بسم الله خير الأسماء والصلاة والسلام على محمد قائد الثورة الالهية وعلى أنبياء وأولياء الله
(وَمن لَم يَجعلِ اللَّهُ لَهُ نوراً فَمَا لَهُ مِن نورٍ)
الإيمان بالله يحررنا
الإيمان بالله هو طريق الحرية الحقيقية ومن يبحث عن الحرية في غير هذا الطريق فلن يصل سوى الى أوهام حرية تستعبده من جديد من حيث يعلم أو لا يعلم الى الدنيا والى الأسباب المادية والى القبيلة سواء كانت قبيلة حزبية أو دينية طائفية أو عشائرية ، وحده الإيمان بالله يحرر الإنسان ، وأي طريق غيرالإيمان ليس سوى طريق إستعباد للإنسان ، لذلك علينا أن نعلم أن الإيمان بالله هو الذي يحررنا ، فالإيمان بالله سبحانه يحررنا من الركون الى القوة المادية ومن الشعور بأهمية القوة ويعلمنا كيف نحارب الباطل كله بضعفنا ، وهذا لن يحصل إلا مع الإيمان الحقيقي بالله سبحانه ، والإيمان بالله ربنا يحررنا من الإنحناء للرجال ويعلمنا كيف تكون العزة فينا فلا ننحني إلا لله وحده ، والإيمان بالله يحررنا من التصديق بالموروث تصديقاً أعمى ويجعلنا نملك شجاعة المراجعة للتأريخ والموروث دون أن نخاف في الله لومة لائم ودون أن نستسلم لعقيدة هذا ما ألفينا عليه آباءنا عاكفون ، والإيمان بالله يحررنا من كل أشكال الخوف لأننا نثق بأن الله وحده هو المهيمن وهو المقتدر ولا أحد مقتدر غيره ونثق أنه لا يمكن لأحد أن يصيبنا بأي أذى دون إذن الله سبحانه ، وإذن الله لن يكون إلا برحمة بنا وحكمة من أجلنا ، والإيمان بالله يحررنا من النظر الى الإنجازات المادية ويجعلنا ننظر الى قيمة الإنجازات والإنتصارات المعنوية التي لا يدركها أولئك البعيدين عن الإيمان واليقين ، والإيمان بالله يحررنا من أي إستعباد لأي جهة كانت ، سواء إستعباد سياسي أو إستعباد إجتماعي ، أو إستعباد ثقافي أو إستعباد عاطفي ، لأن الإيمان بالله يجعل كل وجداننا في ساحة العبودية لله وحده جل جلاله ، والإيمان بالله يحررنا من الخنوع لمنطق الكثرة ، فإن إجتمع كل أهل الأرض على منطق دنيوي متدني مادي مبتعد عن الله مستغني عن أولياءه ، فالإيمان بالله يحررنا من التبعية لكل أهل الأرض ويمنحنا قوة الصمود خارج خندق الهزيمة العالمية ، والإيمان بالله يحررنا من الأمل بأهل الدنيا وبأصحاب النفوذ وبالمشاريع المادية والدنيوية الوهمية ويجعل أملنا بالله وحده وبالفرج الإلهي وبالمنقذ الإلهي وبالحل الإلهي وبالبركات الإلهية وبالتدخل الإلهي وليس بتدخل هذه الجهة أو تلك القوة من العاجزين عن إنقاذ أنفسهم فكيف ينقذون غيرهم ، والإيمان بالله يحررنا من شبهات ونوازع العنصرية الدينية التي تطغى على كل أهل المذاهب ويحررنا من الطائفية ومن التعصب ويجعلنا نحمل الحب والرحمة لكل الطيبين والشرفاء والثوار والأحرار مهما كانت إنتماءاتهم ، والإيمان بالله يحررنا من منطق الحسابات المادية إتجاه الواقع ، فلا نشعر بالهزيمة حتى لو تسلط أعداء الحق على كل الأرض ، لأن الله معنا ولأن النصر قادم لا محالة ، لذلك فلن نحمل مشاعر الهزيمة بل نعمل بمشاعر المنتصرين الميقنين بوعد الله ، والإيمان بالله يحررنا من الإنبهار بالحضارة المادية وبهلوانياتها وإنجازاتها العلمية ويجعلنا منبهرين برحمة الله وبكرم الله وبقوة الله وبوعد الله القادم ، والإيمان بالله يحررنا من إستجداء الشرعية من أولئك الذين يتسترون بالدين ويمنحنا قوة اليقين التي بها نأخذ الشرعية من الله سبحانه ومن رضا الله ومن حب الله ، هذا هو الإيمان الحقيقي وهذا ما يفعله ، فإن لم تكن كل هذه الحرية فينا إذاً فمازلنا لا نملك الإيمان الحقيقي بالله ربنا وعلينا أن نصحح المسيرة .
والحمد لله رب العالمين