال رسول الله r: «ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنًا، توابًا، نساء، إذا ذكر ذكر» [السلسلة الصحية برقم (2276)]. وما قضى الله جل وعلا على عباده المؤمنين بالذنب إلا ليستخرج منهم التضرع إليه والوقوف على رحمته وعطفه وغفرانه فمن سبق له عناية من الله سبحانه قضى الله بالتوفيق إلى التوبة.. ثم أحبه عليها.. **إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ** [البقرة: 222] ولأن الله جل وعلا يحب العبد التواب فإنه يفرح بتوبته فرح إحسان وإشفاق كما قال رسول الله r: «لله أشد فرحًا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية – فلاة واسعة الأطراف – ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده» [رواه البخاري].
يقول ابن القيم: «ولو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه لما ابتلي بالذنب أكرم الخلق عليه، فلمحبته لتوبة عبده ابتلاه بالذنب الذي يوجب وقوع محبوبه من التوبة وزيادة محبته لعبده فإن للتائبين عنده محبة خاصة».
8- أن التوبة في ذاتها عبادة نفيسة
فـالتـوبـة- أخي- دليل على معرفة المؤمن بربه ومعرفته بحقوقه.. فهو كما يتعبده بطاعته واتباع أمره يتعبده أيضًا بسؤاله المغفرة على التقصير في الطاعة. وهذا الطريق لم يتخلف عنه نبي مرسل ولا صالح من المؤمنين. وهذا رسول الله r يتعبد الله بالتوبة ويرشد أمته إلى ذلك ويقول: «يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة» [رواه مسلم]. قال بعض الحكماء: حرفة العارف ستة أشياء: إذا ذكر الله افتخر.. وإذ ذكر نفسه احتقر.. وإذا نظر في آيات الله اعتبر.. وإذا هم بمعصية أو شهوة انزجر.. وإذا ذكر عفو الله اسبشر.. وإذا ذكر ذنوبه استغفر».
أخي الكريم.. وتذكر أن العبودية التي لأجلها خلقت هي أوسع من أداء شعائر بعينها إنها تشمل كل ما يحب الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.. ومما يحبه الله ويحب أن يتعبد به: التوبة.. **إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ**.
9- أن التوبة دواء الكبر
فالتوبة إلى الله جل وعلا خير كبير.. لا يعرض عنه إلا متكبر جبار.. يعانه الله في أمره.. ويعرض – عمدًا – في طاعته.. قال رسول الله r: «إن من أحبكم علي، وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسانكم أخلاقًا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسًا يوم القيامة: الثرثارون والمتشدقون، والمتفيهقون. قالوا: قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون» [السلسلة الصحيحة رقم (791)].
فإذا كان المتكبر على المسلمين أبعد الناس من الرحمة ومن رسول الله يوم القيامة.. فكيف بالمتكبر على الله.. المعرض عن اللجوء إليه.. والطمع في رحمته وغفرانه.. فلا شك أنه أبعد الناس يوم القيامة عن رحمة الله.. بل قد وعده الله جل وعلا بالنار والحرمان من الجنة فقد قال رسول الله r: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر».
وإن من الظلم والجهل أن يتواضع المسلم مع الناس.. ولا يخضع لله جل وعلا.. ويظل على عصيانه مصرًا!
10- أن التوبة دليل الإيمان ومعرفة الله
فالمؤمن التائب.. الملازم لعتبة الاستغفار والعودة إلى الله هو أفقه الناس بنفسه وحقيقتها وأعرب الناس بالله.. لأنه لما اطلع على حال نفسه وعلم نقصها وضعفها.. ثم اطلع على صفات العفو والمغفرة والرحمة عند الله.. أوجب له اطلاعه وعلمه ملازمته للتوبة.. فلا تراه متعمدًا في ارتكاب المعاصي أبدًا.. لكنه إذا غفلته نفسه.. أو غلبه طبعه.. قام واستغفر وتاب إلى الله لما يعلمه من حب الله للتوبة وبغضه للإصرار على الذنب.
11- أن الإصرار على الذنب يوجب العقوبة
فعامة البلايا والمصائب إنما تنزل بسبب الذنوب كما قال تعالى: **وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ**.
أخي.. ولهذا فإن التوبة هي سبيل فكاكك من مغبات الذنوب.. وهي كشف همك وزوال غمك.. يقول ابن القيم رحمه الله: «أما تأثير الاستغفار في دفع الهم والغم والضيق فمما اشترك في العلم به أهل الملل وعقلاء كل أمة أن المعاصي والفساد توجب الهم والغم وضيق الصدر، ولا دواء لها إلا بالتوبة» [زاد المعاد 4/208].
وعقوبات المعاصي كثيرة خطيرة فهي توجب الحرمان من الرزق ولا دواء لها إلا بالاستغفار وتوجب قسوة القلب ولا رقة له إلا بالتوبة.. وتوجب بغض الخلق وقلة التوفيق، ووهن البدن وانعدام البركة؛ ومنها ما هو معجل مهلك.. واللبيب من يبتغي في الإسراع إلى التوبة السلامة.
12- أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له
فهذا أعرابي جاء إلى الرسول r فقال: أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئًا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها: فهل لذلك من توبة؟ قال: «فهل أسلمت؟» قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال: «تفعل الخيرات، وتترك السيئات، فيجعلهن الله لك خيرات كلهن». وقال: «وغدراتي وفجراتي؟» قال: «نعم». قال: الله أكبر، فما زال يكبر حتى توارى» [صحيح الترغيب برقم (3164].
يا من أسا في ما مضى ثم اعترف






كن محسنًا فيما بقي تلقى الشرف


واسمع كلام الله في تنزيله






إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف


    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 28-08-2022, 11:32 PM   #2
معلومات العضو
رشيد التلمساني
مراقب عام و مشرف الساحات الإسلامية

افتراضي

جزاك الله خيرا ونفع بك

 

 

 

 


 

توقيع  رشيد التلمساني
 لا حول و لا قوة إلا بالله
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 09:59 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com