المعتزلة وهؤلاء : أخذوا عقيدة الجهمية ولكنهم صاغوها بعبارات أقل دلالة علي التعطيل فأثبتوا الاسم ونفوا الصفة فقالوا سميع بلا سمع و بصير بلا بصر . وقد بني هؤلاء مذهبهم علي شبهات باطلة منها قولهم لو أثبتنا هذه الصفات المتعددة للزم من ذلك تعدد الذات بتعدد الصفات.
والرد عليهم أن الصفات لا تقوم إلا بذات والصفة لا تكون مستقلة عن الذات أبدا والانفصال بين الذات والصفات هو في الذهن فقط وليس في الخارج من شئ فالله تعالي واحد في ذاته فلا تتجزأ واحد في صفاته فلا يشاركه فيها أحد في فعاله لا يناظره فيها أحد . لذلك اتفق أهل السنة علي تسمية اليد والقدم لله صفات ولا يقولون أجزاء حيث أن الله لا يتجزأ إنما هي صفات . وصفات الله تدل علي ذاته مطابقة وتضمنا والتزاما ومعني مطابقة أي بالتطابق فلا تزيد على الذات في شئ إنما هي منطقبة عليها لا تدل إلا عليها فلا تدل علي شئ زائد عليها ، تدل علي صفة الرحمة تضمنا وعلي باقي الصفات التزاما فالعليم تدل علي الذات مطابقة ، وعلي العلم تضمنا وعلي بقية الصفات التزاما.