من أهم ما يتميز به المسلم والمسلمة اللذان تعلق قلبهما بالله وطبقا في حياتهما شرعه وامتثلا أمره تلك الراحة النفسية والاطمئنان القلبي فلا تراهما إلا مبتسمين حتى في أحلك الظروف وأقسى الحالات فهما يدركان أن ما أصابهما لم يكن ليخطئهما وأن ما أخطأهما لم يكن ليصيبهما فلا يتحسران لفوت محبوب ولا يتجهمان لحلو مكروه فربما كان وراء المحبوب مكروهًا ووراء المكروه محبوبًا ]وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[ لا تغرهما زخارف الدنيا وإن كانا لا يتركان نصيبهما منها ]وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا[ لمعرفتهما أن الدنيا بقصر عمرها وامتلائها بالغصص والنكد لا تستحق أن يغضب الإنسان من أجلها ولا أن يتحسر لفوت شيء منها فهي لا تساوي شيئًا مع الآخرة دار القرار حيث النعيم الأبدي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر للمؤمنين الصادقين