الدعاء عند لبس الثوب الجديد
رب العزة تبارك و تعالى رزقك ثوبا جديدا ، اشتريت ثوبا ، عمامة أو قميصا ، أو سروالا جديدا ، أي ثوب اشتريته أو حتى أكرمك الله حذاءً جديداً ، فيستحب لك أن تدعو بدعاء النبي صلى الله عليه و سلم ، لأن هذا الثوب الذي اشتريته بمالك و فصلته و جئت لتلبسه ، من الذي رزقك إياه ؟ الله طبعا ، تبارك وتعالى ، ومن هنا يجب أن تشكر الله عز و جل ، وأن تعلم أن هذه النعمة إنما هي من الله ، وأن كثيرا من الناس لا يجدونها ، فلا تنسى الله عز وجل ، لأنه يقول : ولإن شكرتم لأزيدنكم ، فالشكر سبب في زيادة النعم .
الدليل
ما رواه أبو داوود و صححه الألباني لحديث سويد بن نصر بأنه أخبرنا عبد الله بن المبارك عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه عمامة أو قميصا أو رداء ثم يقول
"اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ كَسَوتَنِيه،أسْألك مِنْ خَيرِهِ وخَيْرَ ما صُنع لَهُ،وأعُوذُ بِكَ مِنْ شرِّه وشَرَّ ما صُنِعَ لَهُ " (1)
قَوْلُهُ : ( إِذَا اِسْتَجَدَّ )
أَيْ لَبِسَ ثَوْبًا جَدِيدًا وَأَصْلُهُ عَلَى مَا فِي الْقَامُوسِ صَيَّرَ ثَوْبَهُ جَدِيدًا وَعِنْدَ اِبْنِ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اِسْتَجَدَّ ثَوْبًا لَبِسَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَكَذَا رَوَاهُ الْخَطِيبُ وَالْبَغَوِيُّ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ , فَالْمَعْنَى إِذَا أَرَادَ أَنْ يَلْبَسَ ثَوْبًا جَدِيدًا لَبِسَهُ يَوْمَ الجمعة .
( سَمَّاهُ )
أَيْ الثَّوْبَ الْمُرَادَ بِهِ الْجِنْسُ
( بِاسْمِهِ )
أَيْ الْمُتَعَارَفِ الْمُتَعَيَّنِ الْمُشَخَّصِ الْمَوْضُوعِ لَهُ
( عِمَامَةً أَوْ قَمِيصًا أَوْ رِدَاءً )
أَيْ أَوْ غَيْرَهَا كَالْإِزَارِ وَالسِّرْوَالِ وَالْخُفِّ وَنَحْوِهَا وَالْمَقْصُودُ التَّعْمِيمُ فَالتَّخْصِيصُ لِلتَّمْثِيلِ بِأَنْ يَقُولَ رَزَقَنِي اللَّهُ أَوْ أَعْطَانِي أَوْ كَسَانِي هَذِهِ الْعِمَامَةَ أَوْ الْقَمِيصَ أَوْ الرِّدَاءَ , وَأَوْ لِلتَّنْوِيعِ , أَوْ يَقُولُ هَذَا قَمِيصٌ أَوْ رِدَاءٌ أَوْ عِمَامَةٌ
( أَسْأَلُك خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ )
قَالَ مَيْرَكُ : خَيْرُ الثَّوْبِ بَقَاؤُهُ وَنَقَاؤُهُ وَكَوْنُهُ مَلْبُوسًا لِلضَّرُورَةِ وَالْحَاجَةِ , وَخَيْرُ مَا صُنِعَ لَهُ هُوَ الضَّرُورَاتُ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا يُصْنَعُ اللِّبَاسُ مِنْ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ طَوِيلًا وَسِتْرِ الْعَوْرَةِ , وَالْمُرَادُ سُؤَالُ الْخَيْرِ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ وَأَنْ يَكُون مُبَلِّغًا إِلَى الْمَطْلُوبِ الَّذِي صُنِعَ لِأَجْلِهِ الثَّوْبُ مِنْ الْعَوْنِ عَلَى الْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ لِمَوْلَاهُ , وَفِي الشَّرِّ عَكْسُ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ , وَهُوَ كَوْنُهُ حَرَامًا وَنَجَسًا وَلَا يَبْقَى زَمَانًا طَوِيلًا . أَوْ يَكُونُ سَبَبًا لِلْمَعَاصِي وَالشُّرُورِ وَالِافْتِخَارِ وَالْعُجْبِ وَالْغُرُورِ عِنْدَ الْقَنَاعَةِ بِثَوْبِ الدُّونِ وَأَمْثَالِ ذَلِكَ اِنْتَهَى . وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى اِسْتِحْبَابِ حَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَ لُبْسِ الثَّوْبِ الْجَدِيدِ .
هذا الدعاء إخواني مهم جدا و له بإذن الله أجر عظيم و ثواب جزيل
هل تتصور أن الإنسان إذا دعا بهذا الدعاء يغفر له ما تقدم من ذنبه ؟
(1) الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن القيم - المصدر: صيغ الحمد - الصفحة أو الرقم: 1/53 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4020 خلاصة حكم المحدث: صحيح