[*]إمام مسجدنا لص ؟!
[*]حكى أحد أئمة دول الساحل الإفريقي (في مقطع مصور بالفرنسية ترجمته و أعدت صياغته) أنه تم تعيين إمام حافظ لكتاب الله عارف باللهجة المحلية متفقه في الدين في مسجد قرية فاستحسن الجميع ذلك .
[*]فكانت العوائل تتنافس على إكرامه في بيوتها و خاصة في شهر رمضان. و بعد مدة جاء دور عائلة. فدعوا الإمام للإفطار عندهم. فحضر الإمام بعد أداء صلاة المغرب فاستقبل أحسن استقبال و أكرم غاية الإكرام. ثم انصرف الإمام و هو يدعو لهم.
[*]و لما بدأت المرأة تنظيف المائدة و تنظيم غرفة الاستقبال تذكرت أنها كانت قد وضعت مبلغا معتبرا من المال على المائدة فلم تجده و بحثت في كل الغرفة فلم تجد له أثرا.
[*]و لما عاد زوجها من التراويح أخبرته زوجته الخبر و سألته إن كان قد أخذ المال فنفى ذلك. و بعد تفكير تذكرا أنه لم يدخل بيتهم أحد غير الإمام كما أن لديهم بنت رضيعة لم تغادر مهدها. فتوصلا إلى أن المتهم الوحيد هو الإمام. فغضب الرجل غضبا شديدا كيف يقوم الإمام بذلك
[*] و هو الذي دعاه إلى بيته و أكرمه في شهر رمضان و هو من المفروض أن يكون قدوة للناس. و رغم غضبه كان الرجل حييا فكتم الأمر في نفسه و استحى أن يواجه الإمام بذلك . و لكنه في نفس الوقت صار يجتنب الإمام كي لا يسلم عليه أو يحادثه.
[*]و بعد مرور سنة كاملة و في رمضان الموالي جاء دور نفس العائلة لدعوة الإمام إلى الإفطار مرة أخرى و لكن الرجل تذكر حادثة السرقة. فتشاور مع زوجته و كانت امرأة صالحة فشجعته على ذلك قائلة : لعل للإمام ظروفا قاهرة قد اضطرته إلى ذلك و لنعف عنه عسى أن يعفو الله عنا.
[*]إذن دعا الرجل الإمام فلما أنهى إفطاره سأله : ألم تلاحظ أنني قد غيرت من معاملتي معك منذ رمضان الفائت. قال : نعم. و لم أتابع الأمر لكثرة انشغالاتي
[*] قال : أسألك و أجبني بصراحة. لقد نسيت زوجتي مبلغا من المال فوق المائدة و قد اختفى بعد ذهابك و قد بحثنا عنه دون جدوى. فهل أنت الذي أخذته؟
[*] فقال الإمام : نعم أنا الذي أخذته.! فبهت صاحب البيت.!!! ثم استطرد الإمام فقال: لقد لاحظت المبلغ و كانت النافذة مفتوحة فإذا بتيار هوائي بعثر المال فجمعته حتى لا يضيع تحت الأثاث فيصعب عليكم وجوده. ثم أطرق رأسه و بدأ يشهق بالبكاء.
[*]ثم قال : أتدري لم أبكي؟ أنا لا أبكي على اتهامك لي
[*]و إن كان بالفعل مؤلما. و لكن أبكي لأنه قد مر 365 يوما لم يقرأ أحدكم شيئا من القرآن من المصحف و لو فتحتم المصحف و لو مرة واحدة لوجدتم نقودكم فيه. فأسرع الرجل إلى المصحف وفتحه فوجد المبلغ فيه كاملا.!!!!!